محمد الوشيحي

هيا بنا نزلق

الحكومة نفذت رغبة النواب و»مدّت يدها» إليهم، لكنها كانت تحمل عصا. عساها الكسر. أقصد العصا طبعاً، لأن يد الحكومة لا تُكسر بل يد النائب الشجاع وليد الطبطبائي. والطبطبائي هو الذي «زلق» (أي تزحلق) فانكسرت يده، كما تقول قيادات الداخلية في مؤتمرها «الصحّاف»، أو الصحافي، نسيت الياء. وهو مؤتمر من أجمل المؤتمرات الصحافية في التاريخ، إذ سمح بتلقي اتصال يتيم من النائبة سلوى الجسار، والحمد لله أن الأمور لم تلتبس عليها فتظن أن المؤتمر برنامج سهرة فتطلب أغنية.

والخبير الدستوري الفذ د. عبيد الوسمي – أنعم به من شنب ودماغ وقلب – «زلق» هو الآخر فأغمي عليه. والعساكر الثلاثة الذين كانوا يسحبونه من رجله وبأيديهم هراوات، كانوا يقولون «اسم الله اسم الله»، كما يبدو من حركة شفاههم في الصورة. والنائب عبدالرحمن العنجري زلق هو الآخر، لكن على الزرع لا على الرصيف. والصحافي محمد السندان الذي تغيرت معالم وجهه، وما يزال يستمتع في سريره الأبيض في مستشفى الصباح، هو الآخر «زلق»، والهراوات المرفوعة في أيدي العساكر في وجوه الشعب ونوابه كانت لإزالة قشور الموز المتناثرة، والصورة التي يظهر فيها عسكري يمسك بدشداشة الطبطبائي كانت خوفاً من أن يزلق الطبطبائي.

والداخلية لا تكذب، أبداً، لأنها بنت الحكومة التي أحسنت تربيتها، و»اقلب الجرّه على تمّها تطلع الداخلية لأمها»، وللأسف لم أكمل متابعة مؤتمر الداخلية الصحافي، وغيّرت القناة قبل أن أسمع من أحد القيادات العسكرية «إن جمهور الندوة رمانا بالقنابل اليدوية واستشهد منا ثلاثة وثلاثون عسكرياً، وتمالكنا أعصابنا، وقلنا «الله يسامحكم»، ثم تحرك النائب جمعان الحربش بدباباته ودهسنا وكسر أربعة أضلع فينا و»عدّيناها»، وعندما حلقت طائرات الجمهور فوق رؤوسنا، رمينا قشور الموز وهربنا فـ»زلق» الشعب ونوابه. ومن لا يصدق فليسأل النائب المتدين حسين القلاف. هو مثلنا لا يكذب».

ومن اليوم، سنتمرن «معدة وظهر» قبل حضور أي ندوة، وسنحفر خنادق «فيتنامية»، وسنرتدي «الواقي ضد الرصاص»، كي لا يزلق أحدنا فتخترق قلبه رصاصة طائشة عاقة… واليوم كان الغضب على شكل استجواب لرئيس الحكومة، وغداً قد نبني خياماً للندوات، كخيام الأعراس، نجتمع فيها، فتضيق بالناس وتفيض، فننصب أخريات، وقد يستشهد مواطن من حضور الندوة، أو نائب، أو ناشط أو كاتب، وقد نعلن العصيان المدني، وقد تتوقف الدراسة، وقد تتعطل مصالح الناس، وقد تتوقف الحياة، وقد وقد وقد، وإن «قداً» لناظره قريب… فالشعوب الحرة لا تُهزم.

والآن نوابنا فسطاطان، فسطاط يدافع عن كرامة الناس فيتعرض للسياط، وفسطاط عينه على «التنمية» والبطاط. والنواب المؤيدون لاستجواب رئيس الحكومة وعدم التعاون معه شارفوا على بلوغ العدد المطلوب (يجب ألا يقل عن 25 نائباً)، وإلى هذه اللحظة لم يحدد «التجمع السلفي» موقفه، هل هو مع كرامة الناس أم مع «التنمية»، والنائب علي العمير يرفع راية الكرامة ويتحدث عن التنمية، والنائب خالد العدوة اقترض من رئيس البرلمان – المتواري عن الأنظار والأسماع – تصريحاً من تصريحاته المدهونة بالفازلين، والتي تخلو من أي خبر ومبتدأ، لكنها «جملٌ اسمية» على كل حال. ثم أعلن العدوة لاحقاً تأييده الاستجواب، لكننا لن نثق به ما لم يدفع «ديبوزيت»، أو «مقدم ربط كلام»، و»يوقّع» على شرط جزائي في حال تراجع – كالعادة – عن كلامه، لدواعي «التنمية».

