احمد الصراف

لنتعلم من الصين شيئاً

تعتبر الصين من أكثر اقتصادات العالم نموا، وستتجاوز قوتها الاقتصادية أميركا عام 2020، فنموها المستمر منذ ثلاثين عاما بنسبة %10 سنويا أثار انتباه مارتن جاكس Martin Jaques كاتب العمود في «الغارديان»، فوضع كتابWhen China ruled the World حاول فيه تحليل سر قوة الصين واستمرار نموها، وتوصل إلى نتائج مثيرة، حيث يقول انها المرة الأولى التي يتقدم فيها اقتصاد خارج المنظومة الغربية بتلك السرعة والثبات، وان هذا قضى على الاعتقاد الشائع بأن كل تقدم اقتصادي يعني قربا أكثر للحضارة الغربية، فالصين، بنظره، لن تصبح غربية أبدا، كما أنها دولة في أمة أو سلالة، فتسعون في المائة من الصينيين يؤمنون بأن اصولهم تعود لسلالة الهان Han، التي تعود لألفي عام، وهذا ما يوحدهم ويجعلهم يشعرون بأنهم جسد واحد. فالاحساس بالصينية لا يأتي من الانتماء لدولة بل لسلالة تدين بالولاء للأجداد وتعطي أهمية قصوى للعلاقات العائلية ومبادئ كونفشيوس وقيمه، وبالتالي تستمد قوتها من كونها دولة حضارة وليس دولة كيان سياسي، فلا يمكن إدارة كل ذلك الاتساع الضخم وبعدد سكان يتجاوز المليار و300 مليون من «بكين»، بل يتطلب الأمر وجود قيم تساعد السلطة في عملها، فهم لا يعتقدون بأنها جسد دخيل أو مؤقت يتطلب الأمر تغييره بين الفترة والأخرى بحزب أو نظام آخر، كما هو الحال في المجتمعات الغربية المتقدمة، بل هي عضو في العائلة وكبيرها غالبا، وهي المؤتمنة والمكلفة المحافظة على الحضارة الصينية وسلالة الــ«هان»! كما أن السلطة أو الدولة في الصين لم تواجه في تاريخها تحديات كالتي واجهت المجتمعات الغربية كالكنسية أو الارستقراطيين، الذين صودرت ممتلكاتهم أو التجار،، بل بقيت من غير تحد حقيقي للألف عام الأخيرة، وبالتالي فإن الولاء للقيادة أكبر منه في اي ديموقراطية غربية. وشعور الصينيين بأن أصولهم تعود للهان، بخلاف الدول الأخرى ذات الكثافة العالية، كالهند وأميركا والبرازيل واندونيسيا، جعل منهم مجتمعا مترابط الهوية، ولكن لمثل هذا الفهم عيوبه الثقافية لأنه يجعلهم ينظرون للآخر بغير اكتراث أو احترام.

أحمد الصراف

حسن العيسى

سكتوا الله يرحم والديكم

ياليت حماة أهل السنة والجماعة في البرلمان الكويتي يكونون على مستوى المسؤولية السياسية، وقبلها على مستوى المسؤولية الأخلاقية، ويكفون ويكفوننا عنترياتهم وبطولاتهم لسحق الإنسان البحريني أولاً وفتل عضلاتهم على شيعة الكويت ثانياً. نعرف أنهم (شيعتنا) أقلية ولا يبلغوكم بسلطات وميزات الأكثرية المتعجرفة الذين هم أنتم و»ماكو» غيركم، لكن تواضعوا يا عناترة المجلس، ومرة ثانية وثالثة قولوا خيراً أو اصمتوا. إذا كان سمو الأمير هو من قال الكلمة الحازمة الواعية برفض الكويت إرسال قوات أمنية إلى البحرين فله تحية العقل  ورجاحة المنطق، وإذا كان ذلك قراراً حكومياً اتخذ قبل وصول سموه من السفر فللحكومة أيضاً تحية، لكن بالتأكيد للأمير بصمته مستندة إلى أسس المصلحة الوطنية الأكيدة وثابتة على رؤية سياسة عميقة يتعمد مراهقو العصبيات الأصولية التعامي عنها.
 سمو الأمير أبدى استعداده للتوسط وحل العقدة البحرينية، وكم أدمت هذه العقدة أهل البحرين شيعتهم وسنتهم، مجرد هذا الموقف الحصيف من سموه يراه أي عاقل أنه أفضل وخير مئات المرات من إرسال قوات عسكرية ستسكب الملح على الجرح البحريني، وستفتح أبواب الفتنة الطائفية في الدولة الكويتية، فهل أنتم يا مشايخ المجلس تنشدون الفتن أم أن عصبياتكم المذهبية قد أعمت بصيرتكم فلم تروا أمن مستقبل وطنكم؟ أم أن المسألة كلها محاولة إذلال الآخرين من مواطني الدولة وهم إخواننا الشيعة كي يعملوا حسابكم ويتقبلوا فروضكم، مذعنين لإرهاب عصيكم!
 تصريحاتكم معيبة وسيئة وتنضح بالروح الفاشية لا بارك الله فيها. أملنا اليوم الذي تقف فيه دولنا العربية على مفترق الطرق ويواجه العالم العربي ثورات وتقلبات كبيرة قد تنتهي في يوم قادم إلى عالم الحرية والكرامة، أملنا في نواب الأمة أن يكونوا صمام الأمان للدولة؛ وأن يفتحوا عيونهم جيداً على التغيرات التي تعصف بنا لا أن يكونوا طلاب فتن وقناصة فرص عروض سياسية طائفية، «سكتوا الله يرحم والديكم».

