سامي النصف

إلى أبناء القبائل عامة ومطير خاصة

في التسعينيات لاحظت ظاهرة خطيرة جدا هي بدء عمليات تحريض منظمة للشباب الاسلامي الملتزم وارساله لافغانستان والشيشان وكوسوفو ليقتل ويُقتل، بينما يبقى من حرضه آمنا في بيته وعند اهله لا يصيبه ضرر، تصدينا حينها لتلك الظاهرة التي لم تتوقف للاسف الا بعد ان دفعنا ضريبة الدم عام 2005، وقد غضب منا بعض الاحبة آنذاك الا انهم عادوا وبعد تكشف الحقائق ليوافقونا الرأي وهو ما سعدنا به.

تتكرر هذه الايام ظاهرة التحريض والتأجيج لشبابنا اليافع متخذة اتجاها آخر ومستقصدة هذه المرة شباب القبائل الكرام ودفعهم نحو التحرك للداخل لا الخارج في عملية لا مصادفة فيها بل هي امور منظمة، حيث نقرأ على بعض المنتديات الشهيرة التي تتشكل فيها عقول الشباب، مقالات محرضة كالتي كان عنوانها «الى ابناء القبائل عامة ومطير خاصة» وأتى ضمنها «يا حكومتنا اذا تريدين حربا فنحن لها وهي حرب نخوضها انتصارا لكرامتنا» ومثل هذا المقال كثير، ومما يظهر ان الامر مخطط له وبشكل متعمد حقيقة ان المعرفات التي تدعو للحرب والضرب والعصيان والاقتتال الاهلي جميعها مسجلة حديثا وبأسماء محرضة كالمقاتل والمناضل وسيف القبائل، وبالطبع لا يعلم احد ان كانت هذه المعرفات كويتية أم عدوة للكويت وهو الامر المرجح.

ان القبائل وشبابهم وعبر تاريخهم الناصع كانوا اقرب لعمود الخيمة التي يستظل بها البلد، وقبيلة مطير تحديدا التي وجه لها مقال وخطاب الفتنة هي الاكثر قربا ونسبا مع القائمين على البلد، وهي اول من حاز اعلى المناصب الوزارية بعد رئاسة الوزراء ابان تولي ضيف الله شرار نائب الرئيس، كما ان لها في الحكومة الحالية وزيرين يمثلان خُمس الوزراء الشعبيين من غير ابناء الاسرة الحاكمة، فهل ينطلي على احد بعد ذلك اكذوبة ان تلك القبيلة الكريمة مستهدفة في البلد؟!

وأقسم بالله انني لو كنت اعلم ان لابناء القبائل الكرام مصلحة وفائدة فيما يحدث لكنت اول قلم يسخّر لنصرتهم، وقد سبق لي ان انتقدت اطروحات السيد جويهل في اكثر من مقال، الا ان الحقيقة الجلية تظهر أنهم ـ لا المحرضين المستفيدين ـ المتضرر الاكبر مما يحدث، فالكويت الممزقة والمنقسمة هي بلدهم والسمعة السالبة التي يحاول المحرضون إلصاقها به هي سمعتهم وسمعتنا معهم، ولا نطلب منهم الا التهدئة وعدم الاستماع لمن ينوي الضرر ببلدهم وقبله بهم.

آخر محطة:

1 – بعد ان طال التحريض والتأجيج ابناء القبائل الكرام، تم توجيه معول التحريض والهدم لابناء البدون الشرفاء حيث كتب من يسمي نفسه محمد العنزي من لندن، مقالا في نفس المنتدى عنوانه «الكويتيون البدون وجبة لاسماك القرش الاسترالية» ادعى ضمنه انه كان على مدار اسبوعين على اتصال مع 67 من البدون الكويتيين كانوا ينوون التوجه بحرا الى استراليا الا انهم غرقوا في تلك الرحلة، مؤججا المشاعر ومحملا الكويت مسؤولية وفاتهم، وعندما رُد عليه بحقيقة ان جميع الضحايا، كما تناقلت وكالات الانباء، من الايرانيين والعراقيين ومن ثم لا يجوز تحميل الكويت مظلمتهم، اغلق الموضوع وكله يهون ما دام الامر تحريضا في تحريض وكذبا في كذب..!