والنائبة د. أسيل العوضي تعطي هذه الأيام دروساً في «المرجلة والثبات على المبادئ»، وللنواب الذين لم يحددوا مواقفهم إلى هذه اللحظة حصصٌ مجانية عند أسيل.

وأهم تصريح بعد ليلة «الزلق» كان للنائب «التنموي» عسكر العنزي «أطالب بزيادة مكافأة الطلبة»، نشرته «جريدة الشاب العصامي» باهتمام «مالغ»، وأظن أن عسكر في يوم الاستجواب سيطالب بدعم علف المواشي… على أن ما أذهلني هو ركوب فريق الحكومة، كلهم بدون استثناء، في حافلة الكذب الجماعي. لم يستحِ أحدٌ منهم من أحد… الكذب هنا على المكشوف، عرضة للذباب… اللهم سلّط عليهم من «يزلقهم» تحت قيادة وزير الداخلية ذي التاريخ العسكري المشرف أثناء الغزو عندما كان رئيساً للأركان.

سامي النصف

إلا التدمير

لم تحترق لبنان وتدخل في حرب اهلية دامت 17 عاما الا بعد ان ضربت هيبة الدولة ومنع الجيش وقوى الأمن من النزول الى الشارع لفرض الأمن، كما لم يبدأ القتل والتدمير في العراق الا بعد ان حل الجيش وضاعت هيبة الدولة، فهل هذا المطلوب عمله في الكويت كي تسيل الدماء انهارا؟!

ومن يحاول ترويج مبادئ التأجيج وبث الفوضى في البلاد هذه الايام سبق له الاضرار بالبلاد والعباد تحت دعاوى جميلة مدغدغة واحلام ليلية وردية تنتهي بنا بكوابيس نهارية مرعبة، فتجمعات الدواوين التي يراد لنا العودة السريعة لها لم تأت لنا بالديموقراطية آنذاك بل جلبت لنا جيش صدام، فهل هذا هو مطلب ومراد الشعب الكويتي؟!

وسافرت قبل مدة في جولة اعلامية استخدمت خلالها شركة الطيران المصرية للقاهرة ثم اللبنانية لبيروت والاردنية لعمان والكويت وفي جميع تلك الشركات الحكومية المدرجة على قائمة الخصخصة وجدت احدث انواع الطائرات واكثرها امنا وافضلها خدمة، فلم يقم احد لديهم بمثل ما قامت به جماعتنا من الغاء صفقة تحديث الطائرات بحجة الخصخصة المتباكى عليها متناسين ان الطائرات تشترى بالاقساط التي تدفع من مداخيلها وارباحها ومن سيشتري الشركة في حال خصخصتها سيتحمل تلك الاقساط فهل يريد من دمر «الكويتية» وجعلها أثرا بعد عين ان يدمر الكويت كذلك باجتهاداته الخاطئة؟!

وفي القاهرة دعاني الاصدقاء لجلسة جميلة في احدى فلل «مدينة الورود» بمحافظة 6 اكتوبر، وفي مقابلها قارب اكبر مول في الشرق الاوسط والمسمى بـ «ارابيا مول» على الانتهاء وفي ارجاء مصر آلاف المشاريع المماثلة التي قامت على معطى تسهيل الدولة حصول الشركات العقارية والمطورين على الاراضي العامة عبر انظمة عدة منها الـ «B.O.T» في وقت تم فيه قتل مشاريعنا الخاصة وخنق مشاريع السكن الاهلية بسبب قوانين اصدرها نفس التوجه السياسي، فهل نصدق اجتهادهم الخاطئ الآخر الذي قتل التنمية في بلدنا ام نصدق ما تراه اعيننا في البلدان الاخرى من جنات خلقتها المليارات الكويتية التي هاجرت إليهم بسبب التشريعات القاتلة التي صدرت؟!

