علي محمود خاجه

ما أقصد شي

أما محمد إبراهيم المدرب الكويتي الأفضل على مستوى الإنجازات في تاريخ الكويت على الإطلاق، وصاحب أعلى رصيد بطولات مع نادي القادسية، وعلى الرغم من استعانته بعشرة من لاعبي نادي القادسية حينما درب المنتخب فإنه لم يتمكن من تحقيق بطولة الخليج أو أي إنجاز على مستوى المنتخب أبدا، فيأتي مدرب مغمور لم يدرب فريقاً قط سوى نادي الشباب الكويتي ليحقق مع منتخب الكويت بطولتين في غضون أشهر قليلة.

السؤال هل لوبانوفسكي فاشل؟ أم هل محمد إبراهيم فاشل؟ أم هما غير قادرين على القيادة؟ طيب هل اللاعبون في الفترتين السابقتين سيئيون؟

لا أتوقع أن إجابة غير النفي ستكون منطقية، ولكن الظروف أو العقلية أو الفكر لم تساعد المدربين أو اللاعبين على الانسجام لتحقيق الإنجازات، كما أنه لم يكن من الحكمة أبدا أن تبقي إدارات الاتحادات الكروية السابقة على المدربين السابق ذكرهم، فهم رغم تقديرنا لهم بل حب البعض لهم أيضا فإنهم لم يتمكنوا من التغيير والإنجاز.

لقد أحسنت الإدارة في تنحية لوبانوفسكي بعد سنواته العجاف، ولم يكن هناك بد من ذلك، فاستمراره كان يعني استمرار الوضع السيئ القائم، وقد أحسن محمد إبراهيم في اعتذاره عن الاستمرار مع الأزرق، فقد استوعب عدم تمكنه من تقديم ما هو أفضل للمنتخب، فرحل ليتيح المجال لمن قد يكون أفضل، وقد تحقق له ذلك… فشكرا لإدارة الاتحاد في عهد لوبانوفسكي، وشكراً لمحمد إبراهيم، فقد خدما الكرة الكويتية قبل أن تدخل إلى مرحلة الكوارث التي لا تحمد عقباها.

خارج نطاق التغطية (1):

لا أستطيع أن أكسب أي نقاش مع من هم في صف الحكومة في هذه الأيام، فأنا لن أتمكن أبدا من تغيير فكرة لدى أشخاص مقتنعين بأن رصيفا مسكينا اعتدى على أهل الكويت.

خارج نطاق التغطية (2):

أحمق يقوم بإرسال رسائل نصية يدعي فيها أن رغبة النواب في عدم التعاون مع سمو الرئيس هي بسبب علاقة سموه المتينة مع الجمهورية الإيرانية!!

فعلا لقد أظهرت أزمتنا السياسية الحالية مدى ضحالة عقول الكثيرين من أبناء الكويت للأسف.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

سامي النصف

تحت راية الإسلام وتحت راية الدستور!

تحت راية الاسلام تشطر وتفتت دول الاسلام، فتحت راية الاسلام تم ضرب الأعناق في العراق وخرجت فرق الموت لتعمل في الخفاء لذبح أبنائه وتقسيم وطنهم، وتحت راية الاسلام قسم السودان وافتخر من قاموا بتقسيمه بإنشاء دولة الاسلام فيما تبقى منه دون ان يتحدث أحد عن المليارات التي تم تسلمها وإيداعها البنوك لتحقيق ذلك الحلم الكبير، وتحت راية الاسلام، المفترى عليه، يتم تفجير الكنائس في مصر قلب العروبة النابض لإيقاف التعايش السلمي بين مسلميه ومسيحييه وتحويله بالتبعية لساحة صراع أخرى للعابثين بالاسلام، وكل ذلك تحت راية… الحفاظ على الاسلام!

ومن ضرب الاسلام باسم الاسلام الى ضرب الدستور باسم الحفاظ على الدستور، فكل ما يمارس اليوم سيتحول الى أعراف سياسية واجبة لديموقراطيي الغد، كما سيتحول بالتبعية لمرجعية لأي ديموقراطية ناشئة في الخليج لتشابه وتقارب الظروف، فهل من أسس الحفاظ على الديموقراطية المستقبلية الكويتية جعلها مرتبطة بسلسلة أزمات لا تنتهي؟! وهل من أسسها القبول بالمبدأ الميكيافيلي القائل ان الغاية تبرر الوسيلة وانه لا مانع من تجاوز القوانين والتشريعات والقفز على سرية المصارف للوصول للهدف؟!

