مبارك الدويلة

غياب العقل

صحيح اننا لن نقبل تجاوز الاوامر الاميرية والتوجيهات السامية لسمو الامير حفظه الله، لكننا ايضا لن نقبل المزايدة علينا في احترام هذه التوجيهات ولا نرضى باستعمالها شماعة نعلق عليها كل اخفاقاتنا وتجاوزاتنا.
لو فرضنا جدلاً ان التجمع خارج الديوانية مرفوض، فهل وجود عدد من المواطنين جاؤوا للاستماع الى خطاب سلمي قانوني من ممثل للامة فلم يجدوا مكانا لهم في الداخل فانتظروا في الخارج يستمعون بهدوء وباحترام لظروف الشارع، هل هذا التواجد السلمي الهادئ يستحق كل هذه الاستشاطة والثورة والهيجان ورفع المطي في وجه المواطنين العزّل؟!
هل وصل الامر بنا لتطبيق القوانين بحيث لم يبق الا ضرب الناس واهدار كراماتهم بحجة تنفيذ روح القانون؟ هل كانت الحكومة ستسمح للنواب باستئجار صالة افراح لاقامة ندوتهم؟ هل كانت ستسمح باقامة ندوتهم في احد الاندية كما سمحت لاحدى الشركات التجارية باقامة حفل نادي القادسية‍‍؟!! نحن نعلم ان اكبر ديوان بالكويت لن يتسع لاكثر من مائة شخص فلماذا الخوف من اقامة الندوات الجماهيرية السلمية؟ لماذا الخوف من رجوع النواب للشارع لطرح قضاياهم ما دامت تبدأ بسلام وتنتهي بسلام؟ هل يجوز التعويل على حادثة ديوان السعدون عندما دخل احد مثيري الشغب لتخريب الندوة وضرب من حيث لا ندري؟! ان تواجد رجال الامن يجب ان يكون لحفظ الامن، لكن ما حدث ان تواجدهم تسبب في زعزعة الامن واصبح سببا لكل هذه البلبلة فبدلا من حفظ الامن كانوا مصدرا للشغب والانفلات الامني!!
والان ماذا بعد..؟
ما حدث كان غيابا للعقل عند مفكري الاجهزة الامنية.. وغيابا للحكمة عند قياديي القوات الخاصة.. وغيابا للضمير عند مسؤولي المؤتمر الصحفي لوزارة الداخلية الذين اعطوا بيانات واخبارا كلنا نعلم مخالفتها لما حدث، لذلك حان الوقت لوضع حد لهذا اللعب بالنار الذي يمارسه بعض مسؤولي وزارة الداخلية والذين مع الاسف يدافعون عن بعضهم البعض ويبررون اخطاء بعضهم بكل حماس، مما يؤكد ان الاصلاح في هذه الاجهزة عسير.
ما حدث هو جرّ للبلاد نحو الفتنة والقلاقل والاضطرابات، وهو مستقبل مظلم لا يراه من يلعب بالنار واعماه ما يسمعه من اطراء وثناء من بعض الهواة الذين اخر ما يفكرون فيه مستقبل البلد ومصيره!!

لفتة كريمة
الاخوة النواب فيصل الدويسان وعدنان المطوع وحسين القلاف: ارحموا هذا البلد فتصريحاتكم وشماتتكم باخوانكم النواب وتحالفكم المكشوف مع بعض الاطراف في مؤسسة السلطة وصب الزيت على النار في هذه الايام ستهلك الاخضر واليابس!! فاحترموا شهر الله الحرام على الاقل اذا لم يعد لمصلحة البلد مكان في اجندة بعضكم!!

سعيد محمد سعيد

في رحاب الحسين «ع» (2)

 

بين يوم العاشر من العام 61 للهجرة ويوم العاشر من العام 1432 الحالي فارق زمني قدره 1370 عاماً… ترى، كيف يمكن توظيف نهضة الإمام الحسين (ع) ومبادئها الإسلامية والإنسانية الرفيعة لإسقاطها على وقتنا المعاصر؟ وهل من المنطقي القول، كما يحلو للبعض أن يثير، إنه من الخطأ والشرك وفساد العقيدة أن يستمر إحياء ذكرى عاشوراء؟ وهل إحياء عاشوراء هو للطم والبكاء والنحيب فحسب وإثارة العداوات والحزازيات بين أبناء الأمة – كما يؤمن أصحاب النظرة الأحادية ومؤيدي الخط الأموي – أم أنها نهضة متجددة لها بعدها الديني والاجتماعي والوطني والإنساني؟ لعلني أوفق للإجابة على تساؤلات كثيرة من خلال هذه السلسلة. اختتمت الحلقة الأولى من السلسلة يوم الخميس الماضي بسؤال وهو: «ما مدى حاجة الأمة الإسلامية في عصرنا الحاضر لاستلهام مبادئ النهضة الحسينية كامتداد لتعاليم الإسلام؟».

