سامي النصف

سفن العرب وجبال الجليد الخافية!

في 10/5/2010 كتبت مقالا أسميته «2011 أخطر سنوات العرب» ذكرت في بدايته ان العد التنازلي قد بدأ لدخول عام 2011 الذي قد يصبح الأخطر في تاريخ العرب على الاطلاق، وأنهيت المقال بالقول «ان لعبة الأمم ستكون على أشدها في المنطقة العربية العام المقبل والمشاركة في اللعبة ليست اختيارية بل ان الجميع لاعبون فيها رضوا أو أبوا والمنتصر في اللعبة ـ ان وجد ـ لن يحصد الجوائز بل يكفيه ان يكون قادرا على تحمل خسائرها» انتهى. السؤال: الى متى تستطيع بعض الأنظمة العربية كالحال اليوم في ليبيا واليمن وغدا في سورية والجزائر.. الخ، تحمّل خسائر الانتفاضات الشعبية؟ ومن منهم سيصمد ومن منهم سيسقط في حرب لا يمكن لهم الانتصار فيها حتى لو انتصروا، كونها قد تؤدي الى الفوضى وتفتيت دولهم وتحيلهم من حكام كل دولهم الى حكام جزء منها؟

حال بعض دولنا هذه الأيام كحال جمع من السفن تمخر عباب البحر وسط العواصف والأعاصير وجبال الجليد المنتشرة، شعر ركاب بعض تلك السفن بالحاجة لتغيير القباطنة كونهم لم يحسنوا القيادة وطال الأمد بهم، فتم عزل البعض منهم والآخرون على الطريق، ومن ثم تم الانتهاء من الشق السهل في تلك القضية التي أظهرت بديهية خافية منذ عقود وهي ان أحدا لا يستطيع حكم شعب عن طريق معادلة «أحكمكم أو أقتلكم».

مع عزل قباطنة تلك المراكب بدأ اشكال حقيقي هو الفوضى التي دبت في كابينة القيادة التي امتلأت بالركاب، فهذا يريد توجيه السفينة شمالا والآخر يمينا وثالث بدأ يحفر في قاعها من مبدأ ان عهد ما بعد الثورة على القبطان يمنح الحرية لمن يشاء ان يفعل ما يشاء، كل هذا الهرج والمرج والسفينة تسير دون هدى وسط العواصف وجبال الجليد المنتشرة، والخوف كل الخوف ان يتحول الأمر من اشكالية ماضوية تتلخص في مراكب آمنة ذات قيادات غير مرغوب فيها، الى اشكالية مستقبلية تتمحور حول قيادات مرغوب فيها في.. سفن غارقة!

آخر محطة

(1): تقول الممثلة الشهيرة إلهام شاهين ان عهد الحريات في مصر هو عهد الرئيس مبارك حيث كانت الصحف الخاصة والفضائيات والبرامج الحوارية تتسابق في نقده والتطاول عليه دون ان يمس احد بسوء، وتضيف ان العهد الحالي المسمى بعهد الحريات لا يسمح لأحد بنقده او حتى التحدث عن اي انجازات للعهد السابق!

(2): من ينتقد ادارات الصحف الحكومية والتلفزيون المصري الحكومي على انهم لم يسمحوا في السابق بنقد عهد الرئيس مبارك، يجوز سؤالهم عما اذا كان يسمح هذه الأيام بنقد ثورة 25 يناير او ابداء اي رأي مخالف فيما يخص تقييم أداء الحقبة السابقة؟!

(3): شاهدت حوارا أحزنني على قناة «المحور» المصرية، طالب البعض فيه بأن يقوم الطلبة بانتخاب مديري الجامعات وعمداء الكليات، مما سينتج عنه تدمير كامل للمستوى الأكاديمي والمهني لجامعات عريقة كجامعتي القاهرة والإسكندرية، حيث سيتنافس الأساتذة والدكاترة على منح الدرجات للطلبة (أولياء نعمتهم) لحصد المراكز الإدارية وعمادة الكليات.

