محمد الوشيحي

وزيري… بيدي

أراقب الثورة المصرية مراقبة لصيقة، مان تو مان. وعندما طالب الثوار بإقالة رئيس الوزراء «شفيق» وتعيين «عصام شرف» بدلاً منه، لم يستجب لهم «المجلس العسكري» فغضبوا وتنادوا في «تويتر»: «تعالوا ننزل الميدان ونشيل شفيق ونعيّن واحد من اللي اخترناهم (اختاروا ثلاثة كان أولهم عصام شرف)»، وبالفعل تم لهم ذلك، فواصلوا إصرارهم على تلبية بقية المطالب وأهمها «إلغاء جهاز أمن الدولة» ذي السمعة العربية الأصيلة، فلم يعرهم أحد اهتمامه، فغضبوا وكتبوا: «يووووه هوّه أنتم مش بتصدقوا ليه إن احنا بنتكلم جد وإن دي مطالب الثورة»، ثم أضافوا جملة مضحكة مرعبة: «ماشي، احنا حنصفّي الجهاز بنفسنا وبعدين ندّيكوا رنّة»، كتبوا ذلك ثم تجمهروا أمام مبنى جهاز أمن الدولة في الإسكندرية ليمنعوا تهريب الوثائق وحرقها، وتطورت الأحداث إلى أن دان لهم المبنى وسيطروا عليه وعلى ما تبقى من وثائقه وحرروا المعتقلين السياسيين، وأمس قرروا «تصفية» بقية مباني أمن الدولة وتحرير المعتقلين وتسليم الوثائق الموجودة في المباني إلى النائب العام… اللافت أن الثوار عثروا، كما يزعمون، على عدد من الجثث في سرداب أحد مباني الجهاز، وصوّروا الزنازين المعتمة المرعبة وأدوات التعذيب و«الكلاليب» إلخ إلخ إلخ، وستذعن الحكومة لمطالبهم كلها لاحقاً، وستفكك تلفزيون الدولة بعد أن قرر الثوار أن يجعلوه محطتهم القادمة.
ولا أدري ما سبب كتابتي بهذه الطريقة التي لا ينقصها إلا أن أختمها بالوقوف أمام الكاميرا و«محمد الوشيحي… من أمام مقر جهاز أمن الدولة في الإسكندرية… تلفزيون الكويت… موسكوووو»، لكنني أردت من كل هذه المقدمة أن أبين، أو أذكّر، بأن الشعب الحر هو «مصدر السلطات» والشعب القطيع هو «متلقي الصفعات»، وكل شعب يملأ «الأبلكيشن» بما يليق به.
وقبل يومين، طرح الشاب المبدع بدر ششتري في «تويتر» فكرة لطيفة، بمساعدة صديقه المذيع الهادئ عبدالله بوفتين، تقوم على أن يرشح كل «مغرّد» اسماً لتولي منصب وزاري، فانصبت غالبية الترشيحات التي بلغت نحو ألف – إلى لحظة كتابة المقالة – على ثلاثة أسماء «وليد الجري، ود. أنس الرشيد، ود. حسن جوهر»، ثم، بطريقة مضحكة، انهمرت ترشيحات «أمنية» لمصلحة رئيس جمعية المهندسين «طلال القحطاني»، وأقول «أمنية» لأنها كانت «تتدفق» في فترة محدودة ثم تنقطع، ثم تتدفق، ثم تنقطع، وهكذا، ومع ذا لا أظن أن القحطاني، مهما أتقن خطة «هوبّا هوبّا» سينافس على المراكز الأولى، لكنني أجزم أنه سيقبل أقرب حقيبة وزارية تصل إليها.
على أن اللافت هو أن الشيخ أحمد الفهد لم يحصل إلا على صوت واحد مبحوح، لكنه بالتأكيد «سيتدفق» ما إن يصل إليه خبر «التصويت».
عموماً، هذه هي اختيارات «المتوّتين» رغم عدم تصديقي للاستفتاءات التي تدور في ميدان الإنترنت لسهولة التلاعب بها، ورغم عدم تفاؤلي مهما تكاثرت الأسماء «الشعبية»… فما لم يتغير «الملعب واللاعبون القدامى» لن تستقر الكويت إلا بهزهزتها يميناً ويساراً مثل «دركسيون» السيارات القديمة.

