سامي النصف

إلا التحريض والتأجيج والفوضى

عندما تكون على قمة جبل المسؤولية سترى بالقطع ما لا يراه الجالسون على السفح، لذا فقد كان تحذير والد الجميع وأبي السلطات صاحب السمو الأمير، المحذِّر من خروج الامور عن حدودها الطبيعية وتوجه البلاد بالتبعية الى ما لا تحمد عقباه، امرا ساميا واجب النفاذ من الشعب الكويتي وممثليه في مجلس الامة ممن اقسموا حسب المادة 91 على الاخلاص للوطن ولــ«الامير» ولـ«الدستور» و«قوانين الدولة».

ان عمليات التجمع والتجمهر لا تتم حتى في اكثر دول العالم تقدما وتمرسا بالديموقراطية والحرية دون اذن وموافقة السلطات المختصة، كما يحدد لتلك التجمعات السياسية ما يسمى بـ «Picket Line» اي خطوط واماكن ومسارات محددة يمنع منعا باتا الخروج عنها، ومن يخرج يتم التعامل معه بالقوة لاعادته ضمن تلك الخطوط كي لا تحدث الفوضى ويعم العنف وتتصادم الجموع ويهدر الدم وتدخل البلدان المعنية في دوامة الدمار والخراب والحروب الاهلية كما حدث في كثير من دول المنطقة.

لقد كشف مؤتمر قياديي وزارة الداخلية ان الفرص قد اعطيت لحل الاشكال عبر الالتزام بالقوانين التي يفترض بالنواب ان يكونوا احرص الناس على التقيد بها الا ان هناك من حاول التحايل والمراوغة فاضطر رجال الأمن للقيام بما لابد منه وقد اتضح ان رجال الداخلية لم يدخلوا المنزل المعني ومن ثم فالاصابات قد حدثت في الاماكن الممنوعة التي يفترض ان يتفاداها النواب والمواطنون.

ولا شك أنه لا أحد يرضى بأن يتعرض مواطن او نائب للضرب او اعمال عنف مادام قد تقيد بالانظمة والقوانين المرعية، الا انه من غير المقبول جعل النائب في مكانة اعلى من المواطن عبر الايحاء بأن التعدي يصبح مقبولا على المواطن ولكنه غير مقبول على النائب بسبب حصانته النيابية، وفي هذا السياق صدر قبل مدة قصيرة كتاب للقاضي الدولي د.فؤاد عبدالمنعم رياض الذي شارك في المحاكمات الدولية لمجرمي صربيا ويقول ضمنه في صفحة 59 وما بعدها عن الحصانة البرلمانية: «ان الحصانة وجدت لتمكين النائب من اداء وظيفته الاساسية ومن ثم فإنها لا تمتد الى افعال يجرمها القانون اذ ان ارتكاب مثل هذه الافعال لا يمكن ان يدخل ضمن اعمال وظيفته ومن ثم فالحصانة البرلمانية او الوظيفية هي لحماية الوظيفة وليس حماية الشخص ذاته من ان تصل اليه يد العدالة»، لقد حفظ بعض النواب كرامتهم وكرامتنا كمواطنين قبلهم عندما تركوا المكان دون إشكال او ضجة، وكان يفترض بالجميع القيام بنفس العمل فالقانون ملزم للكل وليس للبعض.

ان الديوانية الكويتية بشكلها التقليدي والتاريخي الذي يعرفه الجميع خلقت لـ«جمع» الناس ولمّ الشمل لا للتفريق بينهم، وللمصالحة بين من يدب الخلاف بينهم لا للتعدي عليهم، ولم يعرف عن الدواوين الكويتية انها مكان للثورات وملجأ للخارجين على النظام والقانون كحال الجبال والكهوف لدى بعض الامم الاخرى.

آخر محطة:

 1 – احترام وتوقير الامر السامي يوجب كذلك توقف التراشق اللفظي بين النواب وتحريض اتباعهم بعضهم على بعض.

