سامي النصف

مصر فوضى غير خلاقة.. وليبيا ثورة قبل وقتها

الوضع في مصر خطير جدا، وخارطة الطريق القائمة تبتعد بمقدار 180 درجة عن خارطة الطريق الصحيحة التي يفترض ان تحيل ثورة 25 يناير الى ثورة خلاقة جميلة توفي بوعودها للصابرين والحالمين والمنتظرين، ما يحدث في مصر هو فوضى «هدامة» لكل شيء جميل، فالأمن الذي تشتهر به مصر بدأ يُفقَد للمرة الاولى في تاريخها والاستثمارات تفر والسواح محجمون وخائفون والاقتصاد في طريقه بالتبعية للهاوية، ومع توقف الاقتصاد تبدأ الازمات السياسية والتمزقات الطائفية والتطاحنات الاهلية والمناطقية والتشتيت والتشطير، وربنا يحفظ مصر العزيزة مما هو قادم.

في اوروبا الشرقية، خرج الناس للشوارع في ثورات عارمة لكن ما ان سقطت الانظمة حتى ابتعدوا عن عمليات الانتقام ورجعوا سريعا لمصانعهم ومزارعهم ومقار اعمالهم وتركوا الخبز لخبازه وادارة الدولة لمحترفيها من دون تدخل منهم، ما يحدث هذه الايام في مصر قريب جدا مما حدث عام 1952 والدعوة المدمرة آنذاك لبقاء الثورة مشتعلة بشكل دائم لمحاربة ما سمي بالثورة المضادة ومن ثم عدم عودة الضباط الصغار ممن لا خبرة سابقة لهم في ادارة الدولة الى ثكناتهم ومقرات أعمالهم.

وقد قامت الثورة آنذاك بتشجيع الفوضى واثارة الاحقاد والزج بكبار رجال الاقتصاد في السجون بتهم الفساد وتحت راية التطهير، وقد ثبت زيف تلك الدعاوى بعد عشرين عاما «وبعد خراب البصرة» وتم رد الممتلكات لأصحابها في السبعينيات والثمانينيات، وكحال الضباط الصغار في الخمسينيات يتم هذه الايام تسليم زمام الامور في بلد بحجم مصر الى شباب في العشرينيات من عمرهم مما يمهد لتكرار نفس الاخطاء والنكبات مع فارق عدد السكان الذي تضاعف من عشرين مليونا الى 84 مليونا هذه الايام، للمعلومة العودة الى ما فعله شباب الثورة الثقافية في الصين اعوام 1966 ـ 1976 تعطي فكرة عما تفعله الدماء الحارة والثورات الدائمة في مصير الامم، حيث كفر الشعب الصيني بالشيوعية بعد تلك الثورة الشبابية الدامية.

مع الزج بكبار مطوري الاراضي والمستثمرين المصريين في السجون، سيكون هناك 11.5 مليون مصري عاطل عن العمل في قطاع الانشاء والبناء، يضافون الى 5 ملايين عاطل مسجلون رسميا حاليا و3 ملايين عاطل من القطاع السياحي المتوقف و2.5 مليون عاطل عائدون من دول الثورات كليبيا واليمن والاردن وتونس وملايين اخرى عاطلة عن العمل في المصانع والمزارع والمخابز والمحلات والبنوك وقطاعات التجزئة التي لا تجد مشتريا، فمن اين ستدفع رواتب العاملين؟ الجوع كافر والاشكالية الجهنمية تكمن في حقيقة انه مع زيادة العاطلين سيكثر التعدي على السائحين والمستثمرين مما سيتسبب في ابتعادهم ومن ثم زيادة اعداد العاطلين اكثر واكثر وهكذا دواليك.

تعامل الشباب الثوري الذي يقوده رجال اعلام وساسة ليسوا فوق مستوى الشبهات يزيد الوضع تشاؤما، فبدلا من الاكتفاء بالعقاب الشديد للمنحرفين والمتجاوزين في الاجهزة الامنية والحزب الوطني، يتم «تعميم» العقاب والمطالبة بحل جهاز امن الدولة الذي يعمل به 100 الف رجل امن مختص ومعه المطالبة باجتثاث وعزل منضوي الحزب الوطني واعدادهم بالملايين، فما الذي سيتفرغ له من تم عزلهم؟ الارجح سنرى تكرارا لما حدث في العراق من تفرغ المعزولين من رجال الامن والحزب لعمليات التخريب والتفجير والتشطير ومحاولة اشعال حرب اهلية، فهل هذا هو المطلوب في مصر؟!

الوضع المأساوي القائم في مصر الحبيبة اشترك في صنعه والوصول إليه بعض رجال العهد السابق بفسادهم وقمعهم الشديد، ومعهم رجال اعلام وكتاب ورجال اعمال ـ وبتواطؤ من قيادات امنية ـ تفرغوا خلال السنوات الماضية وبشكل غريب للتحريض والتأجيج والتثوير عبر خلق الصحافة الرصيفية الصفراء والبرامج الفضائية المؤججة والكتب (مثال كتاب د.علاء الأسواني الصادر العام الماضي المعنون: لماذا لا يثور المصريون؟)، والافلام السينمائية المبشرة بالخراب، لذا فالعجب ليس من ثورة الشعب المصري بل العجب هو عدم ثورته، الاعجب ان تسويد الصورة لم يكن انعكاسا حقيقيا لأوضاع مصر او حتى لأوضاع رجال الاعلام المثورين ممن كانت دخولهم تتجاوز الملايين شهريا او رجال الاعمال الغاضبين ممن تجاوزت ثرواتهم المليارات.

