سعيد محمد سعيد

لماذا الإصرار على ترويج أكذوبة (الفتنة والانشطار)؟

 

قبل أن أدخل في صلب الموضوع، لعله من المفيد بالنسبة للمصابين بمرض الطائفية البغيضة وأعداء التلاحم الوطني أن يستلهموا ما قالته (أم سلمان)، صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، في لقائها الأخير الذي استضافه المجلس مع ممثلي القطاع النسائي، وهي المرة الأولى بالنسبة لي شخصياً، التي أرى فيها (أم سلمان) في هذه الحالة من الحزن والألم والأسى، وليس الأمر بغريب، فما حدث من مأساة كارثية يوم الخميس الدامي، أدمت قلوب كل البحرينيين الشرفاء، لكنها، ونكايةً في الطائفيين وأصحاب الطبخات السرية، لم تزد المجتمع البحريني إلا تلاحماً.

أم سلمان كانت صادقة، رغم صوتها المتهدج بالحزن الشديد، في دعوتها للجميع بأن يطرحوا الأفكار التضامنية التي تجعل الجميع يخرج من هذه المحنة الكبيرة، ذلك أن ما مرت به البلاد هز كبار أهل البحرين، متضامنة ومتعاطفة مع أهالي الشهداء الأبرار، حتى أن سموها استخدمت مفردة (التضحيات)، وبالطبع، لا تنطبق هذه الكلمة إلا على القضايا العادلة المشروعة والعمل الصادق من أجل الوطن والمواطنين، وهذا ما اثبته شهداء الوطن وشباب 14 فبراير والمخلصون المرابطون في دوار اللؤلؤة فلا شك في أنهم جميعاً وضعوا (البحرين) على رؤوسهم.

أم سلمان كانت واثقة من قوة التلاحم بين أبناء البلد، مع أن الأيام الماضية شهدت صوتاً ناشزاً يصر اصراراً شديداً على وصف ما يجري في البلد على أنه (فتنة عظيمة)! فقد بدا واضحاً، أن هناك طرفاً يدعمه الإعلام الرسمي، بتلفزيونه ومنتدياته الإلكترونية وكوادره ووسائطه الإعلامية وأكبرها على الإطلاق (رسائله النصية المكثفة الخبيثة والمكذوبة مجهولة المصدر) يصر على ترويج أكذوبة تعرض المجتمع البحريني للفتنة والانشطار الطائفي، لكن أتدرون لماذا كل هذا الحجم من الترويج الكاذب لعنوان الفتنة والانشطار الطائفي والعداء بين أبناء المجتمع من الطائفتين الكريمتين؟ والجواب هو: لأن أولئك ظنوا أن المجتمع البحريني بلغ مبلغاً كبيراً مما يطمحون إليه من مآرب شيطانية، وأن في مقدورهم أن يشعلوا فتيل الفتنة والصراع باعتبار أن الظرف ملائم جداً، فوجدوا خلاف ما كانوا يظنون ويأملون، وهو أن المجتمع البحريني، لم يشهد تلاحماً وتكاتفاً وتعاضداً أكثر مما يشهده في هذه المرحلة الخطيرة والحاسمة في تاريخ البحرين فسقطت أمانيهم سقوطاً مدوياً، ولم يجدوا وسيلة أفضل من أن يثيروا حالة من الغرس الإعلامي الكاذب لزرع الشقاق والفتنة والتخويف والتخوين وتأليب المواقف، وهذا كله أيضاً اصطدم بحائط صد النسيج المتماسك والمتوحد والمتطلع الى مستقبل أفضل للبلاد والعباد.

