سامي النصف

أيام في الرمثية

توجهت مع الزميل العزيز د.عصام الفليج لزيارة الصديق الفاضل عبدالعزيز البابطين في مزرعته العامرة بالشيط بالمملكة العربية السعودية مساهمة منا في تخفيف الزحام المروري بالبلد، وللبعد عن أجواء المدن التقليدية الى أجواء الصحراء الجميلة.

ورفيق الدرب بوعبدالله هو خير نديم للطريق بعد أن جربناه في أكثر من سفرة، حيث تجد لديه العلم النافع والاستماع الجيد لمحدثه دون مقاطعة، إضافة الى قدرته المميزة في الاستدلال على الطرق الصعبة والمسالك البرية دون معرفة سابقة حتى أسميته ـ ما شاء الله عليه ـ بالمري أو الـ «جي.بي.اس» البشري، فما عليك إلا أن تتبع إشارات يده كي تصل الى مرادك ومبتغاك بأيسر وأقصر الطرق!

وصلنا بعد مسيرة ثلاث ساعات ونصف الساعة الى مزرعة أو محمية «الرمثية» والاسم يرجع لنبت الرمث البري الشهير الذي اختفى من صحرائنا الكويتية والذي نأمل عودته بعد أوامر صاحب السمو الأمير بالحفاظ على البيئة الكويتية، وقد بدأنا فور الوصول بالتجوال في تلك المحمية الرائعة التي تضم عشرات الألوف من مختلف صنوف النباتات والحيوانات المختلفة، فهناك الغزلان والمها البري الذي كاد أن ينقرض من الجزيرة العربية والنعام والطاووس وغيرها من مخلوقات الله الجميلة.

والشيط هي جزء من صحراء الصمان التاريخية التي كان يضرب بها المثل في الكويت للدلالة على البعد الشديد فيقال «ابعد من الدهنا والصمان»، كما تقسم صحراء الشيط الى جزأين: العطشان للدلالة على قلة المياه، والريان كدلالة على وفرتها، وقد بنى أبوسعود مزرعته بعد أن قام المجرم سبعاوي الحسن أخو المقبور صدام بالاستيلاء على مزرعته الواقعة جنوب العراق وتدميرها بالكامل بعد سرقة 67 ألف نخلة مثمرة منها وتدمير شبكة الري وحرق السيارات والآليات، أسرتا صدام والقذافي يخجل من أفعالهما حتى هولاكو وجنكيزخان.

وقد تعود الاخ العزيز عبدالعزيز البابطين ان يخجل زائريه بحسن خلقه وكرم ضيافته، وقد طلب بعض الضيوف أن يجربوا لحوم الغزلان والنعام وغيرهما من صنوف حيوانات وطيور تتواجد في المحمية وقد تحقق الطلب وكانت كل وجبة مفاجأة في شكلها ومحتواها، كان التجوال متعة أخرى، حيث يغطي كل مرتفع بالمحمية كساء أخضر يختلف عن الآخر، قضينا اجازة ممتعة ومريحة ضمن صحبة طيبة مكونة من الاخوة فواز حمد الفواز وعبدالرحمن محمد الحمدان وخميس عبدالله الرشيدي ويعقوب يوسف الفضيلي، وكان المنغص الوحيد فيها الأخبار المؤسفة القادمة من ليبيا، أعان الله شعبها على بلواهم.

آخر محطة:

(1) تهنئة من القلب للقائمين على عرض الوفاء العسكري الرائع، وتهنئة مماثلة للقائمين على أوبريت «الوطن إلا الوطن» الذي عرض أمام ضيوف الكويت والحاجة ماسة لتكرار الاستعراضات والأوبريتات كل عام كونها تعزز مشاعر الوحدة الوطنية.

(2) مشهدان يستحقان التوقف عندهما هذه الأيام على ضوء احتفالات الكويت وجرائم ليبيا، بلد يتم احتلاله ويصر شعبه ألا يكتمل تحرير أرضه إلا بعودة نظامه، وبلد آخر يموت الألوف من شعبه في سبيل إزاحة نظامه الثوري القاهر! مبروك للكويت أعيادها الثلاثة، وعقبال فرحة الشعب الليبي بتحرره من ربقة العبودية.

سامي النصف

كي لا نفقد مصر كما فقدنا العراق

مع سقوط نظام صدام عام 2003 كان العراق الجديد في مرحلة التكوين وقد كان بإمكان الدول العربية عبر جامعتها العتيدة او الدول الخليجية عبر مجلسها ان تدخل العراق من بوابته الشرعية لخلق مشروع مارشال عربي ـ خليجي لتنمية العراق دون تمييز بين شماله ووسطه وجنوبه.

مشروع عربي يقوم بكفكفة دمع اليتيم العراقي ومواساة الثكلى والأرملة ويفتح أبواب الرزق والعمل لرجال العراق، فالعراق الآمن المرفه هو اضافة لأمتنا العربية ودعم لدول خليجنا، وبعد ان تأخذ دولنا دور الريادة والقيادة في مشروع انقاذ العراق يمكن لأي دولة أخرى تريد مساعدته كالدول الغربية وايران وغيرها ان تدخل وتساهم، وبمثل هذا فليتنافس المتنافسون.