آخر محطة:

1 ـ مع الايام الاولى لثورة الشعب الليبي الذي توقع اغلب الناس ان تنتهي سريعا بانتصارها كما حدث في تونس ومصر، ذكرنا في مقالنا 23 و26 فبراير ان الامر اقرب الى ثورة 14 محافظة في العراق عام 1991 التي انضجت قبل حينها مما مهد لقمعها بوحشية وتثبيت حكم صدام لعشرة اعوام لاحقة.

2 ـ تصريح احمد قذاف الدم المؤيد للثورة والتغطية الاعلامية المؤججة والاسلحة الحكومية المخزنة في بنغازي قد تدل على ان هناك من اراد انضاج الثورة الليبية قبل حينها ليتم قمعها وتثبيت اركان النظام الجالس على جماجم الشعب الليبي المظلوم، ولن نستغرب بقاء الحرب الاهلية الليبية لسنوات قادمة، فقد اطال القذافي امد الحرب الاهلية اللبنانية والحرب العراقية ـ الايرانية واشعل العديد من الحروب الاهلية في الدول الافريقية، فكل دمار وخراب ونار يقف خلفه.. نيرون العصر.. صدافي..!

3 ـ منذ ربع قرن القذافي يتدخل سرا عبر ابن عمه قذاف الدم ومن معه بالشأن الداخلي المصري، وحفظ الله مصر من مؤامراته المدمرة والمخربة.

احمد الصراف

نفيسة ونادرة

توصف مجتمعاتنا عادة بالرحيمة، وهذا غير واقعي، فمن سمات الرحمة مساعدة ذوي الحاجة من دون مقابل، ولكن التطوع عادة لا تعرفها عاداتنا ولا تقاليدنا… العريقة، والتي تختزل مرات في عادة حمل بعض المسؤولين للخيازرين أثناء أداء مهامهم!
«نفيسة» سيدة هندية، كانت تعمل في وظيفة مرموقة قررت قبل سنوات التفرغ للعناية بصحتها وابنائها، وعندما استعادت عافيتها وسافر ابناؤها للدراسة أصبح لديها وقت فراغ فتطوعت لرعاية مرضى السرطان، من منطلق ما سبق ان عانته، وعاناه أهلها واصدقاؤها من هذا المرض الخبيث. بدأت نفيسة تجربتها في وحدة استقبال المرضى بـ «حسين مكي»، وهناك لاحظت مدى الأسى الذي كان يرتسم على الوجوه والخوف الرهيب مما يحدث، وكيف كان البعض يفقد الأمل ويصاب بالانهيار، وكان الجميع تقريبا بحاجة لمن يقف معهم ويزرع الأمل في قلوبهم. وتقول انها كانت تجلس لساعات تحثهم على ان يكونوا مقاتلين وألا يستسلموا، وكيف كانت تستمع لآمالهم المحطمة وآلامهم اليومية، هذا غير الشك في أهداف وسبب وجودها في ذلك المكان المغم، وهي الغريبة عنهم، لغة وعرضا، فالغالبية لم تكن تتقبل بسهولة فكرة تطوع سيدة مثلها للقيام بعمل مرهق من غير مقابل، ولكن عندما كانوا يطمئنون لها كانت الأيدي تمتد طالبة منها الوقوف معها. وتقول نفيسة ان عدم معرفتها العربية شكل عائقا أمامها، وبالتالي قصرت تواصلها على المتحدثين بالإنكليزية من المواطنين وغيرهم أو الهندية، وقالت انها لا يمكن ان تنسى كلمات التقدير التي كانت تسمعها في نهاية عملها المضني، وكيف ان ما أعطتهم إياه من دفع معنوي لم يكن يقل عن الدفع الكيميائي الذي كانوا يحصلون عليه، وانها لن تنسى ما حيت ما قالته لها مريضة يوما انها كانت تصلي أن ترسل السماء لها من يقف بجانبها قبل دخولها غرفة العمليات، وانها كانت الملاك الذي جاء في أكثر لحظات عمرها قلقا ورهبة. وانها كثيرا ما رسمت كلماتها ابتسامات الرغبة في الانتصار على المرض على الوجوه قبل دخول اصحابها غرفة العمليات. وتقول انها لا تدعي ان عملها شفى أحدا من مرضه، ولكنها كانت ترى نتائج ايجابية، بالرغم من حجم الإرهاق النفسي الذي كانت تشعر به. وكان الأسى يثقل عليها أحيانا عندما كانت العلاقة مع المريض تتطور وتصبح شخصية، خصوصا مع أولئك الذين استقبلتهم أول يوم ورافقت مراحل علاجهم، ورأت تأثير العلاج الكيمو الرهيب عليهم، وما رافق ذلك من مشاركة وجدانية وقصص وأحلام وآمال، ثم لتكتشف في يوم أن الذي كانت معه بالأمس قد رحل فجأة في الليلة الماضية! وتقول نفيسة انها، وبعد سنوات عدة في مجال التطوع، تشعر برضى نفسي لما قدمته، وأصبحت خبراتها تحتاج لأن تنقل لشخص ما، وخصوصا لمواطن، ولكن ما أقل هؤلاء بيننا!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