وهل من أسس الديموقراطية الصحيحة التي نريد ترسيخها وتوريثها للاجيال المقبلة، القبول بمبدأ ملخصه ان عدم رضانا عن نتائج التصويت في المجلس يمنحنا حق اللجوء للشارع؟! وان للعضو لدينا ان يختار بين العمل تحت قبة البرلمان أو العمل خارجها في وقت ينحصر فيه عمل اعضاء البرلمانات في العالم أجمع بمبنى البرلمان وكيف ـ في هذا السياق ـ يمارس العضو التشريع والرقابة من الشارع؟!

وهل من الممارسة الديموقراطية الصحيحة محاسبة رئيس مجلس الوزراء على أعمال الوزراء والضرب عرض الحائط بما أتى في محاضر المجلس التأسيسي واحكام المحكمة الدستورية من ان الاستجوابات يجب أن توجه للوزراء «فرادى» على قرارات وأعمال وزاراتهم؟!

ان احدى اشكاليات الممارسة الديموقراطية الصحيحة حقيقة انها لا تقبل «الشخصنة» في أعمالها، فكل ممارسة تصبح عرفا مقبولا في المستقبل، وهذا ما يجب ان نضعه نصب أعيننا هذه الايام التي غيبت فيها مبادئ الحكمة والتعقل وأدخلنا في المقابل الدستور الموقر والمبجل في خلافاتنا الشخصية.

آخر محطة:

من مصر بدأنا ومن مصر ننتهي، حيث ولد وعاش نبي الله موسى وأخوه هارون بن عمران والذي كان رغم نبوته وقوة حجته ثقيل اللفظ واللسان، حيث أتى في الآيات البينات (وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي) و(احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي) ففصاحة اللسان لا تعني بالضرورة الحق وقول الصدق، كما أن قلة الفصاحة لا تعني ضعف الحجة أو عدم قول الحقيقة على الاطلاق.

 

احمد الصراف

الجلد لنا والمجد لهم

في منظر تقشعر له الابدان، وبهمجية بالغة، قام شرطيان سودانيان بجلد امرأة في ساحة عامة أمام آلاف المشاهدين، والعسكر من حولهما يتبادلون النكات والضحكات، وذلك بعد أن أدينت بارتداء البنطال، وهو زي غير إسلامي حسب منظور المتشددين وإخوان متأسلمي السودان! وقد انتشر شريط تصوير الجلد على «اليوتيوب» وجعل منا اضحوكة في العالم ومصدر تقززه. والغريب أن هذه العقوبات الوحشية والمتخلفة، وبالذات تلك التي تطبق على النساء غالبا، دون الرجال، وخاصة في قضايا الزنا، لا توجد إلا في عظيم دولنا، ويبرر تنفيذها علنا بأن في ذلك ردعا للآخرين، ولكن ما ان يتسرب شريط تصوير عملية الجلد أو قطع الرأس الى الخارج حتى تثور الحكومة المعنية وتشكل لجانا لتحديد المسؤول عن التسريب، بالرغم من أن بث الشريط على «اليوتيوب» فيه علانية أكبر! وحدها «طالبان» ومجرمو «القاعدة» لا يستحون من القيام بتلك الأفعال علانية وتصويرها وبثها على العالم، وأسبابهم معروفة بالطبع!
إننا حقا بحاجة لأن نتساءل عن جدوى توقيع مثل هذه العقوبات، في مثل هذه الحالات، التي هي محل خلاف فقهي، ولكن من يود الانصات لصوت العقل عندما يغيب المنطق ويطل الشرع؟
وفي خطبة سيئة للرئيس السوداني عمر البشير، اُلقيت في اخطر فترة يمر بها السودان في تاريخه الحديث، وفي أسوأ توقيت لمثل هذا الكلام، قال، وهو يهش بعصاه في وجوه مستمعيه، ان الحدود في الشريعة تأمرنا بتوقيع الجلد والقطع والقتل، وان حدث الانفصال فإنه لن يجامل في حدود الله والشريعة الإسلامية! وانتقد كل من استهجن جلد الفتاة السودانية في ساحة عامة بتهمة ارتداء «لباس فاضح»، داعيا إياهم إلى أن يتطهروا ويصلوا ركعتين ويعودوا إلى الدين!
لا شك أن نبرة خطابه وصيغته دفعتا كل من بقلبه أي أمل في تحسن الأمور إلى أن يفترض الآن الأسوأ، بعد استفتاء الجنوبيين على الاستقلال، فقد أدخل خطابه الهلع في نفوس عشرات آلاف السودانيين غير المسلمين من سكان الشمال، ودفعهم إلى ترك كل شيء وراءهم والفرار للجنوب، الأكثر أمانا، علما بأنهم لم يعرفوا في حياتهم وطنا غير الشمال! وسيساهم هذا الخطاب الجنوني حتما في زيادة رغبة أهالي الشمال في الانفصال، وهو الأمر الذي سيتسبب في خسارة السودان لموارد مالية ضخمة لا يمكن تعويضها!

