حسن العيسى

استجواب أم فش غل؟

ماذا يريد النائب صالح عاشور من استجوابه لوزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح، فهو وزير في الدولة الكويتية لا وزير في مملكة البحرين! وبصفته هذه هو يجلس على قمة إدارة تمثيل الدولة في الخارج ورعاية مصالحها، وليس من شأنه ولا يحق له أن يفرض سيادة الدولة الكويتية على البحرين وغير البحرين، ولا يجوز للكويت ولو كانت دولة عظمى أن تملي إرادتها على دولة أخرى وأجهزتها الإعلامية، بإمكان النائب عاشور مقاضاة تلفزيون البحرين وفق قانون هذه الدولة، ولكن ليس من حقه كنائب في مجلس الأمة أن يفرض أجندته الخاصة على السياسة الخارجية للدولة.

تكررت عبارات مثل «عدم التدخل في الشؤون الداخلية» في استجواب النائب لوزير الخارجية، وجاءت في غير مكانها الصحيح، العكس هو الصحيح، وإذا اعترضت الخارجية الكويتية على ما بثه تلفزيون البحرين فهذا يعد تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، الآية مقلوبة هنا يا حضرة النائب، فما تريده في استجوابك وما تريد إملاءه مسبقاً على الخارجية الكويتية يعد تدخلاً في شؤون دولة أخرى. يمكن تفهم غضب النائب وسخطه على المواقف السياسية للكويت في مظاهرات الشعب البحريني، فالدولة تعاملت مع «الأشقاء» في البحرين كنظام، والنظام في الأعراف الاستبدادية هو الحكم وهو الشعب ولا فرق بينهما، الدولة هنا تبتلع المجتمع، والدولة هي النظام الحاكم بصرف النظر عن طبيعته ومشروعيته، لكن أياً كانت مواقف الدولة هنا التي ترددت وضاعت حكومتها في حيص بيص مظاهرات البحرين وعدم تبصرها بأن شرار النار الطائفية قد تمتد إلى البيت الكويتي، بعدما تركت جماعات الهوس الديني من الضفتين يتلاعبون بمواقفها الرسمية، فإن حتى ذلك بالمنطق الصرف لا يسبغ على استجواب النائب عاشور أي مشروعية دستورية، فهذا الاستجواب مجرد رد فعل غاضب صب جامه على الشخص الخطأ.

احمد الصراف

بيت وخسارة وربح

كأي رجل أعمال، ولو انني أصبحت على مشارف التقاعد، تأثرت ماديا بشكل كبير نتيجة ما اصاب اقتصادات الدول الخليجية، والكويت، من ضرر مالي هائل، إن نتيجة أوضاعها الداخلية أو بسبب انهيار قيمة استثمارات الكويت في دول مثل تونس ومصر والبحرين وغيرها. ولكني مع هذا لم أشعر بنفس الحسرة أو الخيبة أو الحزن على الخسارة هذه المرة كما في المرات السابقة، خلال ما يقارب نصف القرن من العمل والاستثمار، لأنني أحسست أن الخسارة المادية، رغم فداحتها، كان لها جانب إيجابي، ولو غير مباشر. فما جرى في تونس ومصر وما يجري في اليمن وليبيا والبحرين والسعودية والكويت وسوريا وغيرها، وبالدور يا عرب، سيصب في نهاية الأمر في مصلحة شعوب المنطقة ورفاهيتها المعيشية والفكرية وحقوقها الإنسانية. ومهما كان حجم الخوف من إمكانية سيطرة قوى دينية متشددة على مقاليد الأمور في بعض الدكتاتوريات السابقة إلا أن من الإنصاف القول ان الوضع تغير إلى حد كبير، وأصبح من الصعب الاستمرار في الضحك على الشعوب إلى الأبد بشعارات عقائدية أو دينية أو غير ذلك، وقد شاهدنا كيف أن حزب الإخوان المسلمين الحاكم في تركيا، التي زرتها قبل أيام، وهي الخامسة خلال 37 عاما، لم يستطع فعل الكثير لتغيير علمانية الدولة واضطرار الحزب للتعايش مع الوضع، مع تغييرات شكلية بسيطة. كما أن قيادة الحزب أصبحت تعلم ان استمرارها في الحكم مرتبط باستمرار ازدهار الاقتصاد التركي وليس لأسباب عاطفية او دينية أخرى، هي والوهم سواء.
دعونا نستبشر خيرا ونأمل في الأحسن، فما حدث من تغير في بضع دول عربية كبير وهائل ويستحق التضحية بالكثير من الجميع، وإن مرغمين!!