احمد الصراف

اعتذار.. تصويب وتعقيب

ذكرنا في مقال سابق أن «جمعية مقومات حقوق الانسان»، التي تدار من جماعة دينية متشددة، ليست مرخصة، وقد أرسل أحد مسؤوليها رسالة إنترنت يعلمنا بأن الجمعية مرخصة منذ 1995. وقد اخبرني صديق، في تعليق له على المقال نفسه، أن ترخيص هذه الجمعية تزامن تقريبا مع الترخيص للجمعية الكويتية لحقوق الإنسان، وأن الحكومة بموافقتها على الترخيصين أرضت أكثر من طرف. كما أخبرني أن ليس هناك ما يمنع من وجود أكثر من جمعية تعمل في هذا المجال الإنساني، ولكن المهم أن تنسجم مبادئ أي منها مع مبادئ «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان»، فنحن يجب ألا نفصّل حقوقنا الإنسانية على مقاسنا.
كما كنا أيضا على خطأ عندما ذكرنا في مقال آخر أن طائرات «أباتشي» شاركت في اطلاق النار على متظاهري دوار اللؤلؤة في البحرين، حيث تبين خطأ ذلك، فمعذرة لمن «جرح» هذا الخطأ غير المقصود رقيق مشاعرهم، علما بأن من اصيبوا أو ماتوا في تلك الأيام العصيبة في البحرين الحبيبة لم يكونوا ليهتموا حقا لو كان الرصاص منطلقا من رشاش طائرة هليكوبتر أو بندقية جندي على الأرض.
كما ذكرنا في مقال ثالث أن «المدرسة الوطنية الجعفرية» لم تنل ما تستحقه من ذكر في المصادر، وأن قلة مثلا سمعت بالشاعر «الملا زين العابدين بن حسن باقر»، ما يعني أن التعتيم عليه كان لأسباب ما، وفي هذا الصدد نود توضيح التالي: أولا ورد ذكر للشاعر في الجزء الأول من كتاب «شعراء الكويت في قرنين»، الذي وضعه الشاعر خالد سعود الزيد. كما ورد ذكره في مقابلة تلفزيونية موثقة، على لسان الشيخ يوسف بن عيسى. وثق الأستاذ يعقوب يوسف الغنيم جزءا من حياة الشاعر وبعض قصائده في مدح الملك عبدالعزيز بن سعود في ديوان «كوكبة السعودية» ضمن سلسلة «مصادر تاريخ الجزيرة العربية».
كما أرسل لنا الأستاذ الغنيم كذلك كتاب «مواقع ومشاهد كويتية»، 2004، الذي بين فيه تطرقه للمدرسة الوطنية الجعفرية وانها كانت «أول مدرسة» اهلية على النمط الحديث!
***
• ملاحظة: نطالب الحكومة بتعويض الشعب الكويتي بمبلغ 100 دينار نتيجة اصابتهم بـ«ضيقة خلق»، يوم الجمعة الماضي، واضطرارهم للمكوث في البيت، بعد ان دخل الغبار خشما خشما وزنقة زنقة!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

الحرية المفترى عليها

دول وأنظمة وأحزاب وجماعات ومؤسسات وأفراد تتباهى بدعمها للحرية، حرية الكلمة وحرية الرأي وحرية التعبير!!
هذه الادعاءات أثبت الواقع كذبها، وان الحرية التي يعرفونها ويطالبون بها هي الحرية التي تتفق مع مصالحهم وتأتي على مقاسهم، أما ما عداها فهو خطوط حمراء لا يجب تجاوزها، أو أنه ثوابت لا يجوز التعدي عليها!!
ولنبدأ بالمجتمع الغربي الذي يدعم سقوط أنظمة في العالم الثالث، بحجة دعمه للحريات العامة والديموقراطية، فها هي فرنسا قبلة الحريات ونموذجها تذبح الحرية الشخصية بحجة العلمانية التي تتبناها كدستور عندما تمنع المرأة الفرنسية من لبس النقاب، وتضيّق على المحجبات في رزقهن ولقمة عيشهن!! وليت الأمر توقف عند فرنسا بل تبعتها ألمانيا وبلجيكا والنرويج وعدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني الغربي.
أما عندنا في الوطن العربي فحدث ولا حرج!! الأنظمة القومية والتقدمية ما تعرف ربها إلا لما يجيها الموت!! عندما يتحرك المارد الشعبي ويرفع صوته بالله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله.. تتسارع قرارات ومراسيم الحرية الاعلامية، وحرية تشكيل الأحزاب، والتعددية، وعدم التجديد لولاية سادسة. واذا جئنا الى الكويت وجدنا العجب العجاب!! أدعياء الحرية وحماتها هم أول من يذبحها ويدوس عليها!! عندما نكتب مقالاً عن شخصية طائفية عاثت في الأرض فساداً وآذت أهل الكويت وحكامها واحرجتهم مع الاشقاء واثبتت الأجهزة الأمنية ارتباطها بالخارج.. عندما تتحدث عن هكذا نموذج يتم التضييق عليك بحجة قانونية المقال!! وعندما يكتب زميل لك عن ملك دولة شقيقة بالنقد ويتهمه بالفساد يعتبر هذا شكلاً من أشكال احترام حرية الكلمة!!
عندما يتقدم تيار إسلامي في البرلمان باستجواب لشخصية سياسية في الحكومة يكون الاستجواب طائفياً شخصياً انتقائياً!! وعندما يتقدم تيار آخر باستجواب للشخصية نفسها يكون استجوابا مستحقاً!!
عندما يطالب الإسلاميون بتطبيق قانون اللباس المحتشم في قاعات الدراسة يعتبر هذا تعديا على الحريات الشخصية!! وعندما تتقدم طالبة للدراسة في كلية الطب يرفض طلبها اذا كانت منقبة!! عندما يطالب التيار المحافظ في الكويت بمنع البرامج التي تمتلئ بالمناظر الفاضحة والمخلة بالآداب تقوم القيامة تباكيا على الحرية واحترام الرأي الآخر، وعندما يبدي أحد المشايخ رأيه في قضية عامة في برنامج تلفزيوني يتسابقون ـــ اياهم ـــ بالمطالبة بإخراسه ومنعه من الاستمرار في الحلقة القادمة بحجة أفكاره التي يبثها وفتاواه التي يطلقها!!
بالمناسبة.. بعض المناضلين القدامى والتيار القومي آنذاك وأكثر المطالبين زورا وبهتانا بحرية الكلمة واحترام الرأي الآخر، كتب مقالاً بالأمس يعتبر الجهاد ضد اليهود والمطالبة بتحرير فلسطين خدعة!! ويطالب بمواجهة المتواجدين في ساحة التغيير ويتهمهم بالكذب على الناس في مطالبهم، عش رجبا.. تر عجبا!!