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

سامي النصف

ملك الملوك وملك الملوك

لي نهج وخط سياسي أبشر به منذ مقالي الأول بالصحافة الكويتية في يناير 1980 (مقال ماذا فعلت الثورات بالعالم العربي) وفحواه أن الثوريات العربية ما خلقت إلا لتدمير أوطانها أثناء حكمها وبعده، وإضاعة القضايا التي تؤتمن عليها كحال القضية الفلسطينية، ولو أننا ائتمنا القضية الكويتية عام 90 بيد بعض ثوريينا أيا كان انتماؤهم السياسي يسارا أو يمينا لكنا مازلنا نعيش حتى يومنا هذا بالشتات في الملاجئ والخنادق بينما ينتقل ثوريونا بالطائرات والجوازات الخاصة من الفنادق إلى الفنادق كحال أبوعرفات وباقي أبواق القضية الفلسطينية.

والمستغرب ـ أو غير المستغرب ـ هو مساهمة الثوريات العربية بسبق إصرار وترصد في تدمير أوطانها، فناصر (النهج لا الشخص) أضاع السودان وسورية وفرط بسيناء وغزة مرتين، وعرّض جيش خير جند الله للهزائم والنكبات والنكسات مرات ومرات قبل أن يستردوا كرامتهم بعد رحيله الأسطوري بانتصار أكتوبر 73، ومثله صدام الذي هجم بجيشه على قومه في الجنوب والشمال حتى لم تبق رصاصة في بنادقه لم تفرغ في صدور الأكراد من شعبه مما اضطره لعقد اتفاقية الجزائر عام 75، ثم مهاجمة جيرانه مرتين تارة بالشرق وأخرى بالجنوب فهزم مرتين فأحال أرض الماء الوافر وأول زراعة في الأرض إلى أرض الدماء المسفوكة والنخيل المحروقة.

وبشر الثوري عمر البشير الصحافة الدولية وقبل ظهور نتائج الاستفتاء ـ و«بزلة لسان» ـ بأن سكان الجنوب سيصوتون بـ 99% للانفصال مما يعني انه كان يعلم بأن اعماله القمعية والشريرة آتت ثمرها وأن ثلث مساحة بلاده المليء بالماء (الذهب الأبيض) والنفط (الذهب الأسود) والزراعة (الذهب الأخضر) قد انفصل دون عودة ولم يتبق إلا أراض صفراء جرداء قاحلة يورثها لمن سيأتي بعده كما أورث الثوريون الآخرون الخرائب والاطلال والجهل والمرض لمن تسلم التركة الثقيلة بعدهم.

وجرائم سبق الإصرار والتخطيط والترصد بحق الأوطان تنطبق كذلك على الثوري الآخر معمر القذافي الذي هدد وولده بإشعال الحرب الأهلية في بلده وتحويلها لصومال جديد تتنازعه القبلية والمناطقية تطبيقا لشعار «أحكمكم أو أقتلكم» الذي أتى في كتابه الأحمر الذي حل محل كتابه الأخضر كي لا يبقى في ليبيا المظلومة حجرا على حجر فتنتهي بدماء تجري وخراب يسري.

