دق رئيس الهلال الأحمر، السيد برجس البرجس، ناقوس الخطر عندما صرح بأن أعداد المصابين بفيروس C الوبائي بين الوافدين قد وصلت إلى ارقام مخيفة، وأن هناك 5741 حالة تعرفها الجمعية وتقدم لها العون منذ سنوات!
التصريح خطير والأخطر منه ما لم يقله السيد البرجس! فهؤلاء أو أغلبيتهم على الأقل حصلوا على موافقات رسمية بالإقامة والعمل في البلاد خلافاً لقانون عام 1997 الذي يمنع منحهم تصريحاً بالعمل، بسبب خطورة مرضهم القاتل والمعدي، وبالتالي لا بد أنهم جميعاً، أو أغلبيتهم على الأقل، قدموا رشاوى بملايين الدنانير لمسؤولين حكوميين لغض النظر عن نتائج فحوصاتهم، فمن المسؤول عما تسببوا وسيتسببون فيه من إصابة غيرهم بهذا المرض، ودفع جمعية إنسانية كالهلال الأحمر لصرف مبالغ طائلة عليهم كأدوية ومساعدات؟
وما لم يقله رئيس الهلال الأحمر أيضاً هو أن الــ 5741 مريضاً الذين تحملت الجمعية تكاليف علاجهم لا يمثلون حتماً كامل عدد المصابين بهذا المرض الخطير! فلا شك أن العدد الحقيقي أكثر من ذلك، وليس كل مصاب، سبق أن دفع رشوة لاستثنائه من الفحص، يمتلك الشجاعة لزيارة مركز الهلال الأحمر للحصول على الدواء أو المعونة منه، هذا على افتراض معرفته بالمكان.
وعليه يتطلب الأمر من وزير الصحة، الذي لا نشك في رغبته في إجراء الإصلاح، التحقيق في الأمر، ولا صعوبة في ذلك، فالمصابون بهذا المرض لا يمكن أن يبقوا على الحياة طويلاً من دون الحصول على الدواء، والمكلف جداً، وهذا لا يتوافر مجاناً من غير مصادره الرسمية، ويمكن بتتبع حالة عشرة مرضى مثلاً معرفة الجهة أو الجهات التي وافقت على منح شهادة «خلو من الأمراض المعدية» لهؤلاء!
أحمد الصراف