حسن العيسى

مشجب للبدون

«محرضون في الخارج، مؤامرات تحاك في الدول الغربية، الصهيونية وعملاء الصهاينة، الإخوان المسلمون»، مثل هذه العبارات السابقة هي المشاجب التي يعلق عليها أهل النظام والفاشلون كل مآسي بلدانهم، فالقذافي وعلي عبدالله صالح وقبلهما زين العابدين وحسني مبارك وبقية شلل حكام «البتكس» وجدوا في «الخارج» والمؤامرة الأجنبية عذرها وتفسيرها لكل أسباب الثورة ضد أنظمتهم التسلطية، وهي أنظمة الفشل التي تتساقط اليوم مع ثورة الشباب العربي.

سؤالي ما إذا كانت عدوى المشاجب لا عدوى الثورات والانتفاضات قد أصابتنا هنا في الكويت؟ فقد صرح أكثر من عضو برلماني وكتب عدد من كتاب «الحكومة دائماً أبخص» من الذين يدعون دائماً «الاستقامة السياسية» للنظام مهما كان، بأن مظاهرات البدون هذه الأيام هي بتحريض من الخارج، وأوضاع البدون عند الحزب «الإنساني» الكويتي وهي ولله الحمد كاملة وغير ناقصة، فهم يتعلمون في أحسن المدارس، ويعالجون في أفضل المستشفيات، والدولة تكفلت بسكنهم وبكل صغيرة وكبيرة في حياتهم، ولا ينقصهم غير كرت صغير مكتوب عليه كويتي، وعدا ذلك فهم كذابون ومزورون قدموا للكويت بطريق «التهريب» بحراً أو عبر قوافل البدو الرحل براً، واستقروا هنا ثم مزقوا جوازاتهم ووثائقهم الأصلية وقالوا إنهم «بدون»… ومن أهل الكويت…!

يا ترى قبل صدور قانون الجنسية كيف كنا نفرق بين البدون وأهل الحمايل؟ ثم في حملات التجنيس السياسي التي تمت في سنوات الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينيات من القرن الماضي كيف منحت جناسي الجنة الكويتية للبعض منهم وكيف حرم غيرهم؟ الجواب عند أهل العلم والدراية بالعرق الكويتي وجماعات المحافظة على «ثروة تقاسم الكعكة الكويتية» على أهل الكويت وحدهم طبعاً بامتيازات «هبش» خاصة للقلة الدائرين بفلك السلطة وبالفتات لمن تبقى. فهم يرددون بأن كعكة الامتيازات الكويتية بقي منها القليل، وبالكاد تكفي شخصية «أنا كويتي وعزومي قوية»، فهل من المعقول أن نقبل صرف ما تبقى من ثروة الأجيال على «عوير وزوير» من بدون الكويت! أما كفانا فساد وطيش الحكومات المتعاقبة ومعها نواب الأمة في مجالس كثيرة حتى يأتي اليوم ونطالب بالاشتراكية في ثروة العطايا والمنح والمناقصات مع البدون؟

إذن ما الحل… غير بقاء الأحوال على حالها المائل… فلا زمن يمضي ولا شيء غير الثبات والسكون… وغطس الرؤوس بالرمال، وليس للبدون، غير انتظار نهاية إجراءات البحث والتقصي عن أصولهم وعروقهم ولو نبشناها في قبور أهل عاد وثمود…؟

تبقى لي ملاحظة على جماعة العمل الوطني الذين قالوا إن الجنسية من أعمال السيادة…! وبالتالي حسب هذا الفهم القاصر، فالسلطة التنفيذية وحدها التي تختص بالمنح والحرمان دون معقب ودون رقابة، والقانون الذي انتزع من القضاء سلطة النظر في مسائل الجنسية يصبح دستورياً وفوق الدستور عند إخوان العمل الوطني، فشكراً كثيراً لوطنيتهم ولعمق فهمهم لمعنى الشرعية الدستورية.

