علي محمود خاجه

شلون توقفون معاهم؟

لا أفهم أبدا كم الانتقادات الموجهة للتيار المدني من قبل «اللي يسوى واللي ما يسوى» حول الموقف الساسي للتيار أو رموزه البرلمانية الحالية أو حتى السابقة وتياراته السياسية المتعددة الأشكال والمتسقة الأهداف. فما إن بدأت حملة ما يسمى بـ»إلا الدستور» وموقف التيارات المدنية المؤيد للقضية، وأكرر للقضية وليس الأشخاص حتى توجهت كل السهام نحو التيار المدني بمضمون واحد، وبألفاظ متعددة تتفاوت ما بين النقد المحترم، وهو النادر من الحالات، وقلة الأدب والوقاحة والشخصانية في غالب ما تابعت ورأيت وقرأت. وكأن الوقوف مع الدستور سُبة أو إهانة لمجرد أن من يتستر به اليوم هم جمعٌ غفير أكثرهم من اللادستوريين بالأفعال والمواقف… نعم لا أحد ينكر أن حملة «إلا الدستور» اليوم ينضوي تحتها الفرعي والمنتهك للدستور وغير الراغب بوجوده أساسا، وغيرهم من متشدقين بالدستور لمجرد معارضة ما سواه مع مصالحهم، نعلم ذلك جيدا، ولكن هل يعني هذا أن نتخلى عن الدستور لمجرد انضمام بعض المتكسبين، وإن كانوا الأكثرية اليوم؟! لقد دعمنا في مناسبات سابقة الحكومة، وهي كما يعلم الجميع آخر من يتحدث عن الدستور والالتزام به، والشواهد أكثر من أن يكفيها مقال واحد، وأيضا ادعى المدّعون آنذاك أننا حكوميون لمجرد تمسكنا بالدستور، وكانت الحكومة في صفنا في ذلك الحين. كل الشواهد والتجارب تثبت أننا لسنا مع أحد سوى الدستور أيا كان جمهوره، فنحن الثابت الوحيد والبقية متغيرة، ففيمَ العجب من مسلكنا اليوم أو أمس أو غدا مادمنا دائما مع الدستور وهو شريعة وطننا الراسخة؟ هذا من جانب… ومن جانب آخر فإني لاأزل عند رأيي بألا يكون هناك أي عمل مشترك من قبل التيار المدني تحت لواء الدستور مع أي منتهك له، بدءا برئيس الحكومة وانتهاء بالفرعيين أو المتعدين على حرياتنا، فليطالب من يريد بالدستور والالتزام به وبنصوصه، لكن دعونا لا نرحب بمهينيه، وليعملوا بمفردهم كي لا يكونوا عبئا علينا مستقبلا، فاليوم هايف والطبطبائي والمسلم والحربش وغيرهم مع الدستور وبعد أسبوع سيبدأ اعتداؤهم عليه تزامنا مع رأس السنة واحتفالاتها الخاصة والعامة، وسيتعدون على حريات الدستور ضاربين بما يسمونه اليوم «إلا الدستور» عرض الحائط، وغدا سيقف الفرعيون في وجه الدستور إن تم تطبيق القانون، وأقول القانون لا العنف ضد الفرعيات. دعونا نخلص لدستورنا وننزهه من شوائب ترغب في أن ترقى على أكتافنا اليوم لتنهش دستورنا غدا. خارج نطاق التغطية: هناك قانون يمنع الحديث بالهاتف المتنقل في أثناء القيادة، وآخر يمنع القيادة دون ربط حزام الأمان، ماذا لو كنت أنت يا عزيزي القارئ تقود مركبتك وأنت تتحدث في الهاتف دون ربط حزام الأمان، فيستوقفك شرطي مرور ويعتدي عليك بالضرب المبرح أمام المارة بحجة عدم التزامك بالقانون؟ أمر مقزز نعم، ولكنه حدث في 8 ديسمبر 2010 في الكويت، فضرب أهل الكويت وأهينوا بحجة عدم التزامهم بالقانون، وأكررها إن كان البعض قد فرح فيما حدث فليفرح هو وشأنه الخاص، لكن لن نقبل أبدا بأن يقال إن ما حدث في ذلك اليوم أمر سليم أو صحيح.