لا نريد البسكويت

هي معركة ضد الحكومة كلها، من الدعامية إلى الدعامية، بنهجها وبصلها وقثائها، وضد البرلمان من المحيط إلى الخليج، وضد الفساد الإداري والمالي، وضد مؤسسات النفع العام الحكومية، وضد الماء الحكومي وضد الرصاص، وضد كل ما هو سيئ في هذا البلد. هي معركة ضد الوضع الذي يدفع بعض الكتّاب إلى «السجود» ومهاجمة المعارضين بحثاً عن منصب وزاري، ضد أن يتحول «ضباط المرور» إلى نجوم شباك سرعان ما يحصلون على عضوية مجلس الأمة، ضد التغاضي عن أخطاء هذا لأنه حبيبنا والتعسف مع ذاك لأنه خصمنا، ضد تحوّل الوزراء إلى وكلاء في وزاراتهم ينقلون هذا وينتدبون ذاك من صغار الموظفين، ضد أن تلقي الحكومة خطابها الأول ثم تغلق سماعة الهاتف في وجه الشعب، فنتصل بها فيرد علينا جهاز الـ«أنسر مشين»: «اتصالك يهمنا» وتلطعنا على الموسيقى.

هي معركة لتكريم الـ«لا» وتمجيدها وشرح فوائدها للوزراء، هي معركة ضد تحويل صحفنا إلى صحف قومية خوفاً وطمعاً، وضد قانون «ساكسونيا» المخصص لمحاكمة علية القوم الأوروبيين في القرون الوسطى، إذ لا يحاكمون المخطئ بل يكتفون بمحاكمة ظله، فإذا أدين نُفِّذَ العقاب على أحد عبيده الأفارقة… هي معركة ضد وضد وضد، ومخطئ من يتوهم أننا نريد فقط تغيير سمو رئيس الحكومة، أو أن بيننا وبين سموه ثأراً بائتاً.

هي ليست ثورة جياع يبحثون عن الخبز، كي تطل حكومة ماري أنطوانيت علينا من الشرفة وهي تضع أصابعها على فمها مذهولة وتستفسر: «ما بهم؟»، فيجيبها الخدم: «يشتكون من عدم توافر الخبز»، فتتساءل ببلاهة: «لماذا لا يأكلون البسكويت إذاً؟»، وبالمناسبة، هذه هي أشهر كذبة في التاريخ، على ذمة المؤرخين، فلم تقل ماري انطوانيت ذلك، لكن الداهية «روبسبيير» قائد الثورة الفرنسية الذي كان يرتدي ملابس النساء ويختبئ بينهن هو الذي أشاع ذلك كي يغضب الناس ويقتحموا القصر، وهو ما تم فعلاً…

معركتنا مع الحكومة ليست هوشة عيال في «براحة مدرسة» خلف البنك من جهة قطعة اثنين، كما كنا نفعل في الصباحية وضواحيها، ولا هي هوشة مصبنة في السوق «ليش تخز وليش تدز»، بل هي مطالب شعب يريد أن يطبق الدستور والمادة السادسة منه «الأمة مصدر السلطات جميعاً…»، وسينجح الشعب في ذلك. صدقيني يا حكومة سينجح.

صحيح أن عدد المعتصمين في يوم «8 مارس» مقارب لعدد حضور مسرحيات طارق العلي (في تقديري… من ألف إلى ألف وخمسمئة مواطن ومواطنة)، لكنه اعتصام البذرة الأولى التي ستنمو وتنمو وتنمو إلى أن تطرح ثمارها.

***

كتّاب الحكومة حكوميون حتى في مواعيد حفلات زفافهم، إذ دعانا كلّ من الزميل الطويل أحمد عيسى والزميل مشعل الذايدي إلى حفلتي زفافهما في يوم الاعتصام نفسه، الأول في العديلية والثاني في الجهراء، وأظنها خطة من تدبير الحكومة لتشتيتنا.

مبروك «اللباس» للزميلين ويقطّعونها بالعافية.

***

الطالب الجامعي الشاعر «صلاح العرجاني» الذي وصل إلى مرحلة متقدمة في مسابقة «شاعر المليون»، يمتلك مفردة مبهرة، وسيقتحم عالم الشعر السياسي بقوة، وستقرأون له قريباً ما يبهركم ويسحركم…

خذوا هذين البيتين من قصيدة له يمتدح فيها ثوار ليبيا وقبائلها الحرة:

«مع قبائل ليبيا عز منحوت // في صدورهم، ما ضيّعته المداين

قبائلْ اتنافس بعَضها على الموت // ما هي تنافس بعْضها في المزاين».

الله الله الله عليك يا ابن العم، وسحقاً لقبائل لا تتنافس إلا في «مزاين الإبل».

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

حسن العيسى

البدون لبستوهم !

