فكرة هذا المقال مستوحاة من مقال كتبه الزميل السعودي خلف الحربي، حيث بدأه بالقول انه من هنا حتى عام 2022، موعد كأس العالم في قطر، فإنني أظن أننا نملك وقتا كافيا للوصول إلى حل بخصوص عمل المرأة «كاشيرة»، بينما ينهمك القطريون في تجسيد قيم التسامح والحوار وانفتاح، التي أطلقوها كعناوين لملف الترشيح، وحتى وقتها تكون وزارة العمل في السعودية قد انتهت من الدراسة التي اعلن عنها الوزير بايجاد طرق مبتكرة لعمل المرأة دون تزاحم جسدي…. وهكذا إلى آخر المقال.
ونحن في الكويت، وحتى تجهز قطر نفسها لمونديال 2022 أمامنا 12عاماً لكي نحل مشكلة محطة مشرف ونعرف الجهة المسؤولة عن هذه الكارثة البيئية! فمنذ بدأت المشكلة وجميع مسؤولي وزارة الأشغال، وحتى فرّاشي الوزارة، لا يزالون يحتفظون بوظائفهم، والمقاول لا يزال مستمرا في تنفيذ عقوده الأخرى بالهمة والجدية نفسهما، وكأن شيئا لم يحدث!
وإلى أن تنتهي قطر من تجهيز ملاعبها نكون قد انتهينا من مشكلة خلافاتنا في شبرة الخضار، بين المزارعين المحليين والموردين! وخلال انهماك القطريين في بناء ما سيكون تظاهرة خليجية تاريخية، نكون قد نجحنا، خلال فترة الـ 12 عاما المقبلة في وقف تسرب مياه المجاري إلى البحر وتسمين سمك الميد، بعد ان اصبح بحجم البالول!
وإلى أن تنتهي قطر من بناء 12 أو 13 استاداً رياضياً نتمنى ان نكون قد انتهينا من معالجة كل عيوب استادنا الرياضي اليتيم، وانتهينا من أعمال ترميم مطارنا الوحيد وتعديله. ومن هنا وحتى أول مونديال قطري لدينا متسع من الوقت كي نتوصل لحل للتداخل بين ما هو من صلاحيات السلطتين التشريعية والتنفيذية. ومن هنا حتى مونديال قطر امامنا متسع من الوقت لحل قضية فيصل مسلم والانتهاء من طريق الجهراء، وتبليط ارصفة حولي، والانتهاء من تحديد الجهة المنوط بها إصدار الفتاوى وحل لجنة إعادة النظر في القوانين وأسلمتها.
وحتى بدء مونديال قطر تكون وزارة الكهرباء قد نجحت، خلال الاثنتي عشرة سنة المقبلة، من تحصيل ديونها المتأخرة على المواطنين منذ اكثر من عشرين عاما. وإلى أن تنتهي قطر من تزويد ملاعبها بأجهزة التكييف، فإن أمامنا 12 عاما للتخلص من كل آثار محولات الكهرباء الخربة والفاسدة التي دفعنا مليار دولار لاستيرادها ومليارا آخر لاستبدالها، ولم يحاسب فرد أو حتى قرد عليها.
من هنا حتى مونديال قطر نكون قد حسبنا المسافة التي تفصلنا عن العالم تعليما، وبذلنا ما هو مطلوب لتحديدها بدقة متناهية، ومن ثم البدء بحلها بعد انتهاء مباريات المونديال، ونكون قد نجحنا أيضا في اختيار أمين عام جديد للمجلس الوطني للثقافة قبل بدء مباراة الافتتاح في عام 2022.
وعود لمقال الزميل الحربي الذي أنهاه بالقول: إن القطريين مثلنا تماماً اسماؤهم مثل اسمائنا، ثيابهم مثل ثيابنا، بترولهم مثل بترولنا.. ابلهم مثل ابلنا..عاداتهم مثل عاداتنا..قهوتهم مثل قهوتنا انهم يشبهوننا في كل شيء ولكن المشكلة اننا نشبه انفسنا!
ونحن نتساءل: إذا كنا بكل هذا الشبه، فلماذا هم هكذا ونحن «هاكيك»؟!
أحمد الصراف