محمد الوشيحي

فلو

سحقاً لـ«تويتر» ابن تويتر. شَغلنا عن مصالحنا وغيّر طبائعنا. وكنت من المداومين على قراءة الكتب، فصرفني عنها كما تصرف الزوجة الثانية اللهلوبة زوجها عن امرأته الأولى المكركبة… واقتحمت – أنا الذي ليس بيني وبين التكنولوجيا إلا الذكر الحسن – عالم «تويتر»، وكان الذي كان.
والبداية كارثية، فالدخول إلى المكان الذي لا تعرف نظامه قد يجلب لك الهم والغم… وتذكرت حكاية الوالد رحمه الله، وكان عمره حينذاك نحو تسعين سنة، عندما أدخله شقيقي خالد وهما في الطريق إلى العمرة «مطعم مندي» بعد أن أوهمه أنه بيت أحد أصدقائه السعوديين، والمرحوم لم يسبق له رؤية المطاعم من الداخل، فهو من جيل يعتبر المطاعم عيباً وشق جيب، والنقيصة الكبرى أن تمتلك مطعماً يأكل فيه  «الضيوف» بفلوس، وأنت من سلالة من كان يقتّر على أولاده لمصلحة ضيوفه وعابري السبيل! ولم ينقطع المرحوم عن رواية ما شاهده في المطعم، أو في «بيت صديق ابنه»، كما كان يعتقد، إلى أن مات، وكيف أن الجيل هذا جيل منزوع البركة، «يفتح أحدهم بيته لأصحابه ويطعمهم بمقابل، ولا يستقبل الضيوف عند الباب بل يجلس على كرسي في أقصى (المجلس)»، يقول ذلك ثم يؤكد: «اقتربت الساعة لا شك، نسأل الله العفو والغفران». ولا أدري ماذا كان سيقول لو علم أن ابنه محمد من مدمني المطاعم والمقاهي، نسأل الله العفو، أو علم أنني أشرب الموكا والكابتشينو، لطفك يا لطيف.
… ودخلت «تويتر»، وفي اليوم الأول كتب أحدهم لي «الوشيحي فلو»، فتمتمت: «سامحك الله» (الفلو في لهجتنا شتيمة، أي خبل، وبالفصحى مخبول)، فكتب الثاني «الوشيحي فلو» فتمتمت: «سامحكما الله»، فكتب الثالث «الوشيحي فلو» والرابع والخامس ووو، فارتفع منسوب غضبي وغمغمت: «الفلاوة أنتم يا عديمي الشيمة والقيمة»، وتشاءمت من هذه التكنولوجيا التي بدايتها «هوشة مع فلاوة»، وعلمت لاحقاً أن المقصود هو «الوشيحي follow me» أي اتبعني كي تتمكن من قراءة ما أكتبه، كما هو النظام في تويتر، فانفرجت أساريري، ورحت أتبع كل ذي فلو عميق، وصرت أغرّد مع بقية العصافير. على أن آخر عصفور من المشاهير حطّ على سدرتنا هو «الشيخ أحمد الفهد»، وما أكثر الذين كتبوا «شيخ أحمد فلو». وقد تبعته، فوجدته يتحدث كما تتحدث «كونا» وكالة الأنباء الكويتية، فانحرفت يميناً وتركته.
ولأن «تويتر» لا يحتاج إلى ورق ولا إعلانات ولا إيجار ولا رواتب موظفين ووو، كما هو الحال في الصحف، فقد نجا من قبضة ذوي السلطات، إلى حد ما، ولأن فشل حكومتنا يدفع الكائنات البحرية إلى الحديث عن السياسة، فقد سيطرت السياسة على مفاصل «تويتر»، وراح الناس يصبون جام غضبهم على الحكومة، إلى أن امتلأ وعاؤها.
وأدركت الحكومة خطورة «تويتر»، فأوعزت إلى صبيانها وبلطجيتها، فاقتحموه، وأدخلوها من الباب الخلفي، و«إن الحكومة إذا دخلت قرية أفسدتها»، فهي التي أفسدت البرلمان والصحافة والانتخابات والعلاقات الاجتماعية بين الناس ووو، وجاء دور» تويتر»، فأبشروا بالفساد.
وتقول الدراسات: «عام 2020 سيكون العام الأخير للصحافة الورقية»، وأقول أنا: «عام 2012 سيأخذ معه الصحافة الورقية قبل أن يغادر»، فلم يعد يحتاج الناس من الصحف إلا مقالات كتّابها وافتتاحياتها ولقاءاتها»، وما عدا ذلك موجود في «تويتر».
«تويتر»، هذا العصفور الضئيل، سيهدم الأسوار الخرافية والعروش الوهمية، كما هدمت فأرة مأرب السد العظيم… ولو كان «تويتر» رجلاً لأجلسَته الشعوب في «صدر الديوان» ولرجمه كل ديكتاتور، ودخل بسببه «خدمة مجتمع».

