علي محمود خاجه

اعلام الاسرة

هذا الكم من الوسائل الإعلامية لأسرة واحدة يعكس، إما حاجة ماسة لها في تسويق نفسها وإما حاجة لتسويق أفكار تلك الأسرة، فإن كان الهدف من كل هذا الإعلام التسويق للأسرة المالكة للإعلام فهو مؤشر خطير ويدعو للقلق فعلا، وإن كانت الفكرة هي تسويق أفكارهم من خلال وسائل الإعلام، فما تلك الأفكار يا ترى التي تدعو لكل هذا التجنيد الإعلامي الضخم. الصديق العزيز محمد الغانم المتألق في فكره وعقله طرح تساؤلا مهما قبل أيام، وهو تساؤل نبهني لقضية أراها مهمة وغريبة في الوقت الذاته. فقد كان تساؤل الغانم كالتالي: «الشاهد، الوطن، الصباح، الحرية، والمستقبل التي ستصدر قريباً… أكو عايلة بالعالم تملك 5 صحف؟»، وهو يشير في تساؤله هذا لأسرة الصباح الكريمة، ونزيد على تساؤله قناتي «الشاهد» و»الوطن» التلفزيونية بالإضافة إلى محطة «مارينا إف إم» الإذاعية. فعلا الأمر يدعو للتساؤل، فالقضية ليست مجرد أموال تملكها هذي العائلة (الله يزيد ويبارك لهم في كل فلس حلال يملكونه) بل هي أبعد وأعمق من ذلك بمراحل أرغب في إيجازها في فكرتين رئيستين: الأولى: لماذا تحتاج أسرة واحدة، وهي الأسرة الحاكمة أيضا، إلى سبع مكائن إعلامية عطفا على وسائل الإعلام الأخرى الموالية لها في بلد لا يزيد مواطنوه على المليون مواطن؟ فهذا الكم من الوسائل الإعلامية لأسرة واحدة يعكس، إما حاجة ماسة لها في تسويق نفسها وإما حاجة لتسويق أفكار تلك الأسرة. فإن كان الهدف من كل هذا الإعلام التسويق للأسرة المالكة للإعلام فهو مؤشر خطير ويدعو للقلق فعلا، فأن يستلزم الأسرة هذا الكم من الوسائل الإعلامية لمجتمع صغير كالمجتمع الكويتي هو ما يعني أنها تجند كل هذه الوسائل الإعلامية لتحسين صورتها، فإن كان هذا اعتقادهم فبرأيي أنهم بحاجة لتقويم أدائهم بدلا من تسويقه بشكله القائم. أما إن كانت الفكرة هي تسويق أفكارهم من خلال وسائل الإعلام، فما تلك الأفكار يا ترى التي تدعو لكل هذا التجنيد الإعلامي الضخم، على الرغم من أن الأسرة الحاكمة هي من تقود زمام جزء كبير من الأمور في البلد؟ أما الفكرة الثانية، وهي أيضا مصيبة إن صحّت، فهي تكمن في أن أبناء الأسرة الحاكمة المحترمين منقسمون على أنفسهم انقساما كبيرا يستلزم أن يقوم كل جزء منهم بتكوين كيان إعلامي خاص به، وهو أيضا أمر خطير ولا يجب أبدا التهاون معه. فأن تصل الحال بالأسرة إلى هذا الانقسام الذي يجعلهم يدفعون ملايين الدنانير من أجلها فهو بلا شك أمر مرعب للكويت وأهلها، ولا نرضاه أبدا، ولا نتمنى أن يكون صحيحا فاستقرارهم استقرار لنا. إن ما قدمته في السطور الماضية لا يعدو كونه تحليلا لا أرى سواه لتفسير هذا الكم من الوسائل الإعلامية للأسرة الحاكمة فقط، وهو أمر يدعوني إلى القلق من الوضع القائم، وكم أتمنى أن يجانبني الصواب فيه، فإن كنت مصيبا فإني لأدعو أصحاب القرار من أبناء الأسرة إلى تعديل ما هو مشروخ أو مكسور سريعا، قبل أن يكبر الصراع وتسوء الصورة أكثر. خارج نطاق التغطية: الرياضة الكويتية من بعد فبراير 2007: الوصول إلى نهائيات كأس آسيا… الوصول إلى قبل نهائي كأس الخليج مرتين… ميداليات لأبناء الكويت في الأسياد الآسيوية… عروض احترافية خارجية لكم كبير من لاعبي الكويت، وغيرها من إنجازات كبيرة، كل هذا تحقق والثابت الوحيد غير المتغير منذ ذلك الحين هو قوانين الإصلاح الرياضي، فشكرا لتلك القوانين التي رفعت شأن الكويت والكويتيين.

