علي محمود خاجه

طلابة الوطني

إن من يروج اليوم أن «الوطني»… «يضيعون الصقلة» لإبعاد الضوضاء عن سمو الرئيس هم أنفسهم من يسعون إلى حماية حكومة الظل السابقة التي أدارها الشيخ أحمد الفهد، ولم يكشفها سوى نواب «الوطني» الكرام الذين شخصوا المشكلة ووضعوا إصبعهم على الخلل. على الرغم من أنني لا أحب أن ألعب دور المحامي لكتلة أو نائب أو تيار؛ لما يسببه لي أحيانا من ورطة إذا ما اتخذت الكتلة أو النائب أو التيار موقفا مغايراً لرأيي أو مرفوضاً بالنسبة إلي، فإنني أجد نفسي مجبراً في بعض الأوقات على لعب هذا الدور إحقاقاً للحق الذي أراه من وجهة نظري. فأنا للأسف أجد أن هناك هجمة منظمة تقوم بها بعض وسائل الإعلام وبعض الأقلام أيضاً على كتلة العمل الوطني في مجلس الأمة، فتارة يوصمون بحلفاء الرئيس، وتارة يقال عنهم إنهم ضد الشعب، وأحيانا يوصفون بأنهم حيتان تأكل الأسماك الصغيرة من الشعب. كل ذلك وأكثر يقال عنهم، بلا مبرر منطقي كما أرى، وكل الحجج المزعومة أراها كيدية تهدف إلى تغطية سوءة غيرهم بشكل أساسي ولأغراض أخرى أجهلها. وقبل تفنيد كل المزاعم يجب أن أشير إلى أن كتلة العمل الوطني هي الكتلة النيابية الوحيدة التي لم يفز أي من مرشحيها على أساس قبلي أو طائفي أبدا، وهي الكتلة التي لا يوجد من بين أعضائها أي نائب حصل على الكرسي الأخضر من خلال جرائم الانتخابات، كانتخابات فرعية أو شراء للذمم أو تزوير لإرادة الناس. نأتي الآن للقول الزاعم إن «الوطني» حلفاء سمو الرئيس وحُماته، وعلى ما يبدو أن المروجين لهذا الطرح يبنون طموحاتهم في تأكيد هذا الادعاء على ضعف ذاكرة الكويتيين، ففي الأمس القريب جدا طلب ممثلو «الوطني» عدم التعاون مع سمو الرئيس، بل شاركوا بممثل لهم في استجواب سموه، وأجمع النواب في تصريحاتهم على أن ممثل «الوطني» صالح الملا هو أفضل المتحدثين في الاستجواب على الإطلاق، وأعتقد أن ذلك دليل كاف على تفنيد هذا الادعاء المضحك، أما بالنسبة إلى ما يقال عنهم من أنهم حيتان أو أنهم ضد احتياجات الشعب، فذلك أيضا أمر واهٍ لا أساس له من الصحة، واستجواب الهروب الكبير لأحمد الفهد برهن في محاوره كيف أنهم أقاموا استجوابهم بمحورين كاملين من أصل أربعة على الهدر الحاصل لأموال الدولة، وهي أموال الشعب قطعا، واستجواب الهروب الكبير لأحمد الفهد برهان ساطع على كيفية استخدامهم أقسى الأدوات الرقابية المتاحة لهم من أجل حماية أموال الشعب ومصالحه. إن من يروج اليوم أن «الوطني»… «يضيعون الصقلة» لإبعاد الضوضاء عن سمو الرئيس هم أنفسهم من يسعون إلى حماية حكومة الظل السابقة التي أدارها الشيخ أحمد الفهد، ولم يكشفها سوى نواب «الوطني» الكرام الذين شخصوا المشكلة ووضعوا إصبعهم على الخلل، وهو ما أشاركهم فيه الاعتقاد، وأعني هنا الشيخ أحمد الفهد. بل إن عودة احمد الفهد إلى الوزارة مجددا ستكشف قطعا من سيقبل بعودته دون حراك، ومن يحمي حكومة الظل، ومن سيرفض ذلك من أجل حكومة واحدة تملك قرارها دون تدخل غير دستوري. ختاما أكرر بأن ليس كل موقف يتخذه «الوطني» يوافق آرائي ومعتقداتي، لكن تلك هي طبيعة الأمور، فلن يطابق أي فرد كل آرائي ومواقفي سواي، ولكني مؤمن قطعا بأن كتلة العمل الوطني هي الأفضل أداءً نيابياً، وهي الأكثر انسجاما مع الدستور وثوابته. تلك هي كتلة العمل الوطني، فهاتوا برهانكم بمن هم أفضل منهم حاليا في المجلس بدل أن تنتقدوهم نقداً غير بناء أبدا كما أرى.