سمى محمد رضا بهلوي نفسه بملك الملوك (شاهنشاه) وأعلن الثورة البيضاء فسمى القذافي نفسه بملك الملوك وأعلن الثورة الخضراء، سلط الشاه جنده ورجال مخابراته على شعبه فسلط القذافي زبانيته ومجرمي لجانه الشعبية على الناس، اشتكى الشاه قبل سقوطه من غدر حلفائه الأميركان واشتكى القذافي كما أتى على موقع «العربية» من غدر حلفائه الأميركان به (!)، الفرق أن الشاهنشاه خلف وراءه بلدا زراعيا وصناعيا ضخما وجيشا عرمرما يفوق الجيش البريطاني في العدة والعتاد وخرج بقليل من المال حتى أن أسرته تعيش على دخل مكتب زوجته الكائن في نيويورك، بينما يخلف ملك الملوك الآخر بلد مدمرا بالكامل وجيشا مهلهلا وثروة شخصية تقدر بمئات المليارات نهبها من عرق وجهد وثروة الشعب الليبي الذي بات يجلس على الحديدة ويحتاج لنصف قرن أو قرن لإصلاح ما دمره صاحب راتب الـ 465 دينارا و44 قرشا كما أتى في خطابه الأخير الذي كان اجدر به أن يلقيه في بداية الشهر القادم أي في الأول من أبريل.

آخر محطة:

 1 ـ سحبت جامعة لندن شهادة الدكتوراه التي منحتها الطاغية الصغير سيف الإسلام القذافي، بعد خطابه الأخير المليء بالتهديد والوعيد، حيث تحول ابن القذافي من دكتور إلى.. دكتاتور.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

2 ـ بودنا لو تبنت الكويت وحدها أو مع بعض دول مجلس التعاون جسرا جويا ينقل اللاجئين المصريين من الحدود التونسية الى بلدهم وهو استحقاق قليل بحق الشقيقة الكبرى مصر وسيكون له أثر طيب وإيجابي لدى شعبها وقيادته المقبلة.

3 ـ في استفتاء لجريدة الأهرام حول المرشح الأوفر حظاً لرئاسة مصر، حاز عمرو موسى على 49% والبرادعي على 10% وممثل الإخوان المسلمين على 5% وأيمن نور على 1% وشخصية عسكرية على 12% والله أعلم.

احمد الصراف

درس ديني من البوسنة

زرت وصديق مدينة سراييفو، عاصمة بوسنيا للصيد، ولكن بسبب البرودة الشديدة لم نوفق في الكثير. استضافنا هناك سعادة السفير محمد خلف، وزوجته الرائعة شذا ببشاشتهما وكرمهما المعهودين، وتبين لنا لاحقا، من خلال اتصالاتنا مع بعض الدبلوماسيين ورجال الأعمال البوسنيين، عمق علاقة السفير وقوة اتصالاته مع جميع أطراف هذه المدينة المتنوعة الأعراق والديانات، بالرغم من أنه لم يكمل سنته الأولى هناك. توفيت رئيسة بروتوكول خارجية البوسنة، وهي أرثوذكسية، ونحن هناك، فشجعنا سفير بوسني متجول على مشاركة السفير خلف في تقديم واجب العزاء لذويها، وان مفاجأة تنتظرنا هناك! تبين بعدها أن سفيرنا كان الدبلوماسي العربي الوحيد في ذلك العزاء، وهذا دليل آخر على نشاطاته الفعالة، أما المفاجأة فتعلقت بظاهرة انسانية رائعة لا يمكن نسيانها، فمقابر البوسنة كبيرة عادة لأنها «مختلطة»، حيث يتم تقبل العزاء فيها للجميع من دون تفرقة بين دين وآخر من خلال صالات مخصصة للمسلمين، وأخرى للكروات الكاثوليك، وثالثة للصرب الأرثوذكس ورابعة لليهود، والأخيرة لغير المؤمنين، أو ربما لأتباع الديانات الأخرى! وعندما سألت صديقي البوسني المسلم عن هذه الظاهرة الغريبة بالنسبة إلي قال انها طبيعية وتفسيرها سهل، فطوال تاريخهم الحديث، على الأقل منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى الحرب الأهلية الأخيرة، عاش بعضهم مع بعض في سلام مثالي، كما ربطت المصاهرة بين مختلف أعراقهم ودياناتهم وتشاركوا، وهم أحياء، في أموالهم ومشاعرهم وأجسادهم كأصدقاء وشركاء وأزواج وزملاء بعضهم مع بعض لسنوات طويلة، فكيف يمكن قبول تفريق اجسادهم بعد وفاتهم؟ وقال ان الحرب الأهلية التي طحنت البوسنة ومات فيها مئات آلاف الأبرياء وتسببت في خسائر بالمليارات، كانت بسبب المسلمين في المقام الأول! وقال ان هوسنا بضرورة سيادة عقيدتنا دفعت بعض «مفكرينا» وقادتنا وشبابنا لأن يتعصبوا ويثيروا مخاوف الآخر. كما ساهمت أفكار الاخوان المسلمين وأموال «البترودولار» السلفية وأسلحتهم ودعاتهم في اذكاء روح التطرف لدى الجميع من خلال أحزاب دينية متشددة. وقال اننا كنا نضع أيدينا على قلوبنا ونحن نسمع أئمة مساجد دولكم وهم يدعون لأن ينصر الله الاسلام بعلي عزت بيغوفيتش! فهذا السياسي البوسني الطموح، الذي توفي قبل فترة، شارك في اذكاء روح التطرف فينا وتسبب هو وغيره تاليا، في اشعال شرارة الحرب الأهلية التي أحرقت الجميع!
والآن، أليس لدينا عقل لأن نتعلم الدروس من الآخرين؟ ولماذا لا تكون لنا مثلا مقبرة واحدة، وصلاة واحدة على الأقل، بدلا من كل هذه الفرقة والتشرذم اللذين نعيشهما، ولا يستفيد منهما الا القلة المتطرفة في كل جانب؟!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

