سامي النصف

الفرحة الكويتية والاستضافة القطرية

المنحة السخية من سمو الأمير المفدى لأبنائه اللاعبين، والتبرعات التي تنهال من رجال الأعمال الأفاضل والشركات التجارية لفريقنا الفائز بدورة الخليج، والاستقبال الشعبي الرائع لا يقصد منها فقط المكافأة على تلك البطولة بل أن تصبح دافعا قويا للفوز بالبطولات القارية والدولية القادمة.

وإن كان من نصيحة أخوية نقدمها للاتحاد الكويتي لكرة القدم فهي استغلال المناسبة السعيدة للبدء في القيام بمبادرات ودية تجاه مخالفيهم في الرأي، فالمرحلة القادمة تحتاج إلى تضافر الجهود لا تشتتها والتركيز على الخارج لرفع الحظر وحصد البطولات لا الانشغال بالداخل في صراع لا ينتهي مع الأشقاء، فالفوز لنا جميعا والخسارة علينا جميعا، لا فرق بين هذا الطرف أو ذاك.

وبودنا من لاعبينا أن يحافظوا على لياقة بدنية عالية وروح قتالية متحفزة طوال المباراة كحال اللاعبين المحترفين في الدول المتقدمة الذين تشعر مع نهاية الـ 90 أو الـ 120 دقيقة وكأنهم يسخنون للبدء في المباراة لا في نهايتها، فلا تخاذل ولا تكاسل ولا تساقط على أرض المباراة أمام الجمهور ما يدل على ضعف اللياقة.

ومع تقديرنا الكبير لما عمله المدرب الصربي الشاب للفريق، بودنا أن يستعين الاتحاد بمدرب أوروبي عالمي يعمل معه مدربنا ويتعلم منه، حيث سنلاقي في المرحلة القادمة فرقا آسيوية ودولية تمتلك أفضل المدربين العالميين، والمباريات في نهاية الأمر ليست لاعبين فقط بل يضاف إليهم خطط وتكتيكات وعمليات تغيير ماهرة ومدروسة تؤدي إلى الفوز.

وبودنا كذلك أن يتعلم فريقنا الوطني لكرة القدم أن يستمتع كحال الفرق المحترفة باللعب، وأن يمتع الجماهير الحاضرة وأن يتوقف عن النهج الكويتي المعتاد الذي خسرنا بسببه عشرات البطولات ومئات المباريات، ونعني بذلك التحول بعد الدقيقة الأولى لإحراز الهدف الى التساقط الكاذب وإضاعة الوقت وتشتيت الكرة مما يؤدي إلى إفساد المباراة والانتهاء عادة بالهزيمة التي تسعد الجمهور المحبط الحاضر.

وبودنا من إدارة الاتحاد – أي إدارة.. حالية أو مستقبلية – أن تبتعد كليا عن التدخل في الأمور الفنية للفريق، فالمدربون العالميون المحترفون لا يقبلون بمثل هذا التدخل ولن نحصل على أحد منهم إذا ما استمر ذلك الحال، كما بودنا أن نقلل أو نوقف التصرفات الإعلامية التي تسبق البطولات وأن نحصرها «فيما بعدها» وخاصة بعد الفوز بها، فالتصريحات السابقة للبطولات قد تستفز الفرق الأخرى فيما لو زكينا فريقنا، وقد تحبط الروح المعنوية لفريقنا فيما لو زكينا أحد الفرق الأخرى، وما أجمل التصريحات التي تبدأ بعد حصد البطولات ومثلها الصمت قبلها.

آخر محطة:

أمران سيوفران الكثير من الجهد والمال على الشقيقة قطر إبان إقامتها مونديال 2022، وهما:

(1) الإصرار على مبدأ إقامة البطولات في أشهر الطقس الملائمة للدول المستضيفة، فكثير من دول العالم إما حارة أو ممطرة أو شديدة البرودة صيفا (جنوب الكرة الأرضية) ولا إشكال هذه الأيام في قلة الحضور كحال بدايات المونديال في الثلاثينيات بل بكثرتهم والنقل الفضائي يتكفل بالباقي.

