محمد الوشيحي

لحية محمد هايف

إلى أبي عبدالله، النائب محمد هايف المطيري، الذي يبادلني الخصومة، والذي رفض حتى الظهور في برنامجي السابق «لأن الوشيحي ليبرالي، كتاباته في جريدة (الراي) تدل على ذلك»…

الله يشهد أنني أختلف معك من البذرة إلى الثمرة، ومن الحقل إلى المائدة، ومن الدعامية إلى الدعامية، ولن أجلس على رصيفك أرتشف الشاي، ولن تجلس أنت على رصيفي، ولن أسرّح شعري في مرآتك، ولن تهذّب أنت لحيتك في مرآتي… كان هذا موجز النشرة، وإليك الأنباء بالتفصيل.

أبا عبدالله، أعترف أن لحيتك أكرم من أن تدنسها القصة الأخيرة، قصة وساطتك للمتهم باغتصاب طفل. أعرف أنك ذهبت للمطالبة بالتوقف عن تعذيب المتهم، وإحالته فوراً إلى النيابة، بصفتك عضواً في لجنة حقوق الإنسان. بل أرى أنك ملزم بالمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق. أنا بحثت وسألت وتحريت فثبت لي صدق حجتك. مفترون هم، فاجرون في الخصومة، ولا يفجر في خصومته إلا الراقصات وضعيفو الحجة. وأنت لا تحتاج إلى من يفتري عليك، فأفعالك التي تفاخر بها تكفي لإدانتك وزيادة، وثلاجتك مليئة بالفواكه الفاسدة، ليس أفسد منها إلا فواكه المفترين عليك. يقول أحدهم متحمساً: «محد بهدلنا إلا ثوابت الأمة ورئيسها محمد هايف، وثوابت الشيعة ورئيسها اللي كلكم تعرفونه»! هل لاحظت «اللي كلكم تعرفونه»؟ لم يجرؤ على ذكر اسمه. صدقني، ليس أخطر منك ومن حسين القلاف – الوجه الآخر لعُملتك – إلا هذا العنصري المقنّع.

نعم، أنت رجل صادق، لم تحمل الدين في «سامسونايت» وتحوّله إلى عقود «بي أو تي»، كما يفعل غيرك، ولم تتاجر بحقوق الإنسان، فترأس «شركة قابضة»، لكنك من نوعية أخرى، نوعية «دراويش الدين»… أعرف بطولتك ومقاومتك أيام الغزو. الجميع تحدث عن ذلك، ولن أنكره، لكنه لا يمنعني من القول إنك ومن سار معك، صورتم الدين سبعمئة مليون نسخة، ووضعتم نسختين على كل طاولة، وتدخلتم في كل شيء، وأوهمتمونا أن الدين زجاجة من الكريستال المغشوش سريعة العطب سهلة التهشم، فمنعتم الكتب، وقمعتم الحريات، وصورتم لحومكم مسمومة ولحومنا بالكاري والخل، ورفعتم فوق رؤوس الناس هراوتين «افعل» و»لا تفعل»، والناس ولدوا أحراراً يكرهون «الأفعليات واللا تفعليات»، ونثرتم على الأرض جمراً فتقافز الناس حرقاً، فصرختم عابسين: «الرقص حرام»، فتأوّه الناس: «ماذا نفعل إذاً؟»، فأجبتموهم: «احترقوا بصمت».

أمسكتم المنظار بالمقلوب، فشاهدتم الفيل نملة والنملة فيلاً بخرطوم. فحفلة نانسي عجرم وفستانها أهم من مراقبة ميزانية الدولة ومكافحة الواسطة. شغلتمونا بالخرافات، فملأت الفوضى بيوتنا، ورحنا نكنسها ونعيد ترتيبها. «بو عنتر»، ابني سلمان، كان يعتقد أن الدعاء وحده يكفي لأن تصنع الكويت «طيّارات قوية»، والمرحوم والدي منعني – أيام دراستي الثانوية – من السفر إلى مدينة «ليل» في فرنسا – والشهود إخوتي – لتمثيل الكويت في المسابقة العالمية «المتميزون في الرياضيات» (كنت واحداً من الأوائل الثلاثة)، خشية أن «أموت وأنا في ديرة النصارى فأُحشر معهم». كل هذا بسبب تلويثكم عقول كبار السن بسيطي الثقافة، فلوثوا هم بدورهم عقول أبنائهم، فتلوّث المجتمع.

صورتم لنا «الروم» أعداءً، وهيأتمونا لحربهم بحبة البركة وعسل السدر والدعاء. ويأتي «الكريسماس» فتقدّم أمم الأرض ورودها هدية للمسيحيين، ويتبادلون معهم الابتسامات، إلا نحن المسلمين، نقف هناك عابسين، نلعنهم ونلعن من يهديهم الورود، لأنهم أعداؤنا، فيأتي عيد بوذا، فتقدّم أمم الأرض ورودها هدية للبوذيين في عيدهم، مشفوعة بابتساماتهم، إلا نحن المسلمين، نقف هناك عابسين، نلعنهم ونلعن من يهديهم الورود، فهم أعداؤنا، ويأتي دين الهندوس، وووو، وكلهم أعداؤنا، ويأتي عيدنا، فيقدّمون هم لنا الورود، فنصدهم بعبوس قمطرير، ثم يتقدم أحدكم ويمسح لحيته ويخطب: «إن الإسلام دين الوسطية».