أولئك أصبحوا يتباكون بدموع التماسيح في لقاءاتهم التلفزيونية ومقالاتهم ومنتدياتهم الإلكترونية وتصريحاتهم الصحافية الى درجة تصل الى حد الشعور بأن هناك (حرباً أهليةً ضروساً في المجتمع البحريني)، حتى أنني سألت أحد أولئك الإعلاميين سؤالاً بسيطاً: «أنت تخيف المجتمع بمقولة الفتنة والانشطار؟ أليس لك أصدقاء مقربون من الطائفتين؟ فقال: بلى بالتأكيد، فسألته: كم يا ترى فقدت من الأصدقاء الأعزاء عليك بسبب الفتنة والانشطار؟ فأجاب بالقول: ولا واحد ولله الحمد لأن علاقتنا أكبر من أن تتأثر؟ قلت: فعلام تستند في ترويجك لهذه الأكاذيب؟ فأجاب: أنا أسمع… أحدهم قال لي… إحداهن أخبرتني… قرأت في أحد المنتديات قصة جعلتني أبكي… قريب لي قال كذا… قريبة لي قالت كذا»، وبهذا، عليه أن يعيش على براهين (سمعت… يقولون)، ويتناسى نفسه وعلاقاته وهي البرهان الأصدق والأهم.

مسيرة (الوحدة الوطنية) عصر يوم الثلثاء التي انطلقت من إشارات السلمانية الى دوار اللؤلؤة أثبتت أن شعب البحرين تواق الى التقدم وتحديث البلاد ورسم مستقبل أجيالها بما أظهروه للعالم أجمع من صلابة نسيجهم وتلاحمهم بكل طوائفهم وتياراتهم، وتقديمهم لمصلحة الوطن العليا، فما عليكم يا هؤلاء إلا أن تستمروا في التباكي الكريه، وتستمروا في الكذب وتستمروا في خداع أنفسكم وتواصلوا تآمركم الخبيث فمآلكم الفشل وبئس المصير.

احمد الصراف

الإعلان العالمي وعبدالله السالم

يعتبر «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان» الذي صدر في 1948 أعظم وثيقة في التاريخ البشري، فقد تضمنت هذه الوثيقة أسسا حيوية عامة بطريقة لم تصل اليها أي مرجعية أخرى. ولو طبقت كل دولة موادها الثلاثين بصورة جيدة لوصل البشر الى الوضع المثالي، والذي لا يمكن تحقيقه بالتطبيق المجتزأ للإعلان بحجة عدم ملاءمة بعض مواده لظروف هذه الدولة أو تلك. فحقوق أعضاء الأسرة البشرية يجب عدم التهاون بها، فما يحصل حاليا، وسيحصل مستقبلا من اضطراب في دولنا، ودول كثيرة أخرى، يعود في الدرجة الأولى إلى عدم إيمان الكثير من حكوماتنا بحقوق الإنسان، وازدرائهم لها بحجة عدم اتفاقها مع «عاداتنا وتقاليدنا»، الأمر الذي جعل من عدم المساواة والتفرقة جزءا من ثقافتنا، وأدى في النهاية لترسيخ الحكم الفردي المطلق. فعالم لا يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة لا يمكن أن يتحرر من الفزع والفاقة، كما ان الكرامة البشرية لا يمكن ان تتحقق بغير تمتع الرجال والنساء بحقوق متساوية، لأنهم يولدون جميعا أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق، فلا يجوز استعباد البشر، أو حتى أن يكونوا رعايا وليس مواطنين، كما يجب ألا يميز بينهم بسبب العنصر، اللون، الجنس، اللغة، الدين، الرأي السياسي وغير ذلك من الحقوق. كما أن لكل فرد حق التمتع بجنسية ما، وللرجل والمرأة، متى بلغا سن الزواج، حق الاقتران وتأسيس أسرة من دون قيد بسبب الجنس أو الدين، ولهما حقوق متساوية عند الزواج وأثناء قيامه وعند انحلاله. وألا يبرم عقد الزواج إلا برضا الطرفين الراغبين فيه من دون إكراه، وأن لكل شخص الحق في حرية التفكير والاعتقاد، ويشمل هذا الحق حرية تغيير الديانة وحرية الإعراب عن الرأي وإقامة الشعائر ومراعاة الحكومات لها. كما أن لكل شخص الحق في حرية الاشتراك في الجمعيات والجماعات السلمية، كما لكل فرد الحق في الاشتراك في إدارة الشؤون العامة لبلاده إما مباشرة وإما بواسطة ممثلين يختارون اختياراً حراً. وأن لكل شخص الحق نفسه الذي لغيره في تقلد الوظائف العامة في البلاد. وإن إرادة الشعب هي مصدر سلطة الحكومة، ويعبر عن هذه الإرادة بانتخابات نزيهة دورية تجرى على أساس الاقتراع السري وعلى قدم المساواة بين الجميع، أو وفق أي إجراء مماثل يضمن حرية التصويت. كما أن للآباء الحق الأول في اختيار نوع تربية أولادهم. ولا يجوز بالتالي إجبارهم على قبول تعليم لا يرغبون فيه لأبنائهم.
ولو تمحصنا بتجرد هذه المبادئ العامة لوجدنا أن مدى قربنا، أو بعدنا عنها، يحدد مدى «إنسانيتنا» الضامنة لاستقرار مجتمعاتنا، التي أصبحت اليوم اكثر بعدا عن تلك المبادئ مما كانت عليه قبل عقود قليلة، ولا مفر بالتالي من الاعتراف بكل بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إن اردنا لمجتمعاتنا الاستقرار والازدهار.
***
ملاحظة: لم ينل أي من أمراء الكويت قدرا من عدم رضا «البعض» عنه ما نال الأمير الراحل عبدالله السالم. واليوم اكتشف هؤلاء «البعض»، في خضم كل هذا الاضطراب الذي تعيشه دولنا، أن ما أقدم عليه ذلك القائد الفذ قبل نصف قرن، هو الذي يشكل الآن ضمانة الحكم، وتآلف فئات المجتمع كافة.

