سامي النصف

خيارات أحكمكم أو أقتلكم أو.. أقسّمكم!

انشغل العالم صباح امس بزواج الأمير وليام والأميرة كيت، وهو حدث شجع السياحة وجلب الأموال لبريطانيا، حيث امتلأت فنادقها وشققها الفندقية بالزائرين، في الوقت ذاته انشغل الحكام الثوريون العرب وأبناؤهم بقتل شعوبهم وتخريب ديارهم وتهجير مواطنيهم الى الدول المجاورة.

وكانت العهود الملكية السعيدة في مصر وإيران والعراق والأردن قد اشتهرت بمثل تلك الأفراح والليالي الملاح التي تسعد الشعوب وتفرح القلوب ويمكن متابعة البعض منها على اليوتيوب كحال زواج الملك فاروق من الملكتين فريدة وناريمان، والشاه من ثريا وفرح ديبا والملك حسين من دينا، وقد تسببت الثورات الهوجاء في استبدال أنظمة الأفراح السابقة بأنظمة الأتراح اللاحقة.

«ماذا فعلت الثورات بالعالم العربي؟» كان عنوان أول مقال لي في الصحافة الكويتية قبل 3 عقود انتقدت فيه البقرة المقدسة المسماة آنذاك الأنظمة الثورية التي كانت شعاراتها الكاذبة حول الوحدة العربية وتحرير فلسطين تدغدغ عواطف الشباب الغر وتخدع عقول رجال الفكر، وقد تحديت في ذلك المقال البعيد ان يجد لنا احد دولة عربية او اسلامية قامت بها ثورة فتحسن حالها وتحولت من الفقر الى الغنى او من التخلف الى التقدم، ان الثورات الحالية ستحيل الأوضاع السيئة القائمة الى أوضاع أسوأ قادمة وستتحول دولنا الموحدة الى دويلات مفككة يحارب بعضها بعضا وغدا لناظره قريب.

لقد بدأت حقبة الثورات الحالية في تونس بسبب حالة الفقر والبؤس التي عانى منها الشاب البوعزيزي فهل تحسنت أحوال العاطلين والبائسين في تونس بعد الثورة؟! تظهر الأرقام هذه الأيام هجرة 28 ألف تونسي (بوعزيزي) الى إيطاليا وفرنسا، كما تمتلئ صالات «المغادرين» في الدول الأخرى التي قامت بها الثورات بالسائحين والمستثمرين وقبلهم المواطنون بسبب غياب الأمن والتحول السالب في الأوضاع الاقتصادية بعد ان عادت الثورات العربية الفتية سريعا لنهج ثورات الخمسينيات والستينيات القائم على الانتقام والمحاكمات وتأميم الممتلكات والمظاهرات اليومية بدلا من التفرغ لإتقان العمل والإبداع وتطوير الذات كما حدث في دول أوروبا الشرقية بعد سقوط الأنظمة الشيوعية فيها.

آخر محطة:

 (1) الحقيقة الجلية تظهر انه لولا التدخل العاقل والحازم للقيادات الخليجيةوالإرسال السريع لقوات درع الجزيرة التي نجحت فيما لم تنجح فيه قوات الردع العربية التي لم تستطع وقف الاقتتال الأهلي في لبنان، لكانت الدماء تسيل انهارا في مملكة البحرين.

(2) خارطة طريق الثوريات العربية والإسلامية كلها ضرر بأوطانها وشعوبها، حيث تبدأ بـ «أحكمكم قسرا ثم أقتلكم وأسجنكم وأسرقكم وأضيع مواردكم فيما لا ينفع، وقبل رحيلي أقسّم بلدانكم الى دويلات متناحرة كي تتندموا على تركي لكم» الملكية الفكرية لتلك الخارطة المدمرة مسجلة باسم صدام حسين الذي عاد من تحت الرماد.