احمد الصراف

جرس برجس البرجس

دق رئيس الهلال الأحمر، السيد برجس البرجس، ناقوس الخطر عندما صرح بأن أعداد المصابين بفيروس C الوبائي بين الوافدين قد وصلت إلى ارقام مخيفة، وأن هناك 5741 حالة تعرفها الجمعية وتقدم لها العون منذ سنوات!
التصريح خطير والأخطر منه ما لم يقله السيد البرجس! فهؤلاء أو أغلبيتهم على الأقل حصلوا على موافقات رسمية بالإقامة والعمل في البلاد خلافاً لقانون عام 1997 الذي يمنع منحهم تصريحاً بالعمل، بسبب خطورة مرضهم القاتل والمعدي، وبالتالي لا بد أنهم جميعاً، أو أغلبيتهم على الأقل، قدموا رشاوى بملايين الدنانير لمسؤولين حكوميين لغض النظر عن نتائج فحوصاتهم، فمن المسؤول عما تسببوا وسيتسببون فيه من إصابة غيرهم بهذا المرض، ودفع جمعية إنسانية كالهلال الأحمر لصرف مبالغ طائلة عليهم كأدوية ومساعدات؟
وما لم يقله رئيس الهلال الأحمر أيضاً هو أن الــ 5741 مريضاً الذين تحملت الجمعية تكاليف علاجهم لا يمثلون حتماً كامل عدد المصابين بهذا المرض الخطير! فلا شك أن العدد الحقيقي أكثر من ذلك، وليس كل مصاب، سبق أن دفع رشوة لاستثنائه من الفحص، يمتلك الشجاعة لزيارة مركز الهلال الأحمر للحصول على الدواء أو المعونة منه، هذا على افتراض معرفته بالمكان.
وعليه يتطلب الأمر من وزير الصحة، الذي لا نشك في رغبته في إجراء الإصلاح، التحقيق في الأمر، ولا صعوبة في ذلك، فالمصابون بهذا المرض لا يمكن أن يبقوا على الحياة طويلاً من دون الحصول على الدواء، والمكلف جداً، وهذا لا يتوافر مجاناً من غير مصادره الرسمية، ويمكن بتتبع حالة عشرة مرضى مثلاً معرفة الجهة أو الجهات التي وافقت على منح شهادة «خلو من الأمراض المعدية» لهؤلاء!

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

ويع بدون


لنبتعد عن العنصرية المقيتة وشعار «ويع بدون» الذي أراه اليوم للأسف حتى ممن يدعي احترام حقوق الإنسان، ولنكن واضحين ومصارحين لأنفسنا قبل كل شيء، فلا يمكن أبدا اليوم أن نطرد 100 ألف إنسان من الكويت، ولا يمكن أيضا أن يعيش هذا العدد عيشة ضنكة دون أن يغضب أو يثور. كم دولة سمعتم عنها في العالم متقدمة أو متخلفة لديها مشكلة تسمى بالبدون أو غير محددي الجنسية؟ شخصيا سمعت عن بعض الدول التي تحتوي مجتمعاتها لفترة زمنية قصيرة على مثل هذه المشكلة، لكنها ليست بظاهرة أو معضلة، على عكس الكويت التي تحولت بها هذه الفئة إلى مجتمع كامل بل قد يشكل دولة. مصيبة فعلا أن يكون لدينا قانون ينظم الجنسية منذ خمسين عاما وأكثر ونواجه مأساة إنسانية شعارها «بدون». نعم هناك من زوّر وألقى بجنسيته وتنازل عن هويته ليزاحم من يستحق فعلا، وكان ضحية لتعنت وجهل آبائه، وهو أمر طبيعي جدا، وحدث مرارا في الكويت، ولو عدنا بالزمن إلى تحرير الكويت لتذكر الكثيرون منّا كيف أن بعض الكويتيين ممن كانوا خارج الكويت في فترة الغزو عادوا سريعا إلى الكويت من أجل الحصول على 500 دينار منحتها الدولة للصامدين في الكويت حينذاك، ولو انتظرت الدولة أكثر في ذلك الوقت لحصل معظم تعداد الكويت على تلك الـ500، بحجة وجودهم في الكويت، فالشر دائما موجود وغير مرتبط بهوية أو جنسية. لقد استغل بعض الأشرار القتل العمد لقضية البدون من الحكومات المتعاقبة على مدى خمسين عاما كاملة، أملا من هذا البعض الشرير أن يكون له من الطيب نصيب، فكانت النتيجة أن اختلط المستحق مع من لا يستحق، بل من الممكن أنهم تزاوجوا (لأن خياراتهم محدودة) وكوّنوا أجيالا جديدة منهم تتكاثر يوما بعد يوم، وهو أمر طبيعي في مجتمع تعمد عزلهم لتقتصر أعمالهم على حراسة مجمع تجاري ومخلصي معاملات للشركات. المتهم اليوم، برأيي الخاص، ليس من تظاهروا يوم الجمعة ولا حتى ممارساتهم المرفوضة بالتخريب والضرب، بل المتهم الأساسي هو من عطّل حسم من يستحق الجنسية من عدمه طوال الخمسين عاما، فليس من المنطقي أبدا أن أحرم شخصا ما من العمل والدراسة والزواج كل أمور الحياة وأتوقع منه أن يكون أحمد زويل. المفروض أن كل من دخل الكويت بعد قانون الجنسية تمتلك الدولة عليه مستندات تثبت هويته حتى إن طمسها لاحقا، وإن لم تملك الدولة ذلك فهي خطيئة عليها أن تتحمل عواقبها، فليس من المنطقي أبدا أن يذهب المستحق بجريرة غيره بسبب إهمال الحكومة. وحتى من لا يستحق وألقى بجنسيته طمعا بالجنسية الكويتية يجب أن يعامل كإنسان، وإن كان مجرما أن يعاقب كإنسان أيضا، لقد فاق عدد غير محددي الحنسية الـ100 ألف إنسان بكل تأكيد، ولا يمكن أبدا أن يعيش هذا العدد بلا إنسانية على مر السنين. لنبتعد عن العنصرية المقيتة وشعار «ويع بدون» الذي أراه اليوم للأسف حتى ممن يدعي احترام حقوق الإنسان، ولنكن واضحين ومصارحين لأنفسنا قبل كل شيء، فلا يمكن أبدا اليوم أن نطرد 100 ألف إنسان من الكويت، ولا يمكن أيضا أن يعيش هذا العدد عيشة ضنكة دون أن يغضب أو يثور. وليتخيل كل منكم قبل أن يصدر أحكامه ماذا سيفعل من حرم من دراسته وعمله وحياته الاجتماعية، بل حرم أيضا من الخروج إلى أرض ثانية بحثا عن العيش الإنساني الكريم؟ ماذا سيصنع؟ وإلى أين سيكون الملجأ؟ فالبدون قنبلة ذرية مدمرة… وبتهاوننا نشعل فتيلها.

