حسن العيسى

غسلوا أيديكم من هذه الحكومة

من غير المفهوم أن يتردد أعضاء العمل الوطني في كتلة «إلا الدستور» في حسم موضوع استقالة وزير الداخلية، لا خلاف أن الوزير لم يرضَ بجريمة تعذيب وقتل محمد المطيري، وأنه لم يكن موافقاً في الماضي على أي من أعمال التعذيب التي تجري على قدم وساق في إمبراطورية «دون كيلوني»، وهو رجل المافيا صاحب النفوذ في مؤسسات الدولة في فيلم العراب، هذه مسألة محسومة ولا أحد يحمّل الوزير وزرها، لكنه يتحمل سياسياً وأدبياً في كل الظروف، مثل تلك الجرائم البشعة التي يرتكبها رجال يفترض أنهم حماة القانون، وهم في الحقيقة ليسوا إلّا مجرمين يتلقون أوامر التصفيات الجسدية من رؤسائهم المجهولين حتى هذه اللحظة، ونتمنى أن تكشف تحقيقات النيابة ولجنة التحقيق بمجلس الأمة عن «دون كليونيات» وزارة الداخلية. كان أولى لسمو رئيس الوزراء قبول استقالة وزير الداخلية بمجرد تقديمها، ولو حدث أنه لم يقدمها لكان يتعين على سموه إقالته دون تردد، فماذا يعني اليوم الإصرار على رفض الاستقالة وحشر الدولة في استجواب للوزير لم يكن له داعٍ لو تم قبول استقالته المستحقة؟

هل هي مسألة عناد وغطرسة حكومية وغياب أبسط مبادئ الحصافة السياسية أم ماذا تكون؟! استقالة الوزير أو إقالته ستعني أن القيادة السياسية لم تكن ترضى عن أبشع انتهاك لحقوق الإنسان، وخروج الوزير هو أبسط تعبير للتكفير عن «خطيئة» الوزارة، وما أكثر خطاياها… لكن الحكومة وأتباعها من حملة الدفوف والطيران في مجلس الأمة وصحافة «نستقبل الهدايا» دون خجل، تكابر دون مبرر، وتفتح على نفسها أبواب المساءلة السياسية لرئيس الحكومة ذاته دون مقتضٍ..! ليت الأمور وقفت عند هذا الحد من المكابرة والعناد، فوزير الداخلية عين أخيراً شقيق النائب سعدون حماد مختاراً، وهذا النائب عضو في لجنة التحقيق في ملابسات قتل المواطن المطيري! فسرها لنا يا سعادة الوزير! اشرح لنا طال عمرك ماذا يحدث؟ عضو مجلس يحقق في قضية ضرب مفضٍ إلى الموت متهم فيها ضباط يتبعون وزارتك، وتقوم أنت بتعيين شقيق «محقق وقاضٍ» حكماً في منصب مختار… هل تفهم «الحياد» القانوني وحكم العدالة بهذا المعنى وإلّا فكيف تفسر مثل هذا التعيين! سأكرر مقولة د. عبدالله النفيسي، فلنغسل اليد من حكومتنا.