احمد الصراف

خواطر من النت

تعرض قطار لحادث تسبب في موت كل ركابه، وعند بوابة اللؤلؤ وقف سانت بيتر وطلب من الجمع تشكيل طابورين، الأول لمن يعتقدون بأنهم كانوا دائما سادة بيوتهم والمتحكمين في كل أمور أسرهم. أما الطابور الآخر فيقف فيه من تتحكم الزوجات فيهم وفي بيوتهم! وخلال لحظات كان هناك طابوران، الأول امتد لمئات الأمتار وهو الخاص بالرجال الذين يخافون زوجاتهم ويحسبون الف حساب لسطوتهن، أما طابور «سي السيد» فلم يكن فيه غير رجل واحد! فنظر سانت بيتر للرجال بحنق، وقال لهم انهم خيبوا أمله، ووصفهم بالجبناء وأن يخجلوا من انفسهم، وكان حريا بهم أن يكونوا الآمرين، وان عليهم جميعا تعلم شيء من ذلك الرجل الذي يقف وحيدا في طابور الشجاعة والرجولة! وهنا التفت سانت بيتر الى الرجل وسأله عن السر في قوته، فقال الرجل بتردد، وبصوت بالكاد يسمع: لا يوجد سر، فزوجتي هي التي طلبت مني الوقوف في هذا الطابور!
وينقل عن عالم الطب البرازيلي الفائز بجائزة نوبل oncologistDrauzio Varella
انه قال اننا ننفق هذه الأيام مبالغ كبيرة جدا على زيادة خصوبة الرجل وتكبير اعضاء المرأة وجعلها أكثر بروزا بنسبة تزيد بخمسة أضعاف مما يصرف اليوم على ايجاد علاج لأمراض الزهايمر وفقد الذاكرة، مما يعني أنه سيأتي يوم يتساءل فيه الرجال والنساء عن جدوى وجود مثل هذه الأعضاء الجنسية المتضخمة لديهم، بعد أن أفقدهم النسيان، الذي لم يصرف الطب ما يكفي لعلاجه، حقيقة وظيفة هذه الأعضاء!
وقال عالم آخر ان الحكمة من وجود زجاج أمامي كبير في السيارة مقارنة بالمرآة الصغيرة التي تشاهد فيها ما يمر خلفك هو أن الماضي ليس بأهمية المستقبل. وقال حكيم ان الصداقة كالكتاب، فثوان قليلة كافية لحرقه، أما كتابته فتستغرق أحيانا سنوات من الجهد. وقال رابع ان كل أمور الحياة من دون استثناء «مؤقتة»، فان كانت جميلة فاستمتع بها قدر ما تستطيع، وان كانت مؤلمة فلا تجعلها تهدم حياتك فسرعان ما تختفي.. مع الوقت! وقال عالم نفس شهير ان الأصدقاء القدماء كالذهب، أما الجدد فكالألماس، وعندما تحصل على الألماس لا تنس الذهب فما يمسك بالالماس هو الذهب! وقال الأخير ان القلق لا يمكن أن يزيل مشاكل الغد، لكنه حتما كاف للقضاء على سلام اليوم.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