سامي النصف

هل هم حقاً كويتيون؟!

السؤال ليس موجها قطعا للاخوة «البدون» بل لجمع من النواب والكتّاب ممن تتلخص مواقفهم منذ عرفناهم في عضّ الضرع الذي أشبعهم وأغناهم عبر تشويه سمعة بلدهم والوقوف ضده في كل ما يحدث، فهو في نظرهم أسوأ بلد في العالم ولا يزعجهم على الاطلاق ان يقذف ويجرح رجال الأمن من أبناء الكويت وهم يرتدون ملابسهم الرسمية، بل تنحصر مطالباتهم دائما وأبدا في إطلاق سراح المعتدين، قليل من الوطنية في أيامنا الوطنية يا كويتيون أو أشباه الكويتيين، ومنا لناخبيهم، وكم بودنا لو أعطينا جنسياتهم بعد ان أثروا ثراء فاحشا منها لبعض المخلصين من.. البدون!

ليس مستغربا تهجم بعض الحمقى والسفهاء ومتقلبي الآراء على الشرفاء القائمين على لجنة المقيمين بصورة غير مشروعة أمثال الأفاضل صالح الفضالة وأحمد المليفي وعبدالله الرومي ومحمد السبيعي وفيصل السنين ومن معهم من أصحاب «الدماء الحمراء» و«القلوب الخضراء» المحبة للكويت وللحق والعدل والخير، وسؤالنا لهؤلاء ماذا لو كنتم وضمائركم الفاسدة من اُؤتمن على هذا الواجب الوطني؟ وكم ستبلغ حينها ثرواتكم الشخصية من الرشاوى المحصلة؟ وكم سيبلغ عدد الكويتيين في نهاية مهمتكم غير المقدسة؟!

كلنا دون استثناء مع تجنيس المستحق من البدون ومع توفير الخدمات الانسانية من تعليم وصحة ووظيفة لهذه الفئة، الا اننا وبالمطلق ضد عمليات التجمهر والتظاهر واللجوء للشارع لما في ذلك من إضرار بأمن ومصالح الكويت، مذكرين بأن ما يحصل عليه «البدون» في الكويت لا يحلم بمثله «المواطنون» حتى في أغنى دول العالم وأكثرها تقدما، ممن يبيت الملايين من مواطنيها على الكراتين في الشوارع تحت الثلج والمطر.

فقد أتى في تقرير منظمة «هيومن ووتش» ان هناك 38 مليون مقيم بصورة غير شرعية في الولايات المتحدة ولا يحظى هؤلاء بأي خدمات انسانية، بل يتم تسفير من يقبض عليه بمعدل واحد كل 30 ثانية على مدار العام، كما أتى في التقرير، ولا يجرؤ أحد من نوابهم أو كتّابهم على المطالبة بتجنيس 38 مليونا (10% من السكان أي نفس نسبة البدون في الكويت)، وللمعلومة، المحرض الأكبر للاضطرابات في بلدنا هو بريطاني بعثي وهو أحد صنائع مخابرات صدام ممن يدّعون انهم «بدون» والذين خرجوا معه بعد هزيمته المروعة عام 1991، فهل يستحق مثل هذا العميل الاستماع لنصائحه؟!

