علي محمود خاجه

حتى تشرتشل لن ينفع

رحلت الحكومة برئيسها ووزرائها، بل بنهجها أيضا، وأتت حكومة بقوة حكومة ونستون تشرتشل فرفضت إسقاط القروض أو ما سمّي بالمنحة من خزائن الدولة وهدر الأموال إذن ستطالب الأغلبية برحيلها، أو باتت لا توقع معاملات النواب أيضاً سيطالب الجميع برحيلها، أو أبت أن توافق على تعديل الدستور بتغيير مواده وتحديدا مادته الثانية لذلك سيطالب الجميع برحيلها أيضا، أو قررت أن تحد من سطوة أبناء الشهيد وجميع ممارساتهم غير الدستورية… ستطالب الأغلبية النيابية قبل غيرها برحيلها.

غير منطقي، وغير مقبول، وغير عادل أبدا أن نطالب برحيل 16 وزيرا معينا برئيسهم، ونقبل بأكثر من 30 نائبا يطعنون القانون والدستور يوميا حتى من جماعة «إلا الدستور» المزعومة، فهم من رخصوا أنفسهم ليكونوا لعبة بيد الحكومة، ولنا في إلغاء لجنة الشباب والرياضة ورفع حصانة فيصل المسلم برهان ساطع بأن من قام بأشنع الأفعال هم نوّاب منتخبون من الشعب، بمساعدة حكومية نعم… ولكن بإرادة نيابية مسلوبة وستظل مسلوبة سواء كان الشيخ ناصر أو غيره رئيسا للحكومة.

نعم أقر وأبصم ألف مرة بأن الحكومة فاشلة، ولن تحسّن الأوضاع أبدا، لكني أبصم مليون مرة بأنه حتى الحكومة الناجحة والإصلاحية لن تحسّن الأوضاع أبدا طالما أن اختياراتنا تتمثل في أفراد إما يريدون هدر المال وإما تنفيع الأهل والأصحاب أو تدنيس الإسلام بأشنع الصور.

في غضون أشهر ثلاثة فحسب شهدنا نفاق النوّاب بشكل لا يتيح لنا المجال حتى لتبرير أفعالهم، ألم يرددوا قبل أشهر أن هناك إعلاما فاسدا منبوذا يجب أن يلقى في حاويات القمامة، ليأتوا بعدها بلحاهم المصبوغة ويتصدروا شاشات نفس الإعلام؟! ألم يرددوا «إلا الدستور، والدستور خط أحمر، والحكومة تحاول تغييبه وإلغاءه وتفريغه من محتواه»… وبعد أيام من شعاراتهم يطالبون بتعديل المادة الثانية من الدستور بشكل يقلل من الحريات وهي مخالفة صريحة للدستور؟

هل اعتزلوا الانتخابات الفرعية المجرمة دستورا وقانونا؟ وهل سمحوا للفكر الحر أن ينتشر؟ وهل أصدروا تشريعات غير تلك التي تهدر أموال الدولة بغير حساب؟

يريدون حكومة جديدة بنهج جديد، ولن يفلح أي نهج إصلاحي من أرقى حكومات العالم ما دمنا ندور في فلك نوّاب أرخصوا البلد من أجل مصالح محيطهم الصغير… ليرحل المجلس قبل الحكومة، وليأتِ الاختيار منا فنحسنه، وحينها لن يتمكن أي مسؤول كبر أو صغر من تدنيس العمل الديمقراطي أبدا.

خارج نطاق التغطية:

منذ بدء الفصل الدراسي الثاني والطلبة في المدارس لا يلتزمون الحضور، فعطلة العيد الوطني امتدت عشرة أيام من أصل يومين فقط، وعطلة المولد النبوي ذات اليوم الواحد فاقت الأيام الخمسة بالتغيب، هكذا يسير تعليمنا فلا تلوموا مخرجاته!!

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

سامي النصف

الصدافي أكثر تدميراً من السونامي!