وقبل أن ندخل معاً في نقاش اليوم، أود تقدير كل القراء الكرام الذين تجاوبوا مع الموضوع الأول، من الطائفتين الكريمتين في الحقيقة، والذين أبدوا جميعاً ثقافة إسلامية عالية في التعاطي مع الحسين (ع) كقضية لها ارتباطها بالدين الإسلامي من كل الجهات ولا يميتها الزمن، لكن بالنسبة للقراء الذين طلبوا أن أتحدث صراحة عما يشوب إحياء ذكرى عاشوراء من شوائب يتوجب التركيز عليها صراحةً ودون مجاملة أو محاباة، فإنني سأذكرها تحت ثلاثة عناوين.

العنوان الأول: من بين أهم الجوانب السلبية الواجب تلافيها من الخطباء أنفسهم، الاستعداد العلمي والبحثي والفقهي والقدرة على اختيار عناوين المحاضرات ذات التأثير الإيجابي، ولله الحمد، هناك الكثير من الخطباء من بدأ ينتهج هذا النهج، أما العنوان الثاني: فهو موجه لأولياء الأمور من آباء وأمهات، وباختصار: ليس من المعقول أن تخرج الفتاة الشابة أو الشاب للمآتم الحسينية ومواكب العزاء وكأنهم سيشاركون في عروض أزياء (سخيفة) وذووهم لا يرونهم أو لا يعلمون بما يلبسون من ملابس وأزياء لا تناسب الذكرى؟!

العنوان الثالث: يختصر الكثير من النقاط، ومنها الحذر من الخلافات والدسائس بين المسئولين في المآتم والقائمين على مواكب العزاء ليثيروا المشاكل دون داع ٍوكذلك الحال بالنسبة للمعزين، ومنها أيضاً حث الناس على احترام الأنظمة والابتعاد عن الفوضى والتعاون المثمر بين الجميع حتى على مستوى النظافة. وقد يصرّ بعض الأخوة على أهمية انتقاد الخطاب الديني الطائفي، وقد تحدثت صراحة مع بعضهم في شأن عنوان: «شتم الصحابة وأمهات المؤمنين وغرس العداء لأهل السنة والجماعة كما يزعمون»، وأود التذكير بأنني في العام الماضي طرحت موضوعاً طلبت فيه من الأخوة التقدم بشكاوى ضد خطباء البحرين الذين يثبت عليهم شتم الصحابة وإثارة العداوات بالأدلة من خلال التسجيل الصوتي أو المرئي، وسأقوم بنشرها، فلم يبادر أي أحد! اللهم من بعض الأخوة الذين أرسلوا تسجيلات لخطباء من خارج البحرين! وكأن على قلوب أقفالها… نتحدث عن المجتمع البحريني فأستلم مقاطع لخطباء من خارج البحرين! والجواب لدى أولئك مشترك: «الشيعة كلهم على ذات المنهج»! فأي عقلية تلك؟

إنه لمن الجميل الإشادة بشعار عاشوراء البحرين لهذا العام: «حسينيون… قرآنيون»، فالمنبر الحسيني الأصيل بعيد كل البعد عن الإثارات السياسية السمجة، وعليه تقع مسئوليات طرح قضايا البلد والأمة بدرجة أكبر بكثير من عناوين شتم الصحابة وإثارة العداوات والتحريض على الكراهية… إن المنبر الحسيني مصدر إشعاع حقيقي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الشيخ محمد علي المحفوظ – المأتم الشرقي بالدراز)، وهو أيضاً محرك للرقي بالقيم الدينية والإنسانية قبال الفساد الانحطاط (الشيخ محمد الشيخ – مأتم الحاج علي خميس في البلاد القديم)، وهو يمثل أيضاً ركناً أساسياً من أركان البحث العلمي (السيد ياسر الساري – مأتم الشيخ حسن زين الدين بجدحفص)، وهو مناسبة لربط نهضة الإمام الحسين «ع» بالقرآن الكريم (الشيخ زمان الحسناوي – مأتم الدارة في البلاد القديم)… سنكمل الحديث بعون الله

سامي النصف

إلا التحريض والتأجيج والفوضى

عندما تكون على قمة جبل المسؤولية سترى بالقطع ما لا يراه الجالسون على السفح، لذا فقد كان تحذير والد الجميع وأبي السلطات صاحب السمو الأمير، المحذِّر من خروج الامور عن حدودها الطبيعية وتوجه البلاد بالتبعية الى ما لا تحمد عقباه، امرا ساميا واجب النفاذ من الشعب الكويتي وممثليه في مجلس الامة ممن اقسموا حسب المادة 91 على الاخلاص للوطن ولــ«الامير» ولـ«الدستور» و«قوانين الدولة».