أحمد الصراف

سامي النصف

ملوك يوحّدون وثوار يفتتون

  وحّد الملك عبدالعزيز الجزيرة العربية، ووحد الشيخ زايد دولة الامارات ووحد الملك فاروق مصر وضم لها السودان وغزة وكانت مساحة المملكة المصرية تفوق 3.5 ملايين كم2، ووحد الملك فيصل الاول العراق وضم لها قضاء الموصل بمساعدة الانجليز رغم اعتراض تركيا، وكان الملك فيصل قبل ذلك قد وحد سورية، ووحد الملك ادريس السنوسي ليبيا عبر مرحلتين، الاولى فور الاستقلال عام 51 حيث اقام خلالها وحدة فيدرالية بين اقاليمها الثلاثة والأخرى في منتصف الستينيات حيث تحول الى الوحدة الاندماجية الكاملة بدلا من الفيدرالية.

تسبب الحكم الوحدوي الثوري الذي تسلم مقاليد الحكم في مصر عام 52 وفي اعوام قليلة بانفصال السودان وخسارة غزة ومعها سيناء مرتين، وتسبب الحكم الوحدوي الثوري في سورية عام 67 في فقد الجولان، وتسبب الحكم الثوري القومي الاسلامي في السودان بفقدان جنوبه هذا العام، كما تسبب الحكم الوحدوي الثوري في العراق بفقدان شماله وجنوبه ولم يبق الا تقاسم بغداد وكركوك، كما يعمل القذافي جاهدا هذه الايام لتقسيم وتشطير ليبيا، وما حادثة الاعتداء على المحامية البنغازية ايمان العبيدي، الا عمل قذافي شيطاني يراد منه الاسراع بالتفتيت والتشطير عبر الاعتداء الوحشي عليها ثم السماح لها بعرض مظلمتها على وسائل الاعلام في فندقهم المحاط بحراسة أمنية شديدة، مما يستفز مشاعر اهل بنغازي خاصة ان الامر يتعلق بشرف امرأة بنغازية وهو امر شديد الحساسية.

وكتب الزميل حامد عزالدين مقالا حذر فيه، وبواقعية شديدة، من احتمال تقسيم مصر العزيزة تحت رايات الانفعال الحالية، مذكرا بدعوة لويس برنارد لتقسيم الوطن العربي الى 82 دويلة، وحذر عزالدين في مقاله من قيام دويلات للنوبة في الجنوب المصري والشمال السوداني وللقبائل في سيناء وللاقباط في الجنوب والغرب وللمسلمين في القاهرة ويمكن اضافة دويلة اخرى في اقصى الغرب تنضم الى ما تبقى من ليبيا، والحذر وافتراض الاسوأ هذه الايام حكمة ما بعدها حكمة.

ويقول بعض الاحباء والحكماء الكويتيين ان ديموقراطيتنا هي حصننا الحصين ضد التشتيت والتفتيت والتشرذم ولا يعطون كالعادة اي تفاصيل او اثباتات لدعاواهم لمعرفتهم أن الواقع المعيش يثبت تماما عكس ما يقولونه، فأحداث البحرين على سبيل المثال لم تفرق اهل قطر او الامارات او عمان بينما تسببت في قسمة خطيرة في بلدنا مازلنا نعاني من آثارها، وقبل ذلك ما تسببت فيه اقوال ياسر الحبيب والجويهل وغيرهما، ان الاكتفاء بغطاء الشعارات والمقولات قد يكشف ذلك الغطاء بأسرع مما نتصور خاصة ان ديموقراطيتنا لم توقف عنا في السابق الخروقات الامنية والنكبات الاقتصادية والازمات السياسية الطاحنة التي انفردنا بها من دون دول الخليج في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات.

آخر محطة:

كتب الكاتب الاشهر في أميركا، لربما في العالم، توماس فريدمان مقالا اسماه «قبائل لها أعلام»، قال فيه ان السعودية والعراق وليبيا والاردن وسورية واليمن ودول الخليج هي.. قبائل لها أعلام وليست دولا!

الكاتب قريب في توجهه السياسي من الادارة الحالية، والحر تكفيه الاشارة!