التحالف الوطني الحكومي

بعد تردد.. قررت وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي تطبيق القانون الجامعي واللوائح المعمول بها..!! وشكلت لجنة من عدد من العمداء لاختيار مدير جديد لجامعة الكويت. عقدت اللجنة خلال شهرين عدة اجتماعات.. التقت بأكثر من ثمانين مؤهلاً لهذا المنصب.. واستقر رأي اللجنة على عدد من المرشحين الذين تنطبق عليهم الشروط ورفعوا ترشيحهم الى الوزيرة التي رفعته بدورها الى مجلس الوزراء وفق المتبع. ويبدو ان ترشيحات اللجنة لم تعجب الوزيرة لان مرشح التحالف الوطني من بين المرشحين لم يكن «تارس عينها»، لذلك دخلت مجلس الوزراء بقائمة ترشيحات اللجنة وخرجت بمدير جديد للجامعة من خارج هذه الترشيحات، لكنه محسوب اكثر على تيار الوزيرة وزميلها وزير الصحة!! كنا نتوقع ان يثور حماة الدستور ودعاة تطبيق القوانين على هذا التصرف الذي كسر كل القوانين وكل اللوائح، لكن «لي حبتك عيني ما ضامك الدهر».. المدير الجديد له سوابق كثيرة في مناكفة التيار الاسلامي في البلاد، ومن اكبر المعارضين لقانون الاختلاط وعليه فهو على «جبدهم» مثل ماء الزلال!!
في التعليم التطبيقي تجاوزت الوزيرة كل اللوائح والنظم المتعارف عليها.. ولم تشكل لجنة لاختيار مدير عام التعليم التطبيقي كما ينص عليه قانون الهيئة، واستقدمت شخصية علمية من الخارج لهذا المنصب، ومع تقديرنا للمؤهلات العلمية لها الا ان القانون يجب ان يحترم واللوائح يجب ان تطبق خصوصا من الوزراء!!
شخصية ثالثة تم اختيارها عضوا في مجلس ادارة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بينما تخصصها تاريخ، واستغرب المراقبون هذا الاختيار وما علاقة هذا التخصص الأدبي بهذه المؤسسة العلمية، لكن اذا عرف السبب بطل العجب.. فهذه الشخصية هي احدى قيادات التحالف الوطني!!
رمز آخر من رموز هذا التحالف تم اختياره للعمل في منظمة اليونيسكو، وعندما سافرت معه زوجته توهقوا فيها ودبروا لها منصبا في تمثيل الكويت في منظمة اخرى تابعة للامم المتحدة في المدينة نفسها التي يعمل فيها زوجها!!
تجاوزات لا حصر لها.. جواز العبور فيها ان تكون علمانيا او ليبراليا.. لا يهم، المهم ان تكون خصما للتيار المحافظ في البلد، ولك رقم عضوية في التحالف الوطني.
انا ما «أشره» على كتّاب الزوايا التابعين لهذا التحالف من السكوت عن هذه التجاوزات، بل اعتب على دعاة تطبيق القوانين – وما اكثرهم – من هذا الصمت المريب عن هذه التجاوزات.