حسبة دجاج

البريطانيون، بل الأوربيون والأميركان كلهم، من موريتانيا إلى صنعاء، لديهم الوقت الكافي لمتابعة تفاصيل زواج وليام وكيت. ووليام، كما يعرف المارة وعابرو السبيل، هو الابن البكر لولي عهد بريطانيا تشارلز والبرنسيسة ذات العيون «النجلى» والرموش الكسلى والخدود الخجلى ديانا سبنسر التي غادرت دنيانا، تغمدها الله بواسع رحمته بقدر ما أسكتت صراخ بطون جائعة في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.
ولا أدري لمَ كل هذه الكاميرات والفلاشات والبرامج المخصصة لتغطية زواج هذا الأمير الكسول الذي اكتفى بممارسة هواية امتطاء الخيل وركوب البحر، فلا هو رئيس اتحاد كرة قدم كما هو حال أقرانه الأمراء العرب، ولا هو شاعر مثلهم يستحوذ على الأمسيات والأصبوحات الشعرية في كليات البنات والآداب والتجارة (تسعة وتسعون في المئة من الأمراء والشيوخ العرب، خصوصاً الشبان منهم، يولدون شعراء لا يقارعهم جرير ولا ينازلهم الفرزدق)، ولا هو ابن من استحوذ على أموال بريطانيا وهي تحت الاحتلال، فسرق استثماراتها وأسس قناة فضائية وجريدة وإمبراطورية إعلامية تضرب أشراف بريطانيا وتشعل حرائق الفتنة بين البريطانيين، ولا هو ولا هو ولا هو، إذاً «هذه الضجة الكبرى علامَ؟»… ما عليك من السوالف، أشهد أن وليام رخمة، وأشهد أن الشعوب تلك فاضية لا شغلة عندها ولا عملة.
 ***
القاضي السابق والنائب الحالي حسين الحريتي، رئيس اللجنة التشريعية البرلمانية، علّق على قضية الأغذية الفاسدة: «شدعوه، كلها ست دجاجات»، في محاولة منه لتهوين الأمر.
ورغم أن الدجاجات كانت أكثر من ست، أظنها كانت سبعاً، أو عدة أطنان، لا يهم، إلا أنني سأعتبرها ست دجاجات عجاف، وإذا افترضنا أن الدجاجة الواحدة، فاسدة كانت أو صالحة، تكفي لشخصين بالغين، أو ثلاثة أطفال، فلن يموت إلا اثنا عشر بالغاً أو ثمانية عشر طفلاً، بس… إذاً «هذه الضجة الكبرى علامَ؟».
والله يذكره بالخير السفاح الليبي معمر القذافي الذي قال في إحدى خطبه مستهزئاً: «يقولون قتلنا الآلاف (يقصد الثوار)، والصدق أنه لم يمت إلا مئتا شخص فقط»… ظلموه سحقاً لهم.
وأتذكر خبراً قديماً قرأته عن سقوط قطعة من سقف غرفة طوارئ في أحد مستشفيات بلجيكا (إن لم تخذلني الذاكرة)، نتيجة أعمال الصيانة، على رؤوس المرضى وذويهم، ما أدى إلى وفاة طفل وإصابة أمه وثلاثة آخرين… وفي لجنة التحقيق البرلمانية أخطأ المسؤول الحكومي في اسم المستشفى وذكرَ اسم مستشفى آخر، فهاج النواب عليه وعلا صراخهم: «ألهذه الدرجة لا يهمك الحادث؟ ما هذا الاستهتار؟ كلنا نعرف اسم المستشفى إلا أنت رغم أنك المسؤول التنفيذي؟!»، وبعد أن مرمطوا كرامة معاليه في الأرض، كتبوا في تقريرهم إلى البرلمان: «نرى أنه مستهتر ونطلب إيقافه عن العمل فوراً وإحالته إلى القضاء»، وهو ما تم فعلاً! اللافت أن رخصة هذا المستشفى الخاص سُحبت بعد أن ألزم مالكه بدفع مبالغ خيالية، وسُحبت معها رخصة شركة الصيانة بحجة إجراء الصيانة دون إخلاء المبنى من المرضى، وأحيل رئيس بلدية الحي والمسؤولون عن الموافقة على الصيانة إلى القضاء بعد إيقافهم عن العمل، ووو، وكانت ليلة كبيرة لا فجر لها…
البلجيكيون مؤزمون بطبيعتهم ونوابهم يخدمون أجندات خارجية للأسف، ولو كنا بلجيكيين لربما طالبنا بإعدام البعض في ساحة الإرادة أمام مبنى البرلمان… لكن الحمد لله على العروبة.

