سامي النصف

البحرين.. سنوات مضيئة ودموع حزينة

لا يمكن لنا في الكويت ان ننسى مواقف العز والشرف والأخوة الصادقة لمملكة البحرين قيادة وحكومة وشعبا عندما ارسلت سرايا دباباتها ومشاتها لتحرير الكويت عام 91 ومرة أخرى للدفاع عنها ضمن درع الجزيرة عام 2003، مستذكرين مشاركة سلاحها الجوي في مئات الطلعات إبان معارك التحرير وتسخيرها كافة مرافقها لخدمة الكويتيين إبان الغزو الغاشم، وقبل ذلك مشاركة بوارجها البحرية في إزالة الألغام التي كانت تعترض ناقلات النفط الكويتية إبان الحرب العراقية ـ الإيرانية 8(7)1988.

مع تولي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم في 6/3/1999 اعلن انه يرغب في أن يحكم شعبا سعيدا لا ان يحكم شعبا مقهورا، وبدأ منذ اللحظة الأولى في العمل الجاد لتحويل ذلك الحلم الى حقيقة، فأصدر عفوا عاما عن كل المعتقلين والمبعدين واعاد الجنسية لمن اسقطت عنهم، كما سمح بتأسيس النقابات العمالية والجمعيات السياسية لتعزيز أسس المجتمع المدني وزيادة المشاركة الشعبية، وألغى قوانين ومحاكم أمن الدولة.

في 14/2/2001 وافق الشعب البحريني الشقيق بنسبة 98.4% على ميثاق العمل الوطني وبدأت حياة سياسية وديموقراطية حرة في المملكة يحسدهم عليها الكثيرون، كما تم إنشاء معهد «التنمية السياسية» الأول من نوعه في الخليج بقصد تنمية الوعي السياسي بين المواطنين، كما فتح الباب لأي مواطن بحريني لأن يطعن امام المحكمة الدستورية في أي تشريع يشعر بعدم دستوريته حتى لو اقر التشريع المعني من قبل الحكومة والمجلس البرلماني.

كما صدر الأمر الملكي بإنشاء المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان وفازت البحرين وبأغلبية ساحقة بعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بعد التحقق من سجلها، وأصبحت المملكة تتصدر المؤشرات العالمية في الحريات السياسية والاعلامية والشفافية الاقتصادية، وزاد معدل الدخل تباعا ما بين 2002 و2008 الى ما يقارب الضعف (من 4708 دنانير للفرد الى 7527) كما زاد الناتج القومي من 3.1 مليارات دينار عام 2006 الى 7.2 مليارات دينار عام 2009 وهي ارقام ونسب اقرب للإعجاز في الانجاز ولم تتحقق لأغلب دول العالم الأخرى.

وطالت النهضة وبرامج الاصلاح جميع أوجه الحياة ضمن برنامج رؤية البحرين 2030 القائمة على ترسيخ اسس العدالة والتنافسية والتنمية المستدامة، كما عممت تجربة مدارس المستقبل والتعليم الالكتروني وتوسعت اعمال التدريب المهني (البوليتكنيك) ضمن اصلاح المسار التعليمي، وأنشئ المجلس الأعلى للمرأة وعزز دور ديوان الرقابة المالية وأقيمت عشرات آلاف الوحدات السكنية كما خضعت الخدمة الصحية لرقابة البورد الكندي، كما اقيمت العديد من مشاريع التنمية الضخمة على اراض مسترد اغلبها من البحر مثل ميناء خليفة ومدينة سلمان الصناعية وحلبة البحرين وجسر سترة وغيرها من انجازات كبرى عززت من وجه البحرين الحضاري ودعمت بشكل كبير الدور المالي والمصرفي للمملكة بهدف زيادة الدخل وتحقيق الرفاه وتقليل الاعتماد على النفط.

