علي محمود خاجه

حتى تشرتشل لن ينفع

رحلت الحكومة برئيسها ووزرائها، بل بنهجها أيضا، وأتت حكومة بقوة حكومة ونستون تشرتشل فرفضت إسقاط القروض أو ما سمّي بالمنحة من خزائن الدولة وهدر الأموال إذن ستطالب الأغلبية برحيلها، أو باتت لا توقع معاملات النواب أيضاً سيطالب الجميع برحيلها، أو أبت أن توافق على تعديل الدستور بتغيير مواده وتحديدا مادته الثانية لذلك سيطالب الجميع برحيلها أيضا، أو قررت أن تحد من سطوة أبناء الشهيد وجميع ممارساتهم غير الدستورية… ستطالب الأغلبية النيابية قبل غيرها برحيلها.

غير منطقي، وغير مقبول، وغير عادل أبدا أن نطالب برحيل 16 وزيرا معينا برئيسهم، ونقبل بأكثر من 30 نائبا يطعنون القانون والدستور يوميا حتى من جماعة «إلا الدستور» المزعومة، فهم من رخصوا أنفسهم ليكونوا لعبة بيد الحكومة، ولنا في إلغاء لجنة الشباب والرياضة ورفع حصانة فيصل المسلم برهان ساطع بأن من قام بأشنع الأفعال هم نوّاب منتخبون من الشعب، بمساعدة حكومية نعم… ولكن بإرادة نيابية مسلوبة وستظل مسلوبة سواء كان الشيخ ناصر أو غيره رئيسا للحكومة.

نعم أقر وأبصم ألف مرة بأن الحكومة فاشلة، ولن تحسّن الأوضاع أبدا، لكني أبصم مليون مرة بأنه حتى الحكومة الناجحة والإصلاحية لن تحسّن الأوضاع أبدا طالما أن اختياراتنا تتمثل في أفراد إما يريدون هدر المال وإما تنفيع الأهل والأصحاب أو تدنيس الإسلام بأشنع الصور.

في غضون أشهر ثلاثة فحسب شهدنا نفاق النوّاب بشكل لا يتيح لنا المجال حتى لتبرير أفعالهم، ألم يرددوا قبل أشهر أن هناك إعلاما فاسدا منبوذا يجب أن يلقى في حاويات القمامة، ليأتوا بعدها بلحاهم المصبوغة ويتصدروا شاشات نفس الإعلام؟! ألم يرددوا «إلا الدستور، والدستور خط أحمر، والحكومة تحاول تغييبه وإلغاءه وتفريغه من محتواه»… وبعد أيام من شعاراتهم يطالبون بتعديل المادة الثانية من الدستور بشكل يقلل من الحريات وهي مخالفة صريحة للدستور؟

هل اعتزلوا الانتخابات الفرعية المجرمة دستورا وقانونا؟ وهل سمحوا للفكر الحر أن ينتشر؟ وهل أصدروا تشريعات غير تلك التي تهدر أموال الدولة بغير حساب؟

يريدون حكومة جديدة بنهج جديد، ولن يفلح أي نهج إصلاحي من أرقى حكومات العالم ما دمنا ندور في فلك نوّاب أرخصوا البلد من أجل مصالح محيطهم الصغير… ليرحل المجلس قبل الحكومة، وليأتِ الاختيار منا فنحسنه، وحينها لن يتمكن أي مسؤول كبر أو صغر من تدنيس العمل الديمقراطي أبدا.

خارج نطاق التغطية:

منذ بدء الفصل الدراسي الثاني والطلبة في المدارس لا يلتزمون الحضور، فعطلة العيد الوطني امتدت عشرة أيام من أصل يومين فقط، وعطلة المولد النبوي ذات اليوم الواحد فاقت الأيام الخمسة بالتغيب، هكذا يسير تعليمنا فلا تلوموا مخرجاته!!

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

سامي النصف

الصدافي أكثر تدميراً من السونامي!

وصل صدام للحكم في انقلاب عسكري مشبوه عام 68، ووصل القذافي للحكم في انقلاب عسكري مشبوه عام 69، وكانت أول عاصمة اعترفت به هي بغداد، أباد وشرّد صدام من قاموا بالثورة معه وصفّاهم حتى من ترك له البلاد وكذلك القذافي، لصدام زوجتان والعديد من العشيقات وأشهرهن أوروبية بيضاء وكذلك القذافي، صدام يؤلف روايات وكذلك القذافي، لصدام ابن أقرع جاهل يحمل دكتوراه كاذبة ويربي الاسود في قصوره وكذلك القذافي، شن صدام الحرب على ايران فشن القذافي الحرب على تشاد، وصم صدام شعبه بأرذل الاسماء والصفات بعد ثورتهم عليه عام 91 (سلسلة مقالات جريدة القادسية ربيع 91) وكذلك القذافي بعد ثورة ربيع 2011، عادى صدام الكويت دون مبرر فأصابته حوبتها الشهيرة وكذلك القذافي، دمر وسرق ونهب صدام ثروات بلده وتسبب في إشعال نيران حرب أهلية فيه وكذلك القذافي.. التقيت القاضي الفاضل الذي حكم بالإعدام على صدام ومازلت في انتظار لقاء القاضي الذي سيحكم بالإعدام على القذافي أو.. صدافي (جمع اسمي صدام والقذافي).