احمد الصراف

الخراب الزراعي والحيواني

لم تتعرض جهة لسوء الاستخدام كالحيازات الزراعية وقسائم تربية الماشية (الزرائب)، إضافة لما صاحب توزيعها مجانا من فضائح تعلقت بشراء ذمم نواب أو تنفيع البعض الآخر! كما استغلت هذه القسائم للحصول على أعلاف مدعومة وبيعها في السوق السوداء. أكتب ذلك مع بدء هيئة الزراعة حملة تفتيش للتأكد من صحة استغلال هذه المزارع والزرائب في الأغراض المخصصة لها. وأكاد أجزم، من واقع خبرتي البسيطة، أن أكثرها، وخاصة الزرائب، مخالف لشروط الاستغلال. أما ما صدر عن الهيئة من تهديد بوقف الدعم وقطع الكهرباء عن المخالف منها، فقد سبق ان سمعنا عنه الكثير، ونتمنى أن تكون الهيئة هذه المرة جادة بعد أن بلغ سيل المخالفات في كل قطاع الزبى وأبو أبو الزبى! ولكن حتى لو طبقت الهيئة عقوباتها، من دون مصادرة الحيازة، فلن يتغير الكثير، فبإمكان هؤلاء تدبير أمورهم من غير دعم مادي أو كهرباء يسهل الحصول عليها من الجار. وبالتالي لا يمكن ضبط الأمور بغير تفعيل بنود العقد وسحب الحيازة من المخالف، فاشتراط احتفاظ المالك بخمسين خروفا مثلا لا يزيد ثمنها على 5000 دولار، لكي تستمر حيازته لعقار يزيد ثمنه على المليون دولار، أمر مضحك! وبالتالي يتطلب الأمر انقلابا كاملا في سياسة منح هذه الحيازات واستغلالها، لفرز المستثمر الجاد من مستغل المكان كاستراحة أو لتأجيره الى الغير، علما بأن لا صحة لمدعي مالكيها من أنهم يوفرون «الأمن الغذائي» للبلاد، فما يأتي منها لا يسد حتى يمثل شيئا مقارنة بالحاجة الفعلية للحوم والخضروات. كما أن مخالفات البناء في هذه الأماكن كثيرة، ومساكن العمال فيها تفتقد شروطا صحية عدة. أما الوضع الأمني فحدث ولا حرج، فالهيئة بحاجة لقوة امنية كبيرة لترافقها أثناء التفتيش، وإلا عرضت حياة أفرادها للخطر، فعالم المزارع والزرائب، في جزء كبير منه، يقع خارج دولة القانون، سواء بمخالفاته أو برفضه دفع إيجارات الدولة، وحادثة تعذيب المرحوم محمد المطيري في احداها، وتكرار ورود اسم «الجواخير» في صفحة الحوادث، خير دليل على وضعها الأمني الخرب، فمتى نرى الحزم؟

***
ملاحظة: الشكر لكل من يعلق على ما أكتب، وحيث إنه ليس من السهل الرد على الجميع، فالرجاء ممن يريد إجابة عن تعليقه مراسلتي على عنواني الإلكتروني أدناه.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

أبعاد لقاء جلالة الملك برؤساء المآتم

 

لا شك في أن لقاء جلالة العاهل برؤساء وإداريي مآتم قرى البحرين يوم أمس الأول الثلثاء، له أكثر من بعد مهم للغاية، ولعل أبرز هذه الأبعاد هو تعزيز التواصل بين القيادة الرشيدة ومختلف مكونات المجتمع البحريني، وما يترتب على هذا التواصل من مساحات شاسعة للتعبير عن الرأي وتبادل المشورة في جو من الاحترام والثقة والتعاون بين أبناء البحرين كما أكد جلالته حفظه الله.

لقد كان موسم عاشوراء هذا العام متميزاً من جميع النواحي، بل من اللازم الإشارة الى أن مواسم عاشوراء السابقة كانت تشهد تميزاً ملحوظاً عاماً بعد عام، ليس من ناحية توفير ما أمكن من تسهيلات خدمية حكومية لإنجاح الموسم فحسب، بل من ناحية تضافر الجهود الحكومية والأهلية في التنظيم والقيام بالأدوار، وهنا، يشرفنا أن نرفع جزيل الشكر والثناء الى جلالة العاهل حفظه الله ورعاه لإتاحة الفرصة لممثلي المآتم لحضور هذا اللقاء الكريم، ولتقدير جلالته للجهود والتسهيلات التي قدمتها وزارات ومؤسسات الدولة للمشاركين في الموسم الذي شهد تعاوناً كريماً لإحياء هذه المناسبة الدينية المكانة العالية ذاتها في نفوس المواطنين.

ومن الأبعاد المهمة للقاء، والتي يجب استثمارها بصورة تسهم في تغيير الأفكار المغلوطة عن دور المأتم الحسيني، هو احترام الاختلاف في وجهات النظر، وفي الوقت ذاته، إعطاء الفرصة للجميع للتعبير عن رأيهم وإبداء المشورة، وهذه النقطة تحديداً، لفت جلالته إليها بالقول إن المشورة موضع تقدير، وهذا يعني أن يكون المنبر الحسيني منطلقاً لطرح القضايا التي يتوجب إيصالها الى قيادة البلاد، ولكن بالصورة التي يمكن من خلالها تحقيق مصلحة الوطن والمواطنين.

ومن هذا البعد، يمكن أن نفهم بجلاء، أن القضايا والملفات المهمة والمطالب المشروعة حين يتناولها المنبر الحسيني، فإنها تأتي بثمارها إذا كان أسلوب الطرح والمعالجة يرقى الى مستوى تقديم المصلحة العليا من جهة، وتفهم المسئولين المعنيين لحسن نوايا هذا الطرح من جهة أخرى… وكلما انعدمت الثقة، كلما تضاعفت احتمالات النفور والصدام التي ينتج عنها وضعاً مضطرباً.