***
• ملاحظة: في لقاء أجرته الـ «بي بي سي» مع جوليان أسانج صاحب موقع ويكيليكس، قال ان فرصة حصوله على محاكمة عادلة في السويد ضئيلة، إن رحّلته بريطانيا إليها! ونحن نقترح هنا على الإنكليز عرض خيار ترحيله إلى السودان أو إيران، أو حتى ليبيا، ليحاكم هناك، وليعرف معنى العدالة الحقيقية!

أحمد الصراف

سامي النصف

قوى 8 و14 آذار الكويتية!

لا نريد أن نتحول في الكويت إلى قوى 8 و14 آذار كحال لبنان الجريح الذي استبدل حرب السلاح بين الأشقاء بما لا يقل عنها ضررا وإيقافا لتطوره، ونعني التخندق الدائم لأطراف الموالاة والمعارضة وخلق معادلة مدمرة فحواها: ما يرضيك لا يرضيني وما يرضيني لا يرضيك ولا مجال للتفاهم أو الوصول الى حل للقضايا العالقة بيننا، بل لو تم حل البعض منها لوجب استحداث قضايا جديدة يتم التخندق حولها، وهكذا دواليك حتى ينتهي الأمر بمعادلة «بلد متوقف وأزمات متحركة».

وهناك قضية سياسية كويتية فلسفية هامة تستحق أن تناقش من قبل ممثلين عن النواب والمفكرين ومؤسسات المجتمع المدني واتخاذ «توصيات» بشأنها لخلق أعراف تتعلق بصلاحيات النائب، وهل عليه ان يصوت بناء على «قناعاته» ثم يحاسب في الانتخابات اللاحقة عبر انتخابه أو عدم انتخابه، أم عليه ان يصوت بناء على «قناعات ناخبيه» حتى لو تباينت مع قناعاته الخاصة؟! تلك المشكلة تختص بها الكويت لاختلاف ظروف ديموقراطيتنا مع الديموقراطيات الأخرى في العالم.

ففي الديموقراطيات الأخرى يتم الانتخاب على أسس حزبية ومن ثم فمحاسبة المواقف داخل البرلمان تتم لا عبر المحاسبة للنائب بل محاسبة الحزب المعني المنضوي تحته النائب إبان مؤتمراته العامة التي تعقد عادة بشكل دوري، فالنائب ما هو إلا ترس في عجلة الحزب، ومواقفه وتصويته انعكاس لمواقف مفكري الحزب ومستودعات عقوله.

كذلك لا يوجد لدى الديموقراطيات الأخرى إمكانية الاحتكاك المباشر بين النائب وناخبيه، فبعد الانتخابات العامة في كاليفورنيا، على سبيل المثال، يتوجه النائب المنتخب الى واشنطن لممارسة عمله بعيدا عمن انتخبه، والأمر مماثل في بريطانيا وفرنسا ومصر والمغرب.. إلخ، كما لا يتم هناك نشر محاضر برلماناتهم في الصحف اليومية او نقل وقائع الجلسات على محطات تلفزة عامة (يتم النقل في الأغلب على محطات خاصة لا يشترك فيها إلا المختصون) وعليه لا يعلم الناخب مواقف النائب كي يحاسبه.

