محمد الوشيحي


فهد العنزي 
ومحمد قبازرد

إذا سقطت الحصانة عن الدكتور فيصل المسلم، بمعنى، إذا سقطت الحصانة عن النائب وهو يتحدث تحت القبة، فليس أمام «نوابنا» إلا الاستقالة، والبدء بالتحشيد، ورصّ صفوف الشعب المهلهلة، لتعديل الأوضاع المنقلبة… وآخ ما أكبر الخطأ الذي انطلق منذ سكوتنا وقبولنا بإحالة التقرير إلى اللجنة التشريعية لمناقشته، في مخالفة «مصلّعة» لمواد الدستور.

إذا تم ذلك فاستقيلوا يا «نوابنا»… وخير الكلام ما قل ودل، وحيّ على الفلاح.

***

صلوا على شفيعكم الهاشمي، واقرأوا المعوذتين، و»من شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد». ولو أنني كنت مدافعاً ضد الكويت، وأقبل عليّ فهد العنزي من هناك، يجري بأقصى سرعة محركاته النفاثة، وشعره الثائر «معلّق في السحاب»، كذيل حصان فارس منتقم، لـ»رقعت بالصوت الحياني»، وللطمت لطماً مبيناً.

هذا اللاعب من فصيلة النيازك، وطريقته في المرور من بين مدافعي الخصم تذكّرك بالطّيف الذي يمر لمحة، فلا تكاد تتبيّنه الأبصار، والهجمة التي يقودها «الوايلي» فهد يصاحبها برق يلمع ورعد «يحنّ» ويزمجر، فلا يجد مدافعو الخصم من حيلة إلا أن يضعوا أصابعهم في آذانهم خوفاً على طبلاتها من «حنّة» رعده، ويغمضوا أعينهم خوفاً من أن يخطف نورها برقه. ويجب على «الفيفا» إلزام الفرق الأخرى بإحضار أطباء العيون والأنف والأذن والحنجرة، والتأكد من وجود سيارات الإسعاف قبل المباراة.

لاعب مثل هذا نعمة وهبها الله للكويت، تستحق الشكر، ويستحق من اهتم بها ورعاها الثناء، وشكراً كبيرة لجريدة «الراي» التي نشرت قصة منزل والده، وشكراً أكبر منها لمعالي النائب الأول وزير الدفاع الذي أمر بالإبقاء على منزل والد فهد. والمثل يقول «إذا توضيت صلّ»، وعسى الحكومة أن ترعى «نعمة الله» فتقوم بتجنيس فهد فوراً وقبل أن يفوز به جيراننا، وما أكثر أفواه الأسود الجائعة والمفتوحة لالتهام هذه النعمة.

حماك الله يا فهد، أنت وبدر المطوع، وحارسنا الجسور نواف الخالدي، وبقية الفرسان، لتعيدوا للكويت أمجادها الرياضية الضائعة منذ زمن.

***

يبدو أن العام هذا، أدرك أنه أحزننا بما يكفي، فأهدانا – من باب تخفيف الأحزان – النجم فهد العنزي، ثم «أردف» هديته لنا بهدية أخرى لا تقل عنها روعة. الهدية الثانية اسمها «محمد قبازرد»، وهو شاعر فصيح تجرحت أصابعه وهو ينحت في مناجم الذهب، وينتقي أغلى الجواهر وأجملها كي يصوغ لنا عقوداً تغري الأعناق وتزيّنها.

لقبازرد قصيدة فاتنة تسير بين صفين من نظيراتها بإكليلها الأبيض، فينحنين لها ويرمين الورود أمامها، صاغها في رثاء نجمنا الراحل الخالد «غانم الصالح».

اسمعوها على هذا الرابط، وادعوا لـ»غانم» بالرحمة، ولقبازرد بمزيد من المناجم والعقود.

http://www.youtube.com/watch?v=6-idsbHv5HI&playnext=1&list=PL985EAC417B3289E3&index=7

***

أستأذن القراء وإدارة التحرير بالغياب عن هذه الصفحة مدة أسبوع.

احمد الصراف

الحلّ في كل هذا العنف!