لقد تميز الكثير من الخطباء هذا العام في تناول قضايا ومواضيع ذات صلة بالحياة اليومية:السياسية والثقافية والاجتماعية والفكرية، بصورة تعكس الرغبة في الخروج من الأزمات وإنهاء المشكلات القائمة، لكن هذا الطرح، يلزم أن يقابل من الجهات المعنية بسعة صدر ونوايا حسنة، وأن يتعامل كبار المسئولين المعنيين في مختلف الأجهزة الحكومية مع هذه الحالة الصحية من باب (القيام بالمسئولية الوطنية لخدمة المجتمع)، وهذا ما طرحه جلالة العاهل بقوله إن البحرين لن تألو جهداً في سبيل تسهيل جميع الإجراءات المتصلة بالمناسبات الدينية والمساعدة في إحيائها بما يحقق أهدافها في ترسيخ قيم التضامن والمحبة والتعاون بين أبناء البحرين جميعاً.

إذاً، الخطاب المنبري المعتدل البعيد عن التحريض والتأليب والكراهية والتصادم، والمخلص في طرح قضايا الناس وإيصالها الى القيادة، هو أصل المنبر الحسيني الذي يشيع المحبة والتلاقي وتجاوز المحن والخلافات، وهذا هو العهد دائماً في الرسالة المنبرية… كل الشكر لجلالة العاهل المفدى، ولكل الجهات التي أسهمت في نجاح الموسم، ونسأل الله أن يعيد الجميع على هذه المناسبة العزيزة، والبحرين، ملكاً وحكومةً وشعباً، في تقدم ورفعة وأمن وسلام.

سامي النصف

المكرمة الأميرية وقضية «الداخلية»

واقع الكويت قيادة حكيمة وشعب مخلص يستحق كل خير، ومكرمة تعزز وتثبت وضعنا الفريد كبلد الرحمة والتآخي والرفاه، ما يفرض علينا أن نشعر بالنعمة الوافرة التي نعيشها ونصبح بالتبعية أسعد الشعوب وأقلها غضبا وتأزما.

منذ قيام الثورة الفرنسية وبعدها البلشفية والإيرانية وعمليات الغضب ترتبط بالفقر والعوز والبطالة وغياب الديموقراطية والحرية وتفشي القمع والظلم، لذا لا مبرر على الإطلاق لمن أطلق التصريحات الساخنة وغير العاقلة التي تحاول مقارنة أوضاع لا تحتمل المقارنة.. وعيب!

قضية قتل المواطن محمد الميموني جريمة شنعاء لا يختلف عليها اثنان وتلك الجريمة الشنعاء إن كانت القاعدة لدى الأنظمة الاستبدادية إلا انها الاستثناء الفريد والوحيد لدينا، حيث لم يشهد تاريخنا قضايا قتل تحت التعذيب من قبل رجال أمننا المؤتمنين على الحفاظ على أرواح المواطنين والمقيمين لا إزهاقها، لذا يجب عدم التهاون أو التراخي في محاسبة من ارتكب تلك الجريمة غير المسبوقة مهما تزايد العدد أو ارتفعت الرتب، في الوقت ذاته، علينا ألا نعمم الخطأ أو نزايد على إخلاص الأغلبية المطلقة من رجال أمننا أو نحاول خدش الصورة الزاهية لرجال الداخلية الساهرين على راحتنا، فلا يجزع من رجال الأمن إلا المجرمون والمتجاوزون على القانون.

ومن المتابعة وتضارب الأقوال المتلاحقة نجد أن هناك احتمالين، الأول: ان الضحية لم يكن تاجر خمور وانما ضحية لعراك حدث له مع أحد رجال الأمن، كما ذكرت احدى الصحف، وان بعض رجال الأمن أرادوا تأديبه على تلك الفعلة عبر قتله! والثاني: ان يكون الضحية كما أتى في بيان الداخلية تاجر خمور والمفروض في تلك الحالة ان تسجل بحقه قضية ويتم التعامل معه في المخافر لا ان يعذب في الجواخير، ما لم يكن الهدف الحقيقي من التعذيب هو الحصول منه على الخمور لا للمصادرة بل للاستخدام الشخصي بدلالة ان القضية لم تسجل رسميا، وفي الحالتين كلما أميط اللثام عن حقائق جديدة زادت بشاعة القضية.

