سامي النصف

مصر والعرب إلى أين؟!

قبيل الانتخابات الاميركية الاخيرة، استضافنا الزميل د.عبدالله الشايجي ضمن برنامجه الشائق «الطريق الى البيت الابيض» للحديث حول تلك الانتخابات المرتقبة، ومما قلناه ان كتاب الباحث وبستر غرفن تاربلي المعنون بـ «السيرة غير الرسمية لاوباما» يوضح ان مستشار الامن القومي الاسبق د.زبنغيو بريجنسكي سيكون عراب المرحلة، ومن ثم فإن معرفة المستقبل تقتضي منا العودة إلى الماضي وقراءة ما كتبه وما فعله الداهية بريجنسكي.

 

وقد تنبأنا في ذلك الوقت المبكر بتساقط الانظمة الموالية للولايات المتحدة كما حدث في فترة هيمنة بريجنسكي السابقة ابان حكم الرئيس كارتر (1977 ـ 1981) ومعها على الارجح حدوث فوضى عارمة في منطقتي الشرق الاوسط واوراسيا كما ذكر المستشار ضمن مجموعة كتبه واهمها كتاب «الفوضى على اعتاب القرن الواحد والعشرين»، لذا يمكنني القول ان المنطقة ستشهد تساقط المزيد من الانظمة والمزيد من الفوضى السياسية والامنية العارمة.

 

واذا بدأنا بمصر، فإن السيناتور التفاؤلي الذي يظهر ان ارض الكنانة ستصبح الدولة القدوة في المنطقة بالممارسة الديموقراطية والحرية والحراك الاقتصادي (تعيد إلى الاذهان مقولة العراق الدولة القدوة عام 2003) هو احتمال لاتزيد نسبته بنظري عن 10 الى 15%، اما باقي النسبة فستذهب الى سيناريوهات مرعبة او غير طيبة في حدها الادنى لها اسبابها ومبرراتها، فالحالة المالية في مصر هذه الايام ـ ولأجل غير معلوم ـ تشهد رحيل السائحين والمستثمرين ومحاكمة رجال الأعمال المصريين وتوقف المصانع ووسائل الانتاج وتدهور اسعار البورصة مع مطالب جميع القطاعات بزيادات تصل في حدها الأدنى الى 100%.. و«منين يا حسرة»؟!

 

مصر ام الامة العربية بحاجة ماسة الى مشروع مارشال عربي ينشئ مئات معاهد التدريب والتأهيل لشبابها ورجالها ونسائها وقيام مصانع ومراكز سياحة وخدمات كما حدث في الصين، ودون ذلك ستفقد الامة العربية رجالها في مصر كما فقدت اراضيها في السودان وستصبح رغم فرحة هذه الايام امة تعيسة لا بواكي لها.

 

فمعروف تاريخيا ان الثورات تبدأ بشكل جيد ومفرح وموحد ضد الخصم الواحد الذي ما ان يزاح حتى تبدأ الخلافات والصراعات تتزايد بين الكتل والتوجهات السياسية والاجتماعية والدينية والمناطقية، وحتى بين الشعب والجيش، فيما يسمى مرحلة اكل الثورة لابنائها، ويزيد الطين بلة خيبة امل 90% من الناس ممن سيصدمون بحقيقة ان رحيل الرئيس السابق لم يحل شيئا من مشاكلهم المعيشية، بل قد تتفاقم بإحجام السائحين وهروب المستثمرين المصريين والخليجيين والعرب والاجانب بسبب عمليات الحجز والسجن والمصادرة التي يتعرض لها هذه الايام من جل ذنبهم انهم استثمروا أموالهم في بلدهم في تكرار لما حدث بعد ثورة 1952.

 

الدول الخليجية والعربية ستواجهه مشكلة اخرى هي احتمال الانخفاض المستمر لاسعار النفط في المرحلة المقبلة، وهو ما سيصيب بالضرر المباشر المجتمعات النفطية وغير المباشر المجتمعات العربية التي تعتمد بشكل كبير على «البترودولار»، تلك المصاعب الاقتصادية ستفتح الباب واسعا لمرحلة عدم الاستقرار السياسي والامني الذي سيدخل منه تنظيم القاعدة والتنظيمات المتطرفة الاخرى كما حدث في العراق ولن تنجون كثير من دول المنطقة من الحروب والاضطرابات والتشطير والتفتيت وقانا الله جميعا شر تلك المخاطر التي من اولى دلالاتها بدء الانخفاض المستمر لاسعار النفط.

 

آخر محطة: خير ألف مرة ان تحتاط لأسوأ السيناريوهات ويحدث أحسنها بدلا من العكس.

