سامي النصف

أنا إن قدّر الإله مماتي..!

يخبرني القاضي العراقي الفاضل منير حداد الذي حكم على صدام بالإعدام أن بعض الكويتيين اعترضوا على حكمه بالإعدام «لربما مناكفة لإيران» وهو أمر لم يفهمه القاضي الجليل، لا اعتراض لدي على وقوف بعض المصريين ضد الرئيس مبارك (لماذا لا يجرى استفتاء حر على الخيارات المطروحة؟) ولكن ماذا عن الكويتيين الذين ساهم في تحرير أرضهم وسهل لهم عمليات التملك والزيارة والاستثمار؟! إظهار قليل من الوفاء أمر لا يضير.

يقف هيكل (أطلق مبارك سراحه فور تسلمه الحكم) وعمرو موسى (عيّنه مبارك وزيرا للخارجية ثم أمينا للجامعة العربية) ومصطفى بكري (الوحيد من الصحف الخاصة الذي يصطحبه مبارك معه في زياراته للخارج) وعزمي بشارة وعبدالباري عطوان (أكبر المتاجرين بقضيتهما ويحملان جثمانها أينما ذهبا) والمسفر، ضد الرئيس مبارك مطالبين برحيله، السؤال المحق: هل وقف أو نعق هؤلاء الغربان مع أي قضية عادلة قط؟! ثم كيف لعمرو موسى وهو من يتسلم راتبه من دول الخليج ان يتواجد في ميدان التحرير كل يوم للتحريض والتأجيج، ولماذا لا تتم إقالته من قِبل من عيّنه وتعيين أمين عام عاقل ورزين بدلا منه؟!

يظهر عماد أديب وعمرو موسى والبكري وغيرهم من شخصيات عامة على الفضائيات وهم يتحدثون ولحاهم طويلة فهل يعني هذا انهم لم يجدوا دقيقة للحلاقة والنظافة أم انهم يحضّرون أنفسهم بشكل مسبق لحقبة الإخوان المسلمين؟!

سؤال آخر: هل سيقتدي الإخوان بحزب الرفاه التركي أم بالترابي وحزب الجبهة القومية الإسلامية التي أبقت الحرب الأهلية مشتعلة لعشرين عاما ثم تسببت في انفصال الجنوب السوداني، ولماذا لا نسمع خارطة طريق الإخوان السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمرحلة ما بعد الرئيس مبارك بدلا من الغموض ومبدأ «انتخبونا وبعدين نتحاسب» الذي استخدمه قبلهم النازيون والشيوعيون؟!

يعتقد بعض الجهلاء العرب ومنهم قادة دول الصمود والتصدي سابقا ووزيرا خارجية مصر السابقان اسماعيل فهمي ومحمد ابراهيم كامل، ان اسرائيل كانت مستعدة لإرجاع سيناء وتقبيل الأيدي والأرجل مقابل اتفاقية كامب ديفيد، والحقيقة أبعد ما تكون عن ذلك الفهم العقيم، فكما يروي وزير الدفاع الإسرائيلي عيزرا وايزمان، كان الوفد الإسرائيلي ينوي الرحيل من كامب ديفيد دون اتفاقية سلام حيث كان موقفهم ان سيناء أرض توراتية مليئة بالنفط والغاز والخير (مساحتها 4 أضعاف مساحة اسرائيل) وقد حصلوا عليها في حرب خسرها العرب، ومن يخسر حربا يدفع الثمن، كما انهم عاشوا آنذاك 30 عاما دون سلام ولا مانع لديهم أن يعيشوا 300 عام أخرى دون سلام على ألا يفرطوا في سيناء.

ما أرغمهم آنذاك على التضحية بسيناء هو الرئيس كارتر وزيارة السادات للقدس، وفيما بعد حرمهم الرئيس مبارك من طابا بعد مباحثات مطولة استمرت لسنوات، كما منعهم بحكمته ورزانته من استعادة سيناء من خلال حرب جديدة، لذا فالسيناريو الأمثل لإسرائيل هو قيام نظام في مصر يضم «كوكتيل» من المؤدلجين (اخوان وناصريين ويساريين) يعطي اسرائيل الذريعة لشن حرب لاستعادة سيناء التي لن ترجع قط لمصر، والثالثة ثابتة.

آخر محطة:

(1) قررت إسرائيل بالأمس التوقف عن المضي في مشروع انسحابها من شبعا بذريعة تغير الحكومة اللبنانية فهل من مذكر؟!

(2) هل سنشهد بعد الصوملة واللبننة والعرقنة والفلسطنة مشاريع مصرنة وسودنة ويمننة… والبقية قادمة على الطريق؟!

(3) يقول الشاعر حافظ إبراهيم على لسان مصر العظيمة وبصوت أم كلثوم:‍

أنا إن قدّر الإله مماتي

لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي

ما رماني رام وراح سليما

من قديم عناية الله جندي

أنا تاج العلاء في مفرق الشرق

ودراته فرائد عقدي

والله لو دفع العرب كل أموالهم ودمائهم لإنقاذ مصر لقليل عليها فزمن السبي العربي سيبدأ من اليوم الأول لسقوط مصر ولن تنفع أحدا أمواله فالمستقبل مظلم..!

(4) مصر ببساطة تنحر بيد السذج من شبابها تحت سمع وبصر من يفترض أن يكونوا الحكماء من أشقائها..!

