سامي النصف

الحوار بالاستجواب

استجواب آخر ينتهي وعشرات الاستجوابات قادمة على الطريق كي يتوقف حال البلد في وقت تتفرغ فيه دولنا الخليجية الاخرى لمشاريع التنمية وخلق فرص العمل والسعي حثيثا الى ان تصبح مراكز مالية عالمية بقصد خلق موارد بديلة للنفط الناضب، بينما نبقى نحن «مكانك راوح» ثم يتساءل البعض، وبراءة الاطفال في عينيه، عن سبب تقدمهم وتخلفنا.

 

قام الخلاف اللبناني ـ اللبناني الذي تسبب في حرق لبنان الاخضر لمدة 17 عاما، على معطى غياب الحوار الفاعل بين القوى المعارضة والقوى الحكومية، وانزلت المعارضة الناس للشوارع وانطلقت رصاصة في الظلام لتقتل الزعيم المعارض المعروف معروف سعد وتطلق اولى شرارات الثورة والعصيان والحرب الاهلية، وكان بالامكان حل كل تلك المعضلات لو جلست الحكومة والمعارضة على طاولة الحوار وتم حل اشكال التعديل الدستوري الواجب خلال نصف ساعة بدلا من تدمير لبنان للوصول لنفس الهدف، السؤال: لماذا لا تلتقي الحكومة والمعارضة الكويتية في غرف مغلقة لحل الاشكالات القائمة قبل خراب البصرة ـ او جنوبها تحديدا ـ لا بعده؟!

 

تحدث العم عباس مناور وهو احد الآباء المؤسسين للدستور فأتى كلامه ينقط عسلا وألما وعقلا وحكمة، وينضح بحب هذا البلد والخوف والحرص على مستقبل ابنائه، ومما قاله العم ابومطلق ان دواوين الاثنين قامت على معطى غياب الديموقراطية والحرية الاعلامية آنذاك فما سبب اللجوء للشوارع والدواوين هذه الايام؟! سؤال آخر مستحق من رجل حكيم.

 

هل نذكر بأن الآباء المؤسسين للدستور الذين لا يزايد احد على حبهم له وحرصهم عليه، لم يرفعوا قط شعار «إلا الدستور» ولم ينزلوا للشارع للتأجيج والتحريض حتى ابان احداث 67 و76 و86 بل جعلوا جل همهم مصلحة الوطن ومستقبل ابنائه وقدروا ببصيرتهم خطورة الظروف الحرجة المحيطة فنجا بلدنا مما كان يخطط له آنذاك من احداث جسام.

 

وهل نذكر البعض كذلك بالمتغيرات الكبرى التي تحدث في العالم وفي منطقتنا من تحول بعض الدول الحليفة والمؤثرة من تأييدنا ودعمنا الى دعم وتأييد احد جيراننا حتى سمعت بالامس ـ وسمع معي آخرون ـ ديبلوماسيا كويتيا مطلعا يقول «ان مصلحتنا كانت تحتم علينا الحرص على بقاء نظام صدام الضعيف الذي تعاديه كل الدول بدلا من الاوضاع الخطيرة المستجدة».

 

آخر محطة: بعد تقاعد 3 وكلاء مساعدين في وزارة الاعلام، الاعلامي البارز يوسف مصطفى هو احد ابطال عام 90 الذي مازال صوته يرن في اسماع الشعب الكويتي محفزا ومشجعا له آنذاك على الصمود والمقاومة، الزميل ابومحمد يستحق وبحق بحكم اهليته وكفاءته وثقافته وأقدميته منصب الوكيل المساعد لشؤون الاخبار، حيث يملك خبرة تتجاوز 3 عقود في ذلك القطاع المهم.. نرجو ان نسمع قريبا خبرا مفرحا يضع الرجل المناسب في المكان المناسب… ومبروك مقدما.