ان عمليات التجمع والتجمهر لا تتم حتى في اكثر دول العالم تقدما وتمرسا بالديموقراطية والحرية دون اذن وموافقة السلطات المختصة، كما يحدد لتلك التجمعات السياسية ما يسمى بـ «Picket Line» اي خطوط واماكن ومسارات محددة يمنع منعا باتا الخروج عنها، ومن يخرج يتم التعامل معه بالقوة لاعادته ضمن تلك الخطوط كي لا تحدث الفوضى ويعم العنف وتتصادم الجموع ويهدر الدم وتدخل البلدان المعنية في دوامة الدمار والخراب والحروب الاهلية كما حدث في كثير من دول المنطقة.

لقد كشف مؤتمر قياديي وزارة الداخلية ان الفرص قد اعطيت لحل الاشكال عبر الالتزام بالقوانين التي يفترض بالنواب ان يكونوا احرص الناس على التقيد بها الا ان هناك من حاول التحايل والمراوغة فاضطر رجال الأمن للقيام بما لابد منه وقد اتضح ان رجال الداخلية لم يدخلوا المنزل المعني ومن ثم فالاصابات قد حدثت في الاماكن الممنوعة التي يفترض ان يتفاداها النواب والمواطنون.

ولا شك أنه لا أحد يرضى بأن يتعرض مواطن او نائب للضرب او اعمال عنف مادام قد تقيد بالانظمة والقوانين المرعية، الا انه من غير المقبول جعل النائب في مكانة اعلى من المواطن عبر الايحاء بأن التعدي يصبح مقبولا على المواطن ولكنه غير مقبول على النائب بسبب حصانته النيابية، وفي هذا السياق صدر قبل مدة قصيرة كتاب للقاضي الدولي د.فؤاد عبدالمنعم رياض الذي شارك في المحاكمات الدولية لمجرمي صربيا ويقول ضمنه في صفحة 59 وما بعدها عن الحصانة البرلمانية: «ان الحصانة وجدت لتمكين النائب من اداء وظيفته الاساسية ومن ثم فإنها لا تمتد الى افعال يجرمها القانون اذ ان ارتكاب مثل هذه الافعال لا يمكن ان يدخل ضمن اعمال وظيفته ومن ثم فالحصانة البرلمانية او الوظيفية هي لحماية الوظيفة وليس حماية الشخص ذاته من ان تصل اليه يد العدالة»، لقد حفظ بعض النواب كرامتهم وكرامتنا كمواطنين قبلهم عندما تركوا المكان دون إشكال او ضجة، وكان يفترض بالجميع القيام بنفس العمل فالقانون ملزم للكل وليس للبعض.

ان الديوانية الكويتية بشكلها التقليدي والتاريخي الذي يعرفه الجميع خلقت لـ«جمع» الناس ولمّ الشمل لا للتفريق بينهم، وللمصالحة بين من يدب الخلاف بينهم لا للتعدي عليهم، ولم يعرف عن الدواوين الكويتية انها مكان للثورات وملجأ للخارجين على النظام والقانون كحال الجبال والكهوف لدى بعض الامم الاخرى.

آخر محطة:

 1 – احترام وتوقير الامر السامي يوجب كذلك توقف التراشق اللفظي بين النواب وتحريض اتباعهم بعضهم على بعض.

2 – مخجل ومدمر ما نشر على بعض المنتديات الالكترونية من دعوات محرضة تدعو للفزعة الجاهلية متناسية أن رجال الأمن هم من كل شرائح المجتمع الكويتي وان الاسرة الحاكمة تنتمي لنفس اسرة النائب، الارجح ان المحرضين هم من شياطين الخارج ممن لا يعلمون عن المجتمع الكويتي شيئا.