سامي النصف

العنصرية الفئوية والعنصرية الطائفية

التعامل مع الآخرين يأخذ إحدى صورتين، أولاهما تعامل إنساني لا يجد صاحبه فرقا أو تمييزا بينه وبين الآخر، بل يجد في تنوع الاطياف إضافة للمجتمعات، وان خليطنا المذهبي والفئوي هو أمر أشبه بالمزهرية التي يزيدها جمالا تنوع ألوان الورد والزهر فيها، وان التعايش لا الإلغاء هو ما يضمن ديمومة المجتمعات ورقيها وتقدمها.

الصورة الأخرى في التعامل مع الآخر هي النهج العنصري سواء كان قائما على معطى المذهب السني ـ الشيعي أو الفئوي القبلي ـ الحضري، أو حتى التفرعات الأخرى من تباينات سياسية دينية ـ ليبرالية أو اقتصادية أو غيرهما، وضمن ذلك النهج القميء يتم بث روح الكراهية الشديدة لغير المنتمي للجماعة ويأخذ الطرح العنصري طريقا ذا اتجاهين، فعنصرية باتجاه لا يقابلها تصحيح ورفض لتلك العنصرية، بل بعنصرية مضادة لا تقل كراهية مدمرة عنها، وهو أمر خطير ينخر في أساس المجتمع الكويتي ويحتاج الى معالجة تشريعية ومؤسساتية تنزعه من جذوره.

لقد أصبحنا في الكويت أشبه بشخص طوله متران ولديه ثوب «وحدة وطنية» طوله متر واحد اذا غطى به طرفه الأعلى (الفتنة والعنصرية الشيعية ـ السنية) انكشف طرفه الاسفل (الفتنة والعنصرية الحضرية ـ القبلية) والعكس صحيح، وان الحل يكمن إما في تقليل وتقصير العنصريات والفتن حتى يكفيها ويغطيها ثوب الوحدة الوطنية الحالي، أو بتطويل ذلك الثوب عبر العمل الدؤوب (مناهج مدرسية وتشريعات رادعة وتجمعات اخاء وطني.. إلخ) كي يغطي الفتن مهما زادت وتكررت.

لقد أصبحنا أسوأ عنصرية حتى من ألمانيا النازية، فقد كان لهتلر ورهطه عنصرية واحدة تجاه الآخرين ممن لم يقابلوا عنصريته بعنصرية مضادة، أما لدينا فقد أصبحت العنصرية طريقا متعدد الاتجاهات يضم ضمن ما يضم عنصريات مقيتة تجاه الجوار والإقليم والمحيط العربي ويمتد لاخوتنا في الانسانية من ضيوف ووافدين.

آخر محطة:

(1) التقيت بالسيد محمود حيدر مرات قليلة في أحد الدواوين وقد لاحظت عليه الأدب الجم في أقواله وتصرفاته، وقد تكون ردود الفعل الغاضبة ضده قائمة على ما يأتي في وسائل إعلامه التي لا يديرها هو بشكل مباشر. نقد السيد حيدر أو أي شخصية عامة أخرى أمر مقبول مادام لم يتجاوز حدود النقد الهادف، أما النقد القائم على العنصر والمذهب والانتماء، فهو نقد مرفوض بالمطلق.