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

حسن العيسى

وداعاً أبوزيد

«أيها الناس، قد أصبحنا لكم قادة وعنكم ذادة، نحكمكم بحق الله الذي أولانا، وسلطانه الذي أعطانا، وأنا خليفة الله في أرضه وحارسه على ماله»، بالعبارة السابقة لأبي جعفر المنصور ثاني الخلفاء العباسيين استهل خلدون النقيب الفصل الرابع من كتابه بعنوان «في البدء كان الصراع»، وفي الفصل المعنون بـ«محنة الدستور في الكويت والأصولية وأزمة الحرية» كتب خلدون «… المطالبة بالعودة إلى الشريعة، وإلى السلف الصالح، ورفع شعار الحكم لله، هو تعبير عن الحاجة إلى الانضباط والسيطرة على مجريات الأمور، التي انفلتت من أعنتها، وخرجت عن حدود المتعارف عليه، أو المعهودة المستقرة. ولذلك، فهذه المطالبة لا تعبر عن حقيقة أو وعي موضوعي بالتاريخ، وإنما هي مجرد اجتهاد من الاجتهادات في محاولة إعادة الأمور إلى نصابها في خضم التغيرات والتحولات الكبري…»، ويمضي بنا خلدون في فقرة أخرى مقرراً «… في بقية الحضارات التي هيمنت عليها الديانات التوحيدية، اتخذت من الدين والتحزبات المذهبية ستاراً لإخفاء المصالح المتناقضة الحقيقية للجماعات والقبائل والأحزاب، فاختلطت العصبيات والاثنية والقبلية بالانتماءات الطبقية وبالمذاهب والفرق والطوائف. فاصطبغ الصراع السياسي والاقتصادي بهذه الصبغة المذهبية».
ألا ترون في ما كتبه خلدون عام ٩٧ يشخص بدقة واقع حالنا في معظم الأقطار العربية اليوم…! ألم تكن عباراته السابقة قبل أكثر من عقد من الزمن تستشرف المستقبل وحالة الغليان الشعبي التي تحياها أمتنا الآن…!
تأملوا ما يقوله خلدون في هذه الفقرة «… العنصر الاستثنائي الوحيد في حالة الكويت، هو وجود دستور ١٩٦٢ الذي يمثل حصيلة كفاح استمر نصف قرن أو يزيد. ويحاول بعض النواب الكويتيين التوجه إلى تدين المواطنين العفوي، وإقناعهم بأن تعديل المادة الثانية من الدستور (حصر مصادر التشريع في الشريعة) يحظى بإجماع شعبي، وأنهم يستجيبون في مطالبتهم بهذا التعديل لهذا الإجماع، وليس لمآرب خفية وأطماع حزبية خاصة بهم. وفي هذا ملامح ألاعيب الحركات الأصولية غير الديمقراطية، بل الشبيهة بالفاشية. إذ هل يعقل أن يجيب سياسي محترف ونائب في مجلس الأمة بالنفي عن السؤال التالي: هل توافق أم ترفض اعتبار الشريعة المصدر الرئيسي للتشريع في الكويت؟ بينما السؤال الحقيقي هو: هل توافق على أن نتولى نحن، الأصوليين، الوصاية على الشعب، وجعله رهينة اتهام من يعارضنا بالكفر والإلحاد…؟».
الآن أحد هؤلاء النواب وإن لم يطالب بتعديل المادة الثانية لكنه ينادي بعقوبة الإعدام لمن يتطاول على الرسول أو آل بيته…! فهل هناك من تطاول على الرسول أو آل بيته! أم أن مثل هذا النائب لا يريد غير قمع وإرهاب الغير ممن يحسبهم بالكفرة المارقين وغير المحسوبين على أهل السنة والجماعة…؟
وتعبر فوق غمام الذكريات صور المفكر خلدون، أشاهده مرة وهو يقدم مقالاً عميقاً لينشر في «القبس». يريني مقالاً، يكتب بالحبر الجاف، لم يكن خطه جميلاً ولم يكن «يبيض» المقال عادة، ثم هناك الاستدراكات العابرة يضعها بين السطور، ويؤشر عليها بسهم يصعد للأعلى، مثلما يصعد فكره الثاقب للسماء، ويشرح لنا المرة تلو الأخرى ماذا يقصد وماذا يرمي… وتطل من شرفة الذكرى مرة ثانية صورة خلدون وهو جالس في صالون صبيح السلطان في المساء قبل العشاء يصف لنا طريقة طبخ «الباجة» وهو طبقه المفضل… أرى نقاطاً متزاحمة من العرق تتجمع على جبهته العريضة وهو يتكلم مرة عن شاعر أو كاتب… ثم ينتقل إلى الحديث بالسياسة… لا يغضب حين نعيره متهمين إياه بأنه من «الجوراسكيين» في قضية الصراع العربي الإسرائيلي وأنه يساري سلفي… كان يضحك ويصمت ساخراً… لم يتهمنا بأننا أتباع اليمين الجديد والمحافظين الجدد المهللين لسياسات أميركا بالحق أو الباطل… ولو قالها لصدق.
وقفت قرب قبره بعد العزاء… نظرت إلى كومة الرمال المحدبة والمبللة برشات من الماء، بجوفها يرقد جسد د. خلدون النقيب عالم الاجتماع السياسي… فوقها يسطع نور العقل، يسلط ضوءاً مثيراً يبدد ظلام العقول… وداعاً «أبوزيد» فخسارتنا كبيرة برحيلك.