أمر كهذا لم يحدث لأن البعض منا انشغل بالخوف من «ديموقراطية» العراق، والبعض الآخر من «مذهبية» عرب العراق وثالث بالخلط بين الاستعمار التقليدي الدائم للدول الذي رحل دون عودة من العالم، وبين التواجد العسكري الأميركي المؤقت الذي سيرحل هذا العام ولم يكن احد يحتاج لتدمير العراق للوصول الى هذا الهدف.. السهل!

مصر الكبيرة والعظيمة في حالة مخاض شديد هذه الأيام ويمكن لنا كعرب لو تعلمنا من درس عراق 2003 ان نجعلها تخرج أجمل ما لديها ومن ثم تصبح مصر «الجديدة» ذات دور تاريخي مستقبلي مؤثر ـ افتقدناه لسنوات طويلة ـ فاعل وداعم لقضايا العرب، ويمكن بالمقابل لو أهملنا مصر ان نجعلها تخرج أسوأ ما فيها فتنشغل عن قضايا الأمة بمشاكلها الداخلية وان ينتهي الأمر بتشرذمات سياسية ودينية ومناطقية تعيد تشكيل خرائط المنطقة وحينها سنصيح جميعا بالمقولة الخالدة «انما أُكلنا يوم أُكل الثور الأبيض» او حين سمحنا بابتلاع ارض السواد وتقسيم ارض السودان!

آخر محطة: أمضي اجازة هذه الأيام في مزرعة الصديق العزيز عبدالعزيز البابطين الرائعة في السعودية التي تمتلئ بالأشجار والحيوانات المختلفة ومنها طائر النعام، واول ما تلحظه في ذلك الطائر انه لا يخبئ رأسه في الرمال كما يقال عند الخطر بل ينظم صفوفه لرد الاعتداء برجليه ومنقاره، أرجو الا نجعل كعرب النعام يضحك علينا عندما يرانا نخبئ رؤوسنا في رمال صحارينا عند ظهور الفتن والأخطار.. وما أكثرها هذه الأيام!

سعيد محمد سعيد

يا حبيبي… سوف أحكي لك عن ليل «المنامة»

 

«يا حبيبي…سوف أحكي لك عن ليل المحرق… حين يخلو، من جموع تنزوي في كل مفرق… تقطع الوقت بأوهام وأحلام وتطرق كل باب للدعابات وأشجان الحديث… سوف أحكي لك عن ليل المحرق… حينما يخلو من الناي المؤرق… في الليالي المقمرات… يسكب اللحن العراقي الحزين… طارقاً كل الحواري والجهات… ليبكي قلب عذراء سجين… تزرع الآه وأصداء الأنين… في أعالي حصنها الداجي الحصين».

«سوف أحكي لك عن ليل المحرق… حين يغرق… في متاهات الظلام… وطيور الليل حيرى لا تنام… ترصد الساحات قفراً من زحام… من ضجيج… يا أساطير الخليج… لي فيك عبرة عند الختام… عن جزاء الصبر للقلب المحرق».

(ليل المحرق)… قصيدة رائعة للشاعر البحريني الرائع علي عبدالله خليفة ثابتة في جذورها كثبات جذور أهل البحرين في بلادهم، وبصوتها البحريني المليء بالعاطفة والحنين والصدق والحب، صدحت حنجرة الفنانة البحرينية المتألقة هدى عبدالله لتجعل من هذه القصيدة ماثلة في قلوب كل من سمعها أو من يسمعها لأول مرة.

ليتني أمتلك تلك الهالة الشعورية الإبداعية المتوهجة الأخاذة التي أخرجت من صدر (علي عبدالله خليفة)هذا النص الفريد، وأخرجت من حنجرة (هدى عبدالله) هذا الإحساس المتدفق، لتحدثتُ كثيراً عن (ليل المنامة)! ليس لرمزية الليل أو لأنها العاصمة فحسب، بل لأنها قلب البحرين الذي تمتد شرايينه إلى كل شبر من أرض البلاد… يا حبيبي، سوف أحكي لك عن ليل المنامة… ذلك الليل الذي ما عاد فيه القلب نائم… هو ليل الـ (لا ظلام)… هو ليل للكرامة… هكذا ليل عظيم أفرح الأحرار في كل العواصم… بدماء الشهداء… ترتوي البحرين من نهر الشهامة.