لا يجوز حجز المدير الكويتي لشركة «لوتس للطيران» في مصر بالقوة من قبل العاملين بها، كما حدث طوال الأسبوع الماضي (جريدة «الراي» عدد أمس)، كما لا يجوز ان يحمّل المدير مسؤولية اي مطالبات مالية مبالغ فيها للعاملين كونه موظفا في الشركة كحال باقي الموظفين لا شريكا او مالكا لها، ولا يجوز كذلك تحميله مسؤولية ما قيل انه تهجم للبلطجية على الشركة كونه كان محتجزا لدى الموظفين طوال الوقت، فكيف يرتب لمثل ذلك الاعتداء عليهم؟! ومن الذي يقول ان متهميه لم يدبروا الاعتداء المصطنع الذي تم بسيارات شركة «لوتس» التي يسيطرون عليها كي تصبح لديهم ذريعة قانونية لاحتجازه غير القانوني ولحماية أنفسهم من رفعه الدعاوى القضائية ضدهم؟ السؤال الأهم عن تأثير مثل تلك الأمور على الدعوة للاستثمار في مصر «الجديدة» مادام الاستثمار سينتهي بقبول مبدأ أخذ المديرين كـ «رهائن بشرية» كونهم ينتمون فقط لبلد بعض الشركاء في الشركة الخسرانة؟ كما يجب ان يعطى كل ذي حق حقه دون مبالغة في المطالب او اللجوء للاحتجاز والخطف وغيرها من أمور غير مشروعة.

آخر محطة

(1): نبارك للشيخ أحمد الحمود تقلده منصبه المستحق في فترة حساسة من تاريخ البلد ونقول بعد التهنئة انك قدها وقدود يا بوحمود فلم نعهدك قط مجاملا في حقوق بلدك او متساهلا مع من يعتدي على رجالك، فهيبة اللباس الرسمي من هيبتنا جميعا ولا يخاف من رجال الأمن إلا.. المجرمون!

(2): احتفالية هذا العام لن تعود إلا بعد خمسين عاما وضيوف الكويت كثر ويجب ألا يسمح على الاطلاق لمن يحاول ان يحيل فرحنا الى حزن وسعادتنا الى تعاسة عبر التظاهر والتجمهر تلبية لمطالب تأتي من خارج الحدود.. وعيب!

احمد الصراف

حلم عبدالله

حلم أي زوجين الحصول على ذرية، وأن يكون المولود بصحة جيدة، ولكن أحياناً تأتي البشارة عكس ذلك، ليكون القادم الجديد مصدر شقاء وألم بسبب إصابته بمرض عضال لا علاج له، وأن طفولته ستتلاشى بين أيديهم وليس في إمكانهم فعل شيء غير إذابة قلوبهم حزناً في آلامه. ولا يستطيع أحد تصور مقدار معاناة هؤلاء الأطفال الأبرياء وآلامهم غير أولئك الذين مروا بهذه التجربة الرهيبة، ومنهم والدا الطفل «عبدالله م.» وغيره المئات من الأطفال الذين يواجهون المصير نفسه كل عام. ومن هنا جاءت فكرة إنشاء مأوى مناسب يقضي فيه هؤلاء الأطفال السيئو الحظ أيامهم الأخيرة ، بحيث يتم توفير الدعم الطبي لهم مع الترويح المناسب لحاجات وسن كل طفل، إضافة إلى تقديم المشورة النفسية لهم ولذويهم وتخفيف التوتر والمعاناة اللذين يمرون بهما في ما تبقى من حياة الطفل، وهي الفكرة التي رسخها الطفل عبدالله في أذهان المشرفين على الجمعية الكويتية لرعاية الأطفال في المستشفى KACCH، الذين سعوا من خلال خبرتهم التطوعية في العناية بالطفل على مدى أكثر من عشرين عاماً إلى أن يخرج مشروع «بيت عبدالله» إلى الوجود بكل ما يمثله من طموح وفخر للكويت، لفكرته الفريدة ورسالته الإنسانية العميقة.
وحيث إن كل مواطن سيحصل على منحة الألف دينار في حسابه قريباً، ومن منطلق رغبتنا في المساهمة في إنجاح هذا المشروع الكبير فإنني وعدد من الأصدقاء سنتبرع بمبلغ المنحة لـ«بيت عبدالله»! ونناشد هنا أصحاب القلوب الرحيمة والكرماء منكم، وما أكثركم، بأن تحذوا حذونا، وتتبرعوا بكل أو بجزء من المكرمة الأميرية لهذا الصرح أو لما يماثله من مشاريع إنسانية متخصصة لرعاية الطفل المريض.
للراغبين في التبرع إيداع المبلغ في حساب «بيت عبدالله» لدى البنك الوطني، رقم 0003065760110 أو الاتصال بالسيدة وفاء على الرقم 22464723/21 لترتيب الدفع نقداً أو لإرسال من يتسلم مبلغ التبرع مقابل إيصال رسمي، وفي حال وجود أي استفسار يمكنكم الاتصال بي شخصياً على الرقم 24747875، مع وافر الشكر للجميع.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

يا حلوة شرفتي

منذ أن وضعت الثورة المصرية عصاها، حملتُ عصاي ورحت أتابع تساقط أحجار النظام، فقرأت كل كحّة وعطسة كُتبت عن المستفز الأكبر تاجر النظام أحمد عز، الذي أثرى من أموال الدولة إلى أن ترهل حسابه، وحبيب العادلي وزير داخلية حسني مبارك (لم أقل وزير داخلية مصر)، الذي سرق كرامة الناس وآدميتهم، والذي ظنّ الناس في عهده أن من إجراءات دخول المخفر أن تتهزأ وتتخوزق ويتم تصويرك ورزعك على قفاك.