في الثمانينيات وقف القذافي مع إيران ابان الحرب العراقية ـ الايرانية رغم تدثره الكاذب برداء القومية العربية لا حبا في ايران بل ليبقي النيران مشتعلة بين البلدين لأطول مدة ممكنة، وفي عام 90 رفض القذافي قرار الجامعة العربية بإدانة الغزو الصدامي للكويت (!) في عام 95 وفي لقاء للقذافي مع أساتذة وطلبة جامعة القاهرة صرح بأن الكويت بلد لا يستحق الحياة كونه لا يستطيع الدفاع عن نفسه وان على جيرانه اقتسام أرضه، وفي عام 2003 أرسل مرتزقته ولجانه الثورية لاحتلال السفارة الكويتية وتمزيق علم الكويت واستبداله بعلم صدام.. المعاملة بالمثل التي هي قمة العدل تقتضي استبدال علمه الأخضر المرفوع على مبنى سفارته بالكويت بعلم الحكم الديموقراطي الجديد في ليبيا.

حسبما أتى في صحيفة معاريف الاسرائيلية ولقاء القناة الثانية الاسرائيلية مع ابنة خال القذافي السيدة راحيل (77 سنة) وقبلهما كتاب المعارضة الليبية «من هم خوالك يا القذافي؟»، نكتشف أن والدة الرئيس الليبي هي السيدة اليهودية رزالا تمام، وان شقيقها مسعود تمام خال القذافي له 5 أبناء يعيشون في إسرائيل، نقول للسيدة راحيل ان انتماء ابن عمتها لليهودية لا يضره ولا يحسب على يهود ليبيا ممن ظلموا كثيرا وقتلوا صبرا في الاربعينيات والخمسينيات والستينيات دون ذنب ارتكبوه، ما نأخذه على ابن رزالا تمام ان اعماله هي بحق.. رذالة تمام!

خبير نفسي كويتي ظهر على إحدى الفضائيات وطلب منه المذيع أن يتنبأ، بحكم اختصاصه ودراسته لشخصية القذافي، بنهاية الطاغية، أجاب، لا فض فوه ومات حاسدوه، بأن نهاية القذافي ستكون إما بانتحاره أو قتله أو أسره أو هربه.. حاولت جاهدا أن أفكر في سيناريو خامس فلم أجد إلا.. أن يرفع كالسيد المسيح عليه السلام للسماء أو أن يموت.. بكظة كهرباء!

أصدر البابا بنديكتوس السادس عشر بيانا برأ فيه يهود اليوم من دم السيد المسيح عليه السلام، وهو أمر يتماشى مع العقل والمنطق والايمان الصحيح، فلا يمكن أن يلام الابناء والاحفاد على ما قام به أجداد الاجداد وإلا لجاز لنا أن نحمل دول الاتحاد الاوروبي الحالية ذنب جرائم الحملات الصليبية، ولهم أن يحملونا ما قامت به غزوات العثمانيين على الدول الاوروبية.. نرجو ألا يتحول اللوم في موت السيد المسيح عليه السلام بعد تلك التبرئة الواجبة، الى لوم العرب والمسلمين.. آخر الهنود الحمر!

آخر محطة:

(1) كشف تقريران منفصلان لقناة «العربية» أن زوجة القذافي السيدة عائشة فركاش البريعصي (لا يعلم صلة قرابتها بعزة الدوري)، كانت تعمل ممرضة عندما التقاها عام 71، كما أن آخر عشيقاته الأوكرانية غالينا كولتنوتسكيا تعمل ممرضة كذلك.. هل بقي من يشك بعد ذلك بالحالة الصحية والعقلية للعقيد.. صدافي؟!

(2) الحمد لله على سلامة الزميل العزيز فؤاد الهاشم،ومبروك عودته لقرائه ومحبيه و..عين ما صلت على النبي يا بوعبدالرحمن.

احمد الصراف

مؤامرة سعد

أخبرني صديق عاش أحداث مصر الأخيرة أنه على ثقة تامة بأن اميركا كانت، ولا تزال، تقف وراء ثورة شباب 25 يناير في مصر، وان القيادة العسكرية الحالية تدين لأميركا بالولاء.
وأورد الصديق مجموعة مؤشرات قال انها تبين صحة حدسه، فالرجل الثاني في قيادة مصر كان في اميركا ساعة وقوع الاضطرابات، كما ان وائل غنيم كان في دبي ساعة وقوعها وعاد لمصر سرا ثم تم «خطفه او اعتقاله» سرا، ولم يعرف احد مكانه خلال 11 يوما، ويعرف عنه ولاؤه لأميركا، وانه ماسوني وزوجته أميركية! فقلت له ان كان الأمر بهذه السهولة فلماذا لم تقم اميركا بالاجراء ذاته في افغانستان والعراق مثلا، وقبلهما في بنما، وبعدهما في ايران وكل الدول الدكتاتورية الاخرى في المنطقة وخارجها، بدلا من اللجوء لخيار التدخل العسكري المباشر وما سينتج عنه من خسائر هائلة في أرواح جنودها، اضافة الى خسارة تريليونات الدولارات في حروب عبثية، او حتى صليبية؟ فرد قائلا ان حربي أفغانستان والعراق كانتا بدافع من المؤسسة العسكرية، المسيرة من شركات انتاج الاسلحة، التي رأت ان من مصلحتها مشاركة قوات اميركية في تلك الحروب لتحقق من ورائها الكثير، فقلت له: ولماذا لم تدفع المؤسسة نفسها وشركات صناعة الأسلحة نفسها الادارة الاميركية لاتباع الاسلوب ذاته في مصر؟ وما الذي يجعل هذه الاخيرة غير العراق مثلا؟ فسكت صديقي ولم يجب، ولا يعني ذلك ان وجهة نظري كانت أكثر صحة، فلا احد، في محيطي على الاقل، بامكانه ادعاء امتلاك الحقيقة، وعندما تصبح الحقيقة غائبة يصبح الميل اكبر الى تفسير الامور من خلال نظرية المؤامرة! وان كان قلب نظام حكم استمر اكثر من ثلاثين عاما لا يحتاج إلا لبعض التعليمات الاميركية، الهاتفية والكتابية، فإن معنى ذلك ان جميع مشاكل العالم يمكن ان تنتهي خلال ستة اشهر على الطريقة السحرية الاميركية.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