لا شك أن كل كلام او ادعاء عن تسامح المسلمين مع اليهود والمسيحيين – دع عنك البوذيين والهندوس وغيرهم – غير صحيح. فالحقيقة غير ذلك تماما، الآن وعبر التاريخ. وما ورد في أمهات الكتب أكبر دليل، هذا إن كنا بحاجة أصلا الى دليل، وربما تكون الجريمة التي وقعت في كنيسة سيدة النجاة، وما سبقتها من جرائم في دول إسلامية عدة، التي ارتكبت بحق أبرياء، ذنبهم الوحيد أنهم مسيحيون مثال صارخ على ذلك. وفي هذا الصدد كتب الزميل المميز عبدالخالق حسين، قائلا: طالما تشدق كثيرون من الكتّاب المسلمين بأن المسيحيين واليهود وغيرهم من الأقليات الدينية عاشوا في العالم الإسلامي بسلام. ولو تحرينا في تفاصيل التاريخ العربي ـــ الإسلامي، لوجدنا أن العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين في العالم الإسلامي لم تكن حميمة أبداً، كما يدعي البعض، بل كانت في معظمها مأساوية منذ تأسيس الدولة الإسلامية الراشدية وما بعدها، لا يجتمع في جزيرة العرب دينان، والتاريخ ملوث بالعار والشنار باضطهاد غير المسلمين!
فمشكلة معاملة المسيحيين أو غير المسلمين بشكل عام برزت في السنوات الأخيرة مع انتشار وسائل الإعلام وتركيزها على الجرائم العنصرية والدينية رغبة في كسب المشاهد، إضافة إلى ما اصبح متوافرا في السوق السوداء من متفجرات ومعلومات خطرة على الإنترنت في كيفية صنعها وتهريبها. وقد تسببت المجازر التي ارتكبت في مختلف الدول العربية والإسلامية إلى هجرة مئات الملايين للغرب، وبينهم أصحاب خبرات نادرة.
ومن المعروف أنه بعد انقلاب 1958 في العراق تعرض اليهود لاعتداءات عدة، الأمر الذي اضطرهم الى الهجرة لإسرائيل، كما يقال ان بعض دول الجوار تسعى لتفريغ العراق من المسيحيين والصابئة أيضا! ووفق تقرير حديث للـ«بي بي سي» فإن عدد المسيحيين في العراق أصبح بحدود 87 ألفا من اصل أكثر من مليون وربع المليون!
وقال الزميل عبدالخالق ان الإرهابيين يعتمدون على نصوص وما نقل لهم من أئمتهم في التحريض ضد غير المسلمين، وان ابن تيمية، أحد أئمة «الوهابية»، قال: «من لم يبغض النصارى والكفار فليس مسلماً»، وقال أيضاً في مجموع الفتاوى (22 ــ 162): «ليست الكنائس بيوت الله، وإنّما بيوت الله المساجد، بل هي – الكنائس – بيوت يُكفر فيها بالله، وإن كان قد يذكر فيها، فالبيوت بمنزلة أهلها وأهلها كُفّار، فهي بيوت عبادة الكفّار»، وان هذه الأعمال الإرهابية لا يمكن أن تتوقف، ما لم يتم تجفيف منابع التطرف ومصادر تمويله!
وتساءل الكاتب: ما العمل؟ واقترح جملة من الإجراءات كقيام السلطات بتوفير الحماية لأماكن العبادة للمسيحيين، وقيام رجال الدين المسلمين من جميع المذاهب بإدانة هذه العمليات الإرهابية علناً، وإصدار الفتاوى بتكفير القائمين بها، وإبراز النصوص الدينية التي تدعو إلى روح التسامح والتعايش السلمي بين الأديان، والتأكيد على أن هذا الإرهاب دولي، ومتفشٍّ في جميع أنحاء العالم، وليس في العراق وحده، وليس بإمكان أي دولة وحدها دحره، ولا بد من تضافر الجهود لمواجهته، واخيرا تنقية المناهج الدراسية في جميع المراحل، وفي جميع البلدان الإسلامية، وبالأخص السعودية ودول الخليج، من النصوص الدينية التي تدعو إلى التطرف الديني والكراهية ضد أتباع الديانات الأخرى، مع التركيز على نشر روح التسامح والتعايش مع الآخر المختلف، وإدخال مواد دراسية تساعد على القضاء على التعصب الديني، مثل مبادئ علم الاجتماع، والفلسفة، وتاريخ الأديان المقارن.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

حول «حوار المنامة»

 

يكشف أحد خبراء المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية ومقره لندن، وهو المعهد المسئول عن تنظيم حوار المنامة الذي تستضيفه البحرين في الفترة من 3 إلى 5 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أن الإنفاق العسكري المخصص لشراء الأسلحة في منطقة الشرق الأوسط تحديداً وخصوصاً بالنسبة إلى شراء أنظمة حديثة من كل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وبريطانيا وألمانيا جاوز نسبة 70 في المئة من إجمالي الدخل القومي خلال العامين 2007 و 2008، إذ بلغ الإنفاق الدفاعي العربي 29.5 مليار دولار، لكن ذلك لا يدخل ضمن خطة مواجهة التفوق العسكري الإسرائيلي أو لتقوية منظومة الأمن العربية لمواجهة التحديات، بل يمكن اعتبار ذلك استعداداً لخطرين رئيسيين هما: الخطر الإيراني، أو لمواجهة التحولات السياسية داخليّاً وخصوصاً في ظل الانقسامات السياسية والمذهبية في بعض تلك الدول.

ويكشف خبير آخر متخصص في مجال التهديدات الدولية وتقييم المخاطر من المعهد ذاته، أن دول الخليج ليست وحدها التي تصدرت قائمة المشتريات، بل شملت سورية والجزائر واليمن وإيران ذاتها، وتلك الدول استحوذت على أكثر من 95 في المئة من إجمالي مبيعات السلاح الروسي إلى المنطقة، لكن في المقابل، وفي الوقت الذي يدعو فيه البعض إلى إيجاد منظومة دفاعية وأمنية تضم خاصة دول الخليج العربي وتركيا وإيران لمنع الاختراقات الخارجية وتحديداً الروسية أو الأميركية – الإسرائيلية للمنطقة بما يهدد استقرارها وأمنها على جميع الأصعدة، فإن هناك دعوات أخرى لأن تطور تلك الدول صناعاتها العسكرية والتسليحية وذلك من خلال تكامل عربي اقتصادي وتناسق بين المؤسسات العربية والإسلامية لتحقيق ذلك الهدف، وهي تشتري السلاح من التكتل الذي تريد الوقوف في وجهه.

ليت منتدى «حوار المنامة» يرفع تحذيراً إلى كل الدول المشاركة، وخصوصاً الخليجية والعربية منها، بأن يوجهوا تلك المليارات إلى قطاعات التعليم والصحة والإسكان والتوظيف وتحسين مستوى معيشة المواطنين وأن يخضعوا أنفسهم لـ «رقية شرعية» تكفيهم وساوس الشيطان.