ويوم أمس الأول شاهدت لقطة اقتيادهما إلى سجن طرة، ومعهما "جرانة" و"المغربي"، لصّا الأراضي والـ"بي أو تي"، وما إن دخل الأربعة إلى السجن حتى انهار "عز" باكياً وأصابه الذهول فجثا على ركبتيه منهاراً، في حين أطرق كل من جرانة والمغربي ولم يرفعا عيونهما عن الأرض وهما "يتماثلان" للبكاء، أما العادلي الذي بدا متماسكاً، فقد استقبله المساجين بأغنية تليق بمقامه: "يا حلوة يا بلحة يا مقمّعة… شرفتي اخواتك الأربعة"، على وقع صوت الرصاص الذي كان يطلقه عساكر السجن ابتهاجاً برؤيته مكبلاً بخزيه.

والأنظمة الديكتاتورية تتعمد تعيين أحقر الناس وأكثرهم سادية وجشعاً في منصب وزير الداخلية، تحديداً في منصب وزير الداخلية، الذي هو هراوة النظام على رؤوس شعبه، بحيث يكون الوزير هذا مستعداً لتقبيل الأيادي، وتسريب الوثائق، وتقريب السفلة، وتعذيب الناس وإهانتهم، في سبيل البقاء على قيد المنصب، فهو ذليل أمام رؤسائه، متغطرس أمام مرؤوسيه وأمام البسطاء… ويمكن معرفة رغبة الدولة، أي دولة، في احترام مواطنيها أو إهانتهم من خلال التركيز على وزير الداخلية وتصرفاته، كأحد أهم المؤشرات.

وتنتشر الجريمة في الدول المحكومة بأنظمة ديكتاتورية بشكل مريع، ليش؟ لأن الوزير الحقير لا وقت لديه للحفاظ على الأمن، فجهوده كلها مركزة على خدمة أسياده رموز النظام ليرضوا عنه فيتفرغ هو لنفخ بالون ثروته وتقوية قبضته.

والسوالف تجر السوالف، والشيء بالشيء يَقهر، ولا بارك الله في من ترك "قضية البدون" في الكويت تكبر وتكبر حتى لم يعد الباب يسعها، ولا أدري كيف كانت حكوماتنا المتعاقبة تفكر وهي تشاهد "أزهار" البدون يكبرون وينمون فيتعرضون للعواصف والرياح فينبت لهم شوك الغضب والحقد، وهم معذورون.

هل المطلوب اليوم أن ندافع عن الحكومة وهي الظالم أم ندافع عن المظلوم؟ هل تعتقد الحكومة أن الأمر مجرد لعبة و"تسلاية"، على رأي اللبنانيين، وأن المظلومين البدون سينزعون عن أجسادهم مشاعرهم كي ترضى الحكومة عنهم، ويقبلون الحياة التي تأنف منها حتى الحيوانات؟ ما الذي تنتظره الحكومة بلجانها التي هي مثل ليالي الشتاء، طويلة وباردة، لتفعّل القوانين التي وضعتها بنفسها، فتجنّس المستحق وتحترم إنسانية غير المستحق.

وقد قيل: "الشجاع من يواجه الصعاب" وقضية البدون ليست من الصعاب، لكنها في عين حكومتنا أصعب الصعاب. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

سامي النصف

هل وصلت كرة النار للخليج؟!

السؤال الاهم الذي يطرحه كل خليجي هذه الايام هو: هل دول الخليج مستهدفة ومستقصدة فيما يجري من متغيرات بمنطقة الشرق الاوسط خاصة بعد احداث دوار اللؤلؤة في البحرين الشقيقة وهل وصلت كرة النار لملاعبنا الخليجية؟! الاجابة صعبة ومختلفة باختلاف مواقع تلك الملاعب سياسيا وجغرافيا ولكن يمكن الحديث عن بعض الرؤى الخليجية «القلقة» مما يجري، ومنها:

هناك من يرى ان المستهدف مما يحدث في منطقة الشرق الاوسط ليس الانظمة الاكثر قمعا وقهرا لشعوبها والاقل تنمية لبلدانها حيث لا تتعرض مثل تلك الانظمة للقلاقل وان تعرضت فهي تنتهي كزوبعة في فنجان، ولكن المستهدف الحقيقي هو الانظمة الاكثر «استقرارا وانجازا» في المنطقة، ويعتقد هؤلاء ان الثورات والاحتجاجات هي نوعان الاول فاعل ويحظى بتغطية اعلامية عالمية واسعة ويستهدف الانظمة المستقرة مما يتسبب في سقوطها او اضعافها، والثاني محدود التأثير ويغطى عادة بأقل كم من الاضواء ويوجه للانظمة الثورية مما يجعله لا يؤثر بها.