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

احمد الصراف

عندما سقط قناع الإخوان

يعتبر وجدي غنيم، بالنسبة للكثيرين، ضمير حزب الاخوان المسلمين في مصر وخارجها. وفي ثورة الشباب الأخيرة في القاهرة صمت، كغيره من الوصوليين، صمت القبور ولم يخاطر بتصريح أو برأي معارض أو مؤيد، ولكن بعد زيارة يوسف القرضاوي للميدان وصلاته في الجموع التي خطفت أحلام الشباب، ظهر غنيم وساهم وغيره في التصويت بـ «نعم» للتعديلات المشوهة على الدستور المصري، وأصبح بعدها اكثر بروزا وتصريحا.
وفي شريط مسجل تكلم، بصراحة ودون تردد، في قضايا الديموقراطية والحرية والدستور وحكم الشعب والمال العام والمجتمع المدني وحرية تكوين الأحزاب، وقال، دون تقية أو دبلوماسية أو تزييف، وهذه تحسب له، إن آراءه تمثل الرأي الصحيح الممثل لرأي جماعته الدينية وموقفهم في كل مكان، والكويت ليست باستثناء. فبالنسبة له، وفق الرابط التالي، فان الديموقراطية تقوم على أسس الكفر، وان قيل إن هذه هي السياسة، فعلى الأخ المسلم أن يقول: هذا هو الاسلام، وان من لا يريد الدولة الاسلامية، التي يدعو إليها حزب الاخوان، فانه كافر ومرتد، لأن الديموقراطية تقوم على أسس كفر! كما لا يوجد شيء اسمه «حرية التدين والاعتقاد»، بل هناك «حد الردة»! ولا يوجد شيء اسمه «حرية تكوين الاحزاب»، كما لا يوجد ما يعرف بـ «مال الشعب»، فالمالك الحقيقي للمال هو الله، وليس الشعب.
ويعتقد السيد غنيم والاخوان عموما أن المسيحيين اكفر الكفرة، ولا محل لمن يقول انه يقبل رئيسا حتى لو كان صليبيا! وان المجد يجب أن يعود للدين، أو تراق منا الدماء في سبيل ذلك.
ليس في ما قاله هذا الداعية أي مبالغة أو خروج عما هو معروف عن «الفكر الحقيقي» للاخوان وآرائهم في الحكم والديموقراطية وحرية المعتقد وتكوين الأحزاب، فهل هذا ما تريده الشعوب؟ وهل ستستبدل مصر دكتاتورية مبارك بدكتاتورية الاخوان؟
للمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع للرابط التالي:
http://www.youtube.com/watch?v=zxlxGscLNnU

أحمد الصراف

سامي النصف

ترعة الشيخ جابر

أخبرني رجل أعمال كويتي بارز أثق تماما بما يقوله أن سقوط الرئيس مبارك قد يكون بسبب «حوبة» كويتية اخرى و«الحوبة» لغير الناطقين باللهجة الخليجية هي «اللعنة» التي تصيب كل من يتعرض للكويت بالقول او الفعل.

وقد سألته عن تفاصيل اسباب «الحوبة» ونحن نجلس في ديوانه العامر قبل ليلتين فأجاب بأنه التقى وزير الزراعة المصري السابق يوسف والي قبل عشرة أعوام وسأله عما وصل إليه مشروع ترعة الشيخ جابر أو بحيرة المياه العذبة الضخمة التي تبرع بها امير الكويت الراحل لمصر وكان يفترض ان تساهم في توطين ملايين المصريين في سيناء بعد استصلاح 620 ألف فدان وزراعة 50 مليون شجرة زيتون.

وكانت إجابة يوسف والي ان الرئيس مبارك قد أصدر أمره بإزالة اسم الشيخ جابر من تلك الترعة والاكتفاء بمسمى ترعة السلام (مع إسرائيل بالطبع) الذي يفترض ان يكون مسمى الجزء الغربي الصغير من المشروع الواقع في الدلتا وليس مسمى الجزء الشرقي القائم في سيناء التي ارتوت ارضها بدماء الجنود الكويتيين إبان حربي 67 و73.

وقد نقل رجل الأعمال الكويتي في حينه ذلك الخبر لسمو الراحل الشيخ جابر الأحمد الذي أطرق قليلا ثم علق «الله يسامحه على ما فعل» وهذه قمة التسامح والإنسانية التي نطالب بإفشائها هذه الأيام تجاه ملف الماضي في مصر كما نطلب من الدكتور عصام شرف ان يعيد تسمية ذلك المشروع بمسماه الأصلي وهو «ترعة الشيخ جابر» وما جزاء الإحسان إلا الإحسان، كما نتمنى أن يبقى اسم مبارك على الجسر الذي يربط سيناء بمصر كونه قد تم بجهد منه وبتمويل ياباني وفي هذا حفاظ على الحقوق (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا) صدق الله العظيم.

وضمن برنامج «صباح الخير يا مصر» الذي أذيع في 24/4/2011 أكد عميد كلية التخطيط العمراني د.سامي عامر على ضرورة إعطاء الأولوية لاستكمال مشاريع التنمية المتوقفة كحال مشروع ترعة السلام «ترعة الشيخ جابر» بدلا من الاهتمام ـ حسب قوله ـ بمشروع د.فاروق الباز الأقرب للخيال والذي يكلف 200 مليار جنيه وليس 24 مليارا كما يسوّق صاحبه.