احمد الصراف

الشهيق والزفير

بعد كل زيادة الوزن التي اكتسبناها في زفاف «أبومشاري» الثاني، قررنا، وبعض المدعوين، السفر لسفوح الهملايا، حيث يقع منتجع أناندا لمحاولة التخلص من بعض الشحوم التي تراكمت على أجسامنا نتيجة تناول كل تلك الأطعمة والحلويات الهندية اللذيذة! كان اختيار المكان موفقا جدا، وننصح بزيارة «أناندا» ولو طال السفر!
أحد الدروس التي استمعت لها واستمتعت بها هنا تعلقت بكيفية التنفس السليم، حيث ذكرت المحاضرة أنه بخلاف ما يعتقد كثيرون، فإن فتحتي الأنف تختلفان في وظائفهما وتكوينهما، فالفتحة اليمنى تمثل الشمس أو الحرارة، واليسرى تمثل القمر أو البرودة! وعندما نصاب بالصداع فإن علينا إغلاق اليمنى والتنفس من اليسرى لخمس دقائق، واحتمال اختفاء الصداع كبير. كما أن غالبية الإناث يتنفسن عادة من الفتحة اليسرى من الأنف، أو الجهة الباردة، وبالتالي فإنهن يشعرن بالبرد أكثر من الذكور. أما الرجال فإنهم يستخدمون الفتحة اليمنى أكثر في التنفس، وهي الجهة الحارة، وبالتالي نرى أنهم عادة اكثر ميلا للعصبية!
وقالت باننا عندما ننهض من النوم يجب أن نتأكد من الجهة التي كنا قبل الاستيقاظ نتنفس منها بطريقة أكثر سهولة، فإن كانت الجهة اليسرى، فمن المحتمل أن نشعر بالكسل في ذلك اليوم! وهنا علينا القيام بتمرين بسيط يتمثل في إغلاق تلك الفتحة، أي اليسرى، بإحدى أصابعنا، والتنفس من الأخرى لدقائق معدودة، وغالبا ما ستشعر بالانتعاش والحيوية. ويمكن تعليم ذلك للأطفال، ولكن تأثيرها في البالغين عادة ما يكون اكبر.
كما يمكن استخدام التنفس السليم في تنشيط الرئة وضخ كمية أكبر من الأكسجين في الدم والشعور براحة أكبر من خلال تمرين بسيط هو التالي: إغلاق فتحة الأنف اليمنى بإصبع، ومن ثم التنفس، أو أخذ شهيق هادئ، ولأكبر كمية هواء ممكنة، من الفتحة الأخرى، ومن ثم إغلاق هذه الفتحة، أي اليسرى، وطرد الهواء بالتدريج البطيء من الفتحة التي كانت مغلقة، أي اليمنى، ثم استخدام الفتحة نفسها لسحب الهواء لداخل الجسم، أي الشهيق، ولأكبر كمية هواء، ثم إغلاق هذه الفتحة والزفير من الفتحة الأولى…. وهكذا لخمس دقائق على الأقل، وان صعب ذلك، يمكن التدرج في زيادة الوقت مرة بعد أخرى لحين الوصول لفترة الخمس دقائق. وقالت المحاضرة ان القيام بهذه العملية قبل الخلود للنوم سيغير من طريقة نومنا ويجعلها أكثر يسرا وهدوءا!
تقول الحكمة الهندية بان هناك شخصين سعيدين في هذا العالم: المجنون والطفل! فعليك أن تتصرف بجنون لتحصل على ما تشتهي، وأن تكون طفلا لتستمتع بما حصلت عليه!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

في رحاب الحسين «ع» (1)

 

بين يوم العاشر من العام 61 للهجرة ويوم العاشر من العام 1432 الحالي فارق زمني قدره 1370عاماً… ترى، كيف يمكن توظيف نهضة الإمام الحسين عليه السلام ومبادئها الإسلامية والإنسانية الرفيعة لإسقاطها على وقتنا المعاصر؟ وهل من المنطقي القول، كما يحلو للبعض أن يثير، أنه من الخطأ والشرك وفساد العقيدة أن يستمر إحياء ذكرى عاشوراء؟ وهل إحياء عاشوراء هو للطم والبكاء والنحيب فحسب وإثارة العداوات والحزازيات بين أبناء الأمة – كما يؤمن أصحاب النظرة الأحادية ومؤيدو الخط الأموي- أم أنها نهضة متجددة لها بعدها الديني والاجتماعي والوطني والإنساني؟ لعلني أوفق للإجابة على تساؤلات كثيرة من خلال هذه السلسلة.

@@@

ليس من الهين اليسير في وقتنا الحاضر الكتابة عن نهضة الإمام الحسين «ع»، كنهضة مرجعية أصيلة لكل أبناء الأمة الإسلامية، وليس لطائفة واحدة هي الطائفة الجعفرية، وتتبدى صعوبة الأمر في تكييف مبادئ النهضة الحسينية العظيمة بحيث تلامس معايشة العصر الحديث… وهذه المعايشة التزامنية تعني بصورة أو بأخرى، ترسيخ القيم الدينية في شخصية الإنسان المسلم قبال أشكال الظلم والطاغوت والفساد، إحياءً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذه واحدة من مقدمات نهضة الإمام الحسين «ع» الذي قال قولته الشهيرة التي خلدها التاريخ :»وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً، إنما خرجت (لطلب الإصلاح في أمة جدي)، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر».

ولعل من الأهمية بمكان أن أشير الى بضع أفكار مقحمة يعتنقها البعض عمداً دون تفكير، وفيها ما فيها من محاولات بائسة لتفريغ محتوى نهج إسلامي قويم مثلته نهضة الإمام الحسين «ع»، ومن تلك الأفكار أن الشيعة اليوم يلطمون ويبكون (ندماً)على ما فعلهم أجدادهم الذين استدعوا الإمام ثم خذلوه وسلموه بعد ذلك! ولو فرضنا – جزافاً – أن هذه (حقيقة تاريخية)، فليس أقل من القول إنه إذا كان أحد أجدادي شارك في قتل الإمام، فعلى جدي وأمثاله اللعنة إلى يوم يبعثون! وإذا سلمنا إلى أن (الشيعة العرب) يبكون ويلطمون في ذكرى عاشوراء ندماً على ما فعله أجدادهم، فهناك من شيعة باكستان وإيران والهند وأوزبكستان ونيجيريا وغيرها من الدول يبكون ويلطمون ولا علاقة نسبية لهم بالأجداد العرب! إن الحقيقة الواضحة، هي أن من قتل الإمام الحسين «ع»، شراذم من المرتزقة، سواء كانوا من الشيعة أم من السنة، بقيادة أموية في الشام… فليس من حصافة العقل أن يحاول البعض إسقاط هذه الفكرة الهزيلة على واقع المجتمعات الإسلامية اليوم ليشرب نخبه مسروراً على إشعال المزيد من فتيل الفتنة.

