سامي النصف

ليتهم كانوا المصيبين ونحن المخطئين!

يحاسب كثيرون، ونحن منهم، أنفسهم مع بداية كل عام ـ أو حتى كل 5 أعوام ـ كي يعرفوا اين اخطأوا في مواقفهم العامة فيتحاشوا تكرار الخطأ، واين اصابوا حتى يستمروا في مسار الصواب،، وضمن محاسبة هذه الأيام وجدت الآتي:

قلنا إبان تجمعات وحشود «نبيها خمس» ان تغيير الدوائر الانتخابية لن يحل الإشكال وان الأفضل البقاء عليها مع تفعيل القوانين، بينما ادعى بعض المخضرمين من النواب ان جنة الديموقراطية الموعودة قائمة تحت اقدام الدوائر الخمس، حدث ما حدث وعاد المروجون لذلك النظام يشتكون مر الشكوى من مخرجاته ويدعون ـ من تاني ـ لنظام الدائرة الواحدة المدمر للوحدة الوطنية ويخلقون الأزمات المتلاحقة التي انتهت بحل مجلس الدوائر الخمس مرات عدة وتجذر التخندقات الطائفية والقبلية والفئوية بشكل غير مسبوق ومعها تفشى شراء الأصوات والمال السياسي، ولم تشنف آذاننا كلمة اعتراف بالخطأ أو اعتذار من مخالفيهم في الرأي ممن اثبتت الأيام صحة ما قالوه.

وتباينا معهم ابان تقدمهم بمقترحات اطلاق الحريات الإعلامية دون ضوابط وقلنا ان ذلك الذي احرق لبنان الشقيق، وساروا على ذلك النهج ثم عادوا – ودون اعتذار او اعتراف بالخطأ – ليروجوا لمقولات وادعاءات ومسميات «الإعلام الفاسد» مادام لم يوافق هواه اهواءهم.

ثم اتجهوا لمؤسسات الدولة الرائدة كـ «الكويتية» التي كنا ضمن مجلس ادارتها الذي قرر تحديث أسطولها كي تتوسع اعمالها وتزدهر وتنافس شقيقاتها في الخليج والمنطقة العربية كحال الإماراتية والقطرية والاتحاد والعربية والمصرية والخليج واللبنانية والأردنية والتونسية.. الخ، وقرروا الغاء صفقة تحديث الطائرات والتوجه للخصخصة غير المدروسة فانتهى الحال بما يراه الجميع من وضع مؤسف لـ «الكويتية» عند مقارنتها بمؤسسات وشركات الطيران «الحكومية» الأخرى في المنطقة، ومرة أخرى لم نسمع كلمة اعتذار واحدة عن تدمير أقدم مؤسسة طيران في المنطقة عبر حرمانها من تجديد طائراتها وأساطيلها تحت رايات «الخصخصة» الكاذبة التي هم من أكبر اعدائها حتى انهم قاطعوا جلساتها.

هذه الأيام نختلف معهم كثيرا في فهمهم الخاطئ للدستور وممارساتهم غير السوية للديموقراطية ونعلم مرة أخرى اننا على حق وان اجتهاداتهم الحالية كحال اجتهاداتهم السابقة لا تؤدي إلا إلى الدمار وتخلف الكويت، ومؤسف حقا ما نقرؤه من كتابات فحواها رمي مخالفيهم في الرأي بكل الموبقات، وهو ما يدل على افتقارهم للحدود الدنيا من الفهم الديموقراطي الصحيح الذي يأتي في صلبه القبول بالرأي والرأي الآخر.

آخر محطة:

ارسلت مقال يوم الاثنين وفقرته المتضمنة اسماء رفاقنا الرائعين في سفرتنا الأخيرة للعراق، وقد تسببت زحمة العمل وربكته في نزول المقال ناقصا بعض الاسماء، فعذرا من الرفاق على الخطأ غير المقصود.