ومثل ذلك ما ذكره د.فتحي أبو عنانة ود.بشرى سالم في ملتقى غرب ووسط الدلتا حيث ذكرت د.بشرى ان دراسة شارك فيها 18 عالما اثبتت عدم جدوى مشروع د.الباز وطالبت باستكمال مشروع ترعة السلام «ترعة الشيخ جابر» كونه الأقل كلفة والأكثر عملية كما أنه يحمي سيناء من الضياع، ونشرت جريدة «في حب مصر» الإلكترونية نص مذكرة سرية عمرها 9 سنوات يذكر فيها رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات ان هناك «مؤامرة» من وزير الزراعة يوسف والي لإفشال مشروع ترعة الشيخ جابر وقد امتدت «الحوبة» إليه فتم سجنه في العهد السابق، ثم صدرت قبل أيام مذكرة منعه من السفر بسبب تهم الفساد التي وجهت اليه.

آخر محطة:

في لقاء تجمع 26 الأخير تحدث عضو المجموعة د.عبدالكريم السعيد بخطاب فيه حب وحسرة وألم، مبديا حرصه الشديد على مستقبل أجيالنا القادمة رغم علمه بأنه يعيش أيامه الأخيرة كما أخبره الأطباء، رحم الله فقيد الكويت الكبير المرحوم عبدالكريم السعيد وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

احمد الصراف

الود التركي المفقود

لا يشعر الكثيرون بالود تجاه الأتراك، ويكن آخرون العداء لهم بسبب تاريخهم الاستعماري الدموي وما اقترفوه من مجازر بحق الأرمن والكرد والعرب وغيرهم من شعوب أوروبا وآسيا، ولكن هذا لا يمكن أن يستمر إلى الأبد وتحميل تركيا اليوم وزر تركيا الأمس، خصوصا إن اعتبرنا أن تركيا هي الدولة الإسلامية الوحيدة المتقدمة سياسيا واقتصاديا، بخلاف ماليزيا، التي يعود فضل تقدمها للصينيين فيها وليس لغيرهم. ويعود سبب تميز تركيا لنظامها العلماني من جهة وحيوية شعبها وما اكتسبوه من قربها لأوروبا، موطن الحضارة الأقدم، من جهة اخرى.
هاجر السلاجقة الأتراك إلى هضبة الأناضول مع بدايات القرن الحادي عشر، وزاد عددهم مع توالي انتصاراتهم على الدولة البيزنطية، ثم ليأتي بعدها بعقدين «عثمان بك» أو السيد عثمان، ويضع أسس الإمبراطورية العثمانية التي استمرت حتى الحرب العالمية الأولى وتم احتلالها من جيوش عدة، بمن فيهم جيوش الحلفاء الذين احتلوا أراضي الامبراطورية الهرمة، وهذا ما دفع مصطفى كمال عام 1920 لشن عدة حروب تمكن بعدها من دحر جميع أعدائه واجبارهم على ترك أراضي وطنه، وتوج على أثرها بطلا قوميا، بالرغم من المجازر التي اقترفها بحق الأرمن بالذات، وفي 1923 أعلن عن إلغاء الخلافة العثمانية وتأسيس جمهورية تركيا العلمانية الحديثة، وأصبح أول رئيس لها، ومنحه البرلمان لقب أتاتورك، أو ابو الأتراك، وأصبح على كل هؤلاء، وللمرة الأولى في تاريخهم، اتخاذ اسم محدد كلقب للعائلة، وهو الأمر الذي لم يكن متبعا. وعندما ثبتت قدما أتاتورك في الحكم على إلغاء الشريعة من المؤسسة التشريعية، وقام بتصفية الرموز الدينية والمحافظين، ومنع ارتداء الأزياء القديمة من طربوش وعباءة نسائية وحجاب، والغى وزارة الأوقاف والمحاكم الشرعية، والغى استخدام الحروف العربية، وأصبحت التركية تكتب بالأحرف اللاتينية، ومنع الكثير من الأنشطة الدينية وتأسيس أحزاب على أسس دينية.
وفي 1938 مات مصطفى كمال أتاتورك في قصر «دولمه باقشه» في اسطنبول عن سبعة وخمسين عاما فقط.