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

احمد الصراف

الديموقراطية لا تكفي

أعلنت «جمعية مقومات حقوق الإنسان»، وهي جمعية غير مرخصة، أنها أعدت مشروع قانون لتأسيس هيئة مستقلة بحقوق الإنسان. وقال أحد مسؤوليها الملتزمين، إن بنود مشروع قانونهم تمت صياغتها وفق معايير الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وانه سيقدم للبرلمان لإقراره انطلاقاً من رغبتهم في حماية حقوق الإنسان! ونحن هنا نعتقد أن هدفهم من المشروع السيطرة على «جمعية حقوق الإنسان» والتحكم بقضايا الإنسان من خلال منظورهم المتخلف وضمن أطر مقومات القرون الوسطى، فمن يقرأ ويتمعن في معايير وأحكام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يجد أن ما ينادي به مسؤول «جمعية المقومات» يبدو مضحكا ومخيفا في الوقت نفسه. فبالرغم من كل ضربات «عودة الوعي» التي اصابت المنطقة اخيرا، فإن هؤلاء ما زالوا يعيشون، كما يبدو، في عالم آخر، ففكرهم مخالف لأهم بنود الإعلان العالمي، وخاصة تلك التي تتعلق بالحقوق السياسية والقول والمعتقد والمرأة، وإن نجحوا في تحييد هذه البنود، كما ينوون، فما الذي سيتبقى من الإعلان العالمي؟
ومن جهة اخرى، فإن مطالبات البعض بضرورة تطبيق الديموقراطية في دولنا، في خطوة لاحتواء الاضطرابات والاضرابات، قد لا تعني الكثير في نهاية الأمر إن لم يصاحب ذلك تقيد بكامل مبادئ الإعلان العالمي، فالديموقراطية بغيرها لا تعني الكثير، فسوء حال حقوق المرأة بشكل عام، في غالبية الدول العربية والإسلامية، عدا استثناء أو آخر، لا يعود الى افتقادها الديموقراطية فقط، بل الى عدم إيمانها المبدئي بحقوق الإنسان، وبالتالي فإن أي ديموقراطية ينص دستورها على حرية المعتقد، ولا تسمح مثلا لطائفة مسالمة كالبهرة بإنشاء مسجد لهم، ليست بديموقراطية حقيقية! وما يقال من أن البرلمان، أو مجلس الشعب، سيد قراراته لا يعني شيئا، فقرارات المجلس إن خالفت مبادئ حقوق الإنسان لا تعني شيئا!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

بشاعة الجريمة… حين يصبح علم بلادنا تهمة!

 

ليس من اللازم أن نصف التشكيك في انتماء المواطن لبلده وولائه بأنهم شراذم! وأنهم، سواء كانوا جماعات أم أفراداً، إنما هم مجرمون يرتكبون أبشع الجرائم وأفظعها حين يشعلون فتيل الفتنة، ويرفعون شعارات دموية للنيل من انتماء طائفة كبيرة ويدعون عليها بالويل والثبور والإبادة… والحال ذاته، ينطبق على الطرف الآخر، الذي ينال من أبناء الطائفة الأخرى، والنتيجة… أيّاً كان الطرف المصر على ممارسة سلوك تفتيت أبناء المجتمع فهو يرتكب جريمة في حق الوطن والمواطنين حتى وإن استهان بها وشجعه عليها آخرون.

شعار كاذب فاحذروه!

هناك مفارقة عجيبة لدى أنصار همجية التشكيك! فهم كانوا يهاجمون كل تجمع أو مسيرة أو اعتصام أو تظاهرة لا تحمل علم البحرين! وكانوا يرفعون أصواتهم في خطبهم وتصريحاتهم الصحافية المقولبة، وفي مقالاتهم وأعمدتهم الراقصة على «الوحدة ونص» بالاستنكار لعدم وجود علم البحرين فيما هناك أعلام أخرى من هنا وهناك!