الأحداث الأخيرة في وزارة الداخلية ومنها مقتل شهيد الواجب عبدالرحمن العنزي وتعذيب محمد الميموني تعطي دلالات أكيدة على الحاجة الماسة في الوزارة لعمليات تطهير وتدريب وضبط وربط وتحسين صورة، ولدينا يقين ان وكيل الوزارة الجديد اللواء غازي العمر وما اشتهر عنه من كفاءة وقدرة كفيل مع وجود القرار السياسي بتصحيح تلك الأوضاع الخاطئة كي لا تذهب دماء الضحايا سدى.

آخر محطة:

للحقيقة فقط، هناك فارق كبير بين تاجر المخدرات الذي يتسبب في موت المئات من الشباب والمطارد في جميع دول العالم الأخرى، حيث يحكم عليه عادة بالإعدام، وتاجر الخمور الممنوعة فقط في 4 دول مما مجموعه 200 دولة تباع فيها الخمور ـ كما هو معروف ـ في المطاعم والفنادق والأسواق دون محاسبة البائعين وعليه لم تكن تهمة الميموني ـ لو صدقت ـ تستحق ذلك النوع من التعامل الشرس وغير الإنساني.

احمد الصراف

مونديال الإصلاحات

تكملة لما كتبنا عن الأولويات التي على الحكومة الاهتمام بها، قبل أن يبدأ مونديال قطر عام 2022، وحتى ذلك الحين نتمنى الانتهاء من أعمال تجديد مطارنا المتهالك، وامتناع الشرطة عن التدخين في ممراته، وانتهاء «الكويتية» من تحديث أسطولها وخصخصته، وأن نكون خلال 11 عاما قد انتهينا من تسوية مخالفات المنطقة الحرة، وأقر مجلس الأمة قانون مخالفات الأغذية الفاسدة بسرعة اقرار قانون لحى العسكريين نفسها! وعند أول ركلة كرة في 2022 نتمنى أن يكون محمد البدر قد نجح في ازالة مليون مخالفة، وأن ملف تطوير جزيرة فيلكا قد وصل إلى مجلس الوزراء، وألا يبقى المجلس حائرا حتى يومها في ترسية جسر جابر ومدينة الخياش! كما نتمنى، قبل سفر وفدنا لمونديال 2022، أن تكون البلدية قد انتهت من استيراد مختبر فحص الأغذية، وأنه سيبدأ العمل بعد انتهاء المباريات مباشرة، وأن الحكومة ستنجح في وضع حد للتلاعب في القسائم الصناعية والجواخير والمتاجرة بالعلف المدعوم، وأن المشكلة بين هيئة الشباب والنوادي الرياضية في طريقها إلى الحل، وأن «الأوقاف» ستعترف بأن مشاريع الوسطية كانت «خرطي في خرطي»، وأن الحكومة ستنتهي قبل 2022 من اقرار برنامج تمويل خطة التنمية. كما نتمنى أن يكون سمو الرئيس، أيا كان في حينه، قد انتهى من تدشين مشروع الميكنة الحكومية وقضى على تداخل أعمال الوزارات، وانتهت «الأشغال» من بناء جامعة الشدادية، وتم البدء في احصاء «البدون»، وقضي تماما على الاتجار بالبشر، وتم الانتهاء من مخططات المدن العمالية، وتم تسليم جميع ادارات بلدية الكويت لشركة سويدية «شريفة» لتديرها، وأن الحكومة اقتنعت قبل عام 2022 بأن تقرير بلير لم يطبق منه شيء، وبعد كل ذلك سنرى أن الحكومة لو قامت ولو ببعض هذه المهام المستعجلة التي لا تحتاج الى غير بعض العزم والمال والكثير من الرغبة في الحل، لاختفت شعبية فيصل أحمد مسلم، ولما احتجنا لاستجوابات وتأزيم وهراوات الشرطة، ولا لمزايدات النواب ولا شيكات شراء ولاءات نواب وذممهم ولا سجناء رأي ولا مقالات عدائية ولا اغلاق قنوات، وسنكون بحق دولة مسالمة ونموذجية، خصوصا اننا نمتلك كل مستلزمات التقدم والتنمية، فهل سنسبق المونديال، أم سيأتي وينتهي ونحن على طمام المرحوم؟