سامي النصف

في ختام رحلة الشكر والعرفان

اختتمنا بالأمس رحلة جمعية الصحافيين الكويتية بقيادة رئيسها الباسم أحمد بهبهاني وتنسيق الدينامو عدنان الراشد وعضوية الزملاء يوسف الجاسم ووليد السريع وخالد معرفي، وقد قدمنا الشكر والعرفان لقيادات وشعوب دول مجلس التعاون الشقيقة على موقفها التاريخي الداعم للكويت إبان الغزو الصدامي الغاشم عام 1991، وقد أخجلنا مسؤولو الدول التي زرناها بكرم الضيافة وبالوقت السخي الذي خصصوه للمقابلات وبالكلمات الطيبة التي استمعنا لها بحق بلدنا وقياداته.

وما كان للزيارة ان تتم لولا مباركة سمو رئيس مجلس الوزراء والدعم المباشر من النائب الأول ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك ومن نائب الرئيس ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح ووكيل الوزارة خالد الجارالله ومتابعة سفراء الكويت في دول مجلس التعاون الشيوخ حمد جابر العلي وعزام مبارك الصباح والسادة علي سلمان الهيفي وسالم الزمانان وصلاح البعيجان وأطقم سفاراتهم والمكاتب العسكرية الكويتية في دول المجلس والقائمين على وكالة الأنباء الكويتية (كونا).

وقد تشرف الوفد الكويتي بلقاء سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية وسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وسمو الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية ود.عبدالعزيز الخوجة وزير الإعلام، اضافة الى القائمين على هيئة الصحافيين السعوديين وبالزملاء تركي السديري رئيس تحرير جريدة «الرياض» وخالد المالك رئيس تحرير جريدة «الجزيرة» وجمع كبير من الكتّاب والعاملين بالصحافة السعودية.

كما تشرّف الوفد بلقاء أبوي مع صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء في مملكة البحرين وبالفريق أول ركن خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين والشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس هيئة الإعلام البحرينية وبمستشار الملك لشؤون الإعلام نبيل الحمر وجمع كبير من الإعلاميين البحرينيين.

في دولة قطر حظينا باجتماع مطوّل مع الشيخ حمد بن جاسم رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية تم خلاله نقاش كثير من الأوضاع المستجدة على الساحة العربية كما أقام مساعد وزير الخارجية السيد محمد بن عبدالله الرميحي مأدبة غداء على شرف الوفد الكويتي حضرها جمع من الإعلاميين القطريين على رأسهم عميد الصحافة ناصر العثمان.

وفي مسقط ذات البيوت والقلوب البيضاء التقينا بمستشار السلطان للشؤون الثقافية السيد عبدالعزيز الرواس ثم التقينا بوزير الإعلام العماني سعادة حمد بن محمد الراشدي وأقام سعادة عبدالله الرحبي الرئيس التنفيذي لمؤسسة عمان للصحافة ورئيس تحرير جريدة «عمان» مأدبة غداء للوفد الإعلامي.