حسناً، الحق معهم، لكن، لا يمكن أن يكون الحق مع أي من يتقولب هو الآخر على ظهره وبطنه وفق هواه وطائفيته ونفسه غير الطيبة على طول الخط فالنوايا الخبيثة تنكشف! وإلا، هل من المعقول أن يكون شغلهم الشاغل وغضبهم الظاهر هو «استنكار» حمل المشاركين في الاعتصامات والتظاهرات والفعاليات الوطنية لعلم البحرين بمكانته الكبيرة السامية في قلوب المواطنين، والادعاء بأنها لعبة وعمل غير صالح؟ والأمر ذاته انطبق على شعار: «إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه»، فقد امتلأت رؤوس الكثير من الناس الذين لديهم قابلية سريعة للإصابة بفيروس الطائفية بأن هذا الشعار ما هو إلا شعار مخادع كاذب فاحذروه!

على أي حال، لا يمكن قبول المشاهد المؤسفة المفجعة التي شاهدناها على مدى الأيام الماضية، وربما، وهذا ما لا يتمناه أي بحريني بل ولا أي مقيم شريف يحب البحرين وأهلها… أن يتعرض للضرب المبرح والإهانات والبصق والركل والطعن أي مواطن لأنه يحمل علم بلاده، أو تنفتح لدى البعض «محاكم التفتيش» المخزية ليحاكم ضمائر الناس وما في قلوبهم، بل ويصدر حكماً على هذا الشاب لأنه يحمل العلم صادقاً مصدقاً وله كل الاحترام، ويصدر حكماً على آخر التعذيب حتى إسالة الدماء لأنه غير صادق وغير مصدق في حمله لعلم البحرين.

لا بأس، سيتوالى القول من البعض، من أصحاب الطرف المشكك في انتماء المواطنين، وبالتالي المشكك في صدق النوايا، وبالتالي… يعقد محاكم تفتيشه ليقول: «نعم هم كذلك… أنتم كذلك، لستم صادقين؟»… لكن، رغماً عن أنفه وأنف أمثاله، فإن كل مواطن رفع علم البحرين عالياً، أو وضعه على صدره، أو رسمه على منزله أو لصقه على سيارته، فهو إنما يعبر عن حب حقيقي لوطن غال ولتراب غال ولجذور ضاربة في التاريخ، لعراقة شعب لا يمكن تفكيكه بالحملات الطائفية وعصابات التشكيك في الولاء والانتماء، وعصابات الرعب والموت الذين يضع البعض لهم المبررات بناءً على الأخطاء التي وقعت هنا وهناك، وكأن القول بأن هناك أخطاء أو ممارسات مخالفة للقانون، تلزم إرسال شراذم الرعب والخسة.

بعد كل ما تقدم، وهو مؤلم مؤسف دون شك، سيتكرر الحديث بيننا جميعاً حول ما ننعم به من تلاحم ومحبة بين الطائفتين الكريمتين اللتين يظللهما هذا العلم، وليس من حق أي طرف، كائن من يكون ومن أي جهة وبقعة جاء، أن يوزع الولاءات ويصدر صكوك البراءة والإساءة، إنما هو سلوك حيواني سيئ يريد صاحبه أن يصب جام غضبه على عنوان كبير اسمه: «النسيج الاجتماعي»… ولعلني من الناس الذين تأثروا كثيراً بكتاب الأديب البحريني الرائع حمد محمد النعيمي: «مصياف أهل البحرين»، وله الشكر الجزيل لأنه ساهم مساهمة كبيرة في أن يزرع في نفوس أهل البحرين تلك الصور الجميلة لرحلات المقيض بين السنة والشيعة، فكم نحتاج إلى هذه الروعة من الخطاب البحريني الأصيل من المؤرخين والفنانين بل ومن الخطباء والمشايخ والمسئولين بدلاً من التلويح بالسيوف والكراهية!

