احمد الصراف

نصوص

بالرغم من كل ما تمر به البلاد من أحداث صعبة، إلا أن من المهم في الوقت نفسه ألا ننسى الوضع المأساوي الذي يمر به التعليم، والذي تسبب فيه، بقدر أو بآخر، كل وزراء التربية، مما أدى إلى هذا الدمار التعليمي الذي نعيشه! نقول ذلك بالرغم من الجهود التي تبذلها الوزيرة الحمود لإصلاح مسيرة التعليم، إلا أن الوضع لا يزال يحتاج إلى كثير من الشجاعة والمثابرة، خاصة انها تعمل في ظروف سياسية غير عادية، فنظامنا لا بالديموقراطي ولا بالسلطوي، وهو وضع لا يملك المسؤول فيه غير الشعور بأنه مقيد برغبات وأوامر أكبر منه. وغني عن القول إن التخلي عن المسؤولية لن يؤدي إلى تغيير في العملية التربوية والتعليمية.
للشاعر والأديب خليفة الوقيان نصوص أدبية رائعة، ومنها النص التالي: «إن هناك خلطا بين مفهومي الإبداع والثقافة، فحين تذكر الثقافة تنصرف الأذهان نحو الإبداع. ويظن أن غير المبدعين لا علاقة لهم بالثقافة، أو هي منقوصة لديهم، وهذا وهم، لأن المبدعين هم الأقل ثقافة، لأنهم يعتقدون انهم يحققون باعمالهم الإبداعية إنجازات تغنيهم عن بذل الجهد لتعميق ثقافتهم. ثم إن اجهزة الإعلام تعمق لديهم الإحساس بتضخم الذات. أما المثقفون غير المبدعين فهم بعيدون عن آلة الإعلام المضللة، وقديما كان الأدب يعرف بأنه الأخذ من كل فن بطرف، وهذا التعريف يصدق على الثقافة، وإن كان تقليديا، ويعود السبب في تحديد تعريف معين للثقافة إلى كونها متسعة الأرجاء تستغرق العادات والتقاليد والقيم والموروثات وانماط السلوك والإنتاج فكريا كان أو ماديا. وقد تعددت الجهات المسؤولة عن الثقافة، فهي لا تقتصر على وزارة الثقافة! بل تمتد لتشمل الأجهزة المعنية بالتربية والتعليم والآثار والعمارة وشؤون الشباب ومؤسسات المجتمع المدني.. إلخ. والمشكلة الأساسية لا تكمن في تعدد المشروعات والبرامج الثقافية التي يتم إنجازها، بل تكمن في غياب الاستراتيجية الثقافية أو الرؤية الفكرية، فما الذي نريده لمجتمعنا وامتنا؟ هل نريد تهيئة الأجواء وتمهيد السبل للعودة إلى الماضي عملا وسلوكا؟ أم نريد الدخول في القرن الحادي والعشرين مثل بقية الأمم مع المحافظة على هويتنا العربية والإسلامية. والجواب، إن تحديد الهدف هو الذي ينبغي أن يحكم واضعي المشروعات والبرامج الثقافية. ومن أهم المقومات والشروط التي ينبغي أن يتحلى بها الراغبون في تفعيل الدور التنويري للثقافة عدم الشعور بالاحباط واليأس والإصرار بأن لا خيار لنا سوى الإصرار على زرع الشموع في الطرقات التي تجتاحها جحافل الظلام، فإن لم نصل إلى نهاية النفق، فسوف يصل ابناؤنا..! ولعل قدر أمتنا أن تواجه في كل قرن بموجة فكرية ترى أن الخروج من مأزق الحاضر المأزوم لا يكون إلا في العودة الرومانسية إلى الماضي، ولعل قدرنا هو أن نصر على الخروج من المأزق، ولا يكون ذلك بالهروب إلى الماضي، بل بالمواجهة، ومن ثم الاتجاه نحو المستقبل»! انتهى.
بالرغم من جمال النص إلا أنه ليس بالسهل، وخاصة لطلبة في الرابعة عشرة من العمر، فقد أصاب أولياء الأمور بالحيرة، وهم يحاولون شرح مضمونه لأبنائهم. وما هذه إلا نوعية المقررات التي تحتاج إلأى إعادة النظر فيها، غير البلاوي الأخرى.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

دولة الكويت البدوية

يروى أن شاباً مناضلاً لاتينياً قال له جلادوه وهم يقودونه إلى حبل المشنقة: «ماذا تريد أن تقول قبل شنقك؟»، فأجابهم وابتسامة الواثق تحتل مساحات وجهه: «لم أخضع للذل طوال حياتي، وأنتم أكثر من يعلم ذلك، واليوم سأُشنق وأموت فترتفع قدماي فوق رؤوسكم».

***

الحكومة اليوم لا تميز بين رائحة الورود ورائحة البلاستيك المحترق، ولا تتلذذ بالأطعمة، فالخائف تختلّ حواسه. وهي اليوم في وحل، وكلما تحركت غاصت قدماها فيه أكثر، ووسائلها الإعلامية تتصرف بعصبية، فتارة تلجأ إلى التزوير، وتارة إلى التبرير، وتارة ثالثة تعمد إلى التغرير. ويوم أمس وصلني إيميل يعرض الصور المنشورة في جريدة الشاب العصامي حول مسرحية «بو جعل»، وكيف تم «تركيب» الصور و»تزويرها».