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

المملكة.. ملاذ من لا ملاذ له

عندما قدم وزير الداخلية استقالته قلنا انها خطوة شجاعة لأنه ادرك أن المسؤولية سياسية وليست جنائية. فلا يوجد عاقل في الكويت يتهم الوزير بالتورط في مقتل الضحية، لكن مسؤوليته عن كل اجهزة الوزارة تلقي اللوم عليه، كذلك اعلانه عن عدم قدرته وسيطرته على بعض القيادات يجعل استمراره امراً غير مقبول، ناهيك عن تورطه في الاستعجال والدفاع عن رجال المباحث، ونفيه القاطع للحادثة امام مجلس الامة، كل هذا يجعل قبول استقالته أمراً حتمياً ونزعاً لفتيل أزمة جديدة، خصوصا أن مجلس الامة شكل لجنة تحقيق في الحادثة!!
اذاً، الاستكبار ورفض قبول الاستقالة، بخلفية الاغلبية البرلمانية الموجودة في جيب الحكومة، هما ما سيؤدي، بالتأكيد، الى استمرار توتر الاوضاع، وكأن الحكومة تتعمد التأزيم وعدم ترك البلد «يركد» ولو لفترة بسيطة.
* * *
بعض كُتّابنا في بعض الصحف استمرأ الكتابة شبه اليومية عن بعض الدول الصديقة والشقيقة، منتقدا بشكل استفزازي وساخر قياداتها، ومتهما إياها بالطالعة والنازلة!! هذا النوع من الكُتّاب ليس لديه أدنى شعور وطني بالحرص على مصلحة الكويت في علاقاتها بجيرانها! يتحدث وكأن الكويت ليس فيها إلا هو فقط، ليشخط بحكام هذه الدول دون ادنى حصافة او لباقة او احترام لحاكم دولة من دول مجلس التعاون، او جارة صديقة وكبيرة مثل ايران. اقول لصاحبنا هذا انتقد كما تشاء في السياسات العامة، لكن لا تحقر ولا تسخر ولا تكيل الاكاذيب على من يهمنا استمرار علاقتنا معهم مستقرة!! من اجل الكويت وليس من أجل احد، فقد اثبت التاريخ ان شرنا من بعض جيراننا، لذلك لا نعيل حتى ما ينعال علينا.
* * *
المملكة العربية السعودية بلد الحرمين الشريفين.. ومهبط الوحي.. وملاذ كل من لا ملاذ له.. وتسعى دائما الى احترام التاريخ وتقديره، لذلك هي دائما تتبع سياسة «ارحموا عزيز قوم ذل!!» فتجد فيها كل الرؤساء المخلوعين كما قال ابننا معاذ في تصريحه الذي اطلقه بعد ان علم بوصول بن علي الى المملكة مستدركاً فيه تصريحه الاول الذي اطلقه بعد ان علم ان بن علي اتجه الى فرنسا، فرأينا في المملكة وحكامها لا يزايد علينا فيه احد، فيكفي انها احتضنت كاتب هذا المقال وعائلته طيلة فترة احتلال العراق للكويت، والاصطياد بالماء العكر اسلوب الضعفاء والمتلونين، والله غالب على امره.
***
لفتة كريمة
«ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين» صدق الله العظيم.

حسن العيسى

حلوها يا شيوخ الديرة

استقالة وزير الداخلية وقبول الاستقالة من رئيس مجلس الوزراء يفترض أن تكون مسألة محسومة وغير قابلة للنقاش لا من مجلس الوزراء ولا من مجلس النواب، ولا يغني عن استقالة وزير الداخلية اشتراطاته بإطلاق يده لإصلاح وزارة الداخلية، كما جاء في مانشيت «القبس» أمس… فتلك مجرد أعذار تتلمسها الحكومة للإبقاء على الوزير، فهو «شيخ» والشيوخ يبدو في عرف سلطة الحكم فوق المساءلة السياسية. ليس الوزير مع كل التقدير لمحاولاته الإصلاحية كما يتشدق بها نواب الحكومة في معرض المساومة على الاستقالة، فهناك ضحية بالأمس اسمه محمد المطيري مات من التعذيب، وهناك قبل محمد عشرات ومئات المتهمين الذين يتم التحقيق معهم عبر الهراوات «والهوزات» وغيرها من وسائل التعذيب التي استقرت عليها أعراف وزارة القهر منذ خلقها، ربما ينقص أبطال الوزارة التعذيب بالكهرباء كي نتساوى مع «جمهورية الرعب» الآفلة لصدام حسين.  
ما معنى أن يطلب الوزير السماح له «بنفض» الوزارة، وكأن شخصاً غيره كان في أعلى قمة الهرم الإداري لوزارته، وإذا كانت هناك جماعات نفوذ ومراكز قوى فاسدة في الوزارة لم يكن باستطاعة الوزير قلعها فلماذا لم يقدم الوزير استقالته إلى رئيسه منذ البداية، ثم يصارح الناس عبر الإعلام والقنوات القانونية «بالخمال» المعتق في وزارة الداخلية، عندها سنؤمن بأن هذا الوزير وغيره من الوزراء جاؤوا للإصلاح، ولكن قوى الفساد كانت أقوى منهم، ولم يكن هناك من خيار سوى تقديم الاستقالات وفضح تلك الجماعات وعوراتها  وتعرية من يتستر عليها مهما علت مراكزهم. الزميل عبداللطيف الدعيج اختصر مأساة هذا الوضع المزري بعبارة «وهذا وزير شيخ»، فإذا كان الوزراء الشيوخ «مربوطة» أيديهم وهم الوزراء «الديلوكس»، وهم «حكومة الحكومة»، كما أسميتهم منذ سنوات، فماذا عن بقية الوزراء العاديين، الذين يتركون الوزارة بعد سنوات من «محاولات» الإصلاح الفاشلة بعد صدهم بحوائط الفساد وقوى النفوذ، ليصبحوا مستشارين عند الحكومة (إذا كانوا من المرضي عنهم) بطبيعة الحال، أو ننساهم مع الزمن حتى يأتي اليوم الذي يتذكرهم فيه أهل الحل والعقد ليضعوهم في مركز ما كنوع من التعويض عن سنوات النسيان.
لم يعد للكويت متسع من الوقت لسياسات «الهون أبرك ما يكون»، وليست الكويت بحاجة إلى المزيد من «المحامين» النواب الذين لا هم ولا عمل لديهم غير «الترقيع» للحكومة والتماس الأعذار لها أو لوزرائها، وتحميل مجلس الأمة كل أسباب التخلف والتأخر وهدر كرامات الناس، فهذه قضية لم تعد تخص شيوخنا الأفاضل، بل قضيتنا وهي قضية هذا الوطن الصغير، فحاضره لا يتسع لمزيد من نزاعات السلطة ولا مكان في مستقبله لطموحات وأحلام التفرد في السلطان.