أحمد الصراف

حسن العيسى

سَمّوه شارع البخاصة

لا يهم أبداً إن سمت حكومة تصريف الخامل من الأمور شارع الصحافة باسم محمد مساعد أو تركته على اسمه القديم أو من غير اسم، فلن يزيد أو ينقص هذا من مقدار محمد مساعد وبصمته على الصحافة الكويتية، فالقضية التي طرحتها في مقال أمس الأول لا يجب أن يفهم منها أننا نتسول صدقات الحكومة لترفع من مقام محمد مساعد، فليست هي قضية تسمية شارع أو مزراب باسم محمد مساعد أو غيره، ففي النهاية نحن نردد دائماً أن «الشيوخ أبخص»، فهم أبخص حين تترك البلد في حالة غيبوبة من غير مجلس وزراء يتم اختيار الأعضاء «أصحاب المعالي» على أسس عقلانية ومنهج يأخذ اعتبار الكفاءة والنزاهة لا اعتبارات الترضيات لفلان وقريب علان، وهم أي «شيوخنا» أبخص حين يقولون إنه لا خلافات في بيت الحكم وإن أموره على خير ما يرام! إذن لماذا تلك الاستقطابات وخلق «ربع» هذا الشيخ أو ذاك، وتلك القناة التلفزيونية  تمول من هذا الشيخ، وهذا الكاتب الصحافي محسوب على ذلك الشيخ، فهو يتكلم بلسانه والناطق غير الرسمي بلسان وأحلام الشيخ المعزب… الله أعلم! وبطبيعة الحال فسياسة خلق «الزلامات» الفداوية (بالكويتي) تسير على خير ما يرام، فبها، وعبرها، تدار هذه الدولة ويروج لخرافة دولة المؤسسات! علينا أن نصدق هذا الرياء السياسي ونبلعه مادامت الحكومة تضخ الأموال اليومية من منح وكوادر وغيرها في جيوبنا، لنخدر ببلاهة ونصمت على سكب مليارات المليارات من أموال المناقصات والمزايدات وغيرها في حسابات المؤلفة قلوبهم، ففي النهاية هناك عدة صور لدبلوماسية الدينار وسياسات «دهان السير».
ندرك أن المعازيب أبخص حين تترك الأمور في الدولة من غير انعقاد لمجلس الأمة، وما حاجتنا إلى صداع المجلس وزعيق نوابه مادامت الأمور تسير حسب الأصول في الدولة، فلا كارثة مرور تخنقنا كل يوم ولا طوابير انتظار طويلة لإنجاز أبسط معاملة حكومية، ولا أراضي باهظة الثمن لمن يحلم بشراء قطعة أرض صغيرة لأبنائه، فالأمور بخير وألف عافية، عند أهل البخاصة، ومع كل تقديري للوزير الدكتور فاضل صفر حين اتصل بي هاتفياً ليخبرني أن تعليمات مجلس الوزراء تفرض نيل بركة أهل البخاصة قبل تسمية اسم الشوارع…! إذا كانت الأمور بيد أهل البخاصة… فلماذا يجلس الوزراء الشعبيون على كراسيهم…؟ فهم بلا حيل ولا قوة… مساكين وزراء الشعب… لم يكن قصدي أن أزعج أحدهم بتفاهة تسمية شارع… اعتذر للوزير فاضل صفر، وأقترح أن يسمى شارع الصحافة بشارع البخاصة…!