وأحد نواب الحكومة «العقلاء»، يعتقد، بكل ما أوتي من «ترقيع»، أن من حق الحكومة أن «تُرضي» النواب ليصوّتوا لصالحها، لكنه لم يشرح لنا كيف يمكن أن ترضيهم، هل تدسّ في جيب الواحد منهم «كاكاو» كما نفعل مع أطفالنا الغاضبين لنرضيهم، مثلاً؟ وبماذا أرضته هو؟ وهل يمكن أن نفسر مواقف العدوة والحويلة ومزيد ودليهي (هؤلاء الأربعة يقاومون الغرق في طوفان ناخبيهم الغاضبين، وسيصوتون بالامتناع، باستثناء دليهي الذي سيؤيد، والامتناع يعادل التصويت بمنح الثقة. طبعاً ما لم تتغير المواقف، فالأيام في شهرها التاسع) أنه تم إرضاؤهم؟ وليته شرح لنا كيف يمكن لأحد المتخاصمين إرضاء القضاة/النواب؟

ولم أضحك كما ضحكت على الحكومة وهي تريد إعادتنا إلى «حياة البداوة»، بعد أن تمدّنّا، على عكس حكومات كوكب الأرض كلها، إذ استضافت إحدى أدواتها الفضائية مجموعة من شيوخ القبائل، وهي تعلم أن مسمياتهم باتت «شرفية» – مع التقدير لشخوصهم والاحترام لمكاناتهم الاجتماعية – بدلاً من محاربة التعنصر القبلي، وهي التي ضربت الفرعيات بيد من حقد وعصا من سفه، سابقاً، واليوم تعزز القبلية وتتكفل بخيامها!

وسيدنا يوسف عليه السلام، أجمل رجال الأرض منذ بدء الخليقة إلى يوم يبعثون، وأشهر بدويٍّ عرفه التاريخ، شكر ربه وهو يخاطب أخوته: «وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ».

والبداوة فيها من الشرف ما فيها، لكنها لا تبني الدول ولا توفّر لها الأسمنت، ولا تعترف بقوانين البلدية. وأهم ما في البداوة الترحال خلف الكلأ ومطاردة البرق، ويبدو أن حكومتنا، التي تظهر لسانها للقرن الواحد والعشرين، ستأمرنا قريباً بنقل خيامنا على ظهور الإبل كي تقودنا إلى عين ماء نتقاتل عليها مع الآخرين.

***

نصيحة: إذا كنت جائعاً وتبحث عن «طعام صحي»، فعليك بتناول «مدونة ولادة»، فهي غنية بالفيتامينات وألذ من الفواكه وأطعم من الحلويات. ولو مَنعت «ولادة» الدخول إلى مدونتها إلا «باشتراك شهري» كما تفعل الفضائيات الرياضية لكنتُ أنا أحد أوائل المشتركين في باقتها… «ولادة شكراً» فقد أثبتِّ لنا، بالدليل الجميل، أن هناك من يستطيع ضمّ الوطن واللغة الراقية والشعر العميق والصياغة الممتعة والصدق والنقاء وحب الحياة على صدره، دون أن يقع شيءٌ منها.

لا تطوفكم «مدونة ولادة» لا أبا لكمُ، لكن احذروا السمنة…

http://walladah.blogspot.com/

احمد الصراف

درس إيران ووضعنا الداخلي

تعتبر إيران دولة فاحشة الثراء، ومن القلة القليلة في العالم التي تمتلك كل ثروة مائية ومعدنية وطبيعية، إضافة للثروة البشرية الكبيرة والنشطة. ولكن بالرغم من ذلك قاسى الشعب الإيراني طوال تاريخه الحديث، ولا يزال، من الفقر والظلم بسبب فساد أنظمة حكمه! وعندما قام السيد الخميني بثورته ضد الفقر وظلم السافاك وفساد الشاه وقفت غالبية الشعب معه، فرحل الشاه وانهار السافاك وأعدم قادته وفر المفسدون، وبدأت بوادر الخير تعم، ولكن لفترة لم تطل كثيرا ليكتشف الشعب الإيراني بعدها أنه استبدل نظاما قمعيا بآخر اشد قمعا، وان ملفات واساليب وسجون وأنظمة الشرطة السرية، أو السافاك لا تزال كما هي، بالرغم من تغييب قادته، وأن النظام اصبح أشد قسوة، ولكن بعباءة دينية شرعية، وأن كل ما قامت الثورة من أجل تحقيقه لم يتحقق منه شيء، على أرض الواقع، بعد ان استبدلت ببطانة البلاط الفاسدة بطانة الملالي الأكثر فسادا، بعد تلحفها بشرعية ربانية!
ولو استعرضنا أوضاع كل دول العالم الثالث التي انفجرت فيها الثروة النفطية فجأة كليبيا واندونيسيا ونيجيريا وفنزويلا والجزائر ودول عربية عدة، لوجدنا أن الكويت كانت ولا تزال الاستثناء الوحيد بينها، التي استطاعت قيادتها السياسية توزيع عائد ثروتها النفطية بشكل قريب من العدالة، وساهم ذلك إلى حد كبير في استقرار أوضاعها السياسية وحفظ امنها الداخلي، وكل ذلك بفضل حكمة وبعد نظر رجل واحد ومن تبعه في الحكم من حكماء.
ما يجري على الساحة السياسية الآن من شد وجذب يكاد يقترب من معركة «كسر عظم» بين طرفين متنازعين، أمر بالغ الخطورة وربما الأخطر في تاريخ الكويت، والعاقبة لن تكون سليمة، فمثل هذه المعارك لا تتكسر فيها فقط عظام الطرفين بل والجمهور أيضا، وسيدفع الجميع ثمنا فادحا في نهاية الأمر، فمصير شعب بكامله في الميزان. وعليه يجب ألا نكتفي بالشعور بالقلق والشكوى، بل علينا التحرك والقيام بفعل ما ليس فقط لنزع فتيل الأزمة من اجل استمرار السلم الداخلي والرخاء الاجتماعي، بل لكي تشمل عدالة الحكم الجميع على أسس أكثر رسوخا ووضوحا ليستمر الكيان والأمن والاطمئنان.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