احمد الصراف

تقرير “سري للغاية” للخارجية

تتساءل القارئة د. بورتويان عن سبب هذا الخلاف حول تسمية خليجنا، في الوقت الذي نرى ان الذراع المائية التي تفصل بريطانيا عن أوروبا يسميها الانكليز «القنال الانكليزي» أو The Channel، أما الفرنسيون فيسمونها بحر المانش La Manche، ولا تتذكر بورتويان اختلاف الطرفين على التسمية في العقود القليلة الماضية. ملاحظتها ذكرتني بقصة رواها المرحوم أحمد الربعي عندما زار عدن، قبل وفاته بقليل، عندما فوجئ بما آلت اليه اوضاع عدن، خصوصا سوق سمكها الشهير، الذي كان قبلة زوار المدينة بسبب غناه وتنوع اسماكه ورخص اسعاره ونظافته، وكيف أصبح، بعد أن غادر الانكليز عدن، واستلام الوطنيين للإدارة، عنوان القذارة والروائح الكريهة وندرة الأسماك وارتفاع اسعارها! وقال الربعي انه اشتكى للمدير عن هذا التباين الحاد، وكيف رد عليه المدير العدني العجوز قائلا: يا أحمد، رجع الانكليز وخذ سوق نظيف وسمك طازة ورخيص! وهنا نقول للدكتورة: هاتي شعبين متحضرين على جانبي الخليج، وستحل مسألة التسمية نفسها تلقائيا، فالخلاف ليس على أي التسميتين أصح، بل بما في الصدور من شكوك، فالإيرانيون يقولون، بكل براءة.. ربما!! ان لا غاية لهم ولا هدف قومياً أو امبراطورياً يسعون الى تحقيقه من وراء اصرارهم على التسمية، وانه حق يودون ابقاءه على حاله، بعد ان شاع في السنوات المائة الأخيرة، على الأقل! أما معارضوهم فانهم يقولون ان ليس في الأمر تغيير ما، فالخليج سبق ان عرف، من خرائط كثيرة، بالعربي، فلماذا لا يعود له اسمه القديم، وان ليس في الأمر تعصب أو شوفينية أو تعال عرقي بل مجرد إعادة الوضع الى ما كان عليه، فغالبية سكان الخليج ودوله من العرب! والطريف ان العراقيين لم يدخلوا طرفا في التسمية، على الرغم من ان الخليج كان يعرف في مرحلة ما بخليج البصرة، وهنا نجد من الأفضل، ان كنا بذلك الرقي الذي ندعي، ان نحاول التعايش مع التسميتين، ولكن من يضمن عدم تطرف جانب ضد الآخر والعودة الى إطلاق شتى الاتهامات.
حل المسألة قد يكون أسهل مما نتصور، فبإمكان لجنة من دول مجلس التعاون التوصل الى حل وسط يتفق عليه مع ايران، او الاتفاق على ان من حق كل طرف استخدام ما يشاء من دون ضغائن، كما في حالة القنال الانكليزي أو المانش. أقول ذلك ولا أزال على رأيي السابق، من ان مطالباتنا بالجزر الاماراتية المتنازع عليها مع ايران لا يمكن ان تحل الا بالحوار، وأي لجنة حوار لا يمكن ان تقرر لمن تعود ملكية تلك الجزر بغير العودة الى الخرائط، وتلاعبنا في الخرائط الدولية المعتمدة حاليا بتسمية محددة، سيضعف من موقفنا التفاوضي، وان كان بالإمكان تجاوز هذه النقطة، فلا توجد مشكلة اذا، ومن حق الامارات، وليس حقي، أخذ هذه النقطة بالاعتبار أو تجاهلها!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