وكم نحن في حاجة إلى أن يتعافى الإعلام الرسمي من مرضه العضال فينهض ليتخلص من وهنه ومرضه فيبدأ في مخاطبة ضميره وضمير كل مواطن بحريني أصيل شريف يحب بلاده… ليس هنالك من شك في صدق سريرة أهل البحرين الكرام، وصدق السريرة هذه هي التي تكشف «غيرنا» ممن يشعر بالسرور والسعادة وهو يرى بحرينياً يطرح أرضاً لتنال منه الأخشاب والأحذية والضربات الدامية… بتهمة حمل علم البحرين

سامي النصف

قوات الدرع وقوات الردع

دخول 4 جيوش خليجية للبحرين (قوات الدرع) بناء على دعوة حكومتها الشرعية، شبيه بدخول 5 جيوش عربية (قوات الردع) للبنان منتصف السبعينيات ومن ضمنها قوات سعودية وإماراتية، ولم نسمع من نوابنا الأفاضل اعتراضا على ذلك الدخول الذي استمر 30 عاما، وفي كلتا الحالتين كان القصد هو إطفاء نيران الفتن الفئوية والطائفية ومنع الحرب الأهلية، وقد تكون ميزة دخول قوات الدرع أنها وصلت قبل اشتعال الحريق لا بعده كما حدث مع قوات الردع.

علينا أن نحصر اعتراضنا على استخدام أي قوة بحرينية أو خليجية العنف ضد المتظاهرين والعكس بالطبع صحيح، هذا الاعتراض يجب ألا يمتد لـ «مبدأ» تحرك قوات درع الجزيرة ضمن أراضي دولنا الخليجية حتى لمواجهة اضطرابات «الداخل» لا أخطار «الخارج» فقط، فأغلب دولنا، كما يعلم الجميع، يمثل مواطنوها أقليات تصل أحيانا إلى 10% من مجمل السكان مقابل أغلبيات آسيوية وغيرها مدربة عسكريا وتنتمي لدول كبيرة، وقد تحدث اضطرابات مستقبلية تستدعي تحرك قوات الدرع لحماية المنشآت وفرض الأمن وحماية المواطنين في هذه الدولة أو تلك، فلا تقيدوا التحرك حتى لا يطمع فينا الآخرون وتتساقط دولنا الواحدة تلو الأخرى.

تسبب الانفعال والاستعجال في تصريحات النواب هذه الأيام في إظهار تناقض أقوالهم ومواقفهم اللاحقة مع السابقة، ومن ذلك رفضهم لمشروع الحكومة الشعبية في الكويت وهو موقف صائب إلا أنهم يدعون لعكسه في البحرين، ويرفضون النزول للشارع في الكويت وهو موقف صائب آخر إلا أنهم يدعون في الوقت ذاته للنزول للشارع في البحرين، ويرفضون استجوابات الآخرين ويقولون إنها تعطل التنمية ويسمون من يقومون بها بـ «نواب التأزيم»، إلا أنهم يتسابقون لتقديم الاستجوابات لنفس الحكومة مما يسقط حججهم أمام الناخبين، أصبحت مواقف بعض النواب تتغير مع تغير الأجواء والأنواء فتارة صيف وتارة شتاء.. على سطح واحد!

آخر محطة: ردا على مقالة أمس للزميل الثوري العزيز محمد الوشيحي «بكري» الكويت، نسبة إلى الثوري مصطفى بكري صاحب جريدة الأسبوع، نقول في هذه العجالة: يبقى مثلث التعقل الذي وضعتنا فيه (مبارك، سرايا، النصف) أكثر إنجازا وأقل دمارا من المثلث الثوري (القذافي، عطوان، الوشيحي)، ونذكر العزيز أبوسلمان بأن العهد السابق لم يمنع المصريين من التوجه لصناديق الاقتراع بل العكس، وورث مصر عامرة لمن أتى بعده، أطلب أن يخرج الزميل الوشيحي من مراكز الاستفتاء التي لا يغير شيئا حضور 5 آلاف أو 50 مليونا لصناديقها فالنتيجة واحدة وهي تغيير الدستور، لينقل لنا صورا حقيقية مؤثرة هذه المرة من الشوارع والطرق والمناطق والفنادق والبنوك والشركات والمصانع والمزارع والمخافر والمتاحف والمستشفيات وأرقام العاطلين والسائحين والمستثمرين التي لا تكذب، وليخبرنا بصدق إن كان هناك الآلاف من الإنجازات التنموية لعهد مبارك التي تبرر الثناء عليه ثم ليقارنها بكل تجرد بما هو قائم وما هو قادم، لا تصدق يا بوسلمان كل ما يقال، فبالخبز وحده يحيا الإنسان لا بالشعارات الثورية والغوغائية، والخوف مما لا تراه من ثورة جياع قادمة لا تبقي ولا تذر، أخيرا لا اعتقد أن التعقل يسبب تخلف الأوطان إلا أنني على يقين في المقابل بأن التثوير والقادة الثوريين هم الذين يدمرونها، وسير صدام والقذافي وعرفات ومن لف لفهم تحكي لنا آلاف القصص التي تشيب البشر وتبكي الحجر.