«لفتة كريمة»
الدعوة الى التجمع يوم 3/8.. نؤيدها وندعو إليها شريطة ان تكون مهرجانا خطابيا سلميا وليس تظاهرات تسير بالشوارع وتعطى فيها الفرصة للمندسين والمخربين. كما نتمنى ان تنتهي بانتهاء المهرجان بعد توصيل رسالتها الى المعنيين. وبالمقابل، نتمنى من رجال الأمن التعامل الحضاري وعدم الاستفزاز، وان تكون مهمتهم حفظ الأمن وليس زعزعته كما حدث في لقاءات سابقة.

سعيد محمد سعيد

بعد الفتنة… فوضى وبلطجية وشباب 14 فبراير

 

تحدثت في عمود يوم الخميس الماضي حول موجة الإصرار المريب على ترويج جماعات وأجهزة إعلامية ووسائط وشخصيات وأشباح وخفافيش وأم الخضر والليف ومن لفّ لفها، لأكذوبة الفتنة والانشطار الطائفي في المجتمع البحريني، واعتبرتها من وجهة نظري المتواضعة، تحركاً طبيعياً (فاشلاً) رداً على حالة التلاحم الوطني المشرف للبحرينيين الشرفاء المخلصين الذين أذهلوا العالم بتحركهم السلمي وإصرارهم على المطالب المشروعة التي لا تخدم سوى حاضر ومستقبل الوطن العزيز.

ويبدو أن قاموس أعداء الوطن نَشِطٌ متجددٌ في اختيار المفردات تلو الأخرى بهدف إشعال فتيل الفتنة، فبعد فشل عنوان (الفتنة والانشطار الطائفي)، عمدوا لاستخدام مفردة (الفوضى)، حتى قال قائلهم ذات مساء: «نريد أن نعلمهم بأننا حضاريون ومنظمون نحب البحرين، وهم فوضويون لا تهمهم مصلحة الوطن»، وكتب آخر تحت عنوان الفوضى ما أخرجه عن عقاله، ولن تكون مفردات ذلك القاموس العفن إلا شرارات متطايرة لإيقاع صدامات عنيفة دامية في الشارع، وهذا ما يتوجب على الجميع الالتفات له والتحذير منه، ولتكن حادثة شجار مدينة حمد يوم الخميس (3 مارس/ آذار 2011) أيها الشرفاء مدونة بدقة لدينا جميعاً لكشفها وتعريتها ووأدها، بل ووأد الخطاب الخطير الذي أدى إلى تأجيجها، وكل ذلك، من وجهة نظري المتواضعة أيضاً، ليس سوى مخطط لإفشال الحوار الوطني الذي يقوده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى، عبر قطع الطريق أمام الحوار بإشعال الشارع بالصدامات الدامية، وكما حذر العلماء الأفاضل والمخلصون من أبناء البحرين، يتوجب على الجميع، أخذ الحيطة والحذر لإفشال هذا المخطط.

