سامي النصف

ومازلنا سنة أولى حضانة ديموقراطية

عدة اخبار محلية ومؤشرات عربية ودولية تناقلتها الصحف تثبت بما لا يقبل الشك ان ممارستنا السياسية بعد نصف قرن من بدئها ليست بخير على الاطلاق، وان مستقبلها بسوء حاضرها رغم كل ما يقال حيث تحولنا الى بلد «متوقف» وازمات «متحركة» في وقت تحول فيه جيراننا الى ازمات متوقفة وبلدان في حراك شديد الى الامام تظهره مؤشرات التنمية والتجارة التي يتقدمون بها كلما تخلفنا.

حكم محكمة التمييز وقبله الاستئناف ببراءة موظف مكتب طوكيو الذي كان محور استجواب الوزير الخلوق الشيخ علي الجراح يظهر بما لا يقبل الشك ان نهج التصيد والاستقصاد ـ غير الدستوري ـ قد ترسخ واصبح احدى سمات استجوابات لعبتنا السياسية التي تقوم على «الهوية» لا على «القضية» والتي تجعلنا كبلد وكشعب نفقد دون مبرر وزراء امناء واكفاء كالوزير الجراح كان بإمكاننا ان نستفيد منهم.

وتناقلت الصحف مؤخرا خبرين مؤسفين عن قضايا الاعتداء غير الاخلاقي على ساكني دور الرعاية من ايتام ومعاقين، ومثل ذلك اعتداء احد حراس المدارس على طفل صغير، ولم نسمع رد فعل او تهديد ووعيد كما حدث في قضايا اقل شأنا في الماضي، واصبحت محور استجوابات ادت في النهاية لأن نفقد مربية فاضلة شديدة الاختصاص بقضايا التعليم مثل الوزيرة السابقة نورية الصبيح ولا شيء يخجل منه تحت شمس الديموقراطية الكويتية.

ان مسؤولية الوزراء عن وزاراتهم هي مسؤولية معنوية وادبية لا يقصد منها على الاطلاق ان يحاسب ويستجوب الوزير كلما اخطأ حارس او موظف كون الوزارات تضم مئات الآلاف من البشر الخطائين وليس «الملائكة» المعصومين، واذا ما بدأنا نحاسب ونبعد المسؤول على خطأ موظفيه لوجب ان نغير الوزراء كل خمس دقائق ليصبح «كل مواطن وزيرا»، فالمحاكم تعج بعشرات ومئات الآلاف من القضايا.

ان المحاسبة العادلة هي للمسؤول عما يفعله بشكل مباشر لا ما يفعله غيره وهو العرف والممارسات القائمة في جميع الديموقراطيات الاخرى عدا بعض الحالات الاستثنائية الشاذة التي لا يعتد بها.

ان التوقيف الحقيقي للعبث بالدستور يمر اولا عبر ايقاف استغلاله للثراء الفاحش غير المشروع، والتعدي دون ذنب على الآخرين واستقصاد الناس على هوياتهم لا اعمالهم، ونحر الوحدة الوطنية من الوريد الى الوريد بالمسجات القاتلة التي يبعث بها بعض النواب ويرد عليها بشكل لا يقل سوءا نواب آخرون، لقد خلق الآباء المؤسسون دستورا جميلا لزمن غير زمننا واخلاق غير اخلاقنا وضمائر غير ضمائر هذه الايام، لذا فالحفاظ على الدستور هو بفهم مقاصده الخيرة وانه وسيلة للتعمير لا للتدمير وللحفاظ على الوحدة الوطنية لا تمزيقها ولدعم عمليات التنمية لا تعطيلها كما يحدث هذه الايام.

آخر محطة:

1 ـ يقول الزميل المبدع حمود البغيلي في ملحوظته الاخيرة:

«العضو» بنى له قصور وبنايات

                              واللي عطوه الصوت عاشوا على الدين

ضحك عليهم في خطاب الدعايات

                                وحب خشوم وجيته للدواوين

2 ـ الشكر للاعلامي البارز ماضي الخميس على احيائه ليلة وفاء وود للراحل محمد مساعد الصالح، والشكر لجريدة «القبس» على تبنيها اصدار كتابين يحتويان مقالات ابوطلال ومازلنا نذكر الاعلاميين والشخصيات العلمية بضرورة اصدار كتب ذكريات تثري المكتبة الكويتية وتضيف لتاريخنا غير المكتوب.

3 ـ والشكر موصول للزميل يوسف شهاب على اعادة اصدار كتابه الشائق «رجال في تاريخ الكويت» مع الاضافات التي ألحقت به، وقد اقترحت على ابو احمد اعادة لقاء بعض ضيوفه امثال السادة احمد زيد السرحان وصالح العجيري وعبدالرحمن العتيقي ومحمد يوسف العدساني، فعشرون صفحة معهم لا تكفي فكل واحد من هؤلاء هو موسوعة تاريخية بحاله، ولهم طول العمر.