في أبوظبي التقينا في قصر المؤتمرات مطولا بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس التنفيذي بالإمارة حيث استمعنا لخطط سموه في التنمية البشرية المستدامة واستخدامات الطاقة البديلة، ثم حضرنا في اليوم التالي مجلس الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التربية والتعليم العالي والتقينا بالفريق حمد الرميثي رئيس الأركان قبل التوجه عائدين للكويت.

آخر محطة:

أظهرت أحداث الأزمات الاقتصادية في العالم الغربي عام 2008 وأحداث الأزمات السياسية في دول المشرق العربي ان دولنا الخليجية هي الملاذ الآمن للاستثمارات والأموال.

حسن العيسى

ارفع رأسك يا أخي

سنعود نردد شعار «ارفع رأسك يا أخي»، شعار الراحل عبدالناصر يفرض نفسه من جديد، بعد أن هزت الوجدانَ مشاهد ساحة التحرير بالقاهرة، ثم معظم المحافظات المصرية، وقد غصت بملايين المصريين.
وجلسنا مشدوهين نراقب أول وأكبر ثورة شعبية عربية تحدث في عالم اليأس العربي -سابقا- من دون دبابات ومن غير عساكر يلقون علينا البيان رقم واحد من قيادة الثورة.
هذه المرة يتحقق شعار «ارفع رأسك يا أخي» من غير أن ينتهي الحال بواقع «انبطح على الأرض يا أخي وارفع قدميك لعصا المخابرات»، لأن الشعب هو الذي يقود و»الشارع» هو سيد الحدث. 
مشاعر الكبرياء والكرامة اليوم تتمدد في قلوبنا بعد سنين اليأس وفقدان الأمل، حين رسخت ثقافة الخضوع للسلطة، وحين أصبحت صورة العربي في العالم هو ذلك  الشخص الفقير القانط المقهور الذي لا  يكترث للفساد السياسي ولا للظلم فهو خاضع لثقافة قدرية تقرر أن «المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين»، أو أن العربي هو ذلك المليونيرالذي يتسكع بالسيارات الفخمة في شوارع «اجورد رود» بلندن و»شانزيليزيه» باريس، والسيدة حرمه تتسوق مغطاة بالعباءة والبرقع في محلات هارودز وتحمل بيدها شنطة ماركة «غوتجي»! انظروا كيف وصفت الحال الكاتبة  «غورفين منصور» في عدد «غارديان» بالأمس.
قادة «شعب الله المختار» في إسرائيل وحلفاؤهم في النظام العربي برفقة وعاظ سلاطينهم يعودون المرة تلو الأخرى في  إعلامهم يرفعون «فزاعة» كتب عليها: تذكروا ما حدث في إيران عام 1979 حين ابتلع الملالي ثورة الشارع الإيراني… وتذكروا انتخابات السلطة الفلسطينية وكيف وصلت حماس… وقبلها انظروا إلى انتخابات الجزائر في عام 91… واستعدوا اليوم للإخوان المسلمين حين يحكمون مصر الكبيرة…! من قال إن التاريخ يتكرر، ومن قال إنه كتب علينا أن نجتر الماضي إلى ما لا نهاية من أجل «استقرار» الأنظمة العربية «العاقلة» وبالتالي لمصلحة طمأنينة اليمين الإسرائيلي وبحبوحة الديمقراطية الغربية الإسرائيلية كنموذج لا يتكرر في منطقتنا…؟! كيف يمكن أن نحكم على القادم بالفشل من أجل دوام الفساد السياسي والاقتصادي في دولنا؟ وكيف يختزل كل شباب ساحة التحرير في الإخوان؟ ثم تصدر الأحكام الجائرة بأن الإخوان هم بن لادن وهم القاعدة وطالبان… بينما يقرر هؤلاء الإخوان  بلسان قادتهم أنهم لن ينالوا أكثر من 20 في المئة من الأصوات إذا حدثت انتخابات حرة ومن غير جنازير البلطجية… ثم أليسوا هم مصريين في النهاية؟! أسمعونا غير هذا الرغاء الفارغ… وابحثوا لكم عن حجج أخرى… ففي النهاية وبفضل دماء شباب ساحة التحرير… نستطيع أن نرفع رؤوسنا العربية في النهاية.
 ملاحظة: ستصل جيوبنا بعد أيام منحة الألف دينار، ماذا لو تم تخصيصها أو جزء منها لأبطال ساحة التحرير… فهم أولى منا…!

