سامي النصف

ما الذي يجري في الشرق الأوسط؟!

ما الذي يجري في منطقة الشرق الأوسط؟!

٭ بكل بساطة إعادة ترسيم خرائط وتشطير وتفتيت في المنطقة تحت شعارات براقة ودماء هراقة.

هل انتهى كل شيء فيما نرى ونسمع ووصلت الامور الى خواتيمها؟

٭ بالقطع لا، فنحن مازلنا في بداية الطريق لا نهايته، وما سفك من دماء هو قطرة من بحر الدم القادم.

من الرابحون ومن الخاسرون فيما يجري؟

٭ الرابحون هم الدول غير العربية في المنطقة مما سيصبح حال البعض منها كحال الباب العالي في الماضي لا يُتخذ قرار دون المرور بعاصمته، والخاسرون هم الدول العربية الثوري منها والمحافظ.. لا فرق!

ما الموقف الانسب في التعامل الكويتي مع الحالة البحرينية؟

٭ الموقف الصائب هو تحولنا من «طرف» في الحدث البحريني الى «وسيط» فاعل لإطفاء النيران هناك، الموقف الخاطئ هو محاولة بعض النواب والكتاب التخندق والتأجيج ونقل الحالة الخطرة من هناك الى هنا، والوقوف مع المعارضة ضد الحكومة أو مع الحكومة ضد المعارضة في البحرين العزيزة على قلوبنا جميعا.

ما الذي يحدث في ليبيا؟

٭ بكل بساطة.. يستكمل القذافي مسار شقيقيه صدام والبشير القائم على قمع شعوبهما وإشعال الحرب الأهلية في بلديهما كي ينتهي الامر بحالات تقسيم وتشطير وتفتيت وصوملة باتت واضحة للعيان في ليبيا التي انقسمت الى رايتين وعلمين وبلدين عاصمتاهما طرابلس وبنغازي.. والقادم أعظم.

ما الخطأ فيما يجري في مصر الحبيبة؟

٭ أمور عدة منها الانشغال بتوافه المواقف السياسية المفرقة على حساب حقائق الاقتصاد المدمرة، إطلاق سراح المجرمين والمتطرفين مقابل سجن المستثمرين والمطورين وقبول تقديم البلاغات بالآلاف ضد من جل جريمتهم تحويلهم الأراضي الصفراء القاحلة الى مدن وجنات خضراء توفر فرص العمل للملايين والسكن المريح لمئات آلاف المصريين، استغلال الحريات الاعلامية للتدمير وإحياء محاكم التفتيش وقمع كل رأي عاقل معارض، تصدر عملاء القذافي وأيتام صدام لشاشات التلفزة الحكومية والخاصة ومتى كان هؤلاء يحبون مصر أو يعملون لصالح مستقبل أبنائها؟!

أخيرا هل هناك ملاذات آمنة في منطقة الشرق الاوسط؟

٭ المغرب في أقصى الغرب وبعض الدول الخليجية في أقصى الشرق وإسرائيل في الوسط هي بعض الملاذات الآمنة في المنطقة وقد تسبب النزوح من مناطق الاضطرابات السياسية في الاختناقات المرورية الحالية في الكويت وامتلاء فنادق دبي هذه الايام!

آخر محطة:

مع المتغيرات.. ستطل عليكم مقالاتي كالعادة في أيام السبت والاحد والاثنين والاربعاء.. والتحية للقراء الاعزاء واحدا بعد واحد.

احمد الصراف

زلزال الجهل وتسونامي التعصب

وضع جون روكفلر قدمه على كرسي ماسح الأحذية، فسأله هذا، وهو يقوم بعمله عن مستقبل سهم معين، فغمغم الملياردير ببضع كلمات وذهب لمكتبه ليبيع جزءا كبيرا من أسهمه ويخرج من السوق الذي انهار بعدها بأسابيع قليلة، بعد ان شعر بأن هناك شيئا ما ينذر بالقلق بعد دخول ماسح الأحذية للبورصة!
تذكرت تلك القصة، مع الفارق الكبير طبعا، قبل شهرين عندما حضرت ندوة في البحرين، اضطر منظموها، تسهيلا لتنقلنا، الى اسكاننا في فندق متواضع، وعند ذهابي الى الحمام اللوبي فوجئت بامرأة تمسح الأرضية. دفعتني تقاطيعها العربية الى سؤالها فتبين أنها مواطنة من فئة محددة، واستغربت أن يحدث ذلك في منطقة طالما تشدق رجالها، بنفاق واضح، بحرصهم على كرامة المرأة وتشريع مختلف القوانين المكلفة لكي تبقى في بيتها ولا تضطر الى الخروج منه للعمل، وهذه المرأة لا تزال تعمل، في ساعة متأخرة في فندق رخيص يمتلكه آسيوي، في مسح بول الرجال في مملكة عربية خليجية مسلمة ثرية بكل شيء! وقلت لنفسي وقتها ان هناك ما يثير القلق حقا، فالأمر كان يهون لو كان الفندق فخما وبقشيش زبائنه كبيرا، أو أن العمل حكومي ومضمون.
نقول ذلك لنصل إلى جملة حقائق وهي أن هناك فسادا ماليا وتفرقة وظلما في المعاملة وفقرا وبؤسا، وأهم من ذلك فساد سياسي لا يمكن تقبله في تلك الأرض الطيبة. وكما لم يتقبل أحد فساد أنظمة تونس ومصر والمغرب وليبيا وغيرها، يجب ألا نتقبل فساد البحرين، فما دفع الأوضاع فيها الى تلك الحافة الخطيرة هو تمادي جهات محددة في الحكومة في إهمال مطالب الشعب الأساسية، الأمر الذي اعطى قوى المعارضة دفعة قوية للمطالبة بإصلاحات سياسية وتعديلات دستورية تعيد للشعب حقوقه، وهي المطالب التي تعود الى الثلاثينات، وقبل أن تضرب المذهبية بدائها ما تبقى من عقولنا، وكان مرعبا ملاحظة الكيفية التي تعاملت السلطة بها، منذ البداية، مع مطالب المعارضة المسالمة، والتي كان من الممكن احتواؤها بسهولة، ولكن الرصاص الذي انطلق من طائرات «الأباتشي» الحربية، الذي مزق الصدور وفجر الرؤوس وقطع الأجساد البحرينية العربية المسلمة البريئة، حوّل المشهد إلى كارثة ستحرق نتائجها المنطقة بلا شك، وأتمنى أن اكون على خطأ. فنحن أمام سابقة تاريخية، فلأول مرة يقوم عسكريو جيش دولتين للتصدي لبضعة آلاف من المتظاهرين المسالمين، بحجة أنهم اغلقوا طريقا هنا واحتلوا دوارا هناك!
لا تعليق أكثر، فقد انفلت المنطق وغاب العقل وأصبح مصير المنطقة مظلما، بعد أن ضربها زلزال الطائفية وتسونامي الجهل إلى الأبد، وبذا أعطينا النظام الإيراني الذريعة التي يريدها للتدخل في شؤوننا، وكل ذلك لكي تبقى بضعة رؤوس لا تستحق الاحترام في «وظائفها»!!

أحمد الصراف