سامي النصف

أمير الشكر والوفاء

خطاب الشكر والوفاء الذي استمع له الشعب الكويتي ظهر امس من صاحب السمو الامير المفدى يؤسس لثقافة سياسية جديدة لم تعتدها شعوب العالم الاخرى وخاصة في منطقة الشرق الأوسط ممن لم تعتد سماع خطابات شكر توجه لها، لقد كان خطاب امس جميلا في معناه ومغزاه، راقيا في مفرداته وكلماته، موجها من قيادة ابوية حنونة الى شعب مخلص ووفي.

فقد وجه سموه الشكر لأطفال الكويت الذين شاركوا في الأوبريت الرائع «إلا الوطن» وللرجال والنساء ممن عبروا عن محبتهم الخالصة لوطنهم واميرهم بطريقة مبتكرة وغير مسبوقة وهي نثر مليون وردة محبة على جدران دار سلوى مقر إقامة سموه.

وامتد خطاب الشكر لجميع ابناء الديرة لمشاركتهم الراقية والفاعلة في اعياد «50، 20، 5» فهم كما اتى في الخطاب «زينة الكويت وأنوارها وصوتها وصورتها وحاضرها ومستقبلها الزاهر» والى جميع وزارات ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني ومختلف الجهات الاهلية ووسائل الاعلام المقروء والمسموع والمشاهد وللمشاركين في العرض العسكري ولقواتنا المسلحة ولقوات الدول الحليفة والصديقة.

واستذكر خطاب الشكر والوفاء الادوار البطولية للراحلين الكبيرين الشيخ جابر الاحمد والشيخ سعد العبدالله، ولشهداء الكويت الابرار وأسراها ومفقوديها ممن رووا بدمائهم تراب الكويت الطاهر، كما امتد الشكر والامتنان لشعوب وقيادات وقوات الدول الحليفة والصديقة التي وقفت مع الكويت عام 90 و«لن ننسى قط مواقفهم الشجاعة» كما جاء في الخطاب التاريخي.

وتأتي الثقافة السياسية التي تضمنها خطاب سموه امتدادا للثقافة التي رسخها سموه ديبلوماسيا في المحيطين العربي والدولي حيث الصدق والحكمة والوفاء، فلا قول بالعلن يختلف عن القول بالسر، ولا مواقف فوق الطاولة تختلف عن مواقف اخرى تحتها، بل شفافية ووضوح تام، لذا لم يصدق العالم وقادته اكاذيب وتخرصات النظام الصدامي وهب مسرعا للوقوف مع بلدنا قبل عقدين من الزمن.

آخر محطة:

(1) تمسكنا بالوحدة الوطنية والتعقل والموضوعية هو خير هدية نقدمها لبلدنا في اعيادنا الوطنية، وعطاءات الدولة للشعب الكويتي غير المسبوقة لا تحتاج منا إلا للحمد والشكر.

(2) حتى نشعر أكثر بالنعمة التي نعيشها نذكر بأن كلمات الشكر التي نسمعها، تتزامن مع تهديدات قيادات ثورية بقتل شعبها من.. زنقة، الى زنقة اي من الوريد الى الوريد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

احمد الصراف

البارون والحنة الكويتية

يعتبر «كارل ثيودور ماريا نيكولاس جوهان جاكوب فيليب فرنز جوزيف سيلفيستر فريهر فون اند زو غوتنبرغ»، وهذا هو الاسم الكامل لوزير الدفاع الألماني البارون الارستقراطي المتزوج من «حفيدة» بسمارك، والبالغ من العمر 39 عاما، من اكثر سياسيي ألمانيا شعبية.
وعلى الرغم من شعبيته وعروقه العائلية، فان الصحافة الالمانية لم تترد في الاسبوع الماضي في الكشف عن انه قام بتضمين بعض تقارير اللجان البرلمانية في رسالة الدكتوراه التي يحملها دون الاشارة الى المصدر، وان يقوم وزير دفاع اكبر واقوى دولة اوروبية بعملية تزوير ليس بالسهل ابدا، علىالرغم من انه اعتذر عن خطئه علنا، وقال انه سيجمد لقبه الى ان يتم الفصل في التحقيقات. علما بان اتهامه بالتزوير، ان استمر بقاؤه في منصبه، وهو الامر المرجح، قد يؤثر في خططه الطموحة الهادفة الى الغاء الخدمة العسكرية الاجبارية في الجيش الألماني.
وهنا نجد كيف تتعامل المجتمعات الاوروبية مع كبار قادتها، وهم لا يزالون في السلطة، فحجم النقد الذي تعرض له هذا الوزير لم يكن سهلا، وخطر الغاء برنامجه المتعلق بالتجنيد امر لا يستهان به.
أما عندنا في الكويت غير، حيث ان مزور شهادة دكتوراه كاملة يتم استقباله من كبار مسؤولي الحكومة، ويكرم وتلتقط له الصور وتنشر في كل الصحف، على الرغم من علم الجميع بان شهادته مزورة من اول حرف حتى اخر حرف فيها! كما يتبوأ الكثيرون مناصب عدة في الحكومة على الرغم من حملهم لشهادات صادرة عن جهات غير معترف بها. وهناك جامعات «وهمية» اميركية واوروبية تقوم بمنح شهادات دكتوراه في مختلف التخصصات مقابل دفع بين 3000 و5000 دولار. وفوق ذلك توجد في الكويت رابطة للدفاع عن حاملي شهادات الدكتوراه، وهي الرابطة او الجمعية الوحيدة من نوعها في العالم اجمع والتي تضم مجموعة من حاملي هذه الشهادة الصادرة عن جامعات اما غير معترف بها او غير موجودة اصلا. ويطالب اعضاء هذه الرابطة السلطات التعليمية في الكويت بالاعتراف بشهاداتهم. ولن نستغرب يوما ان تقوم الدولة، بضغط نيابي، بالرضوخ لطلبهم، فقط للتخلص من «حنتهم»!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

