أنهيت باستمتاع قبل أيام قراءة «الثقافة في الكويت» للأستاذ خليفة الوقيان. وبالرغم من ان طبعته الأولى صدرت في 2006، فإنني سعدت لعدم قراءتي لها في حينه، بسبب الإضافات القيمة للطبعات الثلاث التالية. وقد لفت نظري عند تطرقه في ص113 لتاريخ المؤسسات الثقافية الأهلية ولتاريخ تأسيس المدرسة المباركية عام 1911، والأحمدية عام 1921، تطرقه أو أي مؤرخ من قبله، حسب علمي، بالإشارة، ولو العابرة، للمدرسة الوطنية «الجعفرية»، التي أسست قبل 72 عاما، التي تعتبر من أوائل المدارس الأهلية النظامية، والتي افتتحها الشيخ عبدالله الجابر نيابة عن الشيخ أحمد الجابر، أمير الكويت وقتها. وورد في الموقع الإلكتروني للمدرسة الوطنية، والذي يحتوي على صور جميلة ونادرة، ان مؤسسيها أقاموا حفل الافتتاح بمبناها الأول قرب قصر السيف، قبل أن تنتقل لموقع أكثر اتساعا في شارع الميدان ولثالث في القادسية، وكيف ان جمعا غفيرا من الشيوخ والتجار ورجال الدين، حضروا حفل الافتتاح وكان بينهم المرحوم الشيخ عبدالله النوري الذي ألقى كلمة بليغة في المناسبة.
أدارت المدرسة في البداية لجنة من أحمد محمد حسين معرفي (المؤسس الأول) ومنصور المزيدي وهاشم بهبهاني ومحمد رفيع معرفي (المؤسس الفعلي) وعلي أبل وأحمد المحميد. وبذل هؤلاء وغيرهم الكثير من المال والجهد والوقت لإنجاح الفكرة، ونجحوا في ذلك بشكل بارز، فقد كان خريجوها مميزين بشكل لافت، ولكن المدرسة فقدت شهرتها وبريقها وريادتها التعليمية مع تطور النظام التعليمي الحكومي وتعدد مراحله وغناه في المادة والمبنى والمحتوى، اضافة الى ان الناس أصبحوا أقل ميلا لإلحاق ابنائهم بالمدارس الدينية، علما بانها لم تكن تركز على المواد الدينية كثيرا، حسبما قيل لي.
أكتب ذلك من منطلق علماني، وبعيدا عن تعصب، فالحقيقة انني، ولسبب لا أعرفه، لم استدل يوما على الموقع الأول للمدرسة، كما أزيل الثاني من دون أن اعرفه ايضا، ولكني كنت دائم الإعجاب بمخرجاتها من خلال ما كنت أراه من تفوق هؤلاء عند انضمامهم لنا في المدارس الحكومية. وأتمنى على الأستاذ الوقيان تضمين الطبعات المقبلة من كتابه القيم نبذة عن هذه المدرسة الرائدة التي علمت الكثيرين الكثير من دون تفرقة، خصوصا عندما لم تكن الفروقات «المذهبية» بمثل حدتها في مثل هذه الأيام.
أحمد الصراف