2 – مخجل ومدمر ما نشر على بعض المنتديات الالكترونية من دعوات محرضة تدعو للفزعة الجاهلية متناسية أن رجال الأمن هم من كل شرائح المجتمع الكويتي وان الاسرة الحاكمة تنتمي لنفس اسرة النائب، الارجح ان المحرضين هم من شياطين الخارج ممن لا يعلمون عن المجتمع الكويتي شيئا.

احمد الصراف

الشهيق والزفير

بعد كل زيادة الوزن التي اكتسبناها في زفاف «أبومشاري» الثاني، قررنا، وبعض المدعوين، السفر لسفوح الهملايا، حيث يقع منتجع أناندا لمحاولة التخلص من بعض الشحوم التي تراكمت على أجسامنا نتيجة تناول كل تلك الأطعمة والحلويات الهندية اللذيذة! كان اختيار المكان موفقا جدا، وننصح بزيارة «أناندا» ولو طال السفر!
أحد الدروس التي استمعت لها واستمتعت بها هنا تعلقت بكيفية التنفس السليم، حيث ذكرت المحاضرة أنه بخلاف ما يعتقد كثيرون، فإن فتحتي الأنف تختلفان في وظائفهما وتكوينهما، فالفتحة اليمنى تمثل الشمس أو الحرارة، واليسرى تمثل القمر أو البرودة! وعندما نصاب بالصداع فإن علينا إغلاق اليمنى والتنفس من اليسرى لخمس دقائق، واحتمال اختفاء الصداع كبير. كما أن غالبية الإناث يتنفسن عادة من الفتحة اليسرى من الأنف، أو الجهة الباردة، وبالتالي فإنهن يشعرن بالبرد أكثر من الذكور. أما الرجال فإنهم يستخدمون الفتحة اليمنى أكثر في التنفس، وهي الجهة الحارة، وبالتالي نرى أنهم عادة اكثر ميلا للعصبية!
وقالت باننا عندما ننهض من النوم يجب أن نتأكد من الجهة التي كنا قبل الاستيقاظ نتنفس منها بطريقة أكثر سهولة، فإن كانت الجهة اليسرى، فمن المحتمل أن نشعر بالكسل في ذلك اليوم! وهنا علينا القيام بتمرين بسيط يتمثل في إغلاق تلك الفتحة، أي اليسرى، بإحدى أصابعنا، والتنفس من الأخرى لدقائق معدودة، وغالبا ما ستشعر بالانتعاش والحيوية. ويمكن تعليم ذلك للأطفال، ولكن تأثيرها في البالغين عادة ما يكون اكبر.
كما يمكن استخدام التنفس السليم في تنشيط الرئة وضخ كمية أكبر من الأكسجين في الدم والشعور براحة أكبر من خلال تمرين بسيط هو التالي: إغلاق فتحة الأنف اليمنى بإصبع، ومن ثم التنفس، أو أخذ شهيق هادئ، ولأكبر كمية هواء ممكنة، من الفتحة الأخرى، ومن ثم إغلاق هذه الفتحة، أي اليسرى، وطرد الهواء بالتدريج البطيء من الفتحة التي كانت مغلقة، أي اليمنى، ثم استخدام الفتحة نفسها لسحب الهواء لداخل الجسم، أي الشهيق، ولأكبر كمية هواء، ثم إغلاق هذه الفتحة والزفير من الفتحة الأولى…. وهكذا لخمس دقائق على الأقل، وان صعب ذلك، يمكن التدرج في زيادة الوقت مرة بعد أخرى لحين الوصول لفترة الخمس دقائق. وقالت المحاضرة ان القيام بهذه العملية قبل الخلود للنوم سيغير من طريقة نومنا ويجعلها أكثر يسرا وهدوءا!
تقول الحكمة الهندية بان هناك شخصين سعيدين في هذا العالم: المجنون والطفل! فعليك أن تتصرف بجنون لتحصل على ما تشتهي، وأن تكون طفلا لتستمتع بما حصلت عليه!

أحمد الصراف