احمد الصراف

ستيريوتايب المصري.. وثرواته

يعني Stereotype، أو الفكرة النمطية، الاعتقاد العام، غير الدقيق غالبا، بصحة ظاهرة ما عن مجتمع أو أفراد، لتأثر الفكرة بعوامل عدة أخرى. فطوال 60 عاماً رسخت الأنظمة العسكرية المصرية، بوعي أو بغير ذلك، وحتى ما قبل اسابيع قليلة، في الاذهان فكرة نمطية عن المواطن المصري، من خلال مختلف وسائل الإعلام الموجه أو السينما والمسرح، وما يصاحب مباريات كرة القدم وحفلات أم كلثوم من ظواهر سلبية، من أنه إنسان اتكالي وقليل الإنتاجية ولا يؤدي عمله إلا بالتهديد والضرب!
هذه الصورة النمطية لا يمكن إلا أن تخلقها الدكتاتوريات، وتطبخها الطغمة العسكرية التي تضع أمنها الشخصي وبقاءها في الحكم في الصدارة، مما يعني أن كرامة المواطن ولقمة عيشه تأتيان دائما تاليا. وهكذا تم مع الوقت خلق صورة نمطية سلبية عن الشعب، تبرر للأجهزة الأمنية ما كانت تقوم به من بطش بالمواطنين ودفعهم الى الهجرة، أو العمل في الخارج، قسرا بحجة عدم كفاية موارد البلاد الشحيحة لاطعامهم. ولو تمعنا في التقارير التي بدأت بالتسرب عن ثروات الرئيس السابق حسني مبارك وأفراد أسرته، وآخرها ما تعلق بقيام سلطات أكثر من دولة غربية بالحجز على حسابات الرئيس السابق، فما هو حجم ثروته في بنوك العالم، من نقد وغيره؟ وإذا كان الرئيس، المفترض انشغاله بـ«إدارة الدولة»، يمتلك مثل هذه الثروات الهائلة، فما مقدار ثروات جمال وعلاء وزوجته؟ وماذا عن ثروات بقية الشلة، الأكثر ذكاء وحرفنة من الرئيس واسرته بمراحل في كيفية تكوين الثروات؟ هذا غير الأموال الطائلة التي استولى عليها عشرات آلاف الوزراء والنواب والسياسيين والضباط على مدى ستة عقود في دولة لم تعرف الشفافية والعدالة طريقهما لمؤسساتها، التي حكمت من مباني وزارة الداخلية والدفاع أكثر من القصر الجمهوري والمجالس التشريعية الصورية!
ومن هنا نجد أن ما انتشر على الإنترنت من أن المبالغ التي قام هؤلاء بنهبها، في عهد مبارك فقط، قاربت مئات مليارات الدولارات ليس ببعيد عن الحقيقة، مما يعني أن ما حاولت الأنظمة العسكرية المتتالية من خلقه عن نمطية المواطن المصري وكسله وقلة انتاجيته كان غير دقيق، فمن أين سرق هؤلاء كل هذه الثروات لو لم تكن مما أنتجته الأيدي المصرية؟
ولو نظرنا إلى ما قام به «شباب ميدان التحرير» من عمل بطولي غير مسبوق في قلب نظام الحكم، ومحافظته على النظام والنظافة طوال أسابيع، بالرغم من عددهم الكبير، لوجدنا هنا أيضا عدم صحة تلك النمطية عن الإنسان المصري.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