احمد الصراف

الليل الطويل

يمثل المسلمون ربع سكان العالم تقريبا، ولكن ثلثيهم يعيشون في مجتمعات قروية فقير،ة ويفتقرون إلى الكثير من أساسيات الحياة، وخاصة في افريقيا واندونيسيا وباكستان وأرياف الدول العربية، كما أن للأمية نصيبا كبيرا بينهم، ففي الوقت الذي نجد فيه أن عدد جامعات الولايات المتحدة وحدها يقارب الـ6000، فإن عددها في الدول الإسلامية لا يزيد على الألف بكثير! كما أن الفائزين بالجوائز العلمية العالمية المرموقة فيها لم يتعد اثنين، وكلاهما تلقيا تعليما غير تقليدي.
كان لابد من هذه المقدمة لكي نتطرق إلى المواضيع الثلاثة التالية باختصار شديد:
أولا: أقامت إحدى مدارس منطقة الأحمدي التعليمية في الكويت قبل أيام دورة تدريبية على مدى يومين لطالبات المدرسة تتعلق بكيفية التعامل مع الجن، وإخراجه من جسد الفتاة!
وفي باكستان، قام أربعة رجال باغتصاب علني لفتاة تبلغ 18 عاما، تنفيذا لحكم محكمة قبلية في قرية «ميروالا» الباكستانية، عقابا لقيام شقيقها بإقامة علاقة مع امرأة من قبيلة تنتمي إلى مستوى أرفع، علما بأن عمر الصبي لم يتجاوز 11 عاماً!
وجرت عملية الاغتصاب أمام حضور بلغ أكثر من ألف شخص، يتقدمهم والد الفتاة نفسها، إمعانا في الإهانة. كما أجبرت الضحية بعدها على العودة عارية لبيتها أمام الناس.
وورد في تقرير لـ «حقوق الإنسان الباكستانية» أن السلطات هناك تعلم بتلك الاغتصابات العلنية، ولكنها لا تفعل شيئا لمنعها، وأن الحادث يتكرر عشرات المرات سنويا.
وفي أفغانستان، تم اختيار «خالدة» البشتونية لتكون كابتن الفريق الوطني لكرة القدم. وطوال سنوات تعرض والدها واخوتها للسخرية لسماحهم لابنتهم باللعب، وعندما قرروا منعها أقدمت على الانتحار، وتم انقاذ حياتها بمعجزة، فاضطروا للموافقة على رغبتها. وفي مقابلة مع الـ «بي.بي.سي» قالت خالدة إن حياتها لا تساوي شيئا بغير هوايتها، وانها تعلم أن الموت ينتظرها، بسبب المجتمع الشديد التعصّب الذي تعيش فيه، ولكنها تصرّ على مزاولة هوايتها، ففي ذلك يكمن وجودها، كما أنها تلعب لتشد أزر غيرها، ومن منطلق حبها لوطنها وسمعته الدولية.
وفي رد على أسئلة أخرى قالت إنها تعلم أن فرصتها في الزواج وتكوين أسرة قد قضي عليها، فلا أحد يود الاقتران بفتاة تسافر مع زميلاتها لتمثيل وطنها في الخارج، وقالت إنها حرمت من اشياء كثيرة لكي تستمر في مزاولة هواية تحبها، ومعاناة زميلاتها في الفريق لا تقل عن معاناتها!
وفي أفغانستان، وأجزاء من إيران، انتشرت أخيرا عادة اقتناء الصبية الذكور كمرافقين، ولإحياء الحفلات والرقص فيها وممارسة الجنس معهم في نهاية اليوم، كما أصبح اقتناؤهم مظهرا للوجاهة، وتسمى هذه العادة بـ «بجه بازي».
والسؤال: ألا تستحق الشعوب الإسلامية، مثلها مثل غيرها، فرصة أفضل في الحياة؟ وإلى متى يستمر هذا الظلم في كل أرجائها؟

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

الخوف.. سيد الموقف

أصبح واضحا أن الخوف المسيطر على الادارة الحكومية هو السبب في المشاكل التي عشناها في الايام الماضية بسبب قرارات وإجراءات حكومية مستغربة! أما وقد اكتشفنا العلة، وهي هاجس الخوف من المجهول، فلن نستغرب كل ما حصل.
خذ مثلا غياب الحكومة المتعمد عن جلسات التصويت على رفع الحصانة!! سببه الخوف من ألا ترفع الحصانة عن النائب ان تم التصويت!! وهذا جعل الاجواء متوترة داخل القاعة عندما رفعت الجلسة.
وكذلك ضغط الحكومة على نوابها لتغييبهم كي يفقد النصاب! ادى الى احراج نوابها، ونعتهم بالحكوميين، ودخولهم في مشاكل مبكرة مع قواعدهم الانتخابية. الامر نفسه عندما تداعى النواب لعقد لقاءات مع جماهيرهم في الدواوين، خافت الحكومة من تأثير ذلك على الشارع، وبالتالي على نوابها، فاستخدمت القمع في ازالة هذا الهاجس لديها، واطمأنت بعد تفريق النواب والناس!!
الخوف، وليس غيره، سيطر على اجواء مجلس الوزراء عندما قرر طلب جلسة سرية كي يتحاشى تأثير ذلك على قرارات نوابها!! والخوف ولا غيره جعل الحكومة تطلب من وزير الداخلية تجاوز المادة 118، وتطويق الطرق والمداخل المؤدية الى مبنى البرلمان، حتى لا يتأثر نوابها بالجماهير الكبيرة التي بدأت تزحف منذ ساعات الفجر الاولى للتجمع في ساحة الارادة فيغيروا تصويتهم في اللحظة الاخيرة.
اذاً حكومتنا الرشيدة تتكتك بدافع الخوف من كل شيء!! فعلى ماذا يدل ذلك؟
يدل ع‍لى ان رأي الشارع غير رأي نواب الحكومة. ويدل على ان قناعات نواب الحكومة تختلف عن طلب الحكومة ورغبتها. ويدل على ان موقف نواب الحكومة ركيك وضعيف، وممكن في اي لحظة، وتحت اي ضغط، يتغير!!
الآن بعد انتهاء الجلسة السرية سيبدأ الشارع بالضغط مرة اخرى، وستبدأ الحكومة في اتخاذ اجراءات جديدة لتقليل التأثير على نوابها. ولمعرفتي بالعقلية التي تفكر عن الحكومة وتشير عليها بالرأي، فالحكومة قد تذهب الى ابعد مدى لتحقيق رغبتها، وازالة تخوفها، وان ادى الى كسر القوانين والدوس عليها.
الخلاصة.. إن هذا الخوف ادى الى هذه الاجراءات.. وان هذه الاجراءات ادت الى هذا الشحن وهذا التوتر وهذا التأزيم!! صحيح ان النواب ببعض الفاظهم يتحملون جزءا من ردة الفعل لكن لكل فعل ردة فعل تساويه في المقدار وتعاكسه في الاتجاه، بس اللي شفناه الحكومة دوبلتها عشر مرات.

***

لفتة كريمة
لو أن الحكومة تركت النواب يحضرون الجلسة ويصوتون معها لرفع الحصانة اهون الف مرة على النواب انفسهم من حالهم اليوم امام جماهيرهم.