سامي النصف

النهج الجديد ومراسي سفينة الوطن

الدستور نص متكامل لا يجوز الايمان ببعضه والكفر ببعضه الآخر ونصوصه نصت بشكل حاسم وواضح على أن اختيار من يكلف بتشكيل الوزارة هو حق صاحب السمو الأمير حيث تتجمع لديه معلومات ورؤى لا تتوافر لغيره، يضاف لها هذه الايام خبرة مسؤول محنك له تجارب أربعين عاما في العمل الديبلوماسي والسياسي الدولي تؤهله لمعرفة المتطلبات والاستحقاقات الاقليمية والعربية والدولية اللازمة لذلك التشكيل بما لا يعرفها غيره.

النهج الجديد المطلوب للمرحلة المقبلة لا يقتصر على الأداء الحكومي، بل يجب أن يمتد الأمر للمواطن والناخب الذي عليه أن ينظر الى ما هو أبعد من الرغبات الذاتية والانانية المدغدغة، الى حث وحض نوابه الافاضل على تقديم المقترحات والتشريعات التي تفيد الوطن ككل لا قطاعا منه.

كما يجب أن يمتد مفهوم النهج الجديد الى النواب الافاضل، فالدعم والتأييد يجب أن يوفر للحكومة الجديدة أيا كان رئيسها وأيا كان أعضاؤها فهم في النهاية جميعا أبناء الكويت حالهم حال النواب الافاضل، وسفينة الوطن تمر هذه الايام بأوقات صعبة وحرجة فرضتها المتغيرات الدولية والاقليمية، مما يستوجب على الجميع تسخير الجهود لا لعرقلة بعضنا البعض، بل للتأكد من أن المسار متجه بنا الى الموانئ الآمنة والمستقبل المشرق.

ويحتاج الاعلام المحلي أن يتجاوب مع النهج الجديد، فلا يجوز التضحية والتفريط في المصالح العليا للأوطان لأجل مصالح ضيقة قد لا تزيد عن الرغبة في كسب حفنة من المشاهدين أو القراء، ان التهدئة في السفينة التي تمخر عباب البحر وسط العواصف والاعاصير هي متطلب يجب أن يلتف حوله رجال الاعلام، فالوطن وطنهم والحفاظ عليه مقدم على الحفاظ على أي أمور أخرى.

أخيرا، الكويت بلد صغير لا مصلحة له ع‍لى الاطلاق في معاداة أحد، لذا نرجو الحرص على ألا ندخل في تخندقات معادية للمجتمع الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الدولة الصديقة والحليفة التي ندين لها بالكثير الكثير، والحال كذلك مع الاشقاء من دول الخليج ممن لا نستطيع أن نوفيهم حقهم من الشكر والامتنان والثناء، هذه الرغبة في تحسين العلاقات والبحث عن الاصدقاء لا الاعداء، يجب أن تمتد للجارين الكبيرين العراق وايران اللذين يجب عدم تصعيد المواقف ضدهما، بل يجب أن نكون الارض التي يلتقي عليها الجميع لبحث مشاكلهم وطرق حلها، ان غريزة البقاء تفرض علينا ذلك الدور المشابه لأدوار سويسرا وسنغافورة والسويد وغيرهم.

آخر محطة:

وسط الامواج العالية والعواصف الرملية الكثيفة التي تحجب الرؤية، تشكلت في دار معرفي مجموعة «للاخاء الوطني»، تضم رجالا ونساء من كل ألوان الطيف الكويتي، ويأمل منضوو المجموعة أن تصبح بمنزلة منار مضيء للوحدة الوطنية يلتف الجميع حوله ويساعد السفن وقباطنتها على البعد عن الصخور الظاهرة والخافية التي تتسبب في غرقها.

احمد الصراف

إلى رأس الحكمة

يا من لا ترد أي نداء صادر من القلب والعقل، إليك نرنو بعد أن أصبح الخطر ماثلا وقريبا، وبعد أن بدأت نار الطائفية تحرق زرعا خيرا طالما رعيتموه وحفظتموه على مدى قرون من عاديات الزمان والإنسان، وفي محيط لا يرحم، يتربص بنا جميعا.
لا أنتمي يا سيدي لأي فريق أو جهة أو طائفة غير فريق الوطن، ولا أكتب إلا دفاعا عنه، فهو الملاذ الآمن للجميع، ولا أمثل إلا نفسي وقناعاتي، ولكني على ثقة بأن مشاعر الكثيرين، ممن ليس في وسعهم قول الكثير علنا، يقفون معي، ويحز في نفوسهم ونفس كل مخلص لوطنه أن يروا المستوى الخطر الذي وصل له الشحن الطائفي والعنصري، وكيف أصبح التخوين والتربص بالآخر ديدن الكثيرين، وهذه المرة من الشباب، الذي أصبح كل طرف يخون غيره ويطعن في ولائه ويشكك في محبته لتراب هذا الوطن، وكيف أصبح المقياس مذهب هذه الجماعة أو سابق أصولهم، وليس بمقدار ما يقدمونه للوطن، وما يحققونه من إنجازات ونجاحات. وقد أصبحنا نرى جميعا، وبأسى، كيف أمست التصريحات الطائفية والعنصرية هي لغة المخاطبة السائدة، لكن الحقد الأعمى لن يكتفي بذلك ويقف عند حد معين، بل ستمتد المقاطعة الى غيرهم، وهكذا. وبعدها ستدور الدوائر على هؤلاء في اليوم التالي وستحرق نيران الكراهية والحقد الجميع، وأحد لن يخرج منها سالما.
في هذه الأجواء الموبوءة، الملوثة بأنفاس غير طيبة، سيكون الوطن العزيز، هو الخاسر الأكبر، وسيصاب بمقتل، ولن يبقى لنا بعدها سوى الحسرة والندم على ما اقترفه السفهاء منا.
الأمر بيدك أيها الحكيم، على الرغم من اننا كلنا معنيون بالعمل على وقف هذا السيل الخطر من الاصطفافات الطائفية والعنصرية العمياء، التي ستأخذنا جميعا إلى مهاوي الردى، ونغدو كعصف مأكول، تذروه الرياح، ولا معين.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

