توجهت مع الزميل العزيز د.عصام الفليج لزيارة الصديق الفاضل عبدالعزيز البابطين في مزرعته العامرة بالشيط بالمملكة العربية السعودية مساهمة منا في تخفيف الزحام المروري بالبلد، وللبعد عن أجواء المدن التقليدية الى أجواء الصحراء الجميلة.
ورفيق الدرب بوعبدالله هو خير نديم للطريق بعد أن جربناه في أكثر من سفرة، حيث تجد لديه العلم النافع والاستماع الجيد لمحدثه دون مقاطعة، إضافة الى قدرته المميزة في الاستدلال على الطرق الصعبة والمسالك البرية دون معرفة سابقة حتى أسميته ـ ما شاء الله عليه ـ بالمري أو الـ «جي.بي.اس» البشري، فما عليك إلا أن تتبع إشارات يده كي تصل الى مرادك ومبتغاك بأيسر وأقصر الطرق!
وصلنا بعد مسيرة ثلاث ساعات ونصف الساعة الى مزرعة أو محمية «الرمثية» والاسم يرجع لنبت الرمث البري الشهير الذي اختفى من صحرائنا الكويتية والذي نأمل عودته بعد أوامر صاحب السمو الأمير بالحفاظ على البيئة الكويتية، وقد بدأنا فور الوصول بالتجوال في تلك المحمية الرائعة التي تضم عشرات الألوف من مختلف صنوف النباتات والحيوانات المختلفة، فهناك الغزلان والمها البري الذي كاد أن ينقرض من الجزيرة العربية والنعام والطاووس وغيرها من مخلوقات الله الجميلة.
والشيط هي جزء من صحراء الصمان التاريخية التي كان يضرب بها المثل في الكويت للدلالة على البعد الشديد فيقال «ابعد من الدهنا والصمان»، كما تقسم صحراء الشيط الى جزأين: العطشان للدلالة على قلة المياه، والريان كدلالة على وفرتها، وقد بنى أبوسعود مزرعته بعد أن قام المجرم سبعاوي الحسن أخو المقبور صدام بالاستيلاء على مزرعته الواقعة جنوب العراق وتدميرها بالكامل بعد سرقة 67 ألف نخلة مثمرة منها وتدمير شبكة الري وحرق السيارات والآليات، أسرتا صدام والقذافي يخجل من أفعالهما حتى هولاكو وجنكيزخان.
وقد تعود الاخ العزيز عبدالعزيز البابطين ان يخجل زائريه بحسن خلقه وكرم ضيافته، وقد طلب بعض الضيوف أن يجربوا لحوم الغزلان والنعام وغيرهما من صنوف حيوانات وطيور تتواجد في المحمية وقد تحقق الطلب وكانت كل وجبة مفاجأة في شكلها ومحتواها، كان التجوال متعة أخرى، حيث يغطي كل مرتفع بالمحمية كساء أخضر يختلف عن الآخر، قضينا اجازة ممتعة ومريحة ضمن صحبة طيبة مكونة من الاخوة فواز حمد الفواز وعبدالرحمن محمد الحمدان وخميس عبدالله الرشيدي ويعقوب يوسف الفضيلي، وكان المنغص الوحيد فيها الأخبار المؤسفة القادمة من ليبيا، أعان الله شعبها على بلواهم.
آخر محطة:
(1) تهنئة من القلب للقائمين على عرض الوفاء العسكري الرائع، وتهنئة مماثلة للقائمين على أوبريت «الوطن إلا الوطن» الذي عرض أمام ضيوف الكويت والحاجة ماسة لتكرار الاستعراضات والأوبريتات كل عام كونها تعزز مشاعر الوحدة الوطنية.
(2) مشهدان يستحقان التوقف عندهما هذه الأيام على ضوء احتفالات الكويت وجرائم ليبيا، بلد يتم احتلاله ويصر شعبه ألا يكتمل تحرير أرضه إلا بعودة نظامه، وبلد آخر يموت الألوف من شعبه في سبيل إزاحة نظامه الثوري القاهر! مبروك للكويت أعيادها الثلاثة، وعقبال فرحة الشعب الليبي بتحرره من ربقة العبودية.