يعتبر «كارل ثيودور ماريا نيكولاس جوهان جاكوب فيليب فرنز جوزيف سيلفيستر فريهر فون اند زو غوتنبرغ»، وهذا هو الاسم الكامل لوزير الدفاع الألماني البارون الارستقراطي المتزوج من «حفيدة» بسمارك، والبالغ من العمر 39 عاما، من اكثر سياسيي ألمانيا شعبية.
وعلى الرغم من شعبيته وعروقه العائلية، فان الصحافة الالمانية لم تترد في الاسبوع الماضي في الكشف عن انه قام بتضمين بعض تقارير اللجان البرلمانية في رسالة الدكتوراه التي يحملها دون الاشارة الى المصدر، وان يقوم وزير دفاع اكبر واقوى دولة اوروبية بعملية تزوير ليس بالسهل ابدا، علىالرغم من انه اعتذر عن خطئه علنا، وقال انه سيجمد لقبه الى ان يتم الفصل في التحقيقات. علما بان اتهامه بالتزوير، ان استمر بقاؤه في منصبه، وهو الامر المرجح، قد يؤثر في خططه الطموحة الهادفة الى الغاء الخدمة العسكرية الاجبارية في الجيش الألماني.
وهنا نجد كيف تتعامل المجتمعات الاوروبية مع كبار قادتها، وهم لا يزالون في السلطة، فحجم النقد الذي تعرض له هذا الوزير لم يكن سهلا، وخطر الغاء برنامجه المتعلق بالتجنيد امر لا يستهان به.
أما عندنا في الكويت غير، حيث ان مزور شهادة دكتوراه كاملة يتم استقباله من كبار مسؤولي الحكومة، ويكرم وتلتقط له الصور وتنشر في كل الصحف، على الرغم من علم الجميع بان شهادته مزورة من اول حرف حتى اخر حرف فيها! كما يتبوأ الكثيرون مناصب عدة في الحكومة على الرغم من حملهم لشهادات صادرة عن جهات غير معترف بها. وهناك جامعات «وهمية» اميركية واوروبية تقوم بمنح شهادات دكتوراه في مختلف التخصصات مقابل دفع بين 3000 و5000 دولار. وفوق ذلك توجد في الكويت رابطة للدفاع عن حاملي شهادات الدكتوراه، وهي الرابطة او الجمعية الوحيدة من نوعها في العالم اجمع والتي تضم مجموعة من حاملي هذه الشهادة الصادرة عن جامعات اما غير معترف بها او غير موجودة اصلا. ويطالب اعضاء هذه الرابطة السلطات التعليمية في الكويت بالاعتراف بشهاداتهم. ولن نستغرب يوما ان تقوم الدولة، بضغط نيابي، بالرضوخ لطلبهم، فقط للتخلص من «حنتهم»!
أحمد الصراف