تطهير الجسم الصحفي

عندما تكتشف وزيراً ينتهك القوانين ولا يحترم المواثيق فإنك كنائب في البرلمان تقدم له استجوابا لوضع حد لهذه الانتهاكات. لكن كيف السبيل الى علاج انتهاكات المواثيق الصحفية التي تحدث يومياً في صحفنا المحلية؟ أنا لا أتحدث هنا عن هفوات زملائنا، ولا عن زلات البعض مما يحتمل ويطوف، لكن أتحدث عمن ابتلي به الجسم الاعلامي وأصبح سُبة في جبين صحافتنا المحلية، بسبب سوقية عباراته وشتمه المستمر لكل من خالفه! بعض هؤلاء صار يُستخدم لتحقيق أجندات معازيبه فيستدعى لمقابلة صحفية وتوجه إليه أسئلة محددة ليقول ما يراد له ان يقول من شتم فلان وتسفيه علان والكذب ــــ من دون استحياء ــــ على عباد الله!! البعض يريد ان يعطي هالة يرسمها حول القلم الصحفي، ويرفض المساس به بحجة الخوف من تقييد حرية الكلمة وتكميم الأفواه، وهذا خلط للمفاهيم!! فالقلم الذي لا يحترم مهنته ولا يحترم الرأي الآخر ويستقي عباراته من قاموس الشوارع هذا قلم لا يشرفنا وجوده بيننا، وليس من المهنة في شيء!! بعض هؤلاء الصحافيين لا يستطيع ان يغير من أسلوبه الهابط لانه اعتاد هذا الأسلوب منذ أن بدأ في مسك القلم، وبعضهم سيرته وخلفيته لا تساعدانه على ان يكون ذا قلم رزين!! هكذا! لنأخذ على سبيل المثال لا الحصر أحد هؤلاء عندما يتحدث عن الوطنية وحب الكويت، وهو من سرق ميزانية الديوان الأميري، وعندما اكتشف أمره وزير الديوان وطرده صب عليه جام غضبه في مقالاته ولم يردعه كون الوزير ابن الحاكم!! صحافي آخر يتحدث عن الاخلاق من منظوره الضيق، وهو من تحلل منها عندما قاد طائرته وهو «ثمل» يشوف الواحد عشرة فألزموه بتقديم استقالته !!
صحافي آخر ساءه أن يرى ابنه يصلي في المسجد فخاف ان يتربى على أخلاق الإسلام فكتب الى وزير الداخلية يطالبه بمنع ابنه من الذهاب الى المسجد حتى لا تتصل به الجماعات الارهابية!!! صحافي آخر قالوا له ان عمك مريض بالسل في البصرة، فجيء به الى الكويت بفيزا زيارة وعولج في مستشفى الصدري لكن قضاء الله لا مرد له فانتقل الى جوار ربه ــــ يرحمه الله ــــ ودفن في مقبرة الصليبخات، وعندما قيل له لماذا لم تعمل عزاء لعمك قال: عمي عراقي وأنا جنسيتي كويتي أولى شلون اسوي عزاء..؟!
لكن السؤال: شلون اذا اجتمعت كل هالمساوئ في قلم صحافي واحد..؟!
***
لفتة كريمة
الزميل اسامة سفر كتب بالأمس يقول ان دعوتي لوجود ميثاق شرف بين الكتاب الصحافيين تتعارض مع بعض ماكتبته لاحقاً!!
وأقول للزميل ان نقل سطرين مما كتبته أنا وتقصده أنت سيوضح الصورة لي وللقارئ حتى نعرف المقصود وموطن الخلل ولن أتردد في الاعتراف والاعتذار، لكن كل خوفي أنك اعتبرت انتقادي للنواب الزلزلة ومعصومة والقلاف خروجا عما دعيت اليه في ميثاق الشرف!!
ولك تقديري كقلم محترم في كل الأحوال.

سعيد محمد سعيد

حتى لا يعيش أصحاب «الفساد» بأمان

 

كلما وجد أولئك الذين تسول لهم أنفسهم بأن يمارسوا «الفساد» دون اكتراث أو مبالاة بقوانين أو بأنظمة أو بشرع في أمان وطمأنينة… كلما زاد نخرهم في مفاصل المجتمع، وكلما شكلوا تهديداً حقيقياً للتنمية… لكن مواجهة الفساد تتطلب حزماً وحسماً في توجيه ضربات قاضية للمفسدين أياً كان موقعهم في الدولة.