سعيد محمد سعيد

فواز الشروقي… هل افتقدت القرية؟

 

ذات يوم ليس ببعيد… كان بحارة الحد يجأرون بالشكوى مما فوجئوا به من تدمير لساحلهم ومرفئهم وتعرض أرزاقهم وأرزاق عيالهم جراء ما حل بساحل الحد العريق من مصيبة بسبب ذلك التدمير الناتج عن المشروعات القائمة هناك.

لم يكن البحارة يتمنون أكثر من أن تخصص لهم الجهات المعنية مرفأً مناسباً يطلون به على البحر، وقد حاولوا مراراً وتكراراً عرض شكواهم في الصحافة لكنهم لم يجدوا آذاناً صاغية! في تلك الفترة، كان الزميل الكاتب والأديب والشاعر المبدع فواز الشروقي قد ترك العمل في الصحافة، لكنه مع ذلك، أخذ على عاتقه أن يوصل صوتهم الى المسئولين، ووجدته يتصل بي لإجراء تحقيق صحافي لمعاناة بحارة الحد، وقبل أن أشرع في إعداد الموضوع، وجدت الزميل الشروقي وقد أجرى كل اللقاءات مع البحارة وأرسلها جاهزة للنشر… كل ذلك لأنه كان صادقاً في ايصال معاناة البحارة ولم يألُ في ذلك جهداً.

قبل أيام، كان النص الرائع للشروقي يتحدث عن جاره (أبي محمد) الذي غاب عن الوعي، وفي غمرة المشاعر الحزينة مما تشهده بلادنا من آلام، كان الشروقي يرمز الى النفس الطائفي البغيض الذي ألم بالبعض ممن يسهل اصابته بالفيروسات الطائفية بلا رادع ديني أو وطني أو انساني، وتمنى ألا يفيق (أبا محمد)، وهو البحريني ذو النفس الطيبة المحبة لكل أبناء البلد، حتى لا يصيبه الوجع القاتل لما حل بالبلاد الطيبة، بل وكان الشروقي يخاطب جاره الغائب عن الوعي بما معناه أنه اذا كان سيفيق من غيبوبته، فليكن هو مكانه… أبعد الله عنك وعن أبي محمد وعن كل أهل البحرين كل سوء ومكروه يا بو ريم.

الزميل فواز الشروقي، لم يتغير أبداً منذ أن عرفته صحافياً خريجاً متدرباً في أواخر التسعينيات، وحتى يومنا هذا، فإنني ألقي بثقل الأوجاع والآلام والهموم عليه كلما نزلت بنا نازلة، وهو كذلك يفعل، فهو وأنا نعتز بأخوتنا التي لم تتأثر برياح الطائفية التي تصر جماعات وأفراد وإعلام على بثها في المجتمع البحريني، وفي قناعتي، فإن هذا هو حال كل البحرينيين الشرفاء من الطائفتين الكريمتين الذين لا يرضون لكائن من يكون أن يدمر علاقاتهم الطيبة أياً ما كانت الأزمات والظروف، وفواز، واحد من الكتاب والأدباء الذين لا يرتضون للدعوات المذهبية التفتيتية أن ترتفع وتنال من السلم الاجتماعي.

فواز الشروقي… هل افتقدت القرية؟ لا أعتقد ذلك أبداً، فالقرية البحرينية كما هو يصرح، وهو ابن قرية بحرينية عريقة هي قرية «قلالي»، كيان أصيل يجمع أهل البلد بالحب والكرم والأخوة، حتى أنني لجأت له ذات مرة عندما كنت أحرر صفحة (القرية) استعداداً لكتابة ريبورتاج خاص عن قرية «قلالي» فتحدثت معه وأسعدني كثيراً حينما طلب مني الاتصال بوالده الكريم الذي ملأ مسامعي كلاماً طيباً عن تاريخ قريته الجميلة، وعن علاقات أهالي القرى وتحابهم، وذلك الكلام الطيب ينم عن خلق ديني وبحريني أصيل لا يخلط الحابل بالنابل، ولا يستغل الظروف ليثير النعرات الطائفية بين الناس.