ليل المنامة، من أول شفقه إلى مطلع غسقه وغلسه، هو ليل جديد في كل البحرين، والفضل فيه لله سبحانه وتعالى ولدماء الشهداء الأبرار ولهذا الشعب الكريم الوفي الذي سطر أروع صور التلاحم والقوة في مرحلة من أكثر مراحل البلاد حرجاً وصعوبةً… هذا الليل الذي يجتمع الناس فيه بمساجدهم ومآتمهم… بمجالسهم الشعبية… مقاهيهم… ملتقياتهم… ما تيسر من سواحل… في المزارع والاستراحات… في الأسواق… حول القهوة البحرينية… تتجه فيه الأنظار إلى دوار اللؤلؤة، حيث القلوب التي تمتلئ بالأمل، فتلك القلوب، تحمل همّ كل البحرينيين فلهم منا ومنكم كل التحية والتقدير والإجلال والإكبار.

لقد عبَرت البحرين خلال السنوات العشر الماضية بحالة من الاحتقان والتأزم، حتى أصبح من الصعب التنبؤ بما سيكون عليه المستقبل، فجاءت الذكرى العاشرة لميثاق العمل الوطني ليقدم أبناء الوطن – في ذكراها – دمهم الطاهر في نهضتهم البحرينية من أجل الإصلاح والصلاح، فظن البعض أن البلد ستدخل نفقاً مظلماً أشد وطأة مما سبق! لكن خلاف ما رُوّج ويروِّج له البعض من عناوين الفتنة والانشطار الطائفي والتآمر والإضرار بالبلد، ظهرت الحقيقة الكبرى التي لا يمكن إنكارها: لقد وحّدت دماء الشهداء أهل البحرين جميعهم فأصبحوا حائط صد ضد المرجفين وصناع الطبخات السرية… لقد فتحت دماء الشهداء الصفحة الجديدة بكل تحدياتها ليشترك السواد الأعظم من المواطنين في الاتفاق على المطالب المشروعة… لقد أنعم الله سبحانه وتعالى، وبفضل تلك الدماء الزكية، أنعم علينا بفتح باب الحوار الذي يقوده ولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة بتوجيهات، وهو كفؤ كريم ثقة… وأياً كانت الملاحظات والهواجس التي تحيط بالحوار وسقف المطالب والضمانات وآليات التنفيذ، فإن الثقة كبيرة في وعي (شباب التغيير) الذين أذهلوا العالم بسلميّتهم ومنهجهم الحضاري فتحدوا أن يثبت أحدهم أن إطاراً واحداً احترق خلال حركتهم المباركة… وكذلك هي الثقة في العلماء الأفاضل والجمعيات السياسية والوجهاء المخلصين في خدمة البلاد من كل القطاعات، والإعلام البحريني الصادق فقط.

لقد وحّدت هذه المرحلة شمل أهل البحرين جميعهم، ليثبتوا للإعلام الذي يرى بعين واحدة، ويتحدث بلسان واحد، أنهم أكبر وأكبر من الترهات الفاشلة، والأفكار الصغيرة، فتذهب كل محاولات النيل من تماسك الناس وترهيبهم بالفتنة… سدىً!… إنه ليل المنامة… إنه فجر البحرين… إنها شمس البحرين التي تشرق بالآمال، فتكشف زيف الزائفين من جهة، وتتمايل أشعتها الذهبية بسرور على دوار اللؤلؤة

سامي النصف

ليبيا بلد غني وشعب فقير

هناك من يخشى ان تتكرر في ليبيا سيناريوهات الرعب والقمع والقتل التي تعرض لها الشعب العراقي في انتفاضة 91 والتي تسببت في بقاء النظام لعشرة اعوام، فالرعب هو من ابقى ستالين في الحكم ما يقارب الاربعين عاما وما ان اعلنت وفاته حتى اصطف الملايين لزيارة جثمانه لا ترحما عليه بل للتأكد من موته.

ليبيا بلد نفط وغاز ومساحتها تفوق مساحة العراق 4 مرات وتركيا 3 مرات ومصر بما يقارب الضعف ولا يزيد عدد سكانها على 6 ملايين وتملك اطول ساحل على البحر الابيض المتوسط مقارنة بالدول الاخرى حيث يزيد طوله على 2000كم2، كما تملك اكبر كمية اثار رومانية خارج ايطاليا ولها علم فريد لا مثيل له في العالم عبارة عن لون واحد ودون كلام او رموز، كل تلك الخيرات ومع ذلك لا يجد الشعب الليبي المظلوم قوت يومه.

قامت «الكويتية» بنقل مدير محطتها الكويتي من القاهرة الى طرابلس الغرب فأعلن بعد اسبوع تقديم استقالته، ولما سألناه عن السبب اجاب: ذهبت من بلد الخيرات مصر الى بلد يضطر اهلي فيه لارسال متطلبات الحياة من زيت وخبز وبصل وطماط ورز من الكويت وهو امر تقبلته على مضض الا ان الامر الذي لم أتقبله هو انني عندما اتوجه لمقر عملي في الصباح اجد دائما شباب اللجان الثورية يتظاهرون ويبدأون بالضرب على سيارتي، عند عودتي في المساء اجد نفس الشباب مستمرين في تظاهرهم اليومي مدفوع الثمن ويضربون كذلك على مقدمة سيارتي، اصل الى البيت وأفتح التلفزيون على القناة الحكومية الوحيدة المسموح برؤيتها فأجد مظاهرات النهار قد سجلت وبثت في المساء لاشاهد نفس الوجوه الكالحة والصيحات المنفرة.