سامي النصف

أعداؤهم أعداؤنا.. وأعداؤنا أصدقاؤهم!

في عام 1954 عقد في مصيف «سرسنك» شمال العراق اجتماع مهم بين احد اكبر دهاة العرب ونعني السياسي المخضرم نوري السعيد وأحد اكثرهم «عبطا» وحمقا ونعني الضابط الثوري صلاح سالم الذي سلمه عبدالناصر السودان فأضاعها أسهل من اضاعة طفل رضيع لورقة نقدية في يوم عاصف، ودار بين الاثنين «حوار طرشان» حاول فيه الباشا المحنك ان يقنع الضابط المبتدئ بأن لكل دولة عربية ان تحدد طبقا لمصلحتها وموقعها والاخطار المحيطة بها من هو صديقها ومن هو عدوها، فاسرائيل قد تكون الخطر الاول على مصر آنذاك الا انها لا تمثل ذلك الخطر بالنسبة للعراق الذي لا يفصله عن الاتحاد السوفييتي الا 20 كم من الاراضي الايرانية.

وبين ابوصباح ان الخطر الشيوعي اكبر واعتى واقرب واكثر تدخلا في الشأن العراقي والعربي من الخطر الاسرائيلي الذي يمكن احتواؤه والحد من خطره عبر الانضمام لحلف بغداد الذي يضم تركيا وايران وباكستان وبريطانيا والذي لا قدرة لاسرائيل على مواجهته، وانتهى اللقاء بعد ان حاول الضابط الذي اشتهر بنوبات الصرع التي تنتابه ان يفرض منطقا عجيبا هو ان على العراق ان يعادي من يعاديه النظام الثوري في مصر في مقابل ان تصادق مصر الاتحاد السوفييتي عدو العراق الاول!

مثل ذلك المنطق العجيب والغريب غير المعمول به في اي منطقة اخرى في العالم لم ينته آنذاك بل تكرر معنا ومع دول الخليج عام 1990 عندما ارادت القيادة الفلسطينية ممثلة في ياسر عرفات ان نعادي من تعاديهم ـ اي اسرائيل ـ بتهمة احتلالها لـ «بعض» الاراضي الفلسطينية في مقابل صداقة أبوعمار الحميمة للنظام الصدامي المحتل وبقسوة اكبر لـ «كامل» الاراضي الكويتية والمهدد باحتلال 5 دول خليجية اخرى تباعا.

هذا المنطق الفريد يتكرر مرة ثالثة هذه الايام حين يسود مفهوم سياسي مضمونه ان على دولنا الخليجية ان تسخر مواردها وتظهر العداء الشديد لاسرائيل بسبب احتلالها لبعض الاراضي العربية في مقابل الصداقة الوطيدة لبعض الانظمة العربية للدول التي تحتل الاراضي الخليجية وتهدد كيانها بين حين وآخر.

ان هناك خيارين واقعيين وعادلين امام العرب: الاول ان يتم الوقوف بشكل «موحد» ضد كل من يحتل الاراضي العربية كائنا من كان حتى يحل الاشكال ولا يجوز في هذا السياق تكرار ما فعله عرفات من الطلب منا ان نعادي اعداءه في مقابل ان يصادق اعداءنا، او بالمقابل ان يعذر كل طرف منا الآخر فيحدد طبقا لمصلحة وطنه وموقعه الجغرافي ومتطلباته القطرية الاستراتيجية من هو عدوه ومن هو صديقه دون ان يفرض احدنا وبمنطق الاخ الاكبر لائحة اعدائه واصدقائه على اشقائه مما يمس بسيادتهم وكرامتهم.

آخر محطة:

 1 – انسحبت اسرائيل دون حرب من قرية الغجر، عقبال الجزر!

2 – للحقيقة وللتاريخ، لم تحاول اسرائيل قط انشاء مستوطنات في جنوب لبنان او تغيير هويتها العربية او التدخل في تسمية ابنائها او فرض اللغة العبرية على اهلها كما لم تمنع اقامة دور العبادة المختلفة على اراضيها.