انقلاب على الرئيس

اختلطت الأوراق بتقديم استجوابين جديدين، اضافة الى ثلاثة استجوابات، إما قدمت وإما بالطريق، وذلك بعد الاعلان عنها!!
خلط الأوراق ليس بعد الاستجوابات، فهذا أمر تعودنا عليه في هذا المجلس وهذه الحكومة، لكن الخلط وعلامة الاستفهام من التوقيت ومن مقدمي الاستجواب!! فالنائ‍بان المحترمان اللذان تقدما بالاستجوابين محسوبان على رئيس الحكومة!! بل هما من اكثر المنددين بكثرة الاستجوابات، ومن المطالبين دائما بعدم التأزيم وتهدئة الأمور، لذلك يحق لنا ان نستغرب هذا الانقلاب في المفاهيم والمواقف.
أنا أعتقد أن تفسير ذلك لا يخرج عن أمرين: إما انه تكتيك لحل مجلس الأمة أو حل الحكومة وهذا مستبعد، لأن الرابح الأكبر في هذا المجلس هو الكتلة التي قدمت الاستجوابين وخلطت الأوراق، واما انه انقلاب من الكتلة اياها على رئيس الحكومة عندما جرحت مصالحها الحزبية وانداس على طرف ذيلها!! والدليل ان الاعلان عن الاستجوابين جاء في لحظة غضب، واندفاع في المشاعر تبعه الاعلان عن احد الاستجوابين، وكان النائ‍ب الآخر واقفا وسمع ما سمع من صديقه فزايد عليه بالمشاعر المناصرة للطائفة وأعلن استجوابا آخر لوزير آخر!!
لذلك يحق لنا أن نقول إن الاستجوابين الآخرين ودافعهما ما حصل في البحرين ومواقف الحكومة الكويتية والشعب الكويتي مما جرى، لذلك هو استجواب دوافعه طائفية!!
النائب المحترم يعتب على الحكومة، ممثلة بوزير الإعلام، لعدم اسكات تلفزيون البحرين الذي أساء لهذا النائب، ومع رفضنا الشديد لأي اساءة مهما كان مصدرها الى من لا يستحقها، فإن السؤال الذي يطرح نفسه ونوجهه لهذا النائب: أليس أولى العتب على الوزير نفسه لعدم اسكات بعض وسائل الاعلام الكويتية التي تسيء الى نواب ورموز سياسية يوميا في الكويت؟!
إذا كانت الذريعة انها حرية الرأي وحرية الكلمة، فمن باب أولى ان نتقبل عذر الآخرين حتى لو كان الجهاز حكوميا!! «بعدين انت نائب تمت الاساءة إليك في البحرين روح للبحرين وقدم شكوى وخذ حقك!!»، لكن تستجوب وزير اعلام الكويت لأن تلفزيون البحرين أساء اليك؟! أنت تعلم ان الوزير الكويتي «موقادر على وزارته بالكويت تطلب منه يسيطر على وزارة البحرين؟!» لو كان استجوابك لوزير الاعلام عن سوء ادارته هنا لوجدنا لك عذرا، لكن تطلب منه ما لا يملك ولا سيطرة له عليه فهذا أمر مستغرب!!
وتزعلون اذا قلنا انها فزعة طائفية!! لكن ما أقول «الا الله يعين رئيس الوزراء اللي انقلب على ربعه مع أول هزة» حتى نعرف ان بعض الدوافع فوق كل اعتبار مهما كان ثمن المضحى به!! بالمناسبة.. يا ليت نسمع رأيا واضحا للنائب حسين القلاف، الذي أكرمنا بقذائفه الصاروخية مع كل استجواب يقدم لهذه الحكومة.. شكله متوهق!!
***
وبالمناسبة: في مقالة لي سابقة ذكرت اسم «الشيخ المدمغ»، وقد ذكرت بعض المواقع والمقالات انني اقصد الشيخ حمد صباح الأحمد، «وزايدوا علي باحترام الشيخ»، وللحقيقة لم أكن أعلم من هو الشيخ الذي وصفت تصرفه بأنه «مدمغ» (أي تصرف ينقصه شيء من الحكمة)، وأما وقد تبيّن ان الشيخ المقصود هو الشيخ حمد صباح الأحمد، فأؤكد احترامي للشيخ حمد وتقديري لأسرته الكريمة، على الأقل لم يمارس النذالة.

محمد الوشيحي

لا تضربني… كسّرت الخيزرانة

شركتا «التكتل الشعبي» و«تكتل التنمية والإصلاح» البرلمانيتان تتنافسان في خدمة زبونهما «التكتل الوطني» قبل وبعد إعلانه استجواب الشيخ أحمد الفهد، أحد أكبر مورّدي البيضة والحجر في الكويت من المحيط إلى الخليج، إذ تكفل «الشعبي» بتفريك «الوطني» ومساجه وبوديكيره ومانيكيره، وتكفل «تكتل الإصلاح» بتوصيله مجاناً من وإلى المنصة شاملاً الخدمة والضرائب! وكل هذا من باب الاستثمار قصير المدى، فسوف يحتاجانه في القريب الباكر، وأخشى أن يفعل بهما كما فعل في السابق، أو قل السوابق، إذ ما إن يعلن أحدهما تقديم استجوابه لرئيس الحكومة أو لأي من الوزراء حتى يعلن «الوطني» بدء سلسلة اجتماعاته، اجتماع ينطح اجتماعاً، وهات ورقة وقلماً وكشف حساب بأرباح التكتل وخسائره، وتمتد الاجتماعات وتمتط، ويترقب الناس انبعاث الدخان الأبيض، ولا ينبعث إلا قبل الاستجواب بسبع دقائق مما تعدون، بإعلان «تأييد التكتل إلا واحداً» من باب المواءمة والمراقصة والمناغشة.