حضرت ذات مرة حفل عشاء في الجزائر لاتحاد النقل العربي على شرف شركات الطيران العربية، بدأ الحفل الذي اقيم بمطعم في الجبل وضمنه اغاني لمطربين عرب فبدأ شباب اللجان الثورية الليبية ممن لا تزيد اعمارهم على العشرين بـ«التنقيط» ورمي آلاف الدولارات بجنون على المطربين، دمعت عين مدير عمليات «الليبية» الجالس بجانبي وهمس في اذني انه وزوجته وابناءه ووالديه يسكنون شقة صغيرة بسبب العوز وقلة الدخل ولا يجدون الخبز في كثير من الاحيان رغم منصبه الرفيع في وقت تستباح فيه ثروة البلاد على الجلاد القذافي واولاده ولجانه الشعبية، ولا حول ولا قوة الا بالله.

آخر محطة:

1 – مقابل آلاف الضحايا من الشعب الليبي هذه الايام، لم يحكم بالاعدام خلال حكم الملك الانسان ادريس السنوسي على مواطن ليبي قط، وحكم الاعدام الوحيد الذي صدر ونفذ كان بحق احد افراد الاسرة المالكة لقتله احد افراد الشعب.

2 – علم ليبيا الملكية الذي يرفع هذه الايام له دلالات عديدة.

3 – المملكة الليبية هي اول دولة فيدرالية عربية ديموقراطية.

محمد الوشيحي

الليبيون معتادون على الفلفل

نحن في فترة أعياد، ووالدنا صاحب السمو الأمير يستقبل اليوم ضيوفه وضيوفنا، ومعه نقول لهم: 'أهلاً وسهلاً'، وسنضع الشرشف على مشاكلنا الداخلية وننقلها إلى السرداب بعيداً عن أعين الضيوف، وسنرتّب ديوانيتنا ونبخّرها، و'لاحقين على خير' و'كل مطرود ملحوق'.

ومن يقول إن ما يفعله مجنون ليبيا بشعبه شيء يفوق الخيال، أقول له أنت كذاب ابن دجال أو أهبل ابن أهطل، أيهما قبل… وهل كان أحد يتوقع أن يوزّع هذا المجنون الآيسكريم على شعبه الرافض له؟ هذا هو وجه سفاك الدماء الحقيقي، لم يغيّره.

لكن ما برّد أكبادنا وسكّن آلامنا هو قرار جامعة الدول العربية تجاه هذا المجنون، الذي لم يكن ينقصه إلا جملة 'يا قذقوذي يا بايخ، ما أحبك ما أحبك ما أحبك'، كما تفعل الزوجة التي تتدلع وتتدلل على زوجها في سنة زواجها الأولى قبل أن تغلق باب غرفة نومها في وجهه ليسترضيها فترضى! قال يعني سيغضب القذافي إذا أعلنت الجامعة مقاطعة الوفود الليبية، ألا يعرف هؤلاء المرهفون أن القذافي قائد أممي، كما يرى نفسه، وأنه إذا كان على استعداد لإبادة شعبه وأهله وإحلال مجاميع إفريقية مكانهم، فما الذي يمنعه من أن يطلّق الأمة العربية ويتزوج أمة أخرى أو أخريات في اليوم نفسه؟

ولن تجد وجهاً أبرد ولا أتفه من وجه الذي تصرخ أمامه مستغيثاً: 'إني أحترق… اجلب ماء لتطفئني بسرعة' فيشرح لك عناصر الماء، وكيف اتحدت ذرتان من الهيدروجين بذرة من الأكسجين وتعاهدن على البقاء معاً، وكيف أن علاقتهن مثل علاقات شبّان هذا الزمن، ما إن تتعرض للحرارة حتى تتفكك.

والليبيون إذا كانوا بحاجة إلى أحد فهم فقط بحاجة إلى من يبعد الطائرات والدبابات عن يد سلطة المجنون، كي تكون المعركة متكافئة ويتدبروا أمرهم بأنفسهم، فالليبيون أشجع الشعوب العربية وأكثرها تضحية بالنفس، أقول ذلك بعد تجربة لصيقة بهم استمرت نحو ستة أشهر أثناء الدراسة في أوكرانيا، بدأت بخناقة دامية تبادلنا فيها دخول المستشفى، وانتهت إلى مشاركة في شقة لم تكن تحفها الملائكة.

