علي محمود خاجه

العلّة

سأشير إلى الجرح وأضع كل أصابعي عليه ولن تكفي أيضاً، وهو رأيي الخاص وإيماني المطلق، فالعلّة برأيي ليست في سمو رئيس الوزراء كصانع للأزمات، وأنا أثق يقينا بأنه ليس هو من يصنعها ولكنه يقبل بها كما أرى. يتم الاعتداء على وزير بالحكومة الحالية لفظاً وأمام الملأ من نائب في المجلس لا دور له سوى تمجيد أبناء الشهيد؛ بسبب ومن غير سبب، فيكون موقف الحكومة هو الانسحاب من جلسة رفع الحصانة عنه كي يخرج منها سليماً معافى مقابل أنين وزير الحكومة! يتم تنصيب شقيق نائب لا دور له (أقصد النائب) سوى الوقوف ضد من ينتقد الابن الأكبر للشهيد داخل قبة البرلمان، أقول يتم تنصيب شقيق ذلك النائب مختارا لمنطقة سيخوض فيها شقيقه الانتخابات المقبلة! يتم استبدال عقوبة نائب سابق ورئيس لجنة المسابقات السابق في اتحاد كرة القدم في زمان الابن الأكبر للشهيد؛ على الرغم من صدور حكم نهائي بحبسه لاعتدائه على رجل من رجالات الداخلية مشهود له بالكفاءة وحسن العمل، والأغرب أن يصدر تبديل العقوبة من وزارة الداخلية نفسها التي تم الاعتداء على أحد رجالها! لا تتم إحالة رئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة على الرغم من بلوغه السن القانونية منذ أمد بعيد لمجرد أنه صديق الابن الأكبر للشهيد، ولا مبرر سوى ذلك، فلا إنجاز يذكر في عهده ولا تطوّر. يشتكي وزير من تدخلات لجنة المناقصات المركزية بشكل غير حيادي لإرساء المناقصات على مؤسسات غير مؤهلة كما يدّعي، ويكون الكلام موجهاً مباشرة للابن الأكبر للشهيد! يترأس الابن الأكبر للشهيد أعلى مؤسسة رياضية آسيوية فتكون النتيجة أن تحرم الكويت من رفع علمها ووضعه على الصدور لأول مرة في تاريخ الكويت الرياضي في بطولة تنظمها تلك المؤسسة الرياضية الآسيوية، لفرض رسالة واهية مفادها أن مَن يعارض ممارسات أبناء الشهيد هم من ورط الكويت! تتم تنحية رجال دولة دافعوا عن قوانين الكويت، وحرصوا على تطبيقها في الهيئة العامة للشباب والرياضة بـ»برشامة» ليلية، ليحل محلهم رفاق الابن الأكبر للشهيد ودون أي مسوّغ قانوني، ولكنهم- ولأنهم رجال دولة- لم يشتكوا هذا الجور والظلم للقضاء فهم لا يشتكون حكوماتهم. تتراجع الحكومة عن وثيقة وآلية تطبيق للقانون تم الاتفاق عليها بين رئيس مجلس الأمة ورئيس الوزراء بالإنابة لمجرد أنها لا توافق أهواء أبناء الشهيد! تأجير أرض بمساحة 18000 متر مربع بـ18 ديناراً سنوياً وفي منطقة كالسالمية لمؤسسة رياضية يترأسها الابن الأكبر للشهيد! كل هذه الرسائل وغيرها تسعى إلى إيصال فكرة واحدة بأن الشيخ أحمد الفهد ومن يقف معه هم الفرقة الناجية وغيرهم متضررون، لا يهم إن تجاوزتم القانون أو كسرتم الأعراف، فكل ما يهم هو وجودكم بجانبه وفي صفه وأنتم الناجون. أكرر بأن سمو الرئيس لم يخطط لكل ذلك ولكنه حتماً قبل به إلى اليوم، وهو ليس مجرد رأي بل هي حقائق موثقة وليست أمورا مخفية، فقد وصلت بنا الحال إلى أن التجاوزات ترتكب نهاراً جهاراً ويعلم بها القاصي والداني. تلك هي علّة الكويت وطريقة عمل حكوماتها المتعاقبة، ولن تنصلح الحال بإقالتها أو رحيلها بل بكف الأيدي ووقف تلك التصرفات «العلّة».

سامي النصف

العنب أم الناطور؟!

في فلوريدا تنتظر السيدة ستيفاني سكيس حكما بالسجن لمدة عام وغرامة ألف دولار، كونها اعتدت على حصان للشرطة رغم إنكارها ذلك الاعتداء وادعائها انها أرادت فقط إزاحة الحصان عن طريقها، في الكويت يتم التعدي على اللواء كامل العوضي وهو يؤدي مهامه بمكتبه وينتهي الأمر بتحويل حكم السجن إلى خدمة مجتمع وهو أمر مناط في الدول المتقدمة بالقاضي المصدر للحكم لا بالجهة المنفذة، كما انه يقتصر عادة على صغار السن ممن يخشى أن يدمر السجن مستقبلهم.