سحقاً لمنهجكم يا أبا عبدالله، ولمنهج ذوي العمائم، وسحقاً «للزقمبي» الأكبر الذي قاد مجموعة من ذوي اللحى الطويلة والعقول القصيرة في تظاهرة قبل يومين، لإرهاب إدارة سوق «هايبر بندة» في جدة، اعتراضاً على توظيف النساء «كاشيرات»، فصدّه مدير السوق – البريطاني الجنسية – بعد أن أخرج له قرار وزارة العمل، فاندحر «الزقمبي» خاسئاً وهو حسير، ونشر بياناً إرهابياً تحريضياً عن «النصراني وأعراض نساء المسلمين»! تباً له، أين كان عندما طاول أنين أولئك النسوة السماء من الجوع؟ هو بطريقته هذه يدفعهن إلى المتاجرة بأجسادهن، لكنهن أشرف منه.

يا أبا عبدالله، كلنا في نظركم مشتبه به، وكلنا وقود للنار التي ستشعلها أنت وحسين القلاف، ذو السامسونايت السوداء، وصديقه ذو الفاكس الملعون.

وعيدكم مبارك. 

حسن العيسى

هشوا وكشوا الذبان يا ناس

من نصدق وبمن نثق، هل نصدق الشيخ أحمد الفهد وفريقه من النواب أم نضع بيضنا في سلة البعض من كبار التجار والبنوك؟

والبيض هنا من ذهب باضته الوزة المسحورة، واسمها نفطه بنت الفائض، ولا يعرف أسياد المزرعة الكويتية كيف يوزعون بيضها الذهب في ما بينهم، وهناك منهم من لا يريد الاستئثار بالبيض كله بل ينوي ويعمل للاستحواذ على الوزة ونقلها إلى مزرعته الخاصة…! من نصدق وبمن نثق فقد ضعنا في أدبيات الجدل بين فريق الشيخ أحمد الفهد وخصومه! فأين الحقيقة؟ والحقيقة هنا هي ضمان أن تذهب الأموال الفلكية المخصصة لخطة التنمية في دربها الصحيح، وإذا كان لابد أن تتعرج قليلاً في مسارها نحو اليمين واليسار، وهذا أمر عادي ومتفق عليه بين جمهور فقهاء المزرعة الكويتية، فإن النهاية يجب أن تكون في مصب لا خلاف عليه.

قرأت حججاً قوية لفريق الشيخ أحمد الفهد بأن البنوك لم تمول أو تشددت في التمويل، مثلما حدث مع شركة "المقاولون العرب" في مستشفى جابر، التي لم تجد تمويلاً محلياً فلجأت إلى الخارج (قبس الأحد بعنوان الحلقة المفقودة لأحمد بومرعي)، ويضيف فريق الشيخ حججاً أخرى جاءت بتصريحات تبدو مقنعة من النائبة رولا دشتي والنائب زلزلة، بينما رد المعارضون من أهل الغرفة وأقطاب القطاع الخاص والبنوك ومحافظ البنك المركزي بحجج لا تقل قوة بأن البنوك هي المكان الطبيعي للتمويل، وهي تخضع لرقابة البنك المركزي، وفي ذلك شفافية لا تتوافر في طرح فريق الشيخ أحمد، ويمضي أصحاب هذا الرأي إلى أبعد من ذلك في جدلهم ليقرروا أن خلق نظام مواز للتمويل سيكون ضربة للبنوك والقطاع الخاص في النهاية، وهذا الأخير مازال يترنح من الأزمة المالية العالمية التي حدثت قبل عامين ولم يتعاف حتى الآن.

الجدل وتكتيكات الصراع بين الفريقين لا تنتهي، لكن القدر المتيقن أن فريق الشيخ أحمد الفهد يتحدث بلهجة شعبوية، يهضمها الكثيرون إن لم يكونوا هم الأكثرية التي تريد أن يكون لها مكان تحت شمس الخيرات "التنموية"، يريد هؤلاء أن تكون لهم حصتهم وسهمهم من بيض الوزة، فهم يرون حقيقة أو وهماً أن الكثير فاتهم في الماضي، واليوم جاء دورهم!

هل أمامنا صراع طبقات من غير طبقات رأسمالية ولا عمالية، فلا يوجد غير طبقات من الرمال والصخور تختزن تحتها نفطاً قريب النضوب؟ أم نحن بصدد مواجهة بين الذين يملكون والذين لا يملكون، مع أن كلا الفريقين يملكان وحالهما مستور وأكثر من مستور…؟ من نصدق وبمن نثق لخطة تنمية حوائط الأسمنت وشوارع الزفت…؟ لا أعلم… ولكن أدرك تماماً أن وزه بنت فائض لا تطير وإن طارت فلن تنزل إلا في مطار آخر من مطاراتهم، أما أنتم ومستقبل أجيالكم، فليس لكم غير ذباب مزارع الوفرة "فهشوا وكشوا" يا ناس.