والليبيون قساة، لا يلينون لأحد ولا يخضعون لغير الله، ولا أظنهم أذعنوا للقذافي إلا بعد أن أذاقهم الفلفل الحار، رغم علاقتهم الحميمة مع الفلفل وسيطرته على وجباتهم، ولو أن يابانياً صائعاً تناول وجبة ليبية لنطق الشهادتين في الحال وخرج في سبيل الله مجاهداً. وقد دُعيت إلى وليمة ليبية، فمددت يدي إلى لقمتي الأولى، ولم يستغرق الأمر مني إلا مسافة السكة من اليد إلى الفم، حتى توقفتُ فوراً وخنقتني العبرة واختفى صوتي، ورحت أضرب كفاً بكف وأفحّ كما تفح الثعابين وأتمتم بجمل متصلة منفصلة: 'يا حسافة راح فيها المريء، هلا والله بالشباب' وقضيت على كؤوس الماء كلها وجندلتها الواحدة تلو الأخرى، وما هي إلا لحظات حتى ارتفع صوت الطالب اليمني الجالس إلى جواري، وراح يهذي بكلمات لم أتبينها، أظنه كان يشتم المضيف أو يشتم نفسه التي سوّلت له قبول الدعوة أو يشتمني بعد أن قضيت على مصادر المياه.

أعان الله أهل ليبيا على جامعة الدول العربية أولاً، ثم على مجنونهم مصاص الدماء ثانياً.

***

اتصالات هاتفية عديدة من الإخوة القراء المصريين تلقتها 'الجريدة'، وإيميلات على بريدي الإلكتروني، يعلنون فيها عتبهم على ما ورد في مقالتي يوم الثلاثاء الماضي، عندما ذكرت أن 'الشعب المصري خلاص استيقظ من غبائه وألقى حقيبة وزارة الإعلام في سلة القمامة'، مع أن المقالة توضح أن المقصود بـ'الغباء' هو 'وزارة الإعلام'، وللتوضيح سأشرح: 'كل شعب على وجه الأرض يقبل وجود وزارة إعلام في حكومته هو شعب غبي، والشعب المصري، بعد تحرره، تخلص من هذا الغباء، أي تخلص من حقيبة وزارة الإعلام، أما بقية شعوب العربان فماتزال تستمتع بغبائها'.

احمد الصراف

جمعية التكافل والذكاء

طلبت مني «جمعية التكافل» مساعدتها ماديا في الإفراج عن سجناء. وأرفقَت بالطلب مطوية تحتوي على صور فتاوى لبعض رجال الدين، ولكن لم أجد في فتاواها ما له علاقة بنشاط الجمعية! يقول مسؤولو الجمعية إنهم ساعدوا ـ منذ تأسيسها في 2005 ـ في الإفراج عن 3634 سجينا، ودفعت عنهم مبلغ 2445000 دينار. وقد ذكّرني نشاط الجمعية بعمل شركة خاصة في لندن تقوم بمتابعة سيارات الشرطة التي تضع الكوابح، أو الكلبشات، على المركبات المخالفة، فيقومون بدورهم بوضع ملصقات على زجاج تلك المركبات تطلب من أصحابها عدم القلق، فهم على استعداد لتوصيلهم لمنازلهم ودفع المخالفة عنهم وإزالة الكوابح مقابل رسم بسيط! وهذه حال الجمعية، فهي وكأنها تقول للبعض لا تقلقوا، اذهبوا واقترضوا، وسنخرجكم من السجن بعد دفع مديونيتكم! نقول ذلك من باب التفكّه، فلا شك أن هناك حالات إنسانية عديدة في السجون، تتطلب قيام جهة ما الاهتمام بها. ولكن لسبب معروف جدا أشك جدا في طريقة اختيار هذه الجمعية لمن يستحق المساعدة، التي لا يمكن أن تتم بطريقة عشوائية، أو لأكثر المساجين حاجة، بل أستطيع الجزم هنا، أن ليس بين الـ3634 سجيناً واحداً غير مسلم، أو حتى من غير مذهب الجماعة، أو حتى «زكرتي»! وما يسيء أكثر في هذا السياق أن بعض المعايير التي على أساسها يتم تخفيض عقوبة بعض المساجين في المناسبات الخاصة، والتي تضعها جهات في الداخلية، تتضمن التساهل مثلا مع من يحفظ آيات قرآنية! وحيث إن البعض لا قدرة له على الحفظ، فإنه يُعاقب على أمر لا ذنب له فيه، ونكافئ السجين الذكي، الذي قد لا يكون أولى بالمساعدة والإفراج!

أحمد الصراف

سامي النصف

الشعب الليبي باقٍ وعمر الطغاة قصير

السكوت الدولي المريب عن حرب الابادة التي يشنها النظام الدموي في ليبيا على شعبه الأعزل يثبت صحة ما ذكرناه في مقال الاحد الماضي عن ازدواجية المعايير في التعامل العالمي مع ثورات الشعوب الحالية، فالسماح للقذافي باستخدام الطائرات في ابادة شعبه هو تكرار سيئ للسماح لنظام صدام بقمع انتفاضة

الـ 14 محافظة من الجو في ربيع عام 91 وهو ما أبقى حكمه البغيض لاثني عشر عاما لاحقة، وهو ما قد يحدث لنظام الحكم الليبي بعد اجهاض الثورة الشعبية القائمة.