والحمد لله، أخيراً خرج «الوطني» من عباءة «العقلاء»، وأدرك أن الحكومة «لحم فاسد» ممنوع دخوله البرلمان، وها هو اليوم يستجوب الرياضي الشيخ أحمد الفهد، وغداً سيستجوب وزير الإسكان الشيخ أحمد الفهد، وبعد غد سيستجوب نائب رئيس الوزراء لشؤون التنمية الشيخ أحمد الفهد، ووو، خلاص كرّت السبحة. لكن «الوطني» ارتكب خطأ فادحاً عندما دفع، إلى جانب النائب مرزوق الغانم، بنائبه عادل الصرعاوي إلى الواجهة، وهو (أي الصرعاوي) من يتمتع بسجل حافل ومشرف من الخناقات مع كثير من النواب ما قد يدفعهم إلى الاصطفاف في الجهة المقابلة، وبدلاً من أن يحارب الغانم بيديه الاثنتين سوف يضطر إلى القتال بيد واحدة في حين تنشغل الأخرى بسحب زميله الصرعاوي. ولو كنت مكان «الوطني» لدفعت بحصاني الرابح (الحصان مديح في لهجتي التي أتداولها وأنتم بكيفكم) النائب صالح الملا، ذي المواقف المشهودة المحمودة، وذي الأسهم المرتفعة في كل البورصات، بدلاً من الصرعاوي.

على أن أكثر المتضررين من استجواب «الوطني» للفهد هو النائبة رولا دشتي، فهي تسقي بستانها من النهرين، نهر «الوطني» ونهر الفهد، وإذا خُيّرت بين النهرين فستختار «نهر الفهد»، نهر التنمية المليارية، وأظنها ستتغيب عن الاستجواب بداعي الإصابة في الرباط الصليبي، وقد يتغيب معها النائب علي الراشد بحجة «مرافق مريض»، فهو أيضاً يشجع التنمية.

وعلى حرس المجلس تفتيش النائبين سعدون حماد ودليهي الهاجري والتأكد من أنهما لا يملآن جيوبهما بالصخر. ولا أتمنى شيئاً كما أتمنى أن يتحدث النائب سعدون (نبيل فضل البرلمان) مدافعاً عن الفهد بشتائمه المعهودة، فيحنق الناس على الشيخ ويتزاحم النواب والجمهور على طرح الثقة به.

وها هي الأفراح تعم جماهير «الوطني» باستجوابهم الأول للفهد، وها هم أنصار الوطني يقيمون حفلات دبكة يعجز عنها أهالي جبل لبنان: «وبين العصر والمغرب مرّت لمة خيالة يبا مرّت لمة خيالة، ولا تضربني لا تضرب كسّرت الخيزرانة يبا كسّرت الخيزرانة… وجيب المجوز يا عبود، رقّص أم عيون السود… وأوف أوف أوف ميجانا ويا ميجانا ويا ميجانا، غمزة عيونك علمتني الشيطنا، وميجانا ويا ميجانا ويا ميجانا، ضبّي دجاجاتك فحّر قلبو ديكنا…». وعسى الله يديم الأفراح. وكما قال الأخ العقيد القذافي «غنوا وارقصوا» وانسوا استجوابي عاشور والدويسان اللذين يذكراني بما كنا نقوله عندما كنا أطفالاً: «إما ألعب وياكم أو أخرّب اللعبة».