سامي النصف

ويل للدستور من حماته

الدستور الكويتي ليس كائنا ميتا ولد في أوائل الستينيات وقتل في منتصف التسعينيات عند بدء أول عمليات إجهاضه وإخراجه عن مقاصده الخيرة تحت شعار زائف هو «الحفاظ» عليه، وما نتج عنه من تحويله إلى بقرة مقدسة لا مثيل لها في العالم أجمع. إن ذكرى الآباء المؤسسين تستوجب منا الحفاظ على دستورهم الرائع وبث الحياة فيه عبر تفهم الحقائق التالية:

 

 أولا: من الخطأ الجسيم إعطاء القدسية للدستور وتخوين من يريد تطويره وجعله متغيرا ومواكبا لمتطلبات العصر، حاله كحال من يصر على التنقل هذه الأيام بالبغال والجمال بدلا من السيارة بحجة أن هذا ما كان يفعله الآباء الأولون.

 

ثانيا: إن ذلك التخوين يصيب الآباء المؤسسين قبل غيرهم حيث إنهم أول من طالب بتنقيح الدستور وتعديل مواده بعد مرور خمس سنوات على تطبيقه كونه لم يجرب من قبل في بلد آخر، بل فصل بأكمله في الكويت، هذا إضافة إلى مرور نصف قرن على تجربته تغيرت خلاله الأخلاق وباتت تجربتنا السياسية القدوة السيئة في المنطقة بعد أن كانت القدوة الحسنة إبان عهد الآباء المؤسسين.

 

ثالثا: التعديلات المطلوبة على الدستور قد تختلف من طرف إلى آخر، لذا يجب ألا يرفض مبدأ التعديل المحق كوننا نرفض ما تم اقتراحه أو أن لدينا إشكالا شخصيا مع مقدم التعديل، مع الانتباه لحقيقتين هامتين أولاهما أن كثيرا من التعديلات قد لا تمس على الإطلاق الحريات سلبا أو إيجابا، فما دخل الحريات على سبيل المثال بزيادة عدد النواب أو الوزراء؟ كذلك فإن الحريات التي نص عليها الدستور تتعلق بـ «الحريات العامة» للناس وللشعب وليس «الحريات الشخصية» للنائب، فخلق لجان قيم وقوانين «من أين لك هذا؟» وتعديل استحقاقات الاستجواب بعد أن أصبح أهم وسائل الإثراء غير المشروع والفساد التشريعي لا تمس الحريات العامة وأن مست الحريات الشخصية لبعض النواب ومنعتهم من التكسب الشخصي.

 

رابعا: واضح لمن يقرأ محاضر لجنة الدستور والمجلس التأسيسي أن الآباء المؤسسين لو كانوا يعلمون أن الدستور الذي وضعوه وطالبوا بتعديله بعد تجربته سينتهي بتحوله إلى نصوص مقدسة لا تمس لصاغوه بشكل مختلف تماما عن دستورنا الحالي، فلم يتشدد هذا الطرف أو ذاك إبان الصياغة لاعتقادهم أن هناك تعديلات كثيرة قادمة ستسد الثغرات وتجعله دستورا مواكبا للحياة وصالحا لكل مكان وزمان وليس مخلوقا محبوسا في حقبة بداية الستينيات.

 

خامسا: معروف أن خطائين لا يعملون صحا واحدا، فإذا كانت بعض المجالس السابقة قد زورت نتائجها أو علقت أعمالها، فالحل لا يكمن إطلاقا في مبادلة الخطأ بالخطأ والإصرار على نصوص دستورية اثبت التطبيق العملي عدم ملاءمتها وانها أصبحت تستغل للإساءة إلى الحريات العامة والشخصية وللدستور قبل غيره، حتى لم نسمع من الجيران والإخوة من يريد تجربته على بلده.

 

آخر محطة: نرجو من العم علي الرضوان سكرتير لجنة الدستور أن يكتب مذكراته عن خلفيات ما جرى آنذاك للحقيقة وللتاريخ.

 

محمد الوشيحي

طارط للربع

باسم الله والله أكبر، ودّعوا أطفالكم، سأتحدث عن الاقتصاد، تحديداً عن صفقة بيع 46 في المئة من أسهم زين. وخيشة الحرية عندنا تتسع لكل ذي رأي، خصوصاً أن للمال العام نصيباً من هذه الصفقة، ولصغار المستثمرين كذلك.

ويا عيني على صغار المستثمرين الذين يشترون الطماطم بالأقساط، والذين قسّموا أنفسهم، ما بين متأهب للسكتة القلبية، ومنتظر للسكتة الدماغية في المحطة. وكان الله في عون الجهات الحكومية المعنية؛ هيئة الاستثمار، هيئة سوق المال، وزارتي المالية والتجارة، إدارة البورصة، سعدون حماد (يقال إن الفاضل سعدون ليس جهة حكومية خالصة، هو جهة تشارك فيها الحكومة). وسابقاً كانت هيئة الاستثمار – على طريق المثال – تجد نفسها بين خصمين؛ المال العام من جهة، وعمنا وعم الحكومة ناصر الخرافي حفظه الله من الجهة الأخرى، فترجح كفة عمنا لعدم تكافؤ الخصوم، فالمال العام سلتوح، قزم، شعره منكوش وعهنه منفوش، تخدّر قفاه وتمدد «من كثر اللسع»، أما ناصر فعملاق كقوم عاد، أو كثمود الذين جابوا الصخر بالواد.