مش ممكن

هو حلم أجمل من علم… الله الله الله على ما يحدث في مصر الحرة. الله على مصر وعلى أهلها… أنا الذي لا يبكيني إلا الشديد القوي، لم تتوقف دموع فرحي لهول المشهد الذي رأيته أمامي أمس، يبدو أن وجهي صلّى صلاة استسقاء فاستُجيب له. وخلوني أنقل إليكم بعض اللقطات والمقولات التي استقيتها من التلفزيونات المصرية ومواقع التواصل والصحف الإلكترونية والخدمات الإخبارية والمكالمات الهاتفية…
لكن قبل ذلك سأعتذر إلى الزميل الصديق سامي النصف، «سرايا» الكويت (نسبة إلى أسامة سرايا رئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية إبان مصر المباركية، صاحب الحجة القوية الموجهة لخدمة النظام)… الذي (أقصد سامي النصف) أطلق قذائفه الخارقة الحارقة في بداية الثورة نصرة لمبارك وابنه جمال وبقية العصابة بحجة الدفاع عن «الاستقرار»، والذي كما يبدو أنه كان سعيداً بما كانت عليه مصر وكان يبوس إيده بحري وقبلي، والذي «يرى بعوضة» المعارضة ولا يرى «فيل النظام».
ولولا «التثقيل» على أبي عبداللطيف، سامي النصف، لقلت إنه ومن شابهه من المثقفين والكتاب أحد أسباب نقل الأحداث بصور مغلوطة إلى ذوي القرار، وبالتالي هم من أكبر أسباب بقائنا في خانة الدول المتخلفة. وأبو عبداللطيف يحمل في جعبته تبريرات لا حصر لها ولا خصر لبلاوي الأنظمة العربية ومساوئها، ومع ذا لا يمكن أن ننكر رقيّ أسلوبه وأدب مفردته… أقول دعوني أعتذر إليه بعد أن تكسرت أمانيّه وأمانيّ عصابة الوطني على «رخام» الثورة الصلب، وأنقل إليكم بعض اللقطات المبعثرة:
من هذه اللقطات المؤثرة، قيل إن شيخاً طاعناً في السن أثناء وقوفه في الطابور للتصويت بـ«نعم» أو «لا» على تعديلات الدستور، رفع يديه وبصره إلى السماء، وقال بصوت عال مترهل وهو يكافح العبرات في بلعومه: «يا رب، انت بتعرف إن دي أول مرة في حياتي اخرج عشان أصوّت في الانتخابات، وتعرف إني عيّان وظروفي متسمحليش أتحرك خطوتين، وأديني جيت، فيا رب بارك في مصر وأهل مصر وانتقم لينا من العصابة اللي ذلتنا وهانتنا وكسرت نفسنا طول السنين دي كلها». فردد الواقفون في الطابور: «آمين… آمين… آمين».
وأمام لجنة أخرى يصرخ صعيدي شهم وهو ينظر إلى إصبعه المغموس في الحبر الفوسفوري ويخاطبه بكل ما أوتي من نشوة: «عليّ الطلاق تلاتا منيش غاسلك». وهناك امرأة يبدو من هيئتها أن حظها من التعليم مثل حظنا من حكوماتنا، تخرج من إحدى لجان التصويت فتقبّل إصبعها «الفوسفوري» وتستجدي النسوة الواقفات في الطابور: «أنا في حلم والا علم؟ حدّ يقرصني ف إيدي». وفي وسط القاهرة يتحلق الشبان في دائرة وهم يرقصون ويغنون: «مصر بقى لونها بمبي» فترد عليهم مجموعة أخرى من الشبان: «لأه بقى لونها فوشيا». ويقول أحدهم وهو واقف في الطابور: «أول مرة في حياتي أحس إني بني آدم وليّه قيمة». ويغني آخر «صباعي فسفوري وهاغيّر دستوري».
وفي لجنة أخرى يفاجَأ الواقفون في الطابور بالدكتور عصام شرف رئيس الوزراء «يستأذنهم» بالسماح له بالتصويت قبلهم لارتباطاته المتعددة، فـ»يأذنون» له. (هل لاحظت كلمتي «يستأذنهم» و»يأذنون له»؟ وهل كنت تعرف كيف كان رؤساء الوزارات في مصر المباركية يصوّتون؟ كويس أنك لاحظت والأكوس أنك تعرف ما الذي كان يحدث في الأيام الخوالي وتتذكر حكاية السجاد الأحمر وكسرى وقيصر). وإذا كان عصام شرف مشغولاً ويستحق أن يتجاوز الطابور، فإن مرشح الرئاسة السيد عمرو موسى عاطل عن العمل، لأنه يرأس جهازاً عاطلاً عن العمل والأمل، هو «جامعة الحكام العرب»، لذا فقد التزم بالطابور رغم أن الناس سمحت له بالتقدم عليها، لكنه رفض.
والملاحظ هو نسبة الالتزام العالية باحترام الطابور، والأدب في الاختلاف… هذه هي مصر الحقيقية لا مصر المزوَّرة، التي شوه وجهها وزوّر بطاقتها مرتزقة الإعلام المصري وأوحوا بأنها لم «تشب عن الطوق» بعد ولا تستحق الديمقراطية الكاملة. وهؤلاء هم المصريون ينزعون ثقافة الرعب ويرتدون ثقافة الانتصار. النظام المباركي هو من فرض تلك الثقافة، وهو من جعل الأراذل في الصدارة، ومنذ اللحظة لن ينجح «نواب الخدمات» ولا «نواب الرشاوى» ولا المتردية ولا النطيحة، إلا في أضيق الحدود.
هذه هي مصر… المحروسة بإذن الله، وعقبالنا وعقبال الحبايب، وأموت وأشوف وجه حسني مبارك وهو يرى الملايين ترقص في الطوابير… واللهم لا شماتة. 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

سامي النصف

الحقائق العشر حول البحرين

لا يمكن خلق موقف كويتي شعبي عاقل مما يجري في البحرين الشقيقة دون النظر للحقائق العشر التالية:

ـ أسرة آل الخليفة الكرام هم وآل الصباح وآل الجلاهمة من اسسوا قبل 4 قرون الدولة الكويتية التي نستظل جميعا بظلها هذه الايام.