احمد الصراف

الهويات القاتلة

«.. منذ ان غادرت لبنان عام 1976 لأقيم في فرنسا، كم مرة سئلت، وعن حسن نية، اذا كنت اعتبر نفسي فرنسيا اكثر ام لبنانيا، او العكس، وكنت اجيب على الدوام: الاثنان معا، وغير ذلك كذب، فإن ما يجعلني على ما انا عليه وليس شخصا آخر هو وقوفي على تخوم بلدين ولغتين او ثلاث وعدد من التقاليد، هذا بالضبط ما يحدد هويتي، فهل اكون اكثر اصالة لو اقتطعت جزءا مما انا عليه؟ وهل انا نصف فرنسي ونصف لبناني؟ ابدا، فالهوية لا تتجزأ!».
هذا ما كتبه الاديب الفرنسي أمين المعلوف في كتابه القيم «الهويات القاتلة»، الذي ذكر فيه ان الذي يحمل هوية مركبة يجد نفسه بالتالي مهمشا، فالشاب المولود في فرنسا من أبوين جزائريين يحمل هويتين واضحتين، ويجب ان يكون قادرا على الاضطلاع بهما معا، ولكن مكونات شخصيته اعمق من ذلك بكثير، فسواء تعلق الامر باللغة او المعتقد او نمط الحياة او العلاقات والأذواق فإن المؤثرات الاوروبية الغربية تختلط لديه بالمؤثرات العربية والبربرية والافريقية الاسلامية، وانها مغامرة غنية وخصبة لو تمكن هذا الشاب من خوضها بحرية، ولو وجد من يشجعه على تبني تنوعه كاملا. وعلى العكس قد يكون مساره مليئا بالصدمات اذا ما نظر اليه البعض في كل مرة يعلن فيها انه فرنسي كأنه خائن ومرتد، ويصطدم في كل مرة يشهر فيها روابطه مع الجزائر وتاريخه وثقافته ودينه بعدم التفهم والتشكيك والعدائية، وهناك امثلة عديدة اخرى، ففي كل فرد تجتمع انتماءات متعددة تتعارض احيانا في ما بينها فترغمه على خيارات مؤلمة!. ويتساءل المعلوف: هل تبقى مجتمعاتنا خاضعة ابدا للتوترات وسورات العنف لمجرد ان الناس المتعايشين معا ليسوا من الدين نفسه او اللون او المنبت الثقافي؟ وهل هناك من قانون طبيعي او شرعة تاريخية تلزم الناس التقاتل باسم هويتها؟
لو نظرنا الى المجتمع الكويتي لوجدنا مدى انطباق كلام الاديب الفرنسي على اوضاعه، وكيف ان الخوف من التخوين والولاء للخارج دفع الكثيرين من مزدوجي الثقافة اما الى الانطواء او المزايدة في الانتماء للاكثرية، لكننا في جميع الاحوال قتلنا روح الابداع داخل هؤلاء، التي كان من الممكن ان تكون مصدر ثراء للمجتمع برمته، فمن خلال تجاربي الشخصية اعرف الكثيرين ممن لهم اعمال ابداعية في الادب الفارسي او الغناء العراقي او الفنون الغربية بشكل عام، اما نتيجة الميلاد او اصل الام او مكان الدراسية، الا ان ابداعاتهم طمست بطريقة او باخرى نتيجة الضغوط الاجتماعية التي تميل الى عدم الترحيب بمثل هذه الابداعات وغيرها انها «اجنبية وعدوة»! واتذكر في زمن الصبا والتسامح الجميل ان اصحاب الثقافات المتعددة من الطلبة الهنود والفلسطينيين والايرانيين وغيرهم، وحتى الكويتيين من طلبة «المدرسة الجعفرية» الذين انتقلوا الىالمدارس الحكومية، كانوا اكثر استيعابا للمهارات اللغوية والرياضيات مقارنة بغيرهم، وكانوا بشكل عام اكثر فهما وابداعا، الى ان جاءت موجات التعصب القومية ومن بعدها «الصحوة الدينية» لتجذر الاختلافات بين الجميع، و«تدفن» كل ابداع. فهل سيعود الزمنالجميل؟ لاأعتقد ذلك!