سامي النصف

تدمير الأوطان في سبع خطوات مضمونة!

بعض البديهيات التي هي كالنهار لا ينفع الاقناع فيها إذا ما احتاجت الى دليل، فهناك قوى متصارعة في العالم تسر وتسعد بمن يجعل بلده ملعبا آخر لصراعاتها المدمرة كما يحدث أمام أعيننا في بعض دول المنطقة المبتلاة التي لشعوبها باع أطول منا كثيرا في الحضارة الانسانية والتقدم والرقي والديموقراطية، ومع ذلك سمحوا لنيران الفتنة المدمرة ان تدخل الى أوطانهم وتفرق بين شعوبهم وتحرقها بالتبعية.

لاشك في أن تلك الرغبات الشريرة تتحول الى حقائق مدمرة على الأرض تدفع أثمانها الباهظة الشعوب المغرر بها دما وقتلا وخرابا عبر أدوات لازمة لا غنى لتلك اللعبة الجهنمية عنها، ونعني بذلك بعض المؤججين القابضين في السر وبعض الاتباع البسطاء المغرر بهم، ولا يتوقع أحد بالطبع ان يقف المتورطون بمثل تلك الألعاب فوق جبل او وسط ساحة الصفاة ليصرخوا او يصرحوا بالقول: «نعم، لقد قبضنا الأموال لحرق وطنكم».. بل عليهم ان يبرروا ويمرروا أفعالهم بغطاء الوطنية المدغدغ والجميل.

1 ـ وأولى خطوات حرق الأوطان تمر عبر الطعن في مرجعيات البلد السياسية والأساسية التي تقف على مسافة واحدة من الجميع ومتفق عليها بين الناس، فهذه قيادة تتهم دون وجه حق ودون دليل بأنها لا تودهم وتقف خلف زيد او عبيد، وتلك قيادة عميلة أجيرة، وثالثة غير دقيقة في أقوالها وتريد شراء البلد بالقطاعي، ويتواصل طعن المرجعيات حتى تعم الفوضى وتنتشر القلاقل الى مرفق القضاء وإلى المرجعيات الدينية ورجال المجتمع البارزين من أصحاب السمعة الحسنة كشيوخ القبائل والقيادات الوطنية، فجميعهم عرضة للتخوين والتشكيك ماداموا لم يمشوا بطريق الفتنة ومخطط الهدم وتلك الخطوة الأولى هامة جدا لتقديم البلد لقمة سائغة لأعدائه بحجة حمايته والحرص على مصلحته.

2 ـ نشر ثقافة الشعور الكاذب بالظلم، فمحاسبة متعد على القانون في المحاكم بعد ان يمنح حق الدفاع كاملا يروج على ان المقصود به شريحة عزيزة وكريمة من المجتمع الكويتي، اي يختزل الآلاف بشخص تعدى على القانون ولا يقال انه حتى ابناء الأسرة الحاكمة وأبناء الشرائح الأخرى بالأمس واليوم والغد يودعون كالآخرين السجون متى ما تصادموا مع القانون.

3 ـ وضمن نشر ثقافة الظلم الكاذب وإفشاء مفهوم الدولة غير العادلة الذي هو أمر أساسي في تدمير الأوطان، المطالبة بتشريعات مدغدغة وغير عقلانية في البرلمان، فإن لم تتحقق كي لا نصبح أضحوكة للأمم، أشيع ان سبب ذلك الرفض هو الظلم وعدم العدالة.

