محمد الوشيحي

لا فيدرالي ولا فيدرالك

نحن كده حلوين، كما يقول المصريون. و»نحن» المقصود بها الشعوب الخليجية… أقول ذلك رداً على المطالبين بأن يعز الله دول الخليج بأحد الاتحادين، إما اتحاد فيدرالي أو اتحاد كونفيدرالي، كي تجتمع «العيدان» الخليجية الصغيرة وتشكل عموداً كبيراً يفقأ عين إيران التي لا يملأها إلا التراب.
والفيدرالية باختصار كما يعرف الجميع هي اتحاد دول وأقاليم تحت نظام عام واحد لتتحول إلى دولة واحدة بعَلَمٍ واحد ورئيس واحد، كالولايات المتحدة الأميركية وسويسرا ودولة الإمارات العربية المتحدة ووو، أما الكونفيدرالية فكما هو حال الاتحاد الأوروبي، لكل دولة عَلَمها ورئيسها، لكنها متحدة في السياسة الخارجية والاقتصادية والجمركية والأمنية ووو، على أن تحك كل دولة ظهرها بظفرها داخلياً. وإذا نشبت حرب بين دولتين أو ولايتين متحدتين فيدرالياً، مثل أوهايو ونيويورك الأميركيتين، فهي حرب داخلية أو أهلية، أما إذا نشبت حرب بين دولتين متحدتين كونفيدرالياً، مثل فرنسا وألمانيا، فهي حرب دولية.
خلاص؟ طيب السؤال هنا: «ما هو نوع اتحاد دول الخليج العربي، فيدرالي أم كونفيدرالي؟» الجواب: «هو اتحاد غشمرالي» من «غشمرة» التي تعني المزاح باللهجة الخليجية… نحن نمزح يا صاحبي، فعمرُ اتحادنا الخليجي ثلاثون عاماً بالتمام والرفاء والبنين، استطعنا طوال هذه المدة أن نعمل بطولة رياضية خليجية عرفية «داخل الحوش» غير معلنة، وقّع عليها شاهدان، مثل الزواج العرفي، ومازلنا نناقش توحيد العملة ولون جوازات السفر.
وفضلاً لا أمراً، ألقِ نظرة على طريقة دخول وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي إلى قاعة اجتماعاتهم، وستشاهد كل وزير يحمل حقيبته بنفسه ويمشي وحيداً بسرعة وجدية، ثم ارفع بصرك إلى طريقة دخول وزراء خارجية الخليج قاعة الاجتماعات، وسينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير، وستبهرك مناظر ألف ليلة وليلة، وستذهلك الوفود المرافقة بكبرها وحجمها، وستصعقك الكراسي الإمبراطورية، وسيزدحم المكان بحملة الحقائب والبشوت والعطور ووو.
صحيح أننا كخليجيين شعب واحد بثقافة واحدة وعادات متشابهة، فكل من يتزوج فينا لا بد أن يقضي شهر العسل في ماليزيا، إذا استطاع إلى ذلك سبيلاً، وكل من يتم توزيره منا لا بد أن يحفظ ويسمّع جملة «إننا في هذه المرحلة الحرجة»، وأشياء أخرى، إلا أن ذلك لا يعني أن مستوى الديمقراطية في دولنا واحد، وسقف الحرية واحد. نحن الكويتيين الأعلى والأفضل بلا نقاش ولا هواش، ونحن أصلاً مللنا صغرَ هامش الديمقراطية والحرية عندنا في الكويت، ونريد أن ندخل إلى منتصف الصفحة، فتعرضون علينا الوحدة مع دول لا تعترف حكوماتها لا بالصفحة ولا حتى بالهامش؟ يفتح الله يا سيدي، لا نريد اتحاداً خليجياً ولا شكوراً، «لا فيدرالي ولا فيدرالك أنا لحالي وأنت لحالك». ثم إن ما فينا من الفساد يكفينا، ولم تعد أكتافنا تحتمل المزيد… شكر الله سعيكم.
إذا كنتم ترغبون في اتحاد فابحثوا لنا عن دولة مثل هولندا، نتحد معها ولو عن طريق «الوايرلس»، وعليّ النعمة لأتكفلن بمصاريف العشاء والسهرة إذا وافقت هولندا على الاتحاد معنا، أو السويد مثلاً، أو فنلندا، أو أي دولة لا يتسابق شعبها على تقبيل الأيادي والكتوف. معلش الزعل ممنوع يا أمة والعتب مرفوع بالضمة، واللي يستحي من بنت عمه ينام بلا عشاء. ومتى ما دخل وزراء الخليج قاعات الاجتماعات يحمل كلّ منهم حقيبته بيده، وجلسوا على كراسي كالمعروضة في السوق، ومتى ما أقرت الدساتير، فنحن من الخليج العربي وإليه. وإلى أن يتم ذلك، فلنوقّع مع عمتنا وتاج رأسنا أميركا معاهدة «لجوء عاطفي».