ـ هناك «توأمة» تاريخية معروفة بين الكويت والبحرين وعرى لا تنفصم قامت قبل عقود وقرون من انشاء مجلس التعاون الخليجي.

ـ هناك للاسف مطالبات «معلنة» ومتكررة من احدى دول المنطقة بضم البحرين وهو ما يشكل تدخلا سافرا في شؤونها الداخلية ورغبة حقيقية في ضمها للحالة الديكتاتورية والابادية القائمة عندهم.

ـ البحرين ـ لا الدولة المطالبة بها ـ هي من احسن وفادة الكويتيين عام 1990 ومن ارسل قواته للمساهمة في تحريرها عام 1991 ثم للدفاع عنها عام 1994 ومرة اخرى عام 2003.

ـ والبحرين بلد صحراوي لا تزيد مساحته على 600 كلم2 لا ثروات طبيعية فيه كحال جيرانه، لذا لا يصح عقلا ومنطقا مقارنة احواله الاقتصادية مع احوال جيرانه ممن يعتبرون اغنى دول العالم بسبب تلك الثروات الطبيعية.

ـ البطالة والفقر موجودان للعلم حتى في اغنى دول العالم ممن يبيت اهلها على الارصفة وسط الامطار والثلوج ولن يحل شيء الاعتقاد بأن الفقر والبطالة سينتهيان حال التحول في البحرين من ملكية الى جمهورية، التجارب المعيشة تظهر ان الاحوال ستزداد سواء بمئات المرات.

ـ التعاطف مع فقراء البحرين شيعة وسنة كحال العمل الانساني الرائع الذي يقوم به العم الفاضل علي المتروك، والمطالبة بالاصلاحات السياسية والاقتصادية امر محق طالما بقي سلميا، فالعنف مرفوض قطعا سواء كان قتلا للمتظاهرين او لرجال الشرطة، والامران حدثا وتمتلئ بهما شاشات الـ«يوتيوب» والواجب رفضهما جميعا والتأكد من عدم تكرارهما.

ـ التظاهر في الدول المتقدمة لا يضر بوسائل الانتاج ويقتصر عادة على الحدائق العامة كالهايد بارك، وعليه لا يجوز للمتظاهرين في البحرين وغيرها احتلال او محاصرة مواقع الانتاج ومصادر الدخل كالموانئ والمراكز المالية، فأمر كهذا اشبه بقيام توجه سياسي كويتي بمنع انتاج وتصدير النفط كوسيلة لايصال المطالب السياسية، والامر مرفوض هنا ومرفوض هناك.

ـ واجب البحرين علينا ان نكفف دمع ابنائها الاحبة الشيعة قبل السنة وان نحرص على وحدتهم الوطنية، ورفع معاناتهم المعيشية، فالفتن الطائفية تضر بهم جميعا وبالاسلام المستهدف هذه الايام وتهدر موارد بلدهم فيما لا ينفع، فالحكمة الحكمة يا اهلنا في البحرين، فالمتربصون بكم كثر.

آخر محطة:

1 ـ ثوابت السنة وثوابت الشيعة هم في الحقيقة ثوابت الفتنة المدمرة، لذا فلا كبيرة لهم جميعا ونعم لثوابت الوطن الذي يجمع ولا يفرق.

2 ـ بينما يطلق الحكام الثوريون الذين وصلوا على انقاض الملكيات كالقذافي وصالح الرصاص وبكرم شديد على شعوبهم لقتلهم وابادتهم، يجزل حكام الخليج كحال الملك عبدالله بن عبدالعزيز العطايا على شعوبهم لمنحهم الحياة الكريمة المستحقة وكم فيما نرى من دروس وعبر خاصة للمطالبين بالجمهوريات «الوراثية»!