وصل صدام للحكم في انقلاب عسكري مشبوه عام 68، ووصل القذافي للحكم في انقلاب عسكري مشبوه عام 69، وكانت أول عاصمة اعترفت به هي بغداد، أباد وشرّد صدام من قاموا بالثورة معه وصفّاهم حتى من ترك له البلاد وكذلك القذافي، لصدام زوجتان والعديد من العشيقات وأشهرهن أوروبية بيضاء وكذلك القذافي، صدام يؤلف روايات وكذلك القذافي، لصدام ابن أقرع جاهل يحمل دكتوراه كاذبة ويربي الاسود في قصوره وكذلك القذافي، شن صدام الحرب على ايران فشن القذافي الحرب على تشاد، وصم صدام شعبه بأرذل الاسماء والصفات بعد ثورتهم عليه عام 91 (سلسلة مقالات جريدة القادسية ربيع 91) وكذلك القذافي بعد ثورة ربيع 2011، عادى صدام الكويت دون مبرر فأصابته حوبتها الشهيرة وكذلك القذافي، دمر وسرق ونهب صدام ثروات بلده وتسبب في إشعال نيران حرب أهلية فيه وكذلك القذافي.. التقيت القاضي الفاضل الذي حكم بالإعدام على صدام ومازلت في انتظار لقاء القاضي الذي سيحكم بالإعدام على القذافي أو.. صدافي (جمع اسمي صدام والقذافي).

في الثمانينيات وقف القذافي مع إيران ابان الحرب العراقية ـ الايرانية رغم تدثره الكاذب برداء القومية العربية لا حبا في ايران بل ليبقي النيران مشتعلة بين البلدين لأطول مدة ممكنة، وفي عام 90 رفض القذافي قرار الجامعة العربية بإدانة الغزو الصدامي للكويت (!) في عام 95 وفي لقاء للقذافي مع أساتذة وطلبة جامعة القاهرة صرح بأن الكويت بلد لا يستحق الحياة كونه لا يستطيع الدفاع عن نفسه وان على جيرانه اقتسام أرضه، وفي عام 2003 أرسل مرتزقته ولجانه الثورية لاحتلال السفارة الكويتية وتمزيق علم الكويت واستبداله بعلم صدام.. المعاملة بالمثل التي هي قمة العدل تقتضي استبدال علمه الأخضر المرفوع على مبنى سفارته بالكويت بعلم الحكم الديموقراطي الجديد في ليبيا.

حسبما أتى في صحيفة معاريف الاسرائيلية ولقاء القناة الثانية الاسرائيلية مع ابنة خال القذافي السيدة راحيل (77 سنة) وقبلهما كتاب المعارضة الليبية «من هم خوالك يا القذافي؟»، نكتشف أن والدة الرئيس الليبي هي السيدة اليهودية رزالا تمام، وان شقيقها مسعود تمام خال القذافي له 5 أبناء يعيشون في إسرائيل، نقول للسيدة راحيل ان انتماء ابن عمتها لليهودية لا يضره ولا يحسب على يهود ليبيا ممن ظلموا كثيرا وقتلوا صبرا في الاربعينيات والخمسينيات والستينيات دون ذنب ارتكبوه، ما نأخذه على ابن رزالا تمام ان اعماله هي بحق.. رذالة تمام!

خبير نفسي كويتي ظهر على إحدى الفضائيات وطلب منه المذيع أن يتنبأ، بحكم اختصاصه ودراسته لشخصية القذافي، بنهاية الطاغية، أجاب، لا فض فوه ومات حاسدوه، بأن نهاية القذافي ستكون إما بانتحاره أو قتله أو أسره أو هربه.. حاولت جاهدا أن أفكر في سيناريو خامس فلم أجد إلا.. أن يرفع كالسيد المسيح عليه السلام للسماء أو أن يموت.. بكظة كهرباء!