كنت من الناس الذين يحرصون على حضور لقاء في منزل الحاج ميرزا المحاري، والد الزميل جميل ميرزا، في قرية القدم ثاني أيام كل عيد سعيد، وكان فواز معي ومعنا غيرنا من أبناء الطائفتين الكريمتين… فهذه اللقاءات في حقيقتها هي الحصن القوي والصرح الشامخ في وجه كل الأفكار الطائفية أياً كان مصدرها… وعلى أي حال، فإن الكثير من المجتمعات العربية اليوم ستشهد حركات وانتفاضات ولن يسلم منها أي بلد، لكن الخطر كل الخطر، أن يخضع الناس لطائفية الدول ودول الطائفية لينالوا من بعضهم البعض.

فواز… أتذكر أنك قلت لي قبل أيام، أن ما يحدث في البحرين لا يجب أن يدمر المشاعر الأخوية والأسرة الطيبة بين أبناء الطائفتين الكريمتين، وأننا في حاجة إلى أن نضمد الجراح، ونحن قادرون على ذلك، وأصدقك القول يا (بوريم)… أنا معك، ولاشك أن الآلاف من البحرينيين معنا.

وسيبقى شعارنا الحقيقي: «إخوان سنة وشيعة… هذا الوطن ما نبيعه»

سامي النصف

الملكيات الدستورية والحكومات الشعبية

بعد مطالبات تغيير الدوائر الى خمس التي تسببت في تفشي الطائفية والقبلية والفئوية وشراء الأصوات بشكل غير مسبوق، ومنع النزهاء والأكفاء والأمناء من الترشح بسبب ضخامة الكلفة المالية التي تسببت في دخول الأموال الخارجية لدعم بعض المرشحين، بدأنا نسمع بمطالبات مدمرة أخرى بالتحول الى الملكيات الدستورية والحكومات الشعبية والأحزاب والدائرة الواحدة وجميعها يُقصد منها القفز من معلوم الى مجهول (قمة قلة الحكمة) واستبدال أمننا بالخوف ووحدتنا الوطنية بالتشرذم والتناحر.

والملكيات الدستورية قامت في أوروبا لظروف غير ظروفنا، فأسرهم الحاكمة قدمت من دول أخرى فهم في الأغلب غرباء على الدول التي يحكمونها، وأعدادهم لا تزيد على رقم أحادي لا يضير معه ان حرم من الممارسة السياسية، بينما الوضع مختلف تماما في الخليج، حيث أنشأت الأسر الحاكمة الدول، وأعدادها كبيرة ومن ثم لا يجوز عزلها عبر منعها من الترشح للبرلمان ومن دخول الحكومة التي ستشكلها الأحزاب الفائزة ومن ثم يعلم من يتقدم بهذه المطالب في الخليج انه يتقدم بطلب استحالة يقصد منه البلبلة والفوضى اضافة الى حقيقة ان الملكيات الدستورية الشبيهة بالملكية البريطانية قد جربت في مصر والعراق والأردن وليبيا ولم تنفع حيث تدخّل ملوك تلك الدول في العمل السياسي رغم ملكياتهم الدستورية نظرا لفارق الثقافة السائدة في المنطقة عنها في أوروبا.

أما ما يخص «الحكومات الشعبية» فلم يرتد العرب عن الحكم الديموقراطي في مصر والعراق وغيرهما إلا بسبب تلك الحكومات الشعبية التي كانت تشتهر بـ «الاستباحة» حيث يقوم الحزب الفائز باستباحة الوظائف والأموال العامة لمصلحة منضويه وطاردا منافسيه، وهو أمر شهدنا مثيلاً له بالكويت عندما تسلم بعض الوزراء الشعبيين مقاليد الوزارات، ولنا ان نتصور ما سيحدث عندما تسلم جميع الوزارات ومعها الميزانية العامة للدولة لحزب الأغلبية!

الأكيد سيبيت نصف الكويتيين في الشارع ولن يبقى في الخزينة فلسا أحمر ومن يحزن هذه الأيام على التجاوزات المرفوضة على «بعض» المال العام سيبكي دما في الغد عندما يتم التجاوز جهارا نهارا على «كل» المال العام حتى لا يبقى منه شيء.

أما «الحزبية» فقد ثبت فشلها الذريع في منطقتنا، ولا يجوز ان يجرب المجرب، كما ان نظام الدائرة الواحدة غير معمول به في جميع الديموقراطيات المتقدمة والعاقلة، وقد جرّب نظام القوائم النسبية في العراق الشقيق فلم ينتج عنه القضاء على الفئوية والطائفية بل جذّرها وتسبب في خلق فرق الموت والتفجيرات بعد ان شعر البعض بالاقصاء وان تمثيلهم ليس إلا تمثيلا شكليا يتم من خلاله إلحاق الإمعات بالقوائم التي تشكلها التجمعات والطوائف الكبرى، ان نظام «الدوائر» خلق لضمان تمثيل «جميع» شرائح المجتمع وهو ما لا يحققه نظام الدائرة الواحدة الكفيل بتدمير الكويت تدميرا شاملا.