في يوم أغبر وليل أظلم قام انقلاب مشبوه على حكم الملك العادل محمد ادريس السنوسي ورئيس حكومته ونيس القذافي بتاريخ 1/9/1969، وقد استدعى رأس النظام الجديد على وجه السرعة شخصيتين لهما ارتباطات غامضة ليدرباه على عمليات القمع والخداع والكذب والزيف هما د.سعدون حمادي الذي أرسله صدام من العراق ومحمد حسنين هيكل الذي حضر من مصر، وقد ابتدأ النظام الثوري ومنذ أعوامه الاولى بعمليات القتل والقمع الوحشي، حيث أعدم الطلبة في الجامعات والمصلين في المساجد والمحجوزين في السجون وتم تسميم المعارضة في الخارج بشكل فريد وغير مسبوق بالتاريخ.

ويتهم بعض المطلعين على خفايا الامور القذافي بدس السم البطيء للرئيس عبدالناصر إبان زيارته لطرابلس صيف عام 70 حيث توفي بعدها بأيام قليلة، كما قام النظام نفسه باختطاف الامام موسى الصدر وصحبه بإيعاز كما يقال من أحد الزعامات اللبنانية (!) واستمر مسلسل الجرائم التي شوهت سمعة العرب وصورة المسلمين أمام العالم أجمع حتى يومنا هذا.

ففي ديسمبر 88 قام النظام الليبي بتفجير طائرة البان ام الاميركية 103، وفي العام الذي يليه فجّر الطائرة الفرنسية «أوتا» فوق النيجر، وقد اعترف لاحقا بتلك الجرائم وعوض الضحايا بالمليارات عام 2003. وفي ديسمبر 1992 قام بتغيير رقم الرحلة الليبية المتجهة من بنغازي الى طرابلس من 403 الى 1103 (نفس رقم البان ام) وقام بتفجيرها في وضح النهار وقتل 160 من ركابها بعد أن تم انزال رجال الأمن منها وملئها بالطيارين المدنيين المعارضين وعلى رأسهم قائد الطائرة الصديق الكابتن علي الفقيه الذي أرغم على أخذ الرحلة بعد أن سحب منها قائدها الاصلي الكابتن حمد بوخشيم، وقد تمت ازالة ركام الطائرة في اليوم التالي دون تحقيق أو حتى تعويض ركابها وملاحيها.

وقد اعلنت هذه الايام قبائل ليبيا وحاضرتها رفضها استمرار حكم صاحب الكتاب الاخضر الذي تحول الى الاحمر القاني من كثرة دماء الابرياء التي أوغل فيها بمساعدة مرتزقته من ذوي القبعات الصفراء الذين أحضرهم «أمين» القومية العربية من 6 دول غير عربية لقتل أبناء شعبه العرب. لقد ابتدأت الشرارة في بنغازي البطلة وتجاوبت معها طرابلس العزيزة التي رفع أهلها شعار «بنغازي مش بروحك نحن ضمادين جروحك»… إن‍ الشعب الليبي باق وعمر الطغاة قصير!

آخر محطة:

(1) يتساءل الشعب الليبي عن الصفة التي تحدث بها ابن القذافي في تلفزيون الدولة والذي مثل «التوريث» بأجل صوره، كما ردوا على دعاويه باحتمال قيام حرب أهلية بأن هذا الاحتمال لم يسمع به ابان الحكم الملكي ومن ثم فهو نتاج حكمهم الابادي الكريه.

(2) تتجاوز ثروة القذافي التي ترفض صحيفة «الغارديان» الحديث عنها 200 مليار دولار الناتجة عن استيلائه على مداخيل النفط لمدة 42 عاما متواصلة دون حسيب أو رقيب مما جعل رئيس وزراء ايطاليا يقبل يده طمعا في عطاياه ورشاويه!

(3) صرح الزعيم الثوري الآخر عمر البشير بأنه لن يترشح لدورة رئاسية جديدة بعد أن أضاع الجنوب بسبب تشبثه بالحكم ورفضه ترشيح حزبه لجنوبي لرئاسة السودان في الانتخابات السابقة كوسيلة لطمأنة الجنوبيين وابقائهم ضمن مشروع الدولة الواحدة، بالطبع هناك 9 مليارات وهي سبب وجيه لذلك الاعتزال الذي دافعه الاول هو الاستمتاع بصرف تلك المليارات.. وعاشت الثوريات العربية من قومية وإسلامية!

(4) حَكم القذافي إبان فترة حكم الرئيس نيكسون واستمر ابان حكم فورد وكارتر وريغان (دورتين) وبوش الاب وكلينتون (دورتين) وبوش الابن (دورتين) وأوباما، لذا فهو أحد أقدم الحكام في العالم كما ان فترة حكمه البغيض هي الاطول في تاريخ ليبيا منذ عام 1550.

