محمد الوشيحي

عندما تجالسنا 
غادة عبدالرازق

أسبوع «بالكثير» هو أقصى مدة متصلة أستطيع تحمّلها في الكتابة في الشأن السياسي، يبدأ بعدها قلمي يحكّ رأسه متبرّماً متململاً، فأضطر إلى الهمس في أذنه «غيّر هدومك بنطلع نتصرمح».

وفي الكويت، ستجد «قلم الدستور» أستاذنا العظيم احمد الديين لا يكح ولا يمح من الكتابة في السياسة الجادة، ومثله «شغيغي» الزميل سعود العصفور، الذي يحمل فصيلة الدم السياسي نفسها. ولو جلست الممثلة التي تملأ أنوثتها الجهات الأربع وتفيض منها كميات لا بأس بها «غادة عبدالرازق» بين الديين والعصفور لتحدث الأول معها عن المذكرة التفسيرية ولتحدث معها الثاني عن المكتسبات الشعبية، أما لو نهضت غادة وجلست بجانبي فسأطفئ لأجلها الأنوار وأنثر الشموع وأدير آلة التسجيل على أغنية عبدالحليم «فاتت جنبنا» قبل أن أطلب منها أن تحدثني عن «اللائحة الداخلية» بتفصيل وتسبيل.

والأوضاع السياسية في الكويت لا تحتاج إلى أن تلصق وجهك على فاترينتها وتُحيطه بكفّيك كي تتمكن من رؤيتها بوضوح، فكل شيء على المكشوف. والناس تتحدث عن أن النائب القلاف قال في جلسة الاستجواب «السرية» بعد أن شاهد واستمع إلى عرض كلمة د. عبيد الوسمي: «الله أكبر، كل هذا قاله»، أي أن القلاف كان مؤيداً لضرب الوسمي وسحله قبل أن يعرف تحديداً ما قاله الوسمي، وهو ما يُسمّى في لعبة «البلوت» وقوانينها «صن مغطّى»، أي إعلان الموافقة على «المغامرة الكبرى» قبل أن تنكشف أوراق اللعب، بمعنى «شراء السمك بمبلغ خيالي وهو مايزال في الماء»… سحقاً للتنمية.

والنائب الدويسان يقول عن المستجوبين ومرافعاتهم: «لم يأتوا بجديد، كل ما قالوه في الاستجواب هو تكرار لما قالوه في ندواتهم»، وأظنه كان يتوقع أن «يغيّروا» كلامهم و»يدبلجوا أفلامهم»! يقول ذلك وهو مثلي يعلم أن جلسة الاستجواب تلك، تحديداً، ليست إلا خطوة إجرائية «روتينية» لا يمكن تجاوزها، فالأمور «مصلّعة»، والحجج معروفة مسبقاً.

أما بعض من يردد الكليشة المعروفة «الحكم بعد المداولة وبعد الاستماع إلى حجج الطرفين» – أكرر، في هذه الجلسة تحديداً – فهو يراعي «الإعلام» لا أكثر، ويريد أن يرتدي قبعة «النبلاء». والكليشات فكرة استخدمها الفنانون والفنانات فتبعهم السياسيون، وأشهر الكليشات هو ما تردده بعض الممثلات من اللواتي اختلط عندهن الليل بالنهار: «الفن سرق أمومتي»، أو «تزوجتُ الفن»، وكليشات أخرى متفرقة حفظناها عن ظهر قلب، نحن عشاق قراءة المجلات الفنية في صالون الحلاقة «عيبي أنني طيبة جداً وأثق في كل الناس»، «صحيح أنا عصبية بس قلبي أبيض»… هي كليشات لزوم الإعلام. بل حتى نحن أبناء الصحافة لنا كليشاتنا التي نرددها ولا نتوقف عند معانيها كثيراً، تعلمناها من «آبائنا الأولين» في الصحافة، مثل «الجريدة الغراء»، ولا أدري لماذا يجب أن تتلازم كلمتي «جريدة» و»غرّاء»! أو جملة «الحمل الوديع»، على اعتبار أن هناك «حملاً مفترساً» بمخالب وأنياب تسيل منها الدماء.

احمد الصراف

كاسيات عاريات!