آخر محطة

(1): المطالبة بجمهورية اسلامية في البحرين او حتى حكومة اسلامية شعبية لا فرق موالية لإحدى دول المنطقة، يعني تحول الوضع الاقتصادي الحالي الى ما هو أسوأ بمئات المرات، فالبحرين جزيرة صحراوية صغيرة لا موارد طبيعية فيها، بل يقوم اقتصادها على وجود الشركات والبنوك الغربية والعالمية، ودعم الدول الخليجية الشقيقة (مشروع مارشال الخليجي) وجميعها أمور ستتوقف فيما لو تم تحقيق المطالب الثورية المقدمة، وحسنا فعل الرئيس جاسم الخرافي برفضه الحديث مع الوفد البحريني الزائر عن بعض المطالب المدمرة، وكم من يوم بكيت منه فلما أصبحت في غيره بكيت عليه..

(2) مما هو مثبت تاريخيا رغبة صدام في اجتياح المنطقة الشرقية للسعودية والبحرين وغيرها من الدول الخليجية وعدم الاكتفاء بابتلاع الكويت، لذا فالامتنان للموقف التاريخي السعودي عام 1990 الذي أوقف زحف الطاغية، يجب ألا يتوقف عند الكويت بل ان يمتد لمواطني الدول الخليجية الأخرى، وعيب ما قيل بحق الجارة والشقيقة الكبرى السعودية وقيادتها.

احمد الصراف

شعب يستحق العيش

قامت مؤسسة استقصاء قبل سنوات بتوجيه سؤال لعدد من المواطنين الأميركيين عن الجهة التي سيقومون بالاتصال بها هاتفيا، في حال حدوث كارثة أمامهم تمنعهم من التحرك، وان ليس في امكانهم اجراء غير مكالمة هاتفية واحدة، وكانت اجاباتهم جميعاً تقريباً انهم سيقومون بالاتصال بأسرهم! وعند توجيه السوال نفسه لعدد مماثل من اليابانيين اجاب الغالبية بانهم سيقومون بالاتصال برئيس عملهم وسؤاله عما يجب القيام به!
وعندما ضرب الزلزال المرعب الأخير السواحل اليابانية، وما رافقه من تسونامي هائل وتسرب نووي مخيف، اضطررت، على غير عادتي، لمشاهدة التلفزيون بكثافة، ومراقبة ورصد ردود فعل هذا الشعب العظيم، والذي كان له الدور الكبير، الذي يجب ألا ينسى في تحريرنا، ولفت نظري عدم رصد وسائل الاعلام لأية حالات نهب وسلب، كالتي شهدتها مدن اميركية وقت اعصار «كاترينا»، كما لاحظت من ردود اليابانيين على أسئلة مراسلي القنوات الفضائية مدى اتسامهم بالهدوء ودقة اتباعهم لتعليمات السلطات وسيطرتهم على مشاعر الذعر والهلع، كما كان لافتاً اهتمامهم الكبير بمن كانوا يعملون معهم أو تحت امرتهم، وما أبدوه من قلق يتسم بوقار شديد، لمصير من فقدوا من أهل، وقلقهم التالي على زملاء العمل وشركائهم، كما شاهدت أكثر من مشهد مؤثر لرجال أعمال التقى أحدهم بعامل يعمل لديه، فاغرورقت أعينهم بالدموع فرحاً، وكيف تعانق آخر مع زميل له في الشركة نفسها وكأنهما اخوين لم يلتقيا منذ سنوات، وكيف ابدى أكثر مر رجل أعمال قلقه على مصير موظفي شركته التي جرفت السيول مصنعه وساوته بالأرض، وما قاله من انه يستطيع العودة لنشاطه السابق بموظفيه وعماله وليس بالمباني والمعدات، وقد بينت لي كل هذه الحوادث الصغيرة، والكبيرة في معانيها، مدى عظمة الياباني وولائه لمكان عمله، مالكا أو عاملاً، وهو الولاء النابع من ولائهم لوطنهم.
ان هذا الشعب الذي عانى الكثير في تاريخه الحديث من الكوارث وابادة شبه جماعية في الحرب العالمية الثانية، عندما القيت على مدنه قنبلتان نوويتان تسببتا في مقتل وتشويه ابدي لمئات الآلاف، والذي أصبح بعدها أكثر ميلا للسلام العالمي، ومحبا للحرية، والذي يمنعه دستوره من المشاركة في اية عمليات حربية خارج ترابه، أصبح في فترة قياسية ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، على الرغم من افتقاره لكل الموارد والثروات الا العنصر البشري، وكما خرج من تحت رماد هيروشيما وناكازاكي شامخاً، سيرتفع من خلال انقاض الزلزال والكارثة النووية والتسونامي اقوى مما كان، ولكن هذا لا يعني انه لا يحتاج لنا، وعلينا جميعاً ان نمد له يد العون من خلال الحملة الوطنية لمساعدة الشعب الياباني.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

لو

وتعالوا نضع «لو» قبل كل جملة ونتخيل النتيجة بعد أن نستأذن خبراء اللغة العربية في تركيبة «جواب الشرط»:

• لو كان الشيخ أحمد الفهد وزيراً في أستراليا لأقام مهرجان «مزاين الكنغر» كي يستغفل قبائل أستراليا.

• ولو كان الفهد وزيراً في أستراليا لهاجر خلفه النائب عادل الصرعاوي كي يستجوبه هناك.