أما لدينا، فمواقف النواب مكشوفة ومنقولة بشكل «فريد» في الصحف اليومية والتلفزيون الرسمي المجاني للدولة، والنائب يلتقي ناخبيه في الدواوين كل مساء ولا يوجد موقف حزبي يتعذر به، ومن هنا تطرح القضية الهامة حول: هل يمثل النائب رأيه الخاص وقناعاته عند التصويت على القضايا المختلفة أم رأي ناخبيه؟! وهل يجوز الضغط عليه بشكل مباشر عبر التجمعات أمام منزله أو الطرد من دواوين منطقته او حتى كما كُتب في احد المنتديات الشهيرة جدا عبر مقاطعة أبنائه في المدارس وعدم الحديث معهم ودعوتهم للتبرؤ من موقف آبائهم النواب.. إلخ؟!

وأذكر اننا قمنا ذات مرة كناخبين في دائرة الخالدية إبان نظام الـ 25 دائرة برفع عريضة ضمت أسماء آلاف المواطنين لممثل دائرتنا في البرلمان، طالبناه فيها كوكيل عنا بأن يقف ضد استجواب كيدي وجه على الهوية لمسؤول اشتهر بالكفاءة والأمانة، الا ان النائب رفض تلك العريضة بحجة انه حر فيما يبديه من آراء تحت قبة البرلمان، وصوت في النهاية ضد الوزير المستجوب ولا أعلم إن كان هذه الأيام مازال على موقفه ذاك مما يجري ام لا؟

إن الأخذ بمفهوم ان على النائب ان يصوت بناء على قناعات بعض ناخبيه لا على قناعاته الخاصة يشوبه محذوران هما: (1) كونه يخالف نصوص الدستور كالمادة 108 التي تنص على انه بعد انتخابه «يمثل الأمة بأسرها» لا دائرته أو رغبات ناخبيها، وتستطرد المادة الى القول «ولا سلطان لأي هيئة عليه» وعدم التحديد يعني اي هيئة حكومية او شعبية، والمادة 110 التي تنص على «عضو مجلس الأمة حر فيما يبديه من الآراء والأفكار ولا تجوز مؤاخذته على ذلك بحال من الأحوال»، ومرة أخرى لم تقل المادة لا تجوز مؤاخذته «حكوميا» على ذلك، ما يعني ان تمتد حمايته على أفكاره وآرائه الى الشق الشعبي كذلك.

(2) إضافة الى ما سبق يطرح تساؤل محق حول كيفية معرفة رأي «أغلبية» أهل الدائرة التي تتمثل في عشرات ومئات الآلاف من الناخبين كي يتبعها النائب، أي هل تمثل عشرة دواوين او مئات الأفراد المجتمعين الرأي الحقيقي لمئات الألوف من أبناء الدائرة؟!

آخر محطة: التهنئة القلبية للزميل فؤاد الهاشم على عودته للكتابة بعد إصابة يده اليمنى بعين كويتية حارة لم تمهله، والتهنئة موصولة للزملاء والزميلات احمد الصراف وإقبال الأحمد وضحوك البنوان وحنان الهاجري على انتقال مقالاتهم الى الصفحة الأخيرة من جريدة القبس.