اثنان من البدون كانا من المحتجزين في أمن الدولة، وتم الإفراج عنهما في ما بعد، هما طبيبا أسنان وعلى درجة عالية من التفوق في عملهما، وهناك أكثر من طبيب «بدون» يعملون براتب لا يتجاوز 400 دينار، وأخبرني أحد العارفين بجهنم البدون أنه يوجد عدة حراس أمن في القطاع الخاص يحملون شهادات طب!! لكن ليس المهم كفاءة البعض من «المقيمين بصورة غير قانونية» المهم عند أكابر القوم في الديرة هو التركيبة السكانية وعدم اختلالها، وكأن تركيبتنا السكانية أنتجت لنا آينشتاين في الفيزياء وباخ في الموسيقى… والذي حدث أمس الأول في مجلس الأمة كان أكثر من مخجل وكان وصمة عار في جبين نوابنا الذين وجدوا أولويات أخرى لمناقشتها، أما تقرير حقوق البدون بقانون فقد تم تعمد إهماله بسبق الإصرار «والتعصب»، وتناسى هؤلاء النواب أن هناك مندوبين عن جمعيات عالمية لحقوق الإنسان كانوا موجودين في أثناء الجلسة وكانوا يتوقعون أن يناقش المجلس قضية البدون، ولكن هذا لم يحدث وكشفنا عن فضيحة إنسانية أخرى من فضائح «أنا كويتي وعزومي قوية».

الحكومة وعدت بأن تفعل القرارات التي صدرت أخيراً من اللجنة البرلمانية بشأن الأحد عشر حقاً للبدون، وهذا ما بشر به الوزير البصيري ممثلة جمعية حقوق الإنسان الكويتية مها البرجس، لكن لا أدري كيف يصور علية القوم إصدار شهادة وفاة أو شهادة ميلاد للبدون على أنها «رخصة» وتفضل من الدولة واعتبروهما من بعد- واللغة هنا ملتبسة- على أنهما حقان مثل بقية الحقوق التي أقرت من اللجنة البرلمانية…! تلك ليست حقوق عادية يخلقها القانون وهي من باب أولى ليست صدقات تتفضلون بها على «المناكيد» الذين ولدوا في الكويت وعلى ظهورهم وشم كلمة «بدون»، هذه حقوق طبيعية يولد بها الإنسان ومعها يموت، وسواء أقرتها قوانين وضعية أو لم تفعل تظل حقوقاً سندها القانون الطبيعي وأحكام العدالة وهي غير قابلة للنقاش.

لست متفائلاً بأن 11 حقاً سيتم إقرارها بقانون، مادامت عقد الفاشية النفطية معششة في ضمير الكثيرين منا، وستظل على ذلك أوضاع البدون تتأرجح في القرارات الحكومية تخرج من سكة وعد كي تتوه في دروب اللامبالاة ولا تستقر على حال أبداً. المضحك أن الحكومة قالت في تبرير معارضتها إصدار قانون لتقرير حقوق البدون- طبعاً حقوقهم الإنسانية وفق مبدأ الحقوق الطبيعية وليس حقوقهم في الجنسية- إنه لا يمكن معالجة وضعهم غير القانوني بقانون…!! صحيح أن شر البلية ما يضحك، فتعديل حالة اللاقانون أو اعوجاجه دائماً يكون بقانون هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإنه في أحايين كثيرة تكون أسوأ أنواع الظلم هي المقننة بتشريع أو قرار مقنن… نظرة سريعة على تشريعات أمن الدولة في دولنا العربية تقنعكم بالإجابة.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

احمد الصراف

الوقيان و«الجعفرية»

أنهيت باستمتاع قبل أيام قراءة «الثقافة في الكويت» للأستاذ خليفة الوقيان. وبالرغم من ان طبعته الأولى صدرت في 2006، فإنني سعدت لعدم قراءتي لها في حينه، بسبب الإضافات القيمة للطبعات الثلاث التالية. وقد لفت نظري عند تطرقه في ص113 لتاريخ المؤسسات الثقافية الأهلية ولتاريخ تأسيس المدرسة المباركية عام 1911، والأحمدية عام 1921، تطرقه أو أي مؤرخ من قبله، حسب علمي، بالإشارة، ولو العابرة، للمدرسة الوطنية «الجعفرية»، التي أسست قبل 72 عاما، التي تعتبر من أوائل المدارس الأهلية النظامية، والتي افتتحها الشيخ عبدالله الجابر نيابة عن الشيخ أحمد الجابر، أمير الكويت وقتها. وورد في الموقع الإلكتروني للمدرسة الوطنية، والذي يحتوي على صور جميلة ونادرة، ان مؤسسيها أقاموا حفل الافتتاح بمبناها الأول قرب قصر السيف، قبل أن تنتقل لموقع أكثر اتساعا في شارع الميدان ولثالث في القادسية، وكيف ان جمعا غفيرا من الشيوخ والتجار ورجال الدين، حضروا حفل الافتتاح وكان بينهم المرحوم الشيخ عبدالله النوري الذي ألقى كلمة بليغة في المناسبة.
أدارت المدرسة في البداية لجنة من أحمد محمد حسين معرفي (المؤسس الأول) ومنصور المزيدي وهاشم بهبهاني ومحمد رفيع معرفي (المؤسس الفعلي) وعلي أبل وأحمد المحميد. وبذل هؤلاء وغيرهم الكثير من المال والجهد والوقت لإنجاح الفكرة، ونجحوا في ذلك بشكل بارز، فقد كان خريجوها مميزين بشكل لافت، ولكن المدرسة فقدت شهرتها وبريقها وريادتها التعليمية مع تطور النظام التعليمي الحكومي وتعدد مراحله وغناه في المادة والمبنى والمحتوى، اضافة الى ان الناس أصبحوا أقل ميلا لإلحاق ابنائهم بالمدارس الدينية، علما بانها لم تكن تركز على المواد الدينية كثيرا، حسبما قيل لي.
أكتب ذلك من منطلق علماني، وبعيدا عن تعصب، فالحقيقة انني، ولسبب لا أعرفه، لم استدل يوما على الموقع الأول للمدرسة، كما أزيل الثاني من دون أن اعرفه ايضا، ولكني كنت دائم الإعجاب بمخرجاتها من خلال ما كنت أراه من تفوق هؤلاء عند انضمامهم لنا في المدارس الحكومية. وأتمنى على الأستاذ الوقيان تضمين الطبعات المقبلة من كتابه القيم نبذة عن هذه المدرسة الرائدة التي علمت الكثيرين الكثير من دون تفرقة، خصوصا عندما لم تكن الفروقات «المذهبية» بمثل حدتها في مثل هذه الأيام.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