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

حسن العيسى

هذا الشرع يا أسيل

سألت النائبة أسيل العوضي (غير المحجبة) الوزيرة في وزارة تصريف العاجل من الأمور الدائمة موضي الحمود (غير المحجبة أيضاً) عن معنى قيام ملالي الدين مثل الداعية نبيل العوضي وغيره بزيارات «دعوية» لمدارس البنات، وما إذا كانت مثل تلك الزيارات «الفكرية العميقة» تتسق مع برامج وأهداف التربية في وزارة التربية (وتلك الوزارة تاريخياً أضحت مختصة بالتربية الأصولية وليست لها علاقة بالتعليم).
النائبة العوضي تعترض على حفلات غسل العقول للجيل القادم التي تجرى على قدم وساق منذ زمن طويل، تربع فيه مشايخ الصحوة على وسائد الوزارة هانئين مستريحين مهما تغيرت الأسماء «الليبرالية» على كراسي وزارة التربية، بدءاً من د. حسن الإبراهيم حتى د. موضي الحمود. فمناهج التربية التي تحض على كراهية الآخر غير المسلم أولاً ثم يأتي الدور ثانياً على المسلم الذي ليس من أهل «السنة والجماعة»، وتصف طائفتهم بالمارقين الخارجين عن الملة والعقيدة، وتمضي عمليات الاستبعاد المبرمج دينياً «للآخر» إلى ما لا نهاية، وتضيق دائرة الفرقة الناجية شيئاً فشيئاً على «الغير» كي لا يبقى فيها آخر الأمر «غيرهم» هذه المناهج ثابتة كالجبال مهما تفجرت وتشققت حناجر المعترضين. ولا يمكن بالتالي عبور الجسور للجنة الموعودة بغير كروت الإقامة المختومة من دائرة التصديقات في وزارة الحقيقة الخاصة بهم. وتعبير وزارة الحقيقة خلقه جورج أورويل بروايته تحت عنوان ١٩٨٤، وهو (أورويل) وإن قصد به قبل ستين عاماً الأنظمة التسلطية، فإن وصفه يصدق اليوم على كل جماعة تستبعد الآخر وتمارس سلطة «الأخ الأكبر» على الآخرين.
الداعية والكاتب في الصحافة المكتوبة والتلفزيون وفي عوالم الإنترنت الشيخ العوضي يطمئن ويغيظ النائبة د. أسيل بأن الحجاب من أمور الشرع، وهو يزيد يوماً بعد يوم عند بنات أمتنا الكويتية التي تنحي في الإنتاج جانباً كل «كوادر» الأمتين الصينية واليابانية مجتمعتين. كأن الشيخ العوَضي يهمس لقريبته بأن الحجاب فرض من فروض الشرع، وما دام هو من الشرع «فالكل ياكل تبن» مثلما قالها حسين عبدالرضا رئيس محكمة الفريج الكويتية.
أين نجد في رد الشيخ نبيل مكاناً للحوار والرأي الآخر ما دام هذا رأي الشرع! وأين مكان العقل النقدي والجدلي ما دام هذا رأي الشرع! وإذا كان هذا «رأي الشرع» فكيف يمكن أن تنهض هذه الأمة لعوالم المعرفة والعلم والشك الوجودي وتقلع من جمود الخرافة و»العقل الأوحد»، وهو أصل السلطان الأوحد «ظل الله في الأرض» كما عبر أحد خلفاء عصرنا الغابر، نقلع لسماء الحريات والنقد لكل فكر أياً كان من دون رقابة ولا إرهاب «الأخ الأكبر» وولاية مشايخ أهل الشرع. ربما هناك بصيص من الأمل قادم مع ثورات الشباب!
وربما هناك أبواب لجحيم الفكر الإقصائي ستفتح للقادم في عذابات الحروب الطائفية والقبليات التي نشهدها اليوم. «ربما» تعني كلمة احتمال، والمستقبل كله احتمالات، وحتى الغد المجهول، ليس لي غير القول لأسيل إننا ننفخ في قربة مقطوعة ونؤذن في مالطا مع هذا الحكم السياسي، وهذا الفكر المتزمت الرافض لحركة الزمان وتغير المكان، ونحن محشورون بين فكي تلك الرحى ما دام هذا الشرع كما يريده الشيخ نبيل ومن هم على شاكلته وما أكثرهم…!