احمد الصراف

اختلاط المشاعر وملالي إيران

خلقت أحداث مصر، وما سبقتها من أحداث وما سيتبعها في تونس وربما غداً في اليمن والسودان وليبيا وغيرها، رعباً في النفوس من إمكانية استيلاء قوى الظلام الأخرى من سلف و«إخوان»، على الحكم في تلك البلاد. وقال البعض إنه من الأفضل المحافظة على أنظمة الحكم الحالية لأنها الضمان الوحيد أمام وقوع الكارثة!
قد يكون في مثل هذا الكلام بعض المنطق، ولكن لا يمكن أن تبقى الشعوب أسيرة مثل هذه المواقف أو الأوهام إلى الأبد، فأنظمة الحكم المستبدة لديها دائماً ما تخيف به شعوبها لكي لا تجبرها على الرحيل. وليس من الحكمة أو العدالة العيش في ظل مثل هذه المخاوف إلى الأبد، فتنظيمات «الإخوان» باقية ولن تختفي مهما امتد الزمن بأي نظام حكم معارض لها، وإن كانت الديموقراطية الحقيقية ستأتي بهم فلا مفر من ذلك، مهما اعتقدنا بتخلفهم واستبدادهم، فهذه، بنظري، هي الطريقة الوحيدة لكشف ادعاءاتهم بامتلاك الحقيقة، وأن لديهم حلولاً «سحرية» لمشكلاتنا الاقتصادية والاجتماعية! أقول هذا بالرغم من أنهم لم يكشفوا أبداً عن خططهم أو برامجهم للحكم! كما أنني على يقين في أن التخلص منهم مستقبلاً، إن هم وصلوا إلى الحكم، لن يكون سهلاً، خصوصاً أنهم سيسعون في الغالب إلى إلغاء النظام الديموقراطي بحجة أنه كافر! وقد يرى البعض في ذلك استبدال استبداد بآخر أشد منه باسم الدين وتحت عباءته ، وهنا سيتطلب الأمر ربما إسالة دماء أكثر للتخلص من مثل هذا النظام، لكنه ثمن لا مفر من دفعه، إن كانت الأغلبية تعتقد أن الخلاص يكمن في النظام الديني ، وبالتالي على هؤلاء تذوق مرارة طعمه لتكفر به. ولو أخذنا إيران مثالاً حياً لوجدنا كيف أن إرادة الشعب الإيراني استبدلت نظام الشاه الاستبدادي بنظام ديني متشدد، وأعادت اختياره من خلال صناديق الانتخاب، ولكن لو أجريت اليوم انتخابات حرة وشريفة في إيران، وبعد أكثر من 30 عاماً من الحكم الديني ، لما حصل الملالي على الدعم ذاته ولزالت «حكومتهم الدينية» إلى الأبد.
***
ملاحظة: إن أولئك الذين يضحون بالحرية من أجل أمن مؤقت لا يستحقون الحرية ولا الأمن… (بنجامين فرانكلن).