احمد الصراف

صندوق هيلدي للتعليم

من منكم سمع بــ هيلدي باك؟ Heldi Back لا أحد تقريبا، ولكن قبل أن نروي قصتها دعوني أوضح أن هناك قراء ومحررين في القبس لا يستسيغون غالبا قيامي بين الفترة والأخرى بالنقل أو الترجمة من الإنترنت، ولهؤلاء كتبت الفقرة الأخيرة من المقال.
تبلغ السويدية هيلدي باك الثمانين، قتل والداها في أحد معسكرات الاعتقال النازية ربما بسبب أصولهما اليهودية، وتمكن شخص مجهول من إنقاذ حياتها ونقلها الى السويد. وفي يوم ما، واستجابة لإعلان تلفزيوني، قررت معلمة المدرسة هيلدي التبرع بمبلغ من المال لدعم تعليم طفل كيني لا تعرف عنه شيئا. وعلى الرغم من أنها تبادلت معه على مدى سنوات بضع رسائل، إلا أن الاتصال بينهما انقطع بعدها. وبعد 15 سنة تقريبا طلبت منها الجهة المعنية بمساعدة الطلبة الفقراء التوقف عن الدفع لانتفاء الحاجة، بعد أن تخرج من كانت تصرف على تعليمه في الجامعة وبدأ يعمل.
الطفل الكيني، الذي تلقى مساعدة هيلدي على مدى سنوات لم يكن غير كريس أمبورو Chris Mburo المحامي الكيني المعروف في منظمة العفو الدولية، ورئيس قسم مناهضة التمييز العنصري التابع للأمم المتحدة، والذي لم يكن ليحقق شيئا من أحلامه من دون الدفعات المنتظمة التي كانت ترد من هيلدي سنة وراء أخرى، والتي مكنته في نهاية الأمر من إنهاء تعليمه الجامعي والحصول على إجازة في الحقوق من جامعة هارفارد الأميركية العريقة.
في عام 2003 عاد كريس الى قريته، وعرفانا بجميل هيلدي عليه وعلى أسرته والمجتمع الدولي، قام بتأسيس صندوق خيري للصرف على التعليم، أطلق عليه اسم «هيلدي باك للتعليم»، الذي يستفيد منه آلاف الطلبة الفقراء، ويعتبر برنامجه الأكثر نجاحا في أفريقيا.
وخلال الفترة ذاتها وحتى قبل شهر لم يتوقف كريس عن البحث عن هيلدي، وبعد جهود مضنية توصل الى عنوانها وقام بالاتصال بها ودعوتها الى زيارة كينيا لترى نتيجة عملها الخيري، وكان لقاء ذا شجون. وعند سؤالها عما دفعها، وهي التي لم يعرف عنها الثراء، واليهودية، لأن تتبرع بالصرف على طفل مسيحي لا تعرف عنه شيئا، قالت إن عمل الخير يشبه رمي حصاة على سطح الماء، حيث تتشكل من ذلك دائرة صغيرة ثم دائرة أكبر فأكبر، وإنها مدينة بحياتها لإنسان لا تعرفه قام قبل سبعين عاما بإنقاذ حياتها، ولا تتذكر حتى ملامحه، ولم يحاول أن يعرف نفسه لها، فلم يهتم، مثلها، بصغائر الأمور، فقد قامت بتقديم خدمة لطفل محتاج بصرف النظر عن لونه، جنسه أو دينه، وما يفعله الآن كريس من خلال صندوق التعليم يصب في الاتجاه نفسه، وسيأتي مستقبلا من سبق ان استفاد من معونة الصندوق ليقوم بعمل مماثل وهكذا تتكاثر وتكبر دوائر الخير!
دفعتني هذه القصة المؤثرة الى اتباع خطى هيلدي والتبرع لجمعيتها الخيرية بمبلغ من المال! وللراغبين في الاقتداء بي وصرف مبلغ بسيط شهريا لتعليم طفل في أكثر مناطق العالم فقرا، البحث من خلال غوغل على Hilde Back Education Fund وسيجد ما يريد من تفاصيل عن الصندوق وطريقة التبرع. والآن هل نستمر في البحث والنقل من الإنترنت؟