هذا ما كان يحدث سابقاً، وهذا هو المعتاد، أما اليوم فالمعركة مختلفة، كان الله في عون الجهات الحكومية، فالمعركة بين عملاقين: عمنا وعم الحكومة ناصر الخرافي، والشاب العصامي خليفة علي الخليفة، وكلاهما «شبكت» له الحكومة أصابعها، فوضع قدمه، ثم أرخت له منكبها، فصعد واخترق الغلاف الجوي. وكلاهما أصدر بياناً (عليّ النعمة لا أدري أيهما أسوأ صياغة. أمرٌ عجاب. تقرأ البيانين فتتذكر حصة التعبير «إننا ذهبنا إلى البر، وإن البرّ شاسع جميل، إنه ممتع، والشمس ساطعة»، شنو هذا؟ ليت كاتبي البيانين يتعلمان الصياغة من «جمال الدين» مستشار غرفة التجارة، اهب يا قلمه، حتى وأنت ضده تصفق إعجاباً بصياغته)، المهم، كلاهما أصدر بياناً أعلن فيه خوفه على صغار المستثمرين، وكلاهما يضم المال العام على صدره ويمسح رأسه ودموعه، وكلاهما حساس، و»كلاي» أنا تأثرَت كما تأثرت «كلاهما»، فبكيت. وكان أسهل من ذلك وأصدق أن يعلنا أنهما يسعيان إلى الربح من دون تجاوز القوانين، وكنا سنصدقهما فوراً، لكنها الرقة المفرطة سامحها الله.

والتقى الجمعان، وارتفعت البيارق، لكن قبل الصدام بلحظات، وصل الإمداد وبانت طلائع الجيش الثالث بقيادة أبناء سمو الشيخ سالم العلي وحامل البيرق السيد علي الموسى، لينضم إلى الجيش الثاني، جيش الشاب العصامي خليفة العلي، لا حباً في زيد بل كرهاً لعبيد.

وهنا دعونا نحلل الأمور من الناحية النفسية… الجيش الأول، جيش ناصر الخرافي، لم يعتد الهزيمة، عاش حياته كلها يتنقل من انتصار إلى انتصار، حتى إنه لم يعد يحتفل بانتصاراته، كذلك الحال بالنسبة إلى الجيش الثاني، جيش الشاب العصامي، ذي الإمبراطورية الإعلامية الفاحشة، لم يُهزم في معركة قط، أما الجيش الثالث فالانتصار والهزيمة بالنسبة إليه كالليل والنهار، يتقلب بينهما، ولا مانع لديه من هزيمة جديدة، سيتدبر أمره، لكنه يريد أن ينتقم، خصوصاً والفرصة مواتية، والظروف ترقص له وتغمز بعينها.

وها هو جيش ناصر يتراجع، وفرسانه يتساقطون تحت حوافر خيل أعدائه، ويبدو أنه سينسحب تكتيكياً ليعيد تجميع جيشه وترتيب صفوفه، ولا ضير في ذلك، فهو يحارب ليكسب أرضاً، لا ليدافع عن أرضه كما يفعل خصماه.

والخشية و»الموت الحمر»، وهو ما أتوقعه، أن يتبادل الجيشان الأول والثاني الرسائل السرية أثناء نوم الجيش الثالث، فيتّحدا تحت بيرق واحد، وينضم إليهما سعدون حماد وبقية الجهات الحكومية، فيفتحا الخزينة ويجمعا كل ما فيها، ويحصل صغار المستثمرين على طارط، كل مستثمر صغير له طارط كبيرة… أي «تورتة» باللهجة المغربية.

ومع أنني لا أفهم سر «نزع» ناصر الخرافي ثيابه الاستثمارية في مجال الاتصالات، قطعة وراء قطعة (يبدو أنه يرى شيئاً لا يراه الآخرون) إلا إنني أصلي كي تتم الصفقة وينتصر، لسببين؛ كي يتم احتساب المكالمات بالثواني، وكي يتمكن الناس من الاحتفاظ بأرقامهم والتنقل من شركة اتصالات إلى أخرى، كما في غالبية دول العالم التي ليس فيها ناصر، ولا حكومة تخشى ناصر، عمنا وعم الحكومة، الذي تتكسر وعود الحكومة على صخرته.

سامي النصف

نفحات من لجنة الدستور

المذكرة التفسيرية لدستور دولة الكويت ـ التصوير العام لنظام الحكم.. العمود الفقري لهذا الدستور هو الحفاظ على وحدة الوطن واستقراره، وقد اقتضى الحرص على وحدة الوطن واستقرار الحكم ..الخ، ان يكون صلب الدستور هو وحدة الوطن لا تفتيته.

سعادة وزير العدل حمود الخالد: «لماذا قيدنا الدستور بمضي خمس سنوات حتى يمكن تعديله؟!» سعادة رئيس المجلس عبداللطيف الثنيان: «المقصود ان يطبق الدستور وتبان نقاط ضعفه حتى تأتي التعديلات على ضوء التجربة العملية لا قبلها»، الآباء المؤسسون بحكمتهم يدعون لتعديل الدستور بعد مرور 5 سنوات على تطبيقه ومن يدعي أبوة الدستور دون حق هذه الأيام يكفر من يدعون لتنقيحه وتعديله ليواكب العصر بعد مرور نصف قرن على تجربته في وضع مزرٍ وفريد في العالم.