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

«الإخوان» وثورة الشباب

خوف التيار الليبرالي في الكويت من سيطرة الإسلاميين على الحكم في مصر اكثر من خوف المصريين الليبراليين انفسهم!! تعاطف هؤلاء مع الرئيس المنتهية صلاحيته ليس من باب حب الخير لمصر وشعبها، بل خوف من اجراء انتخابات نزيهة تلتزم في تطبيقها حكومة انقاذ وطني تكون نتيجتها ــــ طبعاً ــــ نجاحاً كاسحاً للاخوان المسلمين!!
التيار الليبرالي هنا يريد ديموقراطية مفصلة على مقاسه!! فإن جاءت على مقاس غيره فهي الدكتاتورية وهي الكبت والقمع!! النظام المصري المنتهية صلاحيته لم يجد حجة يحتج بها غير الادعاء ان وراء هذه التظاهرات جماعة الاخوان المسلمين، بينما هو يعلم ان «الاخوان» ليسوا سوى جزء من هذا الحشد الكبير، ولم يكونوا شرارته الأولى، وهذا ليس تباطؤا من اكبر تنظيم شعبي في مصر بل لان سياستهم كانت تقتضي تأخرهم بعض الشيء حتى لا يتسببوا بقمع هذه الانتفاضة وهي في مهدها، لانهم يدركون ان الغرب واسرائيل لن يسمحا لهذه الانتفاضة ان تستمر ما دام «الاخوان» شرارتها الاولى.
ولقد احسن «الاخوان» عندما أعلنوا منذ البداية انهم لا يرغبون في المناصب ولن يترشحوا للرئاسة فقط كي يطمئن الخصوم ويتركوا الانتفاضة تستمر.
بدلاً من ان تتعالى الاصوات بتقدير هذه المبادرة من الاخوان، نجد غلمان بني علمان في الكويت يتباكون على مصر وثورتها ويدعون لاجهاضها خوفا من وصول «الاخوان»!!
كل ما يطلبه «الاخوان» من الحكومة الجديدة ان تجري انتخابات نزيهة وشفافة وتحت اشراف قضائي حتى يضمنوا انه لن يصل الى البرلمان الا من يريده الشعب المصري لا من يريده النظام!!
ان اكبر جماعة تم تشويه تاريخها وانجازاتها وقياداتها هي «الاخوان المسلمون»، فهم في نظر وسائل الاعلام قتلة وارهابيون وانتهازيون، واستمر هذا التشويه الاعلامي منذ 1954 الى اليوم، ومع هذا نجحوا في كل انتخابات نزيهة تم اجراؤها سواء بين الاطباء او المحامين او المهندسين او غيرهم، ولو تم اجراء انتخابات على كشك بقالة لفازوا فيه، وذلك لمعرفة الشعب بحقيقتهم ونقاوة معدنهم. لذلك كل خصومهم اليوم متورطون في ايجاد المخرج لهذه الانتفاضة، فالنظام التسلطي مرفوض برفضهم لنظام «مبارك» والبديل نظام ديموقراطي يقول فيه الشعب كلمته وهنا مكمن الخطر عليهم!!
فهل عرفت عزيزي القارئ لماذا يصرخ ليبراليو الكويت من هذه التظاهرات في مصر ولماذا يدعون بالويل والثبور وعظائم الأمور!!؟
***
لفتة كريمة
النظام المصري كان حليف أميركا، وصديق اسرائيل.
النظام المصري كان معطى الخيط والمخيط للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط.
النظام المصري كان يمنع اي مساعدة لحماس ويغلق المعابر اكراما للصهاينة، اميركا باعت هذا النظام برخص التراب ومع اول صرخة «ارحل».
اذا كان هذا تعامل الاميركان مع اكبر دولة واهم دولة في الشرق الاوسط، فكيف بالدول الأصغر والأقل اهمية؟
سؤال يستحق التفكير.

سعيد محمد سعيد

حكاية الكلب مع الحمامة… تعزِّي حكاية الحصان والناقة؟

 

ذات ليلة، جلس الحصان المغلوب على أمره مع جارته الناقة المكسورة الخاطر يبكيان بكاءً شديداً على ما حلَّ بهما رغماً عنهما! ففي يوم كئيب كالح السواد عليهما وعلى بعض معارفهما من الخيول والنياق والجمال، تم إجبارها جميعاً من قبل عصابة شريرة مجرمة من (البلطجية)، لأن يخرجوا من إسطبلاتها ومضاربها من أجل أن تمارس (القمع)!