المجتمع البحريني اليوم في حاجة ماسة لأن تتكاتف جهود الدولة ومنظمات المجتمع المدني في مواجهة الفساد والمفسدين، وجميل أن تحتفل البحرين في التاسع من شهر ديسمبر/ كانون الأول من كل عام باليوم العالمي لمكافحة الفساد، والأجمل أن يكون هذا الاحتفال السنوي منطلقاً متجدداً لمكافحة شديدة البأس لا ترحم أولئك الذين يخونون الأمانة ويعبثون بالمال العام ويحققون المكاسب المحرّمة شرعاً وقانوناً، وجميل أن تأتي الدعوة من وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة بأن تتعاون منظمات المجتمع المدني مع الوزارة في مكافحة الفساد بكل أشكاله، وهذا يتطلب من الطرفين: الوزارة ومنظمات المجتمع المدني، أن يعملوا وفق برنامج عمل متفق عليه لمكافحة جميع أشكال الفساد بالوسائل القانونية في الكشف والمتابعة وتقديم المتورطين إلى العدالة.

إن الاتفاق على الخطوط العامة بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني في البحرين لتحقيق تقدم في مواجهة الفساد والمفسدين سيثمر دون شك بتوجيه ضربات موجعة لنماذج سيئة للغاية من البشر الجشعين الذين يمارسون الفساد دون مبالاة ولا خوف ذلك لأنهم كلما شعروا بأنهم في مأمن، كلما واصلوا نخرهم في جسد تنمية الوطن، لكن لابد من القول إننا في حاجة إلى مواجهة حقيقية تترجم كل الدعوات المشتركة بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني إلى خطوات عملية تحظى بدعم الدولة والقانون، ولطالما أن هناك توافقاً بين الطرفين في تنظيف البلد من الفساد، فإن أي معوقات تواجه المسار يمكن تجاوزها ويمكن العمل على تلافيها.

ولابد من أن يتم تفعيل الخط الوطني الساخن لتلقي الشكاوى والملاحظات المتعلقة بحالات الفساد لمتابعتها والتأكد من حدوثها واتخاذ الإجراءات المناسبة بصددها، وهي نقطة مهمة للغاية أشار إليها معالي وزير الداخلية في تصريحه بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد، لأن هذه الخدمة ستشجع الناس على فضح ممارسات الفساد على ألا يتم إهمالها أو تغافلها، وهنا تبرز المسئولية الوطنية الصادقة في عدم التستر على حالات الفساد في أي جهاز أو مرفق من مرافق الدولة بدافع الخوف أو اللامبالاة، فالمفسدون موجودون في كل المجتمعات ويتكاثرون كلما شعروا بالأمان، ونتمنى أن يكون هذا التوجه المدعوم من قبل وزارة الداخلية مكللاً بالنجاح، وأن تحظى منظمات المجتمع المدني في البحرين بالدعم لإنجاح جهودها الرامية إلى التصدي لممارسة من أكثر الممارسات تأثيراً وقتلاً للتنمية في أي مجتمع

سامي النصف

معنى أن تكون وطنياً هذه الأيام!

أن تكون وطنيا هذه الأيام يعني ان تدوس بقدمك على الدستور بحجة حمايته! وتقفز على القانون وتمنح كباباوات القرون الوسطى صكوك الغفران الوطنية لمن يسبح بحمدك، وتحرمها عمن يكشف خداعك وكذبك..

أن تكون وطنيا هذه الأيام يعني أن تفخر ـ بدلا من ان تخجل ـ من تحويلك ديموقراطية القدوة الحسنة التي أنشأها الآباء الحكماء المؤسسون الى ديموقراطية القدوة السيئة القائمة..

أن تكون وطنيا هذه الأيام يعني ان تفخر ـ بدلا من أن تخجل ـ من تسببك في إلغاء مشاريع الدولة الكبرى كحال الـ B.O.T الذي قامت عليه نهضة الكويت العمرانية الحديثة قبل إلغائه، والداو كيميكال الذي كان حلمنا الكبير ببيع النفط كمشتقات وليس كمادة خام وقد تبنت الشقيقة العاقلة السعودية تلك الشراكة مما يثبت صحتها، والمصفاة الرابعة التي كانت ستؤهلنا لبيع مشتقاتنا النفطية لدول مجاورة كإيران والعراق، وإلغاء مشروع تحديث أسطول «الكويتية» الذي تسبب في قتلها ولم يبق إلا إصدار شهادة الوفاة لها عاجلا أو آجلا.

أن تكون وطنيا هذه الأيام يعني اتهام الوطنيين الحقيقيين ومحبي الكويت الصادقين في ذممهم المالية وتشويه سمعتهم على الملأ دون دليل أو قرينة، وكل يرى الناس بعين طبعه..

أن تكون وطنيا هذه الأيام يعني أن تدخل مضمار الوطنية المتباكى عليها وانت لا تملك شروى نقير فتستغل غفلة البسطاء وانفعال الأغبياء لتبيع مشاعرهم الصادقة على من تريد لقاء الملايين من الدنانير.. والعملات الأخرى!