السؤال: «ما مدى حاجة الأمة الإسلامية في عصرنا الحاضر لاستلهام مبادئ النهضة الحسينية كامتداد لتعاليم الإسلام؟»… للحديث صلة.

احمد الصراف

وجهة نظر غربية

أجرت قناة في تورنتو ــ كندا مناظرة بين طوني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق، والكاتب كريستوفر هيتشنز تعلقت بمدى اهمية الدين في حياتنا. وحضر المناظرة جمهور زاد على 2700. وبالرغم مما عرف عن بلير المحامي ورئيس الوزراء البريطاني السابق، من قوة حجة وخبرة، اضافة الى تدينه، بعد ان تحول قبل سنوات من البروتستانتية الى الكاثوليكية، فان هيتشنز المريض والمنهك من مرض السرطان، تغلب عليه بالحجة، وفق رأي الحضور.
سعى بلير للتركيز على ان الدين قوة لا يستهان بها في نشر الخير في العالم، وجاء ذلك في رده عن سبب وقوفه الى جانب أميركا في حربها الاخيرة في العراق. وقال ان العالم بحاجة للاعتقاد الديني ليبقى متماسكا. ورد هتشنز بأن هذا صحيح بنفس مقدار حاجة العالم لتخويف الاطفال من عذاب النار، وجعل المرأة في مستوى ادنى، فهل هذا في مصلحة البشرية؟ واضاف ان للدين دورا في منع استتباب السلام في الشرق الاوسط، كما ان له دورا فيما تتعرض له النساء من اضطهاد في انحاء عدة من العالم، واعطى مثالا على حالات الاغتصاب والقتل الجماعية التي تعرضت لها رواندا، والتي تعتبر من اكثر دول العالم تدينا، والتي لا يزال كثير من المسؤولين عن ارتكاب الجرائم الجماعية فيها يختبئون خلف منابر الكنائس فيها! وهنا رد بلير معترفا بأن الدين تم استخدامه لارتكاب ما لا يمكن وصفه من جرائم، ولكنه كان ايضا المحرك للخير، فجميع من شارك ويشارك في التخفيف من المجاعة في افريقيا هم من المدفوعين دينيا. كما كان للمبادئ الدينية، وبالتعاون مع المبادئ العلمانية، الدور الاكبر في القضاء على الرق، وقال ان الدين هو الذي رعى محادثات السلام في شمال ايرلندا، وكيف انه حضر أخيرا اجتماعا لردم هوة الاختلاف الديني بين الطرفين المتنازعين! وهنا رد عليه هيتشنز ساخرا بأنه تأثر من كلامه عن تجسير الاختلافات الدينية في ايرلندا، ولكن من اين جاءت الاختلافات الدينية؟ أليس من أكثر من اربعمائة سنة من قتل كل طرف لأطفال الطرف الآخر، اعتمادا على اي نوع من المسيحيين هم؟ ورد بلير بأنه يعترف بان للدين دورا في كثير من الصراعات، ولكن مما لا طائل تحته وضع الدين جانبا في حياتنا، فعلى رجال السياسة والدين، في عصر العولمة الذي نعيشه، ايجاد طريقة لدفع الناس للعب دور ايجابي اكبر مع بعضهم.
وكانت نتيجة المناظرة ان %68 من الحضور اتفقوا مع هيتشنز على ان الدين عامل مهدم اكثر منه قوة دافعة! وهذا ينطبق على مجتمعاتهم المتحررة والمفتوحة والحرة في مناقشاتها، ولا تنطبق بالضرورة على مجتمعاتنا (!).
وفي السياق نفسه قامت هيئة متخصصة في الاستقصاءات في شهر سبتمبر الماضي بطرح ما يشبه اسئلة المناظرة على عينة من 18000 مشارك من 21 دولة، والسؤال عما اذا كان للدين تأثير ايجابي في حياة البشر، وجاءت النتائج متفاوتة، فأكثر من %90 في السعودية واندونيسيا قالوا نعم. وجاءت بعدهم الهند والبرازيل وجنوب افريقيا بنسبة %56 واميركا %62 وكوريا %60 وتركيا %45 تقريبا الى أن تصل الى اقل من %20 في دول اوروبا الغربية، وبالاخص بلجيكا والسويد.

أحمد الصراف

سامي النصف

الفرحة الكويتية والاستضافة القطرية

المنحة السخية من سمو الأمير المفدى لأبنائه اللاعبين، والتبرعات التي تنهال من رجال الأعمال الأفاضل والشركات التجارية لفريقنا الفائز بدورة الخليج، والاستقبال الشعبي الرائع لا يقصد منها فقط المكافأة على تلك البطولة بل أن تصبح دافعا قويا للفوز بالبطولات القارية والدولية القادمة.