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

تعقيب وتعليق

السيد رئيس تحرير جريدة القبس المحترم
وليد عبداللطيف النصف حفظه الله
تحية طيبة وبعد،،
الموضوع: رد على مقالة الكاتب مبارك الدويلة «حصاد السنين ــ تشويه حرية الكلمة!»
نشرت جريدتكم الغراء في عددها رقم 13450 بتاريخ 7 نوفمبر 2010 مقالا للكاتب الأخ مبارك الدويلة في صفحة اتجاهات رقم 25 بعنوان «تشويه حرية الكلمة!» وتطرق خلالها الكاتب الفاضل إلى شخصي في موضوع تخصيص موقع لكنيسة الروم الكاثوليك في منطقة المهبولة.
في البداية أثني على الأخ أبي معاذ ومواقفه الوطنية سواء في فترة نيابته في البرلمان أو بعدها، ورغم اختلافي معه في بعض الطروحات فإن هذا لا يفسد العلاقة الأخوية التي تربطنا.
وأحيط الأخ أبا معاذ فيما يخص تخصيص موقع للكنيسة في المهبولة بأنني وزملائي الأخوة الذين انسحبوا من الجلسة التي بحث فيها الموضوع لم يكن انسحابا على رفض الطلب، بل كان بسبب مخالفة رئيس المجلس البلدي زيد العازمي لثلاث مواد في اللائحة، وهو ما اعترضنا عليه حيث انه عندما تقدمنا بطلب لإحالة الموضوع من لجنة محافظة الأحمدي إلى الفنية كان هدفنا دراسة الموضوع بطريقة شاملة، إلا ان الرئيس رفض طلب التصويت على طلبنا رغم ان اللائحة تلزمه بهذا التصويت.
كما أن الإخوان الذين انسحبوا من الجلسة لم يخض أي منهم في موضوع تخصيص الموقع أو رفضه، بل كانوا يناقشون تطبيق اللائحة أولا، وهو ما لم يحصل من الرئيس مما اضطرهم إلى تسجيل موقف ضد رئيس المجلس البلدي زيد العازمي.
ولقد أصدرت تصريحا بعد الجلسة يبين موقفي من الانسحاب نشرته جريدة القبس (مرفق صورة منه) ولا أعرف ان قرأه الأخ أبو معاذ الذي عتب علي شخصيا دون غيري من الزملاء، ورغم ذلك فإنني احترم هذا العتب من الأخ لأخيه، لكن كان يفترض منه قبل كتابة هذا العتب أن يحدثني هاتفيا ليعرف موقفي أولا من الموضوع.
وفيما يخص ما ورد في المقال من أن الأمانة العامة للمجلس البلدي اضطرت إلى اصدار توضيح يبين مخالفة الطلب لشروط الموافقة، فهذا لم يحصل بتاتا حيث لم يصدر عن الأمانة العامة أي توضيح، لأن هذا الأمر لا يخصها باعتباره من اختصاصات الاعضاء حسب قانون البلدية 5 لسنة 2005.
وأبين للأخ الكريم أبي معاذ ان من اصدر توضيحا وتراجعاً عن موقفه هما الأخوان اللذان صوتا مع رفض الطلب في البداية وهما: رئيس المجلس البلدي زيد العازمي الذي صرح بعد الجلسة الاستكمالية التي لم يكتمل نصابها يوم الاربعاء الماضي، بأن الطلب ناقص حيث لم يرفق فيه خطاب من وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، وكذلك تصريح رئيس لجنة محافظة الأحمدي الأخ مانع العجمي الذي برر رفضه بأن موقع الكنيسة سيكون على مواقف سيارات احدى المدارس. وأسأل أخي أبا معاذ من هو الذي تراجع عن موقفه نحن الذين انسحبنا لإجراءات الرئيس الخاطئة أم الأعضاء الذين صوتوا على الرفض وتراجعوا بعد ذلك بحجج وهمية؟
وأؤكد للأخ أبي معاذ أن مواقف أخيك محمد المفرج ثابتة ولم تتغير خصوصا انك ذكرت في مقالك معرفتك الشخصية بمنطلقاتي التي لا تصب في خانة منطلقات الآخرين، ولذلك كان عتبك في غير محله طالما انك تعلم مواقفي التي لن تتغير بعون الله إلا لما فيه الخير لبلدنا ووطننا وشعبنا الطيب الذي يستحق منا العمل ليلا ونهاراً من اجل رفعته، ومحافظة على القسم الذي أديته أمام زملائي الأعضاء ان شاء الله.
وفي النهاية لا يسعني إلا ان اهنئكم في هذه الأيام المباركة بقدوم عيد الأضحى المبارك.
متمنيا نشر هذا الرد في الموقع نفسه الذي نشر فيه مقال الأخ مبارك الدويلة.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام،،
أخوكم
عضو المجلس البلدي
محمد إبراهيم المفرج

لفتة كريمة
لم يخب ظني في الأخ أبي إبراهيم وفي منطلقاته الوطنية، حيث أكد أن الانسحاب ليس اعتراضا على موضوع الكنيسة بل اعتراضاً على الاجراءات التي اتبعتها رئاسة المجلس في رفض الطلب.. وهذا مقبول ولا جدال في ذلك. وأريد أن أستغل هذا التعقيب وهذا التعليق، الذي خلا من عبارات الاسفاف وسوقية الألفاظ. والذي أتمنى أن يكون الحوار في صحافتنا بهذا المستوى وأفضل، أما عتبك يا أبا إبراهيم فعلى الراس، واللوم على طريقة عرض بعض الصحف للموضوع، حيث أوحت للقارئ أن انسحابكم كان اعتراضاً على رفض بناء الكنيسة.

مبارك فهد الدويلة

محمد الوشيحي

فوائد السلطة الخضراء

إذا كانت الحكومة، أي حكومة، رخوة ولا فقارية و"آي واي ياي"، فلا يمكن لها أن تنزل حلبة المنافسة والعمل الجاد، لأن بشرتها حساسة، وكريمات الـ"بودي لوشن" غير متوافرة مع الأسف، والغبار يُمّه منه.

وأكبر مثال حكومة الكوبة، أقصد حكومة "كوبا"، وهي التي كانت ضد تحرير الكويت الله يغربلها، وهي لرخاوتها المريعة وخيبتها الذريعة ورشاواها الفظيعة استطاعت تكوين "لوبي" من عقلاء البرلمان الكوبي يدافع عنها، وفرّقت الشعب الكوبي مللاً وطوائف كي تسهل السيطرة عليه، وتمكنت من تركيع الصحف ووسائل الإعلام وتكبيل يديها خلفها.

ومع كل ذا لم تنجح، ولن تنجح، والفشل سيكون "للرُّكَب"، إذ حتى لو لم يجد كتّاب المعارضة أمامهم إلا الكتابة عن فوائد السلطة الخضراء، أو مضار التدخين على المرأة الحامل، فقد يُنشئ بعضهم صحفاً إلكترونية، وقد يضربونها وأنصارها بقسوة ولا ضرب المرحومة جدّتي وضحة للأمثال، ضربٌ لا هوادة فيه ولا رحمة، وقد تنشأ صحيفة إلكترونية في كل شارع وخلف كل زقاق، فتحتار حكومة كوبا وتضرب أخماسها بأسداسها، فلا تدري من هو "طقّاقها"، فتصرخ "ياااي يا مامي"… بالكوبي طبعاً.