احمد الصراف

يمكن معي حق

قال لي صديقي رجل الأعمال اللبناني المعروف: يا أخي لماذا تريدون أن تخربوا بلادكم؟ لماذا الإصرار على هذه الاستجوابات الخطرة، والصياح والشتم في البرلمان وتصادم السياسيين مع السلطة، والتهديد باستجوابات قادمة؟ لماذا الإصرار على تدمير بلدكم واقتصادكم، في وقت تتسابق فيه الدول الخليجية على مشاريع التنمية وخلق آلاف الوظائف، وإيجاد موارد بديلة عن النفط؟ إن ما يطالب به بعض البرلمانيين المتشددين سبق أن حرق دولا، ويجب أن تعتبروا، فالكل يحسدكم على عمران بلدكم وتقدمه تعليما وتجارة وثقافة، وعلى صندوق الأجيال القادمة وسياسات الاستثمار الحكومية الجيدة والضمان الاجتماعي وملكية الثروات القومية، ووفرة اجهزة الرقابة الإدارية والأنظمة القضائية والرخاء الاجتماعي؟ لماذا تريدون ان تخربوا وتهدموا كل ذلك من أجل وهم يسمى بالديموقراطية أو شيء من حرية القول أو ما يدعيه البعض من حرص على الدستور، ونحن جميعا نعلم بأن لا حرية مطلقة هناك في قول الحقيقة ولا ديموقراطية لدينا بالمعنى الغربي، كما أن غالبية نصوص دساتيرنا مبهمة؟ ولمَ الصراع على ما تسمونه «مكتسبات» لا تودون
التخلي عنها لمصلحة السلم المحلي والرخاء الاجتماعي؟
فرددت عليه قائلا: ومن قال لك ان الكويت كانت أصلا ستنعم بكل ما ذكرته من أمور مادية ونفسية واجتماعية ومالية لو لم تكن بها تلك النسبة البسيطة من الديموقراطية وفسحة حرية القول الضيقة تلك وذلك الدستور المبهم بنصوصه؟ وهل كنت ستضمن صلاح كل الأمور، وبقاء الأوضاع العدلية على ما هي عليه، واستمرار الاقتصاد مزدهرا والاستثمار متقدما في ظل سلطة حكومية مطلقة لا يوجد من يراقبها أو يحاسبها أو يسألها أين تذهب عائدات النفط وأين تصرف ما يحصل من الناس، وأين اختفى المواطن «فلان»، وكيف رحل التاجر الفلاني من البلاد خلال ساعتين، وهو الوقت الذي يستغرقه قطع المسافة بين مكتبه وبيته والمطار، فقط لأنه تسبب في «إزعاج» خاطر مسؤول كبير، وهذا ما حدث ويحدث في كثير من دولنا الخليجية! نعم، أتفق معك على أن الأمور وصلت لمرحلة خطرة بين الطرفين، وأن شيئا ما يجب أن يحدث لينتهي الاحتقان، ولكن لا تقل لي ان الحل يكمن في الدكتاتورية والتسلطية وتكميم الأفواه، وإلغاء الدستور، والتهديد بالعنف، فهذا قد يفيدك أنت كتاجر يرغب في تحقيق أقصى الأرباح في أقصر وقت بعيدا عن الضوضاء والتجاذبات السياسية، ولكنه ليس بالوضع المثالي ولا حتى قريب منه، والإنسان لا يعيش بالخبز وحده!!
فرد صديقي اللبناني بلهجته المحببة قائلا: يمكن معك حق!
***
• ملاحظة: بمناسبة السنة الجديدة نبارك لكل عسكريينا موافقة مجلس الأمة على القانون الفريد في تاريخ «الديموقراطيات»، والمتعلق بالسماح لهم بترك لحاهم على عواهنها! ونتمنى صدور قانون مكمل له يمنع بقية المواطنين من حلق ذقونهم!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

استقبال العام الجديد بوجع لم يكن مفاجئاً!

 

كم كان بودِّنا كمواطنين ننتظر المفاجآت السارّة، أن نودّع العام 2010 ونستقبل العام الجديد 2011 بالأمنيات السعيدة والأخبار التي تشيع الفرحة والسرور في نفوس كل المواطنين… بل والمقيمين أيضاً في هذه البلاد الطيبة، لكن الألم (ألمَّ) بنا ونحن نطالع تفاصيل تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية الأخير، وهو وجع لم يكن مفاجئاً لأن التقارير السنوية التي اعتدنا مطالعتها كشفت على مدى السنوات الماضية هذا الوجع دون علاج ناجع يريح الوطن من فيروسات فساد تنخر في جسده.

من حق كل الجهات التي شمل التقرير تجاوزاتها وفضائحها أن تنشط وتعكف وتشمّر عن سواعدها لنفي ما ورد في التقرير، وتصدح بأنشودة الأمانة الوطنية والحفاظ على المال العام وتقديم سيل من الدفوع والتبريرات و…و…، لكن الشجاع منها، والمخلص في حبه لوطنه، هو من سيعترف بأن أخطاءً جسيمةً وقعت، ولابد من تقديم كل من تجاوز حدوده وعبث بالمال العام إلى المساءلة القانونية والعدالة.

