طلبت مني «جمعية التكافل» مساعدتها ماديا في الإفراج عن سجناء. وأرفقَت بالطلب مطوية تحتوي على صور فتاوى لبعض رجال الدين، ولكن لم أجد في فتاواها ما له علاقة بنشاط الجمعية! يقول مسؤولو الجمعية إنهم ساعدوا ـ منذ تأسيسها في 2005 ـ في الإفراج عن 3634 سجينا، ودفعت عنهم مبلغ 2445000 دينار. وقد ذكّرني نشاط الجمعية بعمل شركة خاصة في لندن تقوم بمتابعة سيارات الشرطة التي تضع الكوابح، أو الكلبشات، على المركبات المخالفة، فيقومون بدورهم بوضع ملصقات على زجاج تلك المركبات تطلب من أصحابها عدم القلق، فهم على استعداد لتوصيلهم لمنازلهم ودفع المخالفة عنهم وإزالة الكوابح مقابل رسم بسيط! وهذه حال الجمعية، فهي وكأنها تقول للبعض لا تقلقوا، اذهبوا واقترضوا، وسنخرجكم من السجن بعد دفع مديونيتكم! نقول ذلك من باب التفكّه، فلا شك أن هناك حالات إنسانية عديدة في السجون، تتطلب قيام جهة ما الاهتمام بها. ولكن لسبب معروف جدا أشك جدا في طريقة اختيار هذه الجمعية لمن يستحق المساعدة، التي لا يمكن أن تتم بطريقة عشوائية، أو لأكثر المساجين حاجة، بل أستطيع الجزم هنا، أن ليس بين الـ3634 سجيناً واحداً غير مسلم، أو حتى من غير مذهب الجماعة، أو حتى «زكرتي»! وما يسيء أكثر في هذا السياق أن بعض المعايير التي على أساسها يتم تخفيض عقوبة بعض المساجين في المناسبات الخاصة، والتي تضعها جهات في الداخلية، تتضمن التساهل مثلا مع من يحفظ آيات قرآنية! وحيث إن البعض لا قدرة له على الحفظ، فإنه يُعاقب على أمر لا ذنب له فيه، ونكافئ السجين الذكي، الذي قد لا يكون أولى بالمساعدة والإفراج!
أحمد الصراف