وزير الداخلية الشيخ سعد العبدالله تعقيبا على من طالب بجعل حرية الاعتقاد مقصورة على الأديان السماوية الثلاثة: من الأحسن ألا يقتصر معنى حرية المعتقد على الأديان السماوية فقد سمحت الحكومة للوثنيين الهنود بحرق جثث موتاهم فهل سيحرمون من هذا الحق؟! تقلّص مفهوم حرية المعتقد هذه الأيام حتى شمل الأديان الانسانية والسماوية الأخرى التي حرم منضووها من حق التجنس وبناء دور العبادة فهل في مثل هذه القرارات فهم لمقاصد آباء الدستور الخيرة؟

وزير العدل: «يجب ان تختار بين العمل في تجارتك أو المجيء الى المجلس، وإذا كنت تفضل تجارتك فلماذا تأتي للمجلس؟!» د.عثمان خليل «نعم قد تستغل عضوية الشركات في تعيين أعضاء مجلس الأمة في ادارتها حتى تضمن الحماية لنفسها وتستغل نفوذهم في المجلس وخارجه»، الممارسة هذه الأيام وأرواح الآباء المؤسسين تطلب تشريعا يمنع الجمع بين النيابة والتجارة بعد ان تفشت ظاهرة الإثراء غير المشروع في المجلس دون حياء أو خجل.

الخبير محسن عبدالحافظ «الحصانة لمنع خوف الأعضاء من اتخاذ السلطة اجراءات ضدهم وبالمقابل يجب ان يطمئن الشعب كذلك بتأمين عدم إساءة استخدام الحصانة الممنوحة لهم»، الحصانة تستخدم هذه الأيام لحماية نواب الشعب من دعاوى أبناء الشعب ضدهم.

د.عثمان خليل عثمان «طلب وزير الداخلية اضافة فقرة جديدة تنص على الا يجوز لعضو مجلس الأمة ان يتدخل في اعمال السلطتين القضائية والتنفيذية، وأعتقد ان ذلك شيء محق ولا مانع من اضافته حتى لا تفتح الأبواب للوساطات واستغلال النفوذ»، التدخل في اعمال السلطتين القضائية والتنفيذية اصبح من صميم العمل اليومي لبعض النواب الأشاوس.. وعفيه!

آخر محطة: وزير الداخلية «أنا لم أطالب بتشكيل الوزارة الآن من عشرين وزيرا، أنا قلت ان ظروفا مستقبلية قد تستوجب تأليف الحكومة من عشرين وزيرا لذا فليكن التحديد بهذا الرقم»، هذه الأيام هناك حاجة لـ 60 وزيرا ويا الله يلحقوا على الطلبات والواسطات والاستجوابات!

مبارك الدويلة

النائب المظلوم

كما توقعت، تم تكذيب خبر نشرته الصحف تتهم فيه النائب الفاضل محمد هايف بالتوسط للافراج عن متهم باغتصاب قاصر وهتك عرضه!! منذ ان قرأت الخبر وطريقة صياغته ادركت الكيدية في هذا النشر والخبث والابتعاد عن المهنية في اسلوب عرضه بالصحف، مع ان اكثر من صحيفة نشرت الخبر، لكن.. واضح من الصياغة ان مصدره واحد وقصده واحد.. تشويه صورة نائب متدين!! ولم اكلف نفسي مؤونة الاتصال بالنائب المحترم لعلمي بأنه سيبادر الى توضيح الحقيقة التي شوهتها اقلام خالفت مبدأ النقل بأمانة.
واليوم.. وبعد تأكيد النائب المظلوم أن مسعاه لم يكن للافراج عن المتهم المحتجز بالمخفر لتهديده احد اقربائه.. ولم يكن لديه علم بأي تهمة اخرى مسجلة ضده.. بل كل مراده كان لاعطاء اهله فرصة زيارته في المخفر بعد ان ترددت انباء عن تعذيبه، كما انه اراد التأكد من سبب عدم تطبيق القانون بعدم جواز حجز اي متهم في المخفر اكثر من اربعة ايام!!
هذا الحادث يؤكد ما طالبنا به سابقا من اهمية وجود ميثاق شرف بين العاملين في الحقل الاعلامي، يحفظ للناس حقوقهم وكراماتهم وينزه العاملين بالصحافة والاعلام من الوقوع بالخطأ.
***
نعيش هذه الايام لحظات مباركة وايمانية.. هي الايام العشرة الأُول من ذي الحجة وموسم الحج وعيد الاضحى المبارك.. ويفترض بجميع المسلمين ومن يعيش معهم على ارضهم احترام قدسية هذه الايام.. والتقرب الى الله عز وجل بالطاعات والابتعاد عن كل ما يغضب الرحمن!! صحيح قد تكتب كلمات ترضي بها طموحك وغرورك وجلساءك، لكن كلمة واحدة قد تحقق سخط الله عليك، ولذلك عندما سأل معاذ بن جبل رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: او نؤاخذ على ما نقول يا رسول الله؟ فكان الرد النبوي الصاعق: ثكلتك امك يا معاذ!! أفلا يكبّ الناس في النار على وجوههم الاّ حصائد ألسنتهم؟! صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
***
«لفتة كريمة»
نقول للقارئ الكريم: كل عام وانتم بخير، وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال وعساكم من عواده.
ونقول للحجاج: حفظكم الله في حلكم وترحالكم، وجعل حجكم مبرورا وسعيكم مشكورا وذنبكم مغفورا.

