خطاب الشكر والوفاء الذي استمع له الشعب الكويتي ظهر امس من صاحب السمو الامير المفدى يؤسس لثقافة سياسية جديدة لم تعتدها شعوب العالم الاخرى وخاصة في منطقة الشرق الأوسط ممن لم تعتد سماع خطابات شكر توجه لها، لقد كان خطاب امس جميلا في معناه ومغزاه، راقيا في مفرداته وكلماته، موجها من قيادة ابوية حنونة الى شعب مخلص ووفي.
فقد وجه سموه الشكر لأطفال الكويت الذين شاركوا في الأوبريت الرائع «إلا الوطن» وللرجال والنساء ممن عبروا عن محبتهم الخالصة لوطنهم واميرهم بطريقة مبتكرة وغير مسبوقة وهي نثر مليون وردة محبة على جدران دار سلوى مقر إقامة سموه.
وامتد خطاب الشكر لجميع ابناء الديرة لمشاركتهم الراقية والفاعلة في اعياد «50، 20، 5» فهم كما اتى في الخطاب «زينة الكويت وأنوارها وصوتها وصورتها وحاضرها ومستقبلها الزاهر» والى جميع وزارات ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني ومختلف الجهات الاهلية ووسائل الاعلام المقروء والمسموع والمشاهد وللمشاركين في العرض العسكري ولقواتنا المسلحة ولقوات الدول الحليفة والصديقة.
واستذكر خطاب الشكر والوفاء الادوار البطولية للراحلين الكبيرين الشيخ جابر الاحمد والشيخ سعد العبدالله، ولشهداء الكويت الابرار وأسراها ومفقوديها ممن رووا بدمائهم تراب الكويت الطاهر، كما امتد الشكر والامتنان لشعوب وقيادات وقوات الدول الحليفة والصديقة التي وقفت مع الكويت عام 90 و«لن ننسى قط مواقفهم الشجاعة» كما جاء في الخطاب التاريخي.
وتأتي الثقافة السياسية التي تضمنها خطاب سموه امتدادا للثقافة التي رسخها سموه ديبلوماسيا في المحيطين العربي والدولي حيث الصدق والحكمة والوفاء، فلا قول بالعلن يختلف عن القول بالسر، ولا مواقف فوق الطاولة تختلف عن مواقف اخرى تحتها، بل شفافية ووضوح تام، لذا لم يصدق العالم وقادته اكاذيب وتخرصات النظام الصدامي وهب مسرعا للوقوف مع بلدنا قبل عقدين من الزمن.
آخر محطة:
(1) تمسكنا بالوحدة الوطنية والتعقل والموضوعية هو خير هدية نقدمها لبلدنا في اعيادنا الوطنية، وعطاءات الدولة للشعب الكويتي غير المسبوقة لا تحتاج منا إلا للحمد والشكر.
(2) حتى نشعر أكثر بالنعمة التي نعيشها نذكر بأن كلمات الشكر التي نسمعها، تتزامن مع تهديدات قيادات ثورية بقتل شعبها من.. زنقة، الى زنقة اي من الوريد الى الوريد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.