سامي النصف

المكرمة الأميرية وقضية «الداخلية»

واقع الكويت قيادة حكيمة وشعب مخلص يستحق كل خير، ومكرمة تعزز وتثبت وضعنا الفريد كبلد الرحمة والتآخي والرفاه، ما يفرض علينا أن نشعر بالنعمة الوافرة التي نعيشها ونصبح بالتبعية أسعد الشعوب وأقلها غضبا وتأزما.

منذ قيام الثورة الفرنسية وبعدها البلشفية والإيرانية وعمليات الغضب ترتبط بالفقر والعوز والبطالة وغياب الديموقراطية والحرية وتفشي القمع والظلم، لذا لا مبرر على الإطلاق لمن أطلق التصريحات الساخنة وغير العاقلة التي تحاول مقارنة أوضاع لا تحتمل المقارنة.. وعيب!

قضية قتل المواطن محمد الميموني جريمة شنعاء لا يختلف عليها اثنان وتلك الجريمة الشنعاء إن كانت القاعدة لدى الأنظمة الاستبدادية إلا انها الاستثناء الفريد والوحيد لدينا، حيث لم يشهد تاريخنا قضايا قتل تحت التعذيب من قبل رجال أمننا المؤتمنين على الحفاظ على أرواح المواطنين والمقيمين لا إزهاقها، لذا يجب عدم التهاون أو التراخي في محاسبة من ارتكب تلك الجريمة غير المسبوقة مهما تزايد العدد أو ارتفعت الرتب، في الوقت ذاته، علينا ألا نعمم الخطأ أو نزايد على إخلاص الأغلبية المطلقة من رجال أمننا أو نحاول خدش الصورة الزاهية لرجال الداخلية الساهرين على راحتنا، فلا يجزع من رجال الأمن إلا المجرمون والمتجاوزون على القانون.

ومن المتابعة وتضارب الأقوال المتلاحقة نجد أن هناك احتمالين، الأول: ان الضحية لم يكن تاجر خمور وانما ضحية لعراك حدث له مع أحد رجال الأمن، كما ذكرت احدى الصحف، وان بعض رجال الأمن أرادوا تأديبه على تلك الفعلة عبر قتله! والثاني: ان يكون الضحية كما أتى في بيان الداخلية تاجر خمور والمفروض في تلك الحالة ان تسجل بحقه قضية ويتم التعامل معه في المخافر لا ان يعذب في الجواخير، ما لم يكن الهدف الحقيقي من التعذيب هو الحصول منه على الخمور لا للمصادرة بل للاستخدام الشخصي بدلالة ان القضية لم تسجل رسميا، وفي الحالتين كلما أميط اللثام عن حقائق جديدة زادت بشاعة القضية.

الأحداث الأخيرة في وزارة الداخلية ومنها مقتل شهيد الواجب عبدالرحمن العنزي وتعذيب محمد الميموني تعطي دلالات أكيدة على الحاجة الماسة في الوزارة لعمليات تطهير وتدريب وضبط وربط وتحسين صورة، ولدينا يقين ان وكيل الوزارة الجديد اللواء غازي العمر وما اشتهر عنه من كفاءة وقدرة كفيل مع وجود القرار السياسي بتصحيح تلك الأوضاع الخاطئة كي لا تذهب دماء الضحايا سدى.

آخر محطة:

للحقيقة فقط، هناك فارق كبير بين تاجر المخدرات الذي يتسبب في موت المئات من الشباب والمطارد في جميع دول العالم الأخرى، حيث يحكم عليه عادة بالإعدام، وتاجر الخمور الممنوعة فقط في 4 دول مما مجموعه 200 دولة تباع فيها الخمور ـ كما هو معروف ـ في المطاعم والفنادق والأسواق دون محاسبة البائعين وعليه لم تكن تهمة الميموني ـ لو صدقت ـ تستحق ذلك النوع من التعامل الشرس وغير الإنساني.