(2) إقامة الفنادق والشقق الفندقية لاستضافة الملايين من المشاهدين تعني بقاءها خالية بعد انتهاء البطولة، وقد يكون مناسبا إشراك دولة الإمارات ونعني دبي بالتحديد وأبوظبي في استضافة جزء من تصفيات البطولة لوفرة الفنادق والشقق الفندقية بها والحياة الاجتماعية المفتوحة، وهو أحد مطالب الفيفا، ولقدرة شركات طيران الإماراتية والاتحاد والعربية على المساهمة في نقل الملايين، إضافة إلى سهولة التنقل من الإمارات إلى قطر بالجو والبر والبحر والسكك الحديدية المنتظرة.

احمد الصراف

سعود وسوهاس

تعرف سعود على سوهاس في المدرسة. وبالرغم من كل الاختلافات الدينية والعرقية واللغوية بينهما، فإن صداقة جميلة ربطت بينهما لسنوات قبل أن تضطر عائلة سوهاس للعودة إلى وطنها الهند لإدارة شركة العائلة بعد وفاة والده. وهناك أخذت حياة سوهاس كوبيناث منحى جديدا، حيث ساعده تفوقه الدراسي وذكاؤه الحاد وحبه للكمبيوتر، الذي امتلك واحدا منه وهو في التاسعة، ووجوده في البيئة العلمية المناسبة في بنكلورو عاصمة التكنولوجيا في الهند، لأن يبدأ، وهو لم يتجاوز الـ 13 من العمر بتنفيذ مواقع إلكترونية لبعض الشركات. وكان في البداية لا يتقاضى شيئا مقابل عمله، فلم يكن المال همه. ومع الوقت شاع صيته وزاد الطلب على تصاميمه، وقبل أن يبلغ الخامسة عشرة أسس شركة Globals Inc، التي تعتبر اليوم، وبعد عشر سنوات من تأسيسها، من كبريات شركات التكنولوجيا في العالم، ولها مكاتب في أميركا وكندا وإيطاليا وبريطانيا واسبانيا واستراليا وسنغافورة والخليج والهند.
لنبوغه تم تعيينه عضوا في المجلس الاستشاري للبنك الدولي إلى جانب رئيس «سيسكو» ونائب رئيس مايكروسوفت وآخرين، وهو اصغر عضو في تاريخ المجلس، والهندي الوحيد فيه، ودوره يتركز في مساعدة البنك الدولي في وضع سياسات التعليم الجامعية لزيادة فرص الحصول على العمل. ونال في عام 2007 جائزة البرلمان الأوروبي، ودعي لإلقاء كلمة أمام أعضائه وكبار رجال الأعمال. كما اعتبر من قبل World Economic Forum واحدا من «قادة العالم الشباب» لعام 2009/2008، وهو أصغر عضو في تاريخ الفورم، إلى جانب أعضاء كأمير بروناي والممثل ديكابريو وحاكم لويزيانا وغيرهم! ولايزال أمام Suhas Gopinath الكثير الذي عليه تحقيقه، وهو لا يزال في بداية حياته، فقد كرمه رئيس دولته عبدالكلام أكثر من مرة، وهو في السابعة عشرة من عمره، وقابل بيل غيتس مؤسس مايكروسوفت، ومثله الأعلى، وسيسمع العالم كثيرا عن سوهاس مستقبلا!
أثناء ذلك أصبح سعود، بعد سفر صديقه الهندي، من رواد المسجد الدائمين، ونتيجة لما كان يتلقاه من دروس وشحن عاطفي ديني بين الصلوات، والتي كان يلقيها شيخ من السلف يعلم أولاده في مدرسة خاصة، قرر سعود السفر للجهاد في البوسنة، ولم يكن وقتها يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، ولكن بنيته الجسدية كانت تقول انه اكبر من ذلك. فشل في الوصول الى البوسنة، فاتجه إلى إيران ومنها تسلل إلى أفغانستان، حيث تلقفته أيدي طالبان، وتولت تدريبه على القتال، وما ان اندلعت الحرب هناك بعد أحداث 11 سبتمبر حتى وجد نفسه في صفوف القتال الأمامية، وشاء سوء حظه، أو العكس، أن يقع في الأسر، حيث نقل إلى غوانتانامو، ولا يزال ينتظر محاكمته.