3 – اسئلة تحتاج الى اجابة عنها بعقل بارد والاخطار تحيط هذه الايام بشعوبنا الخليجية من كل جانب، نطرحها للعصف الذهني وهي: هل اسرائيل عدوة للخليجيين؟! وما الذي فعلته لتبرير ذلك العداء؟ وكم من الدول الثماني المطلة على الخليج في حالة عداء «حقيقي» معها؟!

احمد الصراف

زواج فيغارو.. أبو مشاري

«زواج فيغارو» هو اسم لواحد من اهم اعمال الاوبرا العالمية للفنان الخالد اماديوس موزارت.
عندما تزوج صديقنا ابو مشاري اختار وشريكة حياته، ولأسباب عدة، ان يكون زواجهما هادئا ومقتصرا على القلة. وبعد مرور 25 عاما قرر الاحتفال باليوبيل الفضي، واقامة حفل زواج كبير يعوض شريكة حياته ما فاتها من فرح في حينه. وهكذا دعا جمعا كبيرا من اصدقائه للالتقاء به في منتجع قريب من العاصمة الهندية نيودلهي لمشاركته في الاحتفال بزواجه للمرة الثانية من ام مشاري!
كنا من بين المدعوين، وكانت المفاجأة فوق توقع كثيرين، فقد عشنا ثلاثة ايام بلياليها في بهجة تشبه ما كنا نشاهده في الافلام الهندية عن حياة المهراجات، فقد كان هناك سحرة وقرود وتدليك وقارئ حظ وفيلة وخدم وحشم واطعمة هندية من كل نوع وهودج وزهور وطقس جميل وجو بهيج يمتلئ بعبق حضارة شبه القارة الهندية الغني الذي ملأ ارجاء المكان الرحب، وساعد بسهولة اختلاط ثقافات الضيوف المتنوعة، فأصبحت الكويتية صديقة للهندية، والاميركي يرقص مع الفلسطيني، واللبنانية والعمانية تتعرفان على اليونانية والكندية، والسورية واليابانية تتضاحكان من القلب مع البريطانية، واختفت الفروق الدينية والمذهبية واللغوية، واصبح الجميع كتلة واحدة تنشد السلام والفرح وتتمنى الخير «للعروسين».
ولجعل الفرح مميزا اكثر طلب الداعي من الجميع الالتزام بأمور بسيطة، حيث كانت الليلة الاولى كويتية الطابع، وكان على الرجال فيها ارتداء الدشداشة وفوقها وزار خليجي وغطاء رأس «جريمبه». اما النساء فكان عليهن ارتداء الدراعة الكويتية. واحيا السهرة المطرب المبدع اسماعيل كرم، الذي سحبها لساعات الصباح الاولى.
اما الليلة الثانية فقد كانت هندية بفولكلورها، حيث حضر الرجال بملابسهم الراجستانية، والنساء بالساري الهندي. واحيا الليلة أكبر خان بفرقته الهندية الشهيرة، وهنا ايضا امتد السهر والفرح لساعات الصباح الاولى.
الليلة الثالثة كانت شيئا آخر، فهي ليلة الزفاف، او الدزة، حيث حضر الرجال مرتدين اطقم الشرواني المغولية الطابع، وتغطي رؤوسهم لفات التوربان الهندية الشهيرة. اما النساء فقد ارتدين جميعا اجمل ألبسة الساري المزركشة، وبدأت «الدزة» على الطريقة الهندية بفيل ضخم حمل العريس وسار به الموكب المتعدد الالوان يتقدمه الرجال والنساء وصبايا الحفل ليلتقي في الجانب الآخر من قصر الحفل بالعروس، والتي نقلت إليه بهودج عظيم يحمله ستة رجال اشداء! وهنا القيت خطب قصيرة ونثر الورد الجميل على العروسين ليتجها بعدها لمنصة عقد القران التي اجريت على الطريقة الهندوسية اولا ثم الاسلامية تاليا، وما ان انتهت الشكليات الرسمية حتى بدأ الحفل الذي احيته فرقة اناندي الهندية والـ«دي جي» الكويتي، ولتمتد حتى ما بعد الرابعة صباحا!
حفل زواج جميل وحضور انساني متنوع اجمل وكرم وتنظيم اكثر جمالا أنستنا كثيرا من «مغثات» الوطن، فالشكر لأم وأبو مشاري.

أحمد الصراف