وإن كان من نصيحة أخوية نقدمها للاتحاد الكويتي لكرة القدم فهي استغلال المناسبة السعيدة للبدء في القيام بمبادرات ودية تجاه مخالفيهم في الرأي، فالمرحلة القادمة تحتاج إلى تضافر الجهود لا تشتتها والتركيز على الخارج لرفع الحظر وحصد البطولات لا الانشغال بالداخل في صراع لا ينتهي مع الأشقاء، فالفوز لنا جميعا والخسارة علينا جميعا، لا فرق بين هذا الطرف أو ذاك.

وبودنا من لاعبينا أن يحافظوا على لياقة بدنية عالية وروح قتالية متحفزة طوال المباراة كحال اللاعبين المحترفين في الدول المتقدمة الذين تشعر مع نهاية الـ 90 أو الـ 120 دقيقة وكأنهم يسخنون للبدء في المباراة لا في نهايتها، فلا تخاذل ولا تكاسل ولا تساقط على أرض المباراة أمام الجمهور ما يدل على ضعف اللياقة.

ومع تقديرنا الكبير لما عمله المدرب الصربي الشاب للفريق، بودنا أن يستعين الاتحاد بمدرب أوروبي عالمي يعمل معه مدربنا ويتعلم منه، حيث سنلاقي في المرحلة القادمة فرقا آسيوية ودولية تمتلك أفضل المدربين العالميين، والمباريات في نهاية الأمر ليست لاعبين فقط بل يضاف إليهم خطط وتكتيكات وعمليات تغيير ماهرة ومدروسة تؤدي إلى الفوز.

وبودنا كذلك أن يتعلم فريقنا الوطني لكرة القدم أن يستمتع كحال الفرق المحترفة باللعب، وأن يمتع الجماهير الحاضرة وأن يتوقف عن النهج الكويتي المعتاد الذي خسرنا بسببه عشرات البطولات ومئات المباريات، ونعني بذلك التحول بعد الدقيقة الأولى لإحراز الهدف الى التساقط الكاذب وإضاعة الوقت وتشتيت الكرة مما يؤدي إلى إفساد المباراة والانتهاء عادة بالهزيمة التي تسعد الجمهور المحبط الحاضر.

وبودنا من إدارة الاتحاد – أي إدارة.. حالية أو مستقبلية – أن تبتعد كليا عن التدخل في الأمور الفنية للفريق، فالمدربون العالميون المحترفون لا يقبلون بمثل هذا التدخل ولن نحصل على أحد منهم إذا ما استمر ذلك الحال، كما بودنا أن نقلل أو نوقف التصرفات الإعلامية التي تسبق البطولات وأن نحصرها «فيما بعدها» وخاصة بعد الفوز بها، فالتصريحات السابقة للبطولات قد تستفز الفرق الأخرى فيما لو زكينا فريقنا، وقد تحبط الروح المعنوية لفريقنا فيما لو زكينا أحد الفرق الأخرى، وما أجمل التصريحات التي تبدأ بعد حصد البطولات ومثلها الصمت قبلها.

آخر محطة:

أمران سيوفران الكثير من الجهد والمال على الشقيقة قطر إبان إقامتها مونديال 2022، وهما:

(1) الإصرار على مبدأ إقامة البطولات في أشهر الطقس الملائمة للدول المستضيفة، فكثير من دول العالم إما حارة أو ممطرة أو شديدة البرودة صيفا (جنوب الكرة الأرضية) ولا إشكال هذه الأيام في قلة الحضور كحال بدايات المونديال في الثلاثينيات بل بكثرتهم والنقل الفضائي يتكفل بالباقي.

(2) إقامة الفنادق والشقق الفندقية لاستضافة الملايين من المشاهدين تعني بقاءها خالية بعد انتهاء البطولة، وقد يكون مناسبا إشراك دولة الإمارات ونعني دبي بالتحديد وأبوظبي في استضافة جزء من تصفيات البطولة لوفرة الفنادق والشقق الفندقية بها والحياة الاجتماعية المفتوحة، وهو أحد مطالب الفيفا، ولقدرة شركات طيران الإماراتية والاتحاد والعربية على المساهمة في نقل الملايين، إضافة إلى سهولة التنقل من الإمارات إلى قطر بالجو والبر والبحر والسكك الحديدية المنتظرة.