وزيري… بيدي

أراقب الثورة المصرية مراقبة لصيقة، مان تو مان. وعندما طالب الثوار بإقالة رئيس الوزراء «شفيق» وتعيين «عصام شرف» بدلاً منه، لم يستجب لهم «المجلس العسكري» فغضبوا وتنادوا في «تويتر»: «تعالوا ننزل الميدان ونشيل شفيق ونعيّن واحد من اللي اخترناهم (اختاروا ثلاثة كان أولهم عصام شرف)»، وبالفعل تم لهم ذلك، فواصلوا إصرارهم على تلبية بقية المطالب وأهمها «إلغاء جهاز أمن الدولة» ذي السمعة العربية الأصيلة، فلم يعرهم أحد اهتمامه، فغضبوا وكتبوا: «يووووه هوّه أنتم مش بتصدقوا ليه إن احنا بنتكلم جد وإن دي مطالب الثورة»، ثم أضافوا جملة مضحكة مرعبة: «ماشي، احنا حنصفّي الجهاز بنفسنا وبعدين ندّيكوا رنّة»، كتبوا ذلك ثم تجمهروا أمام مبنى جهاز أمن الدولة في الإسكندرية ليمنعوا تهريب الوثائق وحرقها، وتطورت الأحداث إلى أن دان لهم المبنى وسيطروا عليه وعلى ما تبقى من وثائقه وحرروا المعتقلين السياسيين، وأمس قرروا «تصفية» بقية مباني أمن الدولة وتحرير المعتقلين وتسليم الوثائق الموجودة في المباني إلى النائب العام… اللافت أن الثوار عثروا، كما يزعمون، على عدد من الجثث في سرداب أحد مباني الجهاز، وصوّروا الزنازين المعتمة المرعبة وأدوات التعذيب و«الكلاليب» إلخ إلخ إلخ، وستذعن الحكومة لمطالبهم كلها لاحقاً، وستفكك تلفزيون الدولة بعد أن قرر الثوار أن يجعلوه محطتهم القادمة.
ولا أدري ما سبب كتابتي بهذه الطريقة التي لا ينقصها إلا أن أختمها بالوقوف أمام الكاميرا و«محمد الوشيحي… من أمام مقر جهاز أمن الدولة في الإسكندرية… تلفزيون الكويت… موسكوووو»، لكنني أردت من كل هذه المقدمة أن أبين، أو أذكّر، بأن الشعب الحر هو «مصدر السلطات» والشعب القطيع هو «متلقي الصفعات»، وكل شعب يملأ «الأبلكيشن» بما يليق به.
وقبل يومين، طرح الشاب المبدع بدر ششتري في «تويتر» فكرة لطيفة، بمساعدة صديقه المذيع الهادئ عبدالله بوفتين، تقوم على أن يرشح كل «مغرّد» اسماً لتولي منصب وزاري، فانصبت غالبية الترشيحات التي بلغت نحو ألف – إلى لحظة كتابة المقالة – على ثلاثة أسماء «وليد الجري، ود. أنس الرشيد، ود. حسن جوهر»، ثم، بطريقة مضحكة، انهمرت ترشيحات «أمنية» لمصلحة رئيس جمعية المهندسين «طلال القحطاني»، وأقول «أمنية» لأنها كانت «تتدفق» في فترة محدودة ثم تنقطع، ثم تتدفق، ثم تنقطع، وهكذا، ومع ذا لا أظن أن القحطاني، مهما أتقن خطة «هوبّا هوبّا» سينافس على المراكز الأولى، لكنني أجزم أنه سيقبل أقرب حقيبة وزارية تصل إليها.
على أن اللافت هو أن الشيخ أحمد الفهد لم يحصل إلا على صوت واحد مبحوح، لكنه بالتأكيد «سيتدفق» ما إن يصل إليه خبر «التصويت».
عموماً، هذه هي اختيارات «المتوّتين» رغم عدم تصديقي للاستفتاءات التي تدور في ميدان الإنترنت لسهولة التلاعب بها، ورغم عدم تفاؤلي مهما تكاثرت الأسماء «الشعبية»… فما لم يتغير «الملعب واللاعبون القدامى» لن تستقر الكويت إلا بهزهزتها يميناً ويساراً مثل «دركسيون» السيارات القديمة.