4 ـ تصوير الأمور بغير حقيقتها وتسويد الصورة بالمطلق، فالجميع يسرق والجميع يبوق، وجعل الكويت أقرب لتورابورا المدمرة او الصومال الجائعة مع تسويق أحلام وردية للناس ستقوم الساعة قبل ان يحققها أحد، وكل ذلك لتشجيع الاحباط ودفع الجموع للفوضى والخروج على الشرعية وعلى الدولة.

5 ـ خلق وبأكذوبة كبرى رأي عام «مصنع» غاضب ومحبط عبر منتديات فاسدة تفبرك الردود وتقدح بالعقلاء والحكماء والأكفاء ومحبي الوطن وتمدح المحرضين والمدغدغين ومن يروم بالوطن شرا ثم تشتكي ـ يا للعجب ـ من ظاهرة الإعلام الفاسد!

6 ـ تبديل الوطنيين الحقيقيين عبر الهجوم عليهم وإلصاق الأكاذيب بهم بساسة زائفين تصنعهم تمثيليات البطولة الفارغة المصنعة في مختبرات وحاضنات الدول الأخرى.

7 ـ خلق عمليات خداع اعلامي وبصري عبر تحريك جموع قليلة تشتم الآخرين في وسائل الإعلام وتواجه رجال الأمن وتدغدغ وتحرض دون ان يعرف احد إن كانوا مواطنين أم لا، مخلصين أم مأجورين.

آخر محطة:

العزاء الحار لآل الصقر الكرام بفقيدهم الكبير المرحوم وائل جاسم الصقر الذي لم تكن تراه إلا هاشا باشا وكان قلبه أبيض لا يحمل الضغينة لأحد، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.