احمد الصراف

سعود وسوهاس

تعرف سعود على سوهاس في المدرسة. وبالرغم من كل الاختلافات الدينية والعرقية واللغوية بينهما، فإن صداقة جميلة ربطت بينهما لسنوات قبل أن تضطر عائلة سوهاس للعودة إلى وطنها الهند لإدارة شركة العائلة بعد وفاة والده. وهناك أخذت حياة سوهاس كوبيناث منحى جديدا، حيث ساعده تفوقه الدراسي وذكاؤه الحاد وحبه للكمبيوتر، الذي امتلك واحدا منه وهو في التاسعة، ووجوده في البيئة العلمية المناسبة في بنكلورو عاصمة التكنولوجيا في الهند، لأن يبدأ، وهو لم يتجاوز الـ 13 من العمر بتنفيذ مواقع إلكترونية لبعض الشركات. وكان في البداية لا يتقاضى شيئا مقابل عمله، فلم يكن المال همه. ومع الوقت شاع صيته وزاد الطلب على تصاميمه، وقبل أن يبلغ الخامسة عشرة أسس شركة Globals Inc، التي تعتبر اليوم، وبعد عشر سنوات من تأسيسها، من كبريات شركات التكنولوجيا في العالم، ولها مكاتب في أميركا وكندا وإيطاليا وبريطانيا واسبانيا واستراليا وسنغافورة والخليج والهند.
لنبوغه تم تعيينه عضوا في المجلس الاستشاري للبنك الدولي إلى جانب رئيس «سيسكو» ونائب رئيس مايكروسوفت وآخرين، وهو اصغر عضو في تاريخ المجلس، والهندي الوحيد فيه، ودوره يتركز في مساعدة البنك الدولي في وضع سياسات التعليم الجامعية لزيادة فرص الحصول على العمل. ونال في عام 2007 جائزة البرلمان الأوروبي، ودعي لإلقاء كلمة أمام أعضائه وكبار رجال الأعمال. كما اعتبر من قبل World Economic Forum واحدا من «قادة العالم الشباب» لعام 2009/2008، وهو أصغر عضو في تاريخ الفورم، إلى جانب أعضاء كأمير بروناي والممثل ديكابريو وحاكم لويزيانا وغيرهم! ولايزال أمام Suhas Gopinath الكثير الذي عليه تحقيقه، وهو لا يزال في بداية حياته، فقد كرمه رئيس دولته عبدالكلام أكثر من مرة، وهو في السابعة عشرة من عمره، وقابل بيل غيتس مؤسس مايكروسوفت، ومثله الأعلى، وسيسمع العالم كثيرا عن سوهاس مستقبلا!
أثناء ذلك أصبح سعود، بعد سفر صديقه الهندي، من رواد المسجد الدائمين، ونتيجة لما كان يتلقاه من دروس وشحن عاطفي ديني بين الصلوات، والتي كان يلقيها شيخ من السلف يعلم أولاده في مدرسة خاصة، قرر سعود السفر للجهاد في البوسنة، ولم يكن وقتها يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، ولكن بنيته الجسدية كانت تقول انه اكبر من ذلك. فشل في الوصول الى البوسنة، فاتجه إلى إيران ومنها تسلل إلى أفغانستان، حيث تلقفته أيدي طالبان، وتولت تدريبه على القتال، وما ان اندلعت الحرب هناك بعد أحداث 11 سبتمبر حتى وجد نفسه في صفوف القتال الأمامية، وشاء سوء حظه، أو العكس، أن يقع في الأسر، حيث نقل إلى غوانتانامو، ولا يزال ينتظر محاكمته.

ملاحظة: يمكنكم الاطلاع على سيرة Suhas Gopinath المميزة على الإنترنت، أما علاقته بسعود فخيالية بالطبع.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

اتركوهم للشارع

ابتداء أؤكد رفضي لما حدث للجويهل وللاسلوب في حل خلافاتنا وتصفية الحساب بيننا!! فنحن في دولة قانون ومؤسسات ولسنا في شريعة غاب!! لكن..؟
لكن، ونحن نترحم على الجويهل ونتعاطف معه، لابد ألا نغفل عن أفعاله التي ساعدت هؤلاء الغوغاء على همجيتهم، فحضوره للندوة – ما لم يكن السعدون دعاه – واستفزازه للحضور يؤكد ان نيته تخريب ندوة جماعة «الا الدستور» وهذا ما حدث فعلا.. فالناس تابعوا ما حدث للجويهل ولم يتابعوا ما دار في الندوة!!
لذلك اذا اردنا ان نقيم الحدث فلا نجعل تعاطفنا مع المسكين الجويهل المعتدى عليه يحجب عنا أفعاله وسوابقه المشينة في قناته التي اوجدت فتنة في المجتمع لا يجهلها إلا من يظن انه يعيش على هذه الارض وحده وان الكويت ملك خاص له لا يشاركه العيش عليها أحد!!
نرفض القول ان الجويهل يستاهل ما أصابه، لكن نقول «على نفسها جنت براقش».
* * *
أجادت الحكومة بارسال ممثل لها في جلسة الاثنين الخاصة بطلب رفع الحصانة عن النائب المحترم فيصل المسلم. ودليل هذه الاجادة ان النواب لم يجدوا ما يعاقبون فيه الحكومة في اجتماعهم الذي عقدوه بعد رفع الجلسة، وبما انني متعاطف مع النواب فانني انصح بالتالي: لا تعملوا شيئا بعد اليوم.. «كفيتوا ووفيتوا»، اتركوا محاسبة المقصرين والمتسببين بانتهاك الدستور للشعب الكويتي ليقول فيهم كلمته بعد سنتين. وبصراحة العتب في هذا الموضوع على السلطة القضائية التي تسببت في هذه الازمة السياسية الدستورية، وحلها بكل بساطة ان يطلب محامي النائب احالة القضية الى المحكمة الدستورية لتفسير المادتين 110-108، اعرف ان هذا امر صعب وخطر ان يفسر الدستور بهذه الطريقة، لكن بعد كل ما فعله النواب اصبح «ما باليد حيلة» الا الانتظار. اما دواوين الاثنين فانا اعتقد ان العودة اليها لا تجوز ما دامت الحكومة ليست طرفا في الموضوع.
* * *
(لفتة كريمة)