فرح عندنا.. ومآتم عندهم

نظرة سريعة لأحداث المنطقة العربية اليوم نجد أمرا غريبا!! الجميع متوتر وحذر ويترقب ويضطرب ويثور ويقلبها رأسا على عقب، الا في الكويت وما ندر من دول الخليج، حيث نحن هنا نفرح ونبارك ويهنئ الشعب القيادة السياسية وتكافئ القيادة شعبها وتبادله الحب والاحترام. الجميع هنا في الكويت فر.حٌ ومنبسط، بينما الغالب هناك وما حولنا حزين وكئيب ولا يعلم ما تخبئ له الليالي والأيام.
وكما ذكرت في مقالتي السابقة «الكويت غير» فإن هذه الأجواء من السعادة والفرح لا تعني اننا في دولة نموذجية، بل نعترف بوجود الكثير من النقص والكثير من الفساد، لكن ما هو متوافر من منابر للإصلاح كاف لمعالجة هذا القصور.
اليوم سأتحدث عن بعض أسباب هذا التدهور المتسارع في العلاقة بين الأنظمة وشعوبها في بعض دول المنطقة، حيث لوحظ ان اساس هذا التدهور في العلاقات شعور الشعوب بالظلم وغياب العدل!! صحيح قد يصمت الشعب دهرا من الزمن، وقد يصبر على القهر والظلم، لكن ذلك مثل النار التي تحت الرماد، فما ان تحين فرصة مناسبة تحرك الساكن الا وتثور ثورته، وينتفض المارد الجبار الذي لا يمكن للدبابات ولا الطائرات ان توقفه عند حده الا بعد بلوغ مأربه!!
لاحظوا كذلك ان الشعب يبدأ ثورته بمطالب محددة وبسيطة ومعقولة، لكن عناد الأنظمة وكبرياءها وتعاملها بقسوة مع المدنيين العزل وعدم الاخذ في الاعتبار أي من هذه المطالب، تجعل الشعب يكرر بصوت واحد «الشعب يريد اسقاط النظام» في تصعيد لافت للنظر، خصوصا اذا نجمت عن تعامل النظام مع بدايات الثورة أحداث قتل وقمع!!
ملاحظة أخرى وهي ان اكثر ما يثير الشعب ويغضبه هو شعوره بأن افراد الحاكم وأسرته أو قبيلته أو حزبه ينفردون بخيرات البلاد وثرواتها بينما الآلاف من أرباب الأسر لا يجدون قوت يومهم، ولعل هذا الأمر يدركه حكام الخليج، حيث لوحظ ان ابناء الشيوخ وابناء الأمراء والسلاطين ينفردون في حيازة أملاك ليس لهم الحق بها ولم يتملكوها الا لكونهم من ابناء الأسرة الحاكمة، وهذه قشة قد تقصم ظهور بعارين كثيرة.
***

لفتة كريمة
نتقدم بالتهنئة للكويت، حكومة ونظاما وشعبا، على أعيادها المجيدة، ونسأل الله ان يجعل أيامنا كلها أعيادا.
كما نتقدم بالتهنئة الى الشعب السعودي وحكومته الرشيدة بعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مشافى معافى، سائلين المولى عز وجل ان يديم عليه الصحة والعافية.