***

من بين مليون ومئة ألف نسمة، هم تعداد الكويتيين، فقط ستة وعشرون نفراً لم يسألوني عن "سبب عدم الكتابة عن قانون غرفة التجارة؟" وعن "سبب انتقادي رئيسَ البرلمان جاسم الخرافي هنا، في هذه الجريدة، وعدم انتقادي له عندما كنت في جريدة (الراي)"، وهما سؤالان استعباطيان من اللون الأحمر، وأحمر من كذا مفيش. فالسائل، والصلب أيضاً، يعرف، أو يخمّن، موقفي تجاه قانون الغرفة، فرغم يقيني بأن الضباع هي التي ستستحوذ على الغرفة في حال تنفيذ مقترح مجلس الأمة، إلا أنني مع هذا المقترح، أباً عن جد، بل عن جد الجد.

الغريب أن أحداً لم يسأل الكتّاب الرئيسيين في جريدة الوطن، مثلاً، عن رأيهم في قضية اختفاء خمسة مليارات دينار أثناء الغزو. مثلاً يعني. والغريب أيضاً، أنه سبق أن بيّنت وقلت بالصوت والصورة في قناة "العربية"، إن الزميل محمد الصقر، ناشر هذه الجريدة، قد يمنع مقالاتي، ومقالات غيري، إذا تحدثنا فيها عن غرفة التجارة، فهي جريدته التي أنشأها لمثل هذه الأمور، كما أظن، وأنا أفهم ذلك لكنني لا أتفهمه، فالكاتب حر في ما يكتب، ولسنا أعضاء "حزب الجريدة" كي تتوحد أفكارنا، ولا "الجريدة" هي جريدة "الوطن" ولا جريدة "الدار"، كي نكتب ما يمليه المعازيب، ونسير على الخطوط الأرضية المرسومة لنا، فلا معازيب هنا، ولا "شيوخ وفداوية"، معلش يعني.

والكاتب الذي يمشي على "الأوامر" لن تُمنع له مقالة، والكاتب الذي يمشي على نهجه ستُمنع له المقالة تلو المقالة، وعقول الناس في رؤوسها لا في أحذيتها. على أنني أحمد لهذه الجريدة نشر مقالاتي التي لطالما خالفَت توجهاتها وخطها.

***

منتدى الشبكة الوطنية، المنتدى الإلكتروني الكويتي السياسي الأكبر، الذي يضم عشرات الآلاف من الكويتيين، يتبنى شبابه حملة وطنية رائعة بعنوان "يا نواب الأمة… احموا الدستور من الاعتداء"، ويتحدثون عن تفريغ أهم المواد الدستورية من محتواها. تابعوا حملتهم على هذا الرابط، بعد أن تصفقوا لكاتب الموضوع العضو "دستورنا سورنا" وقوفاً:

http://www.nationalkuwait.com/vb/showthread.php?t=148716

حسن العيسى

شركة ميري وراجو لصناعة الخدم

يمكنك أن تضع قطعة من السماد وتلفها في ورق سوليفان فاخر وتروجها على أنها حلوى لذيذة، وهذا على ما يبدو ما تفعله الحكومة بإنشاء شركة حكومية مساهمة لاستقدام العمالة المنزلية، وذريعة النوايا الحكومية ممثلة في وزارات الأوقاف والداخلية والتجارة هي "رفع اسم الكويت من قائمة الدول المتهمة بالاتجار بالبشر" (قبس الاثنين)، وستطرح هذه الشركة الحكومية أسهمها للاكتتاب العام، وسيساهم فيها أهل الكويت المساكين، وذلك حتى يعم الخير على الجميع، وبطبيعة الحال فإن شركة "السماد لاستقدام العمالة" ستواجه اعتراضات من بعض نواب الأمة، لأنها ستكون احتكارية، بمعنى لا توجد شركة أخرى في نشاطها الإنساني، وسيجتهد النواب لإنشاء شركة ثانية وثالثة بأغراض مشابهة، وستشتعل حرب المنافسة بين شركات السماد للخدم, وستحصل الشركة الأولى على وكالة حصرية لاستقدام الفلبينيات، وستكون هناك فلبينية بها "بلوتوث" وشاشة خلفية تعمل باللمس، تصلح للشباب وبألوان مختلفة، وستكون هناك ماركات أخرى مثل "فلبينية بحجاب" مخصصة للعمل في بيوت العادات والتقاليد الأصيلة، وستطرح الشركات المنافسة منتوجاتها من عمالة منافسة صنعت في الهند أو سريلانكا أو بنغلادش، ومنتجات الهند هي الأفضل لأنها الأكثر تقدماً، والخادمات والخدم مزودون بأجهزة "جي بي إس" تدل سيدة المنزل على طرق الطبخ والنفخ.