ويضيف اصحاب تلك الرؤية ان دلالات استهدافهم هي ما حدث في الاشهر القليلة من متغيرات ضخمة تسببت في ابعاد علاوي في العراق والحريري في لبنان واسقاط نظامي بن علي في تونس وحسني مبارك في مصر وقيام قلاقل شديدة في البحرين واليمن والاردن المحيطة بإحدى دولنا الخليجية الرئيسية، وان الاحداث المتتالية في تلك الانظمة والدول الحليفة او القريبة يصعب تفسيرها او تبريرها بنظرية «الصدفة» الجغرافية او السياسية وان الثورات الحالية في الدول الثورية زادتها قوة بعدما استغلت الظرف وزجت بمعارضيها وخصومها في السجون امام العالم اجمع دون ان يحرك احد ساكنا.

ويسترسلون للقول بأن الدلالات الاولى لما حدث في مصر غير مشجعة على الاطلاق، فالاعلام المصري الذي يشكل الرأي العام في اكبر بلد عربي قد استدار بمقدار 180 درجة واصبح اكثر من يستضاف ويقول بترويج افكاره الثورية هذه الايام هم ساسة واعلاميون امثال هيكل وحمدين صباحي ومصطفى بكري وثلاثي قنديل «حمدي وعبدالحليم ووائل» وان لهؤلاء رؤى مشتركة معادية للانظمة المحافظة وقريبة من رؤى احد القيادات الثورية القريبة جغرافيا من مصر والذي قتل امس وبدم بارد 90 ضحية.

ويستغرب هؤلاء من ادوار الاعلام العالمي ذي الرؤى المزدوجة حيث ينقل ذلك الاعلام قصصا كالخيال تزيد النار اشتعالا كحكاية ثروة الرئيس المصري السابق التي جاوزت حسب زعمهم 70 مليار دولار، ثم اكتشف ان مصدر الخبر هو جريدة «الخبر» الجزائرية وقد نشرته تلك الصحيفة غير المعروفة ابان حرب الفجور الاعلامي بين مصر والجزائر على تداعيات المباراة الكروية بين فريقيهما والتي يعتقد البعض انها حرب كانت منسقة ومتفقا عليها بين الاجهزة الامنية في البلدين، ويتساءل هؤلاء عن سبب عدم تطرق الاعلام العالمي لثروات رجال الثورات والفساد ومنع المظاهرات في بلدانهم بالرصاص وهي امور لم يقم بمثلها النظامان السابقان في مصر وتونس.

آخر محطة:

1 ـ يخبرنا مسؤول خليجي رفيع المستوى ابان جولتنا الخليجية بأن اسقاط نظام صدام تم عبر استمالة وزير نفطه ممن كان يعطيه اخبارا كاذبة عن سرقة الكويت لنفط العراق مما ورطه في غزو الكويت واسقاطه في النهاية.

2 ـ هل تم اسقاط مبارك عبر استمالة وزير داخليته حبيب العادلي الذي افتعل حادثة كنيسة الاسكندرية لاثارة الاقباط ثم سمح بالمظاهرات وسحب رجال الأمن واطلق «البلطجية» وحث على التعدي على ممثلي الصحافة الاجنبية؟! وهل تورط العادلي في اسقاط النظام أمر يدعو للطمأنة؟! حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه.

حسن العيسى

بدون أمل…

خرجوا متظاهرين ومشاغبين لأنهم يشعرون بالظلم وفقدان الأمل، نسميهم في الكويت "بدون" أو المقيمين بصورة "غير قانونية"، فقدوا الأمل رغم أن المجلس والحكومة أقرا المجلس المركزي لحل معضلة "البشر" المحرومين من الهوية الوطنية، لكنهم يرون أن هذا الجهاز لا يختلف عن سابقه مثل اللجنة التنفيذية للمقيمين بصورة غير قانونية! ومن يخلق القانون، ومن يحكم بعدالته أو جوره هو واحد، وهو الخصم وهو الحكم.