إخواني… الصورة واضحة! كل الدول العربية والإسلامية بل ودول العالم الثالث، مهيئة لثورات غضب شعبية مقبلة للمطالبة بالحقوق والإصلاحات نظراً لتراكم الممارسات الديكتاتورية وتعنت الحكومات وظلمها واستبدادها، وستكرر الأنظمة ذات الأساليب في التعامل مع شعوبها وستضعها تحت عدة عناوين مكررة: فوضى وتخريب وفتنة – تآمر من الخارج كإيران تارة، وتل أبيب تارة أخرى تدار من أميركا – مخطط إسرائيلي لتقويض الأمة الإسلامية – القاعدة و «طالبان»، وربما عناوين أخرى لست أفقهها! ثم ستنحو تلك الأنظمة إلى: استخدام أقصى أنواع العنف والقوة ضد مواطنيها وستقتل من تقتل بدم بارد – ستحذر وتهدد وتنذر وتزبد – ستستخدم البلطجية والمرتزقة الذين على ما يبدو أعدتهم تلك الأنظمة منذ زمن في أقفاص خاصة تطعمهم وتسمنهم وتربيهم للنيل من شعوبها – ستتراجع وتدعو للتهدئة والحوار وستتباكى على سلامة الوطن واستقراره وأمنه واقتصاده – ستلفّ وتدور حول الحوار – ستسقط الأنظمة المتعنتة المكابرة – ستنجو الأنظمة التي ستظهر بشجاعة وتعترف بأخطائها وتؤمن بأن مطالب الشعوب مشروعة ودستورية فتصل إلى بر الأمان.

لكن، في فقرة قصيرة ليسمح لي القارئ الكريم أن ألفت نظر الجميع إلى عدة نقاط تتعلق بالمجتمع البحريني باختصار: على الجمعيات السياسية والرموز الدينية وأولياء الأمور أن يسهموا في استقرار سير العملية التعليمية وسلامة المدارس وخصوصاً بعد بيان الجمعيات الداعي إلى استقرار المدارس – التصدي بمسئولية وطنية لمن يحاول نشر صور الاحتقان الطائفي بعد أن عجز ثم عاد وشمّر عن ساعديه ليواصل مسعاه الخبيث – احترام كل طرف للآخر، سواء كان موالياً أم معارضاً، بلا إقصاء أو تحريض أو اصطفاف – على الدولة – والأمل معقود على سمو الأمير سلمان الله يوفقه في مهمته الجسيمة – أن توازن في التعامل الإعلامي وتمنح كل طرف حقه في التغطية الإعلامية المتزنة بعينين لا بعين واحدة، وتتصدى بحزم لكل جهاز إعلامي أو منتدى إلكتروني يصب الزيت على النار ويفتح المجال لنشر الكلام المدمر والاتهامات الفاجرة.

أما بالنسبة لشباب 14 فبراير، فقد أثبتوا للعالم أنهم بحرينيون شرفاء يحملون همّ الوطن وصلاحه، وحين يقولون: «لم يخرجوا أشراً ولا بطراً»، إنما يجسدونها على أرض الواقع بصدورهم العارية وزهورهم ودمائهم لا من أجل جرّ البلاد إلى الصدام بخطاب آثم! ولكل من حمل علم البحرين وهتف من أجل حاضر ومستقبل البحرين بصدق، من الموالاة والمعارضة، بعيداً عن المطابخ السرية والتآمر الفاشل… لهم منا كل الشكر والتقدير… لكن يا جماعة، استعدوا للقادم… استعدوا جيداً لمن لا يمتّ بصلة إلى تراب البحرين، ولا يريد سوى التدمير… احذروهم جيداً واستعدوا لهم واكشفوهم بتلاحمكم وبشعاركم المدوّي: «بالروح بالدم نفديكِ يا بحرين»