احمد الصراف

مونديال الإصلاحات

تكملة لما كتبنا عن الأولويات التي على الحكومة الاهتمام بها، قبل أن يبدأ مونديال قطر عام 2022، وحتى ذلك الحين نتمنى الانتهاء من أعمال تجديد مطارنا المتهالك، وامتناع الشرطة عن التدخين في ممراته، وانتهاء «الكويتية» من تحديث أسطولها وخصخصته، وأن نكون خلال 11 عاما قد انتهينا من تسوية مخالفات المنطقة الحرة، وأقر مجلس الأمة قانون مخالفات الأغذية الفاسدة بسرعة اقرار قانون لحى العسكريين نفسها! وعند أول ركلة كرة في 2022 نتمنى أن يكون محمد البدر قد نجح في ازالة مليون مخالفة، وأن ملف تطوير جزيرة فيلكا قد وصل إلى مجلس الوزراء، وألا يبقى المجلس حائرا حتى يومها في ترسية جسر جابر ومدينة الخياش! كما نتمنى، قبل سفر وفدنا لمونديال 2022، أن تكون البلدية قد انتهت من استيراد مختبر فحص الأغذية، وأنه سيبدأ العمل بعد انتهاء المباريات مباشرة، وأن الحكومة ستنجح في وضع حد للتلاعب في القسائم الصناعية والجواخير والمتاجرة بالعلف المدعوم، وأن المشكلة بين هيئة الشباب والنوادي الرياضية في طريقها إلى الحل، وأن «الأوقاف» ستعترف بأن مشاريع الوسطية كانت «خرطي في خرطي»، وأن الحكومة ستنتهي قبل 2022 من اقرار برنامج تمويل خطة التنمية. كما نتمنى أن يكون سمو الرئيس، أيا كان في حينه، قد انتهى من تدشين مشروع الميكنة الحكومية وقضى على تداخل أعمال الوزارات، وانتهت «الأشغال» من بناء جامعة الشدادية، وتم البدء في احصاء «البدون»، وقضي تماما على الاتجار بالبشر، وتم الانتهاء من مخططات المدن العمالية، وتم تسليم جميع ادارات بلدية الكويت لشركة سويدية «شريفة» لتديرها، وأن الحكومة اقتنعت قبل عام 2022 بأن تقرير بلير لم يطبق منه شيء، وبعد كل ذلك سنرى أن الحكومة لو قامت ولو ببعض هذه المهام المستعجلة التي لا تحتاج الى غير بعض العزم والمال والكثير من الرغبة في الحل، لاختفت شعبية فيصل أحمد مسلم، ولما احتجنا لاستجوابات وتأزيم وهراوات الشرطة، ولا لمزايدات النواب ولا شيكات شراء ولاءات نواب وذممهم ولا سجناء رأي ولا مقالات عدائية ولا اغلاق قنوات، وسنكون بحق دولة مسالمة ونموذجية، خصوصا اننا نمتلك كل مستلزمات التقدم والتنمية، فهل سنسبق المونديال، أم سيأتي وينتهي ونحن على طمام المرحوم؟

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

المملكة.. ملاذ من لا ملاذ له

عندما قدم وزير الداخلية استقالته قلنا انها خطوة شجاعة لأنه ادرك أن المسؤولية سياسية وليست جنائية. فلا يوجد عاقل في الكويت يتهم الوزير بالتورط في مقتل الضحية، لكن مسؤوليته عن كل اجهزة الوزارة تلقي اللوم عليه، كذلك اعلانه عن عدم قدرته وسيطرته على بعض القيادات يجعل استمراره امراً غير مقبول، ناهيك عن تورطه في الاستعجال والدفاع عن رجال المباحث، ونفيه القاطع للحادثة امام مجلس الامة، كل هذا يجعل قبول استقالته أمراً حتمياً ونزعاً لفتيل أزمة جديدة، خصوصا أن مجلس الامة شكل لجنة تحقيق في الحادثة!!
اذاً، الاستكبار ورفض قبول الاستقالة، بخلفية الاغلبية البرلمانية الموجودة في جيب الحكومة، هما ما سيؤدي، بالتأكيد، الى استمرار توتر الاوضاع، وكأن الحكومة تتعمد التأزيم وعدم ترك البلد «يركد» ولو لفترة بسيطة.
* * *
بعض كُتّابنا في بعض الصحف استمرأ الكتابة شبه اليومية عن بعض الدول الصديقة والشقيقة، منتقدا بشكل استفزازي وساخر قياداتها، ومتهما إياها بالطالعة والنازلة!! هذا النوع من الكُتّاب ليس لديه أدنى شعور وطني بالحرص على مصلحة الكويت في علاقاتها بجيرانها! يتحدث وكأن الكويت ليس فيها إلا هو فقط، ليشخط بحكام هذه الدول دون ادنى حصافة او لباقة او احترام لحاكم دولة من دول مجلس التعاون، او جارة صديقة وكبيرة مثل ايران. اقول لصاحبنا هذا انتقد كما تشاء في السياسات العامة، لكن لا تحقر ولا تسخر ولا تكيل الاكاذيب على من يهمنا استمرار علاقتنا معهم مستقرة!! من اجل الكويت وليس من أجل احد، فقد اثبت التاريخ ان شرنا من بعض جيراننا، لذلك لا نعيل حتى ما ينعال علينا.
* * *
المملكة العربية السعودية بلد الحرمين الشريفين.. ومهبط الوحي.. وملاذ كل من لا ملاذ له.. وتسعى دائما الى احترام التاريخ وتقديره، لذلك هي دائما تتبع سياسة «ارحموا عزيز قوم ذل!!» فتجد فيها كل الرؤساء المخلوعين كما قال ابننا معاذ في تصريحه الذي اطلقه بعد ان علم بوصول بن علي الى المملكة مستدركاً فيه تصريحه الاول الذي اطلقه بعد ان علم ان بن علي اتجه الى فرنسا، فرأينا في المملكة وحكامها لا يزايد علينا فيه احد، فيكفي انها احتضنت كاتب هذا المقال وعائلته طيلة فترة احتلال العراق للكويت، والاصطياد بالماء العكر اسلوب الضعفاء والمتلونين، والله غالب على امره.
***
لفتة كريمة
«ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين» صدق الله العظيم.