شكراً للاخ وليد النصف رئيس التحرير على مداخلته في ندوة «نحو ميثاق للإعلام والصحافة» وتأكيده والحضور على أهمية وجود ميثاق ينظم العلاقة بين العاملين في حقل الاعلام وهو ما اثرناه في هذه الزاوية اكثر من مرة نحو «ميثاق شرف» يرقى بمستوى الحوار بين الأقلام الصحفية.

مبارك فهد الدويلة

حسن العيسى

علي الراشد ومدور الطلايب

بين العبارتين العاميتين "شفت شلون سوو فيه" و"زين سوه فيه" تبدو واضحة حالة الاستقطاب في المجتمع الكويتي الصغير، فهناك الكثيرون من الكتلة الحضرية الذين أبدوا سخطهم وغضبهم في جريمة الاعتداء على محمد الجويهل، لم أسمع من هؤلاء غير كلمات الغضب والسخط على جريمة الاعتداء، لم يسأل هؤلاء أنفسهم عن مبررات زيارة الجويهل لتجمع "إلا الدستور" وهو (الجويهل) الذي كان له صولاته وجولاته الإعلامية في استفزاز أبناء القبائل بمبرر وبدون مبرر، كان أحرى به أن يدرك أن مجرد دخوله هذا المكان سيوفر كل الأسباب "اللاعقلانية" للاعتداء الأهوج على شخصه… نعم… للجويهل حقه الثابت في حرية التعبير، وحقه الأكيد في الحضور إلى المكان والتعليق بالنقد على خطابات المشاركين في الندوة، وهذا أبسط مظاهر الممارسة لحقوق المواطنة الدستورية التي من أجلها يفترض الغرض من التجمع، ولكن يظهر بصورة قاطعة أن الجويهل بممارسته لهذا الحق، وفي مثل "ظرفه" الخاص كان "يدور الطلايب" بجهد كبير، بمعنى أنه كان يمهد الأرض لإثارة عدد من المتجمعين خارج ديوان السعدون للاعتداء عليه ليظهر بصورة الضحية التي تستحق التعاطف معه، هذا لا يعني بطبيعة الحال تبرير الجريمة ولا يعني إصدار أحكام البراءة مسبقاً على المعتدين، فهم ارتكبوا جريمة الأذى البليغ بأضعف الأوصاف القانونية، و"ساهم" المجني عليه ذاته في هذه الجريمة بمجرد حضوره إلى هذا المكان من غير إدراك مغبة (وربما بإدراك وتوقع) ما قد يحدث له.

لنترك ما حدث لحكم القانون، ونحن يفترض أن نحيا تحت ظل المؤسسات القانونية ولا نرضخ لشريعة الغاب وسلطة الغوغاء، ونسأل النائب علي الراشد إن كان تعقيبه على الجريمة منصفاً بحق أحمد السعدون، فهل نقبل عبارة "دم الجويهل برقبة أحمد السعدون…"؟! هل يصح أن تصدر مثل تلك العبارة من رجل عمل بالقضاء في السابق ويفترض به الحياد والإنصاف؟! ماذا يعني النائب علي الراشد بتحميل زميله جريرة ما حدث للجويهل؟ فهل كان أحمد السعدون أحد المعتدين، أم ان علي الراشد يعلم يقيناً أن السعدون كان على علم مسبق بوجود الجويهل في الشارع المقابل للمنزل، فقام بدوره بتحريض الجناة للاعتداء عليه؟ مهما كان اختلاف المواقف بين الراشد والسعدون، ومهما تباعدت المسافات السياسية بين جماعة الموالاة وجماعة المعارضة للحكومة لا يصح بأي حال أن تصدر مثل تلك التعقيبات الجائرة تجاه أحمد السعدون أو غيره… فلم تحمل عبارة النائب علي الراشد سوى كلمات ثأرية تجاه السعدون جاءت في غير مكانها الصحيح، ولا يصح أن تكون مثل تلك الحوادث المزرية سبباً للانتقام من الآخرين أو تصفية حسابات قديمة معهم.