حسن العيسى

سكتوا الله يرحم والديكم

ياليت حماة أهل السنة والجماعة في البرلمان الكويتي يكونون على مستوى المسؤولية السياسية، وقبلها على مستوى المسؤولية الأخلاقية، ويكفون ويكفوننا عنترياتهم وبطولاتهم لسحق الإنسان البحريني أولاً وفتل عضلاتهم على شيعة الكويت ثانياً. نعرف أنهم (شيعتنا) أقلية ولا يبلغوكم بسلطات وميزات الأكثرية المتعجرفة الذين هم أنتم و»ماكو» غيركم، لكن تواضعوا يا عناترة المجلس، ومرة ثانية وثالثة قولوا خيراً أو اصمتوا. إذا كان سمو الأمير هو من قال الكلمة الحازمة الواعية برفض الكويت إرسال قوات أمنية إلى البحرين فله تحية العقل  ورجاحة المنطق، وإذا كان ذلك قراراً حكومياً اتخذ قبل وصول سموه من السفر فللحكومة أيضاً تحية، لكن بالتأكيد للأمير بصمته مستندة إلى أسس المصلحة الوطنية الأكيدة وثابتة على رؤية سياسة عميقة يتعمد مراهقو العصبيات الأصولية التعامي عنها.
 سمو الأمير أبدى استعداده للتوسط وحل العقدة البحرينية، وكم أدمت هذه العقدة أهل البحرين شيعتهم وسنتهم، مجرد هذا الموقف الحصيف من سموه يراه أي عاقل أنه أفضل وخير مئات المرات من إرسال قوات عسكرية ستسكب الملح على الجرح البحريني، وستفتح أبواب الفتنة الطائفية في الدولة الكويتية، فهل أنتم يا مشايخ المجلس تنشدون الفتن أم أن عصبياتكم المذهبية قد أعمت بصيرتكم فلم تروا أمن مستقبل وطنكم؟ أم أن المسألة كلها محاولة إذلال الآخرين من مواطني الدولة وهم إخواننا الشيعة كي يعملوا حسابكم ويتقبلوا فروضكم، مذعنين لإرهاب عصيكم!
 تصريحاتكم معيبة وسيئة وتنضح بالروح الفاشية لا بارك الله فيها. أملنا اليوم الذي تقف فيه دولنا العربية على مفترق الطرق ويواجه العالم العربي ثورات وتقلبات كبيرة قد تنتهي في يوم قادم إلى عالم الحرية والكرامة، أملنا في نواب الأمة أن يكونوا صمام الأمان للدولة؛ وأن يفتحوا عيونهم جيداً على التغيرات التي تعصف بنا لا أن يكونوا طلاب فتن وقناصة فرص عروض سياسية طائفية، «سكتوا الله يرحم والديكم».

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

احمد الصراف

الديموقراطية لا تكفي

أعلنت «جمعية مقومات حقوق الإنسان»، وهي جمعية غير مرخصة، أنها أعدت مشروع قانون لتأسيس هيئة مستقلة بحقوق الإنسان. وقال أحد مسؤوليها الملتزمين، إن بنود مشروع قانونهم تمت صياغتها وفق معايير الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وانه سيقدم للبرلمان لإقراره انطلاقاً من رغبتهم في حماية حقوق الإنسان! ونحن هنا نعتقد أن هدفهم من المشروع السيطرة على «جمعية حقوق الإنسان» والتحكم بقضايا الإنسان من خلال منظورهم المتخلف وضمن أطر مقومات القرون الوسطى، فمن يقرأ ويتمعن في معايير وأحكام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يجد أن ما ينادي به مسؤول «جمعية المقومات» يبدو مضحكا ومخيفا في الوقت نفسه. فبالرغم من كل ضربات «عودة الوعي» التي اصابت المنطقة اخيرا، فإن هؤلاء ما زالوا يعيشون، كما يبدو، في عالم آخر، ففكرهم مخالف لأهم بنود الإعلان العالمي، وخاصة تلك التي تتعلق بالحقوق السياسية والقول والمعتقد والمرأة، وإن نجحوا في تحييد هذه البنود، كما ينوون، فما الذي سيتبقى من الإعلان العالمي؟
ومن جهة اخرى، فإن مطالبات البعض بضرورة تطبيق الديموقراطية في دولنا، في خطوة لاحتواء الاضطرابات والاضرابات، قد لا تعني الكثير في نهاية الأمر إن لم يصاحب ذلك تقيد بكامل مبادئ الإعلان العالمي، فالديموقراطية بغيرها لا تعني الكثير، فسوء حال حقوق المرأة بشكل عام، في غالبية الدول العربية والإسلامية، عدا استثناء أو آخر، لا يعود الى افتقادها الديموقراطية فقط، بل الى عدم إيمانها المبدئي بحقوق الإنسان، وبالتالي فإن أي ديموقراطية ينص دستورها على حرية المعتقد، ولا تسمح مثلا لطائفة مسالمة كالبهرة بإنشاء مسجد لهم، ليست بديموقراطية حقيقية! وما يقال من أن البرلمان، أو مجلس الشعب، سيد قراراته لا يعني شيئا، فقرارات المجلس إن خالفت مبادئ حقوق الإنسان لا تعني شيئا!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

بشاعة الجريمة… حين يصبح علم بلادنا تهمة!