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

Stays in Tunis

مشكلتنا، بل أزمتنا واضحة، وهي أزمة تطبيق أمور بعيدة عن الدستور واستحداثها فحسب، فكم من قانون انتهك وينتهك يوميا بإشراف الحكومة وبتنفيذ ممثلي الأمة هو العلّة، وكم من مفردة ومصطلح يسعى البعض الحكومي والنيابي إلى ترسيخها هم المعضلة. ثورة عادلة بلا شك تلك التي حدثت في تونس، وتسببت في إقصاء حاكم جمهوري دائم كحال كل الجمهوريات العربية، بدأت بمصادرة عربة خضار كان يسترزق عليها الشاب الجامعي العاطل عن العمل بسبب سوء النظام محمد البوعزيزي، ولم تجدِ أي محاولة لتظلّمه فقام بإحراق نفسه احتجاجا على الظلم مختتما حياته بكلمات أخيرة وجهها لأمة يقول فيها إنه مسافر من دون رجعة. يحدوني الأمل بأن ثورة البوعزيزي ستولّد نظاما عادلا منصفا لتونس يعيش فيه الشعب التونسي بعدالة وحرية وأمان واستقرار، ولا تنتقل السلطة من حاكم ظالم إلى حاكم آخر يتحول إلى حاكم جمهوري على الطريقة العربية مجددا. لكن، هل يمكن أن نُسقط ما حدث في تونس على الكويت؟ هل يجوز أن يدلي بعض النوّاب بتصريحات تلمّح بالاتعاظ من ثورة تونس؟ هل يعقل أن نمنّي النفس بانتقال حالة تونس للكويت؟ ما حدث في تونس حالة فريدة وبعيدة عن نظام دستوري كويتي واضح الملامح والتقاسيم، فأزمتنا ليست كتونس، فالعمل مكفول والعدالة الاجتماعية منصوص عليها دستوريا، والحرية قوام الدولة، كلها نصوص وركائز قامت عليها الكويت قبل الدستور وبعده، وليس من المنطقي أو المقبول أبدا أي غمز أو حتى تلميح أو تشبيه للحالة الكويتية بالتونسية. مشكلتنا، بل أزمتنا واضحة، وهي أزمة تطبيق أمور بعيدة عن الدستور واستحداثها فحسب، فكم من قانون انتهك وينتهك يوميا بإشراف الحكومة وبتنفيذ ممثلي الأمة هو العلّة، وكم من مفردة ومصطلح يسعى البعض الحكومي والنيابي إلى ترسيخها هم المعضلة. فالقانون مستباح من الدولة، والمسطرة مطاطية قابلة للطي عند رؤية «البشت» أو الدينار أو الحنجرة، والخنوع يسعى البعض إلى ترسيخه بدين وفتوى، تلك المشكلة وأي تأويل لها يكون ظلما للكويت وأهلها. إن الدستور رسخ نظام الحكم في الكويت وآلياته وطرقه وسبله، ونظّم العلاقة وطرق التغيير والرقابة والتشريع والتنفيذ، وأي خروج عن النص يعد تعدّياً على الدستور ولن نقبله أبدا، فالدستور هو ما ارتضيناه وليس من المنطقي أبدا أن نقبل بكلام بعيد عنه، خصوصا ممن رفعوا شعار «إلا الدستور» قبل أيام أو من غيرهم، فتعالوا لنبارك ما حدث في تونس دون تلميح بتصدير لثورة أو تغيير خارج نظامنا الدستوري الذي ندافع عنه.