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

سامي النصف

ملك الملوك وملك الملوك

لي نهج وخط سياسي أبشر به منذ مقالي الأول بالصحافة الكويتية في يناير 1980 (مقال ماذا فعلت الثورات بالعالم العربي) وفحواه أن الثوريات العربية ما خلقت إلا لتدمير أوطانها أثناء حكمها وبعده، وإضاعة القضايا التي تؤتمن عليها كحال القضية الفلسطينية، ولو أننا ائتمنا القضية الكويتية عام 90 بيد بعض ثوريينا أيا كان انتماؤهم السياسي يسارا أو يمينا لكنا مازلنا نعيش حتى يومنا هذا بالشتات في الملاجئ والخنادق بينما ينتقل ثوريونا بالطائرات والجوازات الخاصة من الفنادق إلى الفنادق كحال أبوعرفات وباقي أبواق القضية الفلسطينية.

والمستغرب ـ أو غير المستغرب ـ هو مساهمة الثوريات العربية بسبق إصرار وترصد في تدمير أوطانها، فناصر (النهج لا الشخص) أضاع السودان وسورية وفرط بسيناء وغزة مرتين، وعرّض جيش خير جند الله للهزائم والنكبات والنكسات مرات ومرات قبل أن يستردوا كرامتهم بعد رحيله الأسطوري بانتصار أكتوبر 73، ومثله صدام الذي هجم بجيشه على قومه في الجنوب والشمال حتى لم تبق رصاصة في بنادقه لم تفرغ في صدور الأكراد من شعبه مما اضطره لعقد اتفاقية الجزائر عام 75، ثم مهاجمة جيرانه مرتين تارة بالشرق وأخرى بالجنوب فهزم مرتين فأحال أرض الماء الوافر وأول زراعة في الأرض إلى أرض الدماء المسفوكة والنخيل المحروقة.

وبشر الثوري عمر البشير الصحافة الدولية وقبل ظهور نتائج الاستفتاء ـ و«بزلة لسان» ـ بأن سكان الجنوب سيصوتون بـ 99% للانفصال مما يعني انه كان يعلم بأن اعماله القمعية والشريرة آتت ثمرها وأن ثلث مساحة بلاده المليء بالماء (الذهب الأبيض) والنفط (الذهب الأسود) والزراعة (الذهب الأخضر) قد انفصل دون عودة ولم يتبق إلا أراض صفراء جرداء قاحلة يورثها لمن سيأتي بعده كما أورث الثوريون الآخرون الخرائب والاطلال والجهل والمرض لمن تسلم التركة الثقيلة بعدهم.

وجرائم سبق الإصرار والتخطيط والترصد بحق الأوطان تنطبق كذلك على الثوري الآخر معمر القذافي الذي هدد وولده بإشعال الحرب الأهلية في بلده وتحويلها لصومال جديد تتنازعه القبلية والمناطقية تطبيقا لشعار «أحكمكم أو أقتلكم» الذي أتى في كتابه الأحمر الذي حل محل كتابه الأخضر كي لا يبقى في ليبيا المظلومة حجرا على حجر فتنتهي بدماء تجري وخراب يسري.

سمى محمد رضا بهلوي نفسه بملك الملوك (شاهنشاه) وأعلن الثورة البيضاء فسمى القذافي نفسه بملك الملوك وأعلن الثورة الخضراء، سلط الشاه جنده ورجال مخابراته على شعبه فسلط القذافي زبانيته ومجرمي لجانه الشعبية على الناس، اشتكى الشاه قبل سقوطه من غدر حلفائه الأميركان واشتكى القذافي كما أتى على موقع «العربية» من غدر حلفائه الأميركان به (!)، الفرق أن الشاهنشاه خلف وراءه بلدا زراعيا وصناعيا ضخما وجيشا عرمرما يفوق الجيش البريطاني في العدة والعتاد وخرج بقليل من المال حتى أن أسرته تعيش على دخل مكتب زوجته الكائن في نيويورك، بينما يخلف ملك الملوك الآخر بلد مدمرا بالكامل وجيشا مهلهلا وثروة شخصية تقدر بمئات المليارات نهبها من عرق وجهد وثروة الشعب الليبي الذي بات يجلس على الحديدة ويحتاج لنصف قرن أو قرن لإصلاح ما دمره صاحب راتب الـ 465 دينارا و44 قرشا كما أتى في خطابه الأخير الذي كان اجدر به أن يلقيه في بداية الشهر القادم أي في الأول من أبريل.

آخر محطة:

 1 ـ سحبت جامعة لندن شهادة الدكتوراه التي منحتها الطاغية الصغير سيف الإسلام القذافي، بعد خطابه الأخير المليء بالتهديد والوعيد، حيث تحول ابن القذافي من دكتور إلى.. دكتاتور.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

2 ـ بودنا لو تبنت الكويت وحدها أو مع بعض دول مجلس التعاون جسرا جويا ينقل اللاجئين المصريين من الحدود التونسية الى بلدهم وهو استحقاق قليل بحق الشقيقة الكبرى مصر وسيكون له أثر طيب وإيجابي لدى شعبها وقيادته المقبلة.

3 ـ في استفتاء لجريدة الأهرام حول المرشح الأوفر حظاً لرئاسة مصر، حاز عمرو موسى على 49% والبرادعي على 10% وممثل الإخوان المسلمين على 5% وأيمن نور على 1% وشخصية عسكرية على 12% والله أعلم.