ومع أن الوجع ليس خافياً، لكن لا بأس من أن نستقبل العام الجديد بالدعاء إلى الله عز وجل لأن ينعم على بلادنا، ملكاً وحكومةً وشعباً، بالاستقرار والأمان والخير، وأن يكون عاماً مليئاً بالأخبار السعيدة وخصوصاً تلك المتعلقة بتحسين معيشة المواطنين في ظل توجس وقلق ما سيأتي من تحميل أثقال إضافية على عاتق المواطنين، غير أن هناك ما يتوجب قوله في شأن موقف الدولة من التجاوزات والمخالفات الفضائحية التي ضجّ بها تقرير الرقابة المالية والإدارية، فقد كلف سمو رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة (اللجنة الوزارية للشئون المالية والاقتصادية بدراسة كل الملاحظات والمخالفات التي أوردها التقرير عن الوزارات والأجهزة الحكومية الخاضعة لرقابته، وأن تقدم إلى مجلس الوزراء مرئياتها وتوصياتها بشأنها تمهيداً لاتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية ودستورية تكفل الحفاظ على المال العام وحمايته من أي هدر وتلاعب)، وأن يكونوا على مستوى المسئولية (التاريخية) لترجمة ما قاله سمو رئيس الوزراء بعدم السماح (بأي تجاوز أو عبث بالأموال العامة، وإن التجاوزات لن تمر دون تحقيق ومساءلة إدارية وقانونية)، وننتظر من اللجنة الموقرة أن تضرب بيد من حديد كل من عبث بالمال العام عبثاً لا يتحمله قلب المواطن الذي ذاب فؤاده وهو يترقب الخدمات الإسكانية وعلاوة الغلاء وتحسين الأجور بلا طائل، في حين أن هناك من لعب بالمال العام دون أدنى مسئولية شرعية أو وطنية.

وبالنسبة للسادة النواب، فإن التقرير يمثل اختباراً حقيقياً لهم في مستهلّ دورتهم الجديدة، ولا يكفي أن تؤكد بعض الكتل على أن التقرير يؤكد (التخبط الحكومي في أغلب الوزارات ويؤشر إلى خلل في أغلب الوزارات وتجاوزات كبيرة في معظم الوزارات)، فهذه النتيجة هي النتيجة الأكبر التي توصّل إليها التقرير ولا تحتاج إلى كشف إضافي، بل والتقارير السابقة أيضاً، إلا أن المنتظر منهم أن يثبتوا للمواطنين أنهم لن يكتفوا بتشكيل لجان التحقيق والأسئلة التي تملأ صفحات الصحف، وأن يُحدثوا هزّة قوية تعيد حقوق الوطن والمواطنين إلى نصابها من خلال فضح الرؤوس الكبيرة التي نامت مستريحة وهي تعبث بالمال العام، أياً كان موقعها، من خلال التواصل مع اللجنة المكلفة وجمع المعلومات والتدقيق فيها وإعداد التقارير، وحتى يرتاح المواطن البحريني، ننتظر كشف كل الرؤوس التي تجاوزت حدودها كثيراً كثيراً… فهل سيشهد العام 2011 موجة حقيقية تجرف اللصوص؟

سامي النصف

الكويت أجمل ما تكون

بينما تشتكي بقية دول العالم من البرد والثلج والأعاصير والفيضانات وغياب الشمس والدفء، تمتاز أجواء الكويت هذه الأيام ومع بدء العام الجديد بالشمس المشرقة والطقس الجميل وارتفاع أسعار البترول ـ عصب حياتنا ـ الى أعلى أسعاره، ومع كل تلك المعطيات الموجبة تجد بعض الناس غاضبة وكأنها تعيش في دول المجاعات والحروب… وصدق إيليا أبوماضي حين قال: كن جميلا تر الوجود جميلا.

علينا ان نتساءل ونحن على عتبة عام جديد لا عما نطلبه من وطن معطاء ندر ان نجد مثل كرمه وعطاياه في العالم أجمع بل عما نستطيع ان نقدمه له مقابل ذلك السخاء الشديد، وآخره إقرار حقوق المرأة في السكن والحياة الكريمة، ان أولى خطوات رد الجميل هي بتقليل جرعة السياسة والغضب في حياتنا اليومية مقابل زيادة جرعة الاحتراف والمهنية والتفاؤل، فبهذه الوصفة الناجحة خلقت الكويت وبقيت قائمة لمئات السنين فلم نلعبها سياسة الا خسرنا ولم نلعبها مهنية الا وكسبنا، فلماذا نترك ما نجيده إلى ما لا نتقنه؟!

