سامي النصف

لا تستهدفوا الخيّرين!

التقينا كمجموعة اعلامية كويتية مساء أمس فيما هو ختام لجولتنا الخليجية والعربية بالنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك لشكره على جهده ودعمه المميز لتلك الجولة، وأبوصباح كما هو معروف عنه ودود في ملقاه ومتزن في طرحه وآرائه، ومما ذكره في اللقاء حقيقة ان التعاون العسكري الخليجي كفيل بخلق مظلة جوية تحمي سماء الخليج من الأخطار المتوقعة.. وما أكثرها هذه الأيام!

الاستجواب حق مطلق كفله الدستور للنواب، والحكمة والحصافة وتجارب الماضي تقتضي ان يرشّد استخدام سلاح الاستجواب حاله حال اي «سلاح» آخر، والتأكد من عدالة ما يطرح ضمنه من قضايا، وعليه نرجو مخلصين ألا يكون العمل الخيري والانساني والوطني الذي يقوم به رجل الخير والبر عبدالعزيز البابطين محورا لاستجواب قادم كما أتى في إحدى الصحف.

فعبدالعزيز البابطين ومنذ عام 1974 حتى يومنا هذا وهو «يصرف» من حر ماله ومن جهده ووقته وصحته دون ان يتسلم فلسا أحمر واحدا كمردود على ما يدفعه، فمبتغاه دائما وأبدا هو وجه الله ثم رفع اسم الكويت عاليا، في وقت يخزن فيه بعض منتقديه أموالهم ولا يخرجون منها شيئا، ان الجهد الذي يقوم به «السفراء» عبدالعزيز البابطين تعجز عنه دول بأكملها ولا يجمعني شخصيا بذلك الفارس الا الاعجاب بما يقوم به لمصلحة هذا الوطن.

ولم يكن غريبا على الاطلاق ان «تؤجر» الدولة أرضا للبابطين لينشئ عليها من حر ماله مكتبة «عامة» يقصدها زوار الدولة والمواطنون والمقيمون وطلاب العلم والمختصون في وقت تقوم فيه الدول الأخرى بإنشاء المكتبات وتسميتها بأسماء الشخصيات الثقافية والاجتماعية البارزة كحال البابطين دون ان يدفع من تسمى بأسمائهم المكتبات او المدارس او الشوارع.. الخ، فلسا واحدا، بينما دفع بوسعود الملايين على بناء المكتبة ويدفع عشرات الآلاف شهريا على رواتب العاملين بها ومصروفات الكهرباء والماء والحراسة والانترنت وشراء الكتب.. الخ، فهل من يقوم بهذا الأمر يُشكر ويُقدّر على عمله أم يحاسب؟!

أما عمارة الوقف التي بناها كذلك من ماله الخاص فلا يدخل من مواردها شيء في جيبه بل يذهب جل الدخل لأعمال الخير الكثيرة التي تعلّي من سمعة الكويت وطننا جميعا، ولو كانت مقاصده تجارية او شخصية لاشترى بالملايين التي صرفها على المكتبة ومبنى الوقف، سلسلة عمارات تجارية تدر عليه شخصيا الملايين كغيره، ان استقصاد البابطين وأعماله الخيّرة يضر بالكويت، فهل هذا هو المقصود؟! كما انه ينفّر الأغنياء والأثرياء من مساعدة المحتاجين والفقراء مادام الشكر يستبدل بالأذى، فهل هذا هو المطلوب كذلك؟!

ان أراضي الدولة العامة التي يحاول البعض ان يحرم العمل الخيري والثقافي منها والمقسّمة في حال البابطين الى مكتبة لا تدر مالا ومبنى وقف تذهب مداخيله لأعمال الخير، هي «نفس» الأراضي العامة للدولة التي تقدم مجانا او شبه مجان وبملايين الأمتار للقسائم الصناعية والزراعية والجواخير والاسطبلات والمناحل والشاليهات، وجميعها ملكيات «خاصة» دون اي مردود مالي او ادبي على الدولة، ودون ان يستجوب احد أحدا على مثل تلك العطايا والتخصيصات التي طارت بتجاوزاتها الركبان، مرة أخرى نرجو عدم صحة ما أتى في الصحف كي لا تنقلب الموازين، فمن يعمل الخير يحاسب وينتقد ومن يكنز المال ويشوّه سمعة بلده يقدّر ويبجّل.

آخر محطة:

ضمن المفاهيم المعكوسة السائدة هذه الأيام ان يوجه القائمون على بعض لجان مجلس الأمة التي تهدر وبشدة أموال أجيالنا الحاضرة والمستقبلية وتعتبر الكويت بلدا لا غد له، سهام نقدهم الى وزراء الحكمة والتعقل من الحريصين على مستقبل البلد وثرواته أمثال الأخوين مصطفى الشمالي ود.هلال الساير وغيرهما من المخلصين، التغيير الذي يريده الناس ويتواءم مع متطلبات المرحلة المقبلة هو.. التغيير إلى الأحسن!