أحمد الصراف

سامي النصف

أمير الشكر والوفاء

خطاب الشكر والوفاء الذي استمع له الشعب الكويتي ظهر امس من صاحب السمو الامير المفدى يؤسس لثقافة سياسية جديدة لم تعتدها شعوب العالم الاخرى وخاصة في منطقة الشرق الأوسط ممن لم تعتد سماع خطابات شكر توجه لها، لقد كان خطاب امس جميلا في معناه ومغزاه، راقيا في مفرداته وكلماته، موجها من قيادة ابوية حنونة الى شعب مخلص ووفي.

فقد وجه سموه الشكر لأطفال الكويت الذين شاركوا في الأوبريت الرائع «إلا الوطن» وللرجال والنساء ممن عبروا عن محبتهم الخالصة لوطنهم واميرهم بطريقة مبتكرة وغير مسبوقة وهي نثر مليون وردة محبة على جدران دار سلوى مقر إقامة سموه.

وامتد خطاب الشكر لجميع ابناء الديرة لمشاركتهم الراقية والفاعلة في اعياد «50، 20، 5» فهم كما اتى في الخطاب «زينة الكويت وأنوارها وصوتها وصورتها وحاضرها ومستقبلها الزاهر» والى جميع وزارات ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني ومختلف الجهات الاهلية ووسائل الاعلام المقروء والمسموع والمشاهد وللمشاركين في العرض العسكري ولقواتنا المسلحة ولقوات الدول الحليفة والصديقة.

واستذكر خطاب الشكر والوفاء الادوار البطولية للراحلين الكبيرين الشيخ جابر الاحمد والشيخ سعد العبدالله، ولشهداء الكويت الابرار وأسراها ومفقوديها ممن رووا بدمائهم تراب الكويت الطاهر، كما امتد الشكر والامتنان لشعوب وقيادات وقوات الدول الحليفة والصديقة التي وقفت مع الكويت عام 90 و«لن ننسى قط مواقفهم الشجاعة» كما جاء في الخطاب التاريخي.