ملاحظة: يمكنكم الاطلاع على سيرة Suhas Gopinath المميزة على الإنترنت، أما علاقته بسعود فخيالية بالطبع.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

اتركوهم للشارع

ابتداء أؤكد رفضي لما حدث للجويهل وللاسلوب في حل خلافاتنا وتصفية الحساب بيننا!! فنحن في دولة قانون ومؤسسات ولسنا في شريعة غاب!! لكن..؟
لكن، ونحن نترحم على الجويهل ونتعاطف معه، لابد ألا نغفل عن أفعاله التي ساعدت هؤلاء الغوغاء على همجيتهم، فحضوره للندوة – ما لم يكن السعدون دعاه – واستفزازه للحضور يؤكد ان نيته تخريب ندوة جماعة «الا الدستور» وهذا ما حدث فعلا.. فالناس تابعوا ما حدث للجويهل ولم يتابعوا ما دار في الندوة!!
لذلك اذا اردنا ان نقيم الحدث فلا نجعل تعاطفنا مع المسكين الجويهل المعتدى عليه يحجب عنا أفعاله وسوابقه المشينة في قناته التي اوجدت فتنة في المجتمع لا يجهلها إلا من يظن انه يعيش على هذه الارض وحده وان الكويت ملك خاص له لا يشاركه العيش عليها أحد!!
نرفض القول ان الجويهل يستاهل ما أصابه، لكن نقول «على نفسها جنت براقش».
* * *
أجادت الحكومة بارسال ممثل لها في جلسة الاثنين الخاصة بطلب رفع الحصانة عن النائب المحترم فيصل المسلم. ودليل هذه الاجادة ان النواب لم يجدوا ما يعاقبون فيه الحكومة في اجتماعهم الذي عقدوه بعد رفع الجلسة، وبما انني متعاطف مع النواب فانني انصح بالتالي: لا تعملوا شيئا بعد اليوم.. «كفيتوا ووفيتوا»، اتركوا محاسبة المقصرين والمتسببين بانتهاك الدستور للشعب الكويتي ليقول فيهم كلمته بعد سنتين. وبصراحة العتب في هذا الموضوع على السلطة القضائية التي تسببت في هذه الازمة السياسية الدستورية، وحلها بكل بساطة ان يطلب محامي النائب احالة القضية الى المحكمة الدستورية لتفسير المادتين 110-108، اعرف ان هذا امر صعب وخطر ان يفسر الدستور بهذه الطريقة، لكن بعد كل ما فعله النواب اصبح «ما باليد حيلة» الا الانتظار. اما دواوين الاثنين فانا اعتقد ان العودة اليها لا تجوز ما دامت الحكومة ليست طرفا في الموضوع.
* * *
(لفتة كريمة)

شكراً للاخ وليد النصف رئيس التحرير على مداخلته في ندوة «نحو ميثاق للإعلام والصحافة» وتأكيده والحضور على أهمية وجود ميثاق ينظم العلاقة بين العاملين في حقل الاعلام وهو ما اثرناه في هذه الزاوية اكثر من مرة نحو «ميثاق شرف» يرقى بمستوى الحوار بين الأقلام الصحفية.

مبارك فهد الدويلة