مبارك فهد الدويلة

سامي النصف

هذا ما أرادوه.. وهذا ما فعلناه

أراد الآباء المؤسسون دستورا يضحي ركنا حصينا للوحدة الوطنية (انظر بداية المذكرة التفسيرية) فأحال البعض مواده الى سيوف قاطعة تفتت مع كل إشراقة شمس تلك الوحدة حتى أضحينا قاب قوسين أو أدنى من إشعال نيران فتنة لا تبقي ولا تذر بحجة حرية القول التي أساء إليها من يدعيها.

وأراد الآباء المؤسسون عملا تشريعيا يحارب الفساد ويمنع التجاوز فأحال البعض ذلك العمل الراقي الى احدى وسائل الاثراء غير المشروع وامتدت الجيوب الواسعة من الداخل الى الخارج حتى أصبحت أقرب الى محلات صرافة من كثرة ما يرمى فيها من عملات لشراء المواقف.

أراد الآباء المؤسسون ديموقراطية أقرب لقاطرة سريعة تدفعنا الى الامام، فأحالها بعض المتباكين عليها الى حديد أصم يدفعنا سريعا نحو الأعماق، بينما تمر علينا سفن الجيران سريعة متجهة الى المستقبل المشرق.

وأراد الآباء المؤسسون لنا لعبة سياسية راقية تعلمنا مكارم الاخلاق فلم نسمع أو نقرأ في زمنهم الجميل كلمة جارحة أو لفظة نابية، فأحلنا محاضر مجالسنا هذه الايام الى أوراق يمنع من لم يبلغ سن الحلم وربات الخدور من قراءتها كي لا يُخدش حياؤهم.

وأراد الآباء المؤسسون دستورا منفتحا يقرأه كل الناس ويفهمون معانيه، فجعله كهنة المعبد كتابا مغلقا حصروا فهمه في فهمهم العقيم وضموه الى صدورهم ـ أو جيوبهم ـ حتى قاربوا على خنقه وقتله بذلك الضم التمساحي الكاذب.

وأراد الآباء المؤسسون دستورا حكيما ينظم العلاقة بين السلطات ويمنع تجاوز بعضها على بعض، فجعله ديموقراطيو هذه الايام «كور مخلبص» لا يمكن التمييز بين خيوط سلطاته الثلاث من كثرة ووفرة قفز السلطات بعضها على صلاحيات البعض.

أراد الآباء المؤسسون ديموقراطية لا تمييز فيها بين الناس بسبب أديانهم أو أعراقهم فجعلناه وسيلة لإحياء العصبيات الجاهلية والتمييز ضد الاديان الاخرى عبر منع تجنيسهم ومنع إقامة دور عبادة لهم.. والحديث ذو شجون.

آخر محطة: رغم أننا أسخن بلد في العالم، إلا أن لدينا فريق هوكي جليد رائعا يستحق الدعم والمؤازرة بعد أن حقق المركز الثالث على مستوى آسيا والثاني على مستوى الخليج رغم عمره القصير، ونستعد للمنافسة على البطولة الشتوية المقبلة للقارة، المقامة في كازاخستان.

محمد الوشيحي

خليني شوفك 
بالليل


إحدى أهم القواعد العسكرية التي يعرفها صغار العسكريين وكبارهم تقول «الإيمان بالقائد – أي بكفاءة القيادة – يؤدي إلى تنفيذ أوامرها بحذافيرها، والتفاني في تحقيق خططها».

والتاريخ العسكري القديم يقول إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أزاح البطل المخزومي خالد بن الوليد عن قيادة الجيش كي لا يظن الناس أن خالداً هو سبب انتصار الجيوش الإسلامية. والتاريخ العسكري الحديث يقول إن الجيوش العثمانية أصيبت بهوَس الإعجاب بقائد شاب اسمه مصطفى كمال أتاتورك. وتسأل الجندي العثماني فيجيبك: «إذا قادنا مصطفى كمال فلا يمكن إلا أن ننتصر، فقائدنا هو الأعظم عسكرياً على مر التاريخ». وهو قوْلٌ ردده الثعلب الألماني روميل: «أتاتورك يقلب الأحداث العسكرية كما يقلب فنجان قهوته»، وأيّد كلامه عدوه البريطاني مونتجيمري: «أتاتورك هو الأفضل بلا جدال».