وتأتي الثقافة السياسية التي تضمنها خطاب سموه امتدادا للثقافة التي رسخها سموه ديبلوماسيا في المحيطين العربي والدولي حيث الصدق والحكمة والوفاء، فلا قول بالعلن يختلف عن القول بالسر، ولا مواقف فوق الطاولة تختلف عن مواقف اخرى تحتها، بل شفافية ووضوح تام، لذا لم يصدق العالم وقادته اكاذيب وتخرصات النظام الصدامي وهب مسرعا للوقوف مع بلدنا قبل عقدين من الزمن.

آخر محطة:

(1) تمسكنا بالوحدة الوطنية والتعقل والموضوعية هو خير هدية نقدمها لبلدنا في اعيادنا الوطنية، وعطاءات الدولة للشعب الكويتي غير المسبوقة لا تحتاج منا إلا للحمد والشكر.

(2) حتى نشعر أكثر بالنعمة التي نعيشها نذكر بأن كلمات الشكر التي نسمعها، تتزامن مع تهديدات قيادات ثورية بقتل شعبها من.. زنقة، الى زنقة اي من الوريد الى الوريد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

احمد الصراف

البارون والحنة الكويتية

يعتبر «كارل ثيودور ماريا نيكولاس جوهان جاكوب فيليب فرنز جوزيف سيلفيستر فريهر فون اند زو غوتنبرغ»، وهذا هو الاسم الكامل لوزير الدفاع الألماني البارون الارستقراطي المتزوج من «حفيدة» بسمارك، والبالغ من العمر 39 عاما، من اكثر سياسيي ألمانيا شعبية.
وعلى الرغم من شعبيته وعروقه العائلية، فان الصحافة الالمانية لم تترد في الاسبوع الماضي في الكشف عن انه قام بتضمين بعض تقارير اللجان البرلمانية في رسالة الدكتوراه التي يحملها دون الاشارة الى المصدر، وان يقوم وزير دفاع اكبر واقوى دولة اوروبية بعملية تزوير ليس بالسهل ابدا، علىالرغم من انه اعتذر عن خطئه علنا، وقال انه سيجمد لقبه الى ان يتم الفصل في التحقيقات. علما بان اتهامه بالتزوير، ان استمر بقاؤه في منصبه، وهو الامر المرجح، قد يؤثر في خططه الطموحة الهادفة الى الغاء الخدمة العسكرية الاجبارية في الجيش الألماني.
وهنا نجد كيف تتعامل المجتمعات الاوروبية مع كبار قادتها، وهم لا يزالون في السلطة، فحجم النقد الذي تعرض له هذا الوزير لم يكن سهلا، وخطر الغاء برنامجه المتعلق بالتجنيد امر لا يستهان به.
أما عندنا في الكويت غير، حيث ان مزور شهادة دكتوراه كاملة يتم استقباله من كبار مسؤولي الحكومة، ويكرم وتلتقط له الصور وتنشر في كل الصحف، على الرغم من علم الجميع بان شهادته مزورة من اول حرف حتى اخر حرف فيها! كما يتبوأ الكثيرون مناصب عدة في الحكومة على الرغم من حملهم لشهادات صادرة عن جهات غير معترف بها. وهناك جامعات «وهمية» اميركية واوروبية تقوم بمنح شهادات دكتوراه في مختلف التخصصات مقابل دفع بين 3000 و5000 دولار. وفوق ذلك توجد في الكويت رابطة للدفاع عن حاملي شهادات الدكتوراه، وهي الرابطة او الجمعية الوحيدة من نوعها في العالم اجمع والتي تضم مجموعة من حاملي هذه الشهادة الصادرة عن جامعات اما غير معترف بها او غير موجودة اصلا. ويطالب اعضاء هذه الرابطة السلطات التعليمية في الكويت بالاعتراف بشهاداتهم. ولن نستغرب يوما ان تقوم الدولة، بضغط نيابي، بالرضوخ لطلبهم، فقط للتخلص من «حنتهم»!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