يصعب على أحد فهم المواءمة والملاءمة السياسية لذلك القرار، ففي حين يكسب منه المسؤول المعني ود نائب «سابق» إلا أنه يخسره في الوقت ذاته دعم 6 نواب في المجلس الحالي هم الأقرب إليه عادة في المواقف وهو الأكثر حاجة لهم في الاستجواب الذي قد يقدم ضده في المستقبل القريب، ونعني نواب كتلة العمل الوطني، الأيام ستبدي ما كان خافيا وتظهر صحة أو خطأ قرار استبدال السجن بالخدمة المجتمعية.

ونرجو ألا يعتبر المجرمون هذه الأيام موسم صيد وتصفية حسابات وتشويه سمعة للمسؤولين الأمنيين في وزارة الداخلية، فليس كل ما يدعيه مجرم أو أفاق، صحيحا ويستحق النشر في الجرائد، فما أسهل أن يحرق أحد نفسه أو يؤذي ذاته ثم يوجه الاتهام الظالم للمخلصين من رجال الأمن، إن بلدنا هو أحد أكثر بلدان العالم أمنا حيث ينام الناس وأبواب بيوتهم مفتوحة، ولا ترتكب جريمة إلا ويتم القبض على الفاعل خلال ساعات أو أيام قليلة، لذا يجب الحرص على ألا نحد من تحرك رجال الأمن للإمساك بالمفسدين والخارجين على القانون، فما أسهل العمل المكتبي المريح وما أصعب العمل الميداني المضني، ولا تدفعوا رجال الأمن لرفع شعار «مالي شغل» الخالد.

مازالت مطالبة أعضاء مجلس الأمة في قضايا سابقة ترن في الأسماع بألا يعلن اسم أو تنشر صورة مرتكب الجريمة حتى صدور الأحكام النهائية ضده من مبدأ ان المتهم بريء حتى تثبت إدانته، هذه الأيام تعرض أسماء وصور رجال الأمن على صدر صفحات الصحف قبل ان نعرف المذنب من البريء فهل يتصور أحد حال عائلاتهم وأبنائهم وأصدقائهم خاصة من ستثبت براءته في النهاية منهم؟!

(1) ما يطلبه الناس حقا هو العنب لا الناطور أي إصلاح مسار وزارة هامة كالداخلية وألا تتكرر سلسلة الأخطاء الشنيعة التي انتهت بجريمة وفضيحة، فلا يعقل أن يحدث ما حدث بسبب.. هواش مغازلجية..!

(2) نرجو من اللواء كامل العوضي ان يتراجع عن قرار استقالته ومن الوزير ألا يقبلها بل ان تتم ترقيته لموقفه المشرف في الدفاع عن سمعة الوزارة وقياداتها.

احمد الصراف

قرابة الشيخ بالمسؤول

كل هجوم على مسؤول كان يقابل بدفاع ما، والاستثناء كان في ما كتبناه عن أسلوب إدارة أمين عام المجلس الوطني للثقافة، فقد كان الاتفاق كاسحا على سوء إدارته، وكشف مهرجان القرين الثقافي مدى بؤس حال أوضاع المجلس، وحالة التذمر التي يعيشها موظفوه، وما اصاب ضيوف المهرجان الأخير من حيرة حول سبب دعوتهم. حيث لم يلتفت الى وجود غالبيتهم أحد، وغادروا من دون ان يعلموا سبب دعوتهم، أما نشرات المهرجان فقد امتلأت بالاخطاء المطبعية، وطغت على صفحاتها صور الأمين في مختلف الأوضاع، الأمر الذي أثار اشمئزاز الكثيرين وكشف حالة «مسح الجوخ ومدى تورم (أنا) الأمين»! هذا غير خلو تلك المطويات من أي رقم هاتف أو فاكس أو حتى إيميل للاستفسار على الأقل عن أماكن إقامة أنشطة المهرجان! حتى الموقع الإلكتروني للمجلس البائس لم تمتد يد التحديث اليه منذ 400 يوم تقريبا، وهذه فضيحة أدبية وفنية بحد ذاتها. والحقيقة أنني لم أكن اعرف سبب إصرار النائب الأول لرئيس الوزراء، الشيخ أحمد الفهد، على التمسك بأمين المجلس، إلى أن كشف سؤال للنائب أسيل العوضي عن صلة القرابة الأسرية القوية التي تربط بينهما، والتي قد تكون دفعت الشيخ أحمد الى تجميد قرار مجلس الوزراء والتسبب في إحراج ابن عمه، الشيخ أحمد العبد الله، وزير الإعلام، والمسؤول عن أعمال المجلس الوطني، الذي سبق أن طلب من مجلس إنهاء خدمات الأمين! وما كنا نود صدور مثل هذا الاعتراض على إنهاء خدمة الأمين فقط لأن هناك صلة قرابة، بصرف النظر عن الكفاءة والأهلية! وكان يجب على من يمتلك مثل طموح الشيخ أحمد الفهد المستقبلي، النأي بنفسه عن مثل هذه الشبهات، فإن كانت هذه هي البداية فما الذي ستؤول إليه الأمور «إن تمكن منها جيدا»؟

أحمد الصراف