وأدركت قيادة الجيش العثماني الأمر فأخذت تبث الشائعات بين جنودها، في المناطق المختلفة، أن مصطفى كمال وصل للتو وتولى القيادة، فيظن عساكر الجيش العثماني المُحاصرين في حيفا أنهم تحت قيادة كمال، ويظن العساكر في القوقاز أنهم تحت قيادة كمال أيضاً، فترتفع روحهم المعنوية ويزداد عطاؤهم، في حين أنه محبوس في سرداب القصر ينتظر تنفيذ حكم الإعدام فيه بعد فشل انقلابه الأول، قبل أن تصدر الأوامر بالإفراج عنه وتسليمه قيادة الجيش الغربي. وبالفعل استطاع في غضون أشهر إعادة الأمور إلى نصابها. ويقول مساعده: «كان يدور على كل القطاعات ليشاهده العساكر فترتفع روحهم المعنوية، وكان يقضي جلّ وقته مع العساكر وهو يردد (سنهزمهم سنهزمهم)، وفي الليل يتفرغ لصياغة الخطط وإعدادها، ويعيد بعض القيادات المزيفة إلى الخلف، وأحياناً إلى إسطنبول، ويزج بالأكفاء في الأمام».

وكانت الأمور قبل وصول أتاتورك قد بلغت حدّ رفض الأوامر العسكرية، وهي المرحلة الأخطر، بعد أن ثبت في أذهان العساكر أن قادة الجيش العثماني يدفعونهم إلى الانتحار الجماعي، من دون أن تتسخ بزاتهم العسكرية (أي بزات القادة).

وما لم يمسك أحد من القراء يدي ويلوِها خلف ظهري، عندما أكتب عن أتاتورك، فلن أتوقف إلا بعد أن يلطم سكرتير التحرير الزميل ناصر العتيبي. لكن دعوني أعود من حيث انطلقت لأقول إن الدول تقودها الحكومات، والكثير من الكويتيين لا يكفرون بحكومتهم فقط، بل يتوجسون منها خيفة ويتحسسون مسدساتهم عند مرورها على مقربة منهم، ولا يعطونها ظهورهم عند مغادرتهم القاعة، بل يتقهقرون إلى الخلف. فالعمر مش بعزقة.

وحكومة تسرّح شعر كبار اللصوص، بعد أن تهتم بحمامهم الساخن، وتأخذ مصروف البسطاء وتضعه في جيوب القراصنة، لا يحق لها أن تطالب بفرض الضرائب علينا. كيف نقتنع وندفع الضرائب ونطبق أوامر حكومة هي لا تطبق القانون، ولم تحبس وزيراً ولا وكيلاً رغم صراخ مؤشر الفساد الذي تقطعت حباله الصوتية و»صفّر» مخزون دموعه؟ كيف نلبي رغبات حكومة حولت البلد إلى غابة ولا غابات الأمازون، ينهش كبارها صغارها؟ كيف نؤمن بحكومة تغني للمستثمرين: «خليني شوفك بالليل، الليلة بعد الغيوبي، والليل بيستر العيوبي».

وآخر صرعة من صرعات الفساد، هي «رحلة مدير مستشفى شركة النفط وصديقيه الإداريين، أكرر صديقيه الإداريين، إلى أميركا في جولة طبية»، وهي رحلة ستنطلق بعد العيد للتعاقد مع المستشفيات هناك. ولمن أراد أن يضحك أقول: «الجولة لن تشمل أفضل خمسة مستشفيات في أميركا، كما فعلت الوفود القطرية والإماراتية، بل ستنصبّ على مستشفيات مجهولة الأبوين، يسهل معها التكتيك والتضبيط»، ولا أدري كيف يمكن لإداريين أن يناقشا أطباء في قضايا فنية! وأظن أن الرحلة هذه ستفتح باب وزير النفط أمام الأعاصير… وسأتابع الموضوع لأكشف تفاصيله. وخليني شوفك بالليل.

حسن العيسى

اصبحنا أقلية مخيفة

لم يكن الكويتيون يوماً تنابلة السلطان، ولم يتكبروا على أي مهنة في تاريخ قبل النفط، فقد عملوا في الغوص والتجارة وصناعة السفن، إلى تنظيف القلبان من الطين وسطوح المنازل من مخلفات أمعاء أصحاب المنازل، لم يكن هذا عيباً، بل كان عملاً، والعمل شرف تم تناسيه بنعمة النفط وكيفية إدارة هذه "النعمة".

مناسبة هذا الكلام المكرر، الذي لن يقدم ولن يؤخر في برنامج ساعة التراخي الكويتية، هو أن الكويت أضحت رابع دولة في العالم في عدد الوافدين، فقطر الأولى والثانية موناكو والثالثة الإمارات العربية، كما نشرت صحيفة الوطن نقلاً عن دراسة البنك الدولي.

وإذا تركنا "موناكو" جانباً فهي ليست دولة بالمعنى الفعلي، فالكويت هي الثالثة إذ بلغت نسبة الوافدين 69 في المئة، بكلام آخر لو زادت هذه النسبة قليلاً فسيكون ثلثا السكان من الوافدين، فما هذه الدولة والدول التي تحيا على عمل الغير؟

في دراسة للنائب عادل الصرعاوي عن التركيبة السكانية في الكويت جاء بها أن عدد الخادمات بلغ نصف مليون، وتشير هذه الدراسة وغيرها إلى أن العمالة الأجنبية تشكل أكثر من 90 في المئة في القطاع الخاص، والعكس صحيح في القطاع الحكومي، إذ يشكل المواطنون الأغلبية؟ هل لنا أن نتحدث بعد ذلك عن وجود بطالة حقيقية في الدولة، والقطاع الخاص يفضل الهندي أو الوافد بصورة عامة الذي يعمل بإنتاجية أكبر وبأجر أقل…؟ تحت مظلتي الرأسمالية والعولمة لا مكان للحديث عن الواجب الأخلاقي أو الوطني لإحلال العمالة الوطنية مكان الوافدة، فهناك واقع لابد من الإقرار به، مثل قلة الكفاءة عند العمالة الوطنية ورخص العمالة الوافدة، مع استعدادها لتقبل معظم المهن التي يترفع عنها المواطن… والرأسمالية لا تعرف غير لغة الأرقام والربح، ولا تنصت للمواعظ الأخلاقية.