احمد الصراف

نرجسية طارق

المثقف هو الملتزم والمتواضع الذي يمتلك المعرفة. والالتزام يشمل اللفظ والتصرف السليمين واحترام ثقافة ومعتقد الآخر وانتماءاته. اما التواضع فيأتي من زيادة المعرفة، فكلما زادت شعرنا بقلة ما نعلم. ويبقى المثقف مثقفا والعالم عالما حتى يقولا انهما يعرفان!
كان لا بد من هذه المقدمة تعليقا على المقال الأخير الذي كتبه الكاتب المصري طارق حجي، الذي يصف نفسه بالمثقف، والذي تهجم في جزء منه علينا، والذي يتبين منه مدى احتقاره لثقافات الغير وانتماءاتهم. وسنضع كلماته وجمله «غير المهذبة» بين قوسين، لنبين مدى نرجسيته!
«.. منذ شهور كتب عني واحد من أبناء منطقة (الخليع الغربي)* مقالين دبجهما بالثناء والمديح والإكبار والإجلال ونشرهما في واحدة من صحف منطقة (الخليع العربي) ولما لم أعره التفاتا، عملا مني بمقولة نابليون ذائعة الصيت: ليس المهم أن تمدح، وإنما المهم معدن الذي مدحك، فقد شعرت حقيقة أن مديح مثل هذا يضر أكثر مما ينفع، ويهين أكثر مما يكرم، وينقص أكثر مما يضيف. فلما ضربت الصفح عن المديح ومسطره، ثم قفيت بتجاهل أكثر من عشرة طلبات منه للقاء(!) تضافرت موروثاته الثقافية، فقام بعمل فريد من نوعه، إذ ألف ولفق وفبرك مراسلات زعم أنها تبودلت بيني وبينه، وكذا بيني وبين بعض ربعه، وكلها مراسلات كان هو المرسل الأساس لها من حساب لي كنت قد أعلنت أنه تعرض لقرصنة إلكترونية قبيل حمى المراسلات غير الصحيحة مطلقاً التي كان هو (ولا أحد إلا هو) وراءها، وهو في حالة هياج اشتهر به أهل منطقة (الخليع الغربي) عندما يحدث تجاهل لهم. والأدهى، أن بعض (مواطني الخليع)، ركبوا مركبه، و(هتفوا بالنهيق) الذي كان يهتف به، وصالوا وجالوا، في معركة وهمية بسيوف خشبية يدافعون فيها عن شرف لم يوجد أصلا، وفي مواجهة ضربة اصطنعها وزيفها وزورها صغيرهم (وكلهم صغير) الذي كال لي ذات يوم المديح في (مقالين مقززين)، فشعرت بغضاضة أن يأتي مديح عملي ممن لا يحمل (جزءا من ألف جزء من مؤهلات من يجوز أن يكون لأعمالي مادحا أو قادحا)، فأوليته ظهري وأعرضت ونأيت بجانبي ومضيت كأن لم يمدحني أبدا، فما معنى أن يمدح «شخص» لم (تقترب الحضارة والمدنية منه) أعمالا صدرت عن كبرى دور النشر الدولية، وتم توقيع نسخ منها في محافل دعت اليها واحتضنتها كبريات الجامعات العالمية؟ أزين هذا أم شين؟! بل ألف شين وشين. وفي يناير 2010 (احتضنت) كلية دراسات الشرق الأوسط في كلية الملك بجامعة لندن محاضرة لي مع حفل توقيعي لأول نسخ من كتابي «القوقعة العربية» والذي صدر في المملكة المتحدة والولايات المتحدة في الشهر نفسه. وبعد المحاضرة وأثناء توقيعي لنسخ من الكتاب الذي أشرت اليه، تقدمت سيدة من (ذات الموضع الذي ينتسب اليه معدّ الرسائل)، بل والمعركة كلها، إذ لم تكن هناك في الحقيقة معركة، فالمعارك لا تكون إلا بين الأنداد، تقدمت هذه السيدة (س. أ) والتي هي مثله تعيش غرب (الخليع الغربي، رغم أن أصولها مثل أصوله من شرق منطقة الخليع)، تقدمت، وبيدها ثلاث نسخ من كتابي اشترتها يومئذ! ومع ذلك فقد التحقت بابن جلدتها الذي تلاعب بالمراسلات المزعومة والتي تبادلها مع موقع الكتروني لي، أعلنت قبلها أنه سرق في عملية قرصنة الكترونية. السيدة التي (تقدمت منحنية) ترجو توقيعي على النسخ التي اشترتها من كتابي الذي احتفلت جامعة لندن بصدوره – السيدة نفسها تشارك ابن جلدتها في الحملة الدون كيشوطية على إنسان جريرته الكبرى أنه رآها ونفرا من رهطها كما هم ـ في الحقيقة ـ (عراة من كل ثقافة وحضارة ومدنية)، وأن أموال التاريخ كله لا يمكن أن تستر (عوراتهم الفكرية والثقافية والحضارية)». انتهى!
ولو قارنا النص أعلاه، المتدني في أسلوبه والنرجسي في نبرته، والذي نشر في 12/18 على موقع «مركز الدراسات والأبحاث العلمانية»، بنصوص الرسائل التي سبق وأن أرسلها لنا ولسابق «اصدقائ‍ه» ممن حاولوا فقط الاستفسار منه عن حقيقة تلك الرسائل، والذين نالهم ما نالنا من مقذع شتائمه، والذي اتهمنا بــ «فبركتها»، لما وجدنا اي فرق في اسلوب الكتابة المقزز والمنفر في عنصريته الفارغة. ونترك للتاريخ الحكم على هذا المدعي الذي لم يقم حتى الآن بتأكيد أي من تساؤلاتنا عن علاقته بــ «قسم الدكتوراه»! في جامعة اكسفورد، وكيف أصبح رئيسا لمجلس إدارة شركات شل الهولندية في عام 1988، وفق سيرته الذاتية على الإنترنت!

***

• يقصدني هنا، ومقالاتي عنه نشرت في أبريل 2009، فكيف اغضب منه بعد 16 شهرا؟!

أحمد الصراف