2 – ما اسهل ان تمشي مع التيار في زمن الدغدغة والانفعال والجنون، وما اصعب ان تحكم ضميرك وعقلك والا تجامل على حساب وطنك وأحبتك حتى لو غضب بعضهم، فالايام كفيلة، كما ذكرنا في بداية المقال، بكشف عدوك من صديقك ومن يضحك معك ومن يضحك عليك.

احمد الصراف

حج عام 1953 وتبرع 1935

كانت والدتي، ولا تزال، تحدثني بين الحين والآخر عن مشاهداتها وعظيم انطباعاتها عن الحج وعن الرهبة والخشوع اللذين كانا يسيطران على مشاعرها كلما دخلت أجواء الحرم المكي الحرام بساحاته الواسعة التي تمتد الى ما لا نهاية، وأرضيات الرخام التي تبدو كصفحة ماء رقراق، والممرات المظللة والأعمدة الباسقة التي تجعل الأسقف فوقها تبدو وكأنها من دون عمد، ورائحة التاريخ الرهيب التي تملأ بعبقها المكان حاملة اسرار صراعات وحروب ودماء، وزهد وسطوة وتعطش للعبادة والسلطة معا! وكنت دائما اصغي اليها وأعلق على أقوالها بأن ما رأته وما شعرت به قليل جدا أو لا شيء مقارنة بما زخر به المكان من أحداث جسام وتقلبات لا يمكن للعقل العادي الإحاطة بها من خلال زيارة أو اثنتين أو حتى عشر للمكان.
وضمن هذا السياق سبق أن قامت مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» الأميركية في عام 1953 بإجراء تحقيق مصور عن موسم حج ذلك العام، وقام مراسلها الباكستاني بالتقاط مجموعة من الصور النادرة والمعبرة التي يمكن من مجرد النظر اليها تصور حجم التغير الذي طرأ على تلك البقعة خلال الستين سنة الماضية، ومقارنتها بالوضع الحالي لمدينة مكة ومنطقة الحرم. وبالرغم من قصر المدة نسبيا بحسابات التاريخ، فانه ليس من الصعب ملاحظة أن موسم حج ما قبل نصف قرن فقط لا علاقة له بتاتا بما يحدث الآن، فقد كان بسيطا بشكل عام إلى درجة كبيرة، وكان موقع مقام سيدنا إبراهيم، مختلفا تماما. كما يلاحظ من الصور الرقم الضئيل للحجيج وسهولة تحركهم وصغر مشعر رمي الجمرات الذي لم يكن قطر حلقته يزيد على الأمتار الخمسة أو الستة. كما أن المنطقة بكاملها كانت متربة ومعرضة للفيضان عند أول عاصفة مطرية. وفي بحر ألوان ملابس الحجاج والمباني كانت ألوان إعلانات الكوكا كولا هي الوحيدة الصارخة والبارزة، مع برادات بيع قنانيها في وسط الحرم. وكانت الحمير هي وسيلة النقل الأساسية سواء للحجاج او لنقل لحوم الأضاحي.
وفي هذا الصدد أيضا ورد في ملحق جريدة «حضارة السودان» الصادر في 1935/3/14 كشف أولي بتبرعات السودانيين «لإعانة» ساكني المدينة المنورة، حيث بلغ مجموع التبرعات 223 جنيها. وكان أكبر متبرع هو السردار المهدي، الذي دفع مائة جنيه، وكان لافتا للنظر وجود اسم «هنري جيد» بين اسماء المتبرعين، وهو وجيه سوداني كان معروفا في وقته، كما كان للجنيه قيمته الكبيرة وقتها. وربما جاءت تلك التبرعات نتيجة مجاعة أو حالة قحط اصابت المدينة في سنتها أو قبلها، وتلت تلك التبرعات قوائم تبرع أخرى شملت سكان مكة أيضا. وكان الحجاج السودانيون موضع ترحيب دائم من أهل الحجاز، ربما لكرمهم أو لما كانوا يحملونه معهم للحج من هدايا واطعمة، وكان يطلق عليهم «أولاد عباس». ويذكر أن الملك عبدالعزيز بن سعود نجح في السيطرة على منطقة الحجاز وتوحيد مملكته عام 1932.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