هي كارثة نعمة النفط، التي خلقت واقع الأقلية الكويتية في وطنهم، وهي كارثة الفساد في تجارة الإقامات، وهي كارثة غياب الرؤية والتخطيط وغياب العزيمة عند الحكومات المتعاقبة، والحل لن يكون بغير التعليم وتوجيهه إلى الطريق الصحيح، ثم سن التشريعات التي تفرض العمالة الوطنية على القطاع الخاص، ولم يكن قانون دعم العمالة الوطنية كافياً يوماً ما… لكن هذا القهر والفرض على القطاع الخاص لن يكون ممكناً طالما غابت الكفاءة وتقديس العمل عند أهل الوطن.

احمد الصراف

أقوال وتعليقات وحكم

قال نابليون: لقد عانى العالم من ويلات كثيرة، ليس بسبب العنف الذي تسبب به أشرار البشر، بل بسبب صمت الطيبين عن تلك الشرور!
ولو تمعنا في هذا القول لوجدنا أنه حقيقي إلى حد كبير. والغريب أن الجماعات التي سكتت عن اقتراف الطغاة للجرائم ضد غيرهم كانوا هم الضحية التالية. ومع هذا ليس من السهولة أن يتغير شيء في العالم، فحربان عالميتان وقعتا منذ مقولة نابليون هذه، ولكن الوعي بحقوق الإنسان يزداد يوما عن يوم، والفضل للغرب وليس لنا، فنحن لا نزال في موقف الضحية!
وقال مايكل بول، وهو بطل ومعاق أميركي شهير، انه كتب على قلبه «الرجاء عدم الدخول»! ولكن عندما جاء الحب مبتسما وقائلا: «آسف، أنا لا أقرأ»، لم يستطع أن يقاوم.
وهذا صحيح أيضا إلى حد كبير فعالم اليوم بحاجة أكبر للمحبة والتسامح من حاجته للماء والغذاء، فهناك ما يكفي الجميع منهما ويزيد بحيث لا يبقى جائع، ولكن فقدان أو نقص الحب والمحبة والسلام هو الذي يجعل الأمور تبدو بكل هذا السوء!
ونقل عن آينشتاين قوله انه ممتن لكل أولئك الذين قالوا له «لا»، فبسببهم تمكن «منفردا» من تحقيق ما حققه من إنجاز بشري كبير!
وهنا أيضا نجد كم هو صحيح كلام هذا العالم الكبير، فالاعتماد على النفس هو سر النجاح الأكبر والأهم!
وقال أبراهام لينكولن، الرئيس الأميركي العظيم، ومحرر العبيد في بلاده، ثم في العالم: إذا كان احترامك لصداقاتك نقطة ضعفك، فتأكد أنك الشخص الأقوى في هذا العالم!
وأيضا لو تمعنا في هذا القول وفي ما تجلبه الصداقة من محبة وحب للحياة وسعادة لعرفنا كم هو صحيح.
وقال شكسبير الشاعر الإنكليزي المبدع: إن الوجوه الضاحكة لا تعني أن أصحابها لا مشاكل لديهم، بل تعني أن لديهم قابلية أكبر للتعامل السليم معها.
وقال أيضا انه لم يشعر بالألم مما صدر عن أعدائه من كلمات نابية بحقه، بقدر ما تألم من صمت أصدقائه عن تلك الكلمات!
وهنا أيضا نجد حكمة حياة تختصر في كلمات قليلة، ولكن هل بإمكاننا تغيير البشر الى ما نحب ونرغب؟ الجواب: لا كبيرة طبعا.
ويقول شيف خيرا، المعلم والمؤلف الهندي الشهير: الفائزون ليسوا أولئك الذين يقومون بفعل أشياء كثيرة مختلفة، بل هم أولئك الذين يقومون بأداء الأشياء نفسها بطريقة مختلفة!
ويقول حكيم: لا تجادل الأحمق فقد يسحبك لمستواه ويتغلب عليك بالخبرة. وإن الضوء ينتقل بسرعة أكبر من الصوت ولهذا نعجب بالبعض، ولكن ما ان يفتحون أفواههم بالكلام حتى يختفي الاعجاب! والفرق بين المعرفة والحكمة أن المعرفة تقول ان الطماطم فاكهة، والحكمة تقتضي عدم خلطها بالفواكه الأخرى. وان المال لا يخلق السعادة ولكنه حتما يخفف البؤس! وأخيرا عندما نفكر بمواجهة النار بالنار يجب أن نتذكر أن رجال الإطفاء يقاومون النار بــ…. الماء!

أحمد الصراف