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

احمد الصراف

سيدتي موضي

لست حزبياً ولا منتمياً لأي تجمع سياسي أو ديني، ولكني قارئ نهم وكاتب منذ ما يقارب العقدين، وبإمكاني الادعاء بأني ملم قليلاً بالحديث في الأخلاق وطرق التربية وشيء من عالم الصحافة وبعض من تاريخ الوطن، وهناك طبعاً من هو أفضل مني بكثير في كل هذه المجالات، ولكن اللافت أن وزارة التربية لا تدعو أو تسمح لغير المتشددين دينيا، أو المنتمين لحزب سياسي أو ديني لإلقاء المحاضرات في المدارس الحكومية، وثانويات البنات بالذات، مع استثناءات قليلة، علما بان هموم ابنائنا وبناتنا الطلبة المستقبلية وتطلعاتهم تتطلب تفاعلاً مع عقول منفتحة ونفوس خالية من العقد، وبالتالي فإن تكالب مدارس الوزارة، لدرجة الاستذباح، على دعوة المتردية والنطيحة وبعضهم أصحاب سوابق ومشعوذين ومشتغلين بالسحر لإلقاء المحاضرات والمواعظ على طلاب وطالبات مدارس الحكومة والاستفراد بهم عقائديا، وتلقينهم دينيا، وكأننا أمة بلا عقيدة، وتشكيل افكارهم، وتوجيه أفئدتهم نحو أحزابهم الدينية، أمر مثير للعجب، خاصة أن هذه الأحزاب ليست متفقة على دين واحد وتفسير واحد ومذهب واحد، بل هم شتى وتفرقهم كتفرق قلوبهم وعقولهم، أفلا ترين يا سيدتي ان فتح المجال للفكر المتطرف قد اضر كثيرا بالنشء؟
لسنا طلاب شهرة أو مال ولا جاه فقد نلنا من كل شيء كفايتنا، ولكن يحز في نفوسنا أن تترك الساحة لهؤلاء ليلعبوا فيها بعقول أجيالنا القادمة بسقيم آرائهم وتافه أفكارهم والخطير من عقائدهم.
***
وجهت النائبة د. أسيل العوضي سؤالاً برلمانياً لوزيرة التربية د. موضي الحمود حول الأسس والقواعد المتبعة في تنظيم الندوات والمحاضرات في المدارس، وأشارت العوضي إلى ثلاث حالات جرت خلال السنة الماضية في ثلاث من مدارس البنات الحكومية، استضيف فيها نبيل العوضي وعبدالرضا معاش وجمال الشومر لإلقاء محاضرات ذات طابع دعوي، وقالت ان تلك المحاضرات تمت عشوائيا، والدليل أن الوزارة قامت بعدها بمعاقبة مسؤولات إحدى المدارس! لا تعليق أكثر، فالخبر أكثر من واضح والمصيبة أكثر من جلية.

أحمد الصراف

سامي النصف

الملتقى الإعلامي والبروج العاجية

تعقد في فندق شيراتون الكويت هذه الايام فعاليات الملتقى الاعلامي العربي الثامن، وتقدم خلال تلك الفعاليات الجائزة العربية للابداع الاعلامي التي حصل عليها هذا العام كل من: سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وسمو الأمير الوليد بن طلال والشيخة مي آل خليفة وزيرة الثقافة البحرينية وعميد الصحافة الكويتية احمد الجارالله واذاعة بي بي سي البريطانية، وكان ضيف شرف الملتقى هو المملكة العربية السعودية لدورها الرائد في تطوير الإعلام العربي والسعودي.

والملتقى الاعلامي العربي هو نتاج فكر وجهد الزميل ماضي الخميس الذي ما ان ينتهي من عمل اعلامي ناجح حتى يبدأ في عمل آخر، والمصلحة العامة تقتضي دعم ما يقوم به بوعبدالله لمساعدته في التنقل بذلك الملتقى الرائع من بلد عربي الى آخر كي نثبت اننا أمة عربية واحدة وسط تحديات التفتيت والتشطير التي نواجهها.

وقد عقد الملتقى هذا العام تحت عنوان «الاعلام وقضايا المجتمع» وشارك في تقديم اوراقه وحوارات ندواته ثلة من كبار رجال الاعلام العرب والخليجيين، ومازلت اكرر استغرابي الشديد من عدم نزول بعض الاعلاميين الكويتيين من بروجهم العاجية للالتقاء بزملائهم الضيوف الزائرين، فهل هم مشغولون لهذا الحد بقضايا الامة الكبرى ام انه الحسد المعروف ضد المنجزين، وشراسة منضوي حزب اعداء الناجحين؟! لست ادري!

لقد تحول الاعلام العربي بشكل عام من «عاكس» للحدث قبل عام 2011 الى «صانع» للحدث بعده، فأغلب المتغيرات والثورات قد حدثت بسبب تغطية وسائل الاعلام والاتصال المختلفة، كما ان خارطة طريق ما بعد الثورات والمتغيرات تخطها ـ سلبا او ايجابا ـ اقلام وكي بوردات الاعلاميين في الصحف، وبرامجهم ولقاءاتهم على الفضائيات والاذاعات المختلفة.

آخر محطة:

 1 – سفراتي المتعددة لمصر تجعلني أطمئن محبي وسائحي مصر على الاوضاع هناك، كما أقدر الجهد الرائع لسفيرنا د.رشيد الحمد وطاقم السفارة ومكاتبها العسكرية والصحية العاملة في القاهرة.

2 – والشكر موصول لمدير مكتب «الكويتية» عبدالناصر بهرام ومسؤولي المطار عبدالرضا البلوشي والسيدة الهام ويوسف العدواني وباقي الموظفين على الجهد الطيب الذي يبذلونه لمغادرة الطائرة في الوقت أو قبله!