سألت أحد هؤلاء البشر (أو كما يعشق أن يسميهم الكثيرون من أمراء النازية الكويتية بالبدون الكذابين، أو المزورين) عن سبب تظاهرهم أمس الأول، ولمَ قذفوا رجال الأمن بالحجارة، كما يقول عدد من الشهود. أخبرني بأنه ربما كان هناك "محرض" أو "محرضون" غير مقدرين لعواقب الأمور، لكن ليس هذا هو المهم، ما يهم أن عدداً منهم أصيب بالإحباط من كثرة الوعود الورقية، من صعود الأمل ثم خفوته، ولا شيء يحدث على أرض الواقع لحل أزمة الهوية… كل الحلول التي قدمت ترقيعية… ومسكنات ألم مؤقتة… تزيد من مرض فقدان الهوية والوجود الإنساني ولا تستأصله… هناك ما يقارب 93 ألف "بدون" نصفهم تقريباً مسجلون في إحصاء 65 الذي وعدت السلطات بمنحهم الجنسية إذا توافر شرط الإقامة الدائمة وغيره من شروط…! لكن هذا لم يحدث… إحصاء 65 لا يختلف عن قانون منع التدخين في الأماكن العامة… جماعة إحصاء 65 لهم وضع أفضل من غيرهم الذين لا يشملهم الإحصاء ما لم يكن الأخيرون لهم واسطة… فيستحقون ميزات الجنسية أو الجنسية بدون تعب…!! الوضع الأفضل لجماعة إحصاء 65 أن لديهم بطاقة مراجعة. جدوى هذه البطاقة التي لا تخول صاحبها غير هوية اللاهوية مراجعة اللجنة كل سنة أو سنتين… حسب مزاج الإدارة الأمنية… هي لا توفر العلاج ولا فرص الدراسة ولا العمل بصورة عامة… فائدة البطاقة أنها بطاقة تحمل رقماً… لواحد غير محسوب.

أخبرني من تجربة شخصية بحجم محنة البدون… أنه، مثلاً، إذا أراد تسجيل ميلاد طفل… يطلب مني في إدارة تسجيل المواليد أن عليه "مراجعتهم" بعد أسبوعين حتى "تراجع" هذه الإدارة لجنة المقيمين بصورة غير قانونية… فإذا حضرت بعد أسبوعين… قالوا لي نعطيك شهادة الميلاد، لكن عليك توقيع شهادة تقر فيها بأنك سعودي، أو عراقي… أو تنتمي إلى دولة ما…!! يقول لي: لا أمانع التوقيع… لكن ما جدوى هذا الإقرار الذي لا تأخذ به السفارة السعودية فهو لم يصدر عنها… ما فائدته غير فرض واقع إنكار هويتي الوطنية بنفيها بإثبات انتماء جذوري قبل عقود من الزمن إلى دولة ما، لم أولد فيها ولم يكن لي غير الكويت وطن.

هكذا تمضي قضية "البدون" وهكذا نسجل للتاريخ كيف نهرب من الواقع إلى المجهول وإلى الوعود بالأحلام الجميلة التي لم تكن سوى كوابيس مرعبة.

احمد الصراف

لو كانوا يقرأون لاتعظوا!!

لا أعتقد أن أحداً سمع أو شاهد بذخاً احتفالياً كالذي أقامه آخر اباطرة إيران. وقلة من زعماء العالم عاشوا بكل ذلك السمو والعز اللذين عاشهما الشاه الراحل، ومع هذا مات مشردا مريضا بعد أن لفظه الجميع، لا يحيط به إلا البؤس والحزن. ولا أعتقد أن طعم مئات كيلوغرامات الكافيار التي تناولها في حياته، إضافة الى أشهى الأطعمة وأغلاها، ومئات القبلات التي تبادلها مع أجمل نساء العالم، قد خففت في ساعاته الأخيرة من طعم المرارة في فمه. الأمر ذاته سرى على شاوشيسكو، دكتاتور رومانيا، الذي أعدم مع زوجته كالمجرمين بعد انقلاب شعبه عليه، وبينوشيه، دكتاتور تشيلي الذي مات مطاردا، ودكتاتور السودان جعفر النميري، وعيدي أمين (أوغندا)، ونوريغا، (بنما)، ودوفاليه، (هايتي)، الذي عاد لوطنه قبل أيام مفلسا ذليلا، وماركوس الفلبين، وضياء الحق (باكستان)، وصدام حسين، وأخيرا زين العابدين وحسني مبارك وغيرهم الكثير، ولا يمكن أن تخفف متع السلطة وهيبة وروعة حكم الناس على مدى عشرات السنين من جحيم حياتهم، أو ما تبقى منها، إن لفظتهم شعوبهم ورمتهم للذل والمطاردة والخوف والمحاكمة وربما السجن أو الإعدام! ولو كان هؤلاء يقرأون التاريخ، أو يرضون بالتعلم منه، لما أصابهم كل هذا الذل ولما تعرضوا لكل هذا العذاب، ولما خسرت شعوبهم كل تلك الأرواح البريئة والخسائر المادية الطائلة. ومن سمع وقارن خطاب حسني مبارك الأخير، الذي امتلأ بالتحدي والإصرار على البقاء في السلطة، والذي يشبه الخطاب الذي ألقاه شاوشيسكو في آخر أيامه في الحكم، لشعر بمدى انقطاع الصلة بين الدكتاتور وشعبه وبما يجري حوله. فهذا الذي حمل على أكتافه خبرات عسكرية وإدارية ورئاسية امتدت لـ 61 عاما، فشل حتى في صياغة خطاب وداع لائق، وكان فشله دليلا على أنه لم يكن يقرأ ليفهم، أو يفهم ليقرأ!
***
ملاحظة: ترك رجل الدين يوسف القرضاوي لرفاهية عيشه في وطنه «قطر» وسفره لتقشف عيشة مصر لم يكن لغير خطف ثورة شبابها لمصلحة حركة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها! يقول المثل «الذيب ما يهرول عبث».