الحمد والشكر لله على هذه الهداية العقلانية المنسجمة مع تاريخنا ونضالنا التجاري العريق، فحتى قضايا انتهاكات حقوق الإنسان يمكن حلها بكل بساطة بإنشاء شركات مساهمة عامة لها حق الاقتراض وتداول أسهم الخادمات وعدم السداد بحماية البنك المركزي، ولنا أن نتخيل كيف ستكون "أغراض" الشركة كما يجب أن تدون في عقد التأسيس؟ هل سيكتبون أن الهدف منها "استقدام الخادمات والخدم من تلك الدول… من أجل خدمة أهل الكويت وتوفير سبل الراحة لهم بنقل كفالات الخدم من الأفراد إلى الشركات حسب الشروط التي تقررها لوائح الشركة بعدد ساعات العمل وأيام الراحة والإجازات"… طبعاً كل هذا يتم بلوائح داخلية لشركات "ميري" و"راجو" للعمالة، وسيتجنب حصفاء الديرة إصدار تشريع خاص يضمن أبسط حقوق العمالة المنزلية، ويلغي نظام الكفالة المخجل… هذا طريقنا المزدحم إلى التنمية المستدامة… وتحياتنا لصين الخليج القادم.

احمد الصراف

أسئلة مير رحمن (2/2)

يقول مير: أنا لا أحاول هنا الدفاع عن سعي إيران لامتلاك سلاح نووي، ولكني أتساءل: لماذا تتجنبون النقاش العلني في هذ الموضوع، وهنا في هارفارد بالذات، وبحضور إيراني؟ وأنا لا أقول إن مساعداتكم السخية لإسرائيل، إضافة لمجموعة من الأنظمة الدكتاتورية والإسلامية غير الشرعية، يجب أن تتوقف، ولكني أتساءل لماذا لا يوجد نقاش لمدى هذا الدعم وتكلفته على أميركا والعالم؟
والحقيقة أنني في أوقات كثيرة أشعر بأن أميركا، من منطلق أدبي ورغبة في الإصلاح السياسي، وليس بالضرورة الأيديولوجي، تتجنب التصدي لقضايا سياسية حقيقية، وأشعر بالفضول عندما أرى ميل وسائل الإعلام الاميركية لتصوير الاشتراكية ككلمة سيئة، لا تقل سوءا عن الشيوعية، وأنا لا أقول إن أميركا، كالدول الصناعية المتقدمة الأخرى، يجب أن توفر العناية الطبية مجانا لمواطنيها، ولكني أتساءل: لماذا لا يوجد نقاش في وسائل الإعلام عن الفرق بين الاشتراكية والشيوعية؟
وأنا لا أحاول الإيحاء بأن أميركا ما كان يجب أن تنفق ثلاثة تريليونات دولار على الحرب في العراق وأفغانستان، ولكني أتساءل: لماذا لا يوجد نقاش علني عن العائد من الحروب؟
وأنا لا أسأل لماذا لدى أميركا أعلى نسب قضايا المحاكم، وعن إيمانها الصلب بنظامها المحاسبي للمخطئين، ولكني أتساءل: لماذا لا تقومون بمحاكمة أولئك الذين تسببوا في حرب «غير عادلة» في العراق، والتي نتج عنها موت الملايين؟!
وأنا لا أقول إن على المواطن الأميركي العادي أن يعرف عن كل زاوية في العالم، ولكني أتساءل: من المستفيد من كون الأميركي الأكثر جهلا بما يجري من حوله في العالم، وبلده هي رائدة العولمة؟
أنا لا أقول إن النظام السياسي الأميركي توقف في أن يكون النظام الأمثل في العالم، والذي يمثل العدالة والكفاءة، ولكني أتساءل عن سبب حاجة برلماني اميركي مثلا، لأن يجمع ما بين عشرة إلى 30 مليون دولار لتمويل حملة إعادة انتخابه؟
وأنا لا أقول إن واشنطن يجب ألا يكون بها 40 ألفا من العاملين في لوبيات تسويق قضايا الدول والجماعات والشركات لدى الكونغرس، والذين ينفقون عادة 4 مليارات دولار سنويا، ولكني أتساءل: لماذا لا يكون هناك نقاش عن سبب عدم «رؤية» فساد في أميركا؟ هل لأنكم قمتم بتشريع وتقنين معظم حالات الفساد والرشوة؟
إن هدفي هنا هو أن أثير لديكم الرغبة في السؤال، وليس إثارتكم. قد لا نتفق على الأجوبة، ولكن أتمنى أن تتفقوا معي على ضرورة طرح الأسئلة!
لقد آمن جدي بتقاليد أميركا العريقة في طرح السؤال، وأنا أؤمن بأن الحلول ستأتي من خلال هذه التقاليد نفسها. وفي النهاية أترككم بسؤال أخير مستوحى من سؤال للراباي «هيللي»: إذا لم يكن هنا، في هارفارد، فأين إذاً؟ وإن لم يكن الآن، فمتى؟ وإن لم نسألكم أنتم، فمن؟ انتهى!
لو تمعنا في هذه الأسئلة العميقة التي تمسّ العصب الأكثر حساسية في الجسد الأميركي الذي أصبح مثخنا بالجراح، لوجدنا أن عظمة الأمم تكمن في قدرتها على تقبل طرح مثل هذه الأسئلة من أي كان، وأن تعمل على إصلاح أوضاعها في نهاية الأمر. ولكن هل بمقدورنا طرح مثل هذه الأسئلة في مجتمعاتنا؟ وهل نتوقع إجابة عنها؟ ألا نحتاج إلى عقد مؤتمر وطني بعيدا عن برلماننا المتخلف، لمناقشة اوضاعنا المأساوية التي ليس من الصعب ملاحظتها؟ ألا نستحق إدارة أفضل من الحالية، والتي قام جناح منها بتقديم طلب للأمم المتحدة لإصدار تعهّد يدعو إلى احترام الأديان، وقام جناح آخر ـ معين من قبلها في غالبيته ـ برفض طلب تخصيص موقع كنيسة في الكويت؟