فرح عندنا.. ومآتم عندهم

نظرة سريعة لأحداث المنطقة العربية اليوم نجد أمرا غريبا!! الجميع متوتر وحذر ويترقب ويضطرب ويثور ويقلبها رأسا على عقب، الا في الكويت وما ندر من دول الخليج، حيث نحن هنا نفرح ونبارك ويهنئ الشعب القيادة السياسية وتكافئ القيادة شعبها وتبادله الحب والاحترام. الجميع هنا في الكويت فر.حٌ ومنبسط، بينما الغالب هناك وما حولنا حزين وكئيب ولا يعلم ما تخبئ له الليالي والأيام.
وكما ذكرت في مقالتي السابقة «الكويت غير» فإن هذه الأجواء من السعادة والفرح لا تعني اننا في دولة نموذجية، بل نعترف بوجود الكثير من النقص والكثير من الفساد، لكن ما هو متوافر من منابر للإصلاح كاف لمعالجة هذا القصور.
اليوم سأتحدث عن بعض أسباب هذا التدهور المتسارع في العلاقة بين الأنظمة وشعوبها في بعض دول المنطقة، حيث لوحظ ان اساس هذا التدهور في العلاقات شعور الشعوب بالظلم وغياب العدل!! صحيح قد يصمت الشعب دهرا من الزمن، وقد يصبر على القهر والظلم، لكن ذلك مثل النار التي تحت الرماد، فما ان تحين فرصة مناسبة تحرك الساكن الا وتثور ثورته، وينتفض المارد الجبار الذي لا يمكن للدبابات ولا الطائرات ان توقفه عند حده الا بعد بلوغ مأربه!!
لاحظوا كذلك ان الشعب يبدأ ثورته بمطالب محددة وبسيطة ومعقولة، لكن عناد الأنظمة وكبرياءها وتعاملها بقسوة مع المدنيين العزل وعدم الاخذ في الاعتبار أي من هذه المطالب، تجعل الشعب يكرر بصوت واحد «الشعب يريد اسقاط النظام» في تصعيد لافت للنظر، خصوصا اذا نجمت عن تعامل النظام مع بدايات الثورة أحداث قتل وقمع!!
ملاحظة أخرى وهي ان اكثر ما يثير الشعب ويغضبه هو شعوره بأن افراد الحاكم وأسرته أو قبيلته أو حزبه ينفردون بخيرات البلاد وثرواتها بينما الآلاف من أرباب الأسر لا يجدون قوت يومهم، ولعل هذا الأمر يدركه حكام الخليج، حيث لوحظ ان ابناء الشيوخ وابناء الأمراء والسلاطين ينفردون في حيازة أملاك ليس لهم الحق بها ولم يتملكوها الا لكونهم من ابناء الأسرة الحاكمة، وهذه قشة قد تقصم ظهور بعارين كثيرة.
***

لفتة كريمة
نتقدم بالتهنئة للكويت، حكومة ونظاما وشعبا، على أعيادها المجيدة، ونسأل الله ان يجعل أيامنا كلها أعيادا.
كما نتقدم بالتهنئة الى الشعب السعودي وحكومته الرشيدة بعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مشافى معافى، سائلين المولى عز وجل ان يديم عليه الصحة والعافية.