• لو نجحت الحركات الشبابية والتيارات السياسية في إقالة الحكومة لطالبتُ بعودة الحكومة كي أجد أحداً أنتقده فلا ينقطع رزقي.

• لو أن ناشر هذه الجريدة الزميل محمد الصقر لا «يفتح دبّة» مقالاتي ويضع المرآة تحت سيارتها ويفتش أدراجها قبل النشر لارتفع سقفي إلى السماء الثالثة، ولما استطعت حصر القضايا التي سيرفعها علي الخيّرون من أبناء هذه الأمة المجيدة.

• لو كنت وزيراً للتربية – لا قدر الله – لأمرت بأن تكون مواد «شعر الغزل» و»الموسيقى» و»قراءة الروايات» مواد أساسية كي أقضي على الطائفية البغيضة والعنصرية المقيتة.

• لو لم أكن كاتباً لكنت مطرباً يشار إليه بالطماطم والشتائم. فأصدقاء السوء يمتدحون حنجرتي وحبالها الصوتية لكنهم يمقتون أذني ويحلفون بالطلاق أنها ليست موسيقية. لا أعلم، لكنني إذا صفّقت بيديّ طرباً في السهرة لخبطت المصفقين وأبكيت العازفين.

• لو تمكن النائب «الحقاني» علي الراشد من الحصول على كرسي رئاسة البرلمان لهربت إلى بوركينا فاسو ومنها إلى «تعز» حيث مسقط رأس الأجداد في غابر الأزمان.

• لو سألني أحد عن عدد النائبات في البرلمان لأجبته على الفور: «ثلاث، والرابعة أخشن من التمساح»، أقصد د. أسيل العوضي! معلش دكتورة تعالي على نفسج شوية كي لا تتساقط القضايا على رأسي.

• لو قرأ النظام السوري تاريخ الاحتلال العثماني لبلاده لأدرك أن «درعا» هي موطن الثوار، ولانتبه إلى ذلك منذ البداية.

• لو كنت من أهل «درعا» لأقمت تمثالاً للقائد التركي العظيم «مصطفى أتاتورك»، الذي أرسلته القيادة، «الباب العالي»، وكان برتبة متوسطة، لدعم الجيش العثماني ضد ثورة أهل «درعا»، فشاهدَ أتاتورك الجيش العثماني يستعد لإحراق المدينة كاملة بأطفالها ونسائها بعد اختباء الثوار، فرفع مسدسه على رأس القائد وأوقف التنفيذ.

• لو كنت مكان إدارة مستشفى الأحمدي لأكملت «جميلي» وأطلقت الرصاص على آباء متقاعدي شركات النفط وأمهاتهم، فالقرار الذي صدر أخيراً بمنع علاج آباء المتقاعدين «ما يبرّد الكبد».

• لو كشفت لنا الحكومة أسماء تجار الأغذية الفاسدة فسنعرف مباشرة أسماء تجار الألعاب النارية التي كدّست الأطفال في مستشفى البابطين للحروق (قوموا بزيارة للمستشفى وشاهدوا بأنفسكم وجوه الأطفال ومناظر عيونهم المحترقة واستمتعوا ببكاء ذويهم، وارفعوا أيديكم بالدعاء للحكومة أو عليها).

• وختامها مع الخالد نزار قباني: «لو أني أعرف أن الحب خطيرٌ جداً ما أحببت… لو أني أعرف أن البحر عميقٌ جداً ما أبحرت… لو أني أعرف خاتمتي ما كنت بدأت…».

حسن العيسى

حكومة أم الريش

كتبت مقالاً أمس الأول بعنوان «سكتوا والله يرحم والديكم» ولم أكن أتصور أن حكومتنا بهذه الدرجة من الخفة، فقد أثبتت بجلاء أنها ريشة بمهب الريح، فكانت حكيمة وواعية في قرارها السابق وأرسلت إلى البحرين بعثة طبية من أطباء وممرضين وممرضات وأدوية بدلاً من الضباط والجنود وطلقات الرصاص، إلّا أن البعثة عادت بسرعة ولم نسمع توضيحاً لذلك، لا من حكومة البحرين ولا من حكومة «الريش» الكويتية! ثم فجأة ومن جديد وبعد أن هدد نواب تورا بورا رئيس الحكومة بالاستجواب، وكذلك بعد إعلان الموقف المشرف للتكتل الشعبي برفض إدراج بند عدم إرسال العساكر إلى البحرين كما طلب النائب خالد السلطان في محاور استجوابهم القادم لرئيس الحكومة، قررت حكومة الريش بحركة كوميدية مباغتة إرسال قوة عسكرية بحرية إلى البحرين! أدرك أنها (قوة الحداقة) لن تقدم ولن تؤخر في أحداث البحرين، وربما كان إرسال الطراد العسكري الكويتي إلى الشواطئ البحرينية إن لم يكن بغرض التزحلق «سيكينج» للسابحين هناك فقد يكون عملاً رمزياً (ربما) أو يهدف إلى ترويع الأساطيل الإيرانية! لا يهم الآن نبش صدر الحكومة لمعرفة حقيقة الهدف الباعث لإرسال أسطول «الحداقة» إلى البحرين، فالبحرين ليست في حاجة بأي حال إلى قواتنا العسكرية، ما يهم حقيقة هذا التردد وتلك الخفة في قرارات حكومة الريش التي غرقت في شبر ماء.