لاوحوش في دوار اللؤلؤة

 

بعون الله وتوفيقه، سيتجاوز شعب البحرين الطيب الكريم هذه المرحلة الصعبة ذات التعقيد العالي، فقد بان أثر التلاحم الشعبي الحقيقي في وأد خطابات وممارسات وحركات الفتنة وأخشابها وحديدها، حتى لو توالت وتكررت تلك الصور، فإن مآلها الفشل الكبير لأن شعب البحرين لا يقبل بأصوات الحقد الدفين، ولن تتوانى منظمات المجتمع المدني من جمعيات سياسية وكذلك الشخصيات والوجهاء وشباب 14 فبراير في المشاركة الحقيقية عبر الحوار البناء الذي يقوده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى، لتجاوز هذه المرحلة.

ليعذرني القارئ الكريم، أياً كان انتماؤه المذهبي والسياسي، أن أحذر من الانجرار الى الفتنة المقصودة! نعم هي فتنة مقصودة عندما نفتح التلفزيون الرسمي أو اذاعته، وهما جهازان بالغا كثيراً في تجاوز المهنية، وكذلك بعض الفضائيات الطائفية، وتستمع لمثل هذه العبارات :«الحقونا… سيقتلوننا!والله ثم والله، سأفجر نفسي فيهم… إلى متى السكوت عن أحقادهم وتآمرهم؟ الغوث الغوث الغوث… لقد انكشف خبثهم فعليكم بهم»، أو تستمع لبعض الخطب أو الأدعية التي توحي بأن البلد نزلت عليهم نازلة مدمرة، وستشعر بأنك تستمع الى نداءات قادمة من مدن صبراته أو الزاوية أو بنغازي في ليبيا فرج الله عن أهلها وعن أهل البحرين، فإذا بك في البحرين التي لم ولن تكون إلا بلداً متعدداً يحترم كل الآراء والحقوق الدستورية في أشد الظروف.

على الإعلام الرسمي أن يخجل مما يفعل، وعلى خطباء الفتنة والمحرضين بالأخشاب والحديد أن يعودوا الى صوابهم… على سبيل المثال، صدمت كما صدم الكثير من المستمعين صباح يوم الثلثاء عندما اتصلت مواطنة في الساعة الثامنة و46 دقيقة بالإذاعة تتحدث عن تربية الأطفال وغرس حب الوطن فيهم وتظاهرت بالبكاء والموت في حب الوطن، ثم بعد ذلك انهت مكالمتها (الوطنية الوحدوية العظيمة) بعبارة: «أنا أم الأسود في الدوار السابع»! وحسناً فعلت المذيعة استقلال أحمد بلفت نظرها الى أن تكون المشاركة ذات مغزى وطني… أي أن لا يتم دس السم في العسل.

حسناً، هناك وحوش في المسيرات وفي دوار اللؤلؤة كما يحلو للكثير من أصحاب الولاء المزيف أن يروجوا ويكثفوا، لكن الحقيقة على الأرض غير ذلك! نعم، هناك حجم لا مسبوق من المسيرات المطلبية، لكن صبغتها بحرينية وطنية سلمية خالصة، وأنا من الناس الذين انتقدوا بشدة وقسوة على الشباب في القرى طوال سنوات مضت لرفض الممارسات المطلبية العنيفة من حرق اطارات وحاويات قمامة والإضرار بالممتلكات، وهذا موقف شريحة كبيرة من الأهالي الذين رفضوا العنف وأيدوا الأنشطة السلمية، لكن، من غير المعقول أن نقبل بالهجوم والتشويه والحملات المغرضة لضرب حركة الشباب السلمية! حتى وإن كانت ضخمة بالشكل الذي لم نعهده، لأنها مرحلة حساسة جداً تتطلب صياغة مستقبل البلاد لمصلحة الدولة ومواطنيها.