احمد الصراف

الفرسان الأربعة

تصرفات الحكومة أصبحت أقرب للمثل القائل «ضربة صائبة على المسمار، وأخرى أو أكثر خائبة على الحافر»، ومع ازدياد الضربات على الحافر بشكل لافت في الفترة الأخيرة، فقد أصبح الجميع في حالة من التيقظ لما هو أسوأ. فالقرار الأخير بترقية أربعة من موظفي وزارة الإعلام لوكلاء مساعدين أثار ردود فعل عنيفة داخل الوزارة وخارجها، ولا أعتقد أن أوضاعهم ستمر على خير، أو أنهم سينتجون شيئا، خاصة أن جهات ذكرت، ومنها «الشاهد»، (16/2)، أن وزير الإعلام، الشيخ أحمد الصباح، لا يعلم شيئا عن الأسماء التي تم اختيارها، ولم يُستشر بشأنها، وفوق ذلك حتى الشيخ أحمد الفهد، المعني الآخر بالأمر، كنائب لرئيس الوزراء، وزير التنمية الإدارية، لم يعلم عن القرار، وفوجئ بهذه الترشيحات، كما فوجئ بها وكيل الوزارة، ومفاجأته سببت استقالته التي رفضها مجلس الوزراء بـ«خشونة واضحة». ويقال إن الجميع كان ينتظر تفكيك وزارة الإعلام، وخصخصة بعض أنشطتها، وإذ بها تصبح حكومية أكثر.
نعود للوكلاء الأربعة، ونقول إننا لو بحثنا في الخلفيات العلمية والوظيفية لهؤلاء وأحقيتهم بهذه المناصب، مقارنة ببقية الكفاءات في الوزارة، لوجدنا أن غالبيتهم قد تم تعيينهم ارضاء لتسويات وحسابات سياسية تخص عدداً من النواب، وتتعلق بدفع فواتير الصراع السياسي، وبالتالي لا يستحقون الترقية، وغيرهم أحق بها. كما أن هؤلاء الذين تمت ترقيتهم لم يتواجد عدد منهم في الوزارة منذ سنوات أربع، وآخر عليه علامات استفهام «مخفرية» وغير ذلك.
نتمنى من «الإعلام» أن تعلمنا بحقيقة الوضع، وسكوتها المتوقع دليل على صحة ما يشاع عن أسباب تعيين، أو ترقية هؤلاء في مثل هذه المناصب الحساسة.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

الكويت غير

يخطئ من يظن أن الكويت بدأت تسير على خطى تونس ومصر أو حتى البحرين!
الكويت غير..
صحيح أن في الكويت مظالم.. وفساداً.. وانتهاكاً لحقوق الإنسان.. لكنها دولة.. فيها الغث والسمين.. وفيها المسؤول الصالح والفاسد.. وفيها المواطن الصالح والطالح.. وفيها كغيرها من الدول كل المتناقضات.
لكنها تظل.. غير!
الكويت بلد يحكمه آل صباح بالتراضي والقبول من كل أطياف المجتمع الصغير المتناقض في أفكاره، المتحد في نظرته للحكم. لم يأت صباح الأول راكباً دبابة أو متوشحاً سيفه.. أو نازلاً بالبراشوت، بل جاء للحكم بإجماع أهل الكويت الصغير آنذاك .
عندنا فساد ما تحمله البعارين.. لكن عندنا منابر للإصلاح والدعوة إلى تصحيح الأمور تعالج هذا الفساد، عندنا رموز فاسدة ومفسدة تتولى مناصب عليا.. لكن عندنا مراكز تعبير عن الرأي يجد كل معارض فيها متنفساً لافكاره.
الكويت غير.. لأن كل كويتي يعيش عليها.. عنده عقيدة بأن هذه الأسرة عنصر استقرار لهذا المجتمع الذي يحوي كل التناقضات.. يكفي أن كل كويتي يجمع على احترام هذه الأسرة، ومن حبه لها يغلظ عليها بالقول، ويعنف أكبر رأس فيها حتى لو كان رئيس الحكومة، ويمارس معه أقسى أدوات الرقابة والمحاسبة.. حباً له، ورجاء أن يصلح أمره ، فبصلاحه صلاح للأمة والمجتمع!
ملاحظة أخيرة..
مع تأكيدنا أن الكويت غير.. إلا أن هذا لا يمنع أن نستفيد مما يجري حولنا.. فلو تركنا «البدون» يتجمعون ويسيرون في تيماء إلى دوار النادي، ويخطبون وينفسون عما في صدورهم، ومما يعانون ثم ينصرفون من دون تدخل من قوات الداخلية، لو كانت البداية هكذا، لما وجد الدخلاء بينهم والمتطرفون أي فرصة لممارسة الشغب، ولما تدخلت وسائل إعلام خارجية لمزيد من التحريض. «البدون» مثل الكويتيين فيهم الصالح وفيهم غير ذلك، ولا يجوز تعميم الشر كما لابد من الإحساس بمعاناتهم التي أخرجت البعض من طوره وخلّته يهذي لا يعلم ما يقول من شدة البؤس الذي يعيشه! لكن رب ضارة نافعة.
•••
«فتة كريمة»
من يقرأ مقالات منصور المحارب في «المستقبل» يفهم معنى قوله تعالى «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض».
ويتذكر القول المأثور «كل آفة عليها من الله آفة».