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

احمد الصراف

المذمة من ناقص

كتب النائب السابق احمد المليفي مقالا ذكر فيه عن احدهم انه بدأ حياته بالتزوير عندما انكر جنسيته واخفى حقيقة جنسية والده، واختط خط الدين لانه اسهل الطرق الى الشهرة والكسب المادي وجمع الاموال من المبرات وتوزيع الاشرطة والاحاديث التلفزيونية لزوم الشهرة والمزيد من المال، وليقيم المسابقات المشبوهة على مستويي الكويت والخليج، كما قام، بجانب التزوير واصطناع المبرات لجمع المال، بدخول عالم السحر ليجني الربح بأقصر الطرق للوصول الى علية القوم، ولكن ليس في كل مرة تسلم الجرة، فارتكب الخطأ الذي كاد ان يزج به في السجن، فابتعد عن هذه المهنة وعاد الى الاعلام.
ورغم ان جنسيته مزورة وأخذها بغير حق وأكل من خير هذا الوطن ونبتت اضلاعه وانتفخت جيوبه كما انتفخ باقي جسده من خير هذا البلد الذي اطعمه من جوع وآمنه من خوف، ورغم انه لا يزال في فترة التجربة ولم يجف حبر جنسيته بل ان حبرها لن يجف، ويجب سحبها في اي وقت لانها نشأت وقامت على معلومات مزورة باطلة، وما بني على باطل فهو باطل، الا انه مارس ساديته وحقده الدفين على الكويت وشعبها، فأصبح همه ان يرد الجميل لهذا الوطن بالشر والقبح بتسليط الضوء على الظواهر الفردية السيئة للمجتمع ويكبرها ويضخمها وكأن الكويت بلد الشر، كل ذلك حبا في الشهرة وامعانا في ايذاء الوطن الذي استضافه واكرمه، بل ان الكثير من الحوادث والاتصالات التي يتلقاها من الجمهور مفبركة ومعدة من طاقمه غير الكويتي! انتهى.
والحقيقة التي فاتت ع‍لى ذلك الشخص كما فاتت ع‍لى «احمدي نجاد» ونظامه، ان شيعة الكويت كويتيون اولاً وثانيا وثالثا، ولا يوجد شيعي كويتي واحد يتمنى ان يهاجر الى ايران او ان يحصل على الجنسية الايرانية، ولا نظن ان التاريخ يذكر قصة واحدة عن شيعي كويتي او خليجي حاول السباحة الى الشواطئ الايرانية محبة في العيش هناك او اكتساب الهوية الايرانية، واذا كان ذلك الشخص يريد سماع الصوت الشيعي معارضا لايران، رغم انه صوت مسموع يوميا على اي حال، فان ما نحتاجه حقا ليس اثبات الشيعة لولائهم، فهذا امر لا نشك فيه، ولكن المطلوب هو كتم انفاس بعض اصحاب اللحى المباركة عن الحديث في الشأن الطائفي، فهم، وبلا اي تجن، قوم مؤججون ومتاجرون بالطائفية، كما انهم يمثلون الوجه الطائفي الاسود عند عامة الشيعة، وليسوا مؤهلين للتحاور مع المعتدلين من الشيعة دع عنك المتعصبين منهم.انتهى.
وهنا نضيف ان من سخريات القدر مطالبة البعض لأمثالي، ومن هم افضل مني بكثير ان يثبتوا ولاءهم لوطنهم، علما‍ بأنهم هم الذين تدور الشبهات حولهم منذ اول يوم وطئت فيه اقدامهم تراب هذه الارض التي لا نحتاج الى شهادة احد لنثبت عشقنا لرائحتها، وهو الاحوج بالتالي لشراء صكوك الغفران وليس التصدي لمهمة توزيعها ع‍لى الغير.

أحمد الصراف