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

نريد رجلاً واحداً فقط


إلى اليوم لم يجرؤ كويتي واحد ذو منصب أو قرار على رفض المشاركة في هذه التهلكة شبه الحتمية لشبابنا، فمن لا يتوانى عن الإرهاب والعنف والتفجير قبل البطولة لن يجد فرصة أفضل من لفت الانتباه العالمي له أكثر من بطولة يجتمع فيها شباب أغنى دول العالم فضلا عن الأمراء والشيوخ. قد لا يرى البعض ما سأكتبه مهماً وسط كل تخبطات البلد، ومن كل الجوانب برعاية رشيدتنا العزيزة وأداء بعض أتباع الرشيدة من داخل المجلس وخارجه، إلا أن ما سأكتبه، وإن كنت أشرت إليه بفقرة صغيرة مسبقا، أعده أكثر أهمية من الحكومة والمجلس مجتمعين. فبعد أقل من أسبوعين ستقام دورة الخليج الـ20 في اليمن الشقيق، وسيغادر 25 لاعباً من خيرة شبابنا الرياضيين بالإضافة إلى «كوكش» إداريين طبعاً لا نحتاج إلا إلى أربعة أو خمسة منهم والبقية لزوم التطبيل والتهليل. بمعنى أن ما لا يقل عن خمسين كويتياً سيقيمون في اليمن لمدة أسبوعين، وتحديداً في عدن التي شهدت خلال الثلاثين يوماً السابقة أكثر من خمسة أعمال إرهابية وعنف استهدفت المنطقة نفسها التي تقام فيها البطولة، على الرغم من استنفار القوات اليمنية التي تم تخصيصها في تلك المنطقة، والتي تفوق الـ30 ألف مقاتل على حد تعبير الرئيس اليمني، لذا فإنه على الرغم من كل هذا الاحتراز الأمني، فإن اليمن الشقيق ومنطقة البطولة تحديداً لم تسلم من التفجيرات! إلى اليوم لم يجرؤ كويتي واحد ذو منصب أو قرار على رفض المشاركة في هذه التهلكة شبه الحتمية لشبابنا، فمن لا يتوانى عن الإرهاب والعنف والتفجير قبل البطولة لن يجد فرصة أفضل من لفت الانتباه العالمي له أكثر من بطولة يجتمع فيها شباب أغنى دول العالم فضلا عن الأمراء والشيوخ. الجميع منشغل بـ37 مليار دينار ويتناسى الإنسان وهو الأساس، فبعد أن ألغوا لجنة الشباب والرياضة بالمجلس ها هم يسعون إلى قتل الشباب فعلياً من خلال إشراكهم قسراً في بطولة مساوئها أكثر من منافعها، وأنا هنا لا أقصد بطولة الخليج بشكل عام بل تلك التي ستقام في اليمن تحديداً. أين المنادون في كل المناسبات بالشباب، وأنهم أساس بناء الوطن، وجيلنا الصاعد، وأملنا الواعد، ها هم أمام ناظرينا يُقدَّمون قرباناً لمجاملات بعض الشيوخ بحجة أواصر الإخاء والصداقة، هل كان أي عاقل خليجي سيرضى بإقامة بطولة الخليج في الكويت في فترة حرب تحرير العراق مثلاً والأخطار التي كانت تهدد الكويت حينها؟ نحن بحاجة إلى رجل صاحب قرار يوقف ما قد يعرّض أبناءنا للخطر قبل أن نبكيهم ونردد «يا ليت اللي جرى ما كان». خارج نطاق التغطية: على لسان طلال الفهد: «أنا ابن الأسرة الحاكمة ومن ذرية مبارك الكبير وأجدادي حكام الكويت وسأترك اتحاد القدم لأتولى منصباً أكبر». الشيخ طلال واثق من توليه لمنصب أكبر، بل قد يتم استحداث وزارة من أجله، والرسالة واضحة، اكسر القانون تحصل على منصب.

سامي النصف

مقال قد ينقذ حياة

قبل الدخول في مقال اليوم الذي نعتقد انه من المقالات التي يجب أن تُقرأ ويُحتفظ بها كونه قد يساعد على إنقاذ حياة كثيرين، بودي أن أشكر الأخ عبدالعزيز البابطين ومؤسسته والأخ عبدالعزيز السريع على تبني المقترح الذي طرح في مقال يوم السبت وقرارهما الكريم بتوجيه ضيافة دورية للأدباء والشعراء والمختصين العرب لزيارة نجد والاطلاع على حضارتها وتاريخها المجيد ومرابع شعراء المعلقات فيها، فجزى الله أبوسعود خيرا على أفعاله الطيبة وكرمه الحاتمي وما يقوم به من جهد لرفع شأن الشعر والأدب والتاريخ العربي.

الكويت هي إحدى أكثر دول العالم إصابة بأمراض السكر والضغط والسمنة وارتفاع الكوليسترول ومعروف ان تلك الأمراض لا تقتل بشكل مباشر بل عبر تسببها في النوبات القلبية التي يمكن متى ما تعاملنا معها بشكل صحيح أن تمر على خير وتنقذ الأرواح، أما إذا لم نثقف أنفسنا بالنهج الصحيح في التعامل معها وخاصة في الثواني والدقائق التي تعقب الإصابة القلبية حينها ينتهي الأمر بفقدان من نحب وتبدأ الفاجعة.