محمد الوشيحي

عندما يلمع الغباء

ذكرتها سابقاً وأكررها الآن: «أشعر أن كلمة (وزير إعلام) شتيمة قبيحة»، وأشعر أن من ينادي الوزير «يا وزير الإعلام» كأنه يقول «يا وزير الكذب والتدليس» أو «وزير الصكصكة» على رأي أهل جدة.

ويا سبحان الله، بعدما هاجت ثورة تونس وماجت اعترف أذيال الرئيس التونسي المخلوع: «إعلامنا الحكومي ليس على مستوى الحدث»، ولم يكن عند الناس وقت كي يقولوا لهم «لأن الإعلام الحكومي حكاية أكل عليها الدهر وبصق، ولم تعد موجودة إلا في الصومال والغابون وما شابههما من الدول التي لا تملك شعوبها قيمة الستلايت»، والأمر ذاته تكرر مع وصول الثورة المصرية إلى الذروة، إذ ظهر أذيال النظام المنزوع على الشاشات واعترفوا «الإعلام الحكومي لم يستطع استقطاب المشاهدين أثناء الثورة»، وأمس الأول يعلن المجنون الصغير «سيف الإسلام القذافي» في كلمته التي تشبه وجه أبيه: «إعلامنا الحكومي فشل في ملء مكانه»، والحبل على الجرار، وسيخرج الرئيس المخلوع المقبل، أي رئيس مقبل، ليردد الغباء نفسه والثوارة عينها.

هذا الصنف من البشر يعتقد أن الشعب كله مصاب بداء «الرعاش» – مع احترامي وانحنائي للمرضى المصابين بهذا الداء – وأن المواطنين لا يقوون على المسك بـ«الريموت كنترول» والتنقل بين قنوات التلفزيون، هذا الصنف من البشر لا يعرف أن أقماراً صناعية عديدة تحوم فوقنا «عربسات» و«نايلسات» و«هوت بيرد» ووو (كتبت «ووو» لأنني لا أعرف أسماء البقية لكنني متأكد أن ثمة بقية، وأتوقع أن تؤسس مصر «المتحررة حديثاً» قناة إخبارية تفوق ميزانيتها ميزانيتي الجزيرة والعربية مجتمعتين وتساهم في تحرير بعض الشعوب العربية المحتلة من حكوماتها الغبية)، هذا الصنف من البشر يعتقد أن الأسر تجتمع كل «عصرية» لمشاهدة تلفزيون الدولة، ومتابعة الخطب والبيانات التي يلقيها المسؤولون على شاشته، فإذا صرح مسؤول: «النهوض بالشباب هو أولى الأولويات» صرخ أفراد الأسرة: «هييييه»، هؤلاء لا يعرفون أن الناس قد يصدقون مسيلمة ولا يصدقون تلفزيون الدولة… يا لغبائهم اللمّاع.

وها هي حكومة مصر بعد تحررها ترمي حقيبة وزارة الإعلام في سلة القمامة، ليش؟ لأنها تعلم أن الشعب سيضع قليلاً من الفلفل والليمون عليها وينهشها (ينهش الحكومة) إذا فكرت في ذلك، وسيدهسها على الخط السريع كما تدهس السيارات الكلاب، فتهرب وهي تحجل برجل واحدة و«تصوي»، وتعلم أن الشعب المصري خلااااص «استيقظ» من غبائه.

الناس لا تصدق المذيع المختوم بختم الحكومات العربية، ولا الصحيفة المطبوعة بحبر حكومي… متى تفهم حكومات العربان؟ لا أدري.

الأمر ذاته نقوله للأخ وزير الداخلية الذي أصبحت بيانات قيادات وزارته مثاراً للتندر والتهكم بسبب سياسات سلفه، ونذكره بأن وزارة الداخلية المصرية بدأت حملة تحسين سمعتها التي تشوهت بسبب الكذب، وأولى خطواتها في ذلك كانت إبعاد كل من كذب عن الواجهة، واعتماد الصدق والشفافية فوراً، ولا أخفيك سراً معالي الوزير، الناس لم تعد تثق ببيانات الداخلية ولا بأفلام قياداتها، بعد حادثتي «الحربش والميموني»، وليتك تفكر في إعادة طلاء الوزارة، وتعيد تحسين سمعتها في الحارة.

***

الأخ وزير النفط… كثرت شكاوى مراجعي مستشفى شركة النفط على المدير الذي يتهمونه بالشللية والتفرقة المذهبية والعنصرية. أرجو التأكد من هذا الأمر.