أن تكون وطنيا هذه الأيام يعني ان تستهدف أي مسؤول شريف عفيف على هويته وتمنعه من خدمة وطنه وتصمت صمت الحملان على السراق والمتجاوزين لأن هويتهم تلقى هوى في نفسك..

أن تكون وطنيا هذه الأيام يعني ان تبيع أرضك ووطنك في أسواق النخاسة الدولية كي يصبحا ملعبا آخر لصراعات الدول الأخرى فيتحول أمننا الى خوف ورغد عيشنا الى عوز، وما الغزو عنا ببعيد.

أن تكون وطنيا هذه الأيام يعني ان تعمر بلدانهم وتدمر بلدك وتصمت عندهم وترفع صوتك عندنا وتحترم وتجل مسؤوليهم وتقل أدبك أمام مسؤولي بلدك..

أن تكون وطنيا ملتزما بالدستور هذه الأيام يعني ان تقتله باسم حمايته وتمدح مؤسسيه عبر مخالفة ما خطوه وكتبوه وأوصوا عليه ولو عادوا للحياة لسحبوا رداءه الذي تتدثر به كي تخرج العقارب والثعابين والذئاب والضباع المختبئة تحته.

أن تكون وطنيا هذه الأيام يعني ألا تمانع في تفتيت الوطن عبر تشجيع القبلية والفئوية والطائفية وتجعلها طريقك لحصد الأصوات بأمل الوصول للكراسي الخضراء التي يهون كل شيء في سبيل الوصول اليها.

أن تكون وطنيا هذه الأيام يعني ان تكون سيد التحريض والتأجيج والفوضى والخروج على القانون تحت دعاوى الحفاظ على الدستور.

أن تكون وطنيا هذه الأيام يعني ان تقسم وتفتت الشعب الكويتي وتخدعه فتصبح ـ لأجل الوصول لأهدافك الشيطانية ـ حضريا مع الحضر وقبليا مع القبائل وسنيا مع السنّة وشيعيا مع الشيعة ومعارضا مع المعارضة (بالعلن) وحكوميا حتى النخاع مع الحكومة (بالسر) وكله باسم الوطنية والرزق كما يقال.. يحب الخفية!

أن تكون وطنيا هذه الأيام يعني ان تطلب منا ومن الآخرين ان نعترض على ما يقوله جويهل ـ وهو ما نفعله ـ إلا انك تشجع بالمقابل مائة جاهل كبير يشتمون شرائح المجتمع الأخرى عبر تسميتهم بـ«الكلاب» ـ أجلّكم الله!

أن تكون وطنيا هذه الأيام يعني أن تقلب آراءك السياسية كتقلب الرياح الأربع فتذمّ من أوصلتهم بنفسك إلى المجلس عبر انتخابات ممنوعة وتمدح من لم يجف حبر قلمك في قدحهم.

أن تكون وطنيا هذه الأيام يعني أن تخلق إعلاما «شديد الفساد» يستسهل الخداع ويحترف التزوير ويمتهن الكذب ويستمرئ شتم الشرفاء عبر الردود المصطنعة ثم تتحدث عن… الإعلام الفاسد!

أن تكون وطنيا هذه الأيام يعني أن تقسم الناس المتساوين أمام الله وأمام الدستور حسب فكرك الفاسد الى دماء حمراء ودماء زرقاء ولا مانع لديك بالطبع ان تكتب في صحف من تسميهم بـ «أصحاب الدماء الزرقاء» وأي كذب ونفاق وخداع اكثر من هذا؟!

آخر محطة:

أن تكون وطنياً هذه الأيام يعني أن تدعي الحب «الزائف» لبعض شرائح المجتمع، ثم تضر بهم عبر التحريض الدائم لهم ومحاولة تصويرهم بأنهم ضد الشرعية والدولة والقانون، مستغلا قلة قليلة تحركهم كما تشاء، لا يعلم أحد إن كانوا كويتيين أم لا، متناسيا أن أبناء تلك الشريحة الكريمة كانوا ومازالوا أحد أهم عوامل الاستقرار في البلد، والأقرب الى النظام الذي ينتمون اليه بصلات القرابة والنسب والمودة التاريخية، وانهم بفطنتهم وحكمتهم وذكائهم كفيلون بـ «إطفاء» النيران التي تحاول إشعالها.. في البلد وفيهم!