احمد الصراف

درس ديني من البوسنة

زرت وصديق مدينة سراييفو، عاصمة بوسنيا للصيد، ولكن بسبب البرودة الشديدة لم نوفق في الكثير. استضافنا هناك سعادة السفير محمد خلف، وزوجته الرائعة شذا ببشاشتهما وكرمهما المعهودين، وتبين لنا لاحقا، من خلال اتصالاتنا مع بعض الدبلوماسيين ورجال الأعمال البوسنيين، عمق علاقة السفير وقوة اتصالاته مع جميع أطراف هذه المدينة المتنوعة الأعراق والديانات، بالرغم من أنه لم يكمل سنته الأولى هناك. توفيت رئيسة بروتوكول خارجية البوسنة، وهي أرثوذكسية، ونحن هناك، فشجعنا سفير بوسني متجول على مشاركة السفير خلف في تقديم واجب العزاء لذويها، وان مفاجأة تنتظرنا هناك! تبين بعدها أن سفيرنا كان الدبلوماسي العربي الوحيد في ذلك العزاء، وهذا دليل آخر على نشاطاته الفعالة، أما المفاجأة فتعلقت بظاهرة انسانية رائعة لا يمكن نسيانها، فمقابر البوسنة كبيرة عادة لأنها «مختلطة»، حيث يتم تقبل العزاء فيها للجميع من دون تفرقة بين دين وآخر من خلال صالات مخصصة للمسلمين، وأخرى للكروات الكاثوليك، وثالثة للصرب الأرثوذكس ورابعة لليهود، والأخيرة لغير المؤمنين، أو ربما لأتباع الديانات الأخرى! وعندما سألت صديقي البوسني المسلم عن هذه الظاهرة الغريبة بالنسبة إلي قال انها طبيعية وتفسيرها سهل، فطوال تاريخهم الحديث، على الأقل منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى الحرب الأهلية الأخيرة، عاش بعضهم مع بعض في سلام مثالي، كما ربطت المصاهرة بين مختلف أعراقهم ودياناتهم وتشاركوا، وهم أحياء، في أموالهم ومشاعرهم وأجسادهم كأصدقاء وشركاء وأزواج وزملاء بعضهم مع بعض لسنوات طويلة، فكيف يمكن قبول تفريق اجسادهم بعد وفاتهم؟ وقال ان الحرب الأهلية التي طحنت البوسنة ومات فيها مئات آلاف الأبرياء وتسببت في خسائر بالمليارات، كانت بسبب المسلمين في المقام الأول! وقال ان هوسنا بضرورة سيادة عقيدتنا دفعت بعض «مفكرينا» وقادتنا وشبابنا لأن يتعصبوا ويثيروا مخاوف الآخر. كما ساهمت أفكار الاخوان المسلمين وأموال «البترودولار» السلفية وأسلحتهم ودعاتهم في اذكاء روح التطرف لدى الجميع من خلال أحزاب دينية متشددة. وقال اننا كنا نضع أيدينا على قلوبنا ونحن نسمع أئمة مساجد دولكم وهم يدعون لأن ينصر الله الاسلام بعلي عزت بيغوفيتش! فهذا السياسي البوسني الطموح، الذي توفي قبل فترة، شارك في اذكاء روح التطرف فينا وتسبب هو وغيره تاليا، في اشعال شرارة الحرب الأهلية التي أحرقت الجميع!
والآن، أليس لدينا عقل لأن نتعلم الدروس من الآخرين؟ ولماذا لا تكون لنا مثلا مقبرة واحدة، وصلاة واحدة على الأقل، بدلا من كل هذه الفرقة والتشرذم اللذين نعيشهما، ولا يستفيد منهما الا القلة المتطرفة في كل جانب؟!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

التحالف الوطني الحكومي

بعد تردد.. قررت وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي تطبيق القانون الجامعي واللوائح المعمول بها..!! وشكلت لجنة من عدد من العمداء لاختيار مدير جديد لجامعة الكويت. عقدت اللجنة خلال شهرين عدة اجتماعات.. التقت بأكثر من ثمانين مؤهلاً لهذا المنصب.. واستقر رأي اللجنة على عدد من المرشحين الذين تنطبق عليهم الشروط ورفعوا ترشيحهم الى الوزيرة التي رفعته بدورها الى مجلس الوزراء وفق المتبع. ويبدو ان ترشيحات اللجنة لم تعجب الوزيرة لان مرشح التحالف الوطني من بين المرشحين لم يكن «تارس عينها»، لذلك دخلت مجلس الوزراء بقائمة ترشيحات اللجنة وخرجت بمدير جديد للجامعة من خارج هذه الترشيحات، لكنه محسوب اكثر على تيار الوزيرة وزميلها وزير الصحة!! كنا نتوقع ان يثور حماة الدستور ودعاة تطبيق القوانين على هذا التصرف الذي كسر كل القوانين وكل اللوائح، لكن «لي حبتك عيني ما ضامك الدهر».. المدير الجديد له سوابق كثيرة في مناكفة التيار الاسلامي في البلاد، ومن اكبر المعارضين لقانون الاختلاط وعليه فهو على «جبدهم» مثل ماء الزلال!!
في التعليم التطبيقي تجاوزت الوزيرة كل اللوائح والنظم المتعارف عليها.. ولم تشكل لجنة لاختيار مدير عام التعليم التطبيقي كما ينص عليه قانون الهيئة، واستقدمت شخصية علمية من الخارج لهذا المنصب، ومع تقديرنا للمؤهلات العلمية لها الا ان القانون يجب ان يحترم واللوائح يجب ان تطبق خصوصا من الوزراء!!
شخصية ثالثة تم اختيارها عضوا في مجلس ادارة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بينما تخصصها تاريخ، واستغرب المراقبون هذا الاختيار وما علاقة هذا التخصص الأدبي بهذه المؤسسة العلمية، لكن اذا عرف السبب بطل العجب.. فهذه الشخصية هي احدى قيادات التحالف الوطني!!
رمز آخر من رموز هذا التحالف تم اختياره للعمل في منظمة اليونيسكو، وعندما سافرت معه زوجته توهقوا فيها ودبروا لها منصبا في تمثيل الكويت في منظمة اخرى تابعة للامم المتحدة في المدينة نفسها التي يعمل فيها زوجها!!
تجاوزات لا حصر لها.. جواز العبور فيها ان تكون علمانيا او ليبراليا.. لا يهم، المهم ان تكون خصما للتيار المحافظ في البلد، ولك رقم عضوية في التحالف الوطني.
انا ما «أشره» على كتّاب الزوايا التابعين لهذا التحالف من السكوت عن هذه التجاوزات، بل اعتب على دعاة تطبيق القوانين – وما اكثرهم – من هذا الصمت المريب عن هذه التجاوزات.