(2) وإحدى الأطروحات العنصرية المرفوضة تماما هي تقسيم المجتمع الكويتي الى دماء زرقاء ودماء حمراء ومسميات أخرى ما أنزل الله بها من سلطان لتبرير ترويج وإفشاء الحقد والعنصرية والكراهية في مجتمع يفرض عليه دينه وعرفه وإنسانيته ومستلزمات وحدته الوطنية أن يكون الناس فيه متساوين كأسنان المشط، ولا قطرة أقل من ذلك.

احمد الصراف

رد على تعقيب د. العوضي

أخي عبدالرحمن العوضي. أشكرك على لفت نظري إلى أن «منظمتك» لا علاقة لها بالأمم المتحدة، وأنها بحرية وليست برية، ولكنك تعلم جيدا أن هذا نوع من الهروب من موضوع المقال ولبه، فأخطاء المقال لا علاقة لها بحقيقة أنك تسيطر على هذه المنظمة الإقليمية منذ ثلاثة عقود، ويبدو أنها لا تستطيع الفكاك منك إلا بالـ…! فالهدف من المقال كان، ولا يزال، هو ضرب مثال على أن تشبث بعض الزعماء بكرسي الحكم يقابله تشبث بعض الإداريين بكراسيهم. أما أن المنظمة تتبع هذه الجهة وليس غيرها فإنه لن يغير من حقيقة أنك، وانت في هذا العمر المتقدم، لا تزال تصر على أن عندك ما تعطيه. وأما ما ذكرته من أنني لم اجد احدا أهاجمه فهاجمتك فادعاء غير دقيق، وما عليك سوى زيارة أرشيف القبس في الشويخ لتكتشف خطأك، علما بان لا علاقة لي بك ولا أعتقد أنك تسببت يوما في الإضرار بي شخصيا أو بمصالحي، وبالتالي لا أدري لماذا جعلت المسألة خلافا شخصيا، فحق عليك، وأنت الذي ستبلغ قريبا الــ75 من عمرك، وبعد 30 عاما في المنظمة، ونصف قرن في غيرها، والمسؤول عن موضوع يهم صحة الجميع أن تستقيل لتترك المجال لغيرك، بدلا من أن تصف من ينتقد وضعا عاما بما لا يليق من وصف. وصدقني، إن شئت، أنا اكن لك احتراما وليس بيني وبينك عداوة بالطبع، ولا وقت لدي للحقد عليك أو على غيرك، وكل ما هناك أن وضعك في المنظمة طرأ على بالي في خضم كل هذه التغيرات التي نعيشها فكنت مثال المتشبث بكرسيه، لا أكثر.
وهنا أتمنى عليك، وأنت المسؤول عن البيئة البحرية من شمال الكويت وحتى عمان، كما قلت في ردك، أن ترسل لــ القبس بيانا واحدا صدر عن «منظمتك» وتم تعميمه بطريقة واسعة، يتعلق بسلامة مياهنا البحرية، بعد كارثة محطة مشرف وغيرها، وصلاحيتها للسباحة والاستخدام والصيد، فإن أبرزت هذا الدليل فسأستقيل من الكتابة إلى الأبد، وإن لم يوجد شيء فهذا يعني فشلك، وهنا عليك بالاستقالة من المنظمة والتفرغ لأعمالك التجارية الواسعة والاستمتاع بما حققته من ثروة طائلة، ولتعط. المجال للدماء الجديدة لتشغل مناصبك التنفيذية والفخرية، فالوطن يستحق الأكثر والأجمل، وابتعد عن وصف الناس بأكياس الفحم، فردك بيّن استمتاعك بإلقاء نفسك عليها!
وأخيرا دعني أخبرك يا سيدي بأن محرر القبس منع نشر ثلاثة من مقالاتي في هذا الأسبوع فقط، ولدي 22 مقالا بانتظار النشر، وبالتالي لست بحاجة للبحث عن مواضيع جديدة ومهاجمة الآخرين بغير سبب!

أحمد الصراف