احمد الصراف

نواب الشهوات ومايوهات البحار

اجرى المحاضر الأميركي فرانسس بويل Frances Boyle، الذي له عدة انشطة على المستوى الدولي سواء مع السلطة الفلسطينية او حكومة بوسنيا او منظمة العفو الدولية، مقابلة انتشرت على الانترنت تحدث فيها عن الممارسات العدوانية التي طالته في الفترة الاخيرة من جماعات الضغط الصهيونية في أميركا بعد ان اشتهر بمواقفه المؤيدة للفلسطينيين وقضايا العرب والمسلمين. وقال انه لا يستثني اي هيئة او مؤسسة تعليمية كبرى في أميركا من تهمة التحيز، سواء كانت «ييل»، «هارفرد» او غيرهما، فجميعها تعاملت معه بعنصرية واضحة، كما انها، وفق قوله، منافقة ومتناقضة في كل امر يتعلق بالفلسطينيين، وانه منع من القاء محاضراته في جامعات كثيرة، ووصل الامر إلى قطع التمويل عنه وعدم دفع مصاريف تنقلاته!
وعندما قمت بتوزيع رابط المقابلة على قائمة بريدي الالكتروني، وردني تعليق من الصديق محمد ثابت المثقف الأميركي المصري الاصل، قال فيه انه، ومن واقع خبرته الطويلة في أميركا، يتفق مع البروفيسور بويل فيما ذكر، وان اليهود يسيطرون على كبريات المؤسسات التعليمية واقوياء بدرجة كبيرة ولهم نفوذ في المال والاعلام والتعليم! ولكن قوتهم لم تنبع من رغبتهم في قتل انفسهم والغير معهم، ولا في القيام بعمليات ارهابية، ولا في خلافات طوائفهم بعضها مع بعض، ولا في اختلافهم على اتباع تعاليم سلف اليهود والصلاة عدة مرات في اليوم مثلاً، بل جاء كنتيجة طبيعية لتفوقهم التعليمي والثقافي العالي وحماستهم ورغبتهم في مساعدة بعضهم البعض، وقال ان من الحقائق المعروفة في أميركا ان افضل الكتاب يهود، وافضل العقول في الاقتصاد يهود، واهم الادمغة في العلوم والطب يهود، كما أنهم يشكلون اكبر اثنية بين خريجي هارفرد و«أم آي تي» وييل، وبقية اعضاء نادي الجامعات الخمس الكبرى، أو الــIV.
كما يعتبر غالبية، ان لم يكن جميع، اعضاء الكونغرس اليهود من المبرزين في مجالهم، وحتى افضل كوميديي أميركا وكتاب السيناريو والمخرجين العظام هم من اليهود، ويعتقد السيد ثابت ان ليس هناك من سبيل للتغلب على النفوذ اليهودي، او الصهيوني، في اميركا بغير الاقتداء بهم في كل او بعض مجالات تفوقهم، والى ان يحدث ذلك، ان حدث، فسيستمر النفوذ اليهودي طاغيا في أميركا! انتهى التعليق.
وبمناسبة الحديث عن تقاعسنا في كل مجال، فانني أتذكر حملة قامت بها مجلة الحوادث اللبنانية في 1966، او 67 لجمع مبلغ يكفي لنشر اعلان على صفحة كاملة في «النيويورك تايمز»، نطالب فيه دول العالم الغربية باصدار وعد بلفور جديد لوطن قومي للفلسطينيين! بعد شهر تقريباً اعتذرت المجلة بان ما استطاعت جمعه من مال كان مخيباً، وبالتالي اعادت لنا، نحن السذج، تبرعاتنا! ولا أعتقد ان الوضع والوعي «العقلي» لدى شعوبنا اصبحا افضل مما كانا عليه قبل نصف قرن تقريباً، فعلى الرغم من كل التحديات التي تحيق بنا وتهدد كامل وجودنا، فان لدى نوابنا الوقت والجرأة لاقتراح شكل المايوه النسائي على شواطئنا، في الوقت الذي لم يترك فيه البعض من هؤلاء شهوة في شبابه الا ونال منها حتى الثمالة، جنسا وشربا ولعبا ولهوا!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

خذا وانتظرا

صباحاتكما عسل أيها العملاقان، أستاذ محمد عبدالقادر الجاسم ودكتور عبيد الوسمي، كلٌّ في محبسه. افتحا أيديكما لتتلقفا الأخبار… لكن قبل ذاك سأروي لكما حديثاً مختصراً دار بيني وبين أحد الأصدقاء عندما سألني مستنكراً: «هل تعلم ما هي قيمة صفقة (الهراوات والمطاعات) التي تنوي الحكومة شراءها؟»، فأجبته: «لا، لكنني أعرف ما هي قيمة المواطن عبيد الوسمي الذي تعرض للضرب بها، وأعرف قيمة نواب الأمة الذين مرت على ظهورهم هذه الهراوات».

عن الأخبار تسألان؟ لا جديد يستحق الحبر، إلا أن بعض النواب سقط من على صهوة كرامته فداستهُ أقدام الناس، وهو مَن كنا نراه فارساً.

عن الجديد تستفسران؟ لا شيء يستحق الالتفات إلا أن البعض يتساءل عن معنى مصطلح «الاعلام الفاسد»، وأستأذنكما للإجابة عن هذا السؤال: «الإعلام الفاسد أيها السائل اللزج، ربما هو الذي يدعمه ثريّ فاسد، أو ربما هو الإعلام الذي يدعمه المسؤول «النيروني» الذي لا يهمه سوى البقاء على قيد المنصب ولو احترقت روما، أو ربما هو إعلام تدعمه الرياح الشرقية التي ماتزال خفيفة السرعة، لكنها بالتأكيد ستتحول إلى عاصفة جارفة قريباً، أو ربما هو الإعلام الذي جمع كل هذه «الربماءات»… الإعلام الفاسد هو الذي يتكتم على حالة الزميل «محمد السندان» الصحية، وهو الإعلام الذي يقلب الحقائق على بطونها، فيصوّر الخرائب بساتين، والبساتين خرائب، ويُظهر نواب الأمة وأبناء الوطن المحترقين عشقاً «مؤزمين ومشعلي حرائق».