«لفتة كريمة»
الدعوة الى التجمع يوم 3/8.. نؤيدها وندعو إليها شريطة ان تكون مهرجانا خطابيا سلميا وليس تظاهرات تسير بالشوارع وتعطى فيها الفرصة للمندسين والمخربين. كما نتمنى ان تنتهي بانتهاء المهرجان بعد توصيل رسالتها الى المعنيين. وبالمقابل، نتمنى من رجال الأمن التعامل الحضاري وعدم الاستفزاز، وان تكون مهمتهم حفظ الأمن وليس زعزعته كما حدث في لقاءات سابقة.

سعيد محمد سعيد

بعد الفتنة… فوضى وبلطجية وشباب 14 فبراير

 

تحدثت في عمود يوم الخميس الماضي حول موجة الإصرار المريب على ترويج جماعات وأجهزة إعلامية ووسائط وشخصيات وأشباح وخفافيش وأم الخضر والليف ومن لفّ لفها، لأكذوبة الفتنة والانشطار الطائفي في المجتمع البحريني، واعتبرتها من وجهة نظري المتواضعة، تحركاً طبيعياً (فاشلاً) رداً على حالة التلاحم الوطني المشرف للبحرينيين الشرفاء المخلصين الذين أذهلوا العالم بتحركهم السلمي وإصرارهم على المطالب المشروعة التي لا تخدم سوى حاضر ومستقبل الوطن العزيز.

ويبدو أن قاموس أعداء الوطن نَشِطٌ متجددٌ في اختيار المفردات تلو الأخرى بهدف إشعال فتيل الفتنة، فبعد فشل عنوان (الفتنة والانشطار الطائفي)، عمدوا لاستخدام مفردة (الفوضى)، حتى قال قائلهم ذات مساء: «نريد أن نعلمهم بأننا حضاريون ومنظمون نحب البحرين، وهم فوضويون لا تهمهم مصلحة الوطن»، وكتب آخر تحت عنوان الفوضى ما أخرجه عن عقاله، ولن تكون مفردات ذلك القاموس العفن إلا شرارات متطايرة لإيقاع صدامات عنيفة دامية في الشارع، وهذا ما يتوجب على الجميع الالتفات له والتحذير منه، ولتكن حادثة شجار مدينة حمد يوم الخميس (3 مارس/ آذار 2011) أيها الشرفاء مدونة بدقة لدينا جميعاً لكشفها وتعريتها ووأدها، بل ووأد الخطاب الخطير الذي أدى إلى تأجيجها، وكل ذلك، من وجهة نظري المتواضعة أيضاً، ليس سوى مخطط لإفشال الحوار الوطني الذي يقوده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى، عبر قطع الطريق أمام الحوار بإشعال الشارع بالصدامات الدامية، وكما حذر العلماء الأفاضل والمخلصون من أبناء البحرين، يتوجب على الجميع، أخذ الحيطة والحذر لإفشال هذا المخطط.

إخواني… الصورة واضحة! كل الدول العربية والإسلامية بل ودول العالم الثالث، مهيئة لثورات غضب شعبية مقبلة للمطالبة بالحقوق والإصلاحات نظراً لتراكم الممارسات الديكتاتورية وتعنت الحكومات وظلمها واستبدادها، وستكرر الأنظمة ذات الأساليب في التعامل مع شعوبها وستضعها تحت عدة عناوين مكررة: فوضى وتخريب وفتنة – تآمر من الخارج كإيران تارة، وتل أبيب تارة أخرى تدار من أميركا – مخطط إسرائيلي لتقويض الأمة الإسلامية – القاعدة و «طالبان»، وربما عناوين أخرى لست أفقهها! ثم ستنحو تلك الأنظمة إلى: استخدام أقصى أنواع العنف والقوة ضد مواطنيها وستقتل من تقتل بدم بارد – ستحذر وتهدد وتنذر وتزبد – ستستخدم البلطجية والمرتزقة الذين على ما يبدو أعدتهم تلك الأنظمة منذ زمن في أقفاص خاصة تطعمهم وتسمنهم وتربيهم للنيل من شعوبها – ستتراجع وتدعو للتهدئة والحوار وستتباكى على سلامة الوطن واستقراره وأمنه واقتصاده – ستلفّ وتدور حول الحوار – ستسقط الأنظمة المتعنتة المكابرة – ستنجو الأنظمة التي ستظهر بشجاعة وتعترف بأخطائها وتؤمن بأن مطالب الشعوب مشروعة ودستورية فتصل إلى بر الأمان.