أعود فأقول، إذا كانت الصورة التي يروجها البعض هي أن المعتصمين في دوار اللؤلؤة والحشود الضخمة المشاركة في المسيرات هم من الوحوش الضارية العدوانية الحاقدة، فما على تلفزيون البحرين، إلا أن يتقدم مشكوراً بتخصيص نقل مباشر ليلياً ولو لمدة نصف ساعة من الدوار، ويكشف للعالم وحشية الوحوش!ويتقدم بشجاعة لتغطية المسيرات الضخمة بكل تفاصيلها ليشاهد القاصي والداني الأدلة الدامغة على (عدم سلمية الحركة) كما يدعون… فما المانع؟!

أحبائي، لن يكون سهلاً ضبط الشعارات، لكن الجمعيات السياسية والمنظمين أثبتوا قدرتهم الفائقة على اظهار سلمية الحركة وجوهرها الوطني وورودها الجميلة، لكن بودي أن ننتبه جميعاً لمحاولات جر الساحة للصدام، كالتواجد بالقرب من اللقاءات الليلية التي تشمل خطابات طائفية نارية يعقبها رفع سيوف وأخشاب واسياخ الحديد… والحذر من الفعاليات التي تجر الناس الى الصدامات التي يتمناها البعض لحدوث التناحر، وبالتالي التأثير على الحركة المطلبية السلمية وضربها بمقتل من خلال تعطيل الحوار.

وللحديث صلة

سامي النصف

لا تستهدفوا الخيّرين!

التقينا كمجموعة اعلامية كويتية مساء أمس فيما هو ختام لجولتنا الخليجية والعربية بالنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك لشكره على جهده ودعمه المميز لتلك الجولة، وأبوصباح كما هو معروف عنه ودود في ملقاه ومتزن في طرحه وآرائه، ومما ذكره في اللقاء حقيقة ان التعاون العسكري الخليجي كفيل بخلق مظلة جوية تحمي سماء الخليج من الأخطار المتوقعة.. وما أكثرها هذه الأيام!

الاستجواب حق مطلق كفله الدستور للنواب، والحكمة والحصافة وتجارب الماضي تقتضي ان يرشّد استخدام سلاح الاستجواب حاله حال اي «سلاح» آخر، والتأكد من عدالة ما يطرح ضمنه من قضايا، وعليه نرجو مخلصين ألا يكون العمل الخيري والانساني والوطني الذي يقوم به رجل الخير والبر عبدالعزيز البابطين محورا لاستجواب قادم كما أتى في إحدى الصحف.

فعبدالعزيز البابطين ومنذ عام 1974 حتى يومنا هذا وهو «يصرف» من حر ماله ومن جهده ووقته وصحته دون ان يتسلم فلسا أحمر واحدا كمردود على ما يدفعه، فمبتغاه دائما وأبدا هو وجه الله ثم رفع اسم الكويت عاليا، في وقت يخزن فيه بعض منتقديه أموالهم ولا يخرجون منها شيئا، ان الجهد الذي يقوم به «السفراء» عبدالعزيز البابطين تعجز عنه دول بأكملها ولا يجمعني شخصيا بذلك الفارس الا الاعجاب بما يقوم به لمصلحة هذا الوطن.

ولم يكن غريبا على الاطلاق ان «تؤجر» الدولة أرضا للبابطين لينشئ عليها من حر ماله مكتبة «عامة» يقصدها زوار الدولة والمواطنون والمقيمون وطلاب العلم والمختصون في وقت تقوم فيه الدول الأخرى بإنشاء المكتبات وتسميتها بأسماء الشخصيات الثقافية والاجتماعية البارزة كحال البابطين دون ان يدفع من تسمى بأسمائهم المكتبات او المدارس او الشوارع.. الخ، فلسا واحدا، بينما دفع بوسعود الملايين على بناء المكتبة ويدفع عشرات الآلاف شهريا على رواتب العاملين بها ومصروفات الكهرباء والماء والحراسة والانترنت وشراء الكتب.. الخ، فهل من يقوم بهذا الأمر يُشكر ويُقدّر على عمله أم يحاسب؟!

أما عمارة الوقف التي بناها كذلك من ماله الخاص فلا يدخل من مواردها شيء في جيبه بل يذهب جل الدخل لأعمال الخير الكثيرة التي تعلّي من سمعة الكويت وطننا جميعا، ولو كانت مقاصده تجارية او شخصية لاشترى بالملايين التي صرفها على المكتبة ومبنى الوقف، سلسلة عمارات تجارية تدر عليه شخصيا الملايين كغيره، ان استقصاد البابطين وأعماله الخيّرة يضر بالكويت، فهل هذا هو المقصود؟! كما انه ينفّر الأغنياء والأثرياء من مساعدة المحتاجين والفقراء مادام الشكر يستبدل بالأذى، فهل هذا هو المطلوب كذلك؟!