لذا فعلى كل بيت به مصاب بالأمراض المزمنة كالسكر والضغط والكوليسترول ان يثقف قاطنيه ببرنامج إنقاذ الحياة الذي تقوم به مجانا جمعية الهلال الأحمر الكويتية والذي وافق مجلس الوزراء إبان عهد الوزير الفاضل محمد الجارالله على نشره بين المواطنين إلا أن التغيير السريع للوزراء تسبب في وقف تطبيقه والمرجو من الدكتور الفاضل هلال الساير إعادة تفعيله.

أول الأمور التي ينصح بها المصابون بالأمراض المزمنة لحظة شعورهم بألم خفيف بالصدر أو تنمل في اليد الشمال أو صعوبة بالتنفس أن يتجهوا فورا لأقرب مستوصف أو مستشفى بعيدا عن الثقافات الخاطئة المتوارثة التي ترى ان المرجلة في الصبر والتحمل لا في الشكوى وان «الصباح رباح» و«من أصبح أفلح» و«ماكو إلا العافية» فتلك المقولات قد تجعل منام المصاب هو المنام الأخير.

والأفضل أن تكون في كل بيت وعلى مقربة من فراش النوم حبوب G.T.N المتوافرة بالصيدليات العامة والخاصة ولا أعراض جانبية لها حيث قد يحتاج المصاب لها مع الأعراض الأولى للجلطة التي تحدث كثيرا أثناء النوم، كذلك يجب أن يدرَّب أحد في البيت على الإسعافات الأولية اللازمة كتدليك القلب كون الجلطة تتسبب في توقفه عن ضخ الدم، والحاجة كذلك لإعطاء الأوكسجين الذي يمكن الاحتفاظ بقنينة له مع القناع بالبيت أو القيام بعمليات تنفس صناعي حيث تتوقف الرئة فور توقف القلب، في الوقت ذاته يجب أن يقوم شخص آخر بالاتصال بالطوارئ أو أقرب مستشفى أو مستوصف وهو أمر يحتاج إلى إعداد مسبق كي يتم إحضار سيارة الإسعاف المجهزة بدلا من تحريكه ونقله حيث يفقد المصاب 10% من فرص الحياة مع كل دقيقة تمر.

آخر محطة:

(1): الوقاية خير من العلاج والمشي لمدة نصف ساعة يوميا في بلد مسطح مليء بممرات المشاة يقيك من الإصابة بالجلطة القلبية فابدأ من اليوم بممارسة المشي والرياضة دون عناء أو كلل.

(2) مسؤولية مريض الأمراض المزمنة ان يحافظ على صحته كي لا يفجع أهله، كما ينصح من يصاب بأول أعراض الذبحة الصدرية أن يبدأ بالكح المستمر كي تمر الأزمة بسلام.

احمد الصراف

أسئلة مير رحمن (1/2)

كان السؤال عبر مختلف العصور، والنابع من الشك أحياناً، القوة الدافعة للعقل لكي يتعرف ويستنبط ويكتشف. وإيقاف آلية السؤال أو منعه بنص ديني نتج عنه تجميد العقل والحكم بالتخلف، ولهذا كانت أغلبية الشعوب المتخلفة الأكثر تسليماً بما ورد في نصوص أوليها، والإيمان بما جاء بها من دون نقاش أو سؤال!
في حفل توزيع جائزة «روبرت كنيدي للخدمات العامة»، الأكثر تميزاً في العالم، التي تمنحها جامعة هارفارد سنوياً لشخصية ذات إنجاز عظيم في ميدان الخدمة العامة، ألقى الإعلامي ورجل الأعمال الباكستاني مير إبراهيم رحمن وهو أول مسلم وثاني شخصية من منطقة جنوب آسيا يفوز بهذه الجائزة المرموقة، الكلمة التالية في الحفل. وجدير بالذكر أن مير رحمن يعتبر من القلة التي ما زالت في باكستان، فلا يزال يعمل هناك في أكثر من نشاط تجاري وإعلامي، بعد أن أرهقت الانقلابات والصراعات المذهبية والقبلية بلاده وجعلتها واحدة من أقل الدول بروزاً في جميع ميادين الإبداع البشري، بالرغم من عمق تاريخها السابق على انفصالها من الهند، وشعبها الذي يزيد تعداده على 170 مليوناً.
يقول مير رحمن: عندما كنت صغيراً سألت جدي، وهو مؤسس أكبر صحيفة تصدر بلغة الأوردو في العالم، عن سبب إلحاقي بمدرسة أميركية، وهو ما كان شبه مستهجن، ومحل رفض الكثيرين، فابتسم جدي وقال: لأن المدرسة الأميركية ستزودك بأفضل طرق التعلم التي تحتاجها، ألا وهي كيفية توجيه الأسئلة، أما بعدها فالأمر مناط بك! وأضاف جدي أن أفضل مدرسة في العالم يمكن أن تعلمني كيف توجه الأسئلة هي «هارفارد»!
وأنتم هنا في أميركا سبق أن وجهتم سؤالاً عما إذا كان من حق الملك فرض ضرائب من دون مشاركة في الحكم، وهو السؤال الذي قادكم في النهاية لأن تتحرروا وتصيغوا وثيقة استقلال وطنكم، وقوانين الحقوق اللاحقة! كما أن السؤال الذي طرحته مواطنتكم السوداء روزا باركس عندما تساءلت: لماذا لا يمكنني الجلوس في الجانب الآخر من الحافلة؟ كان بداية حركة حقوق مدنية جبارة نتج عنها في النهاية اختياركم لرجل من أصل أفريقي ليكون رئيساً عليكم. ومثل هذه الأسئلة وغيرها جعلت أميركا عظيمة كما هي الآن، وجعلت الكثيرين من الأفراد والجماعات وحتى الدول تعتمد عليكم في وجودها.
وأنا هنا اليوم لأطرح بعض الاسئلة التي ربما رغب جدي في أن أطرحها عليكم في هذا المكان بالذات.
وإلى مقال الغد وأسئلة مير رحمن.