لكن، في فقرة قصيرة ليسمح لي القارئ الكريم أن ألفت نظر الجميع إلى عدة نقاط تتعلق بالمجتمع البحريني باختصار: على الجمعيات السياسية والرموز الدينية وأولياء الأمور أن يسهموا في استقرار سير العملية التعليمية وسلامة المدارس وخصوصاً بعد بيان الجمعيات الداعي إلى استقرار المدارس – التصدي بمسئولية وطنية لمن يحاول نشر صور الاحتقان الطائفي بعد أن عجز ثم عاد وشمّر عن ساعديه ليواصل مسعاه الخبيث – احترام كل طرف للآخر، سواء كان موالياً أم معارضاً، بلا إقصاء أو تحريض أو اصطفاف – على الدولة – والأمل معقود على سمو الأمير سلمان الله يوفقه في مهمته الجسيمة – أن توازن في التعامل الإعلامي وتمنح كل طرف حقه في التغطية الإعلامية المتزنة بعينين لا بعين واحدة، وتتصدى بحزم لكل جهاز إعلامي أو منتدى إلكتروني يصب الزيت على النار ويفتح المجال لنشر الكلام المدمر والاتهامات الفاجرة.

أما بالنسبة لشباب 14 فبراير، فقد أثبتوا للعالم أنهم بحرينيون شرفاء يحملون همّ الوطن وصلاحه، وحين يقولون: «لم يخرجوا أشراً ولا بطراً»، إنما يجسدونها على أرض الواقع بصدورهم العارية وزهورهم ودمائهم لا من أجل جرّ البلاد إلى الصدام بخطاب آثم! ولكل من حمل علم البحرين وهتف من أجل حاضر ومستقبل البحرين بصدق، من الموالاة والمعارضة، بعيداً عن المطابخ السرية والتآمر الفاشل… لهم منا كل الشكر والتقدير… لكن يا جماعة، استعدوا للقادم… استعدوا جيداً لمن لا يمتّ بصلة إلى تراب البحرين، ولا يريد سوى التدمير… احذروهم جيداً واستعدوا لهم واكشفوهم بتلاحمكم وبشعاركم المدوّي: «بالروح بالدم نفديكِ يا بحرين»

سامي النصف

الإطفائي وكرة النار

في هذه الاوقات الصعبة عربيا وخليجيا، كان هناك تحرك موفق من صاحب السمو الامير للم الشمل الخليجي الذي يمهد تمزقه لسقوط دولنا الواحدة تلو الاخرى، وان يؤكل شمال الخليج في اليوم الذي نسمح فيه بأكل جنوبه او وسطه، دور اطفائي الخلافات المشتعلة والذي يوفر في النهاية الجهد والدم والمال، هو اختصاص متصل لسموه منذ ان تدخل قبل حوالي نصف قرن لاطفاء نار الخلاف الدموي الذي قام بين بعض دولنا الخليجية والعربية على معطى حرب اليمن.

منذ ان ارسلت السيدة هيلاري كلينتون رسالتها الواضحة لبعض الحكام العرب منتصف شهر يناير الماضي بأن يتغيروا قبل ان يتم تغييرهم، والرسالة تصل متأخرة احيانا كما حدث في تونس ومصر، سبب التأخير هو الاختيار الخاطئ للاشخاص والذي يوصل بالتبعية لقراءات خاطئة للمتغيرات مما يؤدي في النهاية لقرارات خاطئة او متأخرة لم تعد اثمانها تنحصر في ازمة سياسية او تقتصر على دفع كلفة مالية.

هل حكم اهل الدماء الحمراء من البسطاء والفقراء، كما يقال، ارحم وافضل من حكم من يسمون بأصحاب الدماء الزرقاء، اي اصحاب الحكم الوراثي؟! الاجابة واضحة وجلية عبر متابعة احداث تاريخنا السياسي المعاصر، فقد تم اسقاط الانظمة الوراثية في مصر والعراق وليبيا على دعاوى مظالم لم تقتل احدا إبان حكم الملكيات، ودعاوى مفاسد ـ لو صدقت ـ لا تتعدى مبالغها الواحد من مليون من ميزانيات تلك الدول والباقي كان يصرف على تنمية شعوبها، وجميعها تعتبر ممارسات ملائكية عندما تقارن بما فعله من يفترض ان يكون رحيما بالبسطاء والفقراء من شعبه كونه اتى منهم.