ما الذي سيحدث في 5 يناير وما بعده؟! لا شيء عدا انتهاء أزمة لتبدأ خيوط أزمة جديدة تلوح في الأفق مما يحوجنا الى وقفة مع النفس لنسألها: هل تستحق منا الكويت كل ذلك؟! ضمن تلك الوقفة المستحقة على الحكومة والمعارضة التقاط الأنفاس لا استعدادا لجولة جديدة من الخلاف والنزاع الذي ملّه الناس بل لهجمة جديدة من التعاون الذي لا غنى لمركب الكويت عنه كي يسير سريعا الى الأمام.

يمكن لمن يريد تشويه سمعة الكويت ان يدعي عليها بما يشاء عدا تهم قلة الحريات وقمع الآراء وتحولنا الى دولة بوليسية (تمت تجربة مفهوم الدولة البوليسية الحقيقية بالكويت في الفترة ما بين بداية أغسطس 1990 ونهاية فبراير 1991)، للمعلومة، الكويت أكثر دول العالم التي يتعدى فيها مواطنوها ومقيموها على رجال الشرطة دون خوف او وجل، ويتم فيها غزو المخافر والسيطرة عليها من قبل الخارجين على القانون مع كل «خناقة» تحدث بين الصغار.

حضرت قبل ايام قليلة محاضرة قيّمة في مركز عبدالعزيز البابطين استمرت ليومين قام بإعدادها وإلقائها المهندس المبدع عبدالرحمن الشمري تطرّق خلالها لقضايا البناء والكهرباء والتكييف وكل ما يتعلق ببناء المنازل وصيانتها، وقد اعتقدت ان الحضور سيتجاوز الآلاف او المئات على الأقل من الشباب الذي يفترض ان تهمهم مثل تلك الأمور بأكثر من أهمية تواجدهم في أماكن أخرى، وقد صدمت عندما وجدت ان عدد الحضور لا يتناسب مع أهمية الحدث، وتلك الظاهرة السالبة المتفشية عندنا هي أحد أسباب تخلفنا وتقدم الجيران الذين يتصرف شبابهم ورجالهم ونساؤهم بايجابية شديدة لتطوير ذواتهم وقدراتهم.

آخر محطة:

يتحدثون خلال 54 أسبوعا في العام عن تسامح ديننا العظيم ولكن ما ان يحل اسبوع اعياد الميلاد ورأس السنة حتى يحذرونا من تهنئة اخواننا في الانسانية بأعيادهم.. وشلون تصير هالمعادلة؟ لا ندري.

احمد الصراف

ترحيب وتردد

قبلت بسرور أولاً وبتردد ثانياً العرض، أو الاقتراح الذي تقدم به رئيس التحرير بأن أكتب في الصفحة الأخيرة من القبس!
قد لا يتطلب الأمر شرح أسباب سروري بالعرض، ولكن ترددي كان يتعلق بترك صفحة «الاتجاهات»، التي كانت ولا تزال أهم صفحات القبس، وربما أكثرها قراءة، وهي التي أعطت وتعطي القبس نكهتها المميزة، مع استثناء هنا وهناك! وهي النكهة التي قلما نجدها في أي صحيفة خليجية أخرى، وربما أبعد قليلاً! نقول ذلك مع كل الاحترام للصحف والزملاء الكتاب، كما أنها الصفحة التي احتضنتني لسنوات، ويصعب بالتالي فراقها من دون معاناة داخلية.
كما تعلق ترددي بكوني سأكتب في المكان نفسه تقريباً، الذي كان الفقيد محمد مساعد الصالح يطل منه علينا لسنوات طوال، وكيف لي ان أكون ندا له بكل ما كان يمتلكه من خبرة وخفة دم وقدرة على اختصار قول فكرة كبيرة في كلمات صغيرة.. وواضحة! فعمود الصفحة الأخيرة يتطلب اختصارا في الكلمات وغنى في المعنى، وهذه قدرة أو موهبة لا أدعي امتلاكها، فلم أكن يوما كاتباً محترفاً، ولن أكون! فالكتابة الصحفية ليست موهبة فقط بل هي علم يدرس. ونحن، مع استخدام صفة الجمع، لا ندعي امتلاك ناصية لا هذه ولا تلك، وليس بحوزتنا غير كمٍّ من الآراء والمشاعر والقصص والذكريات الجميلة والمرة، التي نحاول، بمساعدة ما تراكم بذاكرتنا من كلمات، وضعها في عمود يمكن أن يقرأ من الجميع.. أو هذا ما نتمناه.

أحمد الصراف