قام الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، الخاضع لحزب الإخوان المسلمين فرع التنظيم العالمي للإخوان في الكويت، بطبع منشور زاهي الألوان بعنوان «عائدة بقلبي…حياء من ربي»! وقد زينت قمة صفحته الأولى بسؤال: «ماذا يحدث إذا لم أتحجب؟» حيث تجيب النشرة بأن «ما سيحدث لن تشعر أو تدري به غير المحجبة، بل إن الملائكة من حولها سيحسون(!) وإن السيئات ستتزايد بشكل مفاجئ في «صحيفة أعمالها» فور خروجها من المنزل، لأنها تحمل إثم كل رجل ينظر إليها، فعلى الرجل سيئة وعليها سيئات بعدد من نظر إليها من الرجال وهي متبرجة، لأنها تسببت في وقوعهم في المعصية!» وهذا إسقاط مؤذ وجريء في وقاحته، وتحميل للمرأة مسؤولية كل معاصي المجتمع وخطاياه ووزر إغواء الرجال!
ويستطرد المنشور في أذاه بالقول «إن من اتخذت قراراً بعدم ارتداء الحجاب، والتلذذ بسماع التعليقات يجب أن ترضى تالياً بالتنازل عن شيء غال بالمقابل! وأنها إن احتاجت إلى العون من ربها فلن يعطيها «ربي» ذلك «هكذا!» وهنا تظهر ضحالة أسلوب المنشور المكلف الطباعة والإخراج، وسوء تعبيره الذي يقول كاتبه الفرد، و«ليس المؤسسة الطلابية، بأن «ربه» لن يستجيب لها!» ولا أدري من أين أتى هذا الطالب بهذه الصلاحية؟ وكيف أمتلك هذا الحق في توزيع صكوك غفرانه على من يشاء؟ ومن أين امتلك كل هذه الحقائق، وهو لايزال على مقاعد الدراسة؟
ثم يبلغ المنشور ذروة سخفه بالقول «إن المتبرجة من أهل النار، ولا تستحق دخول الجنة!» ولا أدري كيف توصّل الطالب، محرر النشرة، إلى هذه النتيجة، ومَن أخبره بهذا السر، والحجاب كان وسيبقى موضع خلاف بين كبار رجال الدين، فماذا ترك هذا التلميذ لهم؟
إن الهدف من مثل هذه الدعوات والمنشورات ليس حجاب المرأة في حد ذاته، فهذا آخر هم هؤلاء، بل الهدف يكمن في كسب انتمائهم السياسي والحزبي فور تحجبهن، فهذا سيقوي حتماً من مكانتهم في المجتمع، ويزيد من سيطرتهم على المؤسسات الثقافية والتعليمية والمالية بالذات، ويسهّل في نهاية الأمر من سيطرتهم على مقاليد الأمور في الدولة.
نكرر، إن الشرهة، كل الشرهة، ليس على من اتهم نساءنا وأخواتنا بكل هذا الكم المقذع من السّ.باب غير المؤدَّب، بل اللوم كل اللوم على من سكت عنهم سنة وراء أخرى، وبارك ورعى مؤتمراتهم السنوية، فبئس فعلهم.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

سجينات بحرينيات… أخطأن وينتظرن المكرمة!

 

في تفاصيل الرسالة التي تسلمتها من أهالي عدد من السجينات البحرينيات بمركز التأهيل والإصلاح بمدينة عيسى، تنتظر السجينات مكرمة ملكية سامية بالعفو، مع اعترافهن بأنهن أخطأن في حق أنفسهن وعائلاتهن وأبنائهن، ولكن ننشر الرسالة كما وردت على لسان السجينات.

وقبل ذلك، لابد من الإشادة باللقاء المهم الذي عقد حديثاً بين وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة مع وفد المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بشأن الزيارة التفقدية التي قام بها وفد من المؤسسة الى مركز الإصلاح والتأهيل، فهذا اللقاء يؤكد الرغبة في تحسين أوضاع النزلاء من الجنسين، وخصوصاً أن اللقاء أكد مبدأ الانفتاح والتواصل والحوار مع الجميع من أجل صون الحريات وضمان حقوق الإنسان، وهذا هو المنهج الذي نأمله من الدولة ومؤسسات المجتمع المدني في مختلف القضايا والملفات.

في رسالتهن، ناشدت السجينات القيادة الرشيدة بإدخال الفرحة في بيوتهن، بالعفو عنهن، ويقلن في رسالتهن: «لا نخفي اعترافنا بأخطائنا في حق أنفسنا وعائلاتنا وأبنائنا، ونحن الآن نقضي مدداً متفاوتةً من أحكام السجن، لكننا ندرك حرص قيادتنا على استقرار أسرنا وإعادة إدماجنا في المجتمع وعودتنا الى أهلنا وأبنائنا».

وتواصل السجينات: «نحن نعلم جميعاً مدى حرص القيادة الرشيدة على أبناء المملكة من خلال المكرمات التي لا يمكن ان تمحى من ذاكرة كل بحريني، وخصوصاً تلك المكرمات التي مثلت عرساً بحرينياً للبلد وأهلها حين مددتم أياديكم البيضاء بالعفو عن المسجونين، والتي انعكست على وجوه أبناء البحرين من جميع الأعمار وزينت الفرحة شوارع البحرين وأزقتها وبيوت العوائل البحرينية، فحين نتذكر ذلك، نأمل في مكرمة من هذه المكارم للعفو عنا وإنهاء معاناتنا، ومنحنا الفرصة للتكفير عن أخطائنا وبدء حياة جديدة أفضل من السابق لخدمة وطننا وأهلنا».

بناتكم وأخواتكم: سجينات مركز الإصلاح والتأهيل – مدينة عيسى

@@@

في رسالة السجينات كما بدا من مضمونها، اعتراف بأنهن أخطأن، وهن يقضين الآن فترة العقوبة، ويشعرن بالندم على ما فعلنه، لكن الأمل دائماً في الله سبحانه وتعالى وفي القيادة الرشيدة، ومن خلال منهج وزارة الداخلية في الإصلاح والتأهيل لمنح كل من أخطأ الفرصة للعودة الى الحياة الطبيعية والاندماج في المجتمع من جديد.