ان أراضي الدولة العامة التي يحاول البعض ان يحرم العمل الخيري والثقافي منها والمقسّمة في حال البابطين الى مكتبة لا تدر مالا ومبنى وقف تذهب مداخيله لأعمال الخير، هي «نفس» الأراضي العامة للدولة التي تقدم مجانا او شبه مجان وبملايين الأمتار للقسائم الصناعية والزراعية والجواخير والاسطبلات والمناحل والشاليهات، وجميعها ملكيات «خاصة» دون اي مردود مالي او ادبي على الدولة، ودون ان يستجوب احد أحدا على مثل تلك العطايا والتخصيصات التي طارت بتجاوزاتها الركبان، مرة أخرى نرجو عدم صحة ما أتى في الصحف كي لا تنقلب الموازين، فمن يعمل الخير يحاسب وينتقد ومن يكنز المال ويشوّه سمعة بلده يقدّر ويبجّل.

آخر محطة:

ضمن المفاهيم المعكوسة السائدة هذه الأيام ان يوجه القائمون على بعض لجان مجلس الأمة التي تهدر وبشدة أموال أجيالنا الحاضرة والمستقبلية وتعتبر الكويت بلدا لا غد له، سهام نقدهم الى وزراء الحكمة والتعقل من الحريصين على مستقبل البلد وثرواته أمثال الأخوين مصطفى الشمالي ود.هلال الساير وغيرهما من المخلصين، التغيير الذي يريده الناس ويتواءم مع متطلبات المرحلة المقبلة هو.. التغيير إلى الأحسن!

احمد الصراف

عندما يتحول المسرح للميكنة

دعتني الظروف البائسة الى زيارة مبنى ادارة «الميكنة» التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، الواقع ضمن مباني ضاحية الجابرية الجديدة، فوجئت بأن المبنى لا علاقة له بالميكنة، بل هو مبنى صمم ونفذ اساساً ليكون مسرحا لاقامة الاعمال الفنية والثقافية على خشبته، فهو مجهز لهذا الغرض من مداخل وصالة استقبال الشخصيات وبقية الخدمات الاخرى، اضافة الى مواقف السيارات، ولكن «جهة ما» اتخذت قرار متخلفا، او انتهازيا، وحولت صرحا ثقافيا الى صالة واسعة تعج بمئات الكراسي الفارغة، والحواجز الكرتونية التي تقسمه الى اقسام صغيرة لا سقف لها، مع نثر عشرات اجهزة الكمبيوتر هنا وهناك، التي تغطيها ملصقات تبين عمل كل جهاز!
ان المسؤول الذي قبل بتحويل مسرح الى ادارة عمل يحتاج الى دورة ثقافية وادبية، وقراره بيّن حجم المأساة الثقافية التي نعيشها في ظل «الصحوة المباركة»، وكيف ان صرحا مهما تشكو الدولة من شح ما يماثله يتحول الى مركز آلات، وليس هناك ما يثبت أن ادارة المجلس الوطني السابقة قد سعت الى استرداده وتخصيصه للغرض الذي بني من اجله، علما بأن اي مبنى او طابق في مبنى يمكن ان يستوعب الادارة التي احتلت المسرح، مسرح يفيض بكثير عن حاجة الادارة المعنية ولا يصلح لاستخدامها اصلا.
ان هذه الفضيحة جريمة اخرى تقترف بحق الثقافة والفن، يتحمل الامين السابق للمجلس الوطني المسؤولية المباشرة عنها، ونتمنى ان يعمل وزير الاعلام على استعادة هذا المسرح الجديد من ادارة عمل الشؤون وتسليمه الى جهة اهلية لتقوم بالاستفادة منه، في ظل النقص الكبير في المسارح الذي تشكو البلاد منه.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