أصدر البابا بنديكتوس السادس عشر بيانا برأ فيه يهود اليوم من دم السيد المسيح عليه السلام، وهو أمر يتماشى مع العقل والمنطق والايمان الصحيح، فلا يمكن أن يلام الابناء والاحفاد على ما قام به أجداد الاجداد وإلا لجاز لنا أن نحمل دول الاتحاد الاوروبي الحالية ذنب جرائم الحملات الصليبية، ولهم أن يحملونا ما قامت به غزوات العثمانيين على الدول الاوروبية.. نرجو ألا يتحول اللوم في موت السيد المسيح عليه السلام بعد تلك التبرئة الواجبة، الى لوم العرب والمسلمين.. آخر الهنود الحمر!

آخر محطة:

(1) كشف تقريران منفصلان لقناة «العربية» أن زوجة القذافي السيدة عائشة فركاش البريعصي (لا يعلم صلة قرابتها بعزة الدوري)، كانت تعمل ممرضة عندما التقاها عام 71، كما أن آخر عشيقاته الأوكرانية غالينا كولتنوتسكيا تعمل ممرضة كذلك.. هل بقي من يشك بعد ذلك بالحالة الصحية والعقلية للعقيد.. صدافي؟!

(2) الحمد لله على سلامة الزميل العزيز فؤاد الهاشم،ومبروك عودته لقرائه ومحبيه و..عين ما صلت على النبي يا بوعبدالرحمن.

احمد الصراف

مؤامرة سعد

أخبرني صديق عاش أحداث مصر الأخيرة أنه على ثقة تامة بأن اميركا كانت، ولا تزال، تقف وراء ثورة شباب 25 يناير في مصر، وان القيادة العسكرية الحالية تدين لأميركا بالولاء.
وأورد الصديق مجموعة مؤشرات قال انها تبين صحة حدسه، فالرجل الثاني في قيادة مصر كان في اميركا ساعة وقوع الاضطرابات، كما ان وائل غنيم كان في دبي ساعة وقوعها وعاد لمصر سرا ثم تم «خطفه او اعتقاله» سرا، ولم يعرف احد مكانه خلال 11 يوما، ويعرف عنه ولاؤه لأميركا، وانه ماسوني وزوجته أميركية! فقلت له ان كان الأمر بهذه السهولة فلماذا لم تقم اميركا بالاجراء ذاته في افغانستان والعراق مثلا، وقبلهما في بنما، وبعدهما في ايران وكل الدول الدكتاتورية الاخرى في المنطقة وخارجها، بدلا من اللجوء لخيار التدخل العسكري المباشر وما سينتج عنه من خسائر هائلة في أرواح جنودها، اضافة الى خسارة تريليونات الدولارات في حروب عبثية، او حتى صليبية؟ فرد قائلا ان حربي أفغانستان والعراق كانتا بدافع من المؤسسة العسكرية، المسيرة من شركات انتاج الاسلحة، التي رأت ان من مصلحتها مشاركة قوات اميركية في تلك الحروب لتحقق من ورائها الكثير، فقلت له: ولماذا لم تدفع المؤسسة نفسها وشركات صناعة الأسلحة نفسها الادارة الاميركية لاتباع الاسلوب ذاته في مصر؟ وما الذي يجعل هذه الاخيرة غير العراق مثلا؟ فسكت صديقي ولم يجب، ولا يعني ذلك ان وجهة نظري كانت أكثر صحة، فلا احد، في محيطي على الاقل، بامكانه ادعاء امتلاك الحقيقة، وعندما تصبح الحقيقة غائبة يصبح الميل اكبر الى تفسير الامور من خلال نظرية المؤامرة! وان كان قلب نظام حكم استمر اكثر من ثلاثين عاما لا يحتاج إلا لبعض التعليمات الاميركية، الهاتفية والكتابية، فإن معنى ذلك ان جميع مشاكل العالم يمكن ان تنتهي خلال ستة اشهر على الطريقة السحرية الاميركية.

أحمد الصراف