اجرى المحاضر الأميركي فرانسس بويل Frances Boyle، الذي له عدة انشطة على المستوى الدولي سواء مع السلطة الفلسطينية او حكومة بوسنيا او منظمة العفو الدولية، مقابلة انتشرت على الانترنت تحدث فيها عن الممارسات العدوانية التي طالته في الفترة الاخيرة من جماعات الضغط الصهيونية في أميركا بعد ان اشتهر بمواقفه المؤيدة للفلسطينيين وقضايا العرب والمسلمين. وقال انه لا يستثني اي هيئة او مؤسسة تعليمية كبرى في أميركا من تهمة التحيز، سواء كانت «ييل»، «هارفرد» او غيرهما، فجميعها تعاملت معه بعنصرية واضحة، كما انها، وفق قوله، منافقة ومتناقضة في كل امر يتعلق بالفلسطينيين، وانه منع من القاء محاضراته في جامعات كثيرة، ووصل الامر إلى قطع التمويل عنه وعدم دفع مصاريف تنقلاته!
وعندما قمت بتوزيع رابط المقابلة على قائمة بريدي الالكتروني، وردني تعليق من الصديق محمد ثابت المثقف الأميركي المصري الاصل، قال فيه انه، ومن واقع خبرته الطويلة في أميركا، يتفق مع البروفيسور بويل فيما ذكر، وان اليهود يسيطرون على كبريات المؤسسات التعليمية واقوياء بدرجة كبيرة ولهم نفوذ في المال والاعلام والتعليم! ولكن قوتهم لم تنبع من رغبتهم في قتل انفسهم والغير معهم، ولا في القيام بعمليات ارهابية، ولا في خلافات طوائفهم بعضها مع بعض، ولا في اختلافهم على اتباع تعاليم سلف اليهود والصلاة عدة مرات في اليوم مثلاً، بل جاء كنتيجة طبيعية لتفوقهم التعليمي والثقافي العالي وحماستهم ورغبتهم في مساعدة بعضهم البعض، وقال ان من الحقائق المعروفة في أميركا ان افضل الكتاب يهود، وافضل العقول في الاقتصاد يهود، واهم الادمغة في العلوم والطب يهود، كما أنهم يشكلون اكبر اثنية بين خريجي هارفرد و«أم آي تي» وييل، وبقية اعضاء نادي الجامعات الخمس الكبرى، أو الــIV.
كما يعتبر غالبية، ان لم يكن جميع، اعضاء الكونغرس اليهود من المبرزين في مجالهم، وحتى افضل كوميديي أميركا وكتاب السيناريو والمخرجين العظام هم من اليهود، ويعتقد السيد ثابت ان ليس هناك من سبيل للتغلب على النفوذ اليهودي، او الصهيوني، في اميركا بغير الاقتداء بهم في كل او بعض مجالات تفوقهم، والى ان يحدث ذلك، ان حدث، فسيستمر النفوذ اليهودي طاغيا في أميركا! انتهى التعليق.
وبمناسبة الحديث عن تقاعسنا في كل مجال، فانني أتذكر حملة قامت بها مجلة الحوادث اللبنانية في 1966، او 67 لجمع مبلغ يكفي لنشر اعلان على صفحة كاملة في «النيويورك تايمز»، نطالب فيه دول العالم الغربية باصدار وعد بلفور جديد لوطن قومي للفلسطينيين! بعد شهر تقريباً اعتذرت المجلة بان ما استطاعت جمعه من مال كان مخيباً، وبالتالي اعادت لنا، نحن السذج، تبرعاتنا! ولا أعتقد ان الوضع والوعي «العقلي» لدى شعوبنا اصبحا افضل مما كانا عليه قبل نصف قرن تقريباً، فعلى الرغم من كل التحديات التي تحيق بنا وتهدد كامل وجودنا، فان لدى نوابنا الوقت والجرأة لاقتراح شكل المايوه النسائي على شواطئنا، في الوقت الذي لم يترك فيه البعض من هؤلاء شهوة في شبابه الا ونال منها حتى الثمالة، جنسا وشربا ولعبا ولهوا!
أحمد الصراف