شيعة الكويت.. جزء من هذا التراب

الشيعة في الكويت جزء من هذا المجتمع، حالهم حال أهل السنة، شاركوا في بنائه وساهموا في الدفاع عن ترابه، لذلك هم طيف من أطياف هذا النسيج الاجتماعي، ولقد عاشوا مع اخوانهم السنة من دون أي تمييز ومن دون أن يشعروا بأي ضيم، واستمر الوضع كذلك الى ان قامت الثورة الإيرانية وأعلن الخميني تصدير الثورة الى الخليج، عندها أخذ الحماس بعض شباب هذه الطائفة وبدأ يطرح استياءه من الأوضاع في الكويت، وحتى يبرر نيته بالتفاعل مع نداء تصدير الثورة أعلن عن تشكيل تنظيمات وفروع لتنظيمات شيعية إقليمية في الكويت، وبدأت تصدر بيانات الظلم وغياب العدالة التي يعانيها أبناء هذه الطائفة، الى ان جاء مجلس 1999 عندما بدأ كل من صالح عاشور وحسين القلاف الطرح الطائفي الواضح بالمطالبة بالحقوق المسلوبة للطائفة.
ولأن السنة هنا يؤمنون بأن هذه الطائفة جزء من المجتمع لها ما للآخرين وعليها ما عليهم، فلم تكن هناك معارضة لهذا الطرح، بل بدأ التعاطف مع بعض هذه المطالب، وفعلا تفاعلت الحكومة مع بعض مطالبهم فزادت من مراكز التنصيب القيادية لهم، وخصصت لهم محاكم جعفرية وزادت من عدد الوزراء الشيعة… إلخ من المطالب المعقولة.
ولكن للأسف لم تقف الأمور عند هذا الحد، فسقف المطالب ارتفع، وفرز المجتمع أصبح واضحا، وبدلا من نائبين يتحدثان عن حقوقهم المهضومة، بدأ أكثر هؤلاء النواب يتعاملون وفقا لهذا الفرز، فعندما تدخلت القوات الخاصة بالضرب والسحل في حادثة ديوان الحربش كان موقف هؤلاء «يستاهلون.. ليش خالفوا ولي الأمر»، وعندما تظاهر المحتجون في البحرين طالبوا ــ بصوت واحد ــ حاكم البحرين بمراعاة مطالبهم والاستماع الى آرائهم وتنفيذها!!
ليس عيبا التعاطف مع طائفتك، لكن لا نجعل من هذا الواقع مجالا للمناكفة، واقصاء كل منا للآخر، اليوم يُقام اعتصام في ساحة الارادة، ليس للسنة فقط، ولم تتم الدعوة له تحت أي شعار طائفي أو فئوي، بل دعي اليه الجميع ومن الجميع، ولكننا فوجئنا بما يسمى تجمع ثوابت الشيعة ليهدد الحكومة بعمل ما اذا سمحت لهذا التجمع بالانعقاد، وانهم، أي هذا التجمع الطائفي، سيتقدمون بمطالبهم الطائفية في اعتصامهم المقبل!! شيعة الكويت أعقل من ان يتصرفوا هكذا.. وشيعة الكويت أكبر من ممارسة هذا الأسلوب الابتزازي، لذلك اتمنى ألا تكون مطالب الشيعة في الكويت شماعة للفرز الطائفي أو سببا لإقصاء كل منا للآخر، اذا عندكم مجانين عندنا ايضا مجانين، واذا عندكم متطرفون نحن ايضا نتفوق عليكم بهم.. لكن كل واحد يأخذ حقه وفقا للأسس القانونية وبالأسلوب الذي يوقف هذا الفرز البغيض والتقسيم المتشرذم.
• • •
• لفتة كريمة
صج من قال: الليبرالي عندنا ما يطيح إلا واقف!! نبارك للدكتور علي الطراح تعيينه مندوبا للكويت في اليونيسكو بعدما لم يتم اختياره ضمن المرشحين لمنصب مدير الجامعة. ونبارك لعدنان شهاب الدين منصب مدير مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.. والحبل عالجرار.

احمد الصراف

عندما يسرق المعاق وطنه

اتصل من يخبرني بأن عدد المركبات التي تحمل لوحات غير كويتية وتقف امام مبنى هيئة المعاقين، قد ازداد في الايام الاخيرة مع ورود اخبار المنح والعطايا، وان جهة ما يجب ان تدون ارقامها وتتبع حقيقة انتماء اصحابها لهذه الارض، واتخاذ المناسب من الاجراءات! فقلت له كما قال الشيخ احمد الفهد للصحافيين: الذي في الفخ اكبر من الطير! ولفت اتصال الصديق نظري لما سبق ان تعرض له قرار تعيين السيد جاسم التمار مديرا لهيئة ذوي الاعاقة من هجوم واعتراض شديد من بعض النواب، إما لعدم تخصص التمار او لانه زوج النائبة سلوى الجسار، وإما ان في الامر سداد فواتير سياسية‍‍! وبصرف النظر عن مدى صحة تلك الاتهامات، الا ان اتصال الصديق، وملاحظتي تلك دفعاني للرجوع الى صحف تلك الايام، وربط الامور ببعضها بعضا، فتبين لي من واقع «خلفيات» من هاجم التعيين، ان اعتراض هؤلاء لم يكن من منطلق المصلحة العامة، التي هم بعيدون عنها، ولكن ربما لخوفهم من احتمال قيام المدير الجديد باصلاحات تضر بمصالحهم، او بكشف امور لا يودون لها ان تظهر! وعندما قررت الكتابة عن الموضوع فوجئت بما ورد من فضائح في الاجتماع الاخير لهيئة المعاقين يوم 2/23، الذي تم الكشف فيه عن مدى الخراب المعشش في هيئة الاعاقة، والزيف والخداع اللذين يمارسهما الكثيرون بحق الوطن، وكيف ان هناك معاقين «موتى» والاعانة تصرف لذويهم شهرياً، وآخرين يحملون اكثر من بطاقة مدنية، وان الهيئة لديها ملفات لاكثر من 37 الف معاق، وهذا الرقم يجعل الكويت الاعلى في العالم في نسبة المعاقين، وان بين هؤلاء اكثر من 7000 لا يستحقون الاعانة كونهم منحوا شهادات اعاقة من لجان طبية فاسدة لم تحترم قسمها الطبي، فهل هناك سوء ادارة اكثر من ذلك؟
واذ نحيي هنا جهود السيد جاسم التمار، الذي لا نعرفه ولم يسبق ان التقينا به او تحدثنا معه، في تطهير الهيئة من فسادها، نتمنى له التوفيق في عمله، ونطالبه بقوة بإحالة كل رؤساء واعضاء اللجان الطبية الذين قاموا باصدار شهادات اعاقة مزورة، والمزورين انفسهم للنيابة العامة لينالوا ما يستحقونه، فقد سئمنا رؤية وطننا يسرق امام اعيننا كل يوم ولا احد يود اتخاذ اجراء حازم.

أحمد الصراف