لا جديد إلا أن النائب الفذ مسلم البراك مندهش من كل هذه الكاميرات التلفزيونية والمايكروفونات التي توضع أمامه في كل ندوة ولا تنقل ما يقوله هو والمجتمعون… هو لا يعلم أن الكاميرات تلك إنما جاءت لتكون «شاهد إثبات» عليه إذا خرجت منه كلمة يمكن «تكييفها» كقضية أمن دولة، كما هي الموضة الآن. هو لا يعلم أن الكاميرات تلك «تركّزت» أمامه ليستمع أصحاب القناة لما يقال ويعرفوا عدد الحضور (يهمهم كثيراً عدد الحضور)، هو لا يعرف أن الكاميرات جاءت لتسجل كل ما يقال في الندوة، لتتم بعد ذلك «منتجته»، ويتم قطع هذه الجملة ولصق تلك بتلك، قبل أن يعرضوها على الناس مشوّهة الوجه مبتورة الأصابع. البراك لا يعرف أننا تجاوزنا مرحلة «الإعلام الفاسد» إلى «الإعلام المفسد».

لا جديد يستحق النهوض من الفراش وارتداء النظارة الطبية، إلا أن من كان يُتقن الكذب ويجيد الخداع، تخلى عن «الإتقان والإجادة»، وبات يقدم لنا الأكاذيب مكشوفة ضخمة يمشي على زنودها التيس، دون حتى أن يكلف نفسه تغليفها، ولو بغلاف رخيص من الصناعة الصينية، أو بكيس جمعية.

لا جديد… إلا أن الكويت تعيش في آخر لحظات الليل الطويل، لم يتبقّ على «الشروق» إلا قليل. تفاءلا، وشاركانا في نظم قصيدة ترحيب بالشمس التي تأخرت على غير عادتها… والغايب عذره معه.

هذه هي آخر تفتيحاتنا من الأخبار، خذاها وانتظرا كراتين الأخبار التي سنعرضها قريباً… دمتما عاشقين.

سامي النصف

كويتيون ضد كويتيين

في زمن الانفعال والجنون تقفل العقول ويفوت علينا جميعا بديهيات ما كان لها أن تفوت ومن ذلك:

– في القضية الأصلية التي بنيت عليها الإشكالات الحالية ونعني قضية الشيك الشهير، فالمنطق والبداهة يفرضان علينا خيارين، أولهما صحة ما قاله محامي الرئيس من أن الشيك كان ثمن خدمة قانونية وعليه لم يكن هناك داع لاختراق سرية المصارف والدخول للحسابات الشخصية وما تبع ذلك من مشاكل، والخيار الآخر صحة ما قيل تلميحا أو تصريحا بأن الشيك رشوة سياسية وحينها نسأل: بداهة، كيف يصح قانونا محاسبة من دفع ولا يتم الحديث عن محاسبة من تسلم فيما لو صحت فرضية ذلك المُعطى؟!

– وفي ديوانية الصليبخات كان من البديهيات أن يلتزم الجميع بأوامر رجال الأمن متى ما تأكدوا من هويتهم كما يحدث في جميع الدول الأخرى خاصة أن ذلك تحقيق لرغبة أميرية مطابقة لصحيح القانون كما أتى في دراسة د.هاشم الصالح، وليس من المنطق وضع شرط رؤية الأوامر والقوانين والتشريعات مكتوبة لتنفيذها، فأمر كهذا سيخلق الفوضى حيث سيفرض على رجال الأمن والمرور ألا يخالفوا على سبيل المثال من يتخطى الإشارة الحمراء ما لم يكونوا يحملون معهم قوانين المرور والجزاء وغيرها من تشريعات حتى يحققوا رغبة وشرط المواطن برؤية الأوامر والتشريعات مكتوبة قبل التزامه بتنفيذها.

– ودعوى أن المواطنين ونوابهم لا يضربون بالهراوات في الدول الأخرى، والحقيقة أن وسائل الإعلام تنقل لنا يوميا صور اشتباكات رجال الأمن الذين يحملون الهراوات، مع المواطنين في أرقى الدول والديموقراطيات مثل اليابان وكوريا وألمانيا وبريطانيا وأميركا متى ما رفض المواطنون الانصياع لأوامر رجال الأمن، أما التعدي على نواب الشعب هناك فلا يحدث كوننا لم نسمع قط انهم تركوا كونغرسهم ومجلس عمومهم للاشتراك في التجمعات الممنوعة بالخارج، ولو قاموا بذلك الأمر لعرضوا أنفسهم لعصي رجال الأمن التي يفترض ألا تفرق بين من يخالف الأوامر ويخرج على النظام مواطنا كان أو نائبا، فشرطتهم لا تعرف أساسا وجوه نوابهم كونهم لا يتصدرون الصفحات الأولى لصحفهم كحالنا.

– دعوى أن سبب الإشكال الحالي هو أن هناك نوابا موالين للحكومة مما خلق أغلبية مريحة لها ومن ثم ضرورة العمل على حل البرلمان والضغط على النواب الآخرين لإصلاح تلك المعادلة «الخاطئة»، البديهة تقول اننا استمرأنا الخطأ حتى أصبحنا لا نعرف الصواب، ففي «جميع» الديموقراطيات المتقدمة والمتخلفة الأخرى تملك الحكومات «أغلبية» مريحة في البرلمانات كي يمكن لها ان تمرر خططها ومشروعاتها لذا فبرلماننا الحالي هو الصح حيث ان المشكلة هي ألا يكون للحكومة – أي حكومة – أغلبية في البرلمان لا العكس.