الرئيس الذي نريد

لا أعرف من سيتم تكليفه بتشكيل الحكومة لحظة كتابة هذا المقال، لكنني سأذكر بعض الملاحظات المهمة التي أتمنى أن ينتبه إليها الرئيس القادم عند التشكيل وبعده.
أولى هذه الملاحظات هي الأسس التي يتم عليها اختيار الوزراء!! فالذي أضعف الحكومات الست السابقة هو طريقة الاختيار، حيث كانت تعتمد على عدد الأصوات التي يضمنها الوزير للحكومة من داخل البرلمان، سواء بعلاقاته الحزبية او الطائفية او انتمائه القبلي، فكلما كانت «ميانته» على النواب أكثر زاد رصيده عند سمو الرئيس، أضف إلى ذلك عنصر المحاصصة، الذي كان ملازما لكل الحكومات السابقة، مما أفقد الحكومة عناصر أكثر اهمية مثل الأمانة والنزاهة وقوة الحجة والطرح!
ثانية هذه الملاحظات ان الوزير الذي يقول لك «لا» أفضل من الوزير الذي يردد: أنت آمر واحنا نطامر. فقد لوحظ ان الوزراء كانوا يراعون خاطر سمو الرئيس وتوجهاته ويزينون له القبيح ويقبحون له الجميل.
لذلك صديقك من صدقك القول وليس من صدقك ورماك وراء الشمس!!
ثالثة هذه الملاحظات كن حازما وارفض التشكيل الذي يفرض عليك، او كما يقولون ينزل عليك بالبراشوت، فأنت من ستحاسب على أداء الوزراء ونكباتهم ولا عذر لك بأنك لم تختر وزراءك، فالزمن ما يرحم، وعندما تكون عالمنصة كل يقول نفسي نفسي، وعندها تتذكر قول الشاعر: «ما أكثر الأصحاب حين تعدهم ….. لكنهم في النائبات قليل»!!
نصيحة اخرى بعد تشكيل الحكومة.. وهي ألا تتدخل في عمل الوزراء وتحرجهم كما حدث مع وزراء حكومات سابقة.. فدخل الفالي رغما عن وزير الداخلية الذي تم استجوابه لذلك.. وتم الغاء محطة الصبية قبيل توقيع عقدها ومن دون علم مسبق من وزير الكهرباء آنذاك، وقرر مجلس الوزراء الغاء مشروع الداو ومشروع المصفاة الرابعة بخلاف الرأي الفني الذي تبناه المجلس الاعلى للبترول.. الخ من مشاريع وقرارات أُحرج فيها الوزراء وتحملوا تبعاتها السياسية من دون ذنب اقترفوه.
اننا نريد رئيس حكومة يعرف كيف ينتقي وزراءه كما ينتقي اطايب الثمر.
اننا نحتاج الى رئيس حكومة يعرف كيف يدير مجموعة الوزراء بحيث يشعر كل وزير بقيمته ويتحمل تصرفاته ويرفع الحرج عن رئيسه الذي سيتحمل المسؤولية السياسية منفردا اذا تدخل في عمل الوزراء.
اننا نتمنى ان نشاهد رئيس وزراء لا يرعبه السؤال البرلماني ولا ترهبه جعجعة بعض نواب الحناجر.. يدخل قاعة عبدالله السالم وهو يعرف ماذا يريد وكيف يحقق ما يريد.. يدير فريقه وهو جالس على مقعده لا يكلف غيره باداء هذه المهمة.
اخيرا نريد رئيس حكومة يأتي للتعاون مع المجلس ونوابه.. لا يصنف النواب هذا وليدنا وهذا خصمنا.. لا يخطط لاضعاف المجلس وتشويه سمعته.. يتمنى أن ينجح المجلس في وظيفته كما يتمنى ان تنجح الحكومة في برنامجها.
عندها فقط ستكون لدينا حكومة قوية متجانسة ومتعاونة مع مجلس قوي.. ونقول كلنا مبروك للوطن.. وهنيئا للمواطن.