عندما قرأت اسمها لأول مرة قبل سنوات، ورأيت صورتها على موقع القبس بعدها بجانب مقال لها، لم أعر الأمر كثير اهتمام، وأكملت قراءة بقية أخبار الصفحة، ولكن معرفتي الشخصية البسيطة بها جعلتني أشعر بأنني ربما ظلمتها، فما يضيرني لو صرفت بضع دقائق على قراءة ما كتبت، فلا بأس من تحريك اللسان بقراءة بضع كلمات تعبر عما في رأس سيدة مجتمع معروفة وذات اسم مميز، ولكن بعد قراءة بضعة أسطر تبيّن لي مدى خطئي في مسبق حكمي، فقد فاجأني المقال بكلماته السريعة وتعبيراته الدقيقة والواضحة، وان كاتبته تعني ما تقول، وإن كان ما تقوله مرحا بغير ابتذال! كما تبيّن لي أن ما كنت أقرأه، وما قرأته بعدها أبعد ما يكون عن دلع الستات، فعباراتها منتقاة كما ينتقي خبير الشوكولاتة حبات «الشانتيه»، ولكنها كلها مغلفة بالحزن والألم بالأحرى على أوضاع بنات جنسها، وأوجاعهن ومعاناتهن، وعجزها، وعجزنا جميعا، عن احداث التغيير الإيجابي المطلوب في ما تبقى من أعمارنا!
هذه هي الزميلة دلع المفتي، صاحبة المقال الصادق مع النفس والقارئ، التي تكتب ما يختلج في نفسها وينسكب على الورق من خلال قلمها، وإن بخجل أحيانا، والتي صدر لها قبل أيام كتابها الأول بعنوان «هل تسمحون لي…؟»، الذي يستحق القراءة بلا شك.
***
< ملاحظة: ورد في الصحف أن سمو رئيس الوزراء يجري استشارات تشكيل وزارته في منطقة «كراع المرو» الصحراوية، وحيث ان الفترة القانونية المسموح فيها للتخييم في تلك المنطقة قد انتهت مع نهاية الشهر الماضي، فإن هذا يعني أن الحكومة الجديدة ستخرج من رحم مخيم مخالف للقانون!
أحمد الصراف