احمد الصراف

جيش التكليف

نشرت «الأوقاف» إعلان ممارسة لإنتاج فيلم «وثائقي» عن إنجازات إدارة المساجد فيها! صدمت لكثرة حيل هذه الجهة في تضييع الأموال على أمور ثانوية، وتخيلت حجم الهدر لو قامت كل جهة حكومية بالأمر ذاته. وورد في القبس بعدها أن الجهة الدينية نفسها تلقت كتابا من ديوان الخدمة المدنية، يطالبها، بلهجة توبيخية، بحصر الموظفين لديها على بند «التكليف» وما يصرف لهم شهريا وبيان أعمالهم وأعمارهم! ربما للاشتباه في وجود قُصّر بينهم! وتبين أن العدد بحدود 2000 موظف! فما حاجة الأوقاف الى هذا الجيش الصغير من المكلفين؟
وورد في تقرير للزميل حمد السلامة، (القبس)، أن في الأوقاف لجاناً عديدة لا مبرر لها ووظائف شاغرة، ومؤتمرات تقام وتنفض بلا جدوى، وموازنات انفاق لجهات عدة غير مهمة، وأنشطة غريبة، وإهدارا للمال العام، وأن «خطة الوسطية في أوروبا» تبقى على رأس اهتماماتها، غافلة عن خطر التطرف بين شبابنا، الذين يقدر عدد المتطرفين بينهم بـ300 ولم نسمع بانخفاض الرقم! كما ورد في القبس أن «مندوبا» لدى هذه الجهة يقوم بتزويدها بكتب وأشرطة كاسيت دينية بمبالغ خيالية، وأن كتابا ثمنه 300 فلس اشترت الوزارة 800 نسخة منه بـ 5 دنانير!
وعلى الرغم مما ورد من أن وكيل الأوقاف، السيد عادل الفلاح، المسؤول الأول عن جيش «التكليف» ووسطية أوروبا ولجان الوزارة، سوف لن يجدد له في منصبه الذي انتهى في أكتوبر، فإن هذا الشهر مضى وشهران بعده، ولا يزال في مكانه وكأن شيئا لم يكن! والسؤال: ألا تستحق الكويت شيئا أفضل؟ وأين لجان الإزالة الإدارية من هذه الجهات؟

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

هكذا عرفت أبا الوليد

لا يمكن لمثلي أن يتجاوز غياب العم خالد المرزوق من دون أن يكتب عنه بعضا مما يعرف.
ولقد قيل عنه الكثير في اليومين الماضيين، لكني سأركز على حادثتين عاصرتهما شخصيا، الاولى عندما صعدت إلى الطائرة المتجهة إلى الرياض قبل الغزو العراقي وأثناء الحرب العراقية ــ الايرانية، فوجدته في مقصورة الدرجة الاولى لابسا دشداشة بيضاء وقد رمى الغترة والعقال على الكرسي الذي بجانبه، وقد أخبرني ــ عليه رحمة الله ــ انه رجع أخيراً من الجبهة العراقية، وقد زار القوات الشقيقة هناك، وطاف عليها من راس البيشه إلى خانقين دعما ماديا ومعنويا لها، وعندما سألته عن سبب ذلك وجدت دوافعه قومية صرفة، ووجدت أمامي شخصا عاشقا للعراق ومحبا لشعب العراق. هذا العاشق الولهان شاهدت بيته في الشويخ يوم 1990/8/5 ينهب منه حتى سيراميك الحمامات! وممن؟ من الجيش الذي كان يدعمه ومن الشعب الذي كان يعشقه!
القضية الثانية حدثت بعد التحرير.. عندما أجريت أول انتخابات لغرفة التجارة والصناعة بين القائمة الاقتصادية وقائمة العم خالد المرزوق، حيث بلغ التنافس مداه في تلك الانتخابات، فقمت بعمل مناظرة في ديواني بالعمرية بين القائمتين، ومع انني كنت متعاطفا مع القائمة الاقتصادية وداعما لها إلا أن ذلك لم يمنع العم أبا الوليد من قبول التحدي، وجاء بكل شجاعة إلى الديوان ومعه الأخ الكبير فايز البغيلي ممثلين للقائمة، وجاء من الطرف الآخر العم علي ثنيان الغانم ومعه المغفور له وائل جاسم الصقر، وجرت المناظرة أمام وسائل إعلام محلية وعربية وعالمية، واذكر منها ان العم ابا الوليد طرح ان قائمته تمثل ابناء البادية وابناء الشيعة وصغار التجار، وقد استأذنته أن أدير المناظرة مع علمه بأنني متعاطف مع الطرف المنافس فكان جوابه: «يا أخ مبارك أنت ولد الديرة والقائمة الأخرى كلهم عيال الديرة ومهما حصل الليلة سيكون لمصلحة الديرة فنحن منها وإليها»!
عليك رحمة الله يا أبا الوليد.. فكم نحن بحاجة الى ان نتعلم منك الكثير في هذه الحياة.

لفتة كريمة
ستكون هذه آخر لفتاتي عن المدعو «لفتة»، وأعلن فيها عجزي عن مجاراته في اسلوبه وعدم تمكني من استعمال شيء من عباراته، فقد أثبت أنه ينهل من قواميس غير موجودة في المكتبات، ولديه خبرات لم يسبقه إليها أحد، خصوصا خبراته مع أصحاب البقالات، حيث ان تربيتي الاسرية حالت دون الاقتراب من هذه الخبرات. لذلك، ونزولا عند رغبات كثير من المحبين، ومنهم الاخوة في القبس، وبعد أن عرف أهل الديرة حقيقة هذا المدعو، فإنني سأتوقف عن ذكره، مستغلا هذه المساحة في ما ينفع القراء، فالبلد في حاجة الى من يبنيه، وسأترك هذا وأمثاله يتكفل بهم الزمن والتاريخ.