أحمد الصراف

سامي النصف

السعادة من الدراجة إلى الطائرة

أهدانا في زيارتنا الأخيرة لمنطقة الغاط اللواء طيار عبدالله السعدون كتاب سيرته الذاتية المعنون بـ«عشت سعيدا من الدراجة الى الطائرة» وقد صدر المطبوع لمؤلفه غير المعروف من داري نشر في الدار البيضاء وبيروت، وقد أعيدت طباعته سريعا لعنوانه الجذاب ومحتواه الرائع الذي يروي قصة السعادة والنجاح اللذين أصبحنا نفتقدهما بشدة هذه الأيام حتى ان دكتورة اتصلت به لتخبره بانها اشترت عشر نسخ لإهدائها لمن تود كي تمنحه السعادة والأمل.

وقد قام وزير الدولة السعودي الشيخ الفاضل عبدالعزيز الخويطر ذو الـ 84 عاما ـ أطال الله في عمره ـ وصاحب 25 مؤلفا والذي كان أول من حمل شهادة دكتوراه في المملكة، بتأليف كتاب من 600 صفحة عنوانه «هنيئا لك السعادة» خطه وخصه للثناء على مطبوع عبدالله السعدون دون سابق معرفة بينهما، ما يدل على أهمية ذلك الكتاب الذي يستحق القراءة من الغلاف إلى الغلاف.

ولي عادة هي ثني أو طي رأس أي صفحة أرى أهميتها في الكتب التي أقرأها كي يمكن لي العودة السريعة لها مستقبلا، وقد وجدت انني قاربت على ثني وكسر أغلب الـ 450 صفحة التي احتواها كتاب الصديق أبونايف لثراء وأهمية كل صفحة في كتاب السيرة، وقد أثنى على الكتاب كثير من الكتاب والصحافيين الذين اطلعوا عليه في الصحف السعودية والعربية والدولية.

يثني المؤلف على دور والدته المشجع له خاصة ان والده قد توفي، وهو لم يبلغ الثانية من عمره، كما تظهر أوراق السيرة مدى عصاميته وذكائه وإصراره على التفوق والنجاح ومثابرته للوصول للهدف حتى انه وضع لنفسه ثلاثة أهداف هي: الاول تخرجه كطيار وكانت نسبة الفشل في ذلك العلم كبيرة، والثاني حصوله على المركز الأول مع مرتبة الشرف والثالث ألا يرتكب أخطاء كبيرة يحاسب عليها وقد حصد الثلاثة أهداف بامتياز.

ولا يؤمن المؤلف باستخدام «العصا» إلا عندما تستنفد أداة «الجزرة» ويكره العقوبات الشخصية المذلة المتفشية في بعض الجيوش العربية والأجنبية ويحبذ تقليل الجزاءات فمن كان سلاحه الوحيد هو المطرقة فلن يرى أمامه سوى المسامير، كما ينتقد أصحاب الملايين والبلايين ممن لا يسهمون في جعل أموالهم جسرا للمحبة ولتخفيف معاناة الناس وخلق البسمة على شفاههم.

ويستمر الكتاب الشائق بطريقة سلسلة في خلق ما هو أشبه بروشتة تفاؤل وسعادة أو خارطة طريق نجاح وفوز للناس، وقد سألت المؤلف أبونايف ونحن على سفح مرتفع بمنطقة ضيدان الخضراء وهو يعمل بجد لإعداد غداء شهي لضيوفه لا دهن ولا شحم فيه، عن أهم أمور الحياة، فروى لي قصة الثري الأميركي الذي تفرغ لصنع المال حتى حصل على ملياره الأول ونسي في طريقه الاعتناء بصحته حتى سقط من الإعياء وقارب على الموت ففحصه طبيب حكيم وقال له ان ثروتك هي عبارة عن رقم «1» وقبله العديد من الأصفار، وصحتك هي هذا الرقم الفردي الذي لو ألغي لما أصبح لتلك الأصفار مهما كثرت

آخر محطة:

العزاء الحار لآل السميط الكرام بوفاة الصديق حمد محمد السميط، فللفقيد الرحمة والمغفرة ولزوجته الفاضلة وابنه وأهله وأصدقائه وذويه الصبر والسلوان، وقد توفي الصديق بووليد بشكل مفاجئ فجر امس بالسكتة القلبية وقد عرف عنه طيبة القلب الشديدة والعيش بسعادة غامرة، حيث لم يعرف قلبه الحقد والحسد او الاهتمام بصغائر الأمور.