فقد قتل وأباد الحكام الثوريون الذين اتوا على انقاض الانظمة الوراثية،الصغير قبل الكبير، والفقير قبل الغني، وزجوا بشعوبهم في حروب خارجية خاسرة او داخلية دموية، ونهبوا ميزانيات بلدانهم «كاملة» فأصبحوا من اصحاب المليارات ولم يبقوا لبلدانهم شيئا عدا الفقر والمرض والجهل واليتم والمباني المهدومة الخاوية في وقت لم يعرف فيه شيء قريب من هذا الثراء الفاحش عند من تبقى من اسر الملك فاروق او فيصل الثاني او ادريس السنوسي الذي لم يكن يملك مالا يدفع به ثمن اقامته في فندق باليونان، بينما تتجاوز ثروة الثائر عليه ما يقارب 200 مليار دولار هي نتاج سرقة جُل ميزانية دولة نفطية لمدة 42 عاما دون ان يصرف منها شيئا على شعبه.

آخر محطة:

1 ـ ابان فورة اليسار والثورية ودعاوى القومية في الخمسينيات والستينيات، صمدت الكويت عندما تساقطت الانظمة الاخرى بسبب الذكاء والتعامل الايجابي مع متطلبات تلك المرحلة، وعندما تحول العالم والمنطقة معه للنهج الديني والمحافظ في السبعينيات والثمانينيات تعاملت الكويت بحكمة مع ذلك المتغير وتجاوبت كذلك مع متطلباته واستحقاقاته.

2 ـ يتعرض بلدنا هذه الايام لتحديات لا تخفى على احد ولدينا ثقة تامة بالحكمة الكويتية في التعامل مع تلك المتغيرات الحادة وغير المسبوقة، واننا سنشهد قراءات وقرارات تدل على الفهم العميق لما يجري واستحقاقاته.

3 ـ لدينا قناعة شخصية بأن كرة النار التي «تتنطط» بالمنطقة لن تتوقف عن تحركها او تطفأ نيرانها في المستقبل المنظور، فمازالت بعض دول المنطقة العربية والخليجية مستهدفة وبقوة من تلك الكرة الجهنمية التي يمكن ان تسدد احيانا للدول المقصودة مباشرة او عن طريق تسديدها لدول قريبة منها بقصد الاضرار بها بالتبعية.

احمد الصراف

نتائج «ساينوفيت» المخيبة

عماد أي دولة مثقفوها ومفكروها فهم قادة الرأي فيها ورصيدها الحاضر، كما الشباب رصيدها المستقبلي، والمثقف او المفكر لا يخلقه المسرح ولا التلفزيون ولا أي وسيلة تعليمية او تثقيفية اخرى غير القراءة، فخلق المعرفة وتجميعها لا يتأتيان إلا بالقراءة، وهي الفيصل في تخلف شعب او جماعة، وحتى فرد وتقدم آخر! وقد اظهر بحث اجرته Synovate، وهي مؤسسة متخصصة بأبحاث التسويق، ان عادة القراءة في خمس دول هي: مصر وتونس والمغرب والسعودية ولبنان تتشابه، ولكن مع فوارق بسيطة. فغالبية ما يطالعه قراء هذه الدول يتركز على السياسة والاحداث الجارية من الصحف والمجلات، كما ان متصفحي الانترنت لهم الاهتمامات نفسها، فقد اجاب غالبية قراء مصر بالقول انهم يقرأون القرآن اكثر من غيره، اما قراء لبنان فلم يظهروا ميلا لكتاب محدد، مع اهتمام بكتب جبران، وشارك قراء السعودية ميول اقرانهم في مصر، اضافة لقراءتهم للكتب الدينية الاخرى كالسيرة، اما في المغرب، وبالرغم من وجود نسبة من قراء الفرنسية، كما في لبنان وتونس، فانهم يركزون على القصص الكلاسيكية، واظهروا ميلا لروايات نجيب محفوظ، وفي تونس كان هناك ميل واضح لقراءة شروح القرآن وتفاسيره. كما تبين فيها جميعا ان اكتساب عادة القراءة بدأ مع سنوات الدراسة الاولى. وظهر ايضا ان الكثيرين في المرحلة العمرية من 19 الى 25، اما هجروا القراءة، واما زادوا منها، وهذه الفترة هي فترة الدراسة الجامعية والتخرج والبحث عن عمل وتكوين اسرة.
ومن عوامل التشجيع على القراءة لدى البعض حصولهم على كتب تثير الاهتمام، وذكر الكثيرون انهم يقرأون لزيادة معارفهم الدينية، وانهم يحصلون على معلوماتهم عما يستحق القراءة من الأهل والاصدقاء ومن رجال الدين ومن اصحاب المكتبات، ولكن ليس في السعودية. كما تبين ان معارض الكتب لا تلقى اقبالا من القراء في مصر، بعكس الدول الاربع الاخرى، اما في السعودية فيتم ارتيادها للتسلية، كما تحصل نسبة كبيرة من القراء على كتبها بالاستعارة من صديق او قريب، اما الاستعارة من المكتبات العامة فلا تكاد تذكر!
الدراسة جادة وفيها تفاصيل كثيرة، ويرجى من الراغبين في الحصول على نسخة منها الكتابة الينا.
***
ملاحظة: ورد في تقرير صادر عن مؤسسة الفكر العربي (2011/1/18 CNN) ومن خلال مسح على الانترنت لمدة شهر، ان غالبية العرب كانوا يبحثون عن كتب الطبخ واشهر الطباخين، وعن مواقع الجنس والافلام الاباحية وينفقون الكثير على شراء كتب الجنس وافلامه!

أحمد الصراف