كان ذلك اليوم، هو اليوم الأول في حياة الحصان والناقة الذي عرفا فيه معنى (القمع) والهمجية والشر المستطير الذي لم يعرفاه طيلة حياتهما – وإن كانا يعلمان أن من أجدادهما وسلالاتهما في العهود الغابرة، من شارك في حروب وغزوات ونهب وسلب – لكنهما يعلمان أيضاً أن تلك العهود ولَّت إلى غير رجعة! وعلى الرغم من أن كلاً من الحصان والناقة كانا يعلمان جيداً أن هناك بشراً أقل منهما مستوىً، كونهما (بهيمتان) ينشدان الأمان والسلام والعيش بطمأنينة ويكتفيان ببعض العشب والعلف وإسطبل متواضع، في حين أن أولئك البشر (البلطجية) يعيشون وفق شريعة الغاب، ويتوقون لشرب الدماء وترويع الأبرياء.

قال الحصان بزفرة حارة مخاطباً جارته الناقة: «قاتلهم الله… أرأيتِ يا جارتي العزيزة ما الذي حلَّ بنا اليوم على أيدي أولئك المجرمين السفلة؟ كنا في حالنا فإذا بهم يخرجوننا من منازلنا على حين غفلة… كنت أظن أن الأمر طبيعي كما اعتدنا، لكنني فوجئت بأننا وسط ألوف مؤلفة من البشر… بعضهم يصرخ وآخر يهتف وثالث يرمي الحجارة ورابع دمه يسيل… هي المرة الأولى يا جارتي العزيزة التي شعرت فيها بأنني (حيوان حقير)! لكنها المرة الأولى التي أكتشف فيها أن من كان يجلس على ظهري (حيوان) أيضاً».

تنهّدت الناقة بحسرة لكنها وبّخت جارها الحصان بقولها: «يا جاري العزيز… لا تقل عمّن كان يجلس على ظهرك إنه (حيوان)! فالكثير من الحيوانات أكرم منه… ألست تذكر حكاية الكلب مع الحمامة… تشهد للجنسين بالكرامة… وأنا مثلك تماماً يا جاري العزيز… وجدت نفسي أركض وسط ميدان لأقمع الناس كما كان البلطجية يقمعون… أدوس كما كانوا يدوسون… ثم أهرب كما كانوا يهربون… لكن الفرق بيني وبينهم… أن بعض الناس انهالوا عليهم بالضرب لكنهم لم يضربوني… بصقوا في وجوههم لكنهم لم يبصقوا في وجهي… وصفوهم بالعار وبالخيانة وبالغدر وبالإجرام… لكنهم لم يصفوني بذلك».

وعلى رغم الألم والوجع الذي كان يشعر به الحصان لكنه تبسم قائلاً: «يا جارتي الناقة… أشكرك لأنك تسلّيني وتعزّيني بحكاية صديقنا الكلب وحبيبتنا الحمامة… ياااااااااااه… ما أجملها من قصة أين عنها بني البشر؟ وجزى الله عنا أمير الشعراء أحمد شوقي خيراً.. ابن مصر العظيمة الذي خلد تلك القصة في قصيدته… فعلاً، أظن أنني أخطأت بوصف من كان يجلس على ظهري بأنه حيوان! لكنها اللوعة يا جارتي… اللوعة… لقد شاهدت أمراً جللاً لم أشاهده طيلة حياتي… ما ذنبنا نحن الحيوانات يا جارتي… ما ذنبنا حين نكون أشرف من البلطجية وأعلى مقاماً؟»… ثم أنشدا بضع أبيات:

حكاية الكلب مع الحمامة

تشهد للجنسين بالكرامة

يقال كان الكلب ذات يوم

بين الرياض غارقاً في النوم

فجاء من ورائه الثعبان

منتفخاً كأنه الشيطان

وهمَّ أن يغدر بالأمين

فرقَّت الورقاء للمسكين

إلى أن قالا:

هذا هو المعروف يا أهل الفطن

الناس بالناس ومن يُعِن يُعَن