نواب للأمة وللحكومة

أخوه نواب في مجلس الأمة نجحوا في دوائرهم باستحقاق وجدارة، حيث معظمهم مؤهلون علميا، وبعضهم ذوو خبرة برلمانية طويلة، لذلك اعتبر المراقبون وصولهم الى البرلمان اضافة ايجابية تساهم في تحسين ادائه. ما حدث خلال الأشهر الماضية خيب آمال هؤلاء المراقبين عندما أصبح بعض هؤلاء كالمطوع والمبارك والزلزلة نوابا للحكومة ومدافعين عنها في الطالعة والنازلة، مما جعل البعض يصفهم بالناطق باسم الحكومة!!
ان الاعتدال في الطرح لا يعني رفض كل ما يصدر من المعارضة، فما حدث ويحدث اليوم ان بعض الكتل تطالب بالاعتدال والعقلانية، ثم تقف مع الطرف الحكومي بحجة تطرف المعارضة وحدة طرحها وعدم عقلانيته!! ولعل تصريحات سيدهم بالأمس وتابعه الوكيل، تؤكد كيف اصبحوا ناطقين بلسان سموه، بل تعدوا ذلك الى المطالبة بضرب المعارضة واستعمال أعنف الوسائل التأديبية معهم. وأنا أعرف ان منهم عقلاء لا يقبلون بلعب هذا الدور لأنه لا يناسبهم ولا يناسب تاريخهم المشرف، لكن يبدو ان في الأمر سرا نجهله!! قد تكشفه الأيام وقد لا تكشفه، لكن ما نجزم به هو ان الأمر غير طبيعي! صحيح ان ايران جارة ولها تأثيرها، والعراق جار كذلك وما يجري فيه يؤثر كذلك فينا شئنا أم أبينا، لكن لو أخذنا هذا في اعتباراتنا لما أصبحنا دولة حرة ومستقلة!!
***
«لفتة كريمة»
الكويتي بالتأسيس أو الذي يحمل جنسية أولى، هو الذي أثبت للجنة الجنسية ان له تواجدا في الكويت قبل عام 1920.
وأنا أسأل «لفتة»، الذي ينكر قدوم والده (يرحمه الله) الى الكويت عام 1948بجواز سفر عراقي، أين كان والدك يسكن في عام 1940؟ ما في داعي أسأل عن عام 1920 أو عن فترة الثلاثينات!!
هل سكنتم في شرق؟ أم في جبلة؟ أم في المرقاب؟
هل أنتم قرويّة من أهل الساحل الجنوبي؟ أم من عريب دار حول واره وأم قدير والمناقيش؟ هل أنتم من أهل الجهراء؟ هل سكنتم فيلكا؟
لا يمكن لكويتي بالتأسيس الا وسكن الكويت في احد هذه الأماكن وله تاريخ وله جيران!! اذكر لي واحدا من اقربائك حتى لو يجمعك معه الجد العاشر سكن الكويت قبل 1945!!
اذاً كيف حصلت على الجنسية الأولى؟ ومنا الى الأخ وزير الداخلية الذي يحسن تطبيق القوانين حتى الملغى منها بحكم دستوري. خذ هذا كاش يا بونواف.
عزيزي القارئ اعذرني لما كتبت، لأن هذا النكرة تخصص بشتم أبناء الحمايل وأهل الديرة حتى انه وصف نواب الأمة بأقذع الألفاظ.. فمثل هذا يستحق منا ما سيأتيه!!