سامي النصف

غيوم الحرب

غادر الوفد الاعلامي الكويتي صباح أمس غزة الصامدة بعد أن التقينا قياداتها السياسية وعلى رأسها رئيس حكومتها المقالة د.إسماعيل هنية في لقاء ودي مطول استمر لثلاث ساعات نقل خلاله تحياته للكويت أميرا وحكومة وشعبا لدعمهم المتواصل للقضية الفلسطينية، وقال هنية إن التهديدات العسكرية للقطاع جدية، خاصة أن حرب الاستنزاف التي تشنها إسرائيل لم تتوقف مع توقف حرب الفرقان عام 2009، وأعلن أنه لا دولة فلسطينية مستقلة في غزة، كما أنه لا دولة فلسطينية مستقلة دون غزة.

وقدّر أبوالعبد كما يكنى الرئيس هنية دور الجمعيات الخيرية الكويتية في دعم صمود الشعب الفلسطيني عبر عشرات المشاريع التي تقوم بها في القطاع، وخص بالشكر الهيئة الاسلامية الخيرية العالمية وجمعية الرحمة العالمية بالكويت وجمعية إحياء التراث وجمعية الاصلاح الاجتماعي وجمعية الكتاب والسنة على المشاريع الاسكانية والتعليمية والصحية والمعيشية الضخمة التي تقوم بها في غزة.

وكان الوفد الاعلامي الكويتي قد شارك في افتتاح ووضع حجر الاساس لمئات الوحدات السكنية وزار مدرسة ابن عثيمين ومسجد موضي السلطان ومخابز الرحمة وجمعية الكتاب والسنة ومصنع مطاحن السلام ومزارع بيروحاء وحدائق ذات بهجة ومشاريع حفر الآبار ومزارع تربية الابقار، وتهدف جميع تلك المشاريع الخيرة للمساعدة في عملية الاكتفاء الذاتي للقطاع وتشغيل الايدي العاملة وتأهيل الصغار تعليميا وتقنيا لمواجهة تحديات المستقبل.

وقد يصعب على المراقب فهم المنطق الاسرائيلي فيما يحدث، فعمليات الحصار وتوالي العمليات العسكرية وإغلاق المعابر وتدمير مقومات العيش الكريم كالمسكن (الذي يبنى في 40 عاما ويدمر في 40 ثانية)، والمصنع وتجريف المزارع والطرق ومنع الصيادين من الصيد، يولد في النفس الحقد بدلا من الحب والحلم بالموت بدلا من عشق الحياة والرغبة في العيش بسلام مع الجيران.

وبعيدا عن السياسة، مساحة القطاع 360 كم2 أي نصف مساحة مملكة البحرين ويسكنه 1.5 مليون نسمة مما يعتبر «احصائيا» الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم، ورغم أن الأخبار الواردة منه تنحصر في الأغلب في العمليات العسكرية، إلا أننا لم نلحظ ذلك الاكتظاظ السكاني في الشوارع والاسواق والاماكن العامة كالحال عند زيارة المدن العالمية المزدحمة، كذلك ففي القطاع أماكن أثرية وفنادق وشوارع وأسواق ومحلات تستحق الزيارة، وقد قمت والصديق العزيز المحب لعمل الخير د.عصام الفليج بزيارة البعض منها كالمسجد العمري الاثري، ولولا الحروب لكان للقطاع شأن كبير كونه يطل على البحر الابيض المتوسط، ويقع جغرافيا على خطوط التماس بين أفريقيا وآسيا.

آخر محطة:

سألت مراسل تلفزيون الكويت في العراق إن كان قد زار الكويت فأجاب بالنفي، وسألت مراسلة تلفزيون الكويت في غزة النشطة سعاد إمام (أم طلال) إن كانت زارت الكويت فأجابت بالنفي كذلك، نرجو مخلصين من قيادات وزارة الإعلام توجيه الدعوة لهذين المراسلين (وغيرهما) لزيارة البلد الذي يمثلونه إعلاميا كل يوم، وقد تكون مناسباتنا الوطنية هذا العام فرصة لتوجيه مثل تلك الدعوة، آملين أن نراهم قريبا في الكويت.