احمد الصراف

جمعية الكراسي الصحفية

اعتمدت جمعية الصحافيين الكويتية قبل أيام تقريرها الإداري لعام 2010 من دون مشاكل، كالعادة، من خلال جمعية عمومية مملة حضرها عشرة أعضاء، بخلاف أعضاء المجلس، الذين لم يكتب البعض منهم مقالا في حياته. وبارك مجلس الإدارة لنفسه «فوزه بثقة» الأعضاء واستمرارهم في شغل مناصبهم من دون أن يقص أحد الثلاثة «العتاق» الحق من نفسه، ويستقيل! فلا يعقل أن يطالب بعض أعضاء الجمعية من بعض «الزعماء العرب» إفساح المجال لغيرهم، والاستقالة من مناصبهم، ولا يطالب أحد أعضاء مجلس الجمعية بإفساح المجال لغيرهم الاستقالة بعد ما يقارب الربع قرن في «خدمة» الصحافيين، ولكن يبدو هنا أن الغراء المستخدم في المجلس يشبه الغراء الذي كان يستخدمه سيئو الذكر بعض الرؤساء! ولا أدري حقيقة كيف لم يتعب أو يمرض أي من الأعضاء «الكبار» بالرغم من طول فترة بقائهم في مجلس الإدارة، وهي الفترة التي أغلقوا الباب بقوة غريبة في وجه كل من يشتم منه رائحة الرغبة في منافستهم! ومؤسف أن نرى هذه الجمعية المعنية بالدفاع عن حقوق وقضايا الصحافة والصحافيين، أو هكذا يفترض، ابعد ما تكون عن ذلك، ويكفي للاستدلال على مدى ما يشعر به أعضاء الجمعية من سلبية تجاهها، ذلك الحضور البائس لجمعيتها العمومية. وربما يكون العمل «الباهر» الوحيد الذي قامت به الجمعية خلال السنتين الماضيتن هو صرفها السخي على سياسة وسياحة وسفر أعضائها حول العالم!
إن بعض أعضاء الجمعية الذين نكن لهم الاحترام مطالبون بالسعي لتعديل أنظمتها، بحيث تقتصر عضوية مجلس الإدارة على فترتين فقط، ومن دون ذلك ستبقى جمعية بلا روح ولا مبادئ صحفية، وهو ما دفعنا منذ أكثر من 12 عاما لهجرها، علما بأننا لم نترشح يوما لمجلسها.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

الفدرالية صمام الأمان

لا مكان اليوم للضعفاء..
ما يحدث حولنا لا يمكن ان نتجاهله.. صحيح الكويت غير.. صحيح الكويتيون يحبون حكامهم.. صحيح آل الصباح ما قصروا مع شعوبهم.. لكن لا ننسى أننا الى عهد قريب كانت الكويت اكثر المناطق توتراً بين الحكومة والبرلمان.. ولا ننسى ان الكويت هي أول من بدأ الحشود الجماهيرية والتظاهرات في ساحة الإرادة منذ سنوات عدة، وأخيراً لا ننسى ان ما وصل للبحرين هو في الطريق الينا، فالبحرين أقرب الدول الينا ونحن نشترك معها في كل شيء تقريباً.. فان قيل ان في البحرين طائفة مظلومة وعندها اغلبية، ففي الكويت طائفة مشابهة وتشعر بانها مظلومة وتعتقد بانها تشكل حضورا لا يستهان به!!
ما حدث في البحرين دق ناقوس الخطر عندنا في الكويت وبقية دول الخليج، ويختلف عما حدث في تونس ومصر واليمن..!! في البحرين تحركت طائفة، وشعر الآخرون بارتباطها مع دولة خارجية تؤيدها وتدعمها وتحظى بالولاء لها، بينما ما حدث في مصر وتونس والآن في اليمن وليبيا هو ثورة شعبية بكل طوائف الشعب واطيافه السياسية والاجتماعية.
في مصر وتونس واليمن كانت الاحتجاجات سلمية، بينما في البحرين أغلقوا الشوارع واحتلوا الساحات وتحركوا لقصر الحكم ولبسوا الاكفان واحتلوا المستشفى وضربوا ودهسوا رجال الأمن، ونسمع من يدعي انها تظاهرات سلمية!!
نحن في الكويت نشعر ان المحتجين في البحرين يريدون اسقاط النظام ويعلنون ذلك صراحة.
وما يحدث في البحرين، وتتخوف منه الكويت يسري على بقية دول الخليج!! لذلك نعتقد انه قد حان الوقت لهذه الدول التي لديها هذه التركيبة الاجتماعية الغريبة والتي تجاور دولة طائفية مثل ايران واخرى بالعراق، نقول لهم ان الحل بالاتحاد الفدرالي، الذي يبدأ باتحاد كونفدرالي، وقد كتبنا عنه كثيراً في هذه الزاوية وحان الوقت لتطبيقه.
اذا استمرت دول الخليج في تجاهل وضعها السياسي والاقليمي وظنت انها بدرع الجزيرة تستطيع ان تسخر لها كل الظروف فهي مخطئة، واذا ظنت انها باتفاقياتها الأمنية مع أميركا وبريطانيا تضمن بقاءها فهي ايضاً مخطئة، فها هو النظام المصري والنظام التونسي يسقطان من اول ضربة مع انهما ربيبا هذه الدول العظمى!! فما حك ظهرك مثل ظفرك.