احمد الصراف

عندما يتحول المسرح للميكنة

دعتني الظروف البائسة الى زيارة مبنى ادارة «الميكنة» التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، الواقع ضمن مباني ضاحية الجابرية الجديدة، فوجئت بأن المبنى لا علاقة له بالميكنة، بل هو مبنى صمم ونفذ اساساً ليكون مسرحا لاقامة الاعمال الفنية والثقافية على خشبته، فهو مجهز لهذا الغرض من مداخل وصالة استقبال الشخصيات وبقية الخدمات الاخرى، اضافة الى مواقف السيارات، ولكن «جهة ما» اتخذت قرار متخلفا، او انتهازيا، وحولت صرحا ثقافيا الى صالة واسعة تعج بمئات الكراسي الفارغة، والحواجز الكرتونية التي تقسمه الى اقسام صغيرة لا سقف لها، مع نثر عشرات اجهزة الكمبيوتر هنا وهناك، التي تغطيها ملصقات تبين عمل كل جهاز!
ان المسؤول الذي قبل بتحويل مسرح الى ادارة عمل يحتاج الى دورة ثقافية وادبية، وقراره بيّن حجم المأساة الثقافية التي نعيشها في ظل «الصحوة المباركة»، وكيف ان صرحا مهما تشكو الدولة من شح ما يماثله يتحول الى مركز آلات، وليس هناك ما يثبت أن ادارة المجلس الوطني السابقة قد سعت الى استرداده وتخصيصه للغرض الذي بني من اجله، علما بأن اي مبنى او طابق في مبنى يمكن ان يستوعب الادارة التي احتلت المسرح، مسرح يفيض بكثير عن حاجة الادارة المعنية ولا يصلح لاستخدامها اصلا.
ان هذه الفضيحة جريمة اخرى تقترف بحق الثقافة والفن، يتحمل الامين السابق للمجلس الوطني المسؤولية المباشرة عنها، ونتمنى ان يعمل وزير الاعلام على استعادة هذا المسرح الجديد من ادارة عمل الشؤون وتسليمه الى جهة اهلية لتقوم بالاستفادة منه، في ظل النقص الكبير في المسارح الذي تشكو البلاد منه.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

شيعة الكويت.. جزء من هذا التراب

الشيعة في الكويت جزء من هذا المجتمع، حالهم حال أهل السنة، شاركوا في بنائه وساهموا في الدفاع عن ترابه، لذلك هم طيف من أطياف هذا النسيج الاجتماعي، ولقد عاشوا مع اخوانهم السنة من دون أي تمييز ومن دون أن يشعروا بأي ضيم، واستمر الوضع كذلك الى ان قامت الثورة الإيرانية وأعلن الخميني تصدير الثورة الى الخليج، عندها أخذ الحماس بعض شباب هذه الطائفة وبدأ يطرح استياءه من الأوضاع في الكويت، وحتى يبرر نيته بالتفاعل مع نداء تصدير الثورة أعلن عن تشكيل تنظيمات وفروع لتنظيمات شيعية إقليمية في الكويت، وبدأت تصدر بيانات الظلم وغياب العدالة التي يعانيها أبناء هذه الطائفة، الى ان جاء مجلس 1999 عندما بدأ كل من صالح عاشور وحسين القلاف الطرح الطائفي الواضح بالمطالبة بالحقوق المسلوبة للطائفة.
ولأن السنة هنا يؤمنون بأن هذه الطائفة جزء من المجتمع لها ما للآخرين وعليها ما عليهم، فلم تكن هناك معارضة لهذا الطرح، بل بدأ التعاطف مع بعض هذه المطالب، وفعلا تفاعلت الحكومة مع بعض مطالبهم فزادت من مراكز التنصيب القيادية لهم، وخصصت لهم محاكم جعفرية وزادت من عدد الوزراء الشيعة… إلخ من المطالب المعقولة.
ولكن للأسف لم تقف الأمور عند هذا الحد، فسقف المطالب ارتفع، وفرز المجتمع أصبح واضحا، وبدلا من نائبين يتحدثان عن حقوقهم المهضومة، بدأ أكثر هؤلاء النواب يتعاملون وفقا لهذا الفرز، فعندما تدخلت القوات الخاصة بالضرب والسحل في حادثة ديوان الحربش كان موقف هؤلاء «يستاهلون.. ليش خالفوا ولي الأمر»، وعندما تظاهر المحتجون في البحرين طالبوا ــ بصوت واحد ــ حاكم البحرين بمراعاة مطالبهم والاستماع الى آرائهم وتنفيذها!!
ليس عيبا التعاطف مع طائفتك، لكن لا نجعل من هذا الواقع مجالا للمناكفة، واقصاء كل منا للآخر، اليوم يُقام اعتصام في ساحة الارادة، ليس للسنة فقط، ولم تتم الدعوة له تحت أي شعار طائفي أو فئوي، بل دعي اليه الجميع ومن الجميع، ولكننا فوجئنا بما يسمى تجمع ثوابت الشيعة ليهدد الحكومة بعمل ما اذا سمحت لهذا التجمع بالانعقاد، وانهم، أي هذا التجمع الطائفي، سيتقدمون بمطالبهم الطائفية في اعتصامهم المقبل!! شيعة الكويت أعقل من ان يتصرفوا هكذا.. وشيعة الكويت أكبر من ممارسة هذا الأسلوب الابتزازي، لذلك اتمنى ألا تكون مطالب الشيعة في الكويت شماعة للفرز الطائفي أو سببا لإقصاء كل منا للآخر، اذا عندكم مجانين عندنا ايضا مجانين، واذا عندكم متطرفون نحن ايضا نتفوق عليكم بهم.. لكن كل واحد يأخذ حقه وفقا للأسس القانونية وبالأسلوب الذي يوقف هذا الفرز البغيض والتقسيم المتشرذم.
• • •
• لفتة كريمة
صج من قال: الليبرالي عندنا ما يطيح إلا واقف!! نبارك للدكتور علي الطراح تعيينه مندوبا للكويت في اليونيسكو بعدما لم يتم اختياره ضمن المرشحين لمنصب مدير الجامعة. ونبارك لعدنان شهاب الدين منصب مدير مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.. والحبل عالجرار.