احمد الصراف

ندوات ولوحات

تقيم وزارة الأوقاف تحت شعار «النور الخالد» برنامجا يمتد من 2/20 وحتى 2011/6/12 يتضمن مجموعة محاضرات بعنوان «لآلئ أسرية». ولبيان مدى تعشش البيروقراطية داخل هذه الوزارة، فإنه يكفي إلقاء نظرة على الإعلان لنجد أنه صادر عن قسم «التوجيه الديني» في الوزارة، وبمراقبة من التوجيه الأسري فيها، والتي هي أصلا تقع ضمن «إدارة التنمية الأسرية»! ولو تجاوزنا هذه البيروقراطية وكل هذا التكدس الوظيفي تحت مختلف التسميات، في وزارة يتعلق عملها بالشؤون الدينية وليس بالأسرة، التي هي من اختصاص الشؤون، ونظرنا لعناوين المحاضرات لصدمنا من كل هذا الشحن الموجه والخاطئ فيها. فعنوان البرنامج يتعلق بالأسرة، وهذا يفترض أنه يتعلق بالعلاقة بين أفرادها، وتربية النشء، ومشاكلهم وكيفية حلها والتعايش بين الزوج والزوجة وطرق التغلب على الصعاب المالية والنفسية وغير ذلك، ولكننا بدلا من ذلك نجد المواضيع التالية: حال المؤمن عند وفاته! العلامات الصغرى التي لم تظهر، والعلامات الكبرى! يوم البعث والميزان وتطاير الصحف! الحوض والبدعة، والصراط والنار! الخلق العجيب، والجنة والقنطرة، ورؤية الله، وغير ذلك من المواضيع المماثلة، وجميعها لا علاقة لها لا بالأسرة ولا بالتنمية الأسرية، وهدفها ربما بث الرعب في النفوس، ودفعها للاتجاه للجمعيات المغالية في تشددها المستفيدة الوحيدة من إلقاء مثل هذه المحاضرات التي لا يتقن أتباعها الحديث في غيرها. ومعروف أنه في نهاية هذا البرنامج ستقوم الوزارة كالعادة بتوزيع عشرات أو مئات آلاف الدنانير على كبار مسؤوليها وعلى المشاركين في البرنامج تقديرا لجهود الجميع الجبارة!
***
تمتلئ الكويت، كما في الكثير من دول العالم، بلوحات إرشادية طريفة ومضحكة أحيانا تحتوي على أخطاء لغوية أو إملائية. وقد قام قارئ صديق بتصوير ثلاث منها ضمن محيط مستشفيي الصباح والولادة، وتوجد صور منها في الصفحة23 من هذا العدد. تشير الأولى لمنطقة «تسليم البياضات» ولكنها كتبت «تسليم البياخات». أما الثانية فقد دون فيها «قسم مكافحة الحشرات الطبية والقوارض» وليس هناك، بالنسبة للإنسان العادي، حشرات طبية وأخرى غير ذلك! أما الثالثة فإنها تشير إلى «سوق الولادة المركزي» بدلا من سوق مستشفى الولادة المركزي. ونتمنى من إدارة المستشفيين تعديل هذه اللوحات.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

دولة وليد

أمنح كل من يريد أن يقرأ اختيارين لا ثالث لهما: الأول ألا يعير العلاقة بيني وبين ربي أي اهتمام، ولا اسمي ولا مذهبي ولا الأمور التي لا علاقة لأي شخص بها سواي… والثاني إن لم يستطع أن يطبق الاختيار الأول هو أن يعتبرني «جورج» أو «إنطوان» أو «ميخائيل» أو أي اسم لا يشير إلى مذهب مسلم، فإن لم يتمكن القارئ من الاختيار فرجائي ألا يكمل السطور التالية فهي لا تعنيه أبدا. سئمت، أمانة، كلام الوحدة الوطنية المزعوم في الكويت، وأنه لا فرق بين المذاهب والأصول، وعندما تحين أي فرصة للفرقة فإننا نتمترس خلف الطائفة والعائلة والقبيلة، ولنا فيما يحدث في البحرين اليوم وانعكاسه على الكويت برهان ساطع على ما أقول، وسأثبته في هذا المقال. في تحرك تضامني مع حكومة البحرين قبل أيام دعا عضو مجلس الأمة الكويتي وعضو جماعة إلا الدستور أيضا الدكتور وليد الطبطبائي إلى دولة خليجية واحدة مركزها المملكة العربية السعودية الشقيقة، وقد حظي هذا الاقتراح بالتصفيق والتهليل من جمع الحضور الموجودين في ساحة التغيير في ذلك اليوم!! ولم أجد إلى اليوم استنكارا شديدا من قبل أبناء وطني إلا ما ندر لهذا الأمر غير الدستوري، والساعي إلى إلغاء كيان الدولة بمنتهى البساطة؛ بشكل يتعارض مع أولى مواد الدستور على الإطلاق، «الكويت دولة عربية مستقلة ذات سيادة تامة، ولا يجوز النزول عن سيادتها أو التخلي عن أي جزء من أراضيها». نعم، لا يجوز النزول عن سيادة الدولة مهما كانت النوايا، وأي مطالبة بهذا الأمر تعني التنازل عن الدولة والدستور وكياننا ككويتيين، ويفترض، أقول يفترض، أن يلقى المطالب بذلك كل نبذ ورفض من كل الكويت بحكومتها ومجلسها وشعبها، وهو ما لم يحدث، والأمر أعزوه بيقين قاطع إلى تلك الطائفية البغيضة التي أعمت عيوننا وجعلتنا نقبل اللامعقول بل يصل بنا الأمر إلى أن ندوس سيادة الكويت نكاية بطائفة ومذهب. هذا جانب أما الجانب الآخر فهو المدعوة سميرة رجب التي أطلت علينا قبل أيام في مؤسسة إعلامية كويتية لتدلي بشهادتها حول أحداث البحرين، ويأتي نائب آخر هو الفاضل جمعان الحربش «عضو في إلا الدستور أيضا» ليستشهد بكل حروف سميرة على الرغم من أنها هي من كتبت عن صدام «رحم الله سيد شهداء العصر، وعهد على الشرفاء أن يبقى رمزاً للنضال وحافزاً للصمود أبى إلا أن يموت شهيداً، وما كان سيموت إلا شهيداً»، وقالت أيضا «سيبقى صدام حسين الشهيد رمزاً لكل المناضلين في وجه قانون القوة والغطرسة»، واستطردت «وهو من بنى أقوى جيش عربي قادر على منازلة الطامعين في أرضنا وثرواتنا»، كل هذا وأكثر قالته سميرة يا نائبنا الموقر، وأنا هنا لا ألوم المؤسسة الإعلامية على ترحيبها بسميرة، فلولا صدام ما كانت تلك المؤسسة موجودة أصلا، ولكن أستهجن، وهو ما يتوجب أن يكون حال كل كويتي، أن يفكر شخص كويتي عاقل بأن تكون سميرة مصدره ومرجع أفكاره وآرائه. لو لم تعمي الطائفية عيون الكويت لما كان من الممكن أبدا أن يكون إلغاء سيادة الدولة أطروحة تقال بشكل عام أو حتى فكرة تتولد في أي عقل، ولو لم نكن طائفيين لما تجرأ أحد على أن يرحب بعقل سميرة الذي صنف الكويت كطامعة بالثروة ومتغطرسة، ومجدّ قاتلنا ومغتصبنا. مصابنا جلل ولن تجديه أي كلمة للوحدة الوطنية إن لم تقرن بفعل ونهج حقيقيين يبدآن من المدارس، ونبذ كل من ينظر إلى الكويتيين وعقابهم على أساس أصولهم وعقائدهم. خارج نطاق التغطية: العزيزة نادية الشراح المتوقفة عن الكتابة والمكتفية بالقراءة كما تقول هاتفتني مستنكرة انعدام الثقافة المرورية، وإهانة الطريق من قبل قائدي المركبات، فلا إشارة تحترم ولا حارة أمان تمنح حقها، ولا قانون حازما يردع، وأنا أشاطرها نفس الرأي، فالبلد أصبح يفتقد إلى أبسط أمور قيام المجتمعات والتعايش المحترم للأسف.

