سامي النصف

الملتقى الإعلامي والبروج العاجية

تعقد في فندق شيراتون الكويت هذه الايام فعاليات الملتقى الاعلامي العربي الثامن، وتقدم خلال تلك الفعاليات الجائزة العربية للابداع الاعلامي التي حصل عليها هذا العام كل من: سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وسمو الأمير الوليد بن طلال والشيخة مي آل خليفة وزيرة الثقافة البحرينية وعميد الصحافة الكويتية احمد الجارالله واذاعة بي بي سي البريطانية، وكان ضيف شرف الملتقى هو المملكة العربية السعودية لدورها الرائد في تطوير الإعلام العربي والسعودي.

والملتقى الاعلامي العربي هو نتاج فكر وجهد الزميل ماضي الخميس الذي ما ان ينتهي من عمل اعلامي ناجح حتى يبدأ في عمل آخر، والمصلحة العامة تقتضي دعم ما يقوم به بوعبدالله لمساعدته في التنقل بذلك الملتقى الرائع من بلد عربي الى آخر كي نثبت اننا أمة عربية واحدة وسط تحديات التفتيت والتشطير التي نواجهها.

وقد عقد الملتقى هذا العام تحت عنوان «الاعلام وقضايا المجتمع» وشارك في تقديم اوراقه وحوارات ندواته ثلة من كبار رجال الاعلام العرب والخليجيين، ومازلت اكرر استغرابي الشديد من عدم نزول بعض الاعلاميين الكويتيين من بروجهم العاجية للالتقاء بزملائهم الضيوف الزائرين، فهل هم مشغولون لهذا الحد بقضايا الامة الكبرى ام انه الحسد المعروف ضد المنجزين، وشراسة منضوي حزب اعداء الناجحين؟! لست ادري!

لقد تحول الاعلام العربي بشكل عام من «عاكس» للحدث قبل عام 2011 الى «صانع» للحدث بعده، فأغلب المتغيرات والثورات قد حدثت بسبب تغطية وسائل الاعلام والاتصال المختلفة، كما ان خارطة طريق ما بعد الثورات والمتغيرات تخطها ـ سلبا او ايجابا ـ اقلام وكي بوردات الاعلاميين في الصحف، وبرامجهم ولقاءاتهم على الفضائيات والاذاعات المختلفة.

آخر محطة:

 1 – سفراتي المتعددة لمصر تجعلني أطمئن محبي وسائحي مصر على الاوضاع هناك، كما أقدر الجهد الرائع لسفيرنا د.رشيد الحمد وطاقم السفارة ومكاتبها العسكرية والصحية العاملة في القاهرة.

2 – والشكر موصول لمدير مكتب «الكويتية» عبدالناصر بهرام ومسؤولي المطار عبدالرضا البلوشي والسيدة الهام ويوسف العدواني وباقي الموظفين على الجهد الطيب الذي يبذلونه لمغادرة الطائرة في الوقت أو قبله!

احمد الصراف

أفضل الأعداء

عدوان، فلسطيني وإسرائيلي، تقاتلا قبل أن يتعارفا ليرويا تجربتيهما المنفصلتين- المتصلتين في كتاب واحد!».
***
انضم بسام ابو شريف إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في أوائل السبعينات، وقبل ان ينهي دراسته في الجامعة الأميركية ببيروت، وأصبح مع الوقت الناطق باسمها قبل أن ينتقل مع نهاية الثمانينات ليصبح مرافقا لـ«ياسر عرفات» ومتحدثا باسمه في ما يتعلق بخطط السلام مع إسرائيل، ولكنه لم يصبح عضوا في فتح أو المنظمة، ويعتقد انه اقنع عرفات بقبول الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، مما أدى تاليا الى اعتراف أميركا بالمنظمة، وهو الذي اقنعه بالدخول في مباحثات السلام في أوسلو مع إسرائيل.
أما الآخر فهو العسكري وضابط الاستخبارات الإسرائيلي «عوزي منحايمي»، المثقف والصحافي وداعية السلام الذي يتقن العربية كأهلها، والذي ينحدر من أسرة هاجر أولها لفلسطين مع بداية القرن العشرين وكان من أوائل المهاجرين الصلبين.
كتب «الإثنان» كتاب The best of Enemies، الذي ترجم للعربية بعنوان «أفضل الأعداء»، واحتل قائمة أكثر الكتب مبيعا في أميركا وأوروبا، واحتوى على كم كبير من المعلومات، التي كانت غائبة عني، ولم أكن أعرف عنها شيئا سواء ما تعلق بحركة القوميين العرب ونشأة الجبهة الشعبية وتاريخ الإرهابي سانشيز، أو كارلوس، وعلاقة جماعة «بادر- ماينهوف» بالجبهة الشعبية، والخطط التي اتبعتها إسرائيل للتخلص من عدد من القيادات العسكرية والفكرية الفلسطينية كأبو إياد وأبو جهاد وغسان كنفاني والعشرات غيرهم، والطريقة التي يعمل بها جهاز «الشين بيت»، وغزو إسرائيل للبنان عام 1982 وما تبع ذلك من خروج عرفات ومقاتليه إلى تونس، ومجازر صبرا وشاتيلا، والأهم من ذلك ما جاء على لسان عوزي منحايمي من روايات تبين كذب ما حاولت إسرائيل ترويجه على مدى قرن من أن فلسطين كانت أرضا بلا شعب وأصبحت أرضا لشعب بلا وطن، وربما لهذا السبب، ولأسباب أخرى لم يروج للكتاب في إسرائيل. المهم أنه «أفضل الأعداء» كتاب جدير بالاطلاع، وهو من منشورات دار الساقي.
***
ملاحظة: ورد في «الراي» أن وزير البلدية، السيد فاضل صفر، رفض قرار المجلس البلدي تسمية شارع الصحافة، غير الرسمي، في الشويخ بشارع «محمد مساعد الصالح»! إن صح الخبر، فإنه معيب حقا، فلم يبذل أحد جهدا في نصف القرن الماضي في دعم الصحافة والنهوض بها كما دفع المرحوم محمد مساعد، وذكراه بالتالي تستحق تكريما كهذا، فليس هناك اسم أكثر مناسبة من اسمه لإطلاقه على تلك الساحة التي تتضمن شارعين قصيرين ومواقف سيارات.

أحمد الصراف