أخيرا.. إن آخر ما تحتاجه مملكة البحرين الشقيقة ضمن مسار العشر سنوات المضيئة الماضية هو ادوار خفية حالية تستهدف استقرارها السياسي وامنها الوطني، ان المطالب الوطنية في الانظمة الديموقراطية تمر عبر الحوار الجاد تحت قبة البرلمان لا خارجه، فكتلة الوفاق تحتل ما يقارب نصف مقاعده اي انها ليست كتلة مهمشة ولا تحتاج للجوء للشارع وهو امر يضر بالاقتصاد الوطني ويضرب كل انجازات الماضي ويرجع الجميع الى المربع الأول اي مرحلة ما قبل الميثاق، فهل هذا هو القصد والطلب؟!

آخر محطة:

(1) تعاملت هيئة الاعلام البحرينية بقيادة شيخها الشاب فواز بن محمد بشكل محترف مع الاحداث الجارية.

(2) افضل ما يقدم لمملكة البحرين هذه الايام هو دعوات التهدئة والمصالحة بين الاطياف السياسية للحفاظ على المكتسبات الضخمة التي تحققت خلال العقد الماضي، واسوأ ما يقدم هو دعوات التأجيج وتحريض البحريني على البحريني.

(3) العزاء الحار لمملكة البحرين قيادة وشعبا بالشهداء الذين سقطوا في أحداث دوار اللؤلؤة، راجين العودة للحوار لتعزيز السلم الأهلي، فما يضر البحرين يضرنا وما يصيبهم يصيبنا والحكمة الحكمة، فالمتربصون كثر.

احمد الصراف

يستاهلون أهل الكويت!

يقول المفكر الأميركي أفرام تشومسكي «إن وسائل الإعلام العالمية تسعى إلى تشجيع الشعوب على استحسان الرداءة».
***
تتراكم لدى الحكومة منذ عقود فواتير استهلاك كهرباء وماء واتصالات مستحقة على بعض المواطنين تبلغ المليار دولار! وفي محاولة للمزايدة على المطالب النيابية أرسلت الحكومة اشارات تبين استعدادها لمناقشة امر اسقاطها، وفي تعليق للشيخ احمد الفهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، قال ان قرار اسقاط الديون سيعرض على الحكومة وان «أهل الكويت» يستاهلون كل خير!
ونحن إذ نشكر الشيخ احمد مقدما على هذا الكرم والتدليل اللذين لم تنلهما امة في التاريخ، نتساءل من دون براءة: لماذا هذا السعي المحموم لمكافأة المتخلف عن السداد والمتهرب من واجبه كمواطن ومعاقبة من دفع المستحق عليه من التزامات مالية للدولة؟ ولماذا يكون الخير دائما في دفع المال نقداً وليس في التربية والتعليم؟ وإن كان اهل الكويت يستحقون كل خير، فلماذا لم يتمثل ذلك في اداريين اكفاء؟ ولماذا لا يستاهل اهل الكويت بيئة نظيفة ومستشفيات حديثة ومدارس متقدمة، وتسريعاً لمعاملات المواطنين، ومخافر نظيفة وعدالة سريعة التنفيذ؟ ولماذا فقط يستاهل السراق المزيد من المال النقدي من اموال الشعب؟ ألا يستاهل اهل الكويت أن نعلمهم ولو لمرة واحدة، ان من حق الوطن عليهم، وعلى ابنائهم، ان يقوموا بسداد ما عليهم من ديون؟ الا يستحق اهل الديرة ان نبين لهم معنى الشرف في التعامل وأهمية كسب ثقة الآخر، وخلق بيئة يحترم فيها المدين دينه ولا ييأس الدائن من الحصول على حقه؟ ألا يستحق اهل الكويت احترام انسانيتهم وحفظ كرامتهم، من خلال عدم مكافأة المسيء، وحفظ اموال اجيالهم القادمة التي لا تعبأ فئة من المواطنين بها، إما بسبب الجهل أو عدم الثقة ببقاء الدولة بعد رحيلهم وابنائهم عنها؟

***
ملاحظة: سؤال لأي رجل دين مسلم: لو علمنا أنه يحرم قتل النفس العمد، فما هو حكم الشهيد التونسي «البوعزيزي» الذي أشعل بانتحاره، بقصد أو بغيره، شرارة ثورتين طالما اشتقنا لما يماثلهما روعة؟ هل سيكون مآله النار وبئس القرار؟ ام انه سؤال بلا جواب؟

أحمد الصراف