 

ليس من اللازم أن نصف التشكيك في انتماء المواطن لبلده وولائه بأنهم شراذم! وأنهم، سواء كانوا جماعات أم أفراداً، إنما هم مجرمون يرتكبون أبشع الجرائم وأفظعها حين يشعلون فتيل الفتنة، ويرفعون شعارات دموية للنيل من انتماء طائفة كبيرة ويدعون عليها بالويل والثبور والإبادة… والحال ذاته، ينطبق على الطرف الآخر، الذي ينال من أبناء الطائفة الأخرى، والنتيجة… أيّاً كان الطرف المصر على ممارسة سلوك تفتيت أبناء المجتمع فهو يرتكب جريمة في حق الوطن والمواطنين حتى وإن استهان بها وشجعه عليها آخرون.

شعار كاذب فاحذروه!

هناك مفارقة عجيبة لدى أنصار همجية التشكيك! فهم كانوا يهاجمون كل تجمع أو مسيرة أو اعتصام أو تظاهرة لا تحمل علم البحرين! وكانوا يرفعون أصواتهم في خطبهم وتصريحاتهم الصحافية المقولبة، وفي مقالاتهم وأعمدتهم الراقصة على «الوحدة ونص» بالاستنكار لعدم وجود علم البحرين فيما هناك أعلام أخرى من هنا وهناك!

حسناً، الحق معهم، لكن، لا يمكن أن يكون الحق مع أي من يتقولب هو الآخر على ظهره وبطنه وفق هواه وطائفيته ونفسه غير الطيبة على طول الخط فالنوايا الخبيثة تنكشف! وإلا، هل من المعقول أن يكون شغلهم الشاغل وغضبهم الظاهر هو «استنكار» حمل المشاركين في الاعتصامات والتظاهرات والفعاليات الوطنية لعلم البحرين بمكانته الكبيرة السامية في قلوب المواطنين، والادعاء بأنها لعبة وعمل غير صالح؟ والأمر ذاته انطبق على شعار: «إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه»، فقد امتلأت رؤوس الكثير من الناس الذين لديهم قابلية سريعة للإصابة بفيروس الطائفية بأن هذا الشعار ما هو إلا شعار مخادع كاذب فاحذروه!

على أي حال، لا يمكن قبول المشاهد المؤسفة المفجعة التي شاهدناها على مدى الأيام الماضية، وربما، وهذا ما لا يتمناه أي بحريني بل ولا أي مقيم شريف يحب البحرين وأهلها… أن يتعرض للضرب المبرح والإهانات والبصق والركل والطعن أي مواطن لأنه يحمل علم بلاده، أو تنفتح لدى البعض «محاكم التفتيش» المخزية ليحاكم ضمائر الناس وما في قلوبهم، بل ويصدر حكماً على هذا الشاب لأنه يحمل العلم صادقاً مصدقاً وله كل الاحترام، ويصدر حكماً على آخر التعذيب حتى إسالة الدماء لأنه غير صادق وغير مصدق في حمله لعلم البحرين.

لا بأس، سيتوالى القول من البعض، من أصحاب الطرف المشكك في انتماء المواطنين، وبالتالي المشكك في صدق النوايا، وبالتالي… يعقد محاكم تفتيشه ليقول: «نعم هم كذلك… أنتم كذلك، لستم صادقين؟»… لكن، رغماً عن أنفه وأنف أمثاله، فإن كل مواطن رفع علم البحرين عالياً، أو وضعه على صدره، أو رسمه على منزله أو لصقه على سيارته، فهو إنما يعبر عن حب حقيقي لوطن غال ولتراب غال ولجذور ضاربة في التاريخ، لعراقة شعب لا يمكن تفكيكه بالحملات الطائفية وعصابات التشكيك في الولاء والانتماء، وعصابات الرعب والموت الذين يضع البعض لهم المبررات بناءً على الأخطاء التي وقعت هنا وهناك، وكأن القول بأن هناك أخطاء أو ممارسات مخالفة للقانون، تلزم إرسال شراذم الرعب والخسة.

بعد كل ما تقدم، وهو مؤلم مؤسف دون شك، سيتكرر الحديث بيننا جميعاً حول ما ننعم به من تلاحم ومحبة بين الطائفتين الكريمتين اللتين يظللهما هذا العلم، وليس من حق أي طرف، كائن من يكون ومن أي جهة وبقعة جاء، أن يوزع الولاءات ويصدر صكوك البراءة والإساءة، إنما هو سلوك حيواني سيئ يريد صاحبه أن يصب جام غضبه على عنوان كبير اسمه: «النسيج الاجتماعي»… ولعلني من الناس الذين تأثروا كثيراً بكتاب الأديب البحريني الرائع حمد محمد النعيمي: «مصياف أهل البحرين»، وله الشكر الجزيل لأنه ساهم مساهمة كبيرة في أن يزرع في نفوس أهل البحرين تلك الصور الجميلة لرحلات المقيض بين السنة والشيعة، فكم نحتاج إلى هذه الروعة من الخطاب البحريني الأصيل من المؤرخين والفنانين بل ومن الخطباء والمشايخ والمسئولين بدلاً من التلويح بالسيوف والكراهية!

وكم نحن في حاجة إلى أن يتعافى الإعلام الرسمي من مرضه العضال فينهض ليتخلص من وهنه ومرضه فيبدأ في مخاطبة ضميره وضمير كل مواطن بحريني أصيل شريف يحب بلاده… ليس هنالك من شك في صدق سريرة أهل البحرين الكرام، وصدق السريرة هذه هي التي تكشف «غيرنا» ممن يشعر بالسرور والسعادة وهو يرى بحرينياً يطرح أرضاً لتنال منه الأخشاب والأحذية والضربات الدامية… بتهمة حمل علم البحرين