سامي النصف

كشك مبارك وأسواقنا التراثية

زرت قبل مدة كشك الشيخ مبارك، وكان جميلا وجود تحف ووثائق وموروثات تاريخية داخله وضعها بشكل مؤقت صاحباها الأخوان الفاضلان صالح خالد المسباح ومحمد علي كمال، هذه المجموعات الخاصة هي التي تحفظ هذه الايام ما تبقى من تراثنا وتاريخنا، والسؤال هو: لماذا لا تشتري الدولة تلك المجموعات من هذين الاخوين الفاضلين وغيرهما ثم تضعها بأسمائهم تقديرا لجهودهم في أماكن عامة، كالكشك والمتحف الوطني وبيت خزعل وبيت ديكسون كي يمكن للمواطنين والمقيمين والسواح والزائرين مشاهدتها بدلا من بقائها ضمن الملكيات الخاصة.

ونرجو أن تخلق الدولة أسواقا تراثية كحال خان الخليلي في مصر وسوق الحميدية في سورية وأسواق واجف في قطر يمكن لمحبي التراث أن يشتروا منها ما يشاؤون ويزينون بها بيوتهم بدلا من السوق التراثي الوحيد الموجود حاليا في سرداب إحدى العمارات القديمة بالسالمية والذي لا يعلم بوجوده أحد.

هذه الاطنان من الاغذية الفاسدة المصدرة للكويت ومعها عشرات الاطنان من اللحوم والاسماك والدواجن ومنتجات الالبان ومختلف أنواع الاغذية والمعلبات التي تنتهي صلاحياتها مع كل يوم يمر في الجمعيات التعاونية والسوبر ماركت والبقالات وغيرها من منافذ بيع، والتي يتم ارجاعها في أغلب الاحيان للمورد أين تذهب؟! لا أعتقد أنها تحرق أو تدمر، والأرجح أن لها منافذ بيع أخرى توصلها رغم انتهاء صلاحياتها للمستهلك، خاصة أن أضرارها لا تظهر بشكل فوري.

ويخبرني أحد المختصين بأنها تتسرب الى مطاعم وشركات أغذية، كثير منها غير مرخص، خاصة من يكتفي بوضع أرقام هواتفه في الجرائد الاعلانية دون وجود مقر رسمي يمكن مراقبته، وتمكنهم تلك الاغذية المنتهية الصلاحية التي يشترونها بثمن بخس من إعطاء أسعار متهاودة لصالات الافراح والحفلات الخاصة، كما يستخدم البعض الآخر من تلك الاغذية المنتهية الصلاحية من قِبل «بعض» البيوت الخاصة التي تطبخ وتوصل الغذاء الى زبائنها دون رقابة.