– دعوى ان الندوات والتجمعات القائمة ستضعف وتعصف بالحكومة وتتسبب في إسقاطها، الحقيقة أن التجمعات بشكلها الحالي تسببت بإرعاب الآخرين في المناطق الأخرى والضغط على نوابهم للاصطفاف مع الحكومة مما قواها بدلا من إضعافها بدلالة غياب كثير من نواب المناطق الأخرى عن تلك التجمعات وعلو أصوات النواب والكتاب الذين قرروا الوقوف طواعية مع الحكومة مقابل ما يرونه من دعاوى تحريض وتأجيج تضر بالبلد وتضرب وحدته الوطنية.

آخر محطة:

(1) النتيجة الوحيدة المتفق عليها بين الكويتيين هذه الأيام هي ان الندوات والتجمعات المحرضة قد فرقت بين أبناء الشعب الواحد وجعلت الكويتي يقف ضد الكويتي سواء كان مواطنا أو رجل أمن.

(2) ردا على من يحاول استغفال الناس والتفريق بينهم، نذكر بأنه سبق أن حقق وحجز كل من د.ناصر صرخوه وخالد الفضالة ومحمد الجاسم وبعد ذلك الشيخ صباح المحمد وهم من يمثل مختلف شرائح المجتمع الكويتي لقضايا تختص بدعاوى قضائية أقيمت ضدهم وترك للقانون ان يأخذ مجراه.

(3) ليس من الملائم على الإطلاق سواء كان الهدف التحريض أو التعاطف، إظهار صورة شخص وهو في وضع غير لائق، والتلميح يغني عن التصريح وقصة الدب وصاحبه الفلاح ليست عنا ببعيدة.

احمد الصراف

الكتابة في الحدث وتصريح قناص

تمر الكويت هذه الأيام بمرحلة خطرة، وقد تكون الأخطر في تاريخها الحديث. وقد سألني البعض عن سبب «إحجامي» عن التعليق على الأحداث الأخيرة، وتوضيح موقفي منها، أو على الأقل بيان سبب صمتي. والحقيقة انني اشعر بمعاناة وطني واشارك الكثيرين قلقهم على مستقبله وأوضاعه، ولكن الكتابة السياسية تتطلب المعرفة بمجريات الأمور وإلمام محدد بها، وهذه لا يمكن أن تتأتى من دون مشاركة، أو على الأقل مراقبة مستمرة، للأنشطة السياسية وحضور جلسات مجلس الأمة وزيارة الدواوين وقراءة غالبية الصحف اليومية ومشاهدة التلفزيون وحضور الندوات وتسجيل الأحداث واستمرار الاتصال بالنواب والسياسيين من وزراء وغيرهم، والاحتفاظ بصداقة الجميع والتواصل معهم، وهذه الأمور في غالبيتها تخالف طبيعتي وطريقة حياتي. فأنا مثلا لم احضر سوى جلسة برلمانية أو اثنتين، ولم اكملهما، ولا اقرأ غير صحيفتين يوميتين، ولا اذهب للندوات إلا نادرا، ولا ازور الديوانيات! فكيف يمكن ان اكتب عن حدث بمثل أهمية، وتعقيد، ما حصل مؤخرا، وانا مطمئن لحياديتي ومعرفتي بكل أو غالبية الملابسات؟ إضافة إلى ذلك فإن الميدان الصحفي لا يشكو من قلة من يكتبون عن الأحداث اليومية، إن بحكم عملهم الصحفي، ومتابعتهم المستمرة، أو بسبب مصالحهم الانتخابية أو المالية أو انتماءاتهم السياسية، أقول ذلك بالرغم من شعوري بأن غالبية من يعلق على الأحداث بشكل عام، إما أنه يكتب بشكل مغرض أو أنه مدفوع من قبل جهة ما أو لغرض شخصي أو طائفي أو قبلي، إلا قلة القلة التي تنشد المصلحة العامة. وبالتالي تفتقد كتابات الكثير من الزملاء الدقة والمصداقية والتحليل الموضوعي المفيد. ونأيي عن الكتابة في مثل هذه المواضيع ما هو إلا احترام لقدراتي المتواضعة في هذا المجال، واعتراف سار بعجزي التام عن مجاراة الآخرين في هذا السباق الطريف!
***
ملاحظة: بمناسبة حلول أعياد الميلاد، والسنة الجديدة، نتمنى للجميع، والمسيحيين بالذات، أعيادا سعيدة وسنة جميلة. وبمناسبة ما أعلنه عزيزنا الأخ قناص العدواني، من وزارة الإعلام والرقابة الأخلاقية، من أنه لم يتسلم أي طلب من أي فندق أو شركة فنية لترخيص اقامة حفلة «ساهرة» بمناسبة السنة الجديدة، فقد قررنا والعائلة قضاء الأعياد في مكان أكثر بهجة وسرورا، ونيابة عن مطاعم ومطارات وفنادق البحرين ولبنان والقاهرة وسوريا وغيرها، وشركات السفر والسياحة والطيران، نتقدم للأخ قناص بجزيل الشكر على هذا التصريح الواضح والنافع.
وكل عام والجميع بخير.

أحمد الصراف