المسألة تخصنا هنا بالكويت، وليست هي قضية إرسال عساكر من عدمه إلى دولة من دول التعاون حسب تفاهمات «درع الجزيرة» المسألة تخصنا الآن لأنها تصب الزيت على النار، فكثيرون في مجتمعنا الكويتي يتسلحون بالهوية الطائفية أو القبلية، ويتلمسون أي مناسبة لفزعات العصبيات، وكانت مظاهرات الشعب البحريني فرصة ذهبية لهذه الجماعات لتصفية حساباتهم وكشف كراهيتهم وعنصريتهم للآخرين. الآخرون طبعاً ليسوا غير «شيعة» الكويت فهؤلاء الشيعة الذين رفعوا رقابهم قليلاً ليروا ويتحدثوا عبر نافذة الإعلام الحر عما يجري في البحرين يجب عدهم عند أمراء أهل السنة والجماعة على أنهم خارجون على الملة، وهم مخالب للقط الإيراني وأطماعه في دول الخليج. وأيا كانت حقيقة المواقف الإيرانية فإن العواطف المذهبية هنا غيبت الرؤية الحقيقية الواعية لكل ما يجري في المنطقة. وطبعاً سنجد ردود الفعل الطبيعية عند الشيعة الكويتيين بعد أن تم حشرهم في زاوية «إن لم تكن معي فأنت ضدي» و»إذا كنت لا تؤيد إرسال قوات إلى البحرين… فأنت غير وطني، وربما عميل».

وهكذا بثت في الأجواء فيروسات العنصرية المذهبية والابتزازات الفجة والطعن في وطنية وانتماءات الغير… ويبدأ معها العد التنازلي لتفجير المجتمع الكويتي من جوفه ومن أعماق الأصولية التي ليست في مجملها غير ضحالة فكرية وجهالة إنسانية.

في مثل تلك الظروف كان يفترض أن تظهر الحكومة صرامة في مواقفها السياسية وتحسم أمورها حين يكون الحديث عن الوحدة الوطنية، وذلك برفض أي ابتزازات من بعض النواب أو الدعاة على كلا الجانبين السني والشيعي، والجانب الأول (السني الأصولي) له حصة الأسد في المراهقة السياسية والتكسب من صولات وجولات العصبية المذهبية… لكن للأسف لم تستقر الحكومة على حال، وتأرجحت قراراتها بالصعود والنزول حسب نفخات وليد الطبطبائي ومحمد هايف وبقية الجوقة على الجمر الطائفي… أليست هذه حكومة الريش أم ماذا تكون…؟

احمد الصراف

شكرا لك يا سيدتي

سيدتي، اعذري تقصيري في عدم التقاط اسمك، عندما أخبروني به، ونحن في ذلك المكان الصاخب، وشكرا لسماحك لي بتقبيل يدك امتنانا لما أدخلته من سرور على قلبي بقليل كلماتك!
عملت في مصرف، موظفا ومديرا وعضوا في مجلس الإدارة، قضيت غالبية الفترة في إقراض الشركات والأفراد، وكنت أجد أمارات الرضا، وأحيانا الامتنان، في عيون زبائني كلما التقيت بهم. مرت السنون وتركت البنك واتجهت للعمل الحر وهواية الكتابة الصحفية التي جرفتني إلى آفاق جديدة، وأصبحت أتلقى قدرا أكبر من الشتائم المبطنة والسباب العلني والتهجم الشخصي، ولكن آثارها كانت سرعان ما تختفي عند سماع كلمة جميلة من قارئ وتحية اجمل من قارئة، وكيف أن صباحهم لا يعني الكثير إن لم يبدأوه بقراءة المقال مع فنجان قهوة أو «سحبة نَفَس» سيجارة.. كلمات قليلة تقال بعيون تلمع محبة أصبحت تنسيني كل مشاعر التعب واليأس، وتزيد بمراحل عن كلمات الشكر التي كنت أتلقاها أثناء عملي المصرفي. فشكرا لك يا سيدتي على إدخال الفرح لقلبي في تلك الليلة ودفعي للاستمرار في الرقص دون تعب مع شريكة دربي، ضاربا عرض حائط ذلك البيت الجميل، بكل الآراء السلبية من حولي، وبكل ذلك التعصّب المذهبي الذي أعمى العيون، وبكل ذلك العنف في التعامل الذي نتج عن عمى القلوب، والذي دفعني مرات، بيني وبين نفسي، للتفكير في التوقف عن الكتابة بعد أن فشلت من التحذير من التطرف الديني والغلو في معاملة الآخر، وبعد أن ذهبت سدى دعواتي إلى التسامح، وبعد أن أصبح أكثر الناس تساهلا يلومني على انتقاداتي على الجمعيات الدينية وعلى نفاق بعض رجال الدين المتطرفين، وسرقات لجانهم الخيرية واحتيالهم في جمع الأموال، وان على الكتابة ونقد «جماعتي»! وكنت أقول لهم إنهم مخطئون، فلم أقصر مع أحد، وأن لا خطر كبيرا من هؤلاء في الوقت الحاضر، ولكنهم سيصبحون كذلك إن زاد الضغط والحصار عليهم، وعندما جاء هذا الوقت أصبح لهذا الفريق عجيب وغريب ثوابته بعد أن عجزنا عن رفض سخيف ثوابت من سبقه!
شكرا لك يا سيدتي على التفاتتك الجميلة في تلك الليلة، وما تسببت به، من غير أن تعلمي، في إصراري على الاستمرار في طريقي، ووقف قرار نقل القلم من كتف المقال إلى كتف الكتاب، ولو إلى حين.
ملاحظة: لا تقل لي ما هو معتقدك أو طائفتك، بل قل كيف تنظر إلي وتعاملني من خلالها!