قام بيت التمويل مشكورا بتعيين سيدة كويتية ضمن أعضاء مجلس ادارته، وهو ما يثبت أن حصول المرأة على حقوقها السياسية مهد للحصول على حقوقها الوظيفية والاجتماعية والأسرية، يتزامن هذا العمل الحسن مع صدور تشريع لمجلس الأمة يمنع المرأة الكويتية من أن تكون قاضية رغم تسلم المرأة المسلمة لرئاسة أكبر الدول الاسلامية مثل اندونيسيا وباكستان وبنغلاديش، نرجو أن يرفع التشريع للمحكمة الدستورية لإسقاطه لعدم دستوريته وتعارضه مع المادة 29 من الدستور التي تنص على أن: «الناس سواسية لا تمييز بينهم بسبب الجنس.. إلخ».

آخر محطة: «القذافية» التي رأست البرلمان العربي قبل النائب الفاضل علي الدقباسي هي مجرمة من الدرجة الاولى، حيث تظهر أشرطة لها وهي تقتل السجناء السياسيين بالرصاص وتشد أرجل من يتم إعدامهم للتأكد من موتهم!

احمد الصراف

ماذا لو كنا دولة كرتونية؟

لو قامت «اليونيسكو» بإجراء دراسة عن مستوى التعليم في الكويت وتوصلت لنتيجة مفزعة، وهي أننا نقع في مؤخرة دول العالم، وإن كارثة تعليمية ستحل بالمخرجات خلال فترة قصيرة، ومعالجة الأمر تتطلب صرف مليار دينار لرفع مستوى أكثر من 300 الف من طلاب وطالبات، وأن هذا المبلغ سيتم جمعه من خلال فرض ضريبة على وقود السيارات، وهذه لن تفرض إلا من خلال استفتاء عام، فما النسبة التي ستوافق على فرضها وإنقاذ التعليم من الانهيار التام؟
ولو قامت منظمة الصحة العالمية بإجراء دراسة تتعلق بمستوى الخدمة الطبية في البلاد، واكتشفت أنها في تدهور خطير، وستتوقف الخدمات خلال أشهر، وان الأمر يتطلب استقطاع نصف المنحة المقررة للشعب الكويتي في السنة المقبلة مثلا، للصرف منها على رفع مستوى الخدمة الطبية، وهنا أيضا يتطلب الأمر إجراء استفتاء، فما هي النسبة التي ستوافق على التنازل عن نصف المنحة، التي لم تكن تتوقعها أو تحتاج اليها أصلا؟
لا شك أن النتائج ستكون مخيبة لآمال الكثيرين، فنسبة من يشكل التعليم أو الصحة الجسدية والنفسية والعقلية أهمية لديهم لا تكاد تذكر، وبالتالي فإن الغالبية ستختار إبقاء المنحة على حالها ولتدبر الحكومة الأمر، وإن عجزت فليذهب التعليم والصحة إلى الجحيم، فشراء هاتف نقال جديد، والسفر إلى دبي أكثر أهمية من مثل هذه الأمور، وهذا يعني أننا كحكومة وشعب فشلنا، من خلال نظامنا التعليمي، في نصف القرن الماضي، في خلق مواطن صالح!
وفي سيناريو مماثل لذلك قامت وزارة التجارة قبل فترة قصيرة بالإعلان عن بدء صرف مخصصات المواد الغذائية، وكان لافتا للنظر منظر طوابير «المواطنين» الطويلة بانتظار استلام حصتهم المجانية من هذه المواد ومن يرهم يعتقد أننا نعيش في مجاعة، ولكن الحقيقة أن غالبية هؤلاء يتسابقون لاستلام حصتهم لبيعها في السوق «البنفسجية»! وحدث ويحدث ذلك لأن أعدادا متزايدة من «مواطنينا» يعتقدون أننا نعيش في حالة أو دولة «مؤقتة»، وان عليهم «أخذ ما أتخذ»!!
***
ملاحظة: يقول خالد القشطيني: لو دعا المثقفون الليبراليون في العراق الى تظاهرة ضد غلق النوادي الثقافية ومنح المواطنين حقوقهم المدنية فلن يشارك في هذه التظاهرة أكثر من مائتي شخص. ولكن بعدها بأيام ستتدفق ملايين الناس في مسيرات العزاء!

أحمد الصراف