احمد الصراف

عودة مؤقتة أم دائمة؟

بكيت بحرقة في يونيو 1967 بسبب سذاجتي وقلة خبرتي، بعد أن عرفت حجم الهزيمة والكارثة اللتين حلتا بنا في حرب الأيام الستة مع إسرائيل! ولم يمر وقت طويل لأكتشف كم كنت مخدوعا لأنني كنت أقرأ لفكر واحد وفي اتجاه واحد، وبالتالي لم يكن مستغربا أن يقع الطلاق بيني وبين محيطي، وهو الطلاق الذي دام 44 عاما، إلى أن أعادتني، إلى حد ما، احداث تونس وثورة مصر، الى المحيط القديم الذي طال رفضي له لسوء كيانه وتخلف تكويناته. أقول ذلك بحذر شديد، فقد علمتني الأيام أن ليس كل ما نراه صحيحاً وليس كل ما نتمناه سنحصل عليه أو سيستمر، فنهاية هذه الثورة تكمن في طهارتها وعفويتها، ولن يطول الوقت قبل أن تجهض أو على الأرجح تختطف من قبل جهة ما وتجيرها لمصلحتها، حدث ذلك في روسيا وقبلها في فرنسا وبعدها في إيران وعشرات الأماكن الأخرى! نقول ذلك من دون أن نبخس الشباب الحق في ما اثبتوه من أن ليس بالإمكان الضحك على الأمم وإنكار حقوقها في الحرية والديموقراطية إلى الأبد، ولكن هذه نادرا ما تأتي مع الجيش أو المخابرات! ولو طالعنا ما أصبح ينشر ويبث على الإنترنت من مستندات وأفلام وتسجيلات قديمة تتعلق بأحداث الأيام الماضية، لشاهدنا كيف انقلبت آراء الكثير من رجال السياسة والإعلام، من امثال عمرو اديب وعمرو خالد وعمرو موسى وغيرهم، من النقيض إلى النقيض، وكيف أن أحلام الشباب يمكن أن تختطف بسهولة من الفئات المنافقة والمتسلقة، ليحلوا محل من سبقهم من الفاسدين. وبالتالي فإن الثورة الشبابية المصرية بحاجة للتحصين، وهذا لا يمكن أن يأتي بغير كشف هؤلاء والتحذير منهم، كما حدث لأحد المطربين الذي حاول الاستفادة من الأحداث والمشاركة في التظاهرات، فكشف هؤلاء سابق مواقفه المشينة من ثورتهم، وناله ما يستحق من عقاب. كما يجب الحذر من أية رغبة يبديها النظام العسكري الحالي للبقاء في السلطة أكثر مما يتطلبه التحضير لنظام مدني عصري جديد، نقول هذا مع تقديرنا الشخصي الكبير للقيادة العسكرية المصرية التي رفضت الانجرار لطلبات القيادة السابقة، وحقنت دماء أبناء الشعب بقدر الإمكان، وكان لها الفضل الكبير في نجاح ثورة الشباب.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

ضعنا بين التهديد والعناد

الكويت ليست تونس.. والنظام في الكويت ليس نظام حسني مبارك، هذه حقائق لا ينكرها احد، لذلك نتمنى ألا يزايد احد على احد في هذه الحقائق. هذا أولاً.. أما ثانيا فإن التكسب الشعبي والانتخابي لا يجوز ان يكون على حساب المصلحة العامة.. فعندما يسرّ قطب حكومي كبير لبعض السياسيين من ان هناك نية لاجراء تغييرات جذرية في الحكومة بعد الأعياد، لا يجوز لهؤلاء أن يقيموا ندوة ليصرحوا بها أن حكومة الشيخ ناصر لن تبقى بعد احتفالات فبراير بل يحددوا تاريخ 3/8!! ويصل الأمر بأحدهم الى التهديد اذا بقيت فسنسقطها، وكأنه يريد ان يستبق الأحداث ليسجل له التاريخ انه من اسقط حكومة الكويت بتهديده الذي ارجف النظام!
كلنا نعرف ان النظام لن يقبل التهديد.. فالتهديد واستباق الاحداث جعلا د. عبيد الوسمي يبقى في السجن طوال تلك الفترة!! والتهديد قد يخيف الحكومات، لكنه بالتأكيد لن يخيف النظام.. لذلك نتمنى ألا نعطي فرصة للنظام للعناد والتحدي على حساب المصلحة العامة ومن اجل الايحاء بأننا أرعدناهم وخوفناهم.

لفتة كريمة
التزمت طوال الفترة الماضية بنصيحة الاخوة في القبس وبعض المحبين بأن أترك هذا «الشخص» لحاله واتفرغ لما ينفع الناس. لكن المذكور أبى إلا استمراره في الكذب والافتراء علي دون رادع من ضمير أو خلق!! بالامس ذكر أنني بنيت بيتا دون ترخيص او مخالفا لانظمة البناء مما اضطر البلدية الى وقف البناء عندي، فأظهرت للمشاهدين في احدى القنوات الفضائية تقريرا حديثا من البلدية يؤكد عدم وجود مخالفات في المبنى!! ثم اتهمني بأنني ممنوع من دخول مصر فاجرى تلفزيون الكويت معي مقابلة أثناء عودتي من القاهرة الشهر الماضي، واستنكر حصولي على ترخيص مكتب هندسي وانا مهندس ميكانيك، فاذا بي احصل على رئاسة المكاتب الهندسية العربية قبل اسبوعين!! واليوم يتهمني بانني اخذت ارضا زراعية مصرية مع احد المستثمرين المصريين من دون وجه حق وورطت الناس بها، علما بأنني استدعيت لرئاسة الشركة المالكة للارض بعد ان اصبحت الارض ملكا لها ولم أكن طرفا في شرائها.
اقول هذا الكلام نزولا عند رغبة اخ قال ان تكرار الاتهامات يؤثر في الناس ما لم يكن هناك رد، وأقول عندي لهذا الدعيّ ملف كامل عنه فيه 30 قضية صدرت ضده فيها احكام قضائية تدل على ان مجاراته والرد عليه مضيعة للوقت، لذلك سأرجع إلى التزامي السابق بأن اكتفي بما كتبته.