احمد الصراف

الظالم والمظلوم

كتب زميل في مقال له، تعليقا على وفاة المواطن المطيري تحت التعذيب على يد المباحث، ان الذين يعذبون الناس بالضرب والحرق فإنما يختارون لأنفسهم وسائل سيعذبهم الله بما يشبهها! واشار الى آيات تؤيد وجهة نظره! الغريب في الموضوع، أو المبكي في الوقت نفسه، أن هذا «الواعظ» بالذات سبق ان أدين بحكم قضائي لقيامه بمعالجة شخص بطرقه المتخلفة بضربه بعصا نتج عنها وفاة المسكين تحت يده، ولم ينقذه من تنفيذ عقوبة القتل العمد به غير انتمائه لجماعة «السلف»، وهي الجماعة نفسها التي سبق أن توسطت لتحديد هويته!

***
استقالة اللواء كامل العوضي أربكت كل صاحب ضمير حي ومحب لوطنه بسبب ما تركته في نفوسهم من مشاعر مختلطة. فمن جهة شعر هؤلاء بالسعادة لفزعة هذا الرجل لكرامته والاستقالة من منصبه المرموق والمهم ردا على قيام الحكومة وقف تنفيذ عقوبة السجن الصادرة بحق النائب «السابق والمؤقت» الذي اعتدى عليه في مكتبه! ومن جهة أخرى شعر جميع هؤلاء في الوقت نفسه بخسارة موظف عام اشتهر بالاستقامة ونظافة اليد والضمير.
إن قرار الحكومة وقف تنفيذ العقوبة على المعتدي خلق منه بطلا في أعين أبناء قبيلته، وسجل سابقة لكل موظف حكومي يفكر مستقبلا في نيل حقه بالشكوى. وهنا نتمنى على وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود عدم الاكتفاء برفض استقالة اللواء العوضي، كما ورد في الصحف، بل وتطييب خاطره برفعه الى منصب مرموق آخر تعويضا لما لحق به من ضرر غير مبرر. كما سيكون لقرار «إعادة الاعتبار» تأثيره الإيجابي في معنويات بقية موظفي الدولة.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

ما أشبه اليوم بالبارحة

عندما أعلن الأطباء الأميركان أن أيام الملك الحسين بن طلال أصبحت معدودة لانتشار مرض السرطان في جسده، سارعت الحكومة الأميركية باعادته إلى بلاده وبعد شهر تقريباً رجع إلى الولايات المتحدة وفاضت روحه إلى بارئها. المهم أن الملك الراحل اصدر خلال عودته الشهرية إلى الأردن قراراً واحداً وهو إعفاء أخيه ولي العهد من منصبه، الذي تولاه لأكثر من أربعين عاماً، وتعيين ابنه عبدالله وليا للعرش.
وما أشبه اليوم بالبارحة!! عندما شعرت أميركا أن أيام الرئيس مبارك محدودة، سارعت وطلبت منه تعيين رجل المخابرات القوي نائباً له، وذلك تحسباً لأي طارئ قد يطرأ على الساحة المصرية. الغريب أيضاً أنه بعد ان انصاع الرئيس مبارك بتعيين نائب له سارع الغرب بمختلف رموزه وعلى رأسهم أميركا بمطالبة مبارك بالتنحي وتسليم السلطة لنائبه!!
وحتى نفهم «القمنده» في هذا التصرف لا بد من تسليط الضوء على مصلحة إسرائيل!! فالغرب يعتقد انه في حال تمسك مبارك بالسلطة فقد تنتشر الفوضى الأمنية والسياسية في مصر، مما يجعل أرض الكنانة مسرحاً ملائما لعمليات «القاعدة» ضد المصالح الأميركية والغربية، وملفى أو ملجأ أكثر أمناً واماناً لرموز ما يسمى بالتطرف الإسلامي، مما يهدد أمن إسرائيل ووجودها، ويقوي شوكة حزب الله وحماس، وبالتالي إيران في منطقة الشرق الأوسط. لهذه الأسباب تصر أميركا وحلفاؤها على نقل السلطة إلى عمر سليمان بأسرع وقت وقبل تسلم الثوار للسلطة، مما قد ينتج عنه تشكيل حكومة انقاذ وطني، وبالتالي انتخابات تشريعية نزيهة، مما يعني وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة، وهنا الكارثة التي ستنهي آمال الغرب في ايجاد شرق أوسط جديد وفقا لرؤاهم ومخططاتهم!!
ابني الصغير فهد يسألني وهو يشاهد قناة العربية: لماذا أوباما شايل هم وصول الاخوان المسلمين للسلطة؟! فقلت في نفسي: إذا عُرف السبب بطل العجب!!
***
«لفتة كريمة»
اتقدم بالشكر والتقدير للاخ رئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد المكاتب الهندسية الكويتية وكذلك للاخ م. عادل الخرافي والاخ طلال القحطاني والاخوة في جمعية المهندسين الكويتية على ترشيحي لمنصب رئيس هيئة المكاتب الهندسية العربية، والذي حصلت عليه بفضل الله ثم بفضل جهود الاخوة الكرام المذكورين عندما انعقدت الانتخابات قبل أسبوعين في القاهرة تحت اشراف اتحاد المهندسين العرب، والشكر موصول للاخ أمين عام الاتحاد م. عادل الحديثي الذي اجرى الانتخابات في ظل ظروف صعبة وحظر تجول وتظاهرات وبالكاد استطعنا انهاءها والعودة إلى أرض الوطن، وأتمنى ان أكون عند حسن ظنهم وان أقدم شيئا لخدمة المهنة الهندسية ورقيها.