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

يا بوعيسى… هل نُكافأ بمجزرة؟

 

بوعيسى… ولي العهد نائب القائد الأعلى الأمير سلمان بن حمد آل خليفة… تحدثت مساء الجمعة من قلبك… وبودي أن أتحدث اليك من قلبي… في ظرف خطير مخيف مقلق متأزم لم تشهد له بلادنا الغالية مثيلاً.

يا بوعيسى… شعب البحرين من أطيب وأكرم وأنبل الشعوب في الدنيا…

يا بوعيسى… شعب البحرين من أكثر الشعوب حباً وارتباطاً وانتماءً وعطاءً وتضحيةً للبحرين الغالية.

شعب البحرين… شعب مثقف متحضر توّاق للنمو والتطور وبناء مستقبل زاهر للأجيال القادمة.

شعب البحرين… بطائفتيه الكريمتين أجمع على شرعية الحكم، وكان صادقاً كل الصدق في المشاركة بالمشروع الإصلاحي أملاً في حياة جديدة… قلت يا بوعيسى إنك مواطن بحريني مسلم وطالبت بالعودة للخلق البحريني الأصيل… يا بوعيسى، من المسئول طوال السنوات التي مضت عن التشكيك في انتماء الطائفة الشيعية؟ واعذرني على هذه الكلمة فقد أصبحت فرضاً لا مناص منه… قلت إننا بلد بحرينيين، وكل البحرينيين، يتشرفون ببلادهم ولا يوالون غيرها ولا يحبون غيرها ولا ينتمون إلى غيرها… فمن أين ولماذا ومن سمح بدخول الفيروسات إلى جسد البيت البحريني ليعملوا ليل نهار في إعلامهم وفي منتدياتهم الإلكترونية وفي ندواتهم وأوكارهم لينشروا الاتهامات، ويصفونهم بابشع الصفات، وتصرف لهم الأموال والدعم والغطاء لينشطوا ليل نهار في الإساءة لمواطنين… لماذا يا بوعيسى؟

يا بوعيسى… البحرينيون الشرفاء من السنة والشيعة، كانوا ولازالوا مع بعض على طول المسيرة صادقين في المواقف… شاركنا في الإجماع الوطني ورفضنا دعوات التفتيت والعنف، وشباب البحرين اليوم يسير نحو المشاركة في الحياة العامة بالأسلوب السلمي، ليثبتوا للعالم أنهم أصحاب مطالب سلمية من أجل الوطن، ومن أجل التغيير والإصلاح والتقدم… تلك الصورة السوداء مضت إلى غير رجعة بإيمان الشباب… صورة جيب الشرطة الذي يحترق ولت إلى غير رجعة… وجاءت صورة الجيب الذي ترك في الشارع ليأتي الشباب في حركتهم السلمية ويعلنوا حبهم للوطن بنشر بيرق البحرين على الجيب، فيأتي رجل محسوب على الأمن فيلقيه على الأرض بلا أدنى احترام.

يا بوعيسى… تحدثت مع وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، في المؤتمر الصحافي لوزراء خارجية دول التعاون الخليجي وكنت صادقاً والله في القول بأن الشيعة يؤمنون بشرعية الحكم وكانوا صادقين في دعم المشروع الإصلاحي، وهم صادقون في مطالبهم الإصلاحية، وإن غضبوا واحترقت قلبوهم ورددوا هتافات لأنهم يرون زهور الوطن ذبحوا.

يا بوعيسى شعب البحرين بكال فئاته لايمكن أن يشك أحد في انتماءاته الأصيلة وشعب البحرين كريم نبيل وأنبل ما فيه أنه يقدم دمه من أجل بلاده…

حفظ الله البحرين وأهلها من كل مكروه