وضمن متابعتنا السياسية للديموقراطيات الاخرى التي دفعت بلدانهم الى التوجه سريعا للأمام في وقت تسببت تجربتنا الديموقراطية في التحرك سريعا الى الخلف وجدت فروق عدة تسبب فيها بعض اخطاء مجتهدينا، منها: 1 – تعديلهم وتطويرهم الدائم لدساتيرهم، 2 – وجود لجان قيم تحاسب وتعاقب النواب ولا تجعلهم فوق المحاسبة، 3 – استجواباتهم تتم في دقائق على القضية وتصيب المخطئين من المسؤولين بينما تصيب استجواباتنا التي تقوم على الهوية المصلحين منهم، 4 – استجواباتهم هادئة لا يعلم بها احد واستجواباتنا اقرب لعروض سيرك في يوم عيد، فهل عقلاء الديموقراطيات الاخرى على خطأ، رغم الانجاز، واجتهادات حكماء ديموقراطيتنا على صواب رغم الاخفاق؟!

آخر محطة:

واضح من الامثلة السابقة أنه ليس كل مجتهد مصيبا، واننا بحاجة للتواضع قليلا والاعتراف بالخطأ، فليس من العدل ان نحرق وطننا ونحيل امننا الى خوف ليثبت لنا مرة اخرى خطأ مسارنا هذه الايام.

احمد الصراف

سجلات سلف المجلس

خلال نصف قرن تقريباً لم أدخل مبنى البرلمان أكثر من ثلاث أو أربع مرات، ولكني ساهمت بفاعلية في أن يكون للمرأة مكانها فيه عضوة عاملة تحت قبته، وثبت صدق حدسنا، فقد تفوق اداؤهن على زملائهن بأشواط، وخاصة النائبة رولا دشتي التي خسرت اللجنة الاقتصادية خبرتها الكبيرة، عندما لم يتم انتخابها عضوة فيها، ربما بتكتيك حكومي.
المهم انه تصادف خلال زيارتين لي للمجلس قبل سنوات عديدة رؤيتي لظاهرتي وصول أو مغادرة بعض كبار المجلس، وقد فوجئت من كل ذلك العدد من الموظفين والسكرتارية المشاركين في وداع أو استقبال هؤلاء الكبار، وكيف كانوا يقومون «بفتح الأبواب والطريق» لهم بإشارات من أيديهم، وكأن شاغل المنصب ليس شخصا شعبيا يكون اليوم هنا وغدا في مكان آخر. ولم أود وقتها التعليق على ما رأيته، لولا ما أخبرتني به سيدة كريمة ومعروفة بأنشطتها الخيرية والتعليمية والثقافية، قبل أيام عن استمرار تلقيها دعوات صادرة من المجلس باسم زوجها، الذي سبق أن كان وزيرا ومسؤولا محاسبيا كبيرا، لحضور احتفالات المجلس الرسمية بمناسبة أو بأخرى، على الرغم من ان زوجها توفي قبل أكثر من ست سنوات!
وتقول السيدة إنها أشرت على آخر دعوة وردتها طالبة من أمانة مجلس الأمة، التي ربما أصبحت للأبد من نصيب السلف، إرسال كل الدعوات مستقبلا إلى نادي «مقبرة الصليبخات»، حيث يرقد زوجها هناك! ولكنها غيرت رأيها، بعد ان سئمت من تذكير أمانة المجلس المتخلفة، المرة تلو الأخرى، بضرورة رفع اسم المرحوم زوجها من قوائم الدعوات!
وسؤالنا هو: كيف يكون لأمانة سر وسكرتارية المجلس كل هذا العدد الكبير من الموظفين، ولا يقوم أحد بمراجعة سجل دعوات الشخصيات بين الفترة والأخرى وتعديل ما يلزم فيها؟ نتمنى على الرئيس الخرافي محاسبة المسؤول عن هذا التقصير المخجل في حق الأصول والبروتوكول، والأهم من ذلك مشاعر الغير.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

غياب العقل

صحيح اننا لن نقبل تجاوز الاوامر الاميرية والتوجيهات السامية لسمو الامير حفظه الله، لكننا ايضا لن نقبل المزايدة علينا في احترام هذه التوجيهات ولا نرضى باستعمالها شماعة نعلق عليها كل اخفاقاتنا وتجاوزاتنا.
لو فرضنا جدلاً ان التجمع خارج الديوانية مرفوض، فهل وجود عدد من المواطنين جاؤوا للاستماع الى خطاب سلمي قانوني من ممثل للامة فلم يجدوا مكانا لهم في الداخل فانتظروا في الخارج يستمعون بهدوء وباحترام لظروف الشارع، هل هذا التواجد السلمي الهادئ يستحق كل هذه الاستشاطة والثورة والهيجان ورفع المطي في وجه المواطنين العزّل؟!
هل وصل الامر بنا لتطبيق القوانين بحيث لم يبق الا ضرب الناس واهدار كراماتهم بحجة تنفيذ روح القانون؟ هل كانت الحكومة ستسمح للنواب باستئجار صالة افراح لاقامة ندوتهم؟ هل كانت ستسمح باقامة ندوتهم في احد الاندية كما سمحت لاحدى الشركات التجارية باقامة حفل نادي القادسية‍‍؟!! نحن نعلم ان اكبر ديوان بالكويت لن يتسع لاكثر من مائة شخص فلماذا الخوف من اقامة الندوات الجماهيرية السلمية؟ لماذا الخوف من رجوع النواب للشارع لطرح قضاياهم ما دامت تبدأ بسلام وتنتهي بسلام؟ هل يجوز التعويل على حادثة ديوان السعدون عندما دخل احد مثيري الشغب لتخريب الندوة وضرب من حيث لا ندري؟! ان تواجد رجال الامن يجب ان يكون لحفظ الامن، لكن ما حدث ان تواجدهم تسبب في زعزعة الامن واصبح سببا لكل هذه البلبلة فبدلا من حفظ الامن كانوا مصدرا للشغب والانفلات الامني!!
والان ماذا بعد..؟
ما حدث كان غيابا للعقل عند مفكري الاجهزة الامنية.. وغيابا للحكمة عند قياديي القوات الخاصة.. وغيابا للضمير عند مسؤولي المؤتمر الصحفي لوزارة الداخلية الذين اعطوا بيانات واخبارا كلنا نعلم مخالفتها لما حدث، لذلك حان الوقت لوضع حد لهذا اللعب بالنار الذي يمارسه بعض مسؤولي وزارة الداخلية والذين مع الاسف يدافعون عن بعضهم البعض ويبررون اخطاء بعضهم بكل حماس، مما يؤكد ان الاصلاح في هذه الاجهزة عسير.
ما حدث هو جرّ للبلاد نحو الفتنة والقلاقل والاضطرابات، وهو مستقبل مظلم لا يراه من يلعب بالنار واعماه ما يسمعه من اطراء وثناء من بعض الهواة الذين اخر ما يفكرون فيه مستقبل البلد ومصيره!!

لفتة كريمة
الاخوة النواب فيصل الدويسان وعدنان المطوع وحسين القلاف: ارحموا هذا البلد فتصريحاتكم وشماتتكم باخوانكم النواب وتحالفكم المكشوف مع بعض الاطراف في مؤسسة السلطة وصب الزيت على النار في هذه الايام ستهلك الاخضر واليابس!! فاحترموا شهر الله الحرام على الاقل اذا لم يعد لمصلحة البلد مكان في اجندة بعضكم!!

سعيد محمد سعيد

في رحاب الحسين «ع» (2)

 

بين يوم العاشر من العام 61 للهجرة ويوم العاشر من العام 1432 الحالي فارق زمني قدره 1370 عاماً… ترى، كيف يمكن توظيف نهضة الإمام الحسين (ع) ومبادئها الإسلامية والإنسانية الرفيعة لإسقاطها على وقتنا المعاصر؟ وهل من المنطقي القول، كما يحلو للبعض أن يثير، إنه من الخطأ والشرك وفساد العقيدة أن يستمر إحياء ذكرى عاشوراء؟ وهل إحياء عاشوراء هو للطم والبكاء والنحيب فحسب وإثارة العداوات والحزازيات بين أبناء الأمة – كما يؤمن أصحاب النظرة الأحادية ومؤيدي الخط الأموي – أم أنها نهضة متجددة لها بعدها الديني والاجتماعي والوطني والإنساني؟ لعلني أوفق للإجابة على تساؤلات كثيرة من خلال هذه السلسلة. اختتمت الحلقة الأولى من السلسلة يوم الخميس الماضي بسؤال وهو: «ما مدى حاجة الأمة الإسلامية في عصرنا الحاضر لاستلهام مبادئ النهضة الحسينية كامتداد لتعاليم الإسلام؟».

وقبل أن ندخل معاً في نقاش اليوم، أود تقدير كل القراء الكرام الذين تجاوبوا مع الموضوع الأول، من الطائفتين الكريمتين في الحقيقة، والذين أبدوا جميعاً ثقافة إسلامية عالية في التعاطي مع الحسين (ع) كقضية لها ارتباطها بالدين الإسلامي من كل الجهات ولا يميتها الزمن، لكن بالنسبة للقراء الذين طلبوا أن أتحدث صراحة عما يشوب إحياء ذكرى عاشوراء من شوائب يتوجب التركيز عليها صراحةً ودون مجاملة أو محاباة، فإنني سأذكرها تحت ثلاثة عناوين.

العنوان الأول: من بين أهم الجوانب السلبية الواجب تلافيها من الخطباء أنفسهم، الاستعداد العلمي والبحثي والفقهي والقدرة على اختيار عناوين المحاضرات ذات التأثير الإيجابي، ولله الحمد، هناك الكثير من الخطباء من بدأ ينتهج هذا النهج، أما العنوان الثاني: فهو موجه لأولياء الأمور من آباء وأمهات، وباختصار: ليس من المعقول أن تخرج الفتاة الشابة أو الشاب للمآتم الحسينية ومواكب العزاء وكأنهم سيشاركون في عروض أزياء (سخيفة) وذووهم لا يرونهم أو لا يعلمون بما يلبسون من ملابس وأزياء لا تناسب الذكرى؟!

العنوان الثالث: يختصر الكثير من النقاط، ومنها الحذر من الخلافات والدسائس بين المسئولين في المآتم والقائمين على مواكب العزاء ليثيروا المشاكل دون داع ٍوكذلك الحال بالنسبة للمعزين، ومنها أيضاً حث الناس على احترام الأنظمة والابتعاد عن الفوضى والتعاون المثمر بين الجميع حتى على مستوى النظافة. وقد يصرّ بعض الأخوة على أهمية انتقاد الخطاب الديني الطائفي، وقد تحدثت صراحة مع بعضهم في شأن عنوان: «شتم الصحابة وأمهات المؤمنين وغرس العداء لأهل السنة والجماعة كما يزعمون»، وأود التذكير بأنني في العام الماضي طرحت موضوعاً طلبت فيه من الأخوة التقدم بشكاوى ضد خطباء البحرين الذين يثبت عليهم شتم الصحابة وإثارة العداوات بالأدلة من خلال التسجيل الصوتي أو المرئي، وسأقوم بنشرها، فلم يبادر أي أحد! اللهم من بعض الأخوة الذين أرسلوا تسجيلات لخطباء من خارج البحرين! وكأن على قلوب أقفالها… نتحدث عن المجتمع البحريني فأستلم مقاطع لخطباء من خارج البحرين! والجواب لدى أولئك مشترك: «الشيعة كلهم على ذات المنهج»! فأي عقلية تلك؟

إنه لمن الجميل الإشادة بشعار عاشوراء البحرين لهذا العام: «حسينيون… قرآنيون»، فالمنبر الحسيني الأصيل بعيد كل البعد عن الإثارات السياسية السمجة، وعليه تقع مسئوليات طرح قضايا البلد والأمة بدرجة أكبر بكثير من عناوين شتم الصحابة وإثارة العداوات والتحريض على الكراهية… إن المنبر الحسيني مصدر إشعاع حقيقي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الشيخ محمد علي المحفوظ – المأتم الشرقي بالدراز)، وهو أيضاً محرك للرقي بالقيم الدينية والإنسانية قبال الفساد الانحطاط (الشيخ محمد الشيخ – مأتم الحاج علي خميس في البلاد القديم)، وهو يمثل أيضاً ركناً أساسياً من أركان البحث العلمي (السيد ياسر الساري – مأتم الشيخ حسن زين الدين بجدحفص)، وهو مناسبة لربط نهضة الإمام الحسين «ع» بالقرآن الكريم (الشيخ زمان الحسناوي – مأتم الدارة في البلاد القديم)… سنكمل الحديث بعون الله