بعد كل زيادة الوزن التي اكتسبناها في زفاف «أبومشاري» الثاني، قررنا، وبعض المدعوين، السفر لسفوح الهملايا، حيث يقع منتجع أناندا لمحاولة التخلص من بعض الشحوم التي تراكمت على أجسامنا نتيجة تناول كل تلك الأطعمة والحلويات الهندية اللذيذة! كان اختيار المكان موفقا جدا، وننصح بزيارة «أناندا» ولو طال السفر!
أحد الدروس التي استمعت لها واستمتعت بها هنا تعلقت بكيفية التنفس السليم، حيث ذكرت المحاضرة أنه بخلاف ما يعتقد كثيرون، فإن فتحتي الأنف تختلفان في وظائفهما وتكوينهما، فالفتحة اليمنى تمثل الشمس أو الحرارة، واليسرى تمثل القمر أو البرودة! وعندما نصاب بالصداع فإن علينا إغلاق اليمنى والتنفس من اليسرى لخمس دقائق، واحتمال اختفاء الصداع كبير. كما أن غالبية الإناث يتنفسن عادة من الفتحة اليسرى من الأنف، أو الجهة الباردة، وبالتالي فإنهن يشعرن بالبرد أكثر من الذكور. أما الرجال فإنهم يستخدمون الفتحة اليمنى أكثر في التنفس، وهي الجهة الحارة، وبالتالي نرى أنهم عادة اكثر ميلا للعصبية!
وقالت باننا عندما ننهض من النوم يجب أن نتأكد من الجهة التي كنا قبل الاستيقاظ نتنفس منها بطريقة أكثر سهولة، فإن كانت الجهة اليسرى، فمن المحتمل أن نشعر بالكسل في ذلك اليوم! وهنا علينا القيام بتمرين بسيط يتمثل في إغلاق تلك الفتحة، أي اليسرى، بإحدى أصابعنا، والتنفس من الأخرى لدقائق معدودة، وغالبا ما ستشعر بالانتعاش والحيوية. ويمكن تعليم ذلك للأطفال، ولكن تأثيرها في البالغين عادة ما يكون اكبر.
كما يمكن استخدام التنفس السليم في تنشيط الرئة وضخ كمية أكبر من الأكسجين في الدم والشعور براحة أكبر من خلال تمرين بسيط هو التالي: إغلاق فتحة الأنف اليمنى بإصبع، ومن ثم التنفس، أو أخذ شهيق هادئ، ولأكبر كمية هواء ممكنة، من الفتحة الأخرى، ومن ثم إغلاق هذه الفتحة، أي اليسرى، وطرد الهواء بالتدريج البطيء من الفتحة التي كانت مغلقة، أي اليمنى، ثم استخدام الفتحة نفسها لسحب الهواء لداخل الجسم، أي الشهيق، ولأكبر كمية هواء، ثم إغلاق هذه الفتحة والزفير من الفتحة الأولى…. وهكذا لخمس دقائق على الأقل، وان صعب ذلك، يمكن التدرج في زيادة الوقت مرة بعد أخرى لحين الوصول لفترة الخمس دقائق. وقالت المحاضرة ان القيام بهذه العملية قبل الخلود للنوم سيغير من طريقة نومنا ويجعلها أكثر يسرا وهدوءا!
تقول الحكمة الهندية بان هناك شخصين سعيدين في هذا العالم: المجنون والطفل! فعليك أن تتصرف بجنون لتحصل على ما تشتهي، وأن تكون طفلا لتستمتع بما حصلت عليه!
أحمد الصراف