أحمد الصراف

سامي النصف

أوديسا الماضية وأوديسا الحاضرة

على دفة قيادة سفينة الكويت هذه الأيام نوخذة ماهر أمضى ما يقارب نصف القرن في معترك السياسة الدولية والإقليمية، ويعلم طرقها ومسالكها بشكل لا يعلمه الآخرون من نواب وكُتاب على سبيل المثال، نرجو ألا ندخل إستراتيجيات بلدنا الكبرى في مناكفاتنا الصغرى، ولا يحتاج أحد إلا فرد خارطة المنطقة أمامه ليرى حساسية الموقع وعدم جدوى سياسة حرق الأخضر واليابس أو مبدأ هدم المعبد على رؤوس الجميع، فأمورنا جدها جد وهزلها جد كذلك، ولا تحتمل اللعب الانفعالي بها.

***

البحرين بمثابة العين والسعودية جارة لا نستطيع أن نوفي قيادتها وشعبها حقهم من الثناء والشكر، مستذكرين مقولة الملك فهد، رحمه الله «تعود الكويت او تذهب السعودية معها»، وإيران جارة مسلمة لم نر منها أو من رعاياها إلا كل خير، لذا لا مصلحة لنا على الإطلاق في أن نسيء لعلاقاتنا بأي من تلك الدول المهمة في المنطقة والعالم، والدور الأفضل للإقليم ان تكون الكويت ملتقى للأشقاء والفرقاء ومكانا يخفف الكراهية والبغضاء، فقد شبعت منطقتنا حتى الارتواء من قضايا الاختلاف والاحتراب المتواصلة.

***

ما حدث خلال الأيام الماضية في الكويت، أخطاء تصحح بأخطاء لا تقل عنها شناعة وبشاعة، فتوزيع الاتهامات يمينا وشمالا أمر مرفوض، والإساءة لجيران الكويت لأسباب انتخابية أمر مرفوض، والتدخل في شؤون الدول الأخرى تحريضا وتأجيجا أمر مرفوض، واستغلال المناسبات للعودة للاستجوابات أمر مرفوض، واستقصاد المسؤولين على الهوية لا القضية أمر مرفوض، والقائمة تطول وتطول ليدفع بلدنا ثمن القائمة من استقراره السياسي ونموه الاقتصادي.

***

الكويت ولادة، فوسط الإحباط ومعارك السياسة والهواء الساخن التي لا تنتهي، تسطع إضاءات وإنجازات كويتية باهرة كفوز د.فايزة الخرافي بجائزة لوريال يونسكو للنساء والعلوم لعام 2011 وهي جائزة علمية رفيعة، واختيار د.رولا دشتي من قبل مجلة نيوزويك ضمن افضل 150 شخصية نسائية في العالم، وحصد النائب الفاضل علي الدقباسي لمنصب رئيس البرلمان العربي خلفا للقيادة القذافية السابقة.

***

آخر محطة: (1) تم إطلاق تسمية فجر «أوديسا» على الحملة العسكرية الحالية على ليبيا، وللعلم «أوديسا» هو مسمى عملية مخابراتية ضخمة تمت مع قرب انتهاء الحرب العالمية الثانية وقام الغرب خلالها بتوفير وسائل الهرب والملجأ لقيادات ألمانية كبرى (يقال ان منها هتلر!) عبر الادعاء بموتهم وقتلهم في وقت سهل فيه وصولهم بأسماء مستعارة للعديد من دول أميركا اللاتينية، فهل أوديسا الحالية هي تمهيد لإخراج العقيد؟! نرجو ذلك.

(2) الاعتداء على د.البرادعي أمام وسائل الإعلام يقصد منه القتل السياسي له لصالح أحد منافسيه، فكيف يدافع عن مصر من لا يستطيع الدفاع عن نفسه؟!

في عام 54 تم الاعتداء على د.السنهوري كي لا يرشح نفسه أمام عبدالناصر والأرجح ان الاعتداءين يقف خلفهما فكر غوبلزي ـ هيكلي واحد.