علي محمود خاجه

ما أقصد شي

حقق فاليري لوبانوفسكي كمدرب البطولة الأوروبية للأندية مع فريق ديناموكييف الروسي عامي 1975 و1986 وقاد منتخب الاتحاد السوفياتي إلى نهائي أوروبا في عام 1988، ليأتي بعد ذلك هذا المدرب محملا بتلك الإنجازات إلى منتخب الإمارات ولكنه فشل في تحقيق أي شيء، لينتقل إلى منتخب الكويت ويدربهم ثلاث سنوات كاملة دون تحقيق أي شيء وتمت إقالته. ليحل محله مدرب مغمور لا يملك في رصيده سوى القليل من البطولات المحلية ويحصل مع نفس المنتخب الكويتي الذي فشل لوبانوفسكي في تحقيق النتائج معه، ويحصل المدرب المغمور على بطولتي خليج متتاليتين والمركز الرابع على مستوى القارة.

أما محمد إبراهيم المدرب الكويتي الأفضل على مستوى الإنجازات في تاريخ الكويت على الإطلاق، وصاحب أعلى رصيد بطولات مع نادي القادسية، وعلى الرغم من استعانته بعشرة من لاعبي نادي القادسية حينما درب المنتخب فإنه لم يتمكن من تحقيق بطولة الخليج أو أي إنجاز على مستوى المنتخب أبدا، فيأتي مدرب مغمور لم يدرب فريقاً قط سوى نادي الشباب الكويتي ليحقق مع منتخب الكويت بطولتين في غضون أشهر قليلة.

السؤال هل لوبانوفسكي فاشل؟ أم هل محمد إبراهيم فاشل؟ أم هما غير قادرين على القيادة؟ طيب هل اللاعبون في الفترتين السابقتين سيئيون؟

لا أتوقع أن إجابة غير النفي ستكون منطقية، ولكن الظروف أو العقلية أو الفكر لم تساعد المدربين أو اللاعبين على الانسجام لتحقيق الإنجازات، كما أنه لم يكن من الحكمة أبدا أن تبقي إدارات الاتحادات الكروية السابقة على المدربين السابق ذكرهم، فهم رغم تقديرنا لهم بل حب البعض لهم أيضا فإنهم لم يتمكنوا من التغيير والإنجاز.

لقد أحسنت الإدارة في تنحية لوبانوفسكي بعد سنواته العجاف، ولم يكن هناك بد من ذلك، فاستمراره كان يعني استمرار الوضع السيئ القائم، وقد أحسن محمد إبراهيم في اعتذاره عن الاستمرار مع الأزرق، فقد استوعب عدم تمكنه من تقديم ما هو أفضل للمنتخب، فرحل ليتيح المجال لمن قد يكون أفضل، وقد تحقق له ذلك… فشكرا لإدارة الاتحاد في عهد لوبانوفسكي، وشكراً لمحمد إبراهيم، فقد خدما الكرة الكويتية قبل أن تدخل إلى مرحلة الكوارث التي لا تحمد عقباها.

خارج نطاق التغطية (1):

لا أستطيع أن أكسب أي نقاش مع من هم في صف الحكومة في هذه الأيام، فأنا لن أتمكن أبدا من تغيير فكرة لدى أشخاص مقتنعين بأن رصيفا مسكينا اعتدى على أهل الكويت.

خارج نطاق التغطية (2):

أحمق يقوم بإرسال رسائل نصية يدعي فيها أن رغبة النواب في عدم التعاون مع سمو الرئيس هي بسبب علاقة سموه المتينة مع الجمهورية الإيرانية!!

فعلا لقد أظهرت أزمتنا السياسية الحالية مدى ضحالة عقول الكثيرين من أبناء الكويت للأسف.

محمد الوشيحي

أقرب حمّام 
مغربي

بسبب عمايل حكومتنا، يولد أطفالنا مشوهين فكرياً وخلقياً، يولد الطفل وله «سكسوكة» ويسأل عن أول مربوط في الراتب وأقرب موعد للتقاعد، يولد فيسأل عن فواتير الكهرباء متى ستُلغى، يولد وهو يبحث عن واسطة تتكفل به من المهد إلى اللحد، من تغيير الحفاظة إلى الزواج من نائبة تقوم بتعيينه في منصب حكومي. ومادامت الحكومة تقر الكوادر والزيادات والعطايا، من أموال الشعب (كما يقول المثل: خذ من كيسه وعايده) فهي ليست مطالبة بالقيام بأي عمل آخر، كما يرى هذا الطفل المشوه.

والكويت بناية سكنية خربة، ولو كنتُ المسؤول لاستأجرت جزيرة في المحيط الهادئ، ولنقلت كل مَن على هذه الأرض إليها، وتعاقدت مع شركات تنظيف متعددة، واحدة لقتل الجرذان والقوارض التي ملأت البناية، وثانية لجلي الرخام، وثالثة للصبغ (الطلاء)، ورابعة للتعقيم بالديتول الأصلي، وخامسة لغسل السجاد والكنب والمفروشات وسادسة وسابعة وثامنة…

الكويت بحاجة إلى الدعك الشديد بالصابون حتى تصل الرغوة إلى عنان السماء، الكويت بحاجة إلى أقرب «حمّام مغربي» أو «حمام قبازرد» يتولى تفريكها فيه إيراني «متعافي»، يسمع عن الرحمة ولم يشاهدها.

أشر بإصبعك الكريمة إلى وزارة، أو هيئة مستقلة، وقل لي: هذه الجهة ليست فاسدة، وأراهنك على أن الجهات الصالحة أقل من أصابع اليد الواحدة في أحسن الأحوال والأجواء… وبمناسبة الأجواء، هل تعلم أن هذا الغبار الذي كدّس مرضى الربو في المستشفيات، وأنهك صدور الأطفال، هل تعلم أن علاجه لا يحتاج إلا إلى زراعة بقعتين أرضيتين صغيرتين في شمال غرب البلاد؟ إذ يقول المختصون: «كل الغبار في الكويت مصدره هاتان البقعتان، فإذا تمت زراعتهما بمصدات الرياح… (غدى الشر)»، ومع سهولة الأمر إلا أن شجرة واحدة لم تزرع هناك. بل ويقال إن زراعة طريق المطار التي تمت قبل سنوات، كانت برغبة من صاحب السمو الأمير لا بمبادرة من هيئة الزراعة، التي أمّن رئيسها نفسه و»كسب ود» النواب والصحافيين، فنام.

سيداتي سادتي، التغيير الوزاري ليس إلا منشفة مبللة، تمسح الجزء الظاهر من الوسخ وتترك الجراثيم المزدحمة تحت السجاد وفي المطابخ والغرف (تعريف الجرثومة في قاموسي: هي كل لص يسرق ويفسد في بلده).

الكويت في حالة بهدلة بسبب هذه الحكومة «الرفلة»، وهذا البرلمان الذي لا نعرف أباه، ولن ينقذها إلا نسف الوزارة بمن فيها، وحلّ البرلمان، وتعديل الدستور إلى مزيد من الحريات والمكتسبات الشعبية، وتقليص يد الحكومة الطولى في البرلمان وانتخاباته ولجانه، وتغيير النهج الحكومي، لتأتي حكومة جديدة منتخبة، تعيد بناء الإنسان، وتعيد تشكيل الثقافة من جديد، وتغربل الجهاز الحكومي الفاسد، وتقدم خطة جديدة واقعية بدلاً من خطة أحمد الفهد التي هي كالمكياج الفاقع على وجه الممثلة «إنعام سالوسة».

***

في مصر… تقدمت مجموعة كبيرة من القضاة بشكوى ضد وزير العدل في عهد مبارك يتهمونه بتلقي الرشاوى والتدخل في القضايا لصالح المسؤولين والمتنفذين، وتنوي مجموعة من رجال القانون في تونس التقدم بطلب إعادة فتح القضايا المشبوهة التي حصل فيها المتنفذون، سابقاً، على أحكام بالبراءة، على أن يتم التشهير بالقضاة الذين تولوا تلك القضايا، إذا أدينوا، بتهم «الفساد والإفساد»، وهي تهم تقود إلى حبل المشنقة بعد تجريد المدان من ممتلكاته.

وأرى أنا أن «الدولة التي يحكمها قضاء غير مستقل هي دولة مزورَة هشة العظام سريعة التحطم».

احمد الصراف

“دافنينو سوا يا سيدنا البدوي”

شاع مثل «دافنينو سوا» في دول عدة، ويتعلق بقصة صديقين امتلكا بعيرا صبورا اعتمدا عليه في معيشتهما، وكان وجودهما يرتبط به لما يقوم به من مهام، ولم يكونا يفارقانه. وفي يوم نفق الجمل فجأة، وعلى ظهره حمل ثقيل، فدفناه حيث هو وجلسا بجانبه يندبان حظهما ويبكيان بحرقة خسارتهما فيه، وكان كل من يمر بهما يسأل عن المرحوم فيقولان انه «أبو الصبر»، أبو صبر الخير، أبو البركة، الذي كان يقضي الحوائج ويرفع الثقل ويقرب الصديق ويبعد العدو!
وكان من يسمعهما يعتقد انهما يتكلمان عن ولي صالح وصاحب كرامات فلم يكونوا يكثرون السؤال بل يكتفون بمشاركتهما العزاء، وترك بعض المال والطعام لهما قبل المغادرة، وشيئا فشيئا أصبح عدد الزوار كبيرا وتبرعاتهم أكبر، وهذا أتاح لهما تشييد مبنى فوق القبر، ثم حجرة معيشة لهما، وزاد البناء وارتفع مع زيادة اموال النذورات، فحفرا بئرا لسقي الزوار وأماكن لقضاء الحاجة، وارتفع البناء تدريجيا وخصصت أماكن للضيافة وأخرى للاستراحة وتناول الطعام ومحلات لبيع تمائم وتذكارات دينية وربطات أدعية، وعم خبر كرامات الولي الشفيع (أبو الصبر) الكبير التقي الصالح، الذي يفك الكربات ويداوي الآهات ويزوج العانس ويطلق سراح المسحور، المنطقة كلها، فزادت الزيارات ومعها التبرعات وتحول موقع الدفن البسيط الى مدينة صغيرة تعج بالحركة، وتزايدت ثروة الشريكين، من عطايا السذج التي كانا يتقاسمانها، وفي يوم اختلفا على طريقة القسمة فغضب احدهما من الآخر، ورفع يده طالبا من «أبو الصبر» ان ينتقم منه، فضحك الآخر قائلا: ما احنا دافنينو سوا!
ولو نظرنا لأحوال عالمنا ولكثرة المزارات الدينية فيه، الصحيح منها والوهمي، وما يحيط بزياراتها من شعائر وطقوس، وما يشاع عن قدرة «أصحابها» على اتيان الخوارق والمعجزات ومنح البركات وفك الكروب وتلبية الملهوف واعانة المظلوم، لوجدنا ان الشك يطال الكثير منها في ظل عدم وجود أي معلومات موثقة يعتد بها ويمكن ان تعطي، ولو فكرة عن سيرة «المرحوم»، فالتدوين لم يكن يوما جزءا من تاريخنا الديني أو السياسي! ولو حاولت أي جهة تحري الحقيقة لوجدت أن أشد الناس اعتراضا أولئك الذين يعتنون بتلك المزارات والمدافن والمستفيدون منها، وكم الروايات والأساطير التي تشاع عنها، والتي لا نعرف مدى حقيقتها في ظل كل هذه الأمية التي نعيشها!

***
ملاحظة: سنغيب عنكم مؤقتا حتى منتصف مارس الجاري ونأمل